(ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ) هذه الخراف هم بنى اسرائيل فى الشتات لأن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل لكل بنى اسرائيل
المقدمة :-
من إنجيل يوحنا نقرأ :-
10 :16 و لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي و تكون رعية واحدة و راع واحد
والمقصود من هذا النص هو الحديث عن بنى إسرائيل فى الشتات والذين تأثروا بالثقافة اليونانية وبعدو عن الحظيرة
فالحظيرة التي كان يقصدها المسيح عليه الصلاة والسلام هو موطن إقامة نسل مملكة يهوذا الذين عادوا إلى فلسطين :-
شعب يهوذا الساكن في فلسطين والذي كان أغلبه محافظا على الشريعة (والمكون من سبط يهوذا وسبط بنيامين وجزء من سبط لاوى) حيث كانوا يقولون على أنفسهم (الأمة) حيث تجمعهم مكان عيش مشترك وحكم مشترك وطريقة حياة واحدة
ولم يكن يقصد كل أسباط بنى إسرائيل المشتتين ، وبالتالي فخرافه الأخرى هم باقي أسباط بني إسرائيل في الشتات ، فالمسيح كان مرسل إلى بني إسرائيل فقط وليس للعالم ، فهو لم يكن اله
والدليل على ذلك هو :-
1- كلمة الأمة في بعض الأحيان تأتي بمعنى نسل سكان مملكة يهوذا العائدين من السبي فقط وليس كل بني إسرائيل :-
بدليل ما نقرأه في :- (لوقا 23: 2) ، (أعمال 24: 3 ، 3: 10)
حيث أن النص فى سفر أعمال الرسل يتحدث عن أن للأمة مصالح بتدبير الحاكم فيلكس ، وكان الحاكم فيلكس يحكم اليهود فى فلسطين فقط وليس في الشتات وهذا يعنى أن كلمة الأمة لم تكن عامة لكل بنى اسرائيل دائما
للمزيد عن كلمة الأمة راجع هذا الرابط :-
ما معنى الأمم والأمة فى الكتاب المقدس
فهذه هي الحظيرة وهي مكان تواجد بني إسرائيل في فلسطين
وما يثبت صحة هذا هو أنه إذا قرأنا النص كله من إنجيل يوحنا سوف نجد أن المسيح عليه الصلاة والسلام يوجه حديثه إلى الفريسيين الذين يتظاهرون بتطبيق الشريعة ولكنهم فى الحقيقة لا يطبقونها كلها
فنقرأ من إنجيل يوحنا:-
9 :40 فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين و قالوا له العلنا نحن ايضا عميان
9 :41 قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية و لكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية
10 :1 الحق الحق اقول لكم ان الذي لا يدخل من الباب الى حظيرة الخراف بل يطلع من موضع اخر فذاك سارق و لص
فالفريسيين هم من رأوا هذه المعجزة وهي ابصار شخص ولد أعمى على يد المسيح عليه الصلاة والسلام
وهو يخبرهم أن هناك منهم من سيتبعه فيكون من خرافه
وله أيضا خراف أخر ليست من هذه الحظيرة أي ليست من حظيرتكم يا فريسيين ولكن من الفئة الأخرى وفي مكان آخر وهم باقي أسباط بنى إسرائيل المشتتيين الذين تأثروا بالثقافة اليونانية فأصبحوا يونانيين ولذلك كان يجول تلاميذه فى البلاد ليبشروا بين بنى إسرائيل المشتتيين
فهو لم يكن يتكلم عن غرباء
2- حديث المسيح عليه الصلاة والسلام في إنجيل يوحنا يشير إلى سفر إرميا 23 الذي يتحدث عن لم شمل خراف بنى إسرائيل فى مكان واحد (أي لم شمل مملكتي بنى إسرائيل الشمالية والجنوبية ) :-
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
10 :8 جميع الذين اتوا قبلي (( هم سراق و لصوص )) و لكن الخراف لم تسمع لهم
10 :9 انا هو الباب ان دخل بي احد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى
10 :10 السارق لا ياتي الا ليسرق و يذبح و يهلك و اما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل
10 :11 (( انا هو الراعي الصالح )) و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
10 :12 (( و اما الذي هو اجير و ليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا و يترك الخراف و يهرب فيخطف الذئب الخراف و يبددها ))
ثم نقرأ :-
10 :16 (( و لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة )) ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي (( و تكون رعية واحدة و راع واحد ))
النص إشارة واضحة لما ورد فى سفر إرميا والذي يتحدث عن خراف بنى إسرائيل التي تشتت بسبب فساد الرعاة ، والتي سوف تجتمع من كل الأرض وتعود
فنقرأ من سفر إرميا :-
23 :1 ويل للرعاة الذين يهلكون و يبددون غنم رعيتي يقول الرب
23 :2 لذلك هكذا قال الرب اله اسرائيل (( عن الرعاة الذين يرعون شعبي انتم بددتم غنمي و طردتموها و لم تتعهدوها هانذا اعاقبكم على شر اعمالكم يقول الرب ))
23 :3 (( و انا اجمع بقية غنمي من جميع الاراضي التي طردتها اليها و اردها الى مرابضها )) فتثمر و تكثر
23 :4 و اقيم عليها رعاة يرعونها فلا تخاف بعد و لا ترتعد و لا تفقد يقول الرب
23 :5 ها ايام تاتي يقول الرب و اقيم لداود غصن بر فيملك ملك و ينجح و يجري حقا و عدلا في الارض
23 :6 في ايامه (( يخلص يهوذا و يسكن اسرائيل امنا )) و هذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برنا
23 :7 لذلك ها ايام تاتي يقول الرب و لا يقولون بعد حي هو الرب الذي اصعد بني اسرائيل من ارض مصر
23 :8 (( بل حي هو الرب الذي اصعد و اتى بنسل بيت اسرائيل من ارض الشمال و من جميع الاراضي التي طردتهم اليها فيسكنون في ارضهم ))
الراعي الأجير الذي يبدد الغنم ولا يحافظ عليها في إنجيل يوحنا هم رعاة شعب بنى إسرائيل الذين لم يحافظوا عليهم و بددوهم في شتات الأرض في سفر إرميا
و الخراف التي ليست من هذه الحظيرة في إنجيل يوحنا أي أنهم الخراف التي بددها الرعاة الفاسدون و هم الأسباط العشرة من بنى إسرائيل الذين تشتتوا في الأرض وسكنوا في مناطق بعيدة عن أرض فلسطين في سفر إرميا
الحظيرة فى انجيل يوحنا هم سكان مملكة يهوذا الذين عادوا من السبي البابلي وكانوا من سبط يهوذا وبنيامين وبعض من سبط لاوى فسكنوا في فلسطين مرة أخرى
أي أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان يشير إلى سفر إرميا 23 لأنه كان يتحدث عن إعادة بنى اسرائيل المشتتيين وقلدوا اليونانيين وخاصة سكان مملكة إسرائيل الشمالية (الأسباط العشرة) الذين لم يكونوا من حظيرة مملكة يهوذا الذين عادوا إلى فلسطين
فهو مرسل إلى كل بني إسرائيل (الأسباط الاثني عشر) وليس فقط إلى نسل سكان مملكة يهوذا كما كان الأمر بالنسبة إلى بعض الأنبياء
فعلى سبيل المثال :-
النبيان إشعياء و ميخا كانا مرسلين إلى مملكة يهوذا ، والنبي حزقيا إلى اليهود في الأسر (كانا سبطين ونصف) أما النبيان عاموس و ايليا كانا مرسلين إلى مملكة إسرائيل الشمالية
3- رسائل التلاميذ موجهة إلى بني إسرائيل فقط :-
أ- رسالة يعقوب موجهة إلى الأسباط الاثني عشر المشتتين (فهم الخراف الضالة خارج الحظيرة ):-
فنقرأ من رسالة يعقوب :-
1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام (( الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات ))
ب- من رسالة بطرس الأولى نقرأ :-
1 :1 بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس و غلاطية و كبدوكية و اسيا و بيثينية المختارين
أي أن رسالته إلى اليهود المغتربين في الشتات (وسبق وأن أثيت ذلك بالتفصيل فى الفصل الأول - الباب الخامس )
ونجده فى نفس الوقت يقول لهم في رسالة بطرس الأولى :-
2 :25 لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم و اسقفها
فبني إسرائيل في الشتات هم الخراف الضالة التي رجعت
وأيضا الرسائل المنسوبة إلى بولس كانت موجهة إلى بني إسرائيل وليس إلى الأمميين كما حاول علماء المسيحية إيهام الناس بذلك
(للمزيد راجع الباب الرابع والخامس )
4- من الأناجيل نعرف أن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل إلى بني إسرائيل فقط وأنه كان يرسل تلاميذه ويوصيهم بالذهاب إلى بنى إسرائيل فقط :-
يحاول علماء المسيحية إيهام الناس بعالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام بخلاف نصوص واضحة وصريحة فى كتابهم ولذلك وقعوا في تناقضات كثيرة بعضها في النصوص والبعض الأخر فى تفاسيرهم
ومما يثبت أن المسيح عليه الصلاة والسلام عندما كان يتكلم عن الخراف التي ليست من الحظيرة كان يقصد بني إسرائيل في الشتات وليس أمميين ، هو اتفاق هذا الفهم مع ما تخبرنا به نصوص أخرى في الأناجيل وفي سفر أعمال الرسل
وهذا يؤكد أن الخراف من الحظيرة المخالفة لحظيرة الفريسيين هم أيضا من بنى إسرائيل وخاصة الأسباط العشرة و الذين تشبهوا باليونانيين
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 10 :6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة
وأيضا :-
مت 15 :24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
ومن سفر أعمال الرسل الذى يقص علينا أعمال التلاميذ بعد ارتفاع المسيح عليه الصلاة والسلام فنجد أن بطرس تلميذ المسيح عليه الصلاة والسلام يقول أنه محرم عليه كيهودي الجلوس مع أجنبي وأن سبب جلوسه مع رجل أجنبي هو رؤيا شاهدها وليس بسبب أقوال المسيح عليه الصلاة والسلام والأكثر من ذلك أنه يقول أن المسيح عليه الصلاة والسلام أوصاهم بالكرازة للشعب ولم يقل أنه أوصاهم بالكرازة لأمميين
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
10 :28 فقال لهم انتم تعلمون (( كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه)) و اما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس
ثم نقرأ :-
10 :42 (( و اوصانا ان نكرز للشعب )) و نشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء و الاموات
مما يعنى أن تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام لم يسمعوا أبدا عن الكرازة للخليقة كلها وأن النصوص التي تