اليهودي واليوناني في عصر كتابة الأناجيل يقابلها فى عصرنا
المتدين (الاسلامى) والعلماني
اليهودى واليونانى فى العهد الجديد أى الاسرائيلى المتدين ، والاسرائيلى المتشبه باليونانيين
مثلما نقول الاسلامى والعلمانى
المقدمة :-
يحاول علماء المسيحية اقناع أتباعهم بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام رسالة عالمية وأنه مرسل الى العالم ، فمن غير المعقول أن يكون الإله (أو ابن الإله) مرسل فقط لقوم بعينهم ، ولكن الحقيقة أنه كان مرسل الى بنى إسرائيل فقط ، فهو ليس اله و انما انسان جعله الله عز وجل آية للناس بميلاده من أم من غير أب
و أحد الأمور التى يستدل بها علماء المسيحية (العرب خاصة) هو تفسيرهم لجملة (اليهودي واليوناني) التى نقرأها كثيرا فى العهد الجديد حيث يدعون أن المقصود من تلك الجملة هو :-
أن (اليهودى) هو شخص من بنى اسرائيل ، وأن المقصود (باليونانى) هو أى شخص ليس من بنى اسرائيل يعنى من الأمم وذلك نظرا لانتشار الثقافة اليونانية فى العالم فى فترة كتابة العهد الجديد ، وبذلك يكون المسيح مرسل لليهودى واليونانى يعنى أنه مرسل للعالم ، ولكن فاتهم شئ هام وهو أن الفرس ليسوا يونانيين ولم ينتشر بينهم الثقافة اليونانية ، فهل كان المسيح مرسل للعالم اليونانى فقط ولم يرسل للفرس ؟؟؟!!!!!!
على العموم ان تفسيرهم لما كان يقصده كتبة العهد الجديد من الكلمتين مخالف للمعنى الذي كان يقصده بنى إسرائيل فى ذلك الوقت
فعندما تريد أن تعرف معنى شئ كتبه شخص قديما يجب أن ترجع لما كان يتم تداوله فى ذلك الزمن القديم وطبقا لثقافة مجتمع ذلك الشخص ، وليس ما يتم تداوله فى زمانك الحديث وفي مجتمعك وثقافتك
فكلمة اليونانيين فى عصر كتابة العهد الجديد كانت عند اليهود تعنى اليهود المتأغرقين أي الاسرائيليين الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين بدرجات مختلفة فمنهم من اتخذ اللغة اليونانية لغته الرئيسية وترك لغة أجداده ومنهم من ترك الشريعة ومنهم من عبد الأوثان اليونانيين ومنهم من دمجوا الأفكار اليونانية الوثنية مع المعتقدات اليهودية ونتيجة لذلك فإنهم حصلوا على امتيازات متساوية مع اليونانيين الحقيقيين خاصة فى الشتات وبداية هؤلاء اليهود اليونانيين والذين أطلق كتاب العهد الجديد مسمى يونانيين كان عند محاولات اليونانيين الحقيقيين فرض ثقافتهم ومعتقداتهم على اليهود وتدمير هوية بنى اسرائيل ، فوافقهم فى ذلك بعض من بنى إسرائيل ورفضها البعض الآخر فكانت الحرب الأهلية التي تحدث عنها سفري المكابيين الأول والثاني ، واستمر وجود هؤلاء المتشبهين باليونانيين خاصة في الشتات فى ظل خلاف شديد بينهم وبين الإسرائيليين المتمسكين بالشريعة والختان ومعتقدات الأجداد
للمزيد راجع :-
ونشأ عن ذلك ظهور التمييز بين اليهودي المتمسك بالشريعة وبين اليهودي اليوناني والذي كان كتاب العهد الجديد يختصرونه إلى اليونانيين فعندما نقرأ فى سفر أعمال الرسل ( أن بولس دخل مجمع اليهود فكرز لليهود واليونانيين به )
فالمقصود من كلمة (اليهود الأولى) هي بمعناها العام فهي تشمل كل فئات اليهود سواء كانوا ملتزمين بالشريعة أو من تشبهوا باليونانيين من بني إسرائيل أي أنها تشمل كلا من اليهود واليونانيين أما كلمة (اليهود الثانية) فالمقصود منها هو معناها الخاص أي الشخص المتدين الملتزم بالشريعة وتقليد الأجداد فهي تقابل فى زماننا جملة (دخل شخص مسجد المسلمين فوجد إسلاميين وعلمانيين )
وسبق وأن أوضحت استخدام الصيغ اليونانية لكلمة اليونانيين بالعهد الجديد طبقا للقواميس المسيحية
للمزيد راجع هذا الرابط :-
الصيغ اليونانية لكلمة اليونانيين فى العهد الجديد
و يحتوى هذا الموضوع على :-
المطلب الأول (1-2-2-2) :- لكلمة اليهود معنيان فى عصر كتابة العهد الجديد
المطلب الثاني (2-2-2-2):- دلالة كلمة اليوناني (الاسرائيلي الهيليني) فى عصر كتابة العهد الجديد
المطلب الثالث (3-2-2-2):- اليهودي واليوناني عند بنى اسرائيل يقابلها فى مفهومنا الحديث الشخص المتدين ، والشخص العلماني وكلاهما من بنى اسرائيل
المطلب الرابع (4-2-2-2) السبب فى اختيار كلمة هليني لتكون دلالة على عدم الالتزام بالناموس
المبحث الثالث (3-2-2) الكلمات التي اطلقها بنى اسرائيل فى ذلك العصر للتمييز بين مختلف فئات بنى اسرائيل هي
المبحث الرابع (4-2-2) أين اليهود المتأثرين بالثقافة والأفكار اليونانية فى الشتات
المبحث الخامس (5- 2-2 ) نظرة الإسرائيليين العبرانيين للاسرائيليين الهيلنيين
المبحث السادس (6-2-2) النساخ الذين نسخوا العهد الجديد كانوا يضيفون نصوص لم تكن موجودة فى النص الأصلي
المطلب الأول (1-2-2-2) :- لكلمة اليهود معنيان فى عصر كتابة العهد الجديد
طبقا لما ورد فى سفر التكوين فانه جاءت كلمة يهودي من يهوذا
وهو اسم أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام (التكوين 29 :35 ، 35: 23 )
ثم أصبح اسم لسبطه (الخروج 31: 2 ، تثنية 33 :7 ، يشوع 14 :6 )
ثم أصبح اسم لمملكة يهوذا الجنوبية التي كانت تضم سبط يهوذا وبنيامين والكهنة اللاويين (هوشع 4 :15 ، إرميا 2 :28 ، إرميا 32 :12 ) ، ثم أصبح اسم لكل الأسباط ، وكان في كل تلك المراحل السابقة دلالة على عرق أو موطن ولم يكن اسم لمعتقد إلا فى مرحلة متأخرة
و كنتيجة لظهور يهود تشبهوا باليونانيين وتركوا الشريعة فى ظل تمسك بعض من بنى إسرائيل بالشريعة و نشوب صراع مسلح بين الفئتين ثم خلافات استمرت فترة طويلة من الزمان
فأصبح لكلمة يهودي فى ذلك العصر دلالتان :-
معنى عام:-
وهو كل شخص من بني إسرائيل سواء التزم بالشريعة وتعليمات الكهنة وبأسلوب الحياة اليهودية (أي متدين) أم أحدث بها تغيرات ومزجها بأفكار يونانية أو شخص يهودي عادي ، أي هو مسمى يتم إطلاقه على كل فئات اليهود (يوحنا 2: 13 ، 2: 18 ، 6 :4 ، 7 :2 ، 11: 19 ،11 :55 ، 12 :9 ، 18: 20 ) (متى 27: 37 ،، 28: 15 ) ، (لوقا 23 :3 ،23 :38 ) ،(مرقس 15 :26 ) ، (غلاطية 2 :15) ، وسبب ذلك هو اعتقادهم أن أي شخص مولود من بني إسرائيل ومهما فعل من أخطاء فهو من شعب الله عز وجل ، وكانت كلمة (يهودي) فى أصلها عندهم لها دلالة المديح
معنى خاص :-
وهو على كل شخص تمسك بأسلوب الحياة اليهودية والشريعة فى حياته (يوحنا 5: 10 ، 5: 16 ، 7 :1 ، 7 :11 ، 7 :13) ، (رومية 2 :17)
فهم فئة من اليهود المتمسكين بالشريعة في حياتهم ويرون أن الخلاص ليس بالإيمان فقط ولكن أيضا بالعمل بالناموس والشريعة في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة أي أنهم كانوا يتبعون أسلوب الحياة اليهودية
ولكن بمرور الزمان جاء بعدهم من زعموا تمسكهم بالشريعة بينما تسللت إليهم الأفكار الوثنية و أصبحوا يتظاهروا بتطبيق الناموس بينما في حقيقتهم لا يطبقوا كل الوصايا فأخذوا أجزاء وتركوا أجزاء (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53) ورفضوا التصديق برسل رب العالمين إليهم وكذبوا بآيات رب العالمين
لذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يواجههم ويطالبهم بتطبيق جميع الوصايا وطاعة رب العالمين
وهؤلاء اليهود المتمسكين بالشريعة كانوا عدة طوائف أهمها هم (الفريسيين والأسينيين) اختلفوا في كيفية تطبيق الشريعة و فهمها ، وحتى هؤلاء تسللت إليهم أيضا الأفكار اليونانية الوثنية
والدليل على ذلك هو:-
1- نجده في إنجيل يوحنا فنقرأ :-
7 :2 و كان عيد اليهود عيد المظال قريبا
ثم نقرأ :-
7 :11 فكان اليهود يطلبونه في العيد و يقولون اين ذاك
7 :12 و كان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه بعضهم يقولون انه صالح و اخرون يقولون لا بل يضل الشعب
7 :13 و لكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود
نلاحظ الآتي :-
أ- عيد المظال هو عيد اليهود (يوحنا 7: 2) :- (كلمة اليهود هنا بمعناه العام )، وهو عيد يجتمع فيه بنى إسرائيل في أورشليم و يذهبون فيه إلى الهيكل
راجع هذا الرابط :-
ب- ثم نقرأ في (يوحنا 7: 11- 12) :- أنه في هذا العيد الخاص باليهود كانت الجموع تتحدث وتناقش حول المسيح عليه
الصلاة والسلام فالبعض منهم يقولون عنه أنه صالح والبعض الآخر يقولون أنه يضلل الشعب
(والمقصود من الشعب هو شعب بني إسرائيل أي أن تلك الجموع هم من اليهود أيضا)
ج- ولكننا نجد في العدد (يوحنا 7: 13) :- أن تلك الجموع كانوا خائفين أن يتكلموا جهارا بسبب خوفهم من اليهود
أليس هؤلاء الجموع هم يهود ، فهذا يعني أن اليهود يخافون من اليهود
ولكن الحقيقة أن تلك الجموع هم كل اليهود العاديين
أما كلمة اليهود فى العدد (يوحنا 7: 13) فكان المقصود منهم فئة معينة من هؤلاء اليهود وهم الفريسيين المتمسكين بتطبيق الشريعة
مما يعنى أن كلمة ( اليهود) لم تكن دائما تأتى بمعنى شعب بنى إسرائيل كله ولكنها كانت تأتي بمعنى فئة من بني إسرائيل ملتزمة بالشريعة وهذه الفئة كانت فى عهد المسيح عليه الصلاة والسلام تأخذ بظاهر الشريعة ولا تأخذ كل الوصايا ويتباهون بأنهم ملتزمون بالشريعة وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يطالبهم بتطبيق جميع الوصايا التي في الناموس وألا يتركوا شئ منها (مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، يوحنا 14 :21 ) وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
2- و نقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكرى لهذا النص نجده يقول :-
(لسبب الخوف من اليهود= أي الرؤساء من فريسيين و كهنة وكتبة فكان من يساندون المسيح خائفين أن يظهروا ذلك أمام الرؤساء.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
بالطبع هؤلاء اليهود لم يكن مجرد قيادات كما قال القس أنطونيوس والا كان قال النص انهم خائفون من الزعماء
ولكن النص قال أنهم خائفون من اليهود
3- كما نقرأ أيضا من موقع الأنبا تكلا :-
(وترد كلمة "يهود" نحو 70 مرة في إنجيل يوحنا، وفي غالبيته الحالات، ترد في الإشارة إلى السلطات الدينية في أورشليم وعدائها للرب يسوع (ارجع مثلا إلى 5: 18، 9: 18، 11: 8، 18: 36 ). ومما يستلفت النظر أن والدي الإنسان المولود أعمى، وكانا كلاهما يهوديين، قيل عنهما: "كانا يخافان من اليهود" (يو 9: 22). وكلمة "اليهود" (يو 18: 12) تشير إلى "رؤساء الكهنة و الفريسيين" (يو 18: 3))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
(ملحوظة :-
وان كنت اختلف مع موقع الأنبا تكلا في مدى اتساع الدلالة الثانية لكلمة (اليهود) فلم يكن المقصود منها السلطات الدينية فقط وإنما كان المقصود منها أوسع من ذلك وهو الشخص المتمسك بالشريعة في أسلوب حياته سواء كان من السلطات الدينية أو من الذين اتبعوا تلك الفئة وانضموا إلى حزبهم ، فالسلطات الدينية من الكهنة و الفريسيين هم فى الأصل من المتمسكين بالناموس و التقليد فالمقصود بالكلمة هو الشخص المتمسك بالناموس والتقليد ، ولو كان يقصد شخصيات الزعماء أو السلطات الدينية فقط كان ذكر كلمة ( الرؤساء ) ولكنه لم يفعل ذلك لأنه يقصد صفاتهم وأنهم من المتمسكين بالناموس والتقليد فهذا كان هو المعنى الخاص لكلمة اليهود فى النص ، فالخوف كان من فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد في أسلوب حياتهم (أي اليهود بمعناه الخاص)
والدليل على ذلك :-
من إنجيل يوحنا :-
9 :18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر
أن قرأنا الأعداد التي تسبقه نقرأ أن هؤلاء اليهود هم الفريسيين (أي فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد )
فنقرأ :-
9 :13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى
9 :14 و كان سبت حين صنع يسوع الطين و فتح عينيه
9 :15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني و اغتسلت فانا ابصر
هؤلاء قوم من الفريسيون المتمسكين بالناموس ولم يخبرنا النص أنهم زعماء بل هم فريسيين وهؤلاء تم إطلاق كلمة يهود عليهم بمعناه الخاص )
(وان شاء الله سوف اوضح المزيد من الأدلة على معنى ودلالة كلمة اليونانيين عند كتاب العهد الجديد فى الفصل الثالث من الباب الثاني )
4- وصف اليهود في بعض النصوص يخالف وصف اليهود المتشبهين باليونانيين ، وهذا يعنى أنها كانت تأتي بمعناها الخاص :-
في بعض النصوص نجد وصف لليهودي يخالف وصف اليهودي اليوناني (أي الاسرائيلي الذي قلد اليونانيين فى الأفكار وأسلوب الحياة) ، فمن المعروف تاريخيا أن هناك فئة من بنى اسرائيل تشبهت باليونانيين وقلدتهم ، فهناك من استخدم لغتهم اليونانية وترك العبرية وهناك من ترك الشريعة ولم يختن وهناك من عبد الأصنام وهناك من مزج المعتقدات اليهودية بالفلسفات اليونانية الوثنية (مكابيين الأول 1: 14 إلى 1: 16 ، 1: 45 إلى 1: 55 )
ونجد وصف اليهودي كالآتي :-
فى رسالة رومية :-
2 :17 هوذا انت تسمى يهوديا و تتكل على الناموس و تفتخر بالله
ونجد لوقا وهو يتكلم عن تيموثاوس فى سفر أعمال الرسل :-
16 :3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني
بولس ختن تيموثاوس من أجل اليهود
أي أن كلمة اليهود هنا كانت بمعناها الخاص وليس العام أي بمعنى من يتمسك بتعاليم الناموس فى أمور حياته ويرفض الالتصاق بأجنبي وهو من يهتم بالناموس ويعمل به
وهذا الوصف يخالف وصف الذين تأثروا بالثقافة اليونانية من بني إسرائيل والمشار إليهم فى سفر المكابيين
وكذلك وهو يتحدث عن والدة تيموثاوس ويصفها بأنها يهودية من سفر أعمال الرسل :-
16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
المقصود أن أمه يهودية هو المعنى الخاص للكلمة وهو أنها كانت من المتدينين
بدليل هذا النص من رسالة تيموثاوس الثانية :-
3 :15 و انك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع
حفظه للكتب المقدسة منذ طفولته مرجعه إلى تدين والدته
وأيضا من سفر أعمال الرسل :-
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية (( قام اليهود بنفس واحدة )) على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين (( ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس ))
وعندما نقرأ رسالة غلاطية نجد أن بولس يتحدث عن من اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام ويقول أنهم يهود لأنهم اتبعوا الناموس فنقرأ :-
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
وفى نفس الرسالة نقرأ المعنى العام لكلمة يهود عندما يقول بولس :-
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة
وهذا يؤكد أن اليونانيين في الرسائل المنسوبة إلى بولس كانت تعني إحدى فئات بنى اسرائيل وهم من اليهود الذين تركوا الشريعة متأثرين بالثقافة اليونانية
وكان كاتب تلك الرسائل (أيا كان شخصيته) يحاول الزعم بعدم وجوب التفريق بين اليهود المتمسكين بالشريعة (اليهود ) وبين اليهود المرتدين عن الشريعة (اليونانيين ) على أساس تطبيق الناموس وأن كلاهما طالما أنه مولود من بني إسرائيل وأمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام فلا داعي لتطبيق الناموس لأن التبرر هو بالإيمان فقط فهم بالطبيعة يهود (غلاطية 2 :15)
5- من إنجيل يوحنا فإن عيد الفصح هو عيد اليهود أي عيد اليهودي المتمسك بالتقليد و لغة الأجداد وأيضا اليوناني أي الاسرائيلي المتشبه باليونانيين :-
من إنجيل يوحنا نقرأ :-
11 :55 و كان (( فصح اليهود )) قريبا فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم
11 :56 فكانوا يطلبون يسوع و يقولون فيما بينهم و هم واقفون في الهيكل ماذا تظنون هل هو لا ياتي (( الى العيد ))
ثم نقرأ :-
12 :9 فعلم (( جمع كثير من اليهود )) انه هناك فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات
ثم نقرأ :-
12 :12 و في الغد (( سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم ))
ثم نقرأ :-
12 :18 لهذا ايضا لاقاه الجمع لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية
12 :19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا انكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءه
12 :20 (( و كان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد ))
عيد الفصح هو عيد خاص باليهود (يوحنا 11 :55) ولم يكن مسموح لغريب أن يشاركهم فيه إلا إذا كان قد تحول إلى اليهودية تحول كامل أي طبق كل الطقوس اليهودية ومن ضمنها الختان
فنقرأ من سفر الخروج :-
12 :48 (( و اذا نزل عندك نزيل و صنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر)) ثم يتقدم ليصنعه فيكون كمولود الارض و اما كل اغلف فلا ياكل منه
ونقرأ من سفر العدد :-
9 :14 (( و اذا نزل عندكم غريب فليعمل فصحا للرب حسب فريضة الفصح و حكمه )) كذلك يعمل فريضة واحدة تكون لكم للغريب و لوطني الارض
وكان اليهود سيطلقون عليهم مسمى دخلاء وليس يونانيين
وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين الذين صعدوا ليسجدوا في الهيكل في عيد الفصح (يوحنا 12: 20) كانوا من بني إسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين في استخدام اللغة وبعض العادات ولكنهم مختونين
أي أن كلمة عيد اليهود في (يوحنا 11 :55) كانت تشمل يهود متدينون ومتمسكون بلغتهم العبرية أو الآرامية وكانت تشمل أيضا اليونانيين أي بني إسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين
6- بولس في سفر أعمال الرسل كان شهد لليهود (يهود ويونانيين)
من سفر أعمال الرسل :-
18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
فى العدد 4 يقول :- أن بولس كان يذهب كل سبت فى المجمع ويقنع (يهود ويونانيين) فكلمة يهود هنا كانت بدلالتها الخاصة وهي الفئة المتدينة ولا يقصد بها جميع فئات اليهود
