دلالة كلمة الشعب عند كتبة العهد الجديد ظلت تعني بني إسرائيل أو من آمن بالمسيح منهم ولم تطلق على شخص ليس من بنى اسرائيل
المقدمة :-
كلمة الشعب أو (شعبي) التي يقولها الرب في العهد القديم كان المقصود منها بني إسرائيل أي (شعب الله) الذين اختارهم من بين جميع الأمم (خروج 8: 21 ،9: 13 ،، صموئيل الأول 9: 16 ،، صموئيل الثاني 3: 18 ، 5: 2 ، 7: 11 ،، الملوك الأول 8: 16 ، أخبار الأيام الأول 17: 6 ،، أخبار الأيام الثاني 1: 11 ، 7: 14 ،، المزامير 50: 7 ، 78: 1 ،81: 13 ،، إشعياء 3: 12 ، 10: 24 ، 51: 16 ،، حزقيال 13: 10 -23 ، 25: 14 ،، يوئيل 2: 26 ، 3: 2 ، زكريا 8: 7)
و حتى عندما كان بني إسرائيل في حالة فساد فقد ظلت كلمة (شعبي) التي وردت في العهد القديم المقصود بها بني إسرائيل (إرميا 2: 11 ، 4: 22 ، 7: 12 ، 18: 15 ، 30: 3 ، 50: 6 ،، هوشع 4: 6- 12 ،، عاموس 8: 2 ،، ميخا 1: 9 )
وفي العهد الجديد فقد تم استخدام كلمة (الشعب) دلالة على بني إسرائيل الذين يعيشون في فلسطين (أعمال 10: 1- 2) ، فنجد أن كرنيليوس كان قائد كتيبة في فلسطين ، وورد أنه له حسنات كثيرة على الشعب ولذلك فالمقصود بالشعب هم أمة بني إسرائيل التي تعيش في فلسطين ويؤكد ذلك (أعمال 10: 22)
فهي لم تتغير أي أنه لم يحدث انتقال للملكوت من بنى إسرائيل إلى أمة أخرى فى زمانهم لأن النبي المتوقف عليه حدوث ذلك الانتقال لم يكن قد ولد بعد ، فالمسيح كان نبى مرسل إلى بني إسرائيل فقط
إذا أراد يهودي التكلم عن أمة بني إسرائيل المقيمة في فلسطين فهو :-
إما أن يقول (الأمة) أو (الشعب) وسبق وأن تحدثت عن كلمة (الأمة ) بالتفصيل في المبحث الثامن من الفصل الأول - الباب الخامس
أما في هذا الفصل فان شاء الله سوف أتحدث عن كلمة (الشعب) والتي ظل كتاب العهد الجديد يصفون بها بني إسرائيل في فلسطين وكان أغلبهم من شعب اليهود أي من مملكة يهوذا السابقة أو المؤمنين من بنى إسرائيل فقط سواء كانوا في فلسطين أو في الشتات
بالنسبة الى كلمة (الشعب) معرفة و مطلقة بدون تقيدها على سبيل المثال:-
والكلمة اليونانية ( λαοῦ ) وهى laos وبالانجليزية people
ونجدها في العهد الجديد فى (متى 9: 35 ، متى 21: 23 ، لوقا 3: 18، لوقا 20: 1 ، أعمال 4: 1 ، أعمال 5: 20 ، أعمال 5: 25 )
والمقصود بالشعب أنهم (شعب الله)
ويزعم المسيحيين أن تلك كلمة (الشعب ) انتقلت من بني إسرائيل إليهم وهم من الأمم الذين آمنوا بعقيدة الفداء
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(حلت الكنيسة كشعب الله في العهد الجديد محل إسرائيل، شعب الله في القديم)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وفي قاموس سترونج يزعم أن تلك الكلمة كان المقصود منها بنى اسرائيل ثم انتقلت الى المسيحيين المؤمنين من الأمم معتمدين على نص من سفر أعمال الرسل
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
15 :14 سمعان قد اخبر كيف افتقد الله اولا الامم لياخذ منهم شعبا على اسمه
وبغض النظر عن مدى صحة هذا النص وتلك القصة والتي ان شاء الله سوف أتحدث عنها بالتفصيل لاحقا ، إلا أن المقصود بكلمة (الأمم) المؤمنين من أمم بني إسرائيل في الشتات ، وسبق أن أوضحت أن (كلمة الأمم) تم اطلاقها في العهد الجديد على بني إسرائيل (أعمال 4: 27) ، بالإضافة إلى وجود العديد من الأدلة أن كتبة العهد الجديد كانوا لا يزالون يعتقدون أن المؤمنين من بنى إسرائيل فقط هم ((الشعب المختار )) وأن ملكوت الله لم ينتقل بعد إلى أمة أخرى ، يعني بالنسبة لكتبة العهد الجديد فإن شعب الله المختار هم من آمن بالمسيح (المسيحيين) من بني إسرائيل ، وليس من العالم ، لأن ببساطة شديدة كانت رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام هي لبنى إسرائيل فقط وليس للعالم
والدليل على أن ما يزعمه المسيحيين غير حقيقي :-
عندما نقرأ العهد الجديد نكتشف أن كلمة (الشعب) ظل كتاب العهد الجديد يصفون بها بني إسرائيل حتى بعد ارتفاع المسيح عليه الصلاة والسلام بينما في اعتقاد المسيحيين أن الروح القدس هو من كان يلهم كتاب العهد الجديد
فكان بنو إسرائيل بالنسبة لهم هم الشعب ، بينما من المفترض مع انتقال الملكوت إلى أمة أخرى
(مت 21 :43) أن لا يصفوا بني إسرائيل مرة أخرى بالشعب
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 21 :43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لامة تعمل اثماره
ولكن مع ذلك نجد أن بالنسبة إلى كتاب العهد الجديد لازال بنى إسرائيل هم الشعب ولم يتم نزع شئ منهم
و أيضا عندما استخدموا تلك الكلمة مع من اتبعوا العقيدة الجديدة فهم كانوا يصفون بها إسرائيليين أيضا اتبعوا العقيدة الجديدة ولم يصفوا بها أمميون لأنهم أصلا لم يبشروا بين الأمميين
حتى فى رسالة بطرس الأولى عندما يشير إلى أن من يحدثهم أنهم هم الشعب فهو فى الحقيقة كان موجها رسالته الى الذين آمنوا من بني إسرائيل في الشتات أي إسرائيليين ويخبرهم أن الذين لم يؤمنوا هم ليسوا بشعب (وسوف أتحدث عن تلك الرسالة بالتفصيل وأوضح أنها كانت موجهة إلى الذين أمنوا فى شتات بني إسرائيل )
وسوف أعرض ان شاء الله الأدلة على ذلك ونعرف أن دائما كلمة (الشعب) كانت تأتي لوصف إسرائيليين سواء بنى إسرائيل بصفة عامة أم إسرائيليين دخلوا فى العقيدة الجديدة
وهذه الأدلة ستوضح لنا أن فكرة انتقال الملكوت إلى أمة أخرى لم تكن في اعتقاد كتبة الأناجيل أنها حدثت على يد المسيح عليه الصلاة والسلام ولا في زمانه
وهذا يعنى عدم اعتقادهم بأن المسيح عليه الصلاة والسلام هو النبي الخاتم الذي مع مجيئه سينتقل الملكوت إلى أمة أخرى أي لم يعتقدوا أنه مرسل إلى العالم
وقد ظن البعض من المسيحيين بعد أن توفى الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام أنه هو النبي حجر الزاوية على أساس فهم خاطئ منهم أن حجر الزاوية هو من يلم شمل كل أسباط بنى إسرائيل ولم يكن فى فكرهم العالم أي أنه حجر الزاوية الذي يجمع بني إسرائيل المشتتين فكريا بين طوائف لكل منها معتقداتها (وهناك أدلة أخرى على أن المسيح عليه الصلاة والسلام ليس هو النبي حجر الزاوية للعالم وأنه لم يكن يتكلم عن نفسه في انجيل متى الاصحاح 21 وانما شخص أخر ليس من بنى اسرائيل ،و ان شاء الله هذه الأدلة سوف أوضحها فى موضوع منفصل)
ويتضمن هذا الموضوع :
المبحث الأول : ظل وصف بني إسرائيل على أنهم الشعب بالعهد الجديد
المبحث الثاني: العدد ( 15 :14) من سفر أعمال الرسل يتحدث عن ايمان أمم بني إسرائيل
المبحث الثالث: رسالة بطرس الأولى كانت موجهة إلى الذين آمنوا من بني إسرائيل في الشتات فهم بالنسبة إلى كاتب الرسالة الشعب المختار
المبحث الرابع : دليل آخر على أن كلمة الشعب كانت تقال لبنى إسرائيل هو من HELPS Word-studies
المبحث الخامس : كلمة (شعب خاص) فى رسالة الى تيطس فالمقصود منها المؤمنين من بنى اسرائيل
المبحث السادس : كلمة (الشعب) فى سفر أعمال الرسل 18 كانت تعنى بنى اسرائيل
المبحث السابع : كلمة (شعب) فى رسالة رومية فالمقصود هو المؤمنين من بنى إسرائيل وليس الأمم
ظل وصف بني إسرائيل على أنهم الشعب بالعهد الجديد
لماذا نجد أن كل كتبة العهد الجديد بما فيهم لوقا إستخدم كلمة (الشعب) للدلالة على بنى اسرائيل ، ان كان الملكوت انتقل إلى أمة أخرى بمجئ المسيح عليه الصلاة والسلام ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
كان من المفروض أن يغير الدلالة ولا تستخدم تلك الكلمة بعد ذلك للدلالة على بنى إسرائيل ولكن هذا لم يحدث
وحتى الملاك بعد ارتفاع المسيح عليه الصلاة والسلام إستخدم تلك الكلمة للدلالة على بنى اسرائيل
1- في سفر أعمال الرسل فإن كلمة الشعب تستخدم للاشارة إلى مجموعة من بني إسرائيل تعيش في فلسطين :-
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
5 :19 و لكن (( ملاك الرب)) في الليل فتح ابواب السجن و اخرجهم و قال
5 :20 اذهبوا قفوا و(( كلموا الشعب في الهيكل)) بجميع كلام هذه الحياة
الملاك لا يزال يستخدم كلمة (الشعب) للدلالة على بنى اسرائيل
فأين انتقال ملكوت الله هنا ؟؟!!!!!!!!!!!!!!
لا يوجد
و أيضا هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
4 :1 و بينما هما يخاطبان ((الشعب )) اقبل عليهما الكهنة و قائد جند الهيكل و الصدوقيون
2- في رسالة يهوذا فإن كلمة الشعب تعنى بني إسرائيل :-
نقرأ من رسالة يهوذا :-
1: 5 فاريد ان اذكركم و لو علمتم هذا مرة ان الرب بعدما خلص الشعب من ارض مصر اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا
الشعب هنا هم بنى اسرائيل
(ملحوظة :-
يهوذا يتكلم هنا إلى بني إسرائيل وليس إلى المؤمنين من الأمم لأنه ببساطة شديدة يقول ((أذكركم )) أي أنهم يعرفون جيدا قصة بني إسرائيل ، وهذا يعنى أنهم من بني إسرائيل وليسوا من الأمم الوثنية التي لا تعرف قصص بني إسرائيل ولم يكن يعنيها معرفة قصصهم ))
انتهى
3- في رسالة إلى العبرانيين فإن كلمة الشعب تستخدم للاشارة الى بني إسرائيل أو مجموعة منهم :-
نقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-
2 :16 لانه حقا ليس يمسك الملائكة ( بل يمسك نسل ابراهيم )
2 :17 من ثم كان ينبغي ان يشبه اخوته في كل شيء لكي يكون رحيما و رئيس كهنة امينا في ما لله ( حتى يكفر خطايا الشعب)
بالطبع كلمة الشعب هنا المقصود منها هم بنى إسرائيل وليس المؤمنين من العالم
لأن الرسالة موجهة إلى العبرانيين وأول فهم لهؤلاء لتلك الكلمة سيكون بمعنى بنى اسرائيل
كما أن كاتب الرسالة إستخدم تلك الكلمة أكثر من مرة وكان يقصد في جميعها بمنتهى الوضوح بنى إسرائيل
أ- الذبائح لأجل شعب بني إسرائيل :-
فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-
5 :1 لان كل رئيس كهنة ماخوذ من الناس يقام لاجل الناس في ما لله لكي يقدم قرابين و ذبائح عن الخطايا
5 :2 قادرا ان يترفق بالجهال و الضالين اذ هو ايضا محاط بالضعف
5 :3 و لهذا الضعف يلتزم انه كما يقدم عن الخطايا لاجل الشعب هكذا ايضا لاجل نفسه
الشعب فى هذا النص هم بنى إسرائيل لأن رئيس الكهنة الذى يقدم القرابين للتكفير عن الخطايا كانوا الكهنة الهارونيين
ب- الشعب هم الذين خرجوا من صلب سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام :-
نقرأ من رسالة العبرانيين :-
7 :5 و اما الذين ((( هم من بني لاوي الذي ياخذون الكهنوت ))) فلهم وصية ((( ان يعشروا الشعب بمقتضى الناموس))) اي اخوتهم مع انهم (((قد خرجوا من صلب ابراهيم )))
من الواضح جدا أنه كان يقصد بكلمة الشعب هنا هم بنى إسرائيل الذين خرجوا من صلب سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أي أنهم نسله الفعلي وكان كهنتهم هم الكهنة اللاويين
فكلمة الشعب عند كاتب الرسالة لم تتغير دلالتها أبدا فقد كان المقصود منها هم بنى اسرائيل
والدليل على أنه كان يقصد أن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل إلى النسل الفعلي لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو هذا النص :-
فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-
2 :11 لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً،
يقصد أن المسيح عليه الصلاة والسلام والذين اتبعوه جميعهم من واحد أي من نسل واحد وهو صلب سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
ج- الناموس و الكهنوت اللاوى كان لبنى اسرائيل :-
نقرأ رسالة العبرانيين :-
7 :11 فلو كان ( بالكهنوت اللاوي ) كمال ( اذ الشعب اخذ الناموس ) عليه ماذا كانت الحاجة بعد الى ان يقوم كاهن اخر على رتبة ملكي صادق و لا يقال على رتبة هرون
وأيضا :-
7 :27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم ((( عن خطايا الشعب ))) لانه فعل هذا مرة واحدة اذ قدم نفسه
بالطبع الشعب الذي أخذ الناموس كانوا هم بنى اسرائيل وهذا يؤكد أن دلالة كلمة الشعب عند الكاتب هم بنى اسرائيل
د- الذي كلمهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام هم بنو إسرائيل :-
نقرأ من رسالة العبرانيين:-
9 :19 ( لان موسى بعدما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس ) اخذ دم العجول و التيوس مع ماء و صوفا قرمزيا و زوفا و رش الكتاب نفسه ( و جميع الشعب)
بالطبع الشعب المقصود هنا هم بنو إسرائيل فهم من كلمهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وهم من أخذوا الناموس
ع - استخدام كاتب الرسالة لنبوءة في إرميا تتحدث عن عهد جديد مع بنى إسرائيل ولم يقل مع العالم ثم يقول أنهم الشعب :-
فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-
8 :8 لانه يقول لهم لائما هوذا ايام تاتي يقول الرب حين اكمل ((مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا))
8 :9 لا كالعهد الذي عملته ((مع ابائهم يوم امسكت بيدهم لاخرجهم من ارض مصر)) لانهم لم يثبتوا في عهدي و انا اهملتهم يقول الرب
8 :10 لان هذا هو العهد الذي اعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في اذهانهم و اكتبها على قلوبهم و انا اكون لهم الها ((و هم يكونون لي شعبا))
هذا النص يوضح لنا أن كاتب تلك الرسالة لم يكن في ذهنه أبدا أي إيمان بخصوص الأمم من غير بني اسرائيل ولم يسمع عن شيء بخصوص ذلك ولكنه كان يتكلم دائما عن بنى إسرائيل ويعتقد أن الشعب هم فى بنى إسرائيل لأنه كان مدرك أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان رسول إلى بني إسرائيل
فالنبوءة التي يستخدمها كاتب الرسالة هي نبوءة موجودة في سفر إرميا عن بنى اسرائيل
فبيت إسرائيل هم مملكة إسرائيل الشمالية أي العشرة أسباط الذين انشقوا عن رحبعام بن سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام ، وانفصلوا عن سبطي يهوذا وبنيامين
وبيت يهوذا هم مملكة يهوذا أي سبطي يهوذا وبنيامين
راجع هذا الرابط من موقع الأنبا تكلا :-
والدليل على أنه كان يقصد مملكتي بنى إسرائيل سواء الشمالية أو الجنوبية هو هذا النص :-
فنقرأ من سفر إرميا :-
32 :30 لان بني اسرائيل و بني يهوذا انما صنعوا الشر في عيني منذ صباهم لان بني اسرائيل انما اغاظوني بعمل ايديهم يقول الرب
32 :31 لان هذه المدينة قد صارت لي لغضبي و لغيظي من اليوم الذي فيه بنوها الى هذا اليوم لانزعها من امام وجهي
وآبائهم الذين خرجوا من أرض مصر أي بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر
وهو هنا يقصد الأبوة البيولوجية الحقيقية ولا يقصد الروحية كما يزعم علماء المسيحية لأنه يذكر أن آباءهم نقضوا العهد فكيف يجعلهم آباء بالروح لفئة يقال عنها أنها آمنت ولم تنقض العهد
فالأبوة بالروح تعني أن يكون الأب مؤمن وكذلك الأبناء
أما إذا كان الأب غير مؤمن فهذا يعني أنه يقصد الأبوة البيولوجية لمن يوجه إليهم الحديث
والنبوءة تخبرهم بقطع عهد جديد مع هاتين المملكتين ولم يقل مع الأمم ولا مع العالم
وعندها ((هم يكونون لله شعبا)) والمقصود بـــ (هم ) أي مملكة إسرائيل الشمالية ومملكة يهوذا الذين ذكرهم فى العدد 8 أي يتكلم عن أن العهد الجديد لتكوين الشعب يكون مع بنى اسرائيل
فكاتب الرسالة يعتقد أن العهد الجديد الذى فى ذهنه عقد مع بني إسرائيل وهذا لتبرير جعلهم متشبهين بالأمم
ل - كاتب الرسالة يكلم مجموعة من بنى إسرائيل ويقول أن يسوع دخل كسابق ((لأجلنا)) أي لأجله ولأجل من يوجه إليهم الحديث وهم من بني إسرائيل :-
فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-
6 :20 حيث دخل يسوع كسابق (( لاجلنا )) صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد
لم يقل (لأجل العالم ) أو (لأجل المؤمنين من العالم) ولكنه كان يقصد لأجل فئة من بني إسرائيل
لأنه كان مرسل إلى بني إسرائيل فقط
أي أنه طبقا لـ الرسالة إلى العبرانيين كان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل لـ يكفر خطايا الشعب (عبرانيين 2 :17 ) و هم بنى إسرائيل وليس الخليقة
السؤال هو :-
لماذا يظل لوقا وباقي كتاب العهد الجديد يتحدثون عن بنى إسرائيل على أنهم ((الشعب))
كان من المفروض أن يقولوا (الشعب القديم أو السابق) أو لا يشيرون إليهم مطلقا أنهم الشعب لأن هذا انتهى (طبقا لمفهوم المسيحيين )
ولكن هذا لم يحدث
لأن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يكن هو النبي حجر الزاوية
وانتقال الملكوت مرتبط بمجئ النبي حجر الزاوية الذي كان من أمة أخرى
فملكوت الله لم ينتقل إلا بمجئ النبي الأخر من الأمة الأخرى
والحديث الدائم لكل كتاب العهد الجديد على بني إسرائيل أنهم ((الشعب)) يعنى أن الملكوت حينها لم يكن قد انتقل
العدد (15 :14) من سفر أعمال الرسل يتكلم عن اختيار الشعب من أمم بنى اسرائيل فى الشتات
نقرأ من سفر أعمال الرسل:-
15 :13 و بعدما سكتا اجاب يعقوب قائلا ايها الرجال الاخوة اسمعوني
15 :14 سمعان قد اخبر كيف افتقد الله اولا الامم لياخذ منهم شعبا على اسمه
كلمة الأمم هنا ليس المقصود بها الأمم من غير بني إسرائيل بل المقصود هو أمم بني إسرائيل في الشتات والأدلة على ذلك هو :-
1- سفر أعمال الرسل يخبرنا أن بني إسرائيل كانوا أمم وشعوب ويقصد في الشتات :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
4 :27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس و بيلاطس البنطي مع امم و شعوب إسرائيل
يعني بني إسرائيل شعوب وأمم
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
2 :5 و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في أورشليم
ثم نقرأ :-
2 :9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا
وكذلك (أعمال 6: 9 -11)
كان يهود من كل أمة ، ثم أطلق عليهم مسميات الأمم التي يعيشون فيها فرتيون وماديون وعيلاميون …الخ ، يعني أمم
وكذلك في (أعمال 15: 3) ورد جملة (رجوع الأمم) بمعنى أن الأمم عادوا يعبدون الله عز وجل مرة أخرى
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
15 :3 فهؤلاء بعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا في فينيقية و السامرة يخبرونهم برجوع الامم و كانوا يسببون سرورا عظيما لجميع الاخوة
ولكن طبقا للعهد القديم فإن الأمم الوثنية من غير بني إسرائيل لم يعبدوا الله عز وجل حتى يرجعوا
فنقرأ من سفر التثنية :-
4 :19 و لئلا ترفع عينيك الى السماء و تنظر الشمس و القمر و النجوم كل جند السماء ((التي قسمها الرب الهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء)) فتغتر و تسجد لها و تعبدها
4 :20 و انتم قد اخذكم الرب و اخرجكم من كور الحديد من مصر لكي تكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم
يعنى الرب أقر للبشر عبادة الشمس والقمر والنجوم ، ما عدا بنى اسرائيل فهو الههم وحدهم فقط
يعني الكاتب لا يقصد الأمم الأخرى من غير بني إسرائيل ، ولكن كان المقصود الإسرائيليين في الشتات الذين تشبهوا بأفكار وفلسفات اليونانيين الوثنية ودمجوها مع الأفكار اليهودية
للمزيد راجع :-
معنى كلمة (الأمم)
2- بولس وبرنابا بعد ذلك ظلا يكرزا في مجامع اليهود في يوم السبت ، يعني يريدان بني إسرائيل في الشتات وليس باقي الشعوب :-
فى الاصحاح 13 نرى برنابا و معه بولس يكرزان أي يبشران ((في مجامع اليهود )) وليس بين الأمميون
مما يؤكد أن اليونانيين المقصودين فى الاصحاح 11 هم أيضا يهود الشتات
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :5 و لما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في ((مجامع اليهود )) و كان معهما يوحنا خادما
وأيضا :-
13 :14 و اما هم فجازوا من برجة و اتوا الى انطاكية بيسيدية و دخلوا ((المجمع يوم السبت )) و جلسوا
ثم نجد أن رؤساء المجمع يطلبون منهم إلقاء كلمة ((للشعب)) مما يعنى أن المجتمعين كانوا من الشعب أي بني إسرائيل ولو كان معهم غرباء كانوا قالوا (للشعب و للغرباء)
ولكن هذا لم يحدث
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :15 و بعد قراءة الناموس و الانبياء ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين ايها الرجال الاخوة ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا
أما كلمة بولس التي قال فيها :-
13 :16 فقام بولس و اشار بيده و قال ايها الرجال الاسرائيليون و الذين يتقون الله اسمعوا
أ- فهو كان يقصد بجملة (الذين يتقون الله) وصف الجالسين في المجمع أنهم من بني إسرائيل ويتقون الله :-
ولو كان يقصد أشخاص آخرين ليسوا من بني إسرائيل كان قال (والذين يتقون الله من الأمم الأخرى) ولكنه لم يقل أبدا كلمة (من الأمم الأخرى) لأنه يتحدث عن بني إسرائيل ويصف الذين بداخل المجمع للصلاة أنهم يتقون الله فهو لايزال يوجه كلامه لنفس الجنس وهم بني إسرائيل
و نفس هذا الأسلوب نجده فى سفر المزامير وكان النص يتحدث عن بني إسرائيل فقط ولم يكن يشير إلى الأمم الأخرى
فنقرأ من سفر المزامير :-
85 :1 رضيت يا رب على ارضك ((ارجعت سبي يعقوب))
ثم نقرأ :-
85 :8 اني اسمع ما يتكلم به الله الرب لانه ((يتكلم بالسلام لشعبه و لاتقيائه فلا يرجعن الى الحماقة))
النص هنا يتكلم عن رجوع بني إسرائيل من السبي ، وأن الكاتب يسمع ما يتكلم به الله عز وجل لشعبه و أتقيائه ، وكان يقصد بنى إسرائيل فقط لأنه قال ((فلا يرجعن إلى الحماقة))
أي أن بنى إسرائيل لن يرجعوا بعد عودتهم من السبي إلى حماقتهم
فكلمة (أتقيائه) كانت عائدة أيضا على الشعب أي بني إسرائيل
و بولس استخدم نفس الاسلوب فى كلمته فى سفر أعمال الرسل فكان يقصد بــ (الذين يتقون الله) بنى إسرائيل أيضا وليس الأمم من الأعراق الأخرى
من المستحيل دخول غرباء ليسوا من بني اسرائيل مجامع اليهود :-
نظرا لأن تعاليم التلمود تمنع على اليهودي أن يعلم أي شخص ليس من بني إسرائيل تعاليمهم الدينية لأنهم يرونها ميراث لبنى يعقوب (تثنية 33: 4)
فكيف يسمح اليهود بأجانب وثنيين دخول مجامعهم وسماع تعاليمهم ؟؟!!!!
كما أن أسلوب خطاب بولس يوضح أنه لم يكن يتحدث إلا لبني إسرائيل من الناحية البيولوجية ولم يكن يتحدث لأي أمم من الأعراق الأخرى
فهو نادى من يوجه إليهم خطابه قائلا (اختار آباءنا ورفع الشعب)
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا (( اختار اباءنا و رفع الشعب )) في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
اختار آباءهم أي أنه يوجه كلامه إلى أحفاد هؤلاء الآباء أي لبني إسرائيل
ثم يؤكد على أن الرسالة والموعد لهم (أي لبني إسرائيل ) فيقول في سفر أعمال الرسل :-
13 :32 و نحن ( نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا )
13 :33 ( ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم ) اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
فاسلوب الحديث والصياغة تتحدث دائما عن الأبناء البيولوجيين لبني إسرائيل وعن الموعد الذي سبق وأخذه بنو إسرائيل بالفعل ولا يوجد حديث عن خلاص أمم من الأعراق الأخرى ، مما يؤكد أن الحديث كان موجه لبني إسرائيل فقط ولم يكن هناك أمميين من الأعراق الأخرى بل ان بولس كان يكرز لأمم بني إسرائيل في الشتات (أعمال 4: 27) (راجع المبحث السادس - الفصل الثاني - الباب الثاني )
بدليل أنه بعد كل ذلك نجد فى الاصحاح 18 أن بولس يهددهم ويقول لهم أنه سيذهب إلى الأمم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء (((من الان اذهب الى الامم )))
أي أنه قبل ذلك لم يكن قد ذهب ليكرز بين الأمميين من الأعراق الأخرى وإنما المقصود اليهود ذو الثقافة اليونانية ولا يتكلمون العبرية أو الآرامية والذين أصبحوا أمم في الشتات
ب- تناقض الطبعات فى وجود أو عدم وجود كلمة (الأمم) يوضح تخبط النساخ ، وفى كل الأحوال المقصود هم بني إسرائيل :-
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :42 و بعدما خرج اليهود (( من المجمع جعل الامم )) يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام (( في السبت القادم ))
طبقا لهذا النص فإن الأمم هم من طلبوا من بولس وبرنابا أن يكلموهم بهذا الكلام فى يوم السبت القادم
وهذا غريب جدا لأن السبت هو يوم الصلاة وترك العمل لدى اليهود وليس الغرباء عن بني اسرائيل ، فإذا كان من يريد سماع هذا الكلام من الغرباء فلماذا يطلبون منهم أن يكون في يوم السبت وليس في أي يوم آخر وفي أي مكان آخر غير مجمع اليهود ؟؟!!!!!
لأنه لم تكن الغرباء هم من طلبوا هذا ولكنهم كانوا من بني إسرائيل
واذا عدنا الى الطبعات المختلفة باليونانية لهذا النص من موقع Bible Hub نجد أن هناك اختلافات في هذا النص بين الطبعات فهناك أربعة طبعات لا يوجد بهم كلمة الأمم، وهم :-
، Nestle GNT 1904 ، Westcott and Hort 1881
Westcott and Hort / [NA27 variants] ، Tischendorf 8th Edition
فنقرأ :-
Ἐξιόντων δὲ αὐτῶν παρεκάλουν εἰς τὸ μεταξὺ σάββατον λαληθῆναι αὐτοῖς τὰ ῥήματα ταῦτα.
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/acts/13-42.htm
قد تكون الطبعات الأخرى أيضا صحيحة وتكون الكلمة هي (الأمم) وهذا في حالة إذا فهمنا الأمم بأنهم أمم بني إسرائيل في الشتات وليس من الأعراق الأخرى لذلك فكرة أن يكون الكرازة بينهم يوم السبت أكثر منطقية ، وقد أوضحت أعلاه أن كلمة (الأمم) تم استخدامها للاشارة إلى بني إسرائيل في الشتات (أعمال 4: 27)
ج- من الغريب جدا أن تجتمع المدينة كلها فى مكان واحد :-
كيف ذلك ؟؟؟!!!!!!
فهل المجمع كان على أرض المدينة كلها حتى يشمل كل السكان ؟؟؟!!!!!!!!
والغريب أن يسمح اليهود (وهم رافضين لكلام بولس) لبولس بالدخول مرة أخرى إلى المجمع وتركه يتكلم حتى يقنع الوثنيين أو حتى الدخلاء المتعبدين
ما هذا ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بالطبع لم يكن يوجد أعراق أخرى ولكنها مبالغة
د - ولماذا يقنع بولس الوثنيين من الأعراق الأخرى فى مجمع اليهود الرافضين له ولكلامه ، ألا يوجد مكان آخر يحدث به الوثنيون والدخلاء المتعبدين غير مجمع اليهود :-
والأكثر من ذلك أنهم ينتظرونه حتى السبت المقبل (موعد الصلاة لبنى إسرائيل ) ليسمعوا تعاليمه (أعمال 13 :42) ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
فهذا يؤكد أنهم أمم بني إسرائيل الذي لديهم السبت مقدس
هذا بالإضافة إلى ما أوضحته فى البنود السابقة من استحالة قبول اليهودي الجلوس والالتصاق مع شخص أممي لم يطبق التقليد اليهودي
وأيضا فإسلوب مخاطبة بولس للجالسين توضح أنه لم يكن يتحدث إلا لبني إسرائيل فقط فهو يتكلم دائما عن الآباء البيولوجيين للجالسين ، يعني هم أمم بني إسرائيل
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا (( اختار اباءنا و رفع الشعب )) في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
وأيضا :-
13 :32 و نحن ( نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا )
13 :33 ( ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم ) اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
(للمزيد راجع الفقرة ب- البند 5 - المبحث الثاني - الفصل الأول - الباب السادس)
س - إذا كان الكورة كلها أمنت بكلام بولس فكيف عندما أثار اليهود اضطهاد ضده لم تتحرك الكورة كلها لمساعدته :-
بل تركته ليرحل من المدينة ؟؟!!!!!!!!!!!!!!
أين الإيمان ، وأين المؤمنون ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ع - جملة (نفضا غبار أرجلهما ) تعنى أن المدينة رفضت الإيمان ولم يؤمن فيها أحد :-
يبدو أن المحرف الذي أراد إيهام القارئ أن بولس وبرنابا بشرا بين الأمميين وأن الأمم قبلوا البشارة ولكنه لم ينتبه إلى هذا النص
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
13 :49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
13 :50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا (( و اخرجوهما من تخومهم ))
13 :51 (( اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم )) و اتيا الى ايقونية
تخيلوا بعد الادعاء أن الأمم فرحوا بقبول الكلمة وإن الكلمة انتشرت فى كل الكورة ولكن نجد أنه لمجرد رفض وجوه المدينة لبولس وبرنابا فخرجا من المدينة وهما ينفضان غبار أرجلهما
وهذا التعبير يعني بكل بساطة (( أن المدينة كلها )) لم تؤمن بما يقوله بولس وبرنابا ولم يصدقوا كلامهم
والدليل هو :-
فنقرأ من إنجيل لوقا :-
10 :10 (( و اية مدينة دخلتموها و لم يقبلوكم )) فاخرجوا الى شوارعها (( و قولوا ))
10 :11 (( حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم )) و لكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله
و من إنجيل متى :-
مت 10 :14 (( و من لا يقبلكم و لا يسمع كلامكم )) فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة (( و انفضوا غبار ارجلكم ))
فحتى و ان رفضهم وجوه المدينة ولكن باقي المدينة والغالبية العظمى قبلوهم طبقا لما يزعمه النص ، والعبرة بالغالبية فهذا يعني أنه ما كان يجب أن ينفضا غبار أرجلهما
ولكنهم فعلوا ذلك لأنه لم يؤمن بهم أحد فى المدينة أصلا
ف - من رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس فإن بولس لم ينجح فى نشر تعاليمه و تم اضطهاده :-
فنقرأ من الرسالة الثانية إلى تيموثاوس :-
3 :10 و اما انت فقد تبعت تعليمي و سيرتي و قصدي و ايماني و اناتي و محبتي و صبري
3 :11 و اضطهاداتي و الامي مثل ما اصابني في انطاكية و ايقونية و لسترة اية اضطهادات احتملت و من الجميع انقذني الرب
بولس يمدح تيموثاوس لأنه اتبعه وصدقه ويشكو من الاضطهادات التي قابلها فى أنطاكية و أيقونية ولسترة
مما يعنى أنه لم ينجح فى تلك البلاد ولم يصدق تعاليمه أحد فمن صدقه هو تيموثاوس لذلك مدحه ثم شكى رفض الباقون له
وبولس هنا لا يشير من قريب ولا من بعيد أن هناك أحد فى تلك البلاد صدقه
ك - بولس وبرنابا دخلا مجمع اليهود في مدينة أيقونية ما يعني أن الأمم قبل ذلك هم أمم بني إسرائيل :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
14 :1 و حدث في ايقونية انهما (( دخلا معا الى مجمع اليهود )) و تكلما حتى امن جمهور كثير من اليهود و اليونانيين
أليس الأمم قبلوا الكلمة فكان من المفترض أن يذهبوا إلى السوق الرئيسي حيث الجميع مجتمعين (وثنيين من أعراق أخرى ويهود وأتقياء ) ولكنهم ذهبوا إلى مجمع اليهود لأنهم أصلا يقصدون بنى إسرائيل وليس الأمم
ل - كيف يكون الأمم الذين أمنوا فى الاصحاح 13 (من أعراق ليست من بني إسرائيل) بينما نجد بولس فى الاصحاح 18 يهدد اليهود بأنه سيذهب إلى الأمم :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم (( انا بريء من الان اذهب الى الامم ))
والسؤال هو :-
كيف يكون الأمم آمنوا وتم البشارة بينهم فى الاصحاح 13 بينما نجد فى الاصحاح 18 نص يخبرنا أن بولس لم يكرز بين الأمم قبل الاصحاح 18 ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لأن الأمم قبل ذلك كانوا من أمم أسباط بني إسرائيل في الشتات وليس الأمم الغريبة عن بني إسرائيل
م - كيف كرز بولس بين الأمم ونجح فى ذلك بينما اليهود في روما عاصمة الإمبراطورية لم يعرفوا بإيمان الأمم :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :16 و لما اتينا الى رومية سلم قائد المئة الاسرى الى رئيس المعسكر و اما بولس فاذن له ان يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
ثم نقرأ :-
28 :22 و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
اليهود في روما عاصمة الإمبراطورية يسمعون أن مذهبه يتم مقاومته أي لا نجاح لتعاليمه
ثم نقرأ في سفر أعمال الرسل :-
28 :28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم و هم سيسمعون
بولس يخبر اليهود في روما أن الخلاص أرسل إلى الأمم وهم سيسمعون أي أن اليهود في روما لم يسمعوا بهذا الأمر من قبل
و- المؤرخ الروماني "سوتونيوس" (Suetonius) والذى عاش فى الفترة بين 69 م إلى 122 م كان يعرف أن المسيحيين هم فرقة من فرق اليهود ولم يكن هناك إيمان لأمميين :-
ذكر أن الشجار الذى كان السبب فى قرار الإمبراطور كلوديوس بطرد اليهود من روما هو شجار كان بين اليهود بسبب رجل اسمه خريستوس (أي المسيح ) ، وكان يقصد بين اليهود الذين اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام وبين اليهود الذين لم يتبعوه ولم يذكر المؤرخ أن هذا الشجار ضم الأمميين فقد كان نزاعا يهوديا خالصا، مما يعنى أنه لم يكن هناك إيمان للأمم
حتى أن قرار الطرد نفسه كان لليهود فقط
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
(وُجدَ في كورنثوس عدد ضخم من اليهود الذين طردهم كلوديوس قيصر من روما وقرار كلوديوس شمل المسيحيين. فكانوا يعتبرون أن المسيحية هي طائفة من اليهود. وكان غالبًا طرد اليهود من روما بسبب شغبهم الذي أثاروه ضد المسيحيين. فلقد سجل المؤرخ أن اليهود تشاجروا بسبب شخص اسمه خريستوس (أي المسيح وهو ظن أنه اسم أحد الأشخاص))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
أي أن الحاكم الروماني طرد اليهود من روما بسبب شغبهم ولم يشمل القرار طرد الأمميين
كل هذا يؤكد أن الأعداد فى الاصحاح 13 التي تتحدث عن دخول الأمم في الإيمان يقصد به أمم بني إسرائيل في الشتات والذين كانوا من أسباط مختلفة عن أسباط اليهود (سبط يهوذا وبنيامين وجزء من سبط لاوى)
رسالة بطرس الأولى كانت موجهة إلى الذين آمنوا من بني إسرائيل في الشتات فهم بالنسبة إلى كاتب الرسالة الشعب المختار
حددت بداية رسالة بطرس الأولى الموجه إليهم تلك الرسالة وهم من آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل فهي لم تكن موجهة أبدا للعالم لأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام لم تكن موجهة أبدا للعالم ، فالمختارين والكهنوت الملكي كان المقصود بهم هم من آمنوا من بني إسرائيل وليس العالم
فنقرأ من رسالة بطرس الأولى :-
1 :1 بطرس رسول يسوع المسيح (( الى المتغربين من شتات بنتس و غلاطية و كبدوكية و اسيا و بيثينية المختارين )
فالمقصود (بالمغتربين من شتات بنتس و غلاطية ….المختارين ) هم بنى اسرائيل الذين آمنوا و تشتتوا في تلك المناطق فهم المختارين ولم يكن بالطبع المقصود أهالي تلك المناطق
فكان دائما المقصود بالشتات والمشتتيين فى كتاب المسيحيين المقدس هم بنى إسرائيل سواء كانوا من اليهود قبل المسيح عليه الصلاة والسلام بفعل السبي البابلي و الاضطهادات من اليونانيين (مكابيين الثاني 8: 10 ) والرومان (أعمال 5 :37)
أو كان المقصود الذين آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل وكانوا يقيمون في فلسطين ولكنهم تشتتوا بسبب اضطهاد اليهود ثم الرومان لهم
وهذه هي الأدلة :-
1- من سفر أعمال الرسل فإن المشتتيين فى المسيحية هم بنى إسرائيل الذين كانوا يقيمون في فلسطين ثم آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام ولكنهم تشتتوا بسبب الاضطهاد
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
8 :1 و كان شاول راضيا بقتله و حدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في اورشليم (( فتشتت الجميع في كور اليهودية و السامرة ما عدا الرسل ))
وأيضا :-
11 :19 (( اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية و قبرس و انطاكية )) و هم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط
2- من رسالة يعقوب فان بني اسرائيل هم من كانوا المقصودين بالشتات :-
فنقرأ من رسالة يعقوب :-
1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام (( الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات ))
المقصود بالاثني عشر سبط هم أسباط بنى إسرائيل
3- من أقوال علماء المسيحية فإن المقصودين بالشتات هم بنى اسرائيل :-
أ- من قاموس الكتاب المقدس من موقع الأنبا تكلا فإن المقصود بالشتات هم اليهود الذين لم يعودوا إلى فلسطين :-
فنقرأ :-
( فسمح بعودة اليهود إلى أرضهم, ولكن كثيرين منهم فضلوا البقاء في بابل, فصار اسمهم يهود الشتات.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ب- فنقرأ ما يقوله القمص أنطونيوس فكري :-
بعنوان نمو الكرازة نقرأ :-
( ونحن أمام طائفتين من اليونانيين:-
أ- اليهود الساكنين في الشتات ويتكلمون اللغة اليونانية، هؤلاء يسمونهم المتهلينين Hellinists ويسمون اليونانيين في الترجمة العربية (1:6). ….الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ج- ونقرأ أيضا من أقوال القمص أنطونيوس فكرى فى شرحه لرسالة يعقوب ومحاولته جعل الرسالة عالمية على غير الحقيقة :-
(لمن كتبت الرسالة
كتبت إلى " الاثني عشر سبطًا الذين في الشتات " فمن هم هؤلاء الذين في الشتات؟
1- اليهود الذين في الشتات
هؤلاء اليهود الذين في الشتات هم الذين تشتتوا بعد سبي بابل…...الخ
2- المسيحيين من أصل يهودي
من المؤكد أن يعقوب قصد المسيحيين الذين من أصل يهودي برسالته هذه. ولذلك نجده يلجأ للاستعانة بشواهد من العهد القديم (إيليا وأيوب، بل في بعض النصوص هناك تشابه مع أسفار الحكمة وابن سيراخ من الأسفار القانونية الثانية) …..الخ )
انتهى
ولكنه يعود و يستدرك كلامه في محاولة منه لجعل الرسالة عالمية فيقول :-
(3- إلى المسيحيين واليهود
مادام يعقوب يفهم أن المسيحية هي امتداد لليهودية، فهو حين يكتب لا يفكر هو لمن يكتب، ففي نظره أنهم واحد ….الخ )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
المفروض أن كلام يعقوب كلام مقدس ومع ذلك يزعم القمص أنطونيوس فكرى أن يعقوب ((لا يفكر)) !!!!!!
النص واضح فالحديث عن الذين آمنوا من بني إسرائيل وليس العالم
فالقمص أنطونيوس فكري ليس فقط يناقض النص ولكنه يناقض كلامه السابق
فإن ما قاله فى البند 2 يؤكد أن احتواء الرسائل على شواهد من العهد القديم يعنى أن تلك الرسائل كانت موجهة إلى بني إسرائيل وليس إلى العالم الذي لم يكن يعرف تلك الشواهد
وهذا يعني أن :-
عندما يقول كاتب رسالة بطرس الأولى كلمة مختارين (بطرس الأولى 1 :1 ) فهو يقصد اليهود الذين في الشتات الذين أمنوا بما يقوله
أي أن الجنس المختار و الكهنوت الملوكي (بطرس الأولى 2 :9 ) الذي يتكلم عنه كاتب الرسالة هم من آمنوا من بني اسرائيل بالمسيح عليه الصلاة والسلام وليس جميع الأمم لأن الرسالة لم تكن عالمية
4- الذين عملوا إرادة الأمم هم بنى إسرائيل عندما فسدوا وقلدوا الأمم الوثنية (الغرباء) مثل اليونانيين :-
نقرأ من رسالة بطرس الأولى :-
4 :3 لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا (( لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة و الشهوات و ادمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الاوثان المحرمة ))
فى الحقيقة أن الكلام هنا موجه الى بنى اسرائيل فى الشتات الذين قلدوا (الأمم من الأعراق الأخرى) وسلكوا مثلهم
فهو يتكلم عن أمة كانت نقية ولكنهم سلكوا في الباطل مثل باقي الأمم و استجابوا لأوامر ملوك الأمم الفاسدين ففعلوا الموبقات
و هؤلاء سبق وأن تكلم عنهم كثيرا سفري المكابيين الأول والثاني وكان اليهود يطلقون عليهم اليهود اليونانيين أي اليهود المتشبهين باليونانيين
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 12 و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم (( ان يصنعوا بحسب احكام الامم ))
1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم ((على حسب سنن الامم ))
1: 16 (( و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس)) ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
وأيضا :-
1: 43 و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه
1: 44 فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك
1: 45 (( و كثيرون من اسرائيل )) ارتضوا دينه (( وذبحوا للاصنام )) ودنسوا السبت
وأيضا نقرأ :-
1: 50 و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة
1: 51 و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام
1: 52 و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل
1: 53 و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب
1: 54 و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة
1: 55 (( فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض ))
وللمزيد عن هؤلاء (راجع المطلب الثاني - المبحث الثاني -- الفصل الثاني - الباب الثاني )
أي أنه كان يخاطب المشتتين من بني إسرائيل ويخبرهم أنه يكفي الحياة الماضية أنهم عملوا إرادة الأمم واتبعوا سننهم مثلما أمروهم
5- وإذا أكملنا رسالة بطرس الأولى بعد أن عرفنا أنه يوجه رسالته إلى الذين أصبحوا نصارى من بنى إسرائيل فنجده يقول لهم :-
2 :9 (( و اما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء )) لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب
2 :10 (( الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله )) الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون
انه يتحدث عن من أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل ويقول أنهم هم الشعب المختار أي أن الشعب المختار لا يزال موجودا فى بنى إسرائيل ولكنه في فئة محددة وهم النصارى منهم فقط ، وأن من كانوا قبلهم (أي الذين عبدوا البعل أو اليهود الذين رفضوا رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام) ليسوا بالشعب
والدليل على ذلك هو :-
أ- عندما وصفت الرسالة (الذين قبلا) بأنهم لم يكونوا شعبا فإنه كان يقصد الذين لم يؤمنوا من بنى اسرائيل
وقلدوا الأمم وأيضا اليهود الذين رفضوا رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام عندما بعثه الله عز وجل إليهم وليس كل بني إسرائيل لأن العهد القديم أشار أكثر من مرة على أن المؤمنين من بني إسرائيل أنهم شعب الله (تثنية 7: 6 الى 7: 12 )، (إشعياء 41: 8 ، 48 :12) ، فكيف يأتي كاتب الرسالة وينكر ذلك ويقول أن بنى إسرائيل فى مطلقهم لم يكونوا شعبا ؟؟!!!!!!!!!!
ولكنه لم يكن يقصد كل بنى إسرائيل ولكن كان يقصد الفئة التي كفرت
فنقرأ من رسالة رومية :-
9 :6 و لكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت لان ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون
يعني الذين كفروا من بني إسرائيل لم يعتبرهم الكاتب اسرائيليين وبالتالي ليسوا من الشعب
فنقرأ من سفر التثنية :-
7 :6 لانك انت شعب مقدس للرب الهك اياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع الشعوب الذين على وجه الارض
7 :7 ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم و اختاركم لانكم اقل من سائر الشعوب
7 :8 بل من محبة الرب اياكم و حفظه القسم الذي اقسم لابائكم اخرجكم الرب بيد شديدة و فداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر
7 :9 فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد و الاحسان للذين يحبونه و يحفظون وصاياه الى الف جيل
7 :10 و المجازي الذين يبغضونه بوجوههم ليهلكهم لا يمهل من يبغضه بوجهه يجازيه
7 :11 فاحفظ الوصايا و الفرائض و الاحكام التي انا اوصيك اليوم لتعملها
7 :12 و من اجل انكم تسمعون هذه الاحكام و تحفظون و تعملونها يحفظ لك الرب الهك العهد و الاحسان اللذين اقسم لابائك
ب- كما أنه يشير في العدد (10) بسفر هوشع الذي كان يتحدث عن بني إسرائيل الذين تم عقابهم ثم يرحمون ويصيروا شعب الله ولم يكن يتحدث عن الأمم من الأعراق الأخرى :-
حيث يقول سفر هوشع :-
2 :1 قولوا لاخواتكم عمي و لاخوتكم رحامة
ثم يقول :-
2 :23 و ازرعها لنفسي في الارض و ارحم لورحامة و اقول للوعمي انت شعبي و هو يقول انت الهي
وفى الحقيقة أن سفر هوشع كان يتكلم بمنتهى الصراحة عن بنى إسرائيل الذين عبدوا البعل وقلدوا الأمم (أي عملوا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر (1 بطرس 4 :3 ))
ولم يكن يتكلم عن الأمم
فمن قيل لهم (لوعمى) أي لستم شعبي، طبقا لسفر هوشع هم (مملكة إسرائيل الشمالية وكانوا عبارة عن عشرة أسباط من أسباط بنى إسرائيل الذين عبدوا البعل وقلدوا الأمم ثم تشتتوا بين الأمم بعد ذلك )
وهؤلاء الأسباط العشرة الذين قيل لهم لستم شعبي سوف يعودوا ويؤمنوا ويتركوا عبادة البعل ويقال لهم أنتم أبناء الله وأنتم شعبي
فالحديث ليس عن الأعراق الأخرى ولكن عن شعب الغير مرحومين ثم يرحمون ويقال لهم شعب الله ، و هم من أصعدهم الله عز وجل من مصر أي بني إسرائيل :-
وهذا هو النص من سفر هوشع الذي يثبت ذلك :-
1 :6 ثم حبلت ايضا و ولدت بنتا فقال له ادع اسمها لورحامة لاني لا اعود ارحم بيت اسرائيل ايضا بل انزعهم نزعا
1 :7 و اما بيت يهوذا فارحمهم و اخلصهم بالرب الههم و لا اخلصهم بقوس و بسيف و بحرب و بخيل و بفرسان
ثم يقول :-
1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
أي أن هؤلاء الأسباط العشرة سيكونون فى فترة عبادتهم البعل ليسوا شعب الله ولن يرحمهم ولكنه سيرحم بنو يهوذا
ولكن بعد ذلك سيتغير الحال ويجتمعون (بنو إسرائيل أي مملكة إسرائيل الشمالية ) مع بنو يهوذا ويكثر عددهم ويقال لهم أبناء الله
ويؤكد ذلك بالنصوص التالية من سفر هوشع وهي :-
2 :1 قولوا لاخواتكم عمي و لاخوتكم رحامة
ثم يقول :-
2 :13 واعاقبها على ايام بعليم التي فيها كانت تبخر لهم و تتزين بخزائمها و حليها و تذهب وراء محبيها و تنساني انا يقول الرب
2 :14 لكن هانذا اتملقها و اذهب بها الى البرية و الاطفها
2 :15 و اعطيها كرومها من هناك و وادي عخور بابا للرجاء و هي تغني هناك كايام صباها و كيوم صعودها من ارض مصر
2 :16 و يكون في ذلك اليوم يقول الرب انك تدعينني رجلي و لا تدعينني بعد بعلي
الحديث هنا واضح فهو يوجه حديثه لهم قيل لهم لستم شعبي فهم سيصيروا شعب الله ويكونوا مرحومين بعد أن يعاقبهم الله عز وجل على عبادتهم للبعل، ثم بعد ذلك يرحمهم ويعودوا يغنون كأيام صباهم (أي أيام بداية بنى إسرائيل ) ومثل يوم صعودهم من أرض مصر
ومن صعد من أرض مصر هم بنى اسرائيل فهو يشير إلى يوم خروجهم من مصر وكانوا يغنون (خروج 15 :20، 15 :21 ،القضاة 11: 16)
فالحديث كله عن بنى إسرائيل وليس عن الأمم
ثم يقول لهم في سفر هوشع :-
2 :22 و الارض تستجيب القمح و المسطار و الزيت و هي تستجيب يزرعيل
2 :23 و ازرعها لنفسي في الارض و ارحم لورحامة و اقول للوعمي انت شعبي و هو يقول انت الهي
أي أنه يقول:- أن من قيل لهم لوعمى (أي لستم شعبي) سيقال لهم (أنت شعبي)
ومن قيل لهم لستم شعبي فى هذا السفر هم الأسباط الثمانية من أسباط بني إسرائيل
حيث يقول سفر هوشع في البداية :-
1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
فليس الأمم من قيل لهم (لستم شعبي ) وإنما الأسباط العشرة هم من قيل لهم كلمة (لوعمى )
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري يقول :-
( لوعمى: لستم شعبي. وهذا هو أقسى عقاب يُعَاقَبْ به شعب الله. فنسبتهم لله هي سرقوتهم ومصدر كل بركة. فتخلي الله عنا يساوي وقوعنا في يد الشيطان.ولكن ماذا حدث حتى يتخلى الله عن شعبه؟ الله لم يتخلى أولًا عنهم بل هم ذهبوا وراء البعل أولًا.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
و كاتب رسالة بطرس الأولى عندما يشير إلى سفر هوشع الذي يتكلم عن مملكة إسرائيل الشمالية فهذا يعني أنه يخاطب بني إسرائيل المشتتين في الأمم ولم يكن يخاطب الأمم من الأعراق الأخرى
دليل آخر على أن كلمة الشعب كانت تقال لبنى إسرائيل هو من HELPS Word-studies
فنقرأ من HELPS Word-studies:-
2992
(laos) is the usual term for "the people of God" and thus typically used in the LXX (OT) and the Gospels, for believing Israel (Jews).
Example: Heb 4:9: "So there remains a Sabbath rest for the people (2992 /laós) of God" (NASU).
