أصل كلمة يهود فى الكتاب المقدس
المقدمة :-
يوجد خلاف حول أصل كلمة (يهود)
البعض يقول أنها جاءت من كلمة (هدنا) التى قالها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ، أى بمعنى تبنا ورجعنا
قال الله تعالى :- (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)) (سورة الأعراف)
والبعض يرجعها إلى ما ورد في سفر التكوين أنها جاءت من اسم أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام وهو (يهوذا) (التكوين 35: 23 )
حيث أنها بالعبرية :- יְהוּדִי ، برقم 3064
وهي تأتى بمعنى التسبيح وأيضا بمعنى confession (الاعتراف أو الإقرار )
للمزيد راجع هذا الرابط :-
https://biblehub.com/hebrew/3034.htm
والله أعلم ما هو أصل تلك الكلمة لأن معناها بالعبرى قريب من معنى التوبة و الرجوع ، وقد يكون أصلها ضاع من اليهود في فترة ما ثم نسبوها إلى الجد الأكبر لأكبر أسباطهم ، ولكن أيا كان أصلها ، فمن الواضح جدا أنها لم تكن اسم لمعتقد بل هو اسم فئوي لمجموعة عرقية
فعند تحليل أسفار الكتاب المقدس سوف نجد تدرج في استخدام كلمة (يهود) وأنها بمرور الزمان كانت دلالتها تختلف
حيث نجد أنها اسم لأحد أبناء سيدنا يعقوب (إسرائيل) ثم أصبح اسم لسبطه (أى الذرية التى جاءت منه) ثم أصبح اسم لسكان مملكة يهوذا الجنوبية بعد انقسام بني إسرائيل إلى مملكتين أى كان اسم عرقى لجزء من بنى اسرائيل
ثم أصبح اسم للفئة الصالحة من بنى إسرائيل التى عادت من السبى البابلى وعملت على الالتزام بالشريعة و كان دينها هو الإسلام
ثم أصبح اسم لأغلب بنى اسرائيل ما عدا السامريين
ثم أصبح اسم للفئة من بنى إسرائيل التى كفرت برسالة المسيح عليه الصلاة والسلام وحرفت معتقد أجدادها وحرفت الكتاب
وسوف نجد في العهد الجديد أن بطرس وبولس بعد اتباعهم للمسيح عليه الصلاة والسلام يقولوا عن أنفسهم أنهم (يهود) - (أعمال 10: 26 - 28 ،، 16: 19 - 20 ،، 21: 39 ،، 22: 3) ، وهذا دليل أن هذا الاسم لم يكن أبدا اسم لمعتقد أو ديانة قديما ، وإنما هو اسم عرقي ، وإنما تحول لذلك في عقولنا حديثا نتيجة لنسيان اليهود الاسم الحقيقي لدين أجدادهم
يعنى اسم يهودي قد يأتي مع الإنسان الصالح إذا كان الحديث عن الفترة التي عبدت فيها تلك الفئة الله عز وجل عبادة صحيحة و اتبعت رسل الله عز وجل فكان دينها هو الإسلام بينما اسم يهودي كان مسماهم العرقي والوطني مثل مسمى المهاجرين والأنصار الذي كان دينهم هو الإسلام
و قد يأتي اسم يهودي مع الإنسان الكافر الذي حرف فى الكتاب والعقيدة وكفر برسالة المسيح عليه الصلاة والسلام
فكلمة يهودي لم يكن أصلها اسم ديانة ولكن أصلها كان اسم عرقى
فاليهود منهم الصالح ومنهم الطالح (قبل كفرهم بالمسيح عليه الصلاة والسلام) ثم اتبعت فرقة منهم المسيح وهم النصارى ، والباقى ظلوا على اسمهم يهود وهم الكافرون
قال الله تعالى :- (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (169)) (سورة الأعراف)
يعني مدح فئة من اليهود أو ذم فئة أخرى ليس تناقض لأن منهم الذي آمن وصدق ، ومنهم الذي كفر وكذب
وان شاء الله في هذا الموضوع سوف نرى تدرج واستخدامات كلمة (يهود) والتي لم يكن لها أي علاقة باسم الدين
ويتضمن هذا الموضوع النقاط التالية :-
1- فى البداية كان اسم (يهوذا) لأحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام ثم اسم لنسله (أي كان مسمى عرقي)
2- ثم أصبح اسم للمملكة الجنوبية بعد انقسام مملكة اسرائيل الموحدة الى مملكتين (أي كان مسمى وطن)
3- ثم بعد العودة من السبي البابلي و نتيجة لصلاح الجيل الأول من اليهود أصبحت كلمة يهودي تعني الإنسان الصالح من نسل بنى إسرائيل
4- ثم بعد فترة من العودة من السبي البابلي أصبح كلمة (يهودي) يتم إطلاقها على كل بنى اسرائيل ما عدا السامريين
5- ثم بعد احتلال اليونانيين لفلسطين وتسلل الفلسفات اليونانية بين بنى اسرائيل و انتشار الفساد نسى بني إسرائيل اسم دين آبائهم فأصبحوا ينسبون دينهم إلى اسم اليهود وظلت الكلمة دلالة على فئة عرقية من بنى إسرائيل
6- فى عصر كتابة العهد الجديد كان لكلمة (يهودي ) دلالتان
7- اليهود و النصارى (المسيحيين) فئتان من بنى اسرائيل
8- أهم طوائف اليهود فى الفترة الهلينستية
1- فى البداية كان اسم (يهوذا) لأحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام ثم اسم لنسله (أي كان مسمى عرقي)
كان اسم (يهوذا) بالعبرية :- יְהוּדָ֑ה وبالانجليزية :- Judah ، برقم 3063
هو اسم أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام (التكوين 35: 23 )
فنقرأ من سفر التكوين :-
29 :35 و حبلت ايضا و ولدت ابنا و قالت هذه المرة احمد الرب لذلك دعت اسمه يهوذا ثم توقفت عن الولادة
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/genesis/29-35.htm
وطبقا لـــــــ NASB Translation
Jew (10), Jewish (4), Jews (59), Jews' (1), Judeans (1).