ثم فى العدد 5 يقول :- أن بولس كان يشهد لليهود بالمسيح ، وكلمة يهود هنا أتت بدلالتها العامة أي كل اليهود من يهودي متدين يطبق الشريعة وكذلك يوناني لا يطبق الشريعة ، لأن العدد السابق ذكر أنه كان يحاج (اليهود واليونانيين) وهذا يعنى أنه كان يشهد للفئتين معا وهما اليهود واليونانيين ، ولكنه فى هذا العدد استبدالهما بالدلالة العامة لكلمة (اليهود)
ثم في العدد 6 يقول :- أن بولس يهدد ويقول (أنه منذ الآن سيذهب إلى الأمم ) ، وهذا يؤكد أن كلمة (اليهود) فى العدد (5) كانت تعنى الفئتين معا و أن كلمة (اليونانيين) فى العدد (4) كانت تعني فئة من بني إسرائيل فلم يكونوا من الأمم من الأعراق الأخرى ، لأنه هدد بالذهاب إلى الأمم بعد محاولة اقناعهم
المطلب الثاني (2-2-2-2) دلالة كلمة اليوناني (الإسرائيلي الهيليني) في عصر كتابة العهد الجديد
لم يكن المقصود من كلمة إغريقي أو هلينستي (يوناني فى الترجمات العربية) فى العهد الجديد الوثنيين بصفة عامة ولكنه كان لقب يطلقه اليهود على الإسرائيليين المتأثرين بالحضارة الإغريقية الذين يريدون فصل الدين والشريعة عن الحياة الدنيوية أي أنهم في مفهومنا الحديث يمثلون الحزب العلماني( الهيليني ) الذي كان موجود بين بنى إسرائيل فى فلسطين منذ احتلال اليونانيين لفلسطين ، وكان موجودا أيضا بين يهود الشتات
فنلاحظ أن اليهود كانوا يطلقون على اليهودي المتشبه بفكر أو شخص ما مسمى هذا الفكر أو الشخص فعلى سبيل المثال تم إطلاق مسمى أبيقوري على حاخام يهودي Elisha ben Abuyah والذى عاش فى القرن الأول الميلادي
وكذلك كانوا يطلقون على الاسرائيلي مسمى الموطن الذي استوطن فيه
بمعنى :-
إذا كان هناك أشخاص من بني إسرائيل استوطنوا مصر فكان يتم اطلاق مسمى مصريين عليهم ولكن كانوا يعرفون أنهم مصريين من بنى اسرائيل و ليسوا مصريين حقيقيين
وهكذا مع الإسرائيليين الذين تشتتوا فى جميع الأمم
ونجد ذلك واضحا فى وصف برنابا بسفر أعمال الرسل على أنه لاوي قبرسي (أعمال 4: 36) وكذلك نجدها في نصوص أخرى تصف فيها إسرائيليين وتنسبهم إلى الموطن الذي استوطنوه (أعمال 6: 8 الى 6: 12 ، 18: 24 ، 18: 25 )
وكذلك بولس و سيلا وهما من بنى إسرائيل (رومية 11: 1) ،(فيلبى 3: 5) ، (أعمال 15: 22) تم وصفهما بأنهما رومانيان بالرغم من أنهما من بني إسرائيل (أعمال 9: 11 ، 16 : 37 ، 16: 38 ، 21: 39 ، 22: 3 )
أما المصريين الحقيقيين واليونانيين الحقيقيين و ...الخ فكانوا يطلقون عليهم مسمى الأمم أو الأمميين
اليهود اليونانيين :-
هم (اليهود الهيلنيين أو الهلنستيين ) وهم فئة من بني إسرائيل إلا أنهم تأثروا بأفكار الحضارة الإغريقية (الهلينية ) الوثنية وكذلك بلغتهم وعاداتهم عند احتلال اليونانيين لفلسطين ثم قاموا بسبي عدد منهم وتشتيتهم في بلاد اليونان ، فظهرت اليهودية الهلينستية
أي أنهم اتبعوا السنن اليونانية ، والدليل على ذلك نقرأه من سفر المكابيين الثاني :-
6: 9 و ان من ابى ان يتخذ (( السنن اليونانية)) يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء
وهؤلاء انقسموا إلى فئتين :-
1- فئة اليهودي الهلنستي (Ἑλληνιστῶν) :-
وهو الاسرائيلي الذي يتحدث اليونانية ولا يعرف العبرية أو الآرامية ويقيم فى فلسطين و يتم ختانه
وهذه هي الأدلة :-
اليهودي الذي يتحدث اليونانية :-
فطبقا لـــــ ( NAS Exhaustive Concordance ) فإن تعريف كلمة (اليونانيين ) :-
( a Hellenist (Greek-speaking Jew
الترجمة :-
اليوناني هو اليهودي الذي يتحدث اللغة اليونانية
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/1675.htm
وهو يقيم في فلسطين
وهذا نجده من سفر أعمال الرسل حيث نقرأ :-
6 :1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية
والكلمة اليونانية المستخدمة (لليونانيين) هو (هلنستيين ) Ἑλληνιστῶν
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/acts/6-1.htm
والنص يتحدث عن إسرائيليين يقيمون في فلسطين فقبل هذه النصوص نجد دائما أن التلاميذ يتحدثون ويخطبون في شعب بني إسرائيل ولا يوجد أي خطاب إلى الأمم من الأعراق الأخرى (أعمال 2 :22 ، 2 :46 ، 2 :47 ، 3 :12 ، 4 :1 ، 4 :8 ، 5 :19 ، 5 :20 ، 6 :8 )
مما يؤكد أن هؤلاء اليونانيين فى الاصحاح 6 كانوا من بني إسرائيل المقيمين في فلسطين
وفى نفس الوقت فهو يختن فلقد كان المكابيين يختنون بنى اسرائيل
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
2: 45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح
2: 46 و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا
2: 47 و تتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم
2: 48 و انقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا
أي أنه لم يخضع تماما للحضارة اليونانية بسبب تأثيرات الموطن الذي يعيش فيه فهو ليس هيليني تماما
والدليل على أن اليونانيين (الهلنستيين) فى الاصحاح 6 من سفر أعمال الرسل كانوا من بنى إسرائيل الذين كانوا مختونين هو أن :-
لم يجد المتمسكين بالشريعة والتلاميذ أي مشكلة في التعامل معهم (أعمال 6 :1 الى 6 :6 ) بينما نرى فى الاصحاح 11 أول اعتراض على تعامل بطرس مع رجل غير مختون و هو كرنيليوس (أعمال 11 :2 ، 11 :3 )
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
11 :2 و لما صعد بطرس الى اورشليم خاصمه الذين من اهل الختان
11 :3 قائلين انك دخلت الى رجال ذوي غلفة و اكلت معهم
كما أن إشكالية تطبيق أو عدم تطبيق الناموس ظهرت بعد ذلك فى (أعمال 15 :5 إلى 15 :20 )
وهذا يعنى أن اليونانيين (الهلنستيين) المقيمين في فلسطين (أي الإسرائيليين الذين يتحدثون اليونانية ) كانوا يطبقون الشريعة أو جزء منها بعكس اليونانيين (الهيلنيين) أي الإسرائيليين المقيمين في الشتات
2- وفئة اليهودي الهيليني :-
هو الإسرائيلى الذى يقيم فى الشتات حيث أخذه موطنا له إما بسبب نفي أو سبى اليونانيين للبعض من بنى إسرائيل
فنقرأ من سفر المكابيين الأول عن سبى اليونانيين لبنى اسرائيل :-
1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
ونقرأ :-
8: 18 و يرفعا عنهم النير لانهم راوا (( ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا ))
وكذلك سنجد نفس المعنى فى :- (مكابيين الأول 1: 39 إلى 1: 42 ، 2: 9 الى 2: 11 ، 5: 9 الى 5: 13 ، 15: 40 ) ، (مكابيين الثاني 8: 10 )
وهذا اليهودي الهيليني ترك تقليد وعادات الأجداد و لا يجيد الا اليونانية فقط وفى نفس الوقت فهو خضع للحضارة اليونانية في أمور حياته حتى أنه لا يختن ولا يقيم الشريعة ويقلد عادات وافعال اليونانيين (أعمال 11 :20 ) ويمزج عقائدهم الوثنية بعقيدته اليهودية
وهم الذين حدثت معهم المشكلة بخصوص تطبيق الناموس بعد دخولهم في المسيحية
والدليل هو :-
من سفر أعمال الرسل :-
18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
فى العدد 4 يقول :- أن بولس كان يذهب كل سبت في المجمع ويقنع (يهود ويونانيين) فكلمة يهود هنا كانت بدلالتها الخاصة وهي الفئة المتدينة ولا يقصد بها جميع فئات اليهود
ثم فى العدد 5 يقول :- أن بولس كان يشهد لليهود بالمسيح ، وكلمة يهود هنا أتت بدلالتها العامة أي كل اليهود من يهودي متدين يطبق الشريعة وكذلك يوناني لا يطبق الشريعة ، لأن العدد السابق ذكر أنه كان يحاج (اليهود واليونانيين) وهذا يعنى أنه كان يشهد للفئتين معا وهما اليهود واليونانيين ، ولكنه فى هذا العدد استبدالهما بالدلالة العامة لكلمة (اليهود)
ثم في العدد 6 يقول :- أن بولس يهدد ويقول ( أنه منذ الآن سيذهب إلى الأمم )، وهذا يؤكد أن كلمة (اليهود) فى العدد (5) كانت تعنى الفئتين معا و أن كلمة (اليونانيين) فى العدد (4) كانت تعني فئة من بني إسرائيل فلم يكونوا من الأمم ، لأنه هدد بالذهاب إلى الأمم من الأعراق الأخرى بعد محاولة اقناعهم
(ملحوظة :-
ليس كل من تم تشتيته من اليهود فى بلاد اليونان تطبع بالثقافة اليونانية )
انتهى
أين السكان الأصليين في البلاد التي يزورها بولس :-
أن التأثر بالثقافة اليونانية بين الشعوب المختلفة لم يكن بالقدر الذي يظنه البعض بل كان هذا التأثير طفيف عندما يكون المواطنين في بلادهم
لذلك لم يتأثر السوريين كثيرا بالثقافة اليونانية ففي جنوب سوريا كان التأثر بالثقافة الإغريقية في المراكز الحضارية السلوقية بينما في الريف لم يكن هذا التأثير موجود فكانوا يتكلمون بلغتهم السريانية
كما أن تأثر اليهود الموجودين في فلسطين بالثقافة اليونانية كان طفيفا بعكس يهود الشتات فكان التأثير كبيرا
نقرأ في Hellenistic period من موسوعة ويكيبيديا :-
The term Hellenistic also implies that the Greek populations were of majority in the areas in which they settled, but in many cases, the Greek settlers were actually the minority among the native populations. The Greek population and the native population did not always mix; the Greeks moved and brought their own culture, but interaction did not always occur.
الترجمة :-
(إن مصطلح هلنستك يعني أيضا أن السكان اليونانيين كانوا أغلبية في المناطق التي استوطنوا فيها بينما في الكثير من الحالات كان المستوطنين اليونانيين أقلية بين السكان الأصليين . وفي الغالب لم يختلط السكان اليونانيين مع السكان الأصليين ، وانتقل الإغريق وقدموا ثقافتهم ولكن فى الغالب لم يحدث التفاعل )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://en.wikipedia.org/wiki/Hellenistic_period#Etymology
وأيضا هذا :-
مما يعنى أن التأثر باليونانية لم يكن منتشرا بين سكان البلاد الأصليين فى الكثير من المناطق وأن سكان البلاد الأصليين احتفظوا بثقافتهم ولغتهم
ولكن هذا التأثر كان أكبر بين يهود الشتات المغتربين في البلاد المختلفة والبعيدين عن فلسطين
بدليل أننا نرى أن اليهود الذين عاشوا في فلسطين في تلك الفترة كانوا يتكلمون الآرامية وليس اليونانية وكان تأثرهم بالثقافة اليونانية قليل
وهؤلاء اليونانيين نقرأ عنهم في سفر المكابيين الأول :-
1: 11 و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان
1: 12 و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم
1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم
1: 16 و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
وأيضا :-
10: 14 غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة والرسوم فانها كانت ملجا لهم
وأيضا نقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
4: 7 و كان انه بعد وفاة سلوقس واستيلاء انطيوكس الملقب بالشهير على الملك طمع ياسون اخو اونيا في الكهنوت الاعظم
4: 8 فوفد على الملك ووعده بثلاث مئة وستين قنطار فضة وبثمانين قنطارا من دخل اخر
4: 9 و ما عدا ذلك ضمن له مئة وخمسين قنطارا غيرها ان رخص له بسلطة الملك في اقامة مدرسة للتروض وموضع للغلمان وان يكتتب اهل اورشليم في رعوية انطاكية
4: 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان صرف شعبه الى عادات الامم
4: 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
4: 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
4: 13 فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
4: 14 حتى ان الكهنة لم يعودوا يحرصون على خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل واهملوا الذبائح لينالوا حظا في جوائز الملعب المحرمة بعد المباراة في رمي المطاث
4: 15 و كانوا يستخفون بماثر ابائهم ويتنافسون بمفاخر اليونان
ونلاحظ من هذه النصوص أن سفر المكابيين قد أطلق على اليونانيين الحقيقيين مسمى (الأمم)
(ملحوظة :- الإسرائيليين في الشتات بالفعل كانوا من بني إسرائيل بدليل رسالة يعقوب حيث يقول :-
1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات
أي أن من كان يخاطبهم التلاميذ في الشتات كانوا من بني إسرائيل ، وهذا يؤكد أن اليونانيين المذكورين في سفر أعمال الرسل هم من بنى اسرائيل )
انتهى
المطلب الثالث (3-2-2-2):- اليهودي واليوناني عند بنى إسرائيل يقابلها في مفهومنا الحديث الشخص المتدين ، والشخص العلماني وكلاهما من بني إسرائيل
بعد أن عرفنا من المطلب الأول أن لكلمة يهودي فى عصر كتابة العهد الجديد دلالتان
وعرفنا من المطلب الثاني دلالة كلمة اليوناني (سواء كانت هلينستي أو هيليني ) في عصر كتابة العهد الجديد وأنه كان المقصود منها هو:-
أما الاسرائيلي المقيم في فلسطين الذى استخدام اللغة اليونانية فقط فأصبح هلينستي
أو الإسرائيلي الذي ترك الشريعة بجانب استخدامه اللغة اليونانية وهذا كان يعيش في الشتات وهؤلاء من اتخذوا السنن اليونانية بديلا للشريعة وتقليد الأجداد
وهنا أوضح معنى قول كتاب العهد الجديد (اليهودي واليوناني ) فلم يكن المقصود منها الفرق بين شخص إسرائيلي وشخص وثنى من أمة أخرى
ولكن كان المقصود التمييز بين الإسرائيلي المتدين وبين الاسرائيلي الذي قلد اليونانيين
أي بين اليهودي وبين اليهودي اليوناني
كانت كلمة يوناني ( هيليني أو هلينستي ، وباللغة العربية إغريقي )
عند اليهود قديما تقابلها في مفهومنا الحديث هو (العلماني ) أي أنها كانت تعني شخص يهودي تأثر بالفكر والفلسفة اليونانية (الإغريقية ) فيسعى إلى فصل الدين و الشريعة عن أمور حياته ودخلته أفكار وثنية ،
ففي العهد الجديد كانت كلمة يهود تعني في الأصل دلالة على طابع ديني إيماني (رؤيا 3: 9 )
فنقرأ من سفر رؤيا يوحنا :-
3 :9 هنذا اجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين انهم يهود و ليسوا يهودا بل يكذبون هنذا اصيرهم ياتون و يسجدون امام رجليك و يعرفون اني انا احببتك
وكانت أحيانا تأتي بمعنى الإسرائيلي الملتزم بالناموس في أمور حياته ولم يتأثر بأسلوب الحياة الهيلينية (اليونانية) و الذي ظل محتفظا بالأسماء اليهودية
أي أنه عندما كان لوقا وبولس يقولان اليهود واليونانيين فكانوا يقصدان من كلا الاسمين هم أشخاص إسرائيليين يهود كما نقول فى عصرنا الحديث الإسلاميين والعلمانيين
فالفرق بين اليهود واليونانيين مثل ما نقول في عصرنا الحديث فى بلد ما عن الفرق بين (الإسلاميين والعلمانيين)
فالمقصود بالإسلاميين هم المتمسكون بالشريعة الإسلامية في أوجه الحياة
أما العلمانيين الذين يسعون إلى فصل الدين عن الدولة وعن أوجه حياتهم
بينما آباء وأجداد هؤلاء العلمانيين هم أصلا إسلاميين ومن نفس العرق والبلد والجنس وليسوا من جنس آخر
كذلك كان اليونانيين عند كتاب العهد الجديد فهم من بني إسرائيل ولكنهم تأثروا بالثقافة اليونانية
فعندما يذكر لوقا وبولس في كتاباتهم كلمة (اليهود واليونانيين ) فالمقصود أن كلا الفئتين من بنى اسرائيل
فعلى سبيل المثال :-
عندما يقول لوقا في سفر أعمال الرسل أن بولس وبرنابا دخلا مجمع اليهود وآمن جمهور من اليهود واليونانيين (أعمال 14 :1)
مثل ما نقول :- دخل مسجد المسلمين ووجد فيه إسلاميين وعلمانيين يصلون
فالمقصود بـ الاسلامي :- هو الشخص الملتزم بالشريعة أي أنه يطبق الشريعة فى كل تعاملاته
والمقصود بـ العلماني :- هو الشخص المتأثر بالأفكار الغربية في طريقة حياته ، وهو يقول على نفسه أنه مسلم أيضا
وليس المقصود من العلماني أنه شخص غريب
كذلك كان الأمر بالنسبة لليهودي واليوناني فهما فئتين من بنى اسرائيل
المطلب الرابع (4-2-2-2) السبب فى اختيار كلمة هيليني لتكون دلالة على عدم الإلتزام بالناموس
اختيار كلمة هيليني (باللغة العربية اغريقي ، وفى الترجمات العربية للعهد الجديد يوناني ) بالتحديد عند اليهود لتكون دلالة على هذا الفهم العلماني و فصل الدين عن أمور الحياة
مرجعه إلى :-
1- نشأة وجذور الفكر العلماني كان بدايته من فلاسفة اليونان مثل إبيقور
فنقرأ من موسوعة ويكيبديا :-
(تعود جذور العالمانيّة إلى الفلسفة اليونانيّة القديمة، لفلاسفة يونان أمثال إبيقور)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
2- كان اليونانيون أول من حاول بث هذا الفكر بين بنى إسرائيل منذ احتلال اليونانيين :-
لفلسطين ، وانتشر هذا الفكر واتخذ طابع القوة فى عصر الملك السلوقي أنطيوخس أبيفانيوس الرابع
فكان هناك (اليهود المتأغرقين) وهم الحزب اليوناني وقد نشأ بينهم وبين اليهود المتمسكين بالشريعة حرب أهلية وكان هذا بداية عصر المكابيين ، وكان اليونانيين يناصرون اليهود المتأغرقين (اليهود الهيلنيين) (راجع سفر المكابيين الأول والثاني)
وبالرغم من انتصار المكابيين فانحسر إلى حد ما تأثير اليهود المتأغرقين في فلسطين
إلا أن هذا التأثير الإغريقي على اليهود في فلسطين لم ينتهى تماما بل ظل له وجود متمثل فى استخدام اللغة اليونانية بجانب الآرامية أو في مسمياتهم حتى أننا نقرأ في أسماء ملوك الحشمونيين أسماء يونانية مثل أرسطو بولس ، و اسكندرا ، الإسكندر جانيوس
راجع هذا الرابط :-
وكان اليهود المتأغرقين أكثر انتشارا وقوة في الشتات اليهودي عنه فى فلسطين وكان تأثير الحضارة الإغريقية عليهم موجود فى الاسماء وفى اللغة وأيضا ترك الشريعة وعدم الختان وهى باختصار فصل الدين عن الدنيا ، فيذهبوا للصلاة في أيام السبت في المجامع وليهم الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ولكن فى تعاملات حياتهم لا يلتزموا بالشريعة
و حصلوا على معاملة الهيلنيين عندما فعلوا ذلك ، وحتى بعد حكم الرومان لأغلب العالم القديم فظل لفترة طويلة التأثير اليوناني والكلمات والأفكار اليونانية موجودة بقوة بين هؤلاء الإسرائيليين
3- كانت الأفكار التي حاول اليونانيين بثها في اليهود ونشرها بينهم هي أفكار يونانية والتي
كانت تمثل العلمانية في ذلك الوقت
بدليل سفر المكابيين الثاني :-
6: 9 و ان من ابى ان يتخذ (( السنن اليونانية)) يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء
و نقرأ من كتاب من هو اليهودي للدكتور عبد الوهاب المسيري :-
(وقد واكب ظهور الجماعات اليهودية خارج فلسطين تَفتُت الهوية العبرانية اليهودية في فلسطين من المنظورين الديني والقومي. لأسباب عديدة :
1- أدى تسامُح الحضارة الهيلينية و جاذبيتها الشديدة ،و استعدادها للاعتراف بأي يهودي على أنه هيليني، متى أجاد اللغة اليونانية ومارس أسلوب الحياة اليونانية)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.goodreads.com/review/show/643215913
المبحث الثالث (3-2-2):- الكلمات التي أطلقها بنى إسرائيل فى ذلك العصر للتمييز بين مختلف فئات بنى اسرائيل هي
في الفترة التي سبقت عصر كتابة العهد الجديد كان اليونانيون يحاولون نشر ثقافتهم وبالفعل
انقاد إليهم البعض من بني إسرائيل فتركوا اللغة العبرية والبعض زاد على ذلك وترك الناموس
ولكن اختلف الوضع بالنسبة للإسرائيليين المقيمين في فلسطين عن المقيمين بعيدا في الشتات
لذلك كان يختلف أسلوب التمييز بين مختلف فئات بنى اسرائيل حسب مكان اقامته هل هو فى فلسطين أم في الشتات
فنلاحظ أن لوقا في سفر أعمال الرسل :-
وهو يتحدث عن المقيمين فى فلسطين
كان يستخدم لهذا التمييز كلمتي (هلينستي وعبراني) مثل (أعمال 6 :1 ، 9 :29 ) لأن الفرق بينهم كان فى استخدام اللغة
بينما وهو يتحدث عن المقيمين فى الشتات
لم يستخدم كلمة عبراني لأن اللغة المنتشرة في الشتات بين بنى إسرائيل كانت اليونانية فكلا من المتمسكين بتقليد الأجداد والناموس وأيضا من قام بتقليد اليونانيين كانوا يستخدمون اللغة اليونانية فى الحديث نظرا لتعاملاتهم مع الأجانب
فالاختلاف بينهم لم يكن على أساس اللغة ولكن على أساس تطبيق أو عدم تطبيق تقليد الأجداد والناموس
(وعدم استخدام لوقا لكلمة عبراني على بني إسرائيل فى الشتات دليل على أن كلمة عبرانيين التي استخدمها فى الاصحاح 6 كان يقصد بها المتحدثين باللغة العبرية لأنه كان هناك إسرائيليين مقيمون في الشتات ولكنه لم يعطهم وصف عبرانيين )
لذلك هو استخدم اسلوب آخر للتمييز بين فئات بنى إسرائيل فى الشتات وهو (اليهودي و الهيليني) مثل (أعمال 18 :4) وكان هذا الاختلاف قائم على أساس تطبيق الشريعة والختان
ففى بعض الأحيان كان يستخدم كلمة يهودي بدلالتها الخاصة وكان يقصد بها الشخص المتمسك بتقليد الأجداد والناموس ولم يكن دائما يقصد كل اليهود
بدليل هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
16 :2 و كان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة و ايقونية
16 :3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني
إذا هؤلاء اليهود في الشتات كانوا متمسكين بالختان ، ولم يكن كل اليهود في الشتات قد تخلوا عن تقليد الأجداد والناموس
لذلك فالاكيد أن لوقا كما كان يميز بين فئات بنى اسرائيل فى فلسطين فإنه فعل نفس الشئ فى الشتات فميز بين اليهودي المتمسك بالشريعة وبين اليهودي الذي اعتنق اليهودية الهلينستية فترك الشريعة ودمج الأفكار اليونانية مع اليهودية لأن هؤلاء لا ينطبق عليهم وصف اليهود هنا
فكان يطلق على هؤلاء مسمى (هيليني) وفى الترجمات العربية يوناني
لذلك فبناء على ما استخدمه كتاب العهد الجديد من أساليب تمييز بين فئات بنى إسرائيل يكون :-
1- بالنسبة إلى بني إسرائيل المقيمين في فلسطين كان أسلوب التمييز هو (عبراني و هلينستي) :-
كان التمييز بينهم على أساس اللغة فكان هناك الإسرائيلي الذي يتحدث اللغة اليونانية فيكون هلينستي وهناك الإسرائيلي الذي يتحدث العبرية فيكون عبراني وكلاهما كان يتم ختانه
وهذا التميز استخدمه لوقا فى هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
6 :1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية
أ- عبراني (أو عبرانيين ) وباليونانية Ἑβραίους :-
في الفترة التي سبقت عصر كتابة العهد الجديد حيث انتشر بين بنى إسرائيل استخدام اللغة اليونانية وظهرت فئة لا تعرف اللغة العبرية
فكان اسم عبراني يتم إطلاقه على فئة من بني إسرائيل وهم الذين يعرفون اللغة العبرية أو الآرامية فقط أو بالإضافة إلى اليونانية لتمييزهم عن البعض من بني إسرائيل الذين يجهلون العبرية تماما
وفي تعريف كلمة (عبراني ) طبقا لقاموس سترونج هو :-
a Hebrew, particularly one who speaks Hebrew (Aramaic)
عبري هو من يتحدث العبرية (الآرامية)
فنقرأ من Thayer's Greek Lexicon
الفقرة الثانية :-
In a narrower sense those are called Ἑβραῖοί, who lived in Palestine and used the language of the country, i. e. Chaldee; from whom are distinguished οἱ ἑλληνισται , which see That name adhered to them even after they had gone over to Christianity: Acts 6:1.
الترجمة :-
فى المعنى الضيق يسمى عبراني من يعيش في فلسطين ويستخدم لغة البلد أي الكلدانية ،لتميزهم عن اليونانيين. والذي نرى أن هذا الاسم التصق بهم حتى بعد تحولهم إلى المسيحية (أعمال 6: 1)
انتهى
وأيضا قيام فيلو بعدم اعتبار نفسه عبري عندما كتب الفروق بين Ἑβραῖοί and ἡμεῖς (آي العبري ونحن) حيث سمى اللهجة اليونانية أو المحسوبية (Greek ἡ ἡμετέρα διάλεκτος) ومن هذا المعنى فأصبح لا يحسب نفسه عبري .
فنقرأ من Thayer's Greek Lexicon
الفقرة الثانية :-
(Philo in his de conf. lingg. § 26 makes a contrast between Ἑβραῖοί and ἡμεῖς; and in his de congr. erud. grat. § 8 he calls Greek ἡ ἡμετέρα διάλεκτος. Hence, in this sense he does not reckon himself as a Hebrew.)
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/1445.htm
وهذه اللغة كان يتم التحدث بها بين بنى إسرائيل فى فلسطين
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :40 فلما اذن له وقف بولس على الدرج و اشار بيده الى الشعب فصار سكوت عظيم فنادى باللغة العبرانية قائلا
22 :1 ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا احتجاجي الان لديكم
22 :2 فلما سمعوا انه ينادي لهم باللغة العبرانية اعطوا سكوتا احرى فقال
بولس وهو في فلسطين تحدث مع الجموع باللغة العبرية حتى يقبلوا أن يستمعوا له
(ملحوظة :- اسم (العبراني) كان يتم استخدامه للدلالة على قومية عرقية أو لغوية
ففي العصور ما قبل سيطرة اليونانيين على العالم ومحاولتهم طبع بني إسرائيل بثقافتهم كانت كلمة عبراني دلالة على قومية عرقية (خروج 2 :11)
ولكن مع الثورة المكابية وحتى القرن الثاني الميلادي (قبل اختفاء طائفة اليهود الهيلنيين) ويتضمن هذا عصر كتابة العهد الجديد ، كان هذا الاسم يتم استخدامه للتفريق بين الإسرائيلي المتكلم اللغة العبرية وكان يعيش في فلسطين وبين الاسرائيلي المتكلم اللغة اليونانية سواء كان معتقد هذا الإسرائيلي اليهودية أو كان من أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام فنجد من سفر أعمال الرسل أن هناك أتباع للمسيح عليه الصلاة والسلام وكانوا جميعهم من بني إسرائيل تم إطلاق مسمى يونانيين عليهم وآخرون تم إطلاق مسمى عبرانيين عليهم (أعمال 6 :1)
وهذا دليل على أن كلمة (عبرانيين) لم تكن دلالة على معتقد ديني ولكن كانت دلالة على قومية لغوية
ثم بعد أن قرر قياصرة الرومان جعل المسيحية التي صنعوها ديانة عالمية ، وأصبح اسم أتباعها مسيحي أصبحت كلمة عبراني دلالة على اليهود فقط)
ب- هلينستي (وفى الترجمات العربية يوناني) :-
هو اليهودي من بنى اسرائيل الذى يقيم فى فلسطين ولكنه يستخدم اللغة اليونانية ولا يعرف العبرية أو الآرامية و يتم ختانه
وهذه هي الأدلة :-
اليهودي الذي يتحدث اليونانية
طبقا لتعريف ( NAS Exhaustive Concordance )
a Hellenist (Greek-speaking Jew)
http://biblehub.com/greek/1675.htm
وهو يقيم في فلسطين
وهذا نجده من سفر أعمال الرسل حيث نقرأ :-
6 :1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية
والكلمة اليونانية المستخدمة (لليونانيين) هو (هلنستيين ) Ἑλληνιστῶν - توافق لغوي 1675
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/acts/6-1.htm
والنص يتحدث عن إسرائيليين يقيمون في فلسطين فالدليل أنهم كانوا من بني إسرائيل هو :-
قبل هذه النصوص نجد دائما أن التلاميذ يتحدثون ويخطبون في شعب بني إسرائيل ولا يوجد أي خطاب إلى الأمم (أعمال 2 :22 ، 2 :46 ، 2 :47 ، 3 :12 ، 4 :1 ، 4 :8 ، 5 :19 ، 5 :20 ، 6 :8 )
مما يؤكد أن هؤلاء اليونانيين فى الاصحاح 6 كانوا من بني إسرائيل المقيمين في فلسطين
وفى نفس الوقت فهو يختن فلقد كان المكابيين يختنون بنى إسرائيل بدليل :-
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
2: 45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح
2: 46 و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا
2: 47 و تتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم
2: 48 و انقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا
أي أنه لم يخضع تماما للحضارة اليونانية بسبب تأثيرات الموطن الذي يعيش فيه فهو ليس هيليني تماما
والدليل على أن اليونانيين (الهلنستيين) فى الاصحاح 6 من سفر أعمال الرسل كانوا من بنى إسرائيل الذين يطبقون الشريعة هو أن :-
إشكالية تطبيق أو عدم تطبيق الناموس ظهرت بعد ذلك (أعمال 15 :5 إلى 15 :20 )
وهذا يعنى أن اليونانيين (الهلنستيين) المقيمين في فلسطين (أي الإسرائيليين الذين يتحدثون اليونانية ) كانوا يطبقون الشريعة بعكس اليونانيين (الهيلنيين) أي الإسرائيليين المقيمين في الشتات
2- بالنسبة إلى بني إسرائيل المقيمين في الشتات كان أسلوب التمييز هو (يهودي وهيليني ) :-
أ- يهودي (يهود) :-
كما أوضحت بالأدلة في المطلب الثاني من ( المبحث الأول -الفصل الثاني -الباب الثاني ) كان لتلك الكلمة معنيان
دلالة عامة:- وهو كل شخص من بني إسرائيل اعتنق الديانة اليهودية سواء أخذها كما هي أم أحدث بها تغيرات أي كل فئات اليهود (متى 27: 37 ،، 28: 15 ) ، (لوقا 1: 5) ، (يوحنا 2: 13 ، 2: 18 ، 11: 19 ، 18: 20 ) ، (غلاطية 2 :15)
دلالة خاصة :- وهو على كل شخص تمسك بأسلوب الحياة اليهودية ودمج الدين اليهودي في حياته (مرقس 7: 3 ، 5: 16 )
فكانت في بعض الأحيان تأتي للتعبير عن المتمسكين بأسلوب الحياة اليهودية وكانوا أما يستخدمون اللغة العبرية أو الآرامية فقط أو يجيدون اللغة اليونانية بجانب العبرية والآرامية ( مثل برنابا وبولس (أعمال 21 :37 ، 21 :40 ) (وهم العبرانيون)
أو إسرائيلي يطبق تقليد الأجداد ولكنه لا يعرف العبرية بسبب مكان إقامته في الشتات حيث كان يستخدم اللغة اليونانية فقط (أعمال 16 :1 الى 16 :3 )
وهذا لا يعنى عدم اعتبار الإسرائيلي العادي أنه ليس يهودي فالأمر كما نقول على شخص أنه مسلم ، ونقول على شخص آخر انه اسلامي
ب- هيليني (وفى الترجمات العربية أيضا يوناني ) :-
هو اليهودي الذي يقيم في الشتات حيث أخذه موطنا له ، وهو لا يجيد الا اليونانية فقط وفى نفس الوقت فهو خضع للحضارة اليونانية في أمور حياته حتى أنه لا يختن ولا يتبع تقليد الأجداد ويقلد عادات وافعال اليونانيين (أعمال 11 :20 ) ويمزج عقائدهم الوثنية بعقيدته اليهودية
المبحث الرابع (4-2-2) :-أين اليهود المتأثرين بالثقافة والأفكار اليونانية في الشتات
بالنسبة الى موضوعنا هنا وهو محاولة علماء المسيحية جعل كلمة هيلنيين (إغريقيين) Ἕλληνας
دلالة على من هم ليسوا من بنى اسرائيل دائما وأن هذه الصيغة لم يتم إطلاقها على اليهود فهذا كلام جانبه الصواب
فلم تتغير تلك الدلالة إلا بعد ذلك بفترة أي في القرون التالية و ذلك عندما أراد بعض المسيحيين جعل عقيدتهم ديانة عالمية وذلك في القرن الرابع الميلادي
بينما هي في الحقيقة كانت ديانة محلية بين بنى إسرائيل فقط سواء الذين كانوا متمسكين بالشريعة ( ويتم إطلاق مسمى يهودي عليهم ) أو من ينادون بترك الشريعة وإبعادها عن أمور حياتهم كليا أو متأثر بالثقافة اليونانية جزئيا ويقيم في فلسطين .
أي أنه فى زمن كتابة سفر أعمال الرسل كانتا هاتان الصيغتان دلالة على الاسرائيلي ذو الثقافة اليونانية كليا أو جزئيا (اليهودي الهلنستي أو الهيلنيين)
فكانوا يطلقون على الاسرائيلي المقلد للأجانب جزئيا وذلك فى اللغة ويقيم في فلسطين (هلينستي)
وكانوا يطلقون على الاسرائيلي المقيم في الشتات (هيليني) وذلك لتقليده اليونانيين تماما و لتركه ثقافة أجداده حتى لغتهم فكان لا يجيد الا اليونانية فقط فكان مثل الهيليني الحقيقي (اليوناني الحقيقي) الذي لا يجيد العبرية
لأننا نجد أن فى سفر أعمال الرسل :-
1- لوقا استخدم صيغة هلنستيين Ἑλληνιστῶν :-
وهى تشير الى اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية في بعض الأصحاحات ( 6 ، 9) التي تتحدث عن المتأثرين بالثقافة اليونانية وكانت إقامتهم في فلسطين
ولم يكن هناك أي إشكالية في الختان
2- ولوقا كان دائما يميز بين الإسرائيليين الذين تأثروا بالثقافة اليونانية وبين اليهود العبرانيين (أعمال 6 :1، 9 :29 )
3- كما كان في الشتات اليهودي عدد كبير من المتأثرين بالثقافة اليونانية فأصبحوا هيلينيين
إلا أنه فى نفس الوقت كان هناك يهود في ذلك الشتات ظلوا متمسكين بالشريعة والناموس فنجد أن بولس وهو روماني أي أنه من الشتات فهو يقر بأنه كان فريسي ملتزم بالشريعة
فنقرأ سفر أعمال الرسل :-
16 :37 فقال لهم بولس ضربونا جهرا غير مقضي علينا و نحن رجلان رومانيان و القونا في السجن افالان يطردوننا سرا كلا بل لياتوا هم انفسهم و يخرجونا
سفر أعمال الرسل :-
23 :6 و لما علم بولس ان قسما منهم صدوقيون و الاخر فريسيون صرخ في المجمع ايها الرجال الاخوة أنا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الاموات أنا احاكم
رسالة بولس إلى أهل فيلبي :-
3 :5 من جهة الختان مختون في اليوم الثامن من جنس إسرائيل من سبط بنيامين عبراني من العبرانيين من جهة الناموس فريسي
وكذلك برنابا فبالرغم من أنه من الشتات إلا أنه كان ملتزم بالشريعة
سفر أعمال الرسل :-
4 :36 و يوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ و هو لاوي قبرسي الجنس
أي أن في الشتات اليهودي أيضا كان هناك الفئتين وهم اليهود المتمسكين بالشريعة و الهيلنيين (اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية )
وكان وجود الهلينستية بين يهود الشتات أكثر منها في فلسطين من ناحية قوة هذا التأثير الإغريقي عليهم (كما سنرى إن شاء الله بالتفصيل لاحقا) ، وكان هناك اختلافات بينهم وبين اليهود التقليديين في أسلوب الحياة والعادات واهم هذه الاختلافات هو الختان فاليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية (اليهود الهيلنيين) كان عدد منهم لا يختن الذكور بعكس اليهود التقليديين
وهذا يعنى أن لوقا لابد أنه قد تحدث عنهم وكان يفرق بينهم وبين اليهود التقليديين ( Judaizers) فى رحلات بولس ، خاصة وهو يصف لنا كيف أن يهود الشتات كانوا متمسكين بالختان والشريعة (أعمال 16 :3 ،18 :12 ، 18 :13 ، 21 :27 ،21 :28 )
فإذا كان هذا هو وصف اليهود بالنسبة له فهذا يعنى أن المتأثرين بالثقافة اليونانية ليسوا من ضمنهم
4- ونجد في سفر أعمال الرسل صيغة أخرى وهي (هيلينيين Ἕλληνας)
وهذا يعنى أن تلك الصيغة التي تم استخدامها كانت تعني أيضا اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية (فلابد وأن يشير إلى تلك الفئة من اليهود المتأثرين باليونانيين وفى نفس الوقت يجب أن يفرق بينهم وبين الملتزمين بالتقليد والشريعة اليهودية كما كان يفعل عندما كان يتحدث عن بنى اسرائيل فى فلسطين )
5- كما أن وجود صيغتين لكلمة واحدة وهو (هيليني و هلينستي) لا تعني بالضرورة أن الدلالة مختلفة اختلافا كبيرا فاليهودية الهلينستية كانت مذهب فكري نشأ أصلا من الحضارة الهيلينية ، فالفكر الهيليني هو منشأه
ومما يؤكد أن اختلاف الصيغتين في ذلك العصر كان يشير إلى اختلاف بسيط أو أنه كانتا عند البعض بدلالة واحدة هو عندما نجد في ( أعمال 11 :20) والتي يؤكد قاموس سترونج وعلماء المسيحية الغربيين أن هذا العدد يتحدث عن اليهود الهلنستيين فنجد أن بعض الطبعات جاءت الكلمة بصيغة هلنستية Ἑλληνιστής
ولكن فى طبعتين وهما :-
Nestle GNT 1904 ، Tischendorf 8th Edition
أن الكلمة جاءت بصيغة Ἑλληνάς ( الهيلنيين Hellenes )
أي (الإغريق) = Greeks
راجع هذا الرابط :
http://biblehub.com/text/acts/11-20.htm
(وان شاء الله سوف نتأكد من ذلك عندما أوضح المزيد من الأدلة في الفصل الثاني )
6- وقد تغير مفهوم ودلالة كلمة (هيلين) بعد أن اختفت طائفة اليهود الهلينستية في القرن الثاني الميلادي :-
فأراد البعض جعل المقصود من كلمة هيلنيين Ἕλληνας هم الوثنيين
ولكنه قابلتهم إشكالية أن وجود تلك الكلمة فى بعض الجمل الواردة في العهد الجديد لا يمكن فهمها أبدا على أنهم وثنيون
فالاكيد أن كلمة (هيلنيين أي إغريقيين) Ἑλληνισς كان يتم إطلاقها أيضا على يهود الشتات الذين يعيشون في شتات اليونان
فمثلا بولس كان مواطن روماني (أعمال 16 :17 إلى 16 :21 ، 16 :37، 22 :25 )
فكلمة (روماني ) تدل على المواطنة والتجنس الذى حصل عليه بحكم مولده وليس أصله فأصله هو من بنى اسرائيل
ونفس الشئ بالنسبة إلى اليهود (بني إسرائيل) الذين يعيشون في مستوطنات يونانية و ناطقين باليونانية فهم يونانيين (هلنين Hellenes) من حيث اللغة والمواطنة أيضا
فالكلمة يتم إطلاقها أيضا على اليهودي
والسؤال لهؤلاء الذين يحاولون جعل الكلمة على غير اليهود وهو :-
ماذا كان يقول اليهود عن اليهود الذين يعيشون في بلاد اليونان وولدوا فيها وأخذوا جنسيتها
فعلى سبيل المثال كانوا يقولون على اليهودي المولود في قبرس أنه قبرسي
وعلى المولود في روما أنه روماني (أعمال 2 :9)
فماذا سيقولون على جنسية اليهودي المولود في اليونان
بالتأكيد سيقولون عنهم أنهم (هيلنيين )
أي أنه باختصار كان الفرق بين اليهودي والهلنستي أو الهيليني من بنى اسرائيل ، و الهيليني الحقيقي هو :-
أ- اليهودي :- هو شخص من بني إسرائيل يتبع أسلوب الحياة اليهودية فهو ملتزم بالشريعة والتقليد وقد يكون هذا الشخص لا يعرف إلا العبرية أو الآرامية أو قد يستخدم اللغة اليونانية بجانب معرفته باللغة العبرية أو الآرامية فيكون عبراني
ب- أما الهلنستي :- هو شخص إسرائيلي ويختن و يستخدم اللغة اليونانية وهو مقيم في فلسطين
أما الهيليني :- فهو شخص إسرائيلي يتبع أسلوب الحياة الهيلينية فترك الشريعة ويقيم في الشتات
وهؤلاء كانوا الأكثر انتشارا بين اليهود في الشتات
و مثل ما أصبحت دلالة كلمة عربي تعني مسلم نظرا لانتشار الإسلام بين العرب بالرغم من وجود عرب غير مسلمين
كذلك الأمر بالنسبة لليهود فأصبحت كلمة (هيليني ) تعني اليهودي الهلنستي نظرا لانتشار هذا الفكر بينهم وأيضا منشأه هو الحضارة الهيلينية
المبحث الخامس (5- 2-2 ):- نظرة الإسرائيليين العبرانيين للاسرائيليين الهيلنيين
من المهم أن نعرف كيف كانت نظرة اليهودي المتمسك بالشريعة بمن ارتد عن الشريعة في ذلك العصر
لأن هذا ان شاء الله سوف يوضح لنا الكثير من الأمور عندما نحلل الأناجيل وأيضا رسائل بولس والتي تم فهمها فهما خاطئا عندما ظن المسيحيين أن بولس يتحدث عن الأمميين بينما في الحقيقة هو كان يتحدث عن فئة معينة من بني إسرائيل ، فكان كتاب العهد الجديد دائما يتحدثون عن هذه الفئة من بنى إسرائيل التي قلدت اليونانيين وعن وجوب رجوعهم إلى أمة بني إسرائيل
1- الكتاب المقدس للمسيحيين أوضح أن اليهودي الهيليني (اليوناني ) هو شخص من بني إسرائيل
وهو خائن للشريعة والوطن
وهذا واضح من سفر المكابيين فنقرأ :-
6: 21 فخرج بعض منهم من الحصار فانضم اليهم نفر منافقون من اسرائيل
6: 22 و انطلقوا الى الملك وقالوا الى متى لا تجري القضاء ولا تنتقم لاخوتنا
6: 23 انا ارتضينا بخدمة ابيك والعمل باوامره واتباع رسومه
6: 24 و لذلك ابناء شعبنا يحاصرون القلعة بغضا لنا وكل من صادفوه منا قتلوه ونهبوا املاكنا
6: 25 و لم يكتفوا بمد ايديهم علينا ولكنهم تجاوزا الى جميع تخومنا
6: 26 و ها انهم قد زحفوا الى قلعة اورشليم ليستحوذوا عليها وعلى المقدس وحصنوا بيت صور
6: 27 فالان ان لم تسرع وتبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر ان تكفهم
وأيضا سفر المكابيين الأول :-
1: 36 و جعلوا هناك امة اثيمة رجالا منافقين فتحصنوا فيها ووضعوا فيها السلاح والطعام وجمعوا غنائم اورشليم
سفر المكابيين الأول :-
11: 21 فانطلق قوم من مبغضي امتهم من الرجال المنافقين الى الملك واخبروه بان يوناتان يحاصر القلعة
سفر المكابيين الثاني :-
5: 15 و لم يكتف بذلك بل اجترا ودخل الهيكل الذي هو اقدس موضع في الارض كلها وكان دليله منلاوس الخائن للشريعة والوطن
كما كان يعتبر أن المقلد بأخلاق وعادات الأجانب والمرتد عن الشريعة هو كافر
فنقرأ سفر المكابيين الأول :-
7: 9 هو والكيمس الكافر وقد قلده الكهنوت وامره ان ينتقم من بني اسرائيل
وأيضا سفر المكابيين الثاني 4: 13:-
فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
ونقرأ من تفسير الأنبا مكاريوس :-
(وأغلب الظن أن رسالة ديمتريوس لم تكن وثيقة رسمية موجهة إلى يوناتان شخصيا،ً بل ربما كانت موجهة إلى الأمة لأن يوناتان حتى ذلك الوقت لم يكن قائدًا معترفًا به لدى الملك، وإن كان سيعترف بذلك ضمنا في الرسالة، ليتأكد مركز يوناتان لدى كل من الشعب والخونة (اليهود المتأغرقين) والأجانب (سكان القلعة)).
انتهى
راجع هذا الرابط :-
2- كانت نظرة اليهودي المتمسك بالشريعة لليهودي الهيليني مثل نظرة اليهود في مملكة يهوذا لباقي أسباط بني إسرائيل العشرة الذين عبدوا البعل فى مملكة الشمال قبل السبي البابلي
وكان اليهودي يرى أنه أفضل من الإسرائيلي الذي ترك الشريعة وتقلد بالأجانب
إلا أنه فى نفس الوقت فمن وجهة نظر اليهود فإنه بالرغم من جميع أخطاء بني اسرائيل إلا أنه ظل وصفهم في التوراة وكتب الأنبياء وأيضا التلمود بأنهم (شعب الله) حتى من أخطأ منهم وعبد البعل فإن كتابهم يخبرهم برجوعهم إلى الإيمان وأنهم أبناء الله
فمن سفر هوشع نقرأ :-
1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
ثم يقول فى سفر هوشع :-
2 :14 لكن هانذا اتملقها و اذهب بها الى البرية و الاطفها
2 :15 و اعطيها كرومها من هناك و وادي عخور بابا للرجاء و هي تغني هناك كايام صباها و كيوم صعودها من ارض مصر
ثم يقول فى سفر هوشع :-
2 :18 و اقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية و طيور السماء و دبابات الارض و اكسر القوس و السيف و الحرب من الارض و اجعلهم يضطجعون امنين
لذلك فحتى عندما يخطئ أحدهم ويترك الشريعة التي اتبعها أجداده (مثل هؤلاء اليونانيين) أو حتى يرتد إلى دين آخر فإنه نظرا لكونه من الناحية العرقية من بني إسرائيل فإنه يظل من الشعب المختار ، ومن أبناء الله لذلك كان من الطبيعي على هؤلاء اليونانيين دخول معابد (كنيس) اليهود (الملتزمين بالناموس) والعيش معهم في الشتات ولا يتم معاملتهم معاملة الأجنبي
فنقرأ من موقع chabad اليهودى :-
Throughout the Tanach, we find Jews breaking every facet of their covenant with G‑d, joining and forming all sorts of idolatrous cults and heathen practices. Yet when the prophets chide them, they are called “My people, Israel.”
الترجمة :-
في جميع أنحاء التناخ (العهد القديم) ، نجد اليهود يكسرون كل جانب من جوانب عهدهم مع الله ولكن عندما يوبخهم الأنبياء ، يطلق عليهم "شعبي ، إسرائيل"
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/1269075/jewish/Is-a-Jew-Who-Converts-Still-Jewish.htm
3- وقد ظل الأمل لدى اليهودي المتمسك بالشريعة بمجئ المسيا
الذي يجمعهم مرة أخرى ويعيدهم إلى الشريعة وإلى أرض فلسطين فيكونوا أبناء الله ويظل لهم الريادة (أبناء الله أي المتقين والأولياء)
راجع هذا الرابط :-
وظل اعتقاد كتاب العهد الجديد الذي وصل إلينا حاليا أن بنى إسرائيل هم أبناء الله (أي المتقين والأولياء) وأنهم أبناء العهد
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
3 :12 فلما راى بطرس ذلك اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون ما بالكم تتعجبون من هذا و لماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي
ثم نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
3 :25 انتم ابناء الانبياء و العهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم و بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض
أبناء الأنبياء ، وأبناء العهد أي أنهم الأتقياء أبناء الأتقياء فهم في نظر كاتب النص أنهم أبناء الله
وأيضا نقرأ من إنجيل يوحنا :-
11 :51 و لم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة
11 :52 و ليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد
لم يكن المقصود بأبناء الله هنا هم المؤمنين من الأمم ولكن كان المقصود هم اليهود المشتتين (أي المتفرقين) فهم في نظر كاتب النص أنهم أبناء الله المتفرقين الذين انفصلوا عن الأمة اليهودية وعاشوا فى الشتات و تأثروا بالثقافة اليونانية (ان شاء الله سوف أتكلم عن هذا بالتفصيل لاحقا)
و بالرغم من أن نبوءة هذا السفر قد تحققت بالفعل عند عودة عدد كبير من اليهود من السبي البابلي على يد زربابيل
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا عن زربابيل :-
(ورجع اليهود من بابل إلى اليهودية في أول دفعة تحت قيادته (عز 2: 2) واشترك زربابل مع يشوع بن يوصاداق وأخوته الكهنة في بناء المذبح لإصعاد المُحْرَقات وتنظيم العبادة (عز 3: 1-9) وهو من بيت داود (مت 1: 12؛ لو 3: 13)، وقد تسلم من كورش الآنية المقدسة التي ردت إلى أورشليم ثم أنه أقيم واليًا ووضع أساس الهيكل (زك 4: 6-10)، وكانت له اليد الطولى في إرجاع الطقوس الدينية الاعتيادية للشعب، وكان محبًا لشعبه وسعى في إقامة البناء المقدس ثانية. حيث كان الشعب يعبان الشعب يعبدون إله آبائهم، فعرف الهيكل باسم زربابل، وقد أكمل البناء في سنة 515 ق.م. وظل قائمًا حتى سنة 20 ق.م. عندما بدأ هيرودس الأكبر مشروعه لبناء الهيكل الجديد. وقد كانت حماسة زربابل للبناء ((داعية للنبي حجي أن يرى فيه شخصية المسيا المنتظر (حج 2: 20-23))) ويرجح أن اسم شيشبصّر اسم آخر لزربابل (عز 1: 8، 11).)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
إلا أنه ظل الأمل لدى اليهود أن هذا سيعاد تحقيقه مرة أخرى بمجئ المسيا المنتظر لذلك نجد دائما الاشارة لسفر هوشع فى رسائل منسوبة لبولس مثل رسالة رومية (والتي تم إيهام القارئ أنها تتحدث عن الأمم بعد أن حاول قسطنطين أن يجعلها ديانة عالمية بعد خلطها بالأفكار والفلسفات الوثنية ولكن فى الحقيقة كانت رسائل بولس تتحدث عن بني إسرائيل فقط وأن من آمن منهم هم أبناء الله وان شاء الله سوف أثبت ذلك بالأدلة لاحقا)
والإشكالية أن بنى إسرائيل بعد عودتهم من السبي البابلي أحدثوا خلط بين النبوءات عن حدثين مختلفين
الحدث الأول هو :- عبارة عن مجموعة من نبوءات الأنبياء التي تخبرهم عن علوهم في الأرض ثم فسادهم ثم إرسال رب العالمين عباد له لعقاب بنى إسرائيل على فسادهم وسوء أفعالهم ثم رحمته بهم مرة أخرى وإعطائهم الفرصة لإصلاح أحوالهم ، وإعادتهم مرة أخرى إلى أرض فلسطين
وأنهم كلما أفسدوا في الأرض فإن رب العالمين سيرسل عليهم من يعاقبهم على سوء أفعالهم
أما الحدث الثاني :- هو انتقال ملكوت الله إلى أمة أخرى وبعث رب العالمين النبي المختار المرسل إلى العالم من أمة أخرى وأن بداية دعوته من أرض قيدار أي من أرض العرب (سفر إشعياء 42)
ونبوءة أخرى تخبرهم أن الله عز وجل سيكلمهم بلسان غريب أي يرسل لهم نبي ليس منهم وأن هذا النبي سيقود أمة أخرى كانت وثنية ولكنها ستؤمن ، وأن من يرفض النبي الخاتم فإن النبي الخاتم سوف يسحقه حيث تنقلب الأحوال ، وأنه خير لبني إسرائيل أن يؤمنوا به (إشعياء 28)
ونبوءة أخرى تخبرهم بأن هناك أرض صحراوية جافة سيدفع لها جلال وخيرات الأرض التي كان يعيش عليه بني إسرائيل أي انتقال البركة من أرضهم إلى أرض صحراوية جافة مما يعني انتقال النبوة إلى المقيمين على تلك الأرض (إشعياء 35)
حتى أن المسيح عليه الصلاة والسلام أخبرهم أكثر من مرة أن النبي الخاتم لن يكون من بنى إسرائيل وليس من نسل سيدنا داود عليه الصلاة والسلام عندما سألهم متعجبا كيف يكون المسيا ابن داود بينما داود يدعوه بالروح ربا ، أي أنه كان ينفي أن النبي الذي ينتظرونه يكون من نسل سيدنا داود عليه الصلاة والسلام (إنجيل متى 22)
ولم يكن المسيح عليه الصلاة والسلام يقصد بكلامه هذا ألوهية ولا أي شئ لم يقله أصلا (فهو بإعتراف القساوسة لم يقل أبدا أنه إله ولم يطلب من أحد عبادته ) وإنما كان يقصد ما قاله (إشعياء 35 ، 28، 42) وأيضا ما أوضحه المسيح عليه الصلاة والسلام لهم مرة أخرى عندما قال لهم إن ملكوت الله ينزع منهم ويعطى لأمة تعمل أثماره فلم يكن بالطبع يقصد انتقال الايمان الى الأمم ولكن كان يقصد انتقال النبوة والرسالة إلى أمة أخرى أي كان يقصد انتقال دور بنى إسرائيل فى خروج النور منها إلى العالم فهذا الدور سوف ينتقل إلى أمة أخرى فهي من ستخرج منها النور إلى العالم وهذا يعني وجوب بعثة نبي من هذه الأمة الأخرى
ولكن علماء اليهود جعلوا النبي الخاتم الذي بشر به جميع الأنبياء هو مسيح منهم من نسل داود يجمعهم ويعيدهم من السبي البابلي ويلم شملهم وشتاتهم )
ثم تبعهم علماء المسيحية فى إحداث هذا الخلط لدى العامة ، فبدلا من البحث لمعرفة معنى ما يقوله المسيح عليه الصلاة والسلام ذهبوا إلى لوى أزرع الكلمات والمفاهيم واختراع عقيدة لم يقلها المسيح عليه الصلاة والسلام ولا تلاميذه الحقيقيين
وان شاء الله من خلال هذا البحث فإنه يثبت بالأدلة أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان نبي مرسل إلى بني إسرائيل ، وهذا يعنى أنه لم يكن هو النبي حجر الزاوية ولا هو المقصود في (إشعياء 42 ) بالنبي المرسل الى العالم ، كما أثبت أن جميع رسائل الطوائف المسيحية على اختلاف أفكارهم فى العصور الأولى للمسيحية كانت موجهة إلى بني إسرائيل فقط وليس إلى الأمم من الأعراق الأخرى بل أمم بنى اسرائيل فى الشتات (وهذا ان شاء الله سوف أتكلم عنه فى موضوع منفصل)
المبحث السادس (6-2-2) النساخ الذين نسخوا العهد الجديد كانوا يضيفون نصوص لم تكن موجودة في النص الأصلي
أما ما تم ذكره فى قاموس سترونج من وجود فرق في الدلالة بين الصيغتين من ناحية أن صيغة منهم خاصة باليهود والأخرى خاصة بالآخرين دون اليهود فهو خلط في المفاهيم نتيجة للتفسير الخاطئ وللتحريف
فنقرأ من كتاب:-
A TEXTUAL COMMENTARY ON THE GREEK NEW TESTAMENT
لبروس متزجر حيث يقول :-
during about fourteen centuries when the New Testament was transmitted in handwritten copies, numerous changes and accretions came into the text. Of the approximately five thousand Greek manuscripts of all or part of the New Testament that are known today, no two agree exactly in all particulars.
يعنى :-
خلال أربعة عشر قرنا من نقل نسخ العهد الجديد يدويا ، حدث العديد من التغيرات والزيادات الإضافية على النص . ومن بين خمسة آلاف مخطوطة لكل أو بعض أجزاء العهد الجديد لا يوجد اثنان متطابقتان من كل الوجوه
(ملحوظة :- بروس متزجر هو أستاذ فخري في مدرسة برنستون اللاهوتية ومحرر للكتاب المقدس في هيئة جمعية الكتاب المقدس الأمريكية. وكان من علماء اللغة اليونانية والعهد الجديد والعهد القديم )
انتهى
لذلك عندما نقرأ نصوص العهد الجديد يجب أن نعرف أحوال وظروف اليهود فى ذلك العصر وأن نفسر النص كله مجمل ونربط الجمل مع بعضها البعض لنفهم ما الذي حاول كاتب النص الأصلي أن يقوله قبل الإضافات والزيادات التي حدثت على النص الأصلي
للمزيد من الأدلة راجع هذا الرابط :-
أدلة أن اليونانيين فى العهد الجديد هم الاسرائيليين المتشبهين باليونانيين
تعليقات
إرسال تعليق