لماذا أنقذ الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام من أيدي اليهود فلم يصلبوه ولم يقتلوه
المقدمة :-
لقد أنقذ الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام فتوفاه ورفعه اليه و لم يستطيع اليهود وضعه أبدا على الصليب
ولكن السؤال الذي يسأله المسيحيين هو لماذا أنقذه بالرغم من أن الإجابة موجودة فى كتابه المقدس ولكنه لا يستطيع أن يراها بسبب التحريفات و أيضا بسبب ما تم وضعه فى عقله من أفكار فأصبح يحكم على النصوص من منطلق الفكر الذى قام الآباء والكهنة بتسيره عليه وليس من منطلق كيف كان يفكر اليهود فى ذلك العصر ليفهم ماذا كان يريد كاتب الإنجيل أن يقوله
وحتى ندرك الإجابة يجب أن ندرك كيف كان يفكر اليهود فى ذلك العصر لأن الإجابة موجودة في نفس حوار المسيح عليه الصلاة والسلام مع الحواريين
حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
12 :27 الان نفسي قد اضطربت و ماذا اقول (( ايها الاب نجني من هذه الساعة )) و لكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة
12 :28 ايها الاب مجد اسمك (( فجاء صوت من السماء مجدت و امجد ايضا ))
12 :29 فالجمع الذي كان واقفا و سمع قال قد حدث رعد و اخرون قالوا قد كلمه ملاك
12 :30 اجاب يسوع (( و قال ليس من اجلي صار هذا الصوت بل من اجلكم ))
لقد توجه المسيح عليه الصلاة والسلام بالدعاء إلى رب العالمين بأن ينقذه من عمل اليهود وشرهم و دعاءه لم يكن من أجله ولكن من أجل الحواريين أي من أجل من آمن به وصدقه
لأن عند اليهود من يتم وضعه على الصليب فهو ملعون
فإذا فرض وتمكن كهنة اليهود من وضعه على الصليب فكان سيهتز إيمان أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام
ولكن أن يتوفاه الله عز وجل ويرفعه إليه منقذا إياه من أيدي اليهود هو آية للجميع تثبت أنه بالفعل نبي وليس بساحر يساعده الشيطان كما كان يزعم اليهود عليه وهذه هي دينونة الشيطان وخزيه
ويتضمن الموضوع النقاط التالية :-
1- سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام (يوحنا المعمدان) كان عند الجميع نبي فلم يكن عليه خلاف أي أن بقتله لن يهتز إيمان أتباعه
2- ولكن بالنسبة للمسيح عليه الصلاة والسلام فقد كان هناك خلاف حوله هل هو نبي أم ساحر لذلك حاول الكهنة إثبات أنه ساحر ملعون وذلك بوضعه على الصليب
3- تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام هو عدم استطاعة كهنة اليهود الإمساك به ليقتلوه حيث كان هذا دافعا لايمان الجموع به ، مما يعنى أن استطاعتهم القبض عليه تعنى ارتداد أتباعه عنه
4- توجه المسيح عليه الصلاة والسلام بالدعاء إلى الله عز وجل لانقاذه من اليهود من أجل أتباعه حتى لا يتشككوا فيه ويعتقدون أنه ساحر
5- من إنجيل يوحنا إن تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام كان بانقاذه من اليهود وعدم صلبه
6- اعتراف كاتب الرسائل المنسوبة إلى بولس برفض اليهود لفكرة الصليب للخلاص
7- اختصار سبب انقاذ الله عز وجل للمسيح عليه الصلاة والسلام
1- سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام (يوحنا المعمدان) كان عند الجميع نبي فلم يكن عليه خلاف أي أن بقتله لن يهتز إيمان أتباعه
فنقرأ من إنجيل مرقس :-
11 :31 ففكروا في انفسهم قائلين ان قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به
11 :32 و ان قلنا من الناس (( فخافوا الشعب لان يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبي ))
من إنجيل لوقا :-
20 :5 فتامروا فيما بينهم قائلين ان قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به
20 :6 و ان قلنا من الناس (( فجميع الشعب يرجموننا لانهم واثقون بان يوحنا نبي ))
من إنجيل متى :-
مت 21 :25 معمودية يوحنا من اين كانت من السماء ام من الناس ففكروا في انفسهم قائلين ان قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به
مت 21 :26 و ان قلنا من الناس (( نخاف من الشعب لان يوحنا عند الجميع مثل نبي ))
2- ولكن بالنسبة للمسيح عليه الصلاة والسلام فقد كان هناك خلاف حوله هل هو نبي أم ساحر لذلك حاول الكهنة إثبات أنه ساحر ملعون وذلك بوضعه على الصليب
أ- زعم كهنة اليهود على المسيح عليه الصلاة والسلام بأنه ساحر :-
أعطى الله عز وجل المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام العديد من المعجزات ليثبت لهم أنه رسول الله عز وجل (يوحنا 11 :42 ) ولكن اليهود وكهنتهم كذبوه و زعموا أن ما يفعله هي أفعال ساحر يساعده فى ذلك الشيطان و أنه ليس نبي
فنقرأ من إنجيل مرقس :-
3 :22 (( و اما الكتبة )) الذين نزلوا من اورشليم (( فقالوا ان معه بعلزبول و انه برئيس الشياطين يخرج الشياطين ))
وأيضا :-
3 :28 الحق اقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر و التجاديف التي يجدفونها
3 :29 و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية
3 :30 (( لانهم قالوا ان معه روحا نجسا ))
وأيضا من إنجيل يوحنا :-
7 :20 اجاب الجمع (( و قالوا بك شيطان )) من يطلب ان يقتلك
وأيضا :-
8 :48 فاجاب اليهود و قالوا له السنا نقول حسنا انك سامري (( و بك شيطان ))
وأيضا :-
10 :19 (( فحدث ايضا انشقاق بين اليهود )) بسبب هذا الكلام
10 :20 فقال كثيرون منهم (( به شيطان )) و هو يهذي لماذا تستمعون له
10 :21 اخرون قالوا ليس هذا كلام من به شيطان العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان
من الواضح أنه كان بين بنى إسرائيل خلاف حول المسيح عليه الصلاة والسلام من حيث كونه نبي أو ساحر ، وهذا الخلاف لم يكن موجود بالنسبة لسيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام (يوحنا المعمدان) لذلك أرادوا إثبات أنه ساحر يساعده الشيطان و إنزال العقاب عليه بسبب زعمهم هذا
ب- أراد اليهود وضع المسيح عليه الصلاة والسلام على الصليب لإثبات أنه ساحر وليس نبي فيتركه أتباعه لأن عندهم المصلوب ملعون :-
فنقرأ من سفر التثنية :-
21 :23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
وأيضا نقرأ من سفر الخروج :-
22 :18 لا تدع ساحرة تعيش
ومن سفر التثنية :-
18 :10 لا يوجد فيك من يجيز ابنه او ابنته في النار و لا من يعرف عرافة و لا عائف و لا متفائل و لا ساحر
18 :11 و لا من يرقي رقية و لا من يسال جانا او تابعة و لا من يستشير الموتى
18 :12 (( لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب و بسبب هذه الارجاس )) الرب الهك طاردهم من امامك
ومن سفر اللاويين :-
19 :31 لا تلتفتوا الى الجان و لا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم انا الرب الهكم
هكذا كان يفكر اليهود أن المصلوب ملعون وعليه فإذا تم وضع المسيح عليه الصلاة والسلام على الصليب فهذا يؤكد أن ما يزعمه كهنة اليهود عليه من أنه ساحر يساعده الشيطان وأنه ليس بنبي
وحتى وإن قام من الموت بعد ذلك كانوا سيقولون أن من يفعل ذلك هو الشيطان وأن من ظهر هو الشيطان تمثل به ، فلقد كان فى الأصل يحيى الموتى بإذن الله عز وجل ولكن مع ذلك كان البعض منهم يعتقد أنه ساحر يساعده الشيطان ، فالأمر منتهي بالنسبة لليهود عند وضع أي شخص على الصليب
لذلك حاول كهنة اليهود إثبات أنه ساحر إلى بنى إسرائيل الذين صدقوه عندما رأوا الآيات التي يفعلها فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
9 :29 نحن نعلم ان موسى كلمه الله و اما هذا فما نعلم من اين هو
9 :30 اجاب الرجل و قال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو و قد فتح عيني
9 :31 و نعلم ان الله لا يسمع للخطاة و لكن ان كان احد يتقي الله و يفعل مشيئته فلهذا يسمع
9 :32 منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى
9 :33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا
9 :34 اجابوا و قالوا له في الخطايا ولدت انت بجملتك و انت تعلمنا فاخرجوه خارجا
3- تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام هو عدم استطاعة كهنة اليهود الإمساك به ليقتلوه حيث كان هذا دافعا لايمان الجموع به ، مما يعنى أن استطاعتهم القبض عليه تعنى ارتداد أتباعه عنه
أوضح إنجيل يوحنا ماهية تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام
فليس كما يعتقد المسيحيون بسبب ما وضعه الكهنة والقساوسة في عقولهم بعد تحريف الكتاب
ولكن كان تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام بانقاذه من أيدي اليهود فلا يستطيعوا الإمساك به و لا قتله
فنقرأ من إنجيل يوحنا أن نجاة المسيح عليه الصلاة والسلام من أيدي كهنة اليهود فى عيد المظال جعلت الناس تصدق أنه هو بالفعل المسيح :-
7 :25 فقال قوم من اهل اورشليم (( اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه))
7 :26 (( و ها هو يتكلم جهارا و لا يقولون له شيئا )) العل الرؤساء ((عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا ))
ثم نقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :30 (( فطلبوا ان يمسكوه و لم يلق احد يدا عليه )) لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد
7 :31 (( فامن به كثيرون من الجمع )) و قالوا العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا
كان الناس تتعجب فبالرغم من رغبة كهنة اليهود بقتله إلا أنهم يتركونه يتكلم جهارا و أن هذا يعنى أنه هو المسيح ثم طلب الكهنة أن يقبضوا عليه ولكنهم لم يستطيعوا فكان هذا دافعا لإيمان الكثيرين به ((فهذا هو التمجد)) حيث كان آية للناس وكان دليلا على أنه المسيح
ولذلك زادت رغبة الفريسيين فى القبض عليه حتى يرتد عنه أتباعه ولكن المسيح عليه الصلاة والسلام تحداهم بعدم استطاعتهم ذلك وأنه عندما يطلبونه ((لقتله)) لن يجدوه حيث سيكون فى مكان لا يستطيعوا الوصول إليه ((حيث يرفعه رب العالمين ))
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :32 (( سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فارسل الفريسيون و رؤساء الكهنة خداما ليمسكوه ))
7 :33 فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني
7 :34 (( ستطلبونني و لا تجدونني و حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا ))
هذا يعنى أن إيمان اليهود بالمسيح عليه الصلاة والسلام كان بسبب نجاته من أيدى الفريسيين ، فكيف يزعم أحدهم بعد ذلك أنه تم صلبه ومع ذلك ظل تلامذته يؤيدونه ؟؟!!!!
مستحيل
لو كان تم صلبه لكانوا ارتدوا عنه
4- توجه المسيح عليه الصلاة والسلام بالدعاء إلى الله عز وجل لانقاذه من اليهود من أجل أتباعه حتى لا يتشككوا فيه ويعتقدون أنه ساحر
الحواريين (التلاميذ) كانوا فى الأصل من بني إسرائيل وكان لديهم نفس الاعتقاد بأن المصلوب ملعون لذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يعلم أنه إذا تم وضعه على الصليب فسوف يهتز إيمان أتباعه لأنه سيجعل اليهود فى ذلك العصر يعتقدوا أنه ساحر وأن ما يفعله هو عمل السحر، لذلك توجه بالدعاء إلى رب العالمين لينقذه من شر اليهود حتى لا يهتز إيمانهم به ويزداد تأكدهم من أنه بالفعل نبي أرسله رب العالمين الى بني اسرائيل .
فكان أن توفى الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام ورفعه وكفاه شر اليهود هو آية لبنى إسرائيل فى ذلك العصر تثبت صدق رسالته فكان هذا هو التمجد المقصود في النصوص من الأناجيل
(ملحوظة :-
لفهم نص من النصوص التي كتبها اليهود يجب أن ندرك كيف كان يفكر اليهود فى ذلك العصر وليس كما يحاول عباد الأقانيم التفكير بناء على ما تم وضعه فى عقله من اعتقادات
فالتمجد بالنسبة لليهود ليس هو التمجد الذى صنعه فكر عباد الأقانيم فيما بعد ، والعبرة فى النهاية بطريقة تفكير اليهود لأنهم من كانوا مرسل إليهم المسيح عليه الصلاة والسلام وهم من كانوا يحدثهم ويريهم المعجزات ، وكما رأينا فى الباب الثاني مقصد اليهود فى ذلك العصر من كلمة اليونانيين يجب أيضا أن نفهم معنى التمجد بالنسبة لليهود فى ذلك العصر فالكاتب في الأصل كان من بني إسرائيل )
انتهى
5- من إنجيل يوحنا إن تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام كان بانقاذه من اليهود وعدم صلبه
اذا ركزنا في النصوص سنجد أن المعنى الحقيقي للتمجد الذى كان يقصده كاتب إنجيل يوحنا هو نجاة المسيح عليه الصلاة والسلام من أيدي اليهود ولكن بسبب النصوص الزائفة التي تم اضافتها على النص الأصلي حدث الخلط فى الفهم
أ-أن تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام ستكون بدينونة العالم الشرير والشيطان
حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
12 :28 ايها الاب مجد اسمك فجاء صوت من السماء (((مجدت و امجد ايضا))
ثم نقرأ :-
12 :31 (((الان دينونة هذا العالم الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا))))
أي أن تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام هو دينونة الشيطان
والسؤال هو :-
كيف ستكون دينونة الشيطان طبقا لما فهمه كاتب الإنجيل والتلاميذ ؟؟؟؟
ب- دينونة الشيطان (أي تمجد المسيح ) طبقا لفهم التلاميذ ستكون بارتفاع المسيح عليه الصلاة والسلام إلى رب العالمين وانقاذه من أيدي اليهود وليس بارتفاعه على الصليب ولا قيامته
نقرأ من إنجيل يوحنا كيف ستكون دينونة الشيطان :-
12 :32 و انا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع
12 :33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت
والارتفاع عن الأرض المقصود به هو أن يتوفاه الله عز وجل ويرفعه إليه وليس برفعه على الصليب
والدليل على ذلك هو فهم التلاميذ لما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام حيث فهموا الجملة بمعنى وفاته
ثم نجده يؤكد على فهم التلاميذ بأمر ارتفاعه وذلك بعدم وجوده معهم ورحيله بلا عودة وانهم لن يروه مرة أخرى بعد ارتفاعه كما فى العدد (35)
حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
12 :34 فاجابه الجمع (( نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان )) من هو هذا ابن الانسان
12 :35 فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام و الذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب
12 :36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور (( تكلم يسوع بهذا ثم مضى و اختفى عنهم ))
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