http://biblehub.com/hebrew/3064.htm
و هي جاءت من كلمة יְהוּדָה أي Judah (يهوذا) وهو اسم لأحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/hebrew/3063.htm
و أتى من فعل الشكر والثناء والاعتراف لله عز وجل وهو بالعبرية :- אוֹדֶ֣ה ، برقم 3034
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/hebrew/3034.htm
وهذا الاسم أصبح بعد ذلك يخص سبط واحد من أسباط بنى إسرائيل وهم سبط يهوذا (الخروج 31: 2 )
وظلت كلمة (يهود) فى زمان سيدنا موسى عليه الصلاة السلام و لفترة طويلة بعده مسمى لسبط (أي قبيلة) يهوذا
أي مسمى لنسل أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام
فكانوا جزء من بني إسرائيل وكان مسمى عرقي وليس له أي علاقة بالدين ، هكذا عرفه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن من سبط يهوذا أي أنه لم يكن يهودي ولكنه كان من سبط لاوى (خروج 2: 1 الى 2: 10 ، 4: 14 ، 6: 16 الى 6: 20 ، 6: 25 ، 6: 26 ) ،(العدد 26: 59)
بينما كان سيدنا داود عليه الصلاة والسلام من سبط يهوذا أي أنه كان مسمى عرقي
فنقرأ من سفر التثنية :-
33 :7 و هذه عن (( يهوذا )) قال اسمع يا رب صوت يهوذا و ات به الى قومه بيديه يقاتل لنفسه فكن عونا على اضداده
ومن سفر يشوع :-
14 :6 فتقدم (( بنو يهوذا )) الى يشوع في الجلجال و قال له كالب بن يفنة القنزي انت تعلم الكلام الذي كلم به الرب موسى رجل الله من جهتي و من جهتك في قادش برنيع
2- ثم أصبح اسم للمملكة الجنوبية بعد انقسام مملكة اسرائيل الموحدة الى مملكتين (أي كان مسمى وطن)
أصبح اسم (يهوذا) יְהוּדָ֑ה وبالانجليزية :- Judah ، برقم 3063
يتم إطلاقه على اسم أمة وهي المملكة الجنوبية (مملكة يهوذا )
فنقرأ من سفر هوشع :-
4 :15 ان كنت انت زانيا يا اسرائيل فلا ياثم (( يهوذا )) و لا تاتوا الى الجلجال و لا تصعدوا الى بيت اون و لا تحلفوا حي هو الرب
و من سفر إرميا :-
2 :28 فاين الهتك التي صنعت لنفسك فليقوموا ان كانوا يخلصونك في وقت بليتك لانه على عدد مدنك صارت الهتك (( يا يهوذا ))
وأصبح كل سكان تلك المملكة (وهم سبط يهوذا وسبط بنيامين ومن كانوا من نسل الكهنة اللاويين) يتم اطلاق مسمى (يهود ) عليهم
فنقرأ من سفر إرميا :-
32 :12 و سلمت صك الشراء لباروخ بن نيريا بن محسيا امام حنمئيل ابن عمي و امام الشهود الذين امضوا صك الشراء امام كل (( اليهود )) الجالسين في دار السجن
حيث أنه بعد سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام انقسمت مملكة إسرائيل الموحدة الى مملكتين هما :-
أ- المملكة الشمالية (مملكة إسرائيل ) :-
وهى مكونة من 10 أسباط وكان من يسكن فى تلك المملكة يتسمى (إسرائيل) (ملوك الأول 14 :13 الى 14 :16 ،، 16 :2 ،، 16 :16 ،، 16 :21 ،، 18 :17 ،، 18 :18 ) (ملوك الثاني 7 :13 ،، 17 :6 ،، 17 :13 ،، 17 :23 ) ( أخبار الأيام الثاني 10 :19 ، 13 :16 إلى 13 :18 ،، 27 :7 )
( ملحوظة :- وإن بقيت كلمة بنى اسرائيل تطلق على جميع سكان المملكتين )
ب- والمملكة الجنوبية واسمها مملكة يهوذا :-
و هذا الاسم نسبة إلى يهوذا بن سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام حيث كان يحكم تلك المملكة ملوك من نسل سيدنا داود عليه الصلاة والسلام أي من سبط يهوذا
وعاصمة تلك المملكة كانت أورشليم
وكانت تلك المملكة مكونة من سبطين هما سبط يهوذا وسبط بنيامين مع بعض الكهنة اللاويين (ملوك الأول 12 :17 ، 12 :21 ، 12 :23 ) ،(أخبار الأيام الثاني 11 :5 ، 11 :13 ،11 :14، 13 :9 )
وبمرور الزمان أصبح كل من ينتمى الى المملكة الجنوبية (مملكة يهوذا ) يسمى يهودي مع الاحتفاظ بسبطه (ملوك الثاني 25 :21 ) (راجع سفري الملوك الأول والثاني وسفر أخبار الأيام الثاني)
وكان سكان تلك المملكة فى أغلب الفترات أقل فسادا من سكان المملكة الشمالية حيث انتشر فى المملكة الشمالية (مملكة إسرائيل) عبادة البعل والوثنيات ولم يكن كهنتهم من اللاويين (ملوك الأول 12 :31 ) ، (أخبار الأيام الثاني 13 :9 )
بينما ظهر فى مملكة يهوذا ملوك أعادوا سكان تلك المملكة إلى عبادة الله عز وجل وطاعته (ملوك الثاني 18 :1 إلى 18 :7 ) ، ( أخبار الأيام الثاني 17 :7 الى 17 :9 ،، 19 :4 إلى 19 :11 ،، 20 :18 الى 20 :20 ،،23 :16 إلى 23 :18،، 29 :1 الى 29 :10 ،، 29 :15 إلى 29 :18 )
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
( لا نجد ملكًا واحدًا في إسرائيل صالحًا، أمَّا في يهوذا فوجد ملوك أشرار، ووجد ملوك أتقياء ومصلحون. )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
كما نقرأ أيضا :-
( وعندما ملك يربعام بن ناباط على الأسباط العشرة في الشمال، كان من الواضح أنه لم يعد للكهنة واللاويين مكان في خططه للحياة الدينية للأمة، بل أقام "كهنة من أطراف الشعب، لم يكونوا من بني لاوي" (1مل 12: 31- ارجع أيضاً إلى 2أخ 13: 9 و10). وهكذا طرد كل اللاويين من مملكته. ومن العسير تقدير ما كان لذلك من نتائج على الحالة الدينية في مملكة إسرائيل (المملكة الشمالية)، فقد كان اللاويون كالملح للأمة، لهم تأثيرهم في الحفظ من الفساد، وحيث أنهم اضطروا لمغادرة المملكة الشمالية، فلا عجب أن دب فيها الفساد سريعاً، حتى أوقع بها الرب العقاب على يد ملوك أشور الذين سبوهم من بلادهم. فقد كان اللاويون مكلفين بخدمة تعليم شرائع الله(انظر مثلاً 2أخ 35: 3)، وبدون هذا التعليم، انحدر شعب يربعام إلى الوثنية وممارساتها الشريرة ...الخ )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
3- ثم بعد العودة من السبي البابلي و نتيجة لصلاح الجيل الأول من اليهود أصبحت كلمة يهودي تعني الإنسان الصالح من نسل بنى إسرائيل
بعد فترة من زمان تشتت سكان مملكة إسرائيل الشمالية على يد سرجون أحد ملوك آشور
اجتاح نبوخذ نصر مملكة يهوذا الجنوبية وقام بسبي جزء كبير من أهلها إلى بابل
ثم عاد سكان مملكة يهوذا ( أي اليهود ، وبالعبرية יְהוּדִי ) من السبي البابلي
