السامريين
المقدمة :-
فرقة من فرق بنى اسرائيل الا أن بينهم وبين اليهود عداء قديم ، وقد انتقلت إليهم أفكار و كتابات الصدوقيين فى الفترة الهلنستية بسبب وقوعهم تحت حكم المكابيين
وهناك جدال حول أصولهم ، فهل هم من بني إسرائيل الذين تزاوجوا مع غيرهم من الأمم حقا أم أنهم من سلالة الأمم الذين تم وضعهم في بدلا من بني إسرائيل في مملكة إسرائيل الشمالية ؟؟!!!
1- علاقة السامريين باليهود قبل الفترة الهلينستية
كان بنو إسرائيل قد انقسموا إلى مملكتين و هما مملكة إسرائيل الشمالية وتضم عشرة أسباط
ومملكة يهوذا الجنوبية وكانت عاصمتها أورشليم (القدس) وتضمنت سبط يهوذا وسبط بنيامين وجزء من سبط لاوى وبالتحديد الكهنة الهارونيين
وظلت المملكتين فى حالة عداء خاصة بعد انحراف مملكة إسرائيل الشمالية وعبادتهم البعل ، فأطلق عليهم سكان المملكة الجنوبية مسمى (السامرة أو السامريين)
أ- و سبب تسميتهم بالسامرة أو السامريين هو موضع خلاف :-
ففى حين زعم كاتب سفر الملوك الأول أن عاصمة المملكة الشمالية هي مدينة السامرة ويرجع اسمها إلى اسم شخص اسمه شامر والذى اشترى منه الملك عمرى الجبل الذي تم اقامة المدينة عليها ، ومنها جاء اسم (السامرة) - (ملوك الأول 16: 23 - 24) إلا أن الموسوعة اليهودية تشكك في تلك المعلومة نتيجة لاكتشاف كتابات مسمارية أثرية تثبت أن تلك المدينة في زمان الملك عمرى كانت تسمى (بيت عمرى) وليس السامرة
للمزيد راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/13058-samaria
وما يزيد الشكوك هو ما ورد في التقليد اليهودي وتحديدا في (مدراش Genesis Rabbah Sect. 94 ) حيث ورد نقاش بين الحاخام مئير اليهودي وبين شخص سامري ، حول أصل السامريين ، حيث أرجع الحاخام أصلهم إلى (شمرون) من أبناء يساكر ، وأنه من شمرون جاء السامريين
للمزيد راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Samaritans#Jewish_sources
يعني من الواضح أن أصل وسبب تسمية السامريين هو موضع خلاف بين اليهود ، ولا يعرفون تحديدا سبب تسمية السامريين بهذا الاسم
ب- تدمير مملكة إسرائيل الشمالية (أسلاف السامريين) :-
كما قلت سابقا فقد كان هناك عداء شديد بين سكان مملكة إسرائيل الشمالية ومملكة يهوذا الجنوبية وصلت إلى حد الحروب والاقتتال ، حتى جاء ملك أشور شلمنصر ودمر المملكة الشمالية وسبى سكانها وشتتهم (ملوك الثاني 17: 3 إلى 17: 6) ، ثم أسكن مكانهم قوما من بابل وكوث وحماة ...الخ (ملوك الثاني 17: 24) ، ويقال أنه كان قد بقي جزء من الأسباط العشرة الذين اختلطوا بهؤلاء الأمم وتزوجوا منهم
ولا زال حتى يومنا هذا يدور كلام كثير حول أصول السامريين ، فهم يدعون أنهم من نسل الأسباط العشرة إلا أن بعض اليهود ينفون ذلك ويقولون أنهم من نسل الأمم ، بينما يقول البعض أنهم نتاج تزاوج الأسباط العشرة مع الأمميين
وبعد عودة اليهود (سكان مملكة يهوذا الجنوبية) من السبي البابلي ظل هناك حالة من العداء مع السامريين ومحاولات للتحقير والتقليل منهم بدعوى أنهم نتاج هجين بين الإسرائيليين وبين الأمم ، ولكن هذا لم يمنع من وجود حالات تزاوج بينهم ، فنجد كاهن من بني يوياداع بن الياشيب من اليهود قد صاهر سنبلط الحوروني وبسبب ذلك تم طرده من جماعة اليهود (راجع سفر نحميا)
ويبدو أن عن طريق هؤلاء انتقل معتقد اليهود إلى السامريين
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(وكان منسى الكاهن, وهو واحد من بني يوياداع بن ألياشيب الكاهن العظيم صهرًا لسنبلط, فطرده نحميا من الكهنوت, فاغتاظ سنبلط من ذلك كثيرًا وساعد نسيبه الذي التجأ إليه فبنى هيكلًا في جرزيم وكان بعض اليهود الهاربين من القانون في أورشليم يذهبون إلى هيكل جرزيم للعبادة, فكانوا يقابلونهم بترحيب كبير.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
2- علاقة السامريين باليهود فى الفترة الهلينستية
حدث للسامريين ما حدث لليهود ، فكانت محاولات اليونانيين على نشر ثقافتهم ودينهم بين السامريين
ولذلك انقسم السامريين بين متهلهنين ومقرهم السامرة ، وبين تقاة بقيادة رئيس الكهنة و مقرهم شكيم والمناطق الريفية
للمزيد راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Samaritans#164_BCE_and_after
و إن كان سفر المكابيين أظهر السامريين بمظهر المنقادين تماما إلى اليونانيين و أنهم قاموا ببناء معبد لزيوس وتبرؤوا من صلة قرابتهم لليهود حتى لا ينالهم انتقام اليونانيين لليهود
فنقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
6: 1 و بعد ذلك بيسير ارسل الملك شيخا اثينيا ليضطر اليهود ان يرتدوا عن شريعة ابائهم ولا يتبعوا شريعة الله
