محاولات اليونانيين إفساد مجتمع بني إسرائيل وتحويلهم إلى مجتمع شبيه بهم بمساعدة كهنة بني إسرائيل
ملابس النساء اليونانيات ونشرها بين بنى اسرائيل
المقدمة :-
كان حفظ الكتاب المقدس أمانة في عنق بنى إسرائيل ولكن جاءت أجيال خانت العهد وحرفت الكتاب ، فكان يبعث الله عز وجل لهم في كل مرة نبي يصحح لهم ما حرفوه ونقرأ ذلك بوضوح فى الأسفار التاريخية (للمزيد راجع الفصل الثاني - الباب الثالث)
ولكن ما يهمنا هو التحريف الذي أدى إلى وصول الكتاب المقدس بالشكل الذي نراه حاليا ،فمن المهم أن نعرف الظروف التي تم كتابته فيها وحال بني إسرائيل منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرون الميلادية الأولى ، لأن هذا سوف يوضح لنا الكثير من الأشياء حول رسائل العهد الجديد ومغزاها
فلقد كانت رغبة اليونانيين بنشر أفكارهم وهدم دين أجداد اليهود هو أحد الأسباب التي شكلت العهد القديم الذي نراه حاليا حيث نشأت اليهودية الهلينستية
كما كانت رغبة الرومان فى استقرار ملكهم هو السبب في تشكل الكتاب المقدس كله بالشكل الذى نراه فقاموا بحرق كتب النصارى و الاستعانة بكتابات اليهود المحرفة و برسائل عادية ، و قدموها للناس وقالوا لهم هذا هو كتابكم المقدس كما نشروا عقيدة تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام ، ومحاربة الفئات التي تنادي بأنه مخلوق حتى اندثرت، وكان هذا يعنى موعد مجئ روح الحق النبي الخاتم حيث خرج لهم من حيث لم يحتسبوا لينشر نور الحق على العالم كله
وإني أتعجب ممن يصدق أن بنى إسرائيل تجرأوا وقتلوا بعض رسل الله الذين يخبرونهم بوحي الله ومع ذلك يرفض أن يصدق أن بنى إسرائيل حرفوا في الوحي إذا كانوا تجرأوا وقتلوا بعض رسل رب العالمين فهل من الصعب عليهم أن يحرفوا فى الكلام الذي أخبرهم به رسل الله عز وجل
فإذا أردتم أن تعرفوا معنى جرأتهم وقتلهم بعض رسل الله مثل سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام اقرءوا مثال المسيح عليه الصلاة والسلام لليهود عن صاحب الكرم فى إنجيل متى
وإذا كنتم يا مسيحيون ترفضون تصديق كلام اليهود على المسيح عليه الصلاة والسلام وأمه فلماذا تصدقون كلامهم عن أنبياء الله عز وجل (فاليهود هم من كتبوا العهد القديم وهم أيضا من كتبوا التلمود ) ؟؟؟!!!
المبحث الأول (1-3-3) :- أقدم نسخ العهد القديم تم كتابته فى ظل رغبة الحكام اليونانيين نشر الثقافة والمعتقدات اليونانية
المقدمة :-
حاول اليونانيين بعد سيطرتهم على العالم فى القرن الرابع قبل الميلاد نشر ثقافتهم فى أمة بني إسرائيل فظهرت اليهودية الهلينستية
للمزيد راجع :-
والتي كانت من نتائجها الترجمة السبعينية وأيضا قيام بعض من بنى إسرائيل بالتشبه باليونانيين فى معتقداتهم وطرق معيشتهم وهؤلاء هم من أطلق عليهم اليهود كلمة يونانيين ، ودلالة كلمة اليونانيين عند بني إسرائيل تم تغير مفهومها فى القرن الرابع الميلادي لايهام الناس بعالمية الرسالة (للمزيد عن دلالة كلمة يونانيين - راجع الفصل الأول - الباب الخامس)
المطلب الأول (1-1-3-3) :- محاولة اليونانيين إغواء بني إسرائيل ليتركوا شريعتهم ويتشبهون بهم
1- استمرار تحريف كهنة اليهود لكتابهم :-
حتى كان السبي البابلي ثم عودتهم مرة أخرى إلى فلسطين
وهناك نصوص من العهد الجديد تؤكد على استمرار حدوث التحريف حتى فى زمان كتابة العهد الجديد أي استمرارية التحريف فى ظل حكم اليونانيين والرومانيين للعالم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
7 :53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه
وقد رأينا ( فى الفصل الثاني - الباب الثالث ) وخاصة من سفر أخبار الأيام الثاني و سفر المزامير وكذلك من سفر التثنية معنى عدم حفظهم للكتاب وهو تحريفهم البعض وإخفاء البعض أي أنهم كانوا يزيدوا وينقصوا من الكلام
(ملحوظة :- ليس معنى تحريفهم للكتاب أن كل الكتاب مزيف ولكن هناك نصوص ظلت صحيحة ولم تمتد إليها أيديهم ولذلك نجد التناقضات بين النصوص السليمة وبين النصوص المحرفة وهذا يعني بقاء بعض النصوص سليمة كما تم كتابتها فى الأصل )
انتهى
2- بعد عودة اليهود من السبي البابلي
وكان هؤلاء هم سكان مملكة يهوذا والذين كان يطلق عليهم مسمى (اليهود) نسبة إلى المملكة التي ينتمون إليها وهم عبارة عن سبطين وهما سبط يهوذا وسبط بنيامين ومعهم بعض من سبط لاوى
و كان قد ضاع منهم التوراة الحقيقية وكتب الأنبياء السابقين و تابوت العهد
لذلك عمد اليهود على إعادة صياغة كتابهم مرة أخرى وأصبحوا هم الموكلون بحفظ الكتاب والممثلين لبنى إسرائيل ، لذلك أصبح بمرور الزمن أي إسرائيلي هو يهودي أيضا أيا كان سبطه (للمزيد عن من هو اليهودي - راجع الفصل الأول - الباب الخامس)
3- بداية ظهور اليونانيين على الساحة العالمية ومحاولتهم إغواء بني إسرائيل وإفسادهم :-
كان هذا فى القرن الرابع قبل الميلاد
ومن موسوعة ويكيبيديا نقرأ :-
(القرن الرابع قبل الميلاد يبدأ من أول يوم في العام 400 ق.م وينتهي بانتهاء آخر يوم من العام 301 ق. م)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:%D9%82%D8%B1%D9%86_4_%D9%82_%D9%85
حيث غزا الاسكندر الأكبر العالم ثم بعد وفاته ثم تم تقسيم مملكته على قادة جيشه
فكان اليهود في فلسطين تحت حكم مملكة البطالمة حتى عام 198 ق.م حين انتصر أنتيوخوس الثالث على بطليموس الخامس فتم ضمهم إلى الإمبراطورية السلوقية
وكان اليونانيون بمختلف ممالكهم يريدون أن تستقر لهم الأوضاع لهذا قاموا بنشر ثقافتهم اليونانية فى العالم وحاولوا دمج ثقافتهم بثقافة البلدان التي استولوا عليها فيما يعرف بالعصر الهلنستي
وكان من ضمن الأمم التي بثوا فيها أفكارهم أمة بني إسرائيل
وإستخدموا في البداية أسلوب الترغيب عن طريق منح اليهود العديد من الامتيازات عند استخدامهم اللغة والثقافة اليونانية وبالفعل انجذب بعض اليهود إليهم
نقرأ من jewish virtual library ، مقالة بعنوان Ancient Jewish History: Hellenism :-
The Hellenic influence increased under Herod, who built a Greek theater, an amphitheater where Jews wrestled naked with Greeks, and a hippodrome in or near Jerusalem. Even Agrippa I, who is so highly regarded in rabbinic sources (Bik. 2:4, etc.), built a theater and amphitheater at Berytus (Jos., Ant., 19:335) and himself attended the theater at Caesarea (ibid., 19:332–4)
كما نقرأ :-
The Hellenization of the Jews, both in Palestine and the Diaspora, consists in the substitution of the Greek language for Hebrew and Aramaic, the adoption of Greek personal names, the adoption of Greek educational institutions, the growth of a Jewish Hellenistic literature and philosophy, and religious deviation and syncretism as seen in legal institutions and in art (see Diaspora )
الترجمة :-
وازداد التأثير الهيليني في عهد هيرودس، الذي بنى مسرحًا يونانيًا، ومدرجًا حيث كان اليهود يتصارعون عراة مع اليونانيين، ومضمارًا لسباق الخيل في القدس أو بالقرب منها. حتى أغريبا الأول، الذي يحظى بتقدير كبير في المصادر الحاخامية (بيك 2: 4، إلخ)، قام ببناء مسرح ومدرج في بيريتوس (يشوع، أنطس، 19: 335) وحضر هو نفسه المسرح في قيصرية (المرجع نفسه). ، 19: 332-4)
كما نقرأ :-
تتمثل هلنة اليهود، سواء في فلسطين أو في الشتات، في استبدال اللغة اليونانية بالعبرية والآرامية، واعتماد أسماء شخصية يونانية، واعتماد المؤسسات التعليمية اليونانية، ونمو الأدب والفلسفة الهلنستية اليهودية، والانحراف الديني والتوفيق بين المعتقدات كما يظهر في المؤسسات القانونية والفنية (انظر الشتات).
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.jewishvirtuallibrary.org/hellenism-2
ونقرأ من كتاب قصة الحضارة وهو كتاب موسوعي تاريخي من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت :-
كتاب قصة الحضارة -> حياة اليونان -> انتشار الهلنستية -> الهلنية والشرق -> الهلنية واليهود :-
( أدخل الغزاة اليونان في هذه الحياة البسيطة المتزمتة كل ما في الحضارة الأبيقورية من أسباب اللهو والغواية ….
كما نقرأ :-
كانت تقوم في كل واحدة من هذه المدن نظم ومؤسسات يونانية وهياكل للآلهة والإلهات اليونانية، ومدارس، ومجامع علمية، ومدارس وساحات للألعاب الرياضية، وألعاب يشترك فيها الناس وهم عراة. وأقبل على أورشليم من هذه المدن ومن الإسكندرية، وأنطاكية، وديلوس، ورودس يونان ويهود يحملون العدوى الهلنية، عدوى التبحر في العلم والفلسفة، والفن، والأدب، والاستمتاع بالجمال واللذة، والغناء، والرقص، والشراب، والطعام، والألعاب الرياضية، والعشيقات، والغلمان؛ فضلاً عن السفسطة المرحة، التي ترتاب في جميع القوانين الأخلاقية، والتشكك الذي قضى على كل عقيدة في خوارق الطبيعة) .- صفحة رقم 2671 - (8/392)
كما نقرأ :-
(وأحس اليهود الذين كانوا يطلبون المناصب من الموظفين اليونان بأن من حسن السياسة أن يتكلموا اللغة اليونانية، وأن يعيشوا كما يعيش اليونان، بل أن يقولوا بضع كلمات طيبة في حق الآلهة اليونانية.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://islamport.com/d/3/amm/1/234/2612.html#
ثم انقلب الأسلوب بعد ذلك إلى استخدام العنف من جانب اليونانيين لاجبار بنى إسرائيل على ترك معتقدهم
المطلب الثاني (2-1-3-3) :- جذب اليونانيين لرجال الدين اليهود لمساعدتهم فى نشر ثقافتهم الوثنية بين بنى اسرائيل
اتبع اليونانيين العديد من الطرق لإغواء بني إسرائيل حتى يرتدوا عن دينهم أو على الأقل ترك الشريعة وبالتأكيد فإن اليونانيين لم يكن فى استطاعتهم إغواء بني إسرائيل بدون مساعدة داخلية
فقاموا بجذب الكهنة إليهم حتى لا يكون على الساحة إلا ما كتبه هؤلاء الكهنة من كتب يقدموها للناس ويقولوا لهم هذا هو كتابكم المقدس ، ووجدوا بالفعل البعض منهم ممن باعوا آخرتهم بدنياهم
ومثال هؤلاء نقرأ عنهم فى سفر إرميا :-
23 :10 لان الارض امتلات من الفاسقين لانه من اجل اللعن ناحت الارض جفت مراعي البرية و صار سعيهم للشر و جبروتهم للباطل
23 :11 لان الانبياء و الكهنة تنجسوا جميعا بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب
ثم نقرأ :-
23 :32 هانذا على الذين يتنباون باحلام كاذبة يقول الرب الذين يقصونها و يضلون شعبي باكاذيبهم و مفاخراتهم و انا لم ارسلهم و لا امرتهم فلم يفيدوا هذا الشعب فائدة يقول الرب
1- أهمية الكهنة بالنسبة لبني إسرائيل :-
كان للكهنة أهمية كبرى بالنسبة لبني إسرائيل
فكانوا مسؤولين عن حفظ كتابهم المقدس وعن تعليم اليهود الناموس وتفسيرها لهم (لا 10: 10 و11، تث 33: 10، 2مل 17: 27 و28، 2أخ 15: 3، 17: 7-9، إرميا 18: 18، حز 7: 26، 44: 23، ملا 2: 6 و7)
وكان يعتقد اليهود أن الكهنة يستشرون الله عز وجل ، وأن ما يقولوه هو ما أخبرهم به رب العالمين
(خر 28: 30 وعز 2: 63 وعد 16: 40 و18: 5 و2 أخبار 15: 3 وار 18: 18 وحز 7: 26 ومي 3: 11)
للمزيد راجع هذا الرابط
وهذا الرابط
2- وسائل جذب اليونانيين لكهنة اليهود :-
ومن مظاهر سعى اليونانيين لجذب رجال الدين اليهودي كان تعيين الكهنة من أتباعهم
ومن الأدلة على ذلك :-
أ- نقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(كان عدد كبير من الكهنة محبًا للثقافة اليونانية (2 مكابيين 4: 14-16) وكان رؤساء الكهنة ياسون ومينيلاوس والقيموس الداعين إلى الهيلينية فوق الشعب إلى جانب المكابيين للذود عن نقاوة الدين اليهودي.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ب وأيضا ما نقرأه من سفري المكابيين :-
فنرى كهنة أمثال الكيمس و ياسون (مكابيين أول 7: 5 ، 7: 21 )، (مكابيين الثاني 4: 7 ، 4: 13 ) قام اليونانيين بتنصيبهم كهنة
وذلك لمساعدتهم فى نشر الثقافة والأفكار اليونانية وترك الناموس أو على الأقل البعض منه وتدمير الدين الذي أتى به أنبياء الله عز وجل وتدمير أعمالهم (مكابيين أول 9: 54)
3- أقدم مخطوطات العهد القديم تعود إلى زمان حكم اليونانيين والرومان للعالم :-
عمل بعض من كهنة بني إسرائيل من أتباع اليونانيين على نشر الثقافة الهيلينية فقاموا بإعادة كتابة العهد القديم
أ- أقدم مخطوطات العهد القديم ترجع إلى فترة حكم اليونانيين للعالم :-
أن أقدم نسخ العهد القديم هي النسخ التي تم كتابتها فى ظل حكم اليونانيين وقيامهم بنشر ثقافتهم بين اليهود وسيطرتهم على الكهنة ، فالاسكندر الأكبر توفي في عام 323 ق.م وكان اليونانيون قد أحكموا سيطرتهم على العالم فى ذلك الوقت
بينما أقدم مخطوطات العهد القديم وهي لفائف البحر الميت يتراوح تاريخها بين 100 ق. م إلى 250 ق.م أي بعد أن بث اليونانيين أفكارهم وقصصهم بين بنى إسرائيل بمساعدة الكهنة أتباعهم
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا عن أهم مخطوطات العهد القديم:-
أ- لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.
ب- بردية ناش وترجع للقرن الثاني الميلادي.