12 :34 فاجابه الجمع (( نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان )) من هو هذا ابن الانسان
12 :35 فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام و الذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب
12 :36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور (( تكلم يسوع بهذا ثم مضى و اختفى عنهم ))
طبقا للعدد (34) :- فإن ارتفاع المسيح يعنى أنه لن يبقى مع التلاميذ ، لأن التلاميذ يتعجبون من الكلام عن ارتفاعه وأنه عكس بقائه للأبد
وطبقا للعدد (35) :- فإن المسيح يؤكد على ذلك بقوله لهم أن النور (أى هو) سوف يبقى معهم زمانا قليلا فيجب أن يؤمنوا قبل أن يدركهم الظلام ، أى أنه يؤكد على أن ارتفاعه بمعنى عدم بقائه معهم الى الأبد
ج- عدم اتفاق ما أخبر به المسيح عليه الصلاة والسلام التلاميذ بأنهم لن يروه مرة أخرى بعد ارتفاعه مع قصة القيامة من الموت ورؤيتهم له بعد ذلك
الذي يؤكد على زيف قصص الصلب وأن كاتب الإنجيل كان يقصد بالتمجد هو بأن يتوفى الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام ويرفعه إليه
هو التناقض بين ما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام بأنهم لن يروه مرة أخرى بعد ارتفاعه (يوحنا 12 :35) وبين قصة القيامة بعد الصلب ورؤية التلاميذ له
فطبقا للاصحاح 12 من انجيل يوحنا فانه يوضح أن المسيح عليه الصلاة والسلام بعد ارتفاعه لن يبقى مع التلاميذ (فالنور معهم زمانا قليلا) ، فكيف يتفق هذا مع قصص وجوده مع التلاميذ بعد الصلب وأكله معهم وقوله أنه سيكون معهم دائما
فنقرأ من انجيل متى :-
مت 28 :20 و علموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر امين
مما يؤكد أن تلك القصة مضافة إلى الإنجيل فى زمان لاحق وأن كاتب الإنجيل الأصلي لم يكتبه
د- المسيح عليه الصلاة والسلام أكمل عمله ورسالته التي كلفه بها رب العالمين قبل قصة الصلب والفداء (المضافة على الإنجيل بعد زمان كتابته الأصلي )
حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
17 :4 انا مجدتك على الارض ((( العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته)))
أي الرسالة التي كلفه الله عز وجل بها قد أكملها وتممها
ص- ((توقيت)) تمجد المسيح عليه الصلاة والسلام (أي دينونة الشيطان) سيكون عندما يطلبه اليهود ولن يستطيعوا الوصول إليه (إنجيل يوحنا 13 :31 إلى 13 :33)
حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
13 :31 فلما خرج قال يسوع ((( الان تمجد ابن الانسان و تمجد الله فيه)))
13 :32 ان كان الله قد تمجد فيه فان الله سيمجده في ذاته و يمجده سريعا
13 :33 يا اولادي انا معكم زمانا قليلا بعد ستطلبونني (((و كما قلت لليهود حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا))) اقول لكم انتم الان
والآن السؤال هو :-
متى ولماذا كان يطلبه اليهود ؟؟؟؟
ل- أن اليهود لن يجدوا المسيح عليه الصلاة والسلام عندما يطلبونه ليقتلوه حيث سيذهب إلى الذي أرسله وهو رب العالمين (أي ارتفاعه إلى رب العالمين) (انجيل يوحنا 7 :32 إلى 7 :36 )
من إنجيل يوحنا كان اليهود يريدون قتل المسيح عليه الصلاة والسلام :-
7 :19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس و ليس احد منكم يعمل الناموس لماذا تطلبون ان تقتلوني
وأيضا :-