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/2992.htm
يعنى أن كلمة (الشعب) كان يتم استخدامها فى العهد الجديد للدلالة على بنى اسرائيل
وأعطى مثالا بذلك من رسالة إلى العبرانيين (4 :9)
فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-
4 :8 لانه لو كان يشوع قد اراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر
4 :9 إذا بقيت راحة لشعب الله
كلمة (شعب خاص) فى رسالة الى تيطس فالمقصود منها المؤمنين من بنى اسرائيل
بولس يقول لتيطس في رسالة إلى تيطس :-
2 :13 منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح
2 :14 الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم و يطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة
الشعب الغيور هنا المقصود بهم هم المؤمنين من بنى إسرائيل وليس من الأمم
لأنه أصلا يدعو بني إسرائيل فقط ويراهم أنهم هم الشعب المختار وأن منهم المختارين
والدليل على أنه يتحدث عن بني إسرائيل هو هذا النص من نفس الرسالة :-
الدليل الأول :-
نقرأ من رسالة إلى تيطس :-
3 :9 و اما المباحثات الغبية و الانساب و الخصومات و المنازعات الناموسية فاجتنبها لانها غير نافعة و باطلة
الأنساب و الخصومات = نزاع اليهود والافتخار بأنسابهم والبحث فيه
فالوثنيين لم يكونوا مهتمين بأنسابهم
ولا سبيل لما يقوله بعض القساوسة من أنهم يفتخرون بانتسابهم إلى الآلهة
فإذا فرضنا أنه كان يقصد الأمم من الأعراق الأخرى (كما يحب علماء المسيحية أن يزعموا ) إلا أنهم تركوا في الأصل عبادة الآلهة وأصبحوا يعبدون الله عز وجل أي أنهم لم يعودوا يعتقدون في الآلهة أصلا وبالتالي لن تكون هناك منازعات بخصوص الانتساب إلى الآلهة
فكيف لقوم تركوا عبادة الأوثان في الأصل يكون بينهم بعد ذلك منازعات بخصوص انتسابهم إلى آلهة ثبت لهم أنها مزيفة ولا أهمية لها ؟؟؟؟!!!!!
وهذا يؤكد أن الحديث هنا لم يكن عن الأمم ولا آلهتهم
بينما اليهود كانوا عبارة عن أسباط كل سبط يفتخر بنسبه وأكثرهم بالطبع اللاويين (ومنهم
الكهنة) ويهوذا (ومنهم سيدنا داود وسيدنا سليمان عليهما صلوات الله وسلامه )
هذا بالإضافة إلى أنه ضم إليها جملة (المنازعات الناموسية) وهذا دليل أن المقصود بالأنساب هم اليهود لأن المنازعات الناموسية كانت خاصة بهم
ومن موقع الأنبا تكلا نقرأ :-
(وكثيرًا ما حارب سبط مع سبط آخر أو على حدة (قضاة 1: 3 و1 أخبار 4: 42 و43 و5: 10 و18 - 22) كما كان بعض القضاة على سبط واحد أو على عدة أسباط.
وبقي الأسباط الاثنا عشر مرتبطين في مملكة واحدة حتى مات الملك سليمان, فحدثت بينهم مخاصمات ومشاحنات, وحدثت خصومة بين يهوذا وأفرايم (2 صموئيل 2: 4 - 9 و19: 41 - 43) انتهت إلى انقسام المملكة إلى قسمين: فانحاز يهوذا وبنيامين إلى رحبعام ابن الملك سليمان ودعوا مملكتهما باسم "مملكة يهوذا" أو "المملكة الجنوبية", وانحاز الأسباط العشرة الباقون إلى يربعام بن نباط, ودعوا أنفسهم "مملكة إسرائيل" أو "المملكة الشمالية".)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وأيضا :-
المنازعات الناموسية = هي خاصة باليهود لأن الناموس كان عندهم
وكان هناك نزاع بين اليهود المتمسكين بالناموس والتقليد مع بعضهم البعض (مثل نزاع الفريسيين والصدوقيين على فهم الشريعة وتطبيقها وتطبيق التقليد الشفهي ) وأيضا مع اليهود الهيلينيين (اليونانيين) على تطبيق الناموس
وهذا يؤكد على أنه كان يتكلم عن بني إسرائيل عندما قال عن الأنساب ولم يكن يقصد الأمم
والدليل أن بولس كان يقصد بهذا الحديث عن اليهود عندما كان يتحدث عن المنازعات بخصوص الأنساب هو من رسالة رومية :-
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري للاصحاح 4 من رسالة رومية :-
(في الإصحاحات (4-5-6-7-8-9-10-11) يرد الرسول علي آراء اليهود ومعتقداتهم ويفند حججهم، فهم يفتخرون ببنوتهم الجسدية لإبراهيم، وبأن لهم الناموس والشريعة، وأنهم هم الشعب المختار، شعب الله المختار….
ثم يقول :-
يعني أن على اليهود ألا يفتخروا بأنهم أبناء إبراهيم بالجسد ولا بناموسهم ولا بكونهم الشعب المختار ولا بالختان....الخ بل بالإيمان بالمسيح، وبهذا فهم يتشبهون بأبيهم إبراهيم الذي تبرر بالإيمان.
ولماذا إختار بولس الرسول إبراهيم بالذات؟ ولم يختار نوح أو هابيل… مع أن هؤلاء وغيرهم كثيرين كانوا أبراراً:-
1. لأن اليهود كانوا يتفاخرون بإبراهيم (يو33:8). ولكن تفاخرهم هذا أدي لعجرفتهم وكبريائهم دون أن يحاولوا أن يتشبهوا به….الخ )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ونقرأ جزء من رسالة رومية لنعرف أن بولس كان يقصد اليهود فى موضوع النزاعات الناموسية و الافتخار بالأنساب :-
4 :9 افهذا التطويب هو على الختان فقط ام على الغرلة ايضا لاننا نقول انه حسب لابراهيم الايمان برا
4 :10 فكيف حسب اوهو في الختان ام في الغرلة ليس في الختان بل في الغرلة
4 :11 و اخذ علامة الختان ختما لبر الايمان الذي كان في الغرلة ليكون ابا لجميع الذين يؤمنون و هم في الغرلة كي يحسب لهم ايضا البر
4 :12 و ابا للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل ايضا يسلكون في خطوات ايمان ابينا ابراهيم الذي كان و هو في الغرلة
4 :13 فانه ليس بالناموس كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان
الدليل الثاني :-
ويوجد نص أيضا يثبت أنه يتكلم عن اليهود
حيث نقرأ من رسالة إلى تيطس :-
3 :3 لاننا كنا نحن ايضا قبلا اغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات و لذات مختلفة عائشين في الخبث و الحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا
(نحن) هنا يعنى أنه يتكلم عن بني إسرائيل
لأن بني إسرائيل شئ والوثنيين كانوا شئ أخر
ولكن بولس الإسرائيلي عندما يصف نفسه مع مجموعة كيف كانوا قبل ذلك فهو يعني بذلك اليهود وليس الوثنيين
فهو لن يصف نفسه مثل ما يصف الوثنيين و يضع نفسه مع الوثنيين في فترة وثنيتهم
فهو لم يتطرق في حديثه عن الوثنيين هنا
وهذا يثبت أن الشعب الذى يتحدث عنه هو شعب من الإسرائيليين وليس من الأمم
أي أنه يتكلم عن من آمن من بني إسرائيل
فهو لا يزال بالنسبة إلى بولس الشعب المختار هم فئة مؤمنة من بنى اسرائيل
حتى تيطس نفسه فهو أيضا من بني إسرائيل (راجع رسالة إلى تيطس الفصل الرابع - الباب الرابع )
كلمة (الشعب) فى سفر أعمال الرسل 18 كانت تعنى بنى اسرائيل
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :9 فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف بل تكلم و لا تسكت
18 :10 لاني انا معك و لا يقع بك احد ليؤذيك (( لان لي شعبا كثيرا)) في هذه المدينة
فهو أيضا يتحدث إلى بنى إسرائيل وليس الأمم ويوجد أكثر من دليل على ذلك وهو :-
الدليل الأول :-
سياق النص فى سفر أعمال الرسل فنجد أن :-
بولس يذهب إلى كورنثوس ويقابل يهود ويدخل مجمع اليهود :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :1 و بعد هذا مضى بولس من اثينا و جاء الى كورنثوس
18 :2 فوجد يهوديا اسمه اكيلا بنطي الجنس كان قد جاء حديثا من ايطالية و بريسكلا امراته لان كلوديوس كان قد امر ان يمضي جميع اليهود من رومية فجاء اليهما
18 :3 و لكونه من صناعتهما اقام عندهما و كان يعمل لانهما كانا في صناعتهما خياميين
18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم (( انا بريء من الان اذهب الى الامم ))
نرى بولس يدخل ((مجمع اليهود)) وأنه يختار ((يوم السبت)) بالتحديد لأنه يوم صلاة اليهود
فهو يذهب قاصدا بنى إسرائيل وليس الوثنيين
بدليل الجملة التي قيلت فى العدد (5) وهى :- ((وهو يشهد لليهود)) ، ولم يقل يشهد لليهود والغرباء
فهو يذهب قاصدا بنى اسرائيل
وسبق أن أوضحت أن كلمة يونانيين كانت تعني فئة من بني إسرائيل تستخدم أسلوب الحياة والأفكار اليونانية ودمجتها بالثقافة اليهودية
بدليل العدد (6) حيث قال لهم بولس أنه سيذهب إلى الأمم
مما يعنى أن كاتب العدد (6) كان مدرك للمعنى الحقيقي لكلمة يونانيين هنا وأنه المقصود بهم بنى إسرائيل أيضا (للمزيد راجع معنى كلمة اليونانيين والأدلة على ذلك في الفصل الثاني والثالث من الباب الثاني)
ويريد النص أن يوضح أن من كان يرفض أفكار بولس هم المتمسكون بأسلوب الحياة اليهودية
أما الإسرائيليين المتأثرين بالأفكار اليونانية (اليونانيين) فهم من اتبعوه
بولس يهدد ولكنه يتراجع بعد رؤيا المنام ويظل يكرز لبني إسرائيل ولا يكرز إلى الأمم :-
عندما نقرأ النصوص بعد ذلك نكتشف أن بولس ظل يكرز لبني إسرائيل ولم يكرز إلى الأمم فى كورنثوس ولا فى المدينة الأخرى التي ذهب إليها بعد ذلك بالرغم من تهديده لبنى اسرائيل
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
18 :7 (( فانتقل من هناك و جاء الى بيت رجل اسمه يوستس )) كان متعبدا لله (( و كان بيته ملاصقا للمجمع ))
18 :8 (( و كريسبس رئيس المجمع امن بالرب مع جميع بيته )) و كثيرون من الكورنثيين اذ سمعوا امنوا و اعتمدوا
18 :9 (( فقال الرب لبولس )) برؤيا في الليل (( لا تخف بل تكلم و لا تسكت ))
18 :10 لاني انا معك و لا يقع بك احد ليؤذيك (( لان لي شعبا كثيرا في هذه المدينة ))
18 :11 فاقام سنة و ستة اشهر يعلم بينهم بكلمة الله
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية (( قام اليهود بنفس واحدة على بولس )) و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 (( قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس ))
18 :14 و اذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه (( قال غاليون لليهود )) لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود لكنت بالحق قد احتملتكم
18 :15 و لكن (( اذا كان مسئلة عن كلمة و اسماء و ناموسكم )) فتبصرون انتم لاني لست اشاء ان اكون قاضيا لهذه الامور
النص واضح جدا تراجع بولس عن تهديده فهو لم يكرز إلى الأمم ولكن الى بنى اسرائيل نتيجة للرؤيا التي زعم أنها شاهدها
بدليل :-
1- ذهاب بولس إلى رجل اسمه يوستس بيته ملاصقا للمجمع (البيوت الملاصقة للمجمع كانت بيوت بني إسرائيل ) :-
(أعمال 18 :7 ) يخبرنا أن بولس خرج من مجمع اليهود إلى بيت هذا الرجل الملاصق المجمع حيث يقول النص (فانتقل من هناك وجاء الى بيت...الخ) ، أي أن :-
أ- لم تتسنى الفرصة لبولس للكرازة بين الأمم (أي الوثنيين) وإنما هو هدد فقط اليهود ولكنه ذهب إلى بيت هذا الرجل مباشرة :-
والغريب فى الأمر أن يزعم علماء المسيحية أن هذا الرجل كان وثني
فمن أين أتوا بتلك المعلومة ؟؟!!!!!!!!!!
فالنص واضح انه خرج من المجمع على بيت هذا الرجل فأين الكرازة بين الأمميين هنا وأين الفترة الزمنية ليعلم هذا الرجل الأممي فيصير رجل مؤمن بتلك السرعة ؟؟؟!!!!!!!!!
ب- لا يوجد أي دليل على أن يوستس كان رجل أممي من عرق مختلف عن بني إسرائيل :-
راجع هذا الرابط :-
من هم اليونانيين في العهد الجديد
و أيضا
اليهودى واليونانى فى العهد الجديد كلاهما من بنى اسرائيل
بل توجد أدلة أنه كان من بني إسرائيل
ج- من عادة طوائف اليهود في الشتات أنهم يسكنون في تجمعات بالقرب من مجامعهم :-
يذكر العدد (أعمال 18 :7 ) أن هذا الرجل اليوناني الذي ذهب إليه بولس بعد تهديده لليهود كان ( بيته ملاصق للمجمع) ، ومن المعروف أن يهود الشتات كانوا يسكنون في تجمعات قرب مجامعهم
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
The Jews lived apart, most frequently in separate quarters, grouped around their synagogues.