ج- مخطوطات جينزة - القاهرة وترجع للقرن السادس حتى التاسع الميلادي.
د- مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م
راجع هذا الروابط :-
مع ملاحظة الآتي :-
أ- أن النص الماسورتي كان في القرون من 7 الى 10 الميلادي أي أن مخطوطات الترجمة السبعينية كانت أقدم منها
ب- أن الاعتماد على معرفة نص الترجمة السبعينية يرجع إلى المخطوطات السينائية والفاتيكانية والإسكندرانية و مخطوطات من القرن الرابع الميلادي تستعمل النص السبعيني.
أما المخطوطة الأقدم للترجمة السبعينية والتي ذكرها موقع الأنبا تكلا فهي غير كاملة ولا يمكن الاعتماد عليها لمعرفة النص
ج- لم يكن لليهود قانون محدد لكتابهم بسبب اختلاف المخطوطات ولم تكن النصوص منقطة ولا مشكلة
د- لا يوجد دليل مؤكد عن الطائفة اليهودية التي تنتمي إليها مخطوطات البحر الميت فيعتقد البعض أنها تتبع طائفة الأسينيين بينما ظهرت نظرية حديثة بأنها تتبع طائفة الصدوقيين أو تنتمي إلى طائفة غير معروفة (مع الأخذ فى الاعتبار لإختلاف العقائد بين الطوائف اليهودية في ذلك الزمان)
للمزيد عن مخطوطات الكتاب المقدس فى هذه الروابط :-
مخطوطات البحر الميت
http://en.wikipedia.org/wiki/Dead_Sea_Scrolls
قائمة مخطوطات الكتاب المقدس العبرية
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_Hebrew_Bible_manuscripts
مخطوطات الكتاب المقدس (ويتضح منها أن أقدم نسخة للترجمة السبعينية والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد هي أجزاء غير كاملة أما الكاملة فتعود للقرن الرابع بعد الميلاد )
http://en.wikipedia.org/wiki/Biblical_manuscript
يتضح من هذه الروابط أن حتى الكتابات التي قيل أنها قديمة وترجع إلى قرون قبل الميلاد ولكن أقدم مخطوطاتها تعود لقرون بعد الميلاد ، وأن أقدم هذه المخطوطات جميعها هي مخطوطات البحر الميت والتي يرجع تاريخها ما بين 150 ق.م إلى 70 ميلادي والغير معروف لأي طائفة تنتمي
أي أن كل المخطوطات ترجع بنا إلى عصر اليونانيين والرومان وهو العصر الذي حاولوا فيه نشر ثقافتهم وأفكارهم بين الأمم ومنهم بني إسرائيل
ب- سفر التثنية يخبرنا أن من كتبه ليس سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولا أحد ممن عاصره :-
والذي يؤكد أن الذي كتب تلك النصوص ليس هم الأنبياء الحقيقيين
هو هذا النص من سفر التثنية :-
34 :10 و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه
وهذا يعنى أن تلك النصوص تم كتابتها بعد سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بزمان طويل
ج- استغلال عدم وجود تشكيل فى اللغة العبرية المكتوبة القديمة وكذلك حلول اللغة الآرامية مكان العبرية
من ضمن الظروف التي استغلها كهنة اليهود من أتباع اليونانيين فى التحريف كان عدم وجود تشكيل فى اللغة العبرية المكتوبة قديما وعدم معرفة عامة الشعب باللغة العبرية لحلول الآرامية مكانها أي أن من يفهم هذه اللغة المكتوبة كانت فئة معينة وكل ذلك فى ظل حرق اليونانيين كتب اليهود (المكابيين الأول 1: 59 )
فبعد العودة من السبي البابلي اقتصر دور اللغة العبرية على الأمور الدينية فقط بينما أصبحت اللغة الآرامية هي لغة الحديث التي يستخدمها عامة الشعب ، فكان من السهل على هؤلاء الكهنة تغير مقاصد الكلمات التي تتشابه فى كتابتها ولكن تختلف فى نطقها ودلالتها
فاللغة العبرية المكتوبة القديمة (والتي تم كتابة الأسفار المقدسة بها ) لم تكن تعبر ولا تنقل ألفاظ وطريقة نطق المتحدث ولا نبرة صوته وبالتالي فهي لم تكن تعبر عن كل الفكرة
وهذا بسبب كتابة تلك اللغة بحروف ساكنة بدون علامات ترقيم ولا حروف متحركة
فالكلمات المكتوبة بحروف ساكنة بدون تشكيل يمكن نطقها بطرق مختلفة وقد يكون لها عدة معاني ومقاصد مختلفة لا توضحها الا الحروف المتحركة وعلامات الترقيم
و بعض الكلمات والتي تتشابه فى ترتيب الحروف يمكن أن تعطى أكثر من معنى مختلف
ويختلف المعنى حسب طريقة النطق ونبرة الصوت التي نعرفها شفهيا أو كتابة عن طريق التشكيل أو الحروف المتحركة
فالتشكيل لم يدخل على العبرية المكتوبة إلا عن طريق الماسوراتيين (علماء اليهود الفلسطينيين) في فلسطين تحديدا في طبريا، وكان ذلك في الفترة (750-950 م).
موسوعة ويكيبيديا فى هذا الرابط :-
وأيضا من هذا الرابط :-
http://en.wikipedia.org/wiki/Biblical_Hebrew#Loss_of_final_unstressed_vowels
حاول كهنة اليهود نشر الثقافة الهيلينية سواء كانت من الناحية الأخلاقية أو من الناحية العقائدية
واختراع عقائد تدمج المعتقدات اليهودية بالأفكار اليونانية عن طريق أخذ بعض الأفكار اليونانية الوثنية و إضفاءها على الشخصيات الدينية في بني إسرائيل فكانت اليهودية الهلينستية والتي بدأت من القرن الرابع قبل الميلاد
ومن الموسوعة البريطانية نقرأ بعنوان Judaism عن الفترة الزمنية التي استمرت فيها اليهودية الهلنستية :-
Hellenistic Judaism (4th century bce–2nd century ce
الترجمة :-
اليهودية الهلنستية (القرن الرابع قبل الميلاد – القرن الثاني الميلادي).