وهم (سبط يهوذا وسبط بنيامين ومن كانوا من نسل الكهنة اللاويين)
ظل إطلاق مسمى (اليهود) على العائدون من السبي البابلي والذين كانوا فى الأصل من سكان مملكة يهوذا
فنقرأ من سفر عزرا :-
4 :12 ليعلم الملك ان (( اليهود الذين صعدوا من عندك الينا قد اتوا الى اورشليم )) و يبنون المدينة العاصية الردية و قد اكملوا اسوارها و رمموا اسسها
وأيضا :-
5 :1 فتنبا النبيان حجي النبي و زكريا ابن عدو (( لليهود الذين في يهوذا و اورشليم )) باسم اله اسرائيل عليهم
ومن سفر نحميا :-
1 :2 انه جاء حناني واحد من اخوتي هو و رجال من يهوذا (( فسالتهم عن اليهود الذين نجوا الذين بقوا من السبي )) و عن اورشليم
وأيضا :-
4 :2 و تكلم امام اخوته و جيش السامرة و قال ماذا يعمل (( اليهود الضعفاء )) هل يتركونهم هل يذبحون هل يكملون في يوم هل يحيون الحجارة من كوم التراب و هي محرقة
وظل إطلاق مسمى (يهوذا ، وبالعبرية יְהוּדָה ) على سبط يهوذا وعلى أرض المملكة الجنوبية :-
فنقرأ من سفر عزرا :-
1 :2 هكذا قال كورش ملك فارس جميع ممالك الارض دفعها لي الرب اله السماء و هو اوصاني ان ابني له بيتا (( في اورشليم التي في يهوذا ))
وأيضا :-
1 :5 فقام (( رؤوس اباء يهوذا و بنيامين و الكهنة و اللاويون )) مع كل من نبه الله روحه ليصعدوا ليبنوا بيت الرب الذي في اورشليم
وأيضا :-
4 :1 و لما سمع (( اعداء يهوذا و بنيامين )) ان بني السبي يبنون هيكلا للرب اله اسرائيل
وأيضا :-
10 :9 فاجتمع (( كل رجال يهوذا و بنيامين )) الى اورشليم في الثلاثة الايام اي في الشهر التاسع في العشرين من الشهر و جلس جميع الشعب في ساحة بيت الله مرتعدين من الامر و من الامطار
و نقرأ من سفر نحميا :-
5 :14 و ايضا من اليوم الذي اوصيت فيه ان اكون واليهم في (( ارض يهوذا )) من السنة العشرين الى السنة الثانية و الثلاثين لارتحشستا الملك اثنتي عشرة سنة لم اكل انا و لا اخوتي خبز الوالي
وأيضا :-
11 :4 و سكن في اورشليم من (( بني يهوذا و من بني بنيامين )) فمن بني يهوذا عثايا بن عزيا بن زكريا بن امريا بن شفطيا بن مهللئيل من بني فارص
وهؤلاء (اليهود العائدون من السبي البابلي) عملوا على العودة إلى الدين الذي كان عليه أنبيائهم (أي دين الإسلام) وإعادة العمل بالشريعة وإعادة بناء الهيكل (عزرا 4: 12 ، 5: 1 إلى 5: 17 ، 6: 14) ، (نحميا 8 :1 الى 8 :18 ) وأخذوا على أنفسهم المواثيق أن يتبعوا الشريعة وما أمرهم به الله عز وجل على لسان أنبيائه (نحميا 9 :38 ، 10 :28 إلى 10 :39 )
فارتبط هؤلاء اليهود بحفظ التوراة و نصرة الدين الحق (وهو الإسلام)
ونتيجة لهذه الأعمال التي فعلها هذا الجيل من اليهود أصبح اسم اليهودي دليل على الرجل الصالح المؤمن من نسل المختارين أي من بني إسرائيل
ولذلك نجد فى رسالة غلاطية يقول الكاتب :-
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة
والمقصود هو :- نحن (أي بني إسرائيل) بالميلاد صالحون (دلالة كلمة يهود) ولسنا مثل الأمم الخاطئة
فكانت دلالة كلمة يهودي تعطى معنى عكس كلمة خطاة
فكان كلمة يهود فى ذلك الزمان مثل كلمة الأنصار فى المدينة الذين نصروا الرسول عليه الصلاة والسلام ، دلالة على فئة نصرت الدين الحق وهو دين الإسلام فكانوا مسلمين لرب العالمين ولم تكن مسمى لمعتقد ديني وإنما مسمى لمملكتهم التي انتموا إليها فى السابق
4- ثم بعد فترة من العودة من السبي البابلي أصبح كلمة (يهودي) يتم إطلاقها على كل بنى اسرائيل ما عدا السامريين
بمرور الزمان أصبح اسم (اليهود) دلالة على كل بنى إسرائيل سواء الموجودون فى فلسطين أو فى الشتات ما عدا السامريين
فنقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(اليهود: أطلق هذا الاسم أولًا على أهل المملكة الجنوبية أي يهوذا وبنيامين وبعد العودة من السبي صار اسمًا لكل اليهود من كل الأسباط. )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ومن تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
(اليهود = أطلق هذا الاسم أولًا على أهل المملكة الجنوبية أي يهوذا وبنيامين. وبعد العودة من السبي صار اسمًا لكل اليهود من كل الأسباط.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وكان السبب فى ذلك مرجعه إلى :-
أ- كان المقيمون فى فلسطين من بنى إسرائيل هم اليهود :-
الذين قاموا بإعادة بناء الهيكل وإعادة العمل بالشريعة ، وكانوا هم من يخاطبون باقي الأمم
وكان بمجلس السنهدريم والمكون من سبعون شخص كانوا من اليهود ، يمثل بنى إسرائيل أمام الرومان
أي أنهم كانوا فى ذلك الزمان ممثلين عن كل بنى إسرائيل
أما مسمى السامريون بعد سبى ملك أشور للأسباط العشرة فكان يطلق على نتاج تزاوج الذين تبقوا من سبى مملكة إسرائيل الشمالية (الأسباط العشرة) مع شعوب وثنية استوطنوا السامرة على يد ملك أشور لذلك كان ينظر إليهم أنهم أقل من اليهود وخاصة مع وجود اختلافات دينية بينهم وبين اليهود
بل إن اليهودي الذي تزوج سامرية كان يتم طرده من اليهودية بالرغم من أنهم أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام أيضا (يوحنا 4: 12)
ب- كما أن دلالة كلمة يهودي فى ذلك الزمان والتي كانت تعنى الرجل الصالح التقى :-
ساهم فى انتشار هذا المسمى بين باقي الأسباط المقيمين فى الشتات فكانوا يعتبرون أنفسهم فئة صالحة وسط أمم وثنية
فنقرأ من إنجيل يوحنا حوار المسيح عليه الصلاة والسلام مع اليهود الذي يتفاخرون فيه بأنهم من نسل إبراهيم وأنهم المختارين :-
8 :31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي
8 :32 و تعرفون الحق و الحق يحرركم
8 :33 اجابوه اننا ذرية ابراهيم و لم نستعبد لاحد قط كيف تقول انت انكم تصيرون احرارا
8 :34 اجابهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية
8 :35 و العبد لا يبقى في البيت الى الابد اما الابن فيبقى الى الابد
8 :36 فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا
8 :37 انا عالم انكم ذرية ابراهيم لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم
8 :38 انا اتكلم بما رايت عند ابي و انتم تعملون ما رايتم عند ابيكم
8 :39 اجابوا و قالوا له ابونا هو ابراهيم قال لهم يسوع لو كنتم اولاد ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم
و السبب فى استثناء السامريين من هذا المسمى هو:-
السامريون هم فئة عاشت فى جزء من فلسطين و يعتقد أنهم جزء من الأسباط العشرة المكونين لمملكة إسرائيل الشمالية ، ولكنهم لم يشتتوا مثل باقي سكان المملكة ثم اندمجوا مع أمم أخرى
ويرجع السبب فى عدم اطلاق مسمى يهود عليهم هو رفضهم الاعتراف بهيكل أورشليم ، واعتقادهم بخطأ اليهود ، حيث اعتقدوا أن الهيكل المقام على جبل جرزيم هو المكان المقدس ، وهو الهيكل الذي دمره الملك اليهودي يوحنا هيركانوس
راجع هذا الرابط :-
فكان هناك عداء بينهم وبين اليهود فلم يكن يتعاملون مع بعضهم البعض (يوحنا 4: 9)
5- ثم بعد احتلال اليونانيين لفلسطين وتسلل الفلسفات اليونانية بين بنى اسرائيل و انتشار الفساد نسى بني إسرائيل اسم دين آبائهم فأصبحوا ينسبون دينهم إلى اسم اليهود وظلت الكلمة دلالة على فئة عرقية من بنى اسرائيل
احتل اليونانيين العالم وحاولوا نشر ثقافتهم وفلسفاتهم بين الأمم وكان من ضمنهم بنى اسرائيل فحاولوا تغيير معتقداتهم وحثهم على اتباع معتقدات اليونانيين الوثنية وخاصة فى عهد الملك أنطيوخس أبيفانيوس (الرابع) حيث أخذت تلك المحاولات طابع العنف والإجبار ، فانقاد بعض اليهود لهؤلاء اليونانيين وارتدوا عن الشريعة و دمجوا الأفكار اليونانية الوثنية مع أفكارهم (مكابيين الأول 1: 12 الى 1: 16 ، 1: 45 إلى 1: 55 ) هذا بالإضافة إلى محاولتهم حرق كتب الشريعة (مكابيين الأول 1: 58 إلى 1: 64 ) ، وتعيين كهنة موالين لهم لمساعدتهم فى تهلهن بنى اسرائيل (مكابيين الأول 7: 5 ، 7: 9 )
فظهرت اليهودية الهلينستية فى فلسطين وفى شتات اليهود (ظهور فئة اليهود الهيلنيين )
للمزيد راجع :-
فظهرت معتقدات كثيرة بين اليهود نتيجة لهذا الخلط بين الوثنية وبين عقيدة أجدادهم ومنها على سبيل المثال الأسينيين والهيرودسيين وأيضا الغنوسية
فنقرأ عنهم من موقع الأنبا تكلا :-
وهي عبارة عن مدارس وشيع عديدة (((كانت تؤمن بمجموعات عديدة من الآلهة،))) وهذا ما نجده واضحًا في هذا الإنجيل المنحول(3).
وكانت أفكارهم ثيوصوفية سرية غامضة جدًا نتيجة لخلطها لأفكار عديدة من فلسفات وديانات عديدة. وهي في الأصل حركة وثنية امتزجت بأفكار مسيحية ((وترجع جذورها إلى ما قبل المسيحية بعدة قرون.)) (أي أنها كانت فى بعض اليهود أفكار الوثنيين)
وكان أتباعها يخلطون بين الفكر الإغريقي - الهيلينتسي - والمصري القديم مع التقاليد الكلدانية والبابلية والفارسية (خاصة الزردشتية التي أسسها الفارسي ذردشت (630-553 ق م) وكذلك اليهودية، خاصة فكر جماعة الأسينيين (الأتقياء) وما جاء في )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
الحرب الأهلية بين بنى إسرائيل فى فلسطين :-
فى نفس الوقت ظل بعض من بنى إسرائيل متمسك بالشريعة وما تسلمه من أجداده حول معتقدهم
فحاول المكابيين مقاومة تهلهن الشعب اليهودي فقامت الثورة المكابية أمام اليونانيين واليهود الهيلينيين (بنى إسرائيل الذين تأثروا بالثقافة اليونانية وتركوا الشريعة وأصبحوا هلنيين ).
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(وفى خلال هذا الصراع على السلطة، ظهرت الطوائف الدينية الكبرى الثلاث: الصدوقيون والفريسيون والأسينيون، وكانت تراودهم جميعا الطموحات الروحية التي اشعلت الثورة المكابية، أي أن يكون لليهود وجود قومي كوحدة قائمة بذاتها بين عالم الأمم، وأن يحفظوا ناموس موسى بالتدقيق)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
إلا أنه بعد ضعف حكم المكابيين واقتراب نهايته تسلل الفساد والفلسفات الوثنية مرة أخرى الى اليهود في فلسطين :-
فإن تلك الأفكار اليونانية الوثنية والميل إلى التهلهن تسلل أيضا إلى فئة اليهود المتمسكين بالشريعة فى فلسطين وهذا يؤكد على تمكن اليونانيين من تحقيق هدفهم فى تدمير الثوابت الدينية والرموز الدينية لبنى اسرائيل
فحتى سلالة المكابيين تشبهوا باليونانيين و انجذبوا إليهم
فنجد ظهور ملوك من المكابيين لا يلتزمون بالناموس مثل الإسكندر جنايوس كما نجد تحول فى أسماء حكامهم إلى أسماء يونانية والتخلي عن الأسماء العبرية مثل الإسكندر جنايوس ، ألكسندرا
راجع هذا الرابط :-
ونجد الصدوقيون الذين أنكروا الغيبيات و الملائكة (أعمال 23 :8 ) و كذلك نجد الاسينيين و أيضا الهيروديسيين الذين تكونوا من بعض الفريسيين مع بعض الصدوقيين و الذين تبعوا بعض العادات الوثنية و أيضا الغنوسية و غيرهم من الطوائف
و حتى من لم يتأثروا بالأفكار الوثنية إلا أنهم لم يطبقوا الشريعة بالكامل بل طبقوا البعض وتركوا البعض بالرغم من زعمهم أنهم لازالوا متمسكين بها
فتمسك الفريسيين بالناموس كان تمسك ظاهري ولم يكن حقيقي لأنهم حرفوا فيه ولم يطبقوه كله (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53)
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس و ليس احد منكم يعمل الناموس لماذا تطلبون ان تقتلوني
فعلى سبيل المثال :-
الربا محرم على الانسان التعامل به أي كان شخصية الذى تتعامل معه ، بدليل تلك النصوص :-
من سفر اللاويين :-
25 :35 و اذا افتقر اخوك و قصرت يده عندك (( فاعضده غريبا او مستوطنا )) فيعيش معك
25 :36 (( لا تاخذ منه ربا و لا مرابحة بل اخش الهك )) فيعيش اخوك معك
25 :37 (( فضتك لا تعطه بالربا و طعامك لا تعط بالمرابحة ))
ومن سفر المزامير :-
15 :5 (( فضته لا يعطيها بالربا )) و لا ياخذ الرشوة على البريء الذي يصنع هذا لا يتزعزع الى الدهر
وأيضا :-
146 :9 (( الرب يحفظ الغرباء )) يعضد اليتيم و الارملة اما طريق الاشرار فيعوجه
ولكن الكهنة جعلوه محرم فقط بالنسبة إلى اليهودي أما غير اليهودي فمسموح ، كل ذلك من أجل الربح
فنقرأ من سفر التثنية :-
23 :19 لا تقرض اخاك بربا ربا فضة او ربا طعام او ربا شيء ما مما يقرض بربا
23 :20 للاجنبي تقرض بربا و لكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها
كتبوا الكتاب بأيديهم حسب هواهم ثم قالوا للناس هذا كتابكم المقدس
كان الهيكل بالنسبة لليهود مكان للصلاة طاهر لا يدنسه أحد سواء كان يهودي أو غير يهودي
ولكنهم طبقوا هذا الحكم على غير اليهودي فقط فليس له أن يدخل الهيكل حتى لا يدنسه أما هم اليهود فمسموح لهم أن يبيعوا ويشتروا فيه و يستخدمونه فى غير الغرض المخصص له أي يدنسوه بأفعالهم
حرفوا فى الشريعة لخدمة مصالحهم الخاصة وكل ذلك من أجل الربح
ونرى من إنجيل متى كيف تحول الهيكل إلى ساحة للبيع والشراء ، فالمهم بالنسبة لهم هو كسب المال
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 21 :12 و دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام
مت 21 :13 و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص
راجع هذا الرابط :-
ففى حقيقة الأمر كان فى ذلك العصر قد وصل الفساد الى كلا من الفئتين اليهود ، و اليهود اليونانيين (والذين أطلق عليهم كتاب العهد الجديد اختصارا مسمى الهلنيين)
ولكن ظل الفرق بينهم هو فرق ظاهري فاليهودي يتظاهر بتمسكه بالشريعة و معرفته باللغة العبرية والتقليد و يتسمى بأسماء يهودية وإن دخلته بعض الأفكار والعادات اليونانية فهو فى حقيقة الأمر لا يطبق الشريعة بالفعل
أما اليهودي الهيليني فقد تخلى عن اللغة العبرية وعن الأسماء اليهودية وعن التقليد وأسلوب الحياة اليهودية بجانب دخول الأفكار الوثنية إلى عقله ومزجها بمعتقدات أجداده
فاليهودي اليوناني هو أيضا فى حقيقة الأمر يهودي ولكنه تهلهن (اليهود المتأغرقين ) أي تشبه باليونانيين
لذلك نجد كاتب رسالة غلاطية يقول (نحن بالطبيعة يهود) وكان يقصد أن اليهودي اليوناني هو أيضا يهودي بالميلاد وله الأفضلية
نسيان اسم ومعتقد الأجداد :-
وفى تلك الفترة نسى بنى إسرائيل سواء المقيمون فى فلسطين أو فى الشتات اسم ومضمون معتقد أجدادهم بعد أن حرفوا فيه وصنعوا معتقدات ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان وأصبح اسم يهودي هو الأكثر تداولا بينهم
لذلك نسبوا اسم معتقدهم المحرف إلى اسم اليهود أي يقولوا (دين اليهود) ثم تحول بعد ذلك إلى الديانة اليهودية
وفى نفس الوقت ظلت كلمة يهود كدلالة على فئة عرقية من بنى اسرائيل
لذلك أصبحنا نقرأ فى العهد الجديد اسم الديانة اليهودية (غلاطية 1: 13) ، (رؤيا 3: 9 )
فنقرأ من رسالة غلاطية :-
1 :13 فانكم سمعتم بسيرتي قبلا في (( الديانة اليهودية )) اني كنت اضطهد كنيسة الله بافراط و اتلفها
بينما لا نقرأ مسمى الديانة اليهودية فى العهد القديم
ولذلك بعث الله عز وجل إليهم سيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهم صلوات الله وسلامه حتى يرجعونهم إلى المعتقد الصحيح وهو الإسلام
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات
أي الذي يستسلم لأوامر الله عز وجل ويطيعه هو من يدخل الجنة
فكان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الإسلام
فكان المسيح عليه الصلاة والسلام يهودي من ناحية الموطن ، و المسيح من ناحية الاسم ولكنه مسلم الديانة
6- فى عصر كتابة العهد الجديد كان لكلمة (يهودي ) دلالتان
بعد الصراع المسلح بين اليهود المتمسكين بالشريعة وبين المرتدين عنها ، استمر الخلاف قائما بين الطرفين فأصبح عندها لكلمة يهودي دلالتان :-
معنى عام:-
وهو كل شخص من بني إسرائيل سواء التزم بالشريعة وتعليمات الكهنة وبأسلوب الحياة اليهودية (أي متدين) أم أحدث بها تغيرات ومزجها بأفكار يونانية أو شخص يهودي عادي ، أي هو مسمى يتم إطلاقه على كل فئات اليهود (يوحنا 2: 13 ، 2: 18 ، 6 :4 ، 7 :2 ، 11: 19 ،11 :55 ، 12 :9 ، 18: 20 ) (متى 27: 37 ،، 28: 15 ) ، (لوقا 23 :3 ،23 :38 ) ،(مرقس 15 :26 ) ، (غلاطية 2 :15) ، وسبب ذلك هو اعتقادهم أن أي شخص مولود من بني إسرائيل ومهما فعل من أخطاء فهو من شعب الله عز وجل ، وكانت كلمة (يهودي) فى أصلها عندهم لها دلالة المديح
معنى خاص :-
وهو كل شخص تمسك بأسلوب الحياة اليهودية والشريعة فى حياته (يوحنا 5: 10 ، 5: 16 ، 7 :1 ، 7 :11 ، 7 :13) ، (رومية 2 :17)
فهم فئة من اليهود المتمسكين بالشريعة فى حياتهم يرون أن الخلاص ليس بالإيمان فقط ولكن أيضا بالعمل بالناموس والشريعة فى جميع مناحي الحياة العامة والخاصة أي أنهم كانوا يتبعون أسلوب الحياة اليهودية
ولكن بمرور الزمان أتى بعدهم من زعموا تمسكهم بالشريعة بينما تسللت إليهم الأفكار الوثنية و أصبحوا يتظاهروا بتطبيق الناموس بينما فى حقيقتهم لا يطبقوا كل الوصايا فأخذوا أجزاء وتركوا أجزاء (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53) ورفضوا التصديق برسل رب العالمين إليهم وكذبوا بآيات رب العالمين
لذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يواجههم ويطالبهم بتطبيق جميع الوصايا وطاعة رب العالمين
وبالنسبة للمعنى الخاص لكلمة (اليهود) :-
فعندما يقول لوقا فى سفر أعمال الرسل أن بولس وبرنابا:- دخلا مجمع اليهود وآمن جمهور من
اليهود واليونانيين (أعمال 14 :1)
مثل ما نقول :- دخل مسجد المسلمين ووجد فيه إسلاميين وعلمانيين يصلون
فالمقصود بــ الإسلامي :- هو الشخص الملتزم بالشريعة أي أنه يطبق الشريعة فى كل تعاملاته
والمقصود بـ العلماني :- هو الشخص المتأثر بالأفكار الغربية فى طريقة حياته ، وهو يقول على نفسه أنه مسلم أيضا
وليس المقصود من العلماني أنه شخص غريب
كذلك كان الأمر بالنسبة لليهودي واليوناني
والدليل على ذلك:-
أ- نجده فى إنجيل يوحنا فنقرأ :-
7 :2 و كان عيد اليهود عيد المظال قريبا
ثم نقرأ :-
7 :11 فكان اليهود يطلبونه في العيد و يقولون اين ذاك
7 :12 و كان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه بعضهم يقولون انه صالح و اخرون يقولون لا بل يضل الشعب