6: 2 و ليدنس هيكل اورشليم ويجعله على اسم زوس الاولمبي ويجعل هيكل جرزيم على اسم زوس مؤوي الغرباء لان اهل الموضع كانوا غرباء
كما نقرأ من تفسير الأنبا مكاريوس :-
(من جهة أخرى يفيد يوسيفوس بأن السامريين كانوا قد تقدّموا بالتماس إلى أنطيوخس أبيفانيوس لاعفائهم من الاضطهاد وبطلب تغيير اسم هيكلهم، مبررين ذلك بعدم اشتراكهم مع يهود أورشليم في عبادة واحدة)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وفي عام 128 ق.م استولى الملك يوحنا هركانوس من المكابيين على السامرة ودمر معبد جرزيم و لكن ظل السامريين يتوجهون إلى الجبل ، ثم عادت وعمرت في عهد اسكندر جانيوس من المكابيين ، واستمرت خلال الفترة الرومانية تحت حكم اليهودية ، وعند تولي هيرودس الكبير الحكم وكانت زوجته الرابعة سامرية اسمها ملثاكى قام ببناء مدينة السامرة و أسماها سبسطية (سيباسطية) كما بنى بها هيكل هيرودس
راجع هذا الرابط :-
يعنى فى تلك الفترة كانت السامرة واليهودية تحت حكم سياسى واحد و لكن ظلت الخلافات العصبية موجودة بينهم
فحاول كل طرف إظهار أن المكان المقدس والجبل المقدس موجود على أرضه
و ظهر ذلك بوضوح في الفرق بين توراة السامريين وبين توراة أي طائفة من طوائف اليهود
3- و لكن هذه الخلافات العصبية لم تمنع السامريين من الانقياد لبعض أفكار الصدوقيين
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
Especially significant are the Pharisaic innovations in connection with the Sabbath. One of them is the special duty imposed upon the mistress of the home to have the light kindled before Sabbath (Shab. ii. 7), whereas the Samaritans and Karaites, who were in many ways followers of Sadducean teachings, saw in the prohibition against kindling fire on Sabbath (Ex. xxxv. 3) a prohibition also against light in the home on Sabbath eve.
الترجمة :-
أهمية خاصة هي البدع الفريسية حول السبت. أحدها هو الواجب الخاص المفروض على سيدة المنزل إشعال النار قبل يوم السبت (Shab. II. 7) ، في حين أن السامريين والقرائيين ، الذين كانوا في كثير من الأحيان أتباع تعاليم الصدوقيين ، رأوا في حظر إشعال النار يوم السبت (خروج : 35: 3 ) حظر أيضًا النور في المنزل ليلة السبت.
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/12087-pharisees#anchor4
كما فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
With the destruction of the Temple and the state the Sadducees as a party no longer had an object for which to live. They disappear from history, though their views are partly maintained and echoed by the Samaritans, with whom they are frequently identified (see Hippolytus, "Refutatio Hæresium," ix. 29; Epiphanius, l.c. xiv.; and other Church Fathers, who ascribe to the Sadducees the rejection of the Prophets and the Hagiographa; comp. also Sanh. 90b, where "Ẓadduḳim" stands for "Kutim" [Samaritans]; Sifre, Num. 112; Geiger, l.c. pp. 128-129), and by the Karaites (see Maimonides, commentary on Ab. i. 3; Geiger, "Gesammelte Schriften," iii. 283-321; also Anan ben David; Karaites)
الترجمة :-
مع تدمير الهيكل وطبقة الصدوقيين كحزب لم يعد لديهم شئ للعيش فاختفوا من التاريخ على الرغم من أن السامريين حافظوا على وجهات نظرهم ورددوها جزئيًا ، حيث تم التعرف عليها كثيرًا (انظر هيبوليتوس ، "Refutatio Hæresium ،" التاسع .29 ؛ أبيفانيوس ، المجلد الرابع عشر ؛ وآباء الكنيسة الآخرين ، الذين ينسبون إلى الصدوقيين رفض الأنبياء وهجوجرافها ؛ قارن أيضًا Sanh. 90b ، حيث Ẓadduḳim تمثل Kutim أي السامريين ؛ سفر العدد 112 ; جايجر ، lc pp.128-129) و عن طريق القرائين (انظر موسى بن ميمون ، تعليق على Ab. 1. 3 ؛ جايجر ، "Gesammelte Schriften ،" فصل 3: 283- 321 ؛ وأيضًا عنان بن داود ؛ القرائين)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/12989-sadducees#anchor5
فنحن نعلم أن يوحنا هركانوس وهو من ملوك المكابيين قام بتقنيين العمل بمبادئ وأفكار الصدوقيين و أوقف مبادئ الفريسيين ، ثم جاء الاسكندر جنايوس و قام بالتنكيل بالفريسيين وقتلهم ، في نفس الوقت نعلم أن المكابيين حكموا السامريين فترة ، وبعدهم ظلت السامرة فترة تحت حكم اليهودية ، لذلك فمن الطبيعي أن تنتقل أفكار الصدوقيين الضالة وكتبهم إلى السامريين أيضا
للمزيد راجع :-
و أيضا
تعليقات
إرسال تعليق