انتهى
راجع هذا الرابط :-
و كان هدف اليونانيين الحقيقيين وأتباعهم من بنى إسرائيل فى تلفيق تلك القصص الكاذبة على أنبياء الله عز وجل هو تدمير الدين الذي زرعه فيهم رسل رب العالمين وتأجيج صراعاتهم
وتحطيم رموزهم الدينية والوطنية حتى يدمجونهم في حضارتهم و يطبعونهم بثقافتهم وحتى بطريقة تفكيرهم على أنبيائهم
المطلب الأول (1-2-3-3) :- نشر أخلاق اليونانيين بين بنى إسرائيل
1- الفساد الأخلاقي لليونانيين ومحاولتهم نشر تلك الأخلاق :-
انتشر الفساد بين اليونانيين فى ذلك الزمان بحيث أصبحت العلاقات الغير شرعية أمر مقنن ومعترف بها بعكس ما كان يدعو إليه أنبياء بنى إسرائيل
وكان البغاء أمر معترف به فى أثينا فيتم فرض ضريبة البغايا وكان نحت نساء عاريات أمر معتاد بالنسبة لهم
راجع هذا الرابط :-
ولم يكتفى اليونانيين بفسادهم الأخلاقي ولكنهم عملوا على نشر ثقافة الدعارة المقدسة فى العالم
http://en.wikipedia.org/wiki/Sacred_prostitution#Hellenized_world
كما نقرأ من سفر المكابيين الثاني عن تدنيس اليونانيين للهيكل :-
6: 4 و امتلا الهيكل عمرا وقصوفا (( واخذ الامم يفسقون بالمابونين ويضاجعون النساء في الدور المقدسة ويدخلون اليها ما لا يحل ))
6: 5 و كان المذبح مغطى بالمحارم التي نهت الشريعة عنها
2- تعليم اليهود شرب الخمر والعلاقات الغير شرعية والسير عرايا عن طريق تلفيق قصص فاسدة إلى أنبياء الله عز وجل
مثل ما نسبه اليونانيين فى قصصهم إلى آلهة الأوليمب عندما جعل اليونانيين أحد آلهتهم وهو زيوس يقيم علاقات غير شرعية بالنساء ويشرب الخمر، كما كانت ألعابهم يشترك فيها الناس وهم عراة
فتشبه كهنة اليهود بأفكار اليونانيين حتى فى وصفهم لأنبيائهم
فعلى سبيل المثال نقرأ بعض من هذه الأكاذيب والخرافات :- (منقول من موقع حراس العقيدة) :-
نبي الله نوح عليه السلام يشرب الخمر ويسكر ويتعرى . سفر التكوين [ 9: 20 ]
نبي الله لوط يزني بابنتيه . سفر التكوين [ 19: 30 ]
نبي الله داود يزني بزوجة جاره ويدبر مؤامرة دنيئة لاغتياله فيها . سفر صموئيل الثاني [ 11: 2 ]
نبي الله هارون يكفر ويدعو اليهود إلى عبادة العجل . سفر الخروج [ 32: 2 ]
نبي الله سليمان يكفر ويعبد آلهة أخرى . سفر الملوك الأول [ 11: 1 ]
نبي الله أيوب يسب الله . سفر أيوب [ 4: 18 ] و [ 30: 19 ] و [ 10: 1 ] و [ 10: 16 ]
نبي الله موسى يأمر بالسرقة بناء على طلب الرب . سفر الخروج [ 3: 22 ]
أنبياء الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل . سفر التثنية[52 32: 48، ]
نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلى فرعون لينال الخير بسببها . سفر التكوين [ 12: 10، 19 ]
للمزيد راجع هذا الرابط :-
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=46185&s=10418ab7afc5907e4eeb246a2c2e5f32
بدلا من إعطاء المثل والقيم العليا للمجتمع عن طريق الأنبياء يتم إعطائهم مثل وقيم سيئة بقصص كاذبة عن أنبياء الله عز وجل لا تليق أبدا بين البشر بعضهم البعض
3- تأجيج الصراع بين الأسباط :-
كان أيضا من أحد أهداف نشر القصص الكاذبة الخرافية على أنبياء الله عز وجل والصالحين ومنهم آباء الأسباط هو تأجيج الصراع بين الأسباط حول أنسابهم حتى يظلوا دائما فى صراع دائم ولا يتحدوا
ونقرأ عن هذه الصراعات فى الرسائل المنسوبة إلى بولس :-
الرسالة الأولى الى تيموثاوس :-
1 :4 (( و لا يصغوا الى خرافات و انساب لا حد لها )) تسبب مباحثات دون بنيان الله الذي في الايمان
وأيضا فى رسالة الى تيطس :-
3 :9 (( و اما المباحثات الغبية و الانساب و الخصومات )) و المنازعات الناموسية فاجتنبها لانها غير نافعة و باطلة
نشر تلك القصص والأكاذيب ومحاولة الإساءة إلى أب أو أهم شخص فى كل سبط كان يساهم فى تأجيج صراع الأسباط ، لقد كان فى الأصل سبب انقسام بنى اسرائيل الى مملكتين هو صراع الأسباط ، وبدلا من محاولة مصالحتهم كان نشر الأكاذيب والإشاعات التي تساهم فى زيادة صراعاتهم
فعلى سبيل المثال :-
أ- الاساءة الى سبط يهوذا عن طريق نشر اشاعات و اكاذيب أن جزء منهم جاء من نسل زنا جدهم الأكبر يهوذا مع ثامار أرملة ابنه فولدت له زارح و فارص
فينتج من ذلك معايرة أبناء هذا السبط لأنهم من نسل زنا المحارم (تكوين 38 :6 إلى 38 :30)
وهو نفس الأسلوب الذى استخدمه اليهود فى الإساءة إلى الموآبيين وبنى عمون أعدائهم عندما اختلقوا قصة كاذبة أنهم أتوا من نسل زنا المحارم (تكوين 19 :30 الى 19 :38 )
وهذا يوضح لنا كيف كان عداء الأسباط بين بعضهم البعض فهو كمثل عدائهم للموآبيين وبنى عمون
ب- و أيضا يتم الاساءة الى أسباط دان و نفتالي و راوبين والوقيعة بينهم
عن طريق الزعم أن راوبين خان والده مع سريته بلهة (تكوين 35 :22 ) وهي أم سبطي دان و نفتالي فينشأ الصراع بين الأسباط والإساءة إلى بعضهم البعض
ج- حتى المنازعات الناموسية الموجودة في الرسائل المنسوبة إلى بولس
فكان سببها فى الأصل هو اليونانيين وأتباعهم من كهنة بني إسرائيل عندما حاولوا أن يزينوا لبنى اسرائيل ترك الناموس
4 - إعطاء تشبيهات مجازية لا تليق :-
نرى بعد ذلك تلك النصوص فى كتاب المسيحيين المقدس والتي تعطى تعبيرات مجازية لا تليق أبدا بكتاب مقدس مثل سفر نشيد الإنشاد و سفر هوشع
فعلى سبيل المثال :-
نرى تشبيه شرك بني إسرائيل وعبادتهم البعل من دون الله عز وجل بامرأة زانية خانت زوجها ، فيأمر النبي بالزواج من امرأة زانية ويصف أفعالها (هوشع 3 :1 ، 3 :3 ، 3 :4 ) بالرغم من تحريم الناموس زواج الكهنة من الزانيات ولكن كما قلت فإن الكاتب الذي أعاد كتابة هذا السفر فى زمان اليونانيين كان متأثر بالأفكار والثقافة اليونانية وليس بالناموس ، وأيضا نجد مثل تلك التشبيهات فى (سفر إرميا 5 :7 )
5- لا يوجد أي مجال للشك فى أن تلك القصص التي تسئ إلى أنبياء الله عز وجل والتشبيهات المجازية تم كتابتها فى زمان نشر الثقافة اليونانية :-
عندما نعرف الظروف الأخلاقية التي سادت فى تلك الفترة ونعرف كيف كانت الثقافة الهيلينية فى ذلك الزمان كما أوضح كتاب قصة الحضارة وأيضا من رابط موقع الأنبا تكلا
وأيضا ما نقرأه فى ( مكابيين الثاني 6: 4 ، 6: 5 ) ، و تلك القصص الملفقة التي تم نسبها إلى أنبياء الله عز وجل
عندما نرى كل هذا فنتأكد بما لا يدع مجالا للشك من أن من كتب ما نراه حاليا من عهد القديم هم كهنة اليهود التابعين لليونانيين والمتأثرين بهم .
راجع هذا الرابط من موقع الأنبا تكلا عن محاولة هلهنة اليهود :-
لقد تكرر ما سبق وأن أشار اليه سفر إرميا فنقرأ :-
6 :13 (( لانهم من صغيرهم الى كبيرهم كل واحد مولع بالربح )) و من النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب
وأيضا :-
8 :8 كيف تقولون نحن حكماء و شريعة الرب معنا حقا (( انه الى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب ))
وأيضا :-
23 :36 (( اما وحي الرب فلا تذكروه بعد )) لان كلمة كل انسان تكون وحيه (( اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا ))
ولعهم بالربح والمنصب والسلطة جعلهم يحرفون فى الكتاب سواء لمصلحة لهم فى البيع والشراء أو لينالوا رضا الحكام
(ملحوظة 1 :-
وكل هذه الأفعال والصفات السيئة التي تم إلصاقها بالأنبياء نفاها رب العالمين عن أنبيائه فى كتابه الحكيم القرآن الكريم فأوضح لنا القصة الحقيقية وأخبرنا أنهم صالحون )
انتهى
6 - تناقض النصوص يثبت التحريف :-
نتج عن هذا التلاعب وتلك القصص المختلقة تناقض واضح بين تلك القصص التي تظهر الأنبياء بهذا المظهر السئ وبين نصوص أخرى تخبرهم أن تلك الأفعال السيئة هي علامة الأنبياء الكاذبون وأن الأنبياء الصادقين صالحين وأبرار وهم الذين يردون الناس إلى الناموس ، وهذه هي النصوص التي لم تمتد إليها يد التحريف و الكذب
أ- الفرق بين الأنبياء الحقيقيون والكاذبون :-
فنقرأ عن الأنبياء الكاذبون :-
نقرأ من سفر إرميا :-
23 :16 هكذا قال رب الجنود لا تسمعوا لكلام الانبياء الذين يتنباون لكم فانهم يجعلونكم باطلا يتكلمون برؤيا قلبهم لا عن فم الرب
ثم نقرأ :-
23 :13 و قد رايت في انبياء السامرة حماقة تنباوا بالبعل و اضلوا شعبي اسرائيل
23 :14 و في انبياء اورشليم رايت ما يقشعر منه يفسقون و يسلكون بالكذب و يشددون ايادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شره صاروا لي كلهم كسدوم و سكانها كعمورة
ويخبرنا الكتاب بأن الله عز وجل لم يرسل هؤلاء الكاذبون وأنهم لو كانوا أنبياء حقيقيين كانوا ردوا الناس عن الأفعال السيئة
فنقرأ من سفر إرميا :-
23 :21 لم ارسل الانبياء بل هم جروا لم اتكلم معهم بل هم تنباوا
23 :22 و لو وقفوا في مجلسي لاخبروا شعبي بكلامي و ردوهم عن طريقهم الرديء و عن شر اعمالهم
هذا يعني بكل بساطة الآتي :-
أ-الأنبياء الكاذبون صفاتهم فسق وشر ، وهم لا يردون الناس عن طريق الشر ولا الطريق الردئ
ب -أن الأنبياء الحقيقيون ليسوا فاسقين أبدا وهم يردون الناس عن الطريق الردئ والشر
فكيف بعد ذلك يمكن أن يعتقد أي إنسان أن أنبياء الله عز وجل الحقيقيين لهم نفس صفات الأنبياء الكاذبون وأنهم لا يردون الناس عن الطريق الردئ ؟؟؟!!!!!
فكيف لنبي الله هارون الذي اختاره الله عز وجل ليهدي الناس نجده لا يرد الناس عن طريق الشر والأكثر من ذلك أنه يضلهم ؟؟؟!!!!
ب- الكتاب المقدس يصف أنبياء الله عز وجل بالأبرار :-
كتابهم نفسه يصف أنبياء الله عز وجل بأنهم أبرار
فنقرأ من سفر التكوين :-
6 :8 و اما نوح فوجد نعمة في عيني الرب
وأيضا :-
7: 1 و قال الرب لنوح ادخل انت و جميع بيتك الى الفلك لاني اياك رايت بارا لدي في هذا الجيل
ج- نصوص كتابهم تقول أن الله عز وجل محص الصديقين كالذهب وأن أنبياءه أمناء :-
الله عز وجل يمحص ويصطفي الصالحين بإمتحانهم ونجاحهم فى الامتحان ، مما يعني استحالة أن يقعوا فى تلك الأخطاء المنسوبة إليهم فى قصص الكتاب المقدس
فنقرأ من سفر الحكمة :-
3: 1 اما (( نفوس الصديقين )) فهي بيد الله فلا يمسها العذاب
ثم نقرأ :-
3: 5 و بعد تاديب يسير لهم ثواب عظيم (( لان الله امتحنهم فوجدهم اهلا له ))
3: 6 (( محصهم كالذهب في البودقة )) وقبلهم كذبيحة محرقة
3: 7 فهم في وقت افتقادهم يتلالاون ويسعون سعي الشرار بين القصب
من سفر يشوع بن سيراخ :-
2: 4 مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك
2: 5 (( فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع ))
2: 6 امن به فينصرك قوم طرقك وامله احفظ مخافته وابق عليها في شيخوختك
من سفر دانيال :-
12 :10 (( كثيرون يتطهرون و يبيضون و يمحصون )) اما الاشرار فيفعلون شرا و لا يفهم احد الاشرار لكن الفاهمون يفهمون
كما نقرأ أن الأنبياء كانوا أمناء :-
من سفر يشوع بن سيراخ :-
44: 20 (( ابراهيم كان ابا عظيما )) لامم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد (( وقد حفظ شريعة العلي )) فعاهده عهدا
44: 21 و جعل العهد في جسده (( وعند الامتحان وجد امينا ))
أي أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان أمينا لنجاحه فى الامتحان ولحفظه شريعة رب العالمين ، وهذا يعنى أنه كان صاحب أخلاق سامية
وكذلك كان جميع أنبياء الله عز وجل
فنقرأ من سفر يهوديت :-
8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا (( كيف امتحن ابونا ابراهيم وبعد ان جرب بشدائد كثيرة )) صار خليلا لله
8: 23 (( و هكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ))
و من سفر العدد :-
12 :7 و اما (( عبدي موسى )) فليس هكذا بل (( هو امين في كل بيتي ))
من سفر دانيال :-
6 :3 (( ففاق دانيال )) هذا على الوزراء و المرازبة لان فيه روحا فاضلة و فكر الملك في ان يوليه على المملكة كلها
6 :4 ثم ان الوزراء و المرازبة كانوا يطلبون علة يجدونها على دانيال من جهة المملكة (( فلم يقدروا ان يجدوا علة و لا ذنبا لانه كان امينا و لم يوجد فيه خطا و لا ذنب ))
من سفر المكابيين الأول :-
14: 41 و ان اليهود وكهنتهم قد حسن لديهم ان يكون سمعان رئيسا وكاهنا اعظم مدى الدهر (( الى ان يقوم نبي امين ))
أي أن أنبياء الله عز وجل كانوا أمناء ، اصطفاهم الله عز وجل من جميع عبيده وهذا يعنى بسمو أخلاقهم
وهذا يؤكد لنا أن الكتاب الحقيقي لم يتضمن أبدا تلك القصص الملفقة على أنبياء الله عز وجل
وإنني أتعجب من المسيحيين الذين يقولون أنهم أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام
فكيف لهم أن يصدقوا أي شئ يأتي من هؤلاء اليهود الذين كذبوا على المسيح عليه الصلاة والسلام وعلى أمه الطاهرة الشريفة
د- نصوص كتابهم المقدس تخبرنا باختراعهم ضلالات وأكاذيب :-
كانت كل تلك القصص على أنبياء الله عز وجل هي ضلالات وأكاذيب
فنقرأ من سفر عاموس :-
2 :4 هكذا قال الرب من اجل ذنوب يهوذا الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم رفضوا ناموس الله و لم يحفظوا فرائضه و اضلتهم اكاذيبهم التي سار اباؤهم وراءها
ومن تفسير القمص تادرس يعقوب نقرأ :-
(فإن الانحراف عن وصيَّة الله والجري وراء الأضاليل يفسد البصيرة الداخليَّة فلا تعاين الله. لهذا يقول الرب: "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
7 - كانت النتيجة الطبيعية لانتشار الأخلاق والأفكار اليونانية الوثنية فى بنى إسرائيل هو فساد هذا المجتمع :-
أ- بدليل ما نقرأه فى سفر المكابيين الأول وهو يتحدث عن حكم اليونانيين على الأرض :-
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 10 و لبس كل منهم التاج بعد وفاته وكذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فكثرت الشرور في الارض
لتربية مجتمع تربية سليمة وتصحيح ما به من فساد يكون بإعطاءه القدوة الحسنة
ولكن الذي نجده فى الكتاب المقدس هو أن الأنبياء المفترض بهم دعوة الناس إلى الحق لهم صفات وأفعال لا تليق وتعتبر سب وقذف إذا قيلت فى حق أي إنسان
ب- كيف يعتقد إنسان أن الله عز وجل يبعث أنبياء من بعد أنبياء على مدار آلاف السنين وتكون لهم تلك الصفات الموجودة بالكتاب المقدس للمسيحيين :-
استحالة أن يهدى الله عز وجل الناس عن طريق أنبياء فاسقون لأن هذا معناه تشجيع الناس على الفساد
ولايمكن الاعتقاد أن الله عز وجل ظل ألاف السنيين يبعث أنبياء بهذه الصفات الموجودة بالكتاب المقدس التي لو صحت فإنها ستزيد من فساد المجتمع لأن أي شخص سيقول إذا كان نبي وهو اختيار من الله فعل ذلك فلماذا لا أفعل أنا أيضا ذلك ؟؟؟!!!!!!!