7 :13 و لكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود
نلاحظ الآتي :-
عيد المظال هو عيد اليهود (كلمة اليهود هنا بمعناه العام )
وهو عيد يجتمع فيه بني إسرائيل فى أورشليم و يذهبون فيه إلى الهيكل
راجع هذا الرابط :-
ثم نقرأ أنه فى هذا العيد الخاص باليهود كانت الجموع تتحدث و تتناقش حول المسيح عليه الصلاة والسلام
فالبعض منهم يقولون عنه أنه صالح والبعض الآخر يقولون أنه يضلل الشعب
(والمقصود من الشعب هو شعب بنى إسرائيل أي أن تلك الجموع هم من اليهود أيضا)
ولكننا نجد فى العدد (13) أن تلك الجموع كانوا خائفون أن يتكلموا جهارا بسبب خوفهم من اليهود
أليس هؤلاء الجموع هم يهود ، فهذا يعني أن اليهود يخافون من اليهود
ولكن الحقيقة أن تلك الجموع هم شعب بني إسرائيل اليهود العاديين
أما كلمة اليهود فى العدد (13) فكان المقصود منهم فئة معينة من هؤلاء اليهود وهم الفريسيين
مما يعنى أن كلمة ( اليهود) لم تكن دائما تأتى بمعنى شعب بنى إسرائيل كله الذي اعتنق اليهودية ولكنها كانت أحيانا تأتي بمعنى فئة من بني إسرائيل ملتزمة بالشريعة وهذه الفئة كانت فى عهد المسيح عليه الصلاة والسلام تأخذ بظاهر الشريعة ولا تأخذ كل الوصايا ويتباهون أنهم ملتزمون بالشريعة وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يطالبهم بتطبيق جميع الوصايا التي فى الناموس وألا يتركوا شئ منها (مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، يوحنا 14 :21 ) وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
- ب- و نقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكرى لهذا النص نجده يقول :-
(لسبب الخوف من اليهود= أي الرؤساء من فريسيين وكهنة وكتبة فكان من يساندون المسيح خائفين أن يظهروا ذلك أمام الرؤساء.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
بالطبع هؤلاء اليهود لم يكونوا مجرد قيادات كما قال القس أنطونيوس والا كان قال النص انهم خائفون من الزعماء
ولكن النص قال أنهم خائفون من اليهود
- ج- ونقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(وترد كلمة "يهود" نحو 70 مرة في إنجيل يوحنا، وفي غالبيه الحالات، ترد في الإشارة إلى السلطات الدينية في أورشليم وعدائها للرب يسوع (ارجع مثلا إلى 5: 18، 9: 18، 11: 8، 18: 36 ). ومما يستلفت النظر أن والدي الإنسان المولود أعمى، وكانا كلاهما يهوديين، قيل عنهما: "كانا يخافان من اليهود" (يو 9: 22). وكلمة "اليهود" (يو 18: 12) تشير إلى "رؤساء الكهنة والفريسيين" (يو 18: 3))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
(ملحوظة :-
وان كنت اختلف مع موقع الأنبا تكلا فى مدى اتساع الدلالة الثانية لكلمة (اليهود) فلم يكن المقصود منها السلطات الدينية فقط وإنما كان المقصود منها أوسع من ذلك وهو الشخص المتمسك بالشريعة فى أسلوب حياته سواء كان من السلطات الدينية أو من الذين اتبعوا تلك الفئة وانضموا إلى حزبهم ، فالسلطات الدينية من الكهنة والفريسيين هم فى الأصل من المتمسكين بالناموس و التقليد فالمقصود بالكلمة هو الشخص المتمسك بالناموس والتقليد ، ولو كان يقصد شخصيات الزعماء أو السلطات الدينية فقط كان ذكر كلمة ( الرؤساء ) ولكنه لم يفعل ذلك لأنه يقصد صفتهم وأنهم من المتمسكين بالناموس والتقليد فهذا كان هو المعنى الخاص لكلمة اليهود فى النص ، فالخوف كان من فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد فى أسلوب حياتهم (أي اليهود بمعناه الخاص)
والدليل على ذلك :-
من إنجيل يوحنا :-
9 :18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر
أن قرأنا الأعداد التي تسبقه نقرأ أن هؤلاء اليهود هم الفريسيين (أي فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد ) فنقرأ :-
9 :13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى
9 :14 و كان سبت حين صنع يسوع الطين و فتح عينيه
9 :15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني و اغتسلت فانا ابصر
هؤلاء قوم من الفريسيون المتمسكين بالناموس وهؤلاء تم إطلاق كلمة يهود عليهم بمعناه الخاص
د- وصف اليهود فى بعض النصوص يخالف وصف اليهود اليونانيين ، وهذا يعنى أنها كانت تأتى بمعناها الخاص :-
فى بعض النصوص نجد وصف لليهودي يخالف وصف اليهودي اليوناني (أي الاسرائيلي الذي قلد اليونانيين فى الأفكار وأسلوب الحياة) ، فمن المعروف تاريخيا أن هناك فئة من بنى اسرائيل تشبهت باليونانيين وقلدتهم ، فهناك من إستخدم لغتهم اليونانية وترك العبرية وهناك من ترك الشريعة ولم يختن وهناك من عبد الأصنام وهناك من مزج المعتقدات اليهودية بالفلسفات اليونانية الوثنية (مكابيين الأول 1: 14 إلى 1: 16 ، 1: 45 إلى 1: 55 )
ونجد وصف اليهودي كالآتي :-
فى رسالة رومية :-
2 :17 هوذا انت تسمى يهوديا و تتكل على الناموس و تفتخر بالله
ونجد لوقا وهو يتكلم عن تيموثاوس فى سفر أعمال الرسل :-
16 :3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني
بولس ختن تيموثاوس من أجل اليهود
أي أن كلمة اليهود هنا كانت بمعناها الخاص وليس العام أي بمعنى من يتمسك بتعاليم الناموس فى أمور حياته ويرفض الالتصاق بأجنبي وهو من يهتم بالناموس ويعمل به
وهذا الوصف يخالف وصف الذين تأثروا بالثقافة اليونانية من بني إسرائيل والمشار اليهم فى سفر المكابيين
وكذلك وهو يتحدث عن والدة تيموثاوس ويصفها بأنها يهودية من سفر أعمال الرسل :-
16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
المقصود أن أمه يهودية هو المعنى الخاص للكلمة وهو أنها كانت من المتدينين
بدليل هذا النص من رسالة تيموثاوس الثانية :-
3 :15 و انك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع
حفظه للكتب المقدسة منذ طفولته مرجعه إلى تدين والدته
وأيضا من سفر أعمال الرسل :-
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