الترجمة :-
يهود الشتات عاشوا بعيدا في تجمعات منفصلة حول مجامعهم
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5169-diaspora#anchor25
يهود الشتات عاشوا بعيدا في تجمعات منفصلة حول مجامعهم
أي أن اليهود عاشوا منفصلين عن أماكن الوثنيين وباقي الأمم وكانت بيوتهم حول المجمع
(ملحوظة:-
اسم يوستس فى ترجمة الفانديك ولكن في النص اليوناني اسمه تيطس يوستس ،
و يوستس هو نفسه تيطس المتأثر بالثقافة اليونانية وهو من بنى اسرائيل الذى كان يذكره بولس فى رسائله - راجع الفصل الرابع - الباب الرابع )
2- بعد تهديد بولس ، نجد ايمان كريسبس اليهودي وأهل بيته أي أن بولس لا يزال لم ينفذ تهديده وأن الكورنثيون الذين آمنوا هم أيضا من بنى اسرائيل :-
الدليل على ذلك هو :-
أ- من غير المعقول أن يكون بولس يقابل الأمم من الأعراق الأخرى و يكرز لهم ثم نجد أن الذي آمن به بعد ذلك هو رئيس مجمع اليهودي كريسبس :-
النص لم يخبرنا أن بولس ذهب للوثنيين وكرز بينهم بعد تهديده لليهود
كل الذي يخبرنا به أنه كان (يشهد لليهود بالمسيح يسوع ) (أعمال 18 :5) ثم بعد ذلك هددهم أنه سيذهب إلى الأمم ويذكر بعد ذلك ايمان رئيس المجمع اليهودي كريسبس وجميع أهل بيته (أعمال 18 :8 ) وهم جميعا من بنى اسرائيل
أي أنه كان لا يزال لم ينفذ تهديده وأن الكرازة كانت لا تزال بين اليهود
فمن غير المعقول أن يكون بولس يقابل و يكرز بين الأمم من الأعراق الأخرى ، ثم نجد أن الذي آمن به بعد ذلك هو رئيس مجمع اليهودي كريسبس ؟؟!!!!!!!!!!
فالأكيد أن من كان يقابلهم بولس و يكرز بينهم كانوا من بني إسرائيل بما فيهم يوستس (تيطس يوستس)
ب- جملة (كثير من الكورنثيون) يعنى أنه يتكلم عن بني إسرائيل الذين استوطنوا كورنثوس :-
عندما يقول آمن كثير من الكورنثيون فى العدد (أعمال 18 :8 ) فهذا لا يعنى أن هؤلاء أمم ولكن يهود كورنثيون
فإذا كان يقصد أن هؤلاء الكورنثيون وثنيين فقد كان سيطلق عليهم مسمى الأمم ،
ويذكر أنهم أمنوا ولكنه لم يقل ذلك بل أطلق عليهم مسمى كورنثيون حيث أعطاهم مسمى الموطن الذي يقيمون فيه مثل المسميات التي أطلقها لوقا على اليهود حيث قال عنهم فرتيون و ماديون فهو ينسبهم إلى أوطانهم التي استوطنوا فيها (أعمال 2 :9 )
ج- اليهود الذين كانوا يقاومون هم فئة من بني إسرائيل كانت متمسكة بالشريعة وترفض تعاليم بولس أي أن الكلمة هنا كانت بمعناها الخاص :-
وبالنسبة إلى النص الذى يقول (أن اليهود كانوا يقاومون و يجدفون) فهذا لا يعنى أن هؤلاء هم كل بنى إسرائيل فى كورنثوس وأنه لا يوجد يهود هناك صدقوا بولس
لأنه ذكر بعد ذلك أن كريسبس وجميع بيته (وهم أيضا من اليهود ) اتبعوا بولس (أعمال 18 :8 )
أي أن من كانوا يجدفوا وهددهم كانوا بعض اليهود هناك وليس الكل ، فكلمة اليهود هنا كانت بمعناها الخاص وهي بمعنى المتمسك بالشريعة
للمزيد عن المعنى العام والخاص لكلمة يهودي راجع هذا الرابط :-
لكلمة اليهود معنيان فى عصر كتابة العهد الجديد
فالنص يوضح أن هناك من قاومه منهم فغضب وهددهم وهناك من صدق به من بنى إسرائيل (سواء كانوا يهود أو يونانيين أي إسرائيليين اتبعوا الأفكار وأسلوب الحياة اليونانية - راجع الفصل الثاني والثالث - الباب الثاني)
3 -الرؤيا التي شاهدها بولس تطلب منه التراجع عن تهديده وأن يظل يكرز الى بنى اسرائيل المشتتين فى كورنثوس :-
الرؤيا التي زعم لوقا أن بولس شاهدها وأن الرب جاء إلى بولس ليقول له :-
( فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف بل تكلم و لا تسكت) (أعمال 18 :9)
فمن كان يقاوم بولس ويشتكون عليه هم اليهود (أعمال 18 :5 ، 18 :6 ، 18 :12 )
أي أنه جاء إليه في المنام حتى يتراجع عن موقفه من اليهود ويظل يكرز بينهم ولا ينفذ تهديده ، وعندما قال له (لي شعبا) كان يقصد بنى إسرائيل فى تلك المدينة
وهذا يعنى طبقا لكلام لوقا أن الرؤيا اخبرت بولس بأن يستمر فى الكرازة ((بين اليهود وأن لا يخاف منهم فهناك أشخاص من بنى إسرائيل فى تلك المدينة سيصدقوا بولس ))
4- اليهود يغضبوا ممن يعلمهم بخلاف الناموس ولن يغضبوا لتعليم الأمم بخلاف الناموس:-
لا يمكن أن يغضب اليهود لأن بولس يعلم الأمم ، فطالما أن هذه التعاليم بعيدة عنهم فالأمر لن يكون ذا أهمية بالنسبة لهم فالأمم أصلا وثنيين ، وخاصة وأنهم في الشتات ليس لهم من الأمر شئ إلا أنفسهم وجماعتهم الموجودة في فلسطين فقط ، فهم في الشتات لا يحكموا على الأمم ولا على الأسباط الأخرى (عشرة أسباط كانا في إسرائيل الشمالية وتشتتوا)
ولكن اليهود يغضبون عندما يجدوا بولس يعلم اليهود (سكان مملكة يهوذا سواء كانوا في فلسطين أو في الشتات) ويدعوهم بخلاف الناموس
والدليل على ذلك :-
أ- كلام يعقوب لبولس في سفر أعمال الرسل :-
21 :20 فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب و قالوا له انت ترى ايها الاخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين امنوا و هم جميعا غيورون للناموس
21 :21 و قد اخبروا عنك (( انك تعلم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم و لا يسلكوا حسب العوائد ))
هذا ما كان يغضب اليهود هو تعلم اليهود أن لا يسلكوا حسب الناموس
فأهل كورنثوس من اليهود غضبوا لتعليم اليهود تعاليم تخالف الناموس (أعمال 18: 12 - 13)
ولكن بالنسبة للأسباط الأخرى ، فهذا شأنهم
ب- بولس يقول أنه موضوع في سلاسل من أجل رجاء إسرائيل :-
نعرف من سفر أعمال الرسل أن بولس عندما كان في أورشليم وبالتحديد فى الهيكل أمسك به بعض اليهود بسبب تعاليمه ضد الناموس
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون اعينوا (( هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس )) و هذا الموضع حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس
ثم جاء الرومان وحبسوه وكانت هناك شكوى من اليهود ضده ، ثم طلب أن يتم محاكمته فى روما لأنه روماني ، وفى روما أخبر اليهود هناك بأنه موضوع فى هذه السلاسل من أجل رجاء إسرائيل
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم و اكلمكم (( لاني من اجل رجاء اسرائيل موثق بهذه السلسلة ))
أن سبب وضعه فى سلاسل من أجل رجاء إسرائيل أي بسبب تعاليمه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا (طبقا لفهمه)
وهذا يعنى أن اليهود غضبوا من تعاليمه ضد الناموس إلى اليهود وليس إلى الأعراق الأخرى
فلم يكن يشغل فكر اليهود بأي طريقة يؤمن الأمم ، وكان اليونانيين من أتباع بولس هم فى الأصل من بني إسرائيل المتأغرقين (للمزيد راجع الفصل الثالث - الباب الثاني )
ج- غضب اليهود حتى أنهم قدموا شكوى ضد بولس إلى غاليون الوالي، لأن بولس يعلم بخلاف الناموس فكان غضبهم من أجل اليهود :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
لا يمكن أن يقصدوا بالناس الأعراق الأخرى ، وإنما يقصدون أهلهم وبني جنسهم أي بني اسرائيل ، فهم لن يشتكوا الحاكم من أجل الأمم
والذي يؤكد ذلك :-
هو رد غاليون عليهم
حيث يقول في سفر أعمال الرسل :-
18 :14 و اذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه (( قال غاليون لليهود لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود لكنت بالحق قد احتملتكم ))
18 :15 (( و لكن اذا كان مسئلة عن كلمة و اسماء و ناموسكم فتبصرون انتم لاني لست اشاء ان اكون قاضيا لهذه الامور))
يقول ((ناموسكم )) وأن هذه الأمور تخصهم وأن يحكموا هم وأنه ليس له شأن بمشاكلهم ودينهم
إذا الأمر كله متعلق ببني إسرائيل وليس بالأمم
وأيضا عندما نقرأ :-
18 :17 فاخذ جميع اليونانيين سوستانيس رئيس المجمع و ضربوه قدام الكرسي و لم يهم غاليون شيء من ذلك
اليونانيين هنا المقصود بهم الإسرائيليين المتأثرين بالثقافة اليونانية فهم من اتبعوا أفكار بولس
وعندما ضربوا رئيس المجمع ولم يهتم غاليون لأن الأمر خاص ببني إسرائيل (سواء يهود أو يونانيين)
مما يعنى أن بولس طوال السنة والستة أشهر كان يبشر بين بنى إسرائيل وليس الوثنيين
مما يعني أن جملة (لي شعبا كثيرا فى المدينة) فى العدد 10
كان المقصود منها هم بنى إسرائيل أيضا
5- بولس يكرز في مجمع اليهود فى أفسس :-
من الأدلة على أن بولس تراجع عن تهديده ولم يكرز بين الوثنيين فى كورنثوس هو ذهابه إلى أفسس بعد ذلك وتوجهه مباشرة إلى مجمع اليهود ولا يخبرنا النص أنه ذهب إلى الوثنيين وكرز بينهم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :18 (( و اما بولس )) فلبث ايضا اياما كثيرة ثم ودع الاخوة و سافر في البحر الى سورية و معه بريسكلا و اكيلا بعدما حلق راسه في كنخريا لانه كان عليه نذر
18 :19 (( فاقبل الى افسس )) و تركهما هناك و اما هو (( فدخل المجمع و حاج اليهود ))
حتى أن بريسكلا وكيلا اللذان تركهما فى أفسس كانا يدخلان مجمع اليهود و يقابلان اليهود ولا تخبرنا النصوص بمقابلتهم لوثنيين
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :24 (( ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس )) اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب
18 :25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط
18 :26 و ابتدا هذا (( يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا )) اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق
ثم نقرأ :-
19 :10 و كان ذلك مدة سنتين حتى سمع كلمة الرب يسوع (( جميع الساكنين في اسيا من يهود و يونانيين ))
كان يظل يدخل مجمع اليهود لأنه كان يريد بني إسرائيل فقط
(للمزيد - راجع المبحث الثالث - الفصل الثالث - الباب الرابع)
الدليل الثاني هو رسالة كورنثوس الأولى :-
1- نقرأ من رسالة كورنثوس الأولى :-
10 :1 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا ان اباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة و جميعهم اجتازوا في البحر
10 :2 و جميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة و في البحر
10 :3 و جميعهم اكلوا طعاما واحدا روحيا
10 :4 و جميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح
10 :5 لكن باكثرهم لم يسر الله لانهم طرحوا في القفر
10 :6 و هذه الامور حدثت مثالا لنا حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى اولئك
10 :7 فلا تكونوا عبدة اوثان كما كان اناس منهم كما هو مكتوب جلس الشعب للاكل و الشرب ثم قاموا للعب
10 :8 و لا نزن كما زنى اناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة و عشرون الفا
10 :9 و لا نجرب المسيح كما جرب ايضا اناس منهم فاهلكتهم الحيات
10 :10 و لا تتذمروا كما تذمر ايضا اناس منهم فاهلكهم المهلك
كاتب الرسالة يقول (آبائنا) وهو يتكلم عن خروج من بنى إسرائيل من مصر
أي أنه يوجه رسالته إلى بني إسرائيل أيضا في زمانه
أ- ولا يمكن أن نقول ما يدعيه بعض القساوسة
على سبيل المثال القمص أنطونيوس فكرى عندما قال :-
( آبَاءَنَا = فالكنيسة هي إمتداد طبيعي وإستمرار لإسرائيل. فهنا إعتبر الرسول أن أباء اليهود هم أباء للأمم بالإيمان.)
انتهى
ويقول القمص تادرس يعقوب :-
(يربط الرسول بين كنيستي العهد القديم والعهد الجديد، حاسبًا رجال الإيمان في العهد القديم آباء رجال العهد الجديد.)
انتهى
عن أي آباء بالإيمان يتكلموا ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
فباقي كلام الرسالة تذكر مساوئ الآباء وعبادتهم للأوثان ( 10 :7 الى 10 :10 ) فعن أي إيمان يتحدث أصلا ؟؟!!!!!!!!!
لقد كفروا ولم يؤمنوا
فهل يعتبر من ضل وكفر من بني إسرائيل هم آباء بالروح لمن آمن من بني إسرائيل ، كيف ذلك ؟؟!!!!!!!!!!
كاتب الرسالة يقول عنهم أنهم آباء لمن يحدثهم لأنه يقصد الأبوة الفعلية الحقيقية وليست امتداد الايمان
انه يطلب ممن يوجه إليهم الرسالة أن لا يكونوا مثل هؤلاء فعن أي امتداد للإيمان يقول القمص أنطونيوس ؟؟!!!!!!!!!!!!
يكون امتداد ايمان إذا كان أصلا يصف الآباء بأنهم كانوا مؤمنين فيطلب من الأبناء أن يكونوا مثل أبائهم مؤمنين
ولكنه يصفهم بأنهم لم يكونوا مؤمنين وأنهم ضلوا وعبدوا الأوثان ويطلب منهم ألا يكونوا مثلهم ، فأين الإيمان أصلا ؟؟؟!!!!!!!!