هذا كلام لا يمكن أن يصدقه عقل
ج- الهدف من تلك القصص هو زيادة فساد المجتمع وأن يصبح أكثر تشبها بالمجتمع اليوناني بحيث لا يجد اليهودي فرق بين أنبيائه وبين المجتمع اليوناني فيزيد رغبته إلى التشبه بهذا المجتمع الوثني
إن ما نقرأه الآن فيما يسمى العهد القديم من قصص عن أنبياء الله عز وجل هو نتيجة لتشبه بنى اسرائيل بأفكار وفلسفات اليونانيين
ومثال لذلك ما نراه فى زماننا من قصص فى السينما الأمريكية أو أحد الكتب من الكتاب الغربيين الذين يخرجون علينا من حين إلى آخر لنجدهم يزيفون التاريخ فيخترعون قصص عن علاقات غير شرعية ويلصقونها بشخصيات حقيقية كانت موجودة بالفعل فيتوهم الإنسان العادي أن هذه هي الأحداث الحقيقية وبمرور الأيام يتم نسيان الحقيقة ولا يتذكروا إلا القصص الكاذبة
وكل هذا هو نتاج البيئة الفاسدة أخلاقيا والتي أثرت على العقول فلم تعد تفكر إلا في القصص الفاسدة فيساهم ذلك فى زيادة إفساد المجتمع اكثر واكثر ثم يقولون بعد ذلك أنها حرية تعبير !!!!! ، ولكنه في الحقيقة الطمع في الربح والكسب السريع
ومع الأسف نجد من يتشبه بهم من العرب فيصنع المسلسلات على شخصيات تاريخية مثل الخديوي اسماعيل ويلصق به القصص الكاذبة التي لا أصل لها ولا واقع من التاريخ ، ثم يقولون بعد ذلك انه الابداع !!!!!!!!!!!
أبدا والله ما هو بابداع ولكنه التشبه بالأمم الفاسدة أخلاقيا وهو نفسه بداية انهيار بنى اسرائيل وتحولها من أمة يخرج منها النور إلى العالم إلى أمة عادية
المطلب الثاني (2-2-3-3) :- نشر عقائد شبيهة بمعتقدات اليونانيين الوثنيين بين بنى إسرائيل
كان من رأى الحكام اليونانيين أن استمرارية اليهود على معتقدهم يزعزع من سلطانهم فهؤلاء اليونانيين وأتباعهم من بني إسرائيل فى نظر اليهودي المتمسك بالشريعة كفار (مكابيين الأول 7: 5 ، 7: 9 ، 9: 25 ، 3: 8 ، 3: 15 ) ، (مكابيين الثاني 4: 13 ، 8: 14 ، 8: 33 ، 12: 23 ، 13: 4 ) لذلك كان السعي إلى تحريف معتقد اليهودي حتى يكون شبيه بمعتقدات اليونانيين و لا يكون هناك فرق بين من يتبع شريعة وبين من يفعل عكسها
فنقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))
وسايرهم بعض من بنى إسرائيل ، فأطلق اليهودي المتمسك بالشريعة على الاسرائيلي الذي تشبه باليونانيين مسمى (يوناني ) والذى تم تحريف دلالته فى القرن الرابع الميلادي لإيهام القارئ أن رسائل العهد الجديد رسائل عالمية بدون النظر إلى دلالة الكلمة بالنسبة إلى الاسرائيلي فى ذلك العصر وليس دلالته بالنسبة إلى من يفسر النصوص فى الأزمان اللاحقة (للمزيد راجع الفصل الأول - الباب الخامس - والمبحث الثالث الفصل الثاني - الباب الثاني ) ، فلقد كان يطلق اليهود فى زمان كتابة العهد الجديد على الاسرائيلي الذي اتبع معتقد أو أسلوب حياة قوم آخرين مسمى هؤلاء القوم أو هذا المعتقد مثل ما أطلقوا على الحاخام Elisha ben Abuyah والذي اتبع الفلسفة الأبيقورية مسمى (أبيقوري)
1- اليهود اليونانيين كانوا فئة من بني إسرائيل :-
نقرأ من الموسوعة اليهودية تحت عنوان Greek Versions of the Bible :-
The Jews called themselves Palestinians in religion, but Hellenes in language (Philo, "De Congressu Quærendæ Erud." § 8)
الترجمة :-
كان اليهود يطلقون على أنفسهم فلسطينيين الديانة ولكن يونانيين ( هيلين Hellen) (Philo, "De Congressu Quærendæ Erud." § 8)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/7535-hellenism#anchor4
2- وانقسم هؤلاء الإسرائيليين الذين اتبعوا الأفكار والثقافة اليونانية إلى :-
أ- أشخاص من بني إسرائيل جعلوا اللغة اليونانية لغتهم الوحيدة ولم يعرفوا اللغة العبرية أو الآرامية أي لا يعرفون لغة الأجداد :-
فطبقا لتعريف ( NAS Exhaustive Concordance )
a Hellenist (Greek-speaking Jew)
الترجمة :-
اليوناني هو اليهودي الذي يتحدث اللغة اليونانية
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/1675.htm
وهو يختن فلقد كان المكابيين يختنون بنى إسرائيل الموجودين في فلسطين
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
2: 45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح
2: 46 (( و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا ))
فالشيء الأكيد أن اليونانيين فى الاصحاح 6 من سفر أعمال الرسل كانوا مختونين وذلك لأن :-
لم يجد المتمسكين بالشريعة والتلاميذ أي مشكلة في التعامل معهم (أعمال 6 :1 الى 6 :6 ) بينما نرى فى الاصحاح 11 أول اعتراض على تعامل بطرس مع رجل غير مختون و هو كرنيليوس (أعمال 11 :2 ، 11 :3 ) كما أن إشكالية تطبيق أو عدم تطبيق الناموس ظهرت بعد ذلك فى (أعمال 15 :5 الى 15 :20 ) وهذا يعنى أنهم كانوا يطبقون الشريعة و يختنون
ب- أشخاص من بني إسرائيل تركوا الشريعة وتقليد الأجداد واستبدلوه بعادات اليونانيين ومن ضمنها عدم الختان ، فأصبح الختان رمز لتطبيق الشريعة
وهؤلاء نقرأ عنهم من سفر المكابيين الأول :-
1: 12 و في تلك الايام ((خرج من اسرائيل ابناء منافقون )) فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم (( ان يصنعوا بحسب احكام الامم ))
1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم ((على حسب سنن الامم ))
1: 16 (( و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس)) ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
ج- أو أشخاص من بني إسرائيل زادوا على تركهم الشريعة حيث ارتدوا وعبدوا الأوثان وذبحوا لها :-
وهؤلاء نقرأ عنهم من سفر المكابيين الأول :-
1: 45 (( و كثيرون من اسرائيل )) ارتضوا دينه (( وذبحوا للاصنام )) ودنسوا السبت
وأيضا نقرأ :-
1: 50 و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة
1: 51 و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام
1: 52 و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل
1: 53 و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب
1: 54 و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة
1: 55 (( فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض ))
د -أو أشخاص من بني إسرائيل سايروا اليونانيين فتشبهوا بطرق عبادتهم فأخذوا احدى الشخصيات من كتب اليهود وجعلوا منه إله زائف متجسد :-
من المعروف أن اليونانيين جعلوا من بعض البشر آلهة و أبناء للآلهة وعبدوها
وكانوا يقولون أن زيوس أنجب أبناء من بشريات فكانوا أنصاف آلهة مثل هرقل وبيرسيوس
وساير بعض من بنى إسرائيل تلك الأفكار اليونانية الوثنية (مكابيين الأول 1: 10 الى 1: 16 )
وكان اليونانيون وأتباعهم من بني إسرائيل يبحثون فى كتب اليهود عن شخصية يجعلون منها ابن للإله ويعبدونها
والدليل على ذلك ما نقرأه من سفر المكابيين الأول :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))
والنص اليوناني طبقا للترجمة السبعينية هو :-
3 :48 καὶ ἐξεπέτασαν τὸ βιβλίον τοῦ νόμου περὶ ὧν ἐξηρεύνων τὰ ἔθνη τὰ (( ὁμοιώματα τῶν εἰδώλων αὐτῶν ))
راجع هذا الرابط :-
https://en.katabiblon.com/us/index.php?text=LXX&book=1Mc&ch=3
والكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى (الشريعة أو الناموس) هي :- νόμου توافق لغوى 3551
وطبقا لقاموس سترونج فإنها تشمل العهد القديم بصفة عامة
meton: of the books which contain the law, the Pentateuch, the Old Testament scriptures in general.