وعندما نقرأ رسالة غلاطية نجد أن بولس يتحدث عن من اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام ويقول أنهم يهود لأنهم اتبعوا الناموس فنقرأ :-
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
وفى نفس الرسالة نقرأ المعنى العام لكلمة يهود عندما يقول بولس :-
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة
ل- من إنجيل يوحنا فإن عيد الفصح هو عيد اليهود أي عيد اليهودي المتمسك بالتقاليد و لغة الأجداد وأيضا اليوناني أي الاسرائيلي المتشبه باليونانيين :-
من إنجيل يوحنا نقرأ :-
11 :55 و كان (( فصح اليهود )) قريبا فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم
11 :56 فكانوا يطلبون يسوع و يقولون فيما بينهم و هم واقفون في الهيكل ماذا تظنون هل هو لا ياتي (( الى العيد ))
ثم نقرأ :-
12 :9 فعلم (( جمع كثير من اليهود )) انه هناك فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات
ثم نقرأ :-
12 :12 و في الغد (( سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم ))
ثم نقرأ :-
12 :18 لهذا ايضا لاقاه الجمع لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية
12 :19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا انكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءه
12 :20 (( و كان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد ))
عيد الفصح هو عيد خاص باليهود (يوحنا 11 :55) ولم يكن مسموح لغريب أن يشاركهم فيه إلا إذا كان قد تحول إلى اليهودية تحول كامل أي طبق كل الطقوس اليهودية ومن ضمنها الختان
فنقرأ من سفر الخروج :-
12 :48 (( و اذا نزل عندك نزيل و صنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر)) ثم يتقدم ليصنعه فيكون كمولود الارض و اما كل اغلف فلا ياكل منه
و نقرأ من سفر العدد :-
9 :14 (( و اذا نزل عندكم غريب فليعمل فصحا للرب حسب فريضة الفصح و حكمه )) كذلك يعمل فريضة واحدة تكون لكم للغريب و لوطني الارض
وكان اليهود سيطلقون عليه مسمى دخيل وليس يونانيين
وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين الذين صعدوا ليسجدوا فى الهيكل فى عيد الفصح (يوحنا 12: 20) كانوا من بنى إسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين فى استخدام اللغة وبعض العادات ولكنهم مختونين
أي أن كلمة عيد اليهود فى (يوحنا 11 :55) كانت تشمل يهود متمسكون بلغتهم العبرية أو الآرامية وكانت تشمل أيضا اليونانيين أي بني إسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين
للمزيد راجع هذا الرابط :-
اليهودى واليونانى فى العهد الجديد كلاهما من بنى اسرائيل
7- اليهود و النصارى (المسيحيين) فئتان من بنى اسرائيل
بعث الله عز وجل عبده ورسوله المسيح بن مريم إلى جميع فئات بنى اسرائيل لإعادتهم مرة أخرى إلى عبادة الله عز وجل العبادة الصحيحة وإلى دين الاسلام
للمزيد راجع هذا الرابط :-
سيدنا ابراهيم والمسيح وجميع الأنبياء كانوا مسلمين (من الكتاب المقدس)
فاتبعته فئة من بني إسرائيل تسموا بالنصارى (المسيحيين)
فكلا من اسم نصارى واسم مسيحيين كان يطلق على الفئة التي اتبعت المسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل ولم يكن كلاهما اسم لديانة
فكلمة نصارى تم إطلاقها عليهم نسبة إلى مدينة ناصرة
أما كلمة مسيحى فتم اطلاقها على أتباعه بعد رفعه و ليس هو موجود بينهم أى أنه لم يقل لهم كونوا مسيحيين
و لكن من أطلق عليهم هذا المسمى هم الوثنيين
أ-أصل كلمة نصراني جاءت من مدينة الناصرة :-
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 2 :23 و اتى (( و سكن في مدينة يقال لها ناصرة )) لكي يتم ما قيل بالانبياء انه (( سيدعى ناصريا ))
وأيضا :-
مت 26 :71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك و هذا كان مع (( يسوع الناصري ))
وأيضا من إنجيل مرقس :-
1 :24 قائلا اه ما لنا و لك يا (( يسوع الناصري )) اتيت لتهلكنا انا اعرفك من انت قدوس الله
ثم تم إطلاق هذا المسمى على أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام على اعتبار أنه ينتمى لمدينة الناصرة أو بسبب نصرتهم لهم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
24 :5 فاننا اذ وجدنا هذا الرجل مفسدا و مهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة و مقدام شيعة (( الناصريين )) . (ترجمة الفانديك )
24: 5 وجدنا هذا الرجل مفسدا يثير الفتن بين اليهود في العالم كله، وزعيما على شيعة (( النصارى )). (ترجمة الأخبار السارة )
34: 5 وجدنا هذا الرجل آفة من الآفات، يثير الفتن بين اليهود كافة في العالم أجمع، وأحد أئمة شيعة (( النصارى )). (الترجمة اليسوعية)
ونفس الأمر فى الترجمة الكاثوليكية والترجمة المشتركة وترجمة كتاب الحياة
أي أن اسم النصارى الذي جاء من مدينة الناصرة أو بسبب نصرة فئة لرسولهم لم يكن موجودا فى زمان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
ب- أما مسيحي :-
هو من زعم أنه من أتباع المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام
ومن هنا أتى اسم مسيحي ، وتسمية أتباعه بهذا الاسم كان بعد أن رفعه الله عز وجل ، وأطلقه عليهم الوثنيين (أعمال 11 :26)
و فى البداية كان يطلق على أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام أيضا اسم اليهود لأنه كما أوضحت قبل ذلك كان اسم فئوي وليس ديني
فنقرأ من سفر أعمال الرسل على لسان بطرس بعد رفع المسيح عليه الصلاة والسلام :-
10 :26 فاقامه ((بطرس)) قائلا قم انا ايضا انسان
10 :27 ثم دخل و هو يتكلم معه و وجد كثيرين مجتمعين
10 :28 فقال لهم انتم تعلمون كيف هو محرم على ((رجل يهودي)) ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه و اما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس
و أيضا قيل فى سفر أعمال الرسل عن بولس وسيلا أنهما يهوديان :-
16 :19 فلما راى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم امسكوا ((بولس و سيلا)) و جروهما الى السوق الى الحكام