7 :32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه ((( فارسل الفريسيون و رؤساء الكهنة خداما ليمسكوه))))
ولكن المسيح عليه الصلاة والسلام تحداهم بأنهم لن يستطيعوا الوصول إليه عندما يطلبونه ليقتلوه
حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :33 فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم ((( امضي الى الذي ارسلني )))
7 :34 (((ستطلبونني و لا تجدونني و حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا)))
وهذا يؤكد على أن ارتفاعه المقصود فى إنجيل يوحنا 12 هو ارتفاعه إلى رب العالمين وليس ارتفاعه على الصليب أي أن فهم التلاميذ لمعنى الارتفاع كان فهم صحيح
وهذا يعنى أن التوقيت الذي سيبحث فيه اليهود عن المسيح عليه الصلاة والسلام ليقتلوه ولن يجدوه (يوحنا 7 :32 إلى 7 :36) = توقيت ارتفاعه إلى رب العالمين (يوحنا 7 :33) = تمجده (يوحنا 13 :31 إلى 13 :33) = دينونة الشيطان (يوحنا 12 :28 ، 12 :31) = نجاته من شر اليهود = لا صلب ولا فداء
6- اعتراف كاتب الرسائل المنسوبة إلى بولس برفض اليهود لفكرة الصليب للخلاص
نرى بوضوح من الرسائل المنسوبة إلى بولس والتي كانت تروج بأن من تم وضعه على الصليب هو المسيح عليه الصلاة والسلام (وهو نفس رغبة كهنة اليهود لتضليل بنى إسرائيل ) ، ويعترف كاتب الرسالة برفض اليهود لفكرة الصليب
فنقرأ من رسالة كورنثوس الأولى :-
1 :18 فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله
وأيضا :-
1 :23 و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة
أ- محاولة كاتب الرسائل المنسوبة إلى بولس تبرير أفكاره بالتدليس فى تفسير نصوص يفهم اليهود معناها جيدا لذلك لم يؤمن به إلا أعداد قليلة وكان أغلبهم من اليهود المتأغرقين :-
بالرغم من محاولات كاتب الرسائل المنسوبة إلى بولس إقناع بني إسرائيل بفكره عن الصليب ،عن طريق
محاولة إيهام القارئ بأن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تبرر بالإيمان بدون أعمال
(رومية 4 :1 الى 4 :25 ) ، (غلاطية 2 :16 ،3 :5 ، 3 :6 ، 3 :13 )
وبذلك تكون الأهمية للإيمان فقط بدون أعمال (غلاطية 5 :19 إلى 5 :22 ) إلا أن اليهودي الفاهم جيدا لمعنى تلك النصوص رفض كل تلك المحاولات ، فنقرأ من رسالة يعقوب أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تبرر بالأعمال مع الإيمان وأنه لا يوجد إيمان بدون أعمال وأن الشياطين يصدقون بأن الله عز وجل واحد ولكنهم لا يعملون (يعقوب 2 :18 إلى 2 :24 )
وأيضا من سفر يشوع بن سيراخ نقرأ :-
44: 20 (( ابراهيم كان ابا عظيما )) لامم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد (( وقد حفظ شريعة العلي )) فعاهده عهدا
44: 21 و جعل العهد في جسده (( وعند الامتحان وجد امينا ))
ومن سفر يهوديت :-
8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا (( كيف امتحن ابونا ابراهيم وبعد ان جرب بشدائد كثيرة )) صار خليلا لله
8: 23 (( و هكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ))
لذلك لم يصدق ولم يؤمن أحد من بني إسرائيل تلك الأفكار إلا أعداد قليلة جدا (تيموثاوس الثانية 1 :15 ، 3 :11 ) ، (كورنثوس الثانية 1 :8 ، 2 :10)