الترجمة :-
متون: من الكتب التي تحتوي على الناموس وأسفار موسى الخمسة وأسفار العهد القديم بشكل عام
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://biblehub.com/greek/3551.htm
والكلمة اليونانية التي تم ترجمتها (الأوثان ) هي :- εἰδώλων
وهى تعنى وثن أو إله زائف
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/1497.htm
أما الكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى (مثال) هي :- ὁμοιώματα
, 3667 (homoíōma) refers to a basic analogy (resemblance), not an exact copy
والمقصود بالكلمة أنها تعني التشابة وليس أن يكون صورة طبق الأصل
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/3667.htm
وهذا المعنى لكلمة (ὁμοιώματα) يعنى أن الوثنيين لم يبحثوا عن آلهتهم بعينها ولكنهم كانوا يبحثون عن شبيه
وهذا يعنى أن تفسير النص من سفر المكابيين هو :-
أن اليونانيين وأتباعهم من بنى إسرائيل كانوا يبحثون فى كتب اليهود عن شخصية شبيهة لآلهتهم الزائفة حتى يقنعوا بني إسرائيل بعبادة تلك الشخصية
و معنى ذكر سفر المكابيين لهذا الأمر أن اليونانيين وأتباعهم من بني إسرائيل كانوا قد اختاروا بالفعل الشخصية التي حاولوا إقناع عامة اليهود بأنه ابن الاله وأنهم أعلنوا ذلك وحاولوا نشره والا ما كان ذكر سفر المكابيين هذا الأمر
و - أو أشخاص من بني إسرائيل مزجوا الدين اليهودي بالفلسفات اليونانية الوثنية :-
على سبيل المثال :-
يذكر التلمود وصف الفريسيين لحاخام يهودي Elisha ben Abuyah كان معروف باسم ( Aḥer) - آهير ، والذى عاش فى القرن الأول الميلادي بأنه (أبيقوري)
(نسبة إلى الفلسفة الأبيقورية اليونانية الوثنية )
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا بعنوان Apostasy :-
IIn the Talmud, Elisha ben Abuyah is singled out as an apostate and Epikoros (Epicurean) by the Pharisees
الترجمة :-
في التلمود، تم تمييز إليشع بن أبويا كمرتد وأبيكوروس (الأبيقوري) من قبل الفريسيين
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://en.wikipedia.org/wiki/Apostasy#Judaism
وأيضا :-
http://en.wikipedia.org/wiki/Apostasy_in_Judaism#In_the_Talmud
وكان منهم أيضا على سبيل المثال الأسينيين والهيرودسيين
أي أن معنى كلمة (اليونانيين Hellenists) كان اليهود في القرن الأول الميلادي يقصدون منها شئ واحد وهو (اليهود من بني إسرائيل المتأثرين بالثقافة اليونانية سواء كانوا متأثرين بتلك الثقافة وهم يجمعون بين اللغة الآرامية و اللغة اليونانية أو أنهم متكلمين باللغة اليونانية ولا يتحدثون الآرامية و العبرية أو أن تأثرهم بالثقافة اليونانية أكبر فأصبحوا غير ملتزمين بالتقليد والشريعة اليهودية وهذا سواء تم كتابته Ἑλληνιστής أو Ἕλληνας)
(للمزيد عن اليهودية الهلينستية - راجع المبحث الأول - الفصل الثاني - الباب الثاني )
المبحث الثالث (3-3-3) :- وصول الفساد إلى فئة اليهود الذين قاوموا اليونانيين فى السابق وتركهم لأجزاء من الشريعة
تغيير أسلوب اليونانيين في عهد الملك أنطيوخس أبيفانيوس (الرابع) لتحويل اليهود عن دينهم حيث أخذت تلك المحاولات طابع العنف والإجبار وحرق كتبهم فى محاولة منهم لإخفاء أي أثر لدين اليهود الحقيقي
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 32 ثم هجم على المدينة فجاة وضربها ضربة عظيمة واهلك شعبا كثيرا من اسرائيل
1: 33 و سلب غنائم المدينة واحرقها بالنار وهدم بيوتها واسوارها من حولها
وأيضا :-
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار
وكان من يرفض الانقياد يتم قتله أو سبيه وتشتيته فى بلاد اليونان
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
وأيضا :-
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
وأيضا :-
1: 63 و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر
1: 64 و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم
وأيضا :-
15: 40 فبلغ كندباوس الى يمنيا وجعل يرغم الشعب ويغير على اليهودية ويسبي في الشعب ويقتل وبني قدرون
فانقاد بعض اليهود لهؤلاء اليونانيين وارتدوا عن الشريعة ودمجوا الأفكار اليونانية الوثنية مع أفكارهم
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 12 و في تلك الايام (( خرج من اسرائيل ابناء منافقون )) فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم (( ان يصنعوا بحسب احكام الامم ))
1: 15 (( فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم ))
1: 16 (( و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم )) وباعوا انفسهم لصنيع الشر
كما نقرأ :-
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 (( و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار ))
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
1- ظهور المكابيين و أتباعهم لمقاومة تهلهن بنى اسرائيل فى فلسطين :-
استخدام اليونانيين للعنف لإلغاء أي أثر لشريعة اليهود وفتنتهم فى دينهم نتج عنه صراع بين المتمسكين بالشريعة من جهة وبين المقلدين لليونانيين من جهة أخرى فأصبح هناك اليهودي المتمسك بتقليد الأجداد وبالشريعة وعلى رأسهم المكابيين بزعامة الكاهن متتيا (متاثياس) ومن بعد وفاته ابنه يهوذا المكابي ثم بعد مقتله أصبحت الزعامة فى ابنه الأخر سمعان المكابي الذي ورثة سلالته الملك والكهنوت على اليهود فيما بعد (مكابيين الأول 2: 1 إلى 2: 28 )، وأيضا الحسيديين (المكابيين الأول 2: 1 إلى 2: 44 ) فى مقابل اليهودي اليوناني (اليهودي الهيليني ) الذي ارتد عن الشريعة ومزج الأفكار الوثنية مع دين أجداده ، وكلاهما من بني إسرائيل فنشبت حرب أهلية بين الطرفين فى فلسطين انتهت بانتصار مؤقت لليهود المتمسكين بالشريعة بقيادة المكابيين فى فلسطين بينما ظل تأثير هذا الفكر الوثني الممزوج بالدين اليهودي موجود بقوة فى الشتات (راجع سفري المكابيين)
2- استمرارية الفكر الهيليني بين بنى إسرائيل حتى وصل إلى ملوك المكابيين :-
نظرا للمقاومة التي أبداها المكابيين على هذه الهجمة الشرسة على دينهم من اليونانيين وأتباعهم من بني إسرائيل فكانت الحروب بين الطرفين ، فهادن اليونانيين الحقيقيين وأتباعهم من بني إسرائيل المكابيين فى الظاهر ولكنهم عملوا بحذر فى الخفاء ليحققوا هدفهم حتى أن فى أواخر عصر المكابيين ظهر ملوك متأثرين بأخلاق وأفكار اليونانيين كما نجد تحول فى أسماء حكامهم إلى أسماء يونانية والتخلي عن الأسماء العبرية مثل الإسكندر جنايوس ، ألكسندرا
راجع هذا الرابط :-
واستمر الصدوقيين فى ميلهم للثقافة والنفوذ اليوناني فكانوا ينكرون الغيبيات و وجود الملائكة (أعمال 23 :8 ) هذا بالإضافة إلى تصديقهم تلك القصص الكاذبة والملفقة على أنبياء الله عز وجل
راجع هذا الرابط :-
http://others.rabelmagd.com/Encyclopedia/14/37.htm
وهذا يوضح تمكن اليونانيين من تحقيق هدفهم فى تدمير الثوابت والرموز الدينية لبنى إسرائيل وعلى تغلغل الثقافة اليونانية بين اليهود وحكامهم
فحتى سلالة المكابيين الذين قاد أجدادهم المقاومة ضد انتشار الفساد والأفكار الهيلينية تشبهوا باليونانيين و انجذبوا إليهم
3- فساد الفريسيون :-
يعتقد العلماء أن الفريسيون هم خلفاء الحسيديين المذكورين في المكابيين (1 مك 2: 42 و7: 3 و2 مك 14: 6) ولكن اسم فريسي بدأ يظهر فى عهد يوحنا هركانوس (135ـ 105 ق.م.)
ونقرأ عنهم من موقع الأنبا تكلا :-
(كان الفريسيون في أول عهدهم من أنبل الناس خلقًا وأنقاهم دينًا، وقد لاقوا أشدّ الاضطهاد، غير أنه على مرّ الزمن دخل حزبهم من كانت أخلاقهم دون ذلك، ففسد جهازهم واشتهر معظمهم بالرياء والعجب. فتعرضوا عن استحقاق للانتقاد اللاذع والتوبيخ القاسي. )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
والحقيقة أن تمسك الفريسيين بالناموس كان تمسك ظاهري ولم يكن حقيقي فكانوا يأخذون أجزاء ويتركون أجزاء على حسب رغباتهم وأهوائهم ، وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الأخذ بكل الناموس
بدليل أن نصوص العهد الجديد تخبرنا بتحريف الفريسيين للكتاب وعدم تطبيق الشريعة كاملة
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
7 :53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه
كما نقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس (( و ليس احد منكم يعمل الناموس )) لماذا تطلبون ان تقتلوني
فعلى سبيل المثال :-
أ- الربا محرم على الإنسان التعامل به أي كان شخصية الذى تتعامل معه
بدليل تلك النصوص :-
فنقرأ من سفر اللاويين :-
25 :35 و اذا افتقر اخوك و قصرت يده عندك (( فاعضده غريبا او مستوطنا )) فيعيش معك
25 :36 (( لا تاخذ منه ربا و لا مرابحة بل اخش الهك )) فيعيش اخوك معك
25 :37 (( فضتك لا تعطه بالربا و طعامك لا تعط بالمرابحة ))
ومن سفر المزامير :-
15 :5 (( فضته لا يعطيها بالربا )) و لا ياخذ الرشوة على البريء الذي يصنع هذا لا يتزعزع الى الدهر
وأيضا :-
146 :9 (( الرب يحفظ الغرباء )) يعضد اليتيم و الارملة اما طريق الاشرار فيعوجه
ولكن الكهنة جعلوه محرم فقط بالنسبة إلى اليهودي أما غير اليهودي فمسموح ، كل ذلك من أجل الربح
فنقرأ من سفر التثنية :-
23 :19 لا تقرض اخاك بربا ربا فضة او ربا طعام او ربا شيء ما مما يقرض بربا
23 :20 للاجنبي تقرض بربا و لكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها
كتبوا الكتاب بأيديهم حسب هواهم ثم قالوا للناس هذا كتابكم المقدس
ب- كان الهيكل بالنسبة لليهود مكان للصلاة طاهر لا يدنسه أحد سواء كان يهودي أو غير يهودي
ولكنهم طبقوا هذا الحكم على غير اليهودي فقط فليس له أن يدخل الهيكل حتى لا يدنسه أما اليهود فمسموح لهم أن يبيعوا ويشتروا فيه ويستخدمونه فى غير الغرض المخصص له أي يدنسوه بأفعالهم
حرفوا فى الشريعة لخدمة مصالحهم الخاصة وكل ذلك من أجل الربح
ونرى من إنجيل متى كيف تحول الهيكل إلى ساحة للبيع والشراء
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 21 :12 و دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام
مت 21 :13 و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص
ولذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم دائما إلى التمسك بجميع الوصايا (مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، مت 7 :12 ،مت 8 :4 ، مت 22 :35 الى مت 22 :40 ، يوحنا 14 :21 ) وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
4- فساد جميع فئات بنى اسرائيل :-
فى ذلك العصر وصل الفساد الى كلا من الفئتين سواء كانوا فى فلسطين أو في الشتات وهما :-
أ- اليهود اليونانيين (الذين أطلق عليهم كتاب العهد الجديد اختصارا مسمى الهيلنيين)
وكان هؤلاء من الطبقة الحاكمة والأغنياء فى فلسطين ، وكانوا الأغلبية فى الشتات وهؤلاء أصبحوا مقلدين لليونانيين سواء فى طرق معيشتهم أو حتى فى عبادتهم وكانوا سبب فى انتشار الفساد الأخلاقي والسياسي والديني في بني إسرائيل
ب- اليهود وعلى رأسهم الفريسيين
الذين خرج منهم فرقة الغيورين (الزيلوت) وحملة الخناجر (سيكاري) الذين استخدموا القتل والحرق ضد الرومان وضد المتعاونين معهم من بنى إسرائيل
راجع هذا الرابط :-
http://www.elmessiri.com/encyclopedia/JEWISH/ENCYCLOPID/MG5/GZ3/BA01/MD10.HTM
وهؤلاء فسدوا ولم يلتزموا بكل الشريعة ولكنهم أخذوا منها ما تهواه نفوسهم فقط وتركوا الباقي ثم زعموا تمسكهم بالناموس ، فلم يكن هؤلاء مثل أجدادهم المتمسكين بالناموس بالفعل والذين حاربوا اليونانيين وأتباعهم من بنى إسرائيل من أجل عقيدتهم فى عصر المكابيين
فأصبح الفرق بين اليهودي وبين اليهودي الهيليني هو فرق ظاهري فاليهودي يتظاهر بتمسكه بالشريعة و معرفته باللغة العبرية والتقليد و يتسمى بأسماء يهودية وإن دخلته بعض الأفكار والعادات اليونانية فهو فى حقيقة الأمر لا يطبق الشريعة بالفعل
أما اليهودي الهيليني فقد تخلى عن اللغة العبرية وعن الأسماء اليهودية وعن التقليد وأسلوب الحياة اليهودية بجانب دخول الأفكار الوثنية إلى عقله ومزجها بمعتقدات أجداده
لقد كانت ميزة بنى اسرائيل عن باقي الأمم فى الأزمان القديمة هو بقاء فئة صالحة منهم متمسكة بالحق لا تخشى فى الله لومة لائم ترفض الباطل حتى أنها تبذل نفسها من أجل ذلك بعكس الأمم الأخرى التي كانت سرعان ما تترك الإيمان و تعتنق الأفكار الوثنية
ولكن تلك الفئة من بنى إسرائيل بدأت تختفي تدريجيا فهي أيضا بدأ يصل إليها تلك الأفكار الوثنية وحب المال وعرض الدنيا
تعليقات
إرسال تعليق