16 :20 و اذ اتوا بهما الى الولاة قالوا هذان الرجلان يبلبلان مدينتنا و هما ((يهوديان))
و بولس يقول على نفسه أنه يهودي فى سفر أعمال الرسل :-
21 :39 ((فقال بولس انا رجل يهودي)) طرسوسي من اهل مدينة غير دنية من كيليكية و التمس منك ان تاذن لي ان اكلم الشعب
و أيضا :-
22 :3 ((انا رجل يهودي)) ولدت في طرسوس كيليكية و لكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم
و كذلك قيل عن أكيلا و أبلوس (أعمال 18: 2 ، 18: 24 )
ثم بمرور الزمان انتسب إلى أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام فئات من بني إسرائيل حرفت العقيدة فصنعوا ملل ومذاهب ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان
وكان منهم عباد الأقانيم
فكان فى بني إسرائيل طوائف كفرت بالمسيح عليه الصلاة والسلام وكان منهم طوائف آمنت بالمسيح عليه الصلاة والسلام ولكن حرف بعضها فى العقيدة مثل ما فعل عباد الأقانيم
فمثل ما كانت كلمة يهودي قد تدل على الإنسان الصالح أو على الإنسان الكافر كلا حسب معتقده
أيضا أصبح اسم نصارى (أو مسيحيين) قد تدل على الانسان الصالح أو على الانسان الكافر كلا حسب معتقده
فمن آمن بأن المسيح عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله وكان دينه الإسلام فهو صالح ، ومن حضر زمان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وآمن به فهو صالح
أما من اعتقد بأن المسيح عليه الصلاة والسلام إله سواء كان قبل رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو بعده فلم يؤمن برسالته فهو كافر
فكانت الناس تعلم فى الثلاث قرون الميلادية الأولى بأن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل إلى بني إسرائيل فقط
للمزيد راجع هذا الرابط :-
نصوص الأناجيل تشهد بأن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل إلى بني إسرائيل فقط
سفر أعمال الرسل يخبرنا بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت الى بنى اسرائيل
ثم فى أيام الإمبراطور الروماني قسطنطين
أراد أن يجعل عقيدة الأقانيم ديانة عالمية بعد أن كانت محصورة بين بنى إسرائيل فقط
ثم تبعه عدد من أباطرة الرومان فى ذلك
فأصبح حينها كلمة يهودي اسم لبنى اسرائيل ما عدا السامريين الذين كفروا بالمسيح عليه الصلاة والسلام
فظن الناس أنها اسم لمعتقد ونسوا المعنى الأصلي لها
8- أهم طوائف اليهود فى الفترة الهلينستية
الفترة الهلينستية عند اليهود تبدأ من اجتياح الاسكندر الأكبر العالم عام 332 ق.م إلى القرن الثاني الميلادي
كانوا عدة طوائف أهمهم اليهود الهلنستيين أي اليهود المتشبهين باليونانيين و أيضا كان الصدوقيين والفريسيين ومعاهدي دمشق والأسينيين والهيرودسيين والثيرابيوتا ، و طوائف أخرى الله أعلم بها حيث أن طائفة معاهدي دمشق لم يتم اكتشافها إلا فى توقيت متأخر
وهؤلاء اختلفوا فى طريقة تطبيق الشريعة وفي فهمها واختلفوا فى مسائل عقائدية أخرى
الصدوقيون الذين تأثروا بالفكر والثقافة اليونانية وأنكروا الغيبيات (أعمال 23 :8 )
وأيضا الفريسيين الذين تظاهروا بتمسكهم بالناموس ولكنهم أهملوا بعض الوصايا ولم يفعلوها كلها فأخذوا أجزاء وتركوا أجزاء (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53)
ولذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم دائما إلى التمسك بجميع الوصايا (مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، مت 7 :12 ،مت 8 :4 ، مت 22 :35 الى مت 22 :40 ، يوحنا 14 :21 ) وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
فبالنسبة إلى المذهب الفريسي:- هو أحد مذاهب اليهود فى عصر كتاب الأناجيل وهو مذهب كان يهتم بتطبيق الناموس مع اهتمامهم بتطبيق التقليد الشفهي وكانوا يؤمنون بالقيامة والثواب والعقاب ولكنهم بمرور الزمان أصبحوا يأخذون بعض الوصايا وليست كلها وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الأخذ بكل الناموس كما سنرى ان شاء الله
راجع هذا الرابط :-
أما الصدوقيين:- ظهروا من أواخر القرن الثالث قبل الميلاد ويقال أنهم اندثروا عام 70 م مع انهيار الهيكل الثانى ، أنكروا الغيبيات ومنها إنكار وجود الملائكة (المقصود الشياطين أي الملائكة الساقطين) (أعمال 23 :8 ) وإنكار القيامة والثواب والعقاب الأخروي (مت 22: 23 الى 22: 33 ) ، (مرقس 12: 18) ، (لوقا 20: 27)
وكان كتابهم هو الأسفار الخمسة الأولى (وهي سفر التكوين والخروج والتثنية واللاويين والعدد) فقط
راجع هذا الرابط :-
و هؤلاء الصدوقيون تقربوا إلى الثقافة والنفوذ الهيليني (اليوناني )
وكانت لهم أفكار أبيقورية
بينما كان الأسينيين:-
يعتقد بعض العلماء أنها فرقة منشقة من طائفة الصدوقيين ، و تتضارب أقوال المؤرخين بشأنها و بشأن معتقداتها ، و هذه الفرقة اعتزلت الحياة بعيدا عن باقي اليهود
وكانوا يميلون إلى الزهد وعدم الزواج ويقال أنهم سمحوا بالزواج لمن يريد
و للانضمام إلى الجماعة كان يجب على المبتدئ أن يبيع كل ممتلكاته وأن يعطي ثمنها لرئيس الجماعة ليوزعه حسب حاجة كل فرد ويقارنها البعض بالرهبانية المسيحية
راجع هذا الرابط :-
وهناك طوائف أخرى مثل :-
الهيرودسيين :-
اتبعوا بعض العادات الوثنية مجاملة للرومان و لهيرودس
راجع هذا الرابط :-
وهى معاهدي دمشق :-
اكتشف تاريخها من خلال المخطوطات التي عثر عليها في مجمع عزرا بمصر القديمة،
راجع هذا الرابط :-
أي أنه قبل اكتشاف تلك المخطوطات لم يكن يعرف أحد عنهم شئ
مما يؤكد أن هناك طوائف يهودية طبقت أسلوب الحياة اليهودية وفى نفس الوقت اندمجت بالأفكار والمعتقدات الوثنية ، وهؤلاء لم تصلنا أخبارها من خلال المخطوطات حتى الآن
وبعد قيام هؤلاء اليهود بتحريف معتقد أجدادهم بعث الله عز وجل إليهم سيدنا زكريا وسيدنا يحيى (يوحنا المعمدان) وسيدنا عيسى عليهم صلوات الله وسلامه حتى يرجعوهم إلى دين آبائهم وهو الإسلام
تعليقات
إرسال تعليق