فإن كان يوجه حديثه إلى الأمم فلماذا لم يطلب منهم أيضا ألا يشتهوا الشرور وألا يكونوا مثل آبائهم من الأمم وثنيين ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
لماذا لم يذكرهم بفرعون وقومه والآيات التي حدثت لهم ولكنهم لم يؤمنوا فيطلب منهم ألا يكونوا مثل هؤلاء ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
لماذا لم يطلب منهم أن يتشبهوا بأهل نينوى المؤمنين (من سفر يونان) ، ألم يكن من الأولى ان كان يقصد امتداد الإيمان أن يعطيهم أمثلة بهؤلاء المؤمنين ويطلب منهم التشبه بهم ؟؟؟!!!!!!!
بالطبع كان هذا هو الأولى ولكن أهل نينوى لم يكونوا آباء بيولوجيين لبنى إسرائيل ، وقوم فرعون الذين رأوا الآيات ولم يؤمنوا بل ضلوا لم يكونوا آباء بيولوجيين لبنى اسرائيل
ففى الحقيقة انه يتكلم عن الآباء الحقيقيين (البيولوجيين) لهؤلاء ويطلب من الأبناء الحقيقيين أن لا يكونوا مثل آبائهم
ب- وهو يقتبس ذلك من سفر المزامير الذي يتكلم عن بني إسرائيل ويطلب من الأبناء ألا يكونوا مثل آبائهم
فنقرأ من مزمور 78 :-
78 :7 فيجعلون على الله اعتمادهم و لا ينسون اعمال الله بل يحفظون وصاياه
78 :8 و لا يكونون مثل ابائهم جيلا زائغا و ماردا جيلا لم يثبت قلبه و لم تكن روحه امينة لله
78 :9 بنو افرايم النازعون في القوس الرامون انقلبوا في يوم الحرب
78 :10 لم يحفظوا عهد الله و ابوا السلوك في شريعته
ج- فى سفر أعمال الرسل :- بولس كان يوجه كلامه إلى اليهود ويقول لهم (آبائنا)
ومما يؤكد أنه عندما كان يقول كلمة (آبائنا) فإنه كان يقصد الأبوة البيولوجية الحقيقية لأنه كان يحدث بنى إسرائيل هو هذا النص
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
ثم نقرأ :-
28 :25 فانصرفوا و هم غير متفقين بعضهم مع بعض لما قال بولس كلمة واحدة انه حسنا كلم الروح القدس اباءنا باشعياء النبي
ثم نقرأ :-
28 :29 و لما قال هذا مضى اليهود و لهم مباحثة كثيرة فيما بينهم
إذا بولس كان يوجه كلامه إلى اليهود ويقول لهم (آبائنا) ، فهذه الكلمة عندما كان يقولها فقد كان يعنى معناها الحقيقي أي الآباء البيولوجيين لمن يحدثهم
الدليل الثالث هو :-
الذين كانوا منقادين إلى الأوثان البكم وفى نفس الوقت يقولون أن المصلوب ملعون هم بنى اسرائيل فى الشتات :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
12 :1 و اما من جهة المواهب الروحية ايها الاخوة فلست اريد ان تجهلوا
12 :2 انتم تعلمون انكم كنتم امما منقادين الى الاوثان البكم كما كنتم تساقون
12 :3 لذلك اعرفكم ان ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما و ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس
1- تشبه بعض من بنى إسرائيل باليونانيين الوثنيين (أي تشبهوا بالأمم من الأعراق الأخرى) وانضموا اليهم فى محاربة الإسرائيلي المتمسك بالشريعة :-
وهؤلاء نقرأ عنهم في سفر المكابيين الثاني :-
4: 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان (( صرف شعبه الى عادات الامم ))
4: 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
4: 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
4: 13 (( فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب )) بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
والبعض من هؤلاء عبدوا الأوثان :-
وهؤلاء نقرأ عنهم في سفر المكابيين الأول :-
1: 45 (( و كثيرون من اسرائيل )) ارتضوا دينه (( وذبحوا للاصنام )) ودنسوا السبت
وأيضا نقرأ :-
1: 50 و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة
1: 51 و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام
1: 52 و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل
1: 53 و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب
1: 54 و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة
1: 55 (( فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض ))
وبعض من بني إسرائيل اتخذ إحدى الشخصيات الموجودة فى كتابه آلهة
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))
أي أن اليونانيين وأتباعهم من بنى إسرائيل كانوا يبحثون فى كتب اليهود عن شخصية شبيهة لآلهتهم الزائفة كزيوس وهيرا ،وأنصاف آلهة كهرقل ، وهذا بالطبع حتى يقنعوا بني إسرائيل بعبادة تلك الشخصية
وهناك من مزج المعتقدات اليهودية بالفلسفات اليونانية الوثنية
يذكر التلمود وصف الفريسيين للحاخام Elisha ben Abuyah الذى عاش فى القرن الأول الميلادي حيث وصفوه بأنه مرتد و أبيقوري
(نسبة إلى الفلسفة الأبيقورية اليونانية الوثنية الملحدة )
راجع هذا الرابط :-
http://en.wikipedia.org/wiki/Apostasy#Judaism
وأيضا :-
http://en.wikipedia.org/wiki/Apostasy_in_Judaism#In_the_Talmud
ونلاحظ أنهم أطلقوا على الحاخام المرتد مسمى الفلسفة التي إعتنقها وهو أنه (أبيقوري)
كذلك كان يطلق اليهود في ذلك الزمان على من يرتد من بني إسرائيل ويتشبه بالأمم من الأعراق الأخرى ويعبد الأوثان وهو أنهم أمم منقادين للأوثان
وهذه الأفكار التي كانت موجودة بين بنى إسرائيل والتي أطلق عليها المؤرخون مسمى (اليهودية الهلينستية ) والتي كانت أكثر قوة فى الشتات و لم تستطع ثورة المكابيين القضاء فحدود ثورتهم كانت في فلسطين
ولم تبدأ اليهودية الهلينستية في الانحسار إلا في القرن الثاني الميلادي
للمزيد راجع هذا الرابط :-
2- و الذين كانوا يقولون أن المصلوب ملعون هم بنى اسرائيل :-
نعلم أن من كان يقول أن المصلوب ملعون هم بنى اسرائيل
فنقرأ من سفر التثنية :-
21 :23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
ونقرأ من رسالة غلاطية :-
3 :13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة
والكلمة اليونانية المستخدمة (ملعون ) هي ΑΝΑΘΕΜΑ أي (أناثيما )
لذلك عندما نقرأ هذا النص من رسالة كورنثوس الأولى فيجب أن ندرك أنه يوجه حديثه إلى بني إسرائيل
فنقرأ من رسالة كورنثوس الأولى :-
12 :3 لذلك اعرفكم ان ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما و ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس
حتى أن كاتب رسالة كورنثوس الأولى قال أن الصليب عثرة لليهود
فنقرأ :-
1 :23 و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة
وهذا يؤكد أن المقصود بمن كانوا منقادين الى الأوثان هم بنى اسرائيل فى الشتات
وهذا يعنى أن المقصود بــــ (لي شعبا) فى أعمال الرسل فى كورنثوس هو وجود طائفة من بني إسرائيل كثيرة في تلك المدينة
كلمة (شعب) فى رسالة رومية فالمقصود هو المؤمنين من بنى إسرائيل وليس الأعراق الأخرى
فنقرأ من رسالة رومية :-
9 :24 التي ايضا دعانا نحن اياها ليس من اليهود فقط بل من الامم ايضا
9 :25 كما يقول في هوشع ايضا سادعو الذي ليس شعبي شعبي و التي ليست محبوبة محبوبة
9 :26 و يكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي انه هناك يدعون ابناء الله الحي
9 :27 و اشعياء يصرخ من جهة اسرائيل و ان كان عدد بني اسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص
اقتبس كاتب رسالة رومية نص نبوءتان فى هوشع واشعياء
ولكن تم تزييف المفاهيم والتفاسير لتلك الرسالة لإيهام القارئ أن الرسالة عالمية
فظن البعض خطأ أن المقصود بكلمة شعب فى الرسالة هم الذين آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من الأمم من الأعراق الأخرى ، بينما رسالة رومية كانت تقول أن كلمة (شعب) المقصود بها الذين آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل وليس الأمم من الأعراق المختلفة ، وإنما كلمة الأمم في تلك الرسالة كانت تعنى أمم بني إسرائيل في الشتات
فنبوءتان هوشع و إشعياء تتكلمان عن عودة بني إسرائيل من السبي وليس عن انتقال الملكوت إلى أمة أخرى
والدليل على أن المقصود بكلمة (شعب) فى رسالة رومية هم الذين آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل وليس من الأعراق الأخرى هو :-
نبوءة هوشع تتكلم في الأصل عن بني إسرائيل وعن عودتهم من السبي وأكد ذلك نبوءة اشعياء
حتى إذا رجعنا إلى النص من سفر هوشع سوف نقرأ :-
1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
يعنى بنى إسرائيل الذين يقال لهم (لستم شعبي ) سيقال لهم (أبناء الله الحي )
أي من سيقال لهم (أبناء الله الحي ) هم بنى إسرائيل أيضا وليس الأمم
كان النص يتكلم عن رحمة الله بهم بعد غضبه عليهم فيخلصهم من السبي و يعيدهم مرة أخرى
بدليل أنه يقول لهم بعد ذلك (ويجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا)
أي أن الحديث عن بنى إسرائيل أيضا وأن المقصود هو عودتهم من السبي على يد زربابيل فهو الرأس الواحد
ولم يكن النص يتكلم أبدا عن الأمم من الأعراق الأخرى ولا عن انتقال الملكوت إلى أمة أخرى
لأن هؤلاء من سيدعون أبناء الله الحي هم أنفسهم من كانوا قبل ذلك (شعب الله ) (طبقا للنص من سفر هوشع)
فالنص يتكلم عن بني إسرائيل سواء كانوا في فلسطين أو الذين انقسموا أمم مشتتيين في بلاد العالم لأن كلمة (الأمم) في تلك الفترة كان يتم إطلاقها على الأمم من أعراق غير بني إسرائيل وأيضا كان يتم إطلاقها على أمم بني إسرائيل (أعمال 4: 27)
فالنص من سفر هوشع كاملا يقول :-
(ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي) أي (سمه لست شعبي لأنكم لستم شعبي ) والمقصود أنه يأمره بأن يسمى ابنه ( لوعمى أي لستم شعبي ) لأنهم (أي مملكة إسرائيل الشمالية الذين عبدوا الأوثان فى تلك الفترة ) ليسوا شعب الله
ثم عاد وأخبرهم برحمته عليهم بعد ذلك حيث قال :-
2 :15 و اعطيها كرومها من هناك و وادي عخور بابا للرجاء و هي تغني هناك كايام صباها و كيوم صعودها من ارض مصر
ثم قال :-
2 :23 و ازرعها لنفسي في الارض و ارحم لورحامة و اقول للوعمي انت شعبي و هو يقول انت الهي
أي أنه يرحم بنى إسرائيل الذين قال عنهم (لوعمى أي لستم شعبي) فيقول له (أنت شعبي)
فالنبوءة كلها عن بني إسرائيل فهو يقول (كيوم صعودها من أرض مصر ) أي يوم خروج بنى إسرائيل من مصر
(للمزيد راجع المبحث الرابع - الفصل الأول - الباب الخامس)
وهذا يؤكد على أن الأمم المقصود في رسالة رومية هم أمم بني إسرائيل المشتتين في العالم
فالنبوءتان لا تتكلمان عن انتقال الملكوت إلى أمة أخرى ولكن تتكلمان عن رحمة الله عز وجل ببني إسرائيل واعادتهم من السبي ، وهذا حدث بالفعل على يد زربابيل
أي أن كلمة (شعبي ) و(أبناء الله الحي ) في نبوءة إشعياء والتي أعاد بولس ذكرها هي في الأصل يقصد بها هوشع بنى اسرائيل
أي أن كلمة (شعب) هنا ليس المقصود منها الأعراق الأخرى غير بني إسرائيل
كما أن من نفس رسالة رومية ونفس النص يقول بعد ذلك :-
يقول فى رسالة رومية (و اشعياء يصرخ من جهة اسرائيل وان كان عدد بني اسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص)
أي أنه يتكلم عن خلاص جزء من بنى إسرائيل وليس عن خلاص الأمم
(اشعياء يصرخ من جهة إسرائيل ) أي أن النبوءة والحديث عن بني إسرائيل وليس الأمم
فكاتب الرسالة كان يؤكد على أن كلامه عن بني إسرائيل وليس عن الأمم
كما قال :-
9 :29 و كما سبق اشعياء فقال لولا ان رب الجنود ابقى لنا نسلا لصرنا مثل سدوم و شابهنا عمورة
المقصود أن النسل الباقي هم الناجين من بنى اسرائيل الذين آمنوا
فهو مستمر في الحديث عن نجاة بعض من بنى إسرائيل وأن هؤلاء هم المؤمنين
مما يؤكد أن مقصد كاتب رسالة رومية من سفر هوشع هو التحدث عن الذين آمنوا من بني إسرائيل
فهم المقصودون بالشعب وليس الأعراق الأخرى ، يعني المقصود أمم بني إسرائيل المتفرقين
أما الذين تقسوا من بني إسرائيل (ويقصد اليهود المقيمين في فلسطين) فإن تقسيهم هذا كان سببا في خلاص الأمم (يقصد أمم بني إسرائيل في الشتات) ، وهو هنا يشير إلى ما ورد في سفر أعمال الرسل بعد مقتل استفانوس فكان هذا دافعا للتلاميذ للتبشير خارج فلسطين ، حيث مجامع اليهود في الشتات وأسباط بني إسرائيل الذين هم أمم (أعمال 11: 19 - 21) ، وبالتالي فانه بدخول أمم بني إسرائيل للايمان فبهذا سوف يخلص جميع بني إسرائيل لأن هذا سوف يؤدى إلى اثارة غيرة أقاربه (والمقصود الأكثر قرابة له ، فنعم أسباط بني إسرائيل في الشتات هم من بني جنسه ولكن سبط بنيامين وكذلك سكان مملكة يهوذا في فلسطين يعني اليهود هم أكثر قرابة له من أمم بني إسرائيل في الشتات خاصة وأن أغلبهم من الأسباط العشرة الذين كونوا دولة إسرائيل الشمالية في السابق ، والدليل على ذلك في (مرقس 6: 1 - 7) يذهب المسيح عليه الصلاة والسلام إلى موطنه الناصرة ولكنهم لا يؤمنون فيقول (ليس نبى بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته) ، ولكن الذين أمنوا به هم الاثني عشر الذين لم يكونوا من وطنه (الناصرة) ولكنهم من الخاصة فهم من بني إسرائيل وهم الذين أعطاهم سلطان كما ورد في إنجيل (يوحنا 1: 12) )
يعني كاتب رسالة إلى رومية كان يتكلم عن بني إسرائيل فقط سواء كانوا يهود أو هلنين (أي يهود متأثرين بالثقافة اليونانية)
وأن الجملة التي قالها في العدد 24 من الاصحاح 9 هي :-
(التي ايضا دعانا نحن اياها ليس من اليهود فقط بل من اليونانيين ايضا )
وكان المقصود من اليونانيين ( ناس من بني إسرائيل تشبهين باليونانيين)
راجع معنى كلمة (يونانيين)
https://historybibles.blogspot.com/2021/04/blog-post_39.html
وهناك العديد من الأدلة على ذلك هي :-
الدليل الأول :-
1- في الأعداد بعد هذا النص نجد أنه يقول :-( أنه لا فرق بين اليهودي واليوناني) يعني يتكلم عن بني إسرائيل :-
فنقرأ من رسالة رومية :-
10 :11 لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى
10 :12 لانه لا فرق بين اليهودي و اليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به
ان كان بولس قصد فى الاصحاح 9 أن الإيمان للأمم من الأعراق الأخرى أيضا مثل اليهود فكان من المفروض أن يقول في الاصحاح 10 أنه (لا فرق بين اليهودي والأممي)
ولكنه لم يستخدم كلمة الأممي ولكنه استخدم كلمة (اليوناني ) والتي سبق وأن شرحت معناها الحقيقي في ذلك العصر عند اليهود وأن المقصود بها هم اليهود الذين ارتدوا عن الشريعة وقلدوا اليونانيين أي من بني إسرائيل ، فكلمة يوناني ليست دليل على الوثني (لأن هذه الدلالة بدأت في القرن الرابع الميلادي وليس القرن الأول أو الثاني الميلادي) ، كما أنه يوجد شعوب أخرى ليست يونانية ولا تتكلم اللغة اليونانية مثل الفرس و العرب وشعوب أفريقيا ، فلماذا يخص فقط الشعوب الناطقة باللغة اليونانية إن كان يقصد أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام عالمية ؟؟!!!!!
راجع هذا الرابط :-
من هم اليونانيين في العهد الجديد
و أيضا
اليهودى واليونانى فى العهد الجديد كلاهما من بنى اسرائيل
ولكن الكاتب ذكر كلمة الأمم ثم استخدم بعد ذلك اليوناني لبيان أن الأمم في النص هم بني إسرائيل المتفرقين في الشتات فأصبحوا أمم يعني يتكلم عن أمم بني إسرائيل وليس الأمم من الأعراق الأخرى لأنه يوجد أعراق لا تتكلم اللغة اليونانية في ذلك العصر كما سبق أن أوضحت
والدليل على ذلك أيضا هو قوله في نفس الرسالة أنه يبشر ويكرز لخلاص اليهودي واليوناني
فنقرأ من رسالة رومية :-
1 :16 لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
هو يرى الخلاص لليهود واليونانيين وليس اليهود والأمم من الأعراق الأخرى ، فبالنسبة إلى كاتب تلك الرسالة فإن الخلاص الحقيقي هو لبني إسرائيل
2- كلمة اليوناني لم تكن تعني الأممي من غير بني إسرائيل :-
بدليل فى سفر أعمال الرسل نقرأ :-
18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
كان يقنع اليهود واليونانيين (وكان كلمة اليهود هنا بمعناها الخاص) ثم يقول فى العدد 5 أنه كان يشهد لليهود (هنا كلمة اليهود بمعناها العام ) ثم يقول لكل من اليهود واليونانيين أنه يذهب إلى الأمم
كما أنه ذكر في الاصحاح 28 من سفر أعمال الرسل كلمة (البرابرة) وكان يقصد السكان الأصليين ولم يقل عنهم أنهم يونانيين أي أن كلمة اليونانيين لم تكن تساوي كلمة الأمم من الأعراق الأخرى
مما يؤكد أن كلمة اليونانيين لم تكن تعني أبدا الأمم ولكن كانت تعنى الإسرائيليين المتأثرين بالثقافة اليونانية (راجع المزيد من الأدلة على ذلك في الفصل الثالث من الباب الثاني )
وبالتالي هذا يؤكد أن كلمة الأمم فى العدد 24 من الاصحاح 9 من رسالة رومية كانت تعنى بني اسرائيل لأنه بعدها فى الاصحاح 10 و 16 حدد الخلاص لليهودي واليوناني وأنه لا فرق بينهما
أي أن الذي كان يقصده كاتب رسالة رومية من اشارته لسفر هوشع هو إيمان شعب من بنى إسرائيل وهم الذين تأثروا بالثقافة اليونانية وارتدوا عن الشريعة وأنهم هم الشعب
فهو لا يزال معتقدا أن الشعب المختار فى بنى إسرائيل
الدليل الثاني :-
ما يثبت أنه عندما ذكر كاتب رسالة إلى رومية نبوءة هوشع كان يقصد من آمنوا من بني إسرائيل أنهم الشعب ولم يكن يقصد الأمم هو
من نفس رسالة رومية حيث يقول :-
11 :1 فاقول العل الله رفض شعبه حاشا لاني انا ايضا اسرائيلي من نسل ابراهيم من سبط بنيامين
11 :2 لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه ام لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في ايليا كيف يتوسل الى الله ضد اسرائيل قائلا
11 :3 يا رب قتلوا انبياءك و هدموا مذابحك و بقيت انا وحدي و هم يطلبون نفسي
11 :4 لكن ماذا يقول له الوحي ابقيت لنفسي سبعة الاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل
11 :5 فكذلك في الزمان الحاضر ايضا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة
11 :6 فان كان بالنعمة فليس بعد بالاعمال و الا فليست النعمة بعد نعمة و ان كان بالاعمال فليس بعد نعمة و الا فالعمل لا يكون بعد عملا
11 :7 فماذا ما يطلبه اسرائيل ذلك لم ينله و لكن المختارون نالوه و اما الباقون فتقسوا
هو يتكلم أن الله لم يرفض شعبه أي بني إسرائيل أي أنهم لازالوا الشعب المختار
فهو في هذه النصوص فسر فهمه لنبوءة هوشع وهو إيمان بعض من بني إسرائيل مثل الذى حدث فى عهد النبي ايليا وعليه فيكون هؤلاء الذين آمنوا من بني إسرائيل هم الشعب المختار
الدليل الثالث :-
رسالة إلى رومية كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى روما وليس إلى الرومان الحقيقيين ( للمزيد من الأدلة على ذلك راجع الفصل الخامس - الباب الرابع ) وكان يدعوهم إلى الإيمان بمعتقده
الدليل الرابع :-
هو من رسالة بطرس الأولى والتي سبق وأن أوضحت أنها موجهة إلى بني إسرائيل في الشتات بالأدلة
(راجع المبحث الثاني - الفصل الأول - الباب الخامس )
ونجد أنه فى تلك الرسالة قد استخدم نفس نبوءة هوشع وهو يشير إلى من يوجه الرسالة إليهم أي أنه كان يقصد بالشعب المختار من آمنوا من بني إسرائيل
لأنه فى رسالة بطرس الأولى قال :-
2 :9 و اما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب
2 :10 الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون
( أنتم ) أي من يحدثهم وهم بنو إسرائيل في الشتات
حيث قال في بداية رسالة بطرس الأولى :-
1 :1 بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس و غلاطية و كبدوكية و اسيا و بيثينية المختارين
(راجع باقي الأدلة على أن الرسالة موجهة الى بني إسرائيل بالمبحث الثاني - الفصل الثالث - الباب الخامس )
أي يقصد :- (أنتم يا بني إسرائيل المشتتين ، شعب الله الذين كنتم غير مرحومين بسبب عبادتكم للبعل وارتدادكم أما الآن فمرحومون)
مما يؤكد أن تلك النبوءة كانت خاصة ببني إسرائيل وبالتحديد سكان مملكة إسرائيل الشمالية الذين عبدوا البعل ولم يكن المقصود منها الأمم من الأعراق الأخرى
وكان هذا هو اعتقاد كتاب رسائل العهد الجديد بما فيهم كاتب الرسالة إلى رومية
الدليل الخامس :-
عندما طرد الامبراطور كلوديوس اليهود من روما فقد شمل قراره هذا المسيحيين أيضا لأن المسيحيين كانوا طائفة من اليهود ولم يكن من ضمنهم الأمميين وهذا يعنى أن المقصود من كلام الرسالة إلى رومية هم جميع طوائف بني إسرائيل ولم يكن يقصد الوثنيين لأنه أصلا لم يكن بين المسيحيين في تلك الفترة الأمم وإلا كان كلوديوس طردهم أيضا ولكن هذا لم يحدث
فلا وجود لإيمان الأعراق الأخرى في تلك الفترة أصلا (للمزيد راجع الفصل الأول - الباب السادس حيث أوضح أنه حتى ذهاب بولس إلى مدينة روما أي بعد التاريخ الذي يعتقد أنه تم كتابة تلك الرسالة فيها لم يكن هناك أي إيمان للأمم ولكنه كان تزييف وتحريف )
مما يؤكد أن بولس لم يكن يتحدث عن إيمان الأعراق وهو يشير إلى نبوءة هوشع فى تلك الرسالة ولكنه كان يتكلم عن إيمان اليونانيين (أي اليهود اليونانيين وهم فئة بنى إسرائيل الذين ارتدوا عن الشريعة )
وأن دلالة كلمة الشعب عند كاتب الرسالة كانت لمن آمنوا من بني إسرائيل
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
(وُجدَ في كورنثوس عدد ضخم من اليهود الذين طردهم كلوديوس قيصر من روما وقرار كلوديوس شمل المسيحيين. فكانوا يعتبرون أن المسيحية هي طائفة من اليهود. وكان غالبًا طرد اليهود من روما بسبب شغبهم الذي أثاروه ضد المسيحيين. فلقد سجل المؤرخ أن اليهود تشاجروا بسبب شخص اسمه خريستوس(أي المسيح وهو ظن أنه اسم أحد الأشخاص))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
طبعا ما فعله الرومان لم يكن بناء على مجرد اعتقاد ولكنه كان الحقيقة فقد كان المسيحيون طائفة من اليهود ولم يكن من ضمنهم الأمميين
فلم يشمل القرار طرد الأمميين من الأعراق الأخرى ، كما أن المؤرخ الروماني "سوتونيوس" (Suetonius) ذكر أن
الشجار كان بين اليهود ، وكان يقصد بين اليهود الذين اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام وبين اليهود الذين لم يتبعوه ولم يذكر المؤرخ أن هذا الشجار ضم الأمميين (الرومانيين الحقيقيين) فقد كان نزاعا يهوديا خالصا
مما يؤكد حقيقة أن المسيحية فى تلك الفترة كانت بين اليهود فقط
أي أن في رسالة إلى رومية كان يتكلم عن بني إسرائيل وأن الإيمان لليهودي المتمسك بالناموس وأيضا لليهودي اليوناني (اليوناني ) المتشبه باليونانيين المرتد عن الشريعة وأنهم بالإيمان عادوا شعب الله مرة أخرى
مما يؤكد ذلك هو سفر أعمال الرسل حيث نقرأ :-
18 :2 فوجد يهوديا اسمه اكيلا بنطي الجنس كان قد جاء حديثا من ايطالية و بريسكلا امراته لان كلوديوس كان قد امر ان يمضي جميع اليهود من رومية فجاء اليهما
كلوديوس أمر بطرد جميع اليهود من روما ولم يكن من ضمنهم الوثنيين ولكن اليهود فقط
لأن الصراع كان بين اليهود فقط لأن المسيحيين كانوا طائفة من اليهود وكانت ديانة خاصة باليهود فقط
مما يؤكد على أن كاتب رسالة رومية عندما أشار إلى نبوءة هوشع كان يقصد بالشعب هم الذين آمنوا من بني إسرائيل
الدليل السادس :-
فى رسالة رومية نقرأ :-
7 :1 ام تجهلون ايها الاخوة لاني اكلم العارفين بالناموس ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيا
بولس يقول لمن يوجه الرسالة إليهم أنهم (عارفين بالناموس)
وهذا يعني استحالة أنه كان يكلم وثنيين ولكنه كان يكلم ناس من بني إسرائيل عارفين بالناموس
وهناك العديد من الأدلة على أن هذه الرسالة كانت موجهة إلى اليهود في شتات رومية
(راجع الفصل الخامس - الباب الرابع )
تعليقات
إرسال تعليق