وكان أغلبيتهم من يهود الشتات أصحاب الفكر الهلنستي الذين يتقبلون تلك الفلسفات والأفكار ، والتي سبق وأن حاربها المكابيين ، وهذا يؤكد صحة ما ورد فى إنجيل يوحنا على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام بأن انقاذه من اليهود هو من أجل أتباعه (يوحنا 12 :30 )
ب- تلاقت أهداف كهنة اليهود مع كاتب رسالة غلاطية :-
كان هدف كهنة اليهود من نشر الأكاذيب حول صلب المسيح عليه الصلاة والسلام هو تشكيك الفئة التي صدقته وأيضا إبعاد أي إسرائيلي عن الإيمان به والنتيجة هي الكفر وعدم الاستسلام لإرادة رب العالمين باتباع النبي الذي أرسله إليهم
أما هدف كاتب رسالة غلاطية فكان تشكيك الناس فى الحواريين و تعاليمهم الصحيحة التي علمها لهم المسيح عليه الصلاة والسلام
و أيضامحاولة إقناع اليهود بعدم أهمية أعمال الناموس (غلاطية 2 :16 ، 3 :13) وبالتالي تقبل الإسرائيلي الذي اتبع أسلوب وأفكار اليونانيين الوثنيين وتبرير ذلك أن هذا هو الأسلوب الأمثل لإعادة توحيد بنى اسرائيل المشتتين فكريا مرة أخرى
فكانت النتيجة أيضا عدم الاستسلام لإرادة رب العالمين باتباع كل شريعته التي أكد على وجوب اتباعها على لسان عبده ورسوله المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام (مت 5 :17 إلى 5 :22 )
فنقرأ من إنجيل لوقا :-
16 :17 و لكن زوال السماء و الارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس
وهكذا كان يعلم تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقيين الناس ببقاء الناموس وأهمية الأعمال مع الإيمان وأن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يتبرر بالايمان فقط ولكن أيضا مع الأعمال (يعقوب 2 :18 إلى 2 :24 )
ج- من الواضح فى رسالة غلاطية أن ما كان يقوله كاتب الرسالة كان يتناقض مع ما كان يقوله الحواريين (التلاميذ) وخاصة فى مسألة الصلب :-
كاتب تلك الرسالة كان يهاجم التلاميذ (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 ) لأنهم متمسكين بالناموس
(غلاطية 4 :21 ، 5 :2 ، 5 :4 )
ثم يبرر تمسكهم بالناموس بأنه حتى لا يتم اضطهادهم بالصليب (غلاطية 6 :12) وأنه هو من يفتخر بالصليب (6 :14 ) ، و معنى أن ينسب لنفسه فقط الافتخار بالصليب ، أن الحواريين (التلاميذ) لم يكرزوا بصليب ولم يفتخروا به ، وهو يزعم أنهم يفعلون ذلك لأنهم خائفون لأن الصليب عثرة اليهود (كورنثوس الأولى 1 :23 ) ولكن الحقيقة أنهم كانوا يفعلون ويقولون ذلك لأنه هو الحقيقة لأن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يتم صلبه فى الأصل
7- اختصار سبب انقاذ الله عز وجل للمسيح عليه الصلاة والسلام
كان أن توفى الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام ورفعه وكفاه شر اليهود فلم يستطيعوا وضعه على الصليب أبدا هو آية لبني إسرائيل ليزداد إيمان أتباعه ولكن حاول كهنة اليهود وأتباعهم التشكيك فيه والتشبيه على بني إسرائيل حتى لا يتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام فحاولوا إيهامهم أن المسيح عليه الصلاة والسلام تم صلبه ، بخلاف الحقيقة
ولو كانت فكرة الصلب والفداء فى الأصل صحيحة فلماذا تم وضع أن المصلوب ملعون فى سفر التثنية
كان من الأولى أن لا يتم وضع هذا النص حتى يسهل إيمان اليهود بالمصلوب الذي يفديهم ،
فهل يبعث الله عز وجل نبيا إلى قوم ليكون عثرة لهم ؟؟؟!!!!
الله عز وجل يبعث الأنبياء لهداية أقوامهم و يعطيهم العديد من الفرص لأجل ذلك وليس بأن يكون عثرة لهم
كما أنه فى هذه الحالة أصبح فكرة الصلب والفداء هو لخلاص كهنة اليهود من مأزقهم أمام بنى إسرائيل فى ذلك العصر وليس لخلاص البشرية
والأن نرى قول الحق الذي يخبرنا به القرآن الكريم :-
قال الله تعالى :-( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُواْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)
صدق الله العظيم (سورة المائدة)
ومن تفسير التحرير والتنوير لـ محمد الطاهر بن عاشور :-
(واقتصر من دعاوي تكذيبهم إياه على قولهم (إن هذا إلا سحر مبين) ، لأن ذلك الادعاء قصدوا به التوسل إلى قتله ، لأن حكم الساحر في شريعة اليهود القتل إذ السحر عندهم كفر ، إذ كان من صناعة عبدة الأصنام ، فقد قرنت التوراة السحر وعرافة الجان بالشرك ، كما جاء في سفر اللاويين في الإصحاح العشرين . )
انتهى
قال الله تعالى :- (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)) (سورة النساء)
الله عز وجل يقول :- (وقولهم انا قتلنا … )
يعني كان مجرد قول وليس فعل ، فسبحانه لم يقل (وبقتلهم المسيح عيسى …)
قال الله تعالى :- (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)) (سورة آل عمران)
مكروا بمحاولتهم صلبه وقتله ، فمكر الله عز وجل كان بانقاذه إذ توفاه ورفعه إليه
وبهذا طهره من الذين كفروا ، فهذه الكلمة تعني استحالة تدنيسهم له بأي شكل ولا بأي طريقة
قال الله تعالى :- (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)) (سورة آل عمران)
وجيها فى الدنيا يعنى صاحب وجاهة وقبول وسلطة ، وهذا يتعارض مع قصص الصلب ، حيث يتم البصق عليه وقطع ملابسه ... الخ
قال الله تعالى :- (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)) (سورة مريم)
قال (يوم أموت) ، ولم يقل يوم أقتل أو يوم أصلب
فقصة الصلب لم ترد فى القرآن الكريم ، و تم نفى الصلب والقتل بشكل واضح وصريح
فلا توجد حادثة أو حكاية لتقص أصلا
قول تعالى :- (شبه لهم) ، يعنى اختلط عليهم الأمر ، وهذا لا يعنى وقوع الحادثة
فبعد فترة من الزمان وظهور اشاعات ، اختلط الأمر على الناس ، مثلما نجد شخص مات ، ثم بعد فترة يخرج علينا أحدهم ويقول أنه مات مسموما أو مقتولا ، ونجد آخرين ينفون الواقعة
كذلك الأمر بالنسبة للمسيح عليه الصلاة والسلام فقد اختلط أمره على الناس حول هل تم صلبه أم تم انقاذه ، لا يعرف أحد أين الحق فى وسط تلك الإشاعات ، خاصة مع زعم كهنة اليهود بأنهم قتلوه
ولذلك فبداية الآية يقول سبحانه :- (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا)
قولهم هذا هو السبب فى التشبه على الناس ، وليس لأن هناك واقعة حدثت
فلم يكن هناك أحد على الصليب أصلا
لا المسيح عليه الصلاة والسلام ولا غيره
أما قصص إلقاء الشبهه على شخص آخر ، فهذه أقوال بعض المفسرين ، من أنفسهم ، ولا يعنى أن هذا هو المقصد من (شبه لهم)
من تفسير التحرير والتنوير :-
(ويحتمل أن يكون المعنى ولكن شبه لليهود الأولين والآخرين خبر صلب المسيح ، أي اشتبه عليهم الكذب بالصدق ، فيكون من باب قول العرب : خيل إليك ، واختلط على فلان . وليس ثمة شبيه بعيسى ولكن الكذب في خبره شبيه بالصدق ، واللام على هذا لام الأجل : أي لبس الخبر كذبه بالصدق لأجلهم ، أي لتضليلهم ، أي أن كبرائهم اختلقوه لهم ليبردوا غليلهم من الحنق على عيسى إذ جاء بإبطال ضلالاتهم)
انتهى
يعني
لا يوجد أحد تم قتله مكان المسيح عليه الصلاة والسلام ، إنما كانت أكاذيب اليهود فهى مجرد أقوالهم
ثم تبعهم من حاد عن المسيح عليه الصلاة والسلام واعتنق فكرة الصلب والفداء ، فى البداية كان ظنا منهم أن قتله سوف يعلى من مكانته ، ثم طوروا الفكرة فجعلوه إله
والقول انها اشاعات متأخرة (شبه لهم)
يتفق تماما مع ما ذكرته أن قصص الصلب لم تذكر فى الأناجيل إلا بعد عام 138 م أى بعد طرد بنى اسرائيل من أورشليم فهي قصة متأخرة كانت اشاعة
للمزيد راجع موضوع :-
قصص الصلب فى الأناجيل كانت اشاعات (والدليل من الأناجيل نفسها)
تعليقات
إرسال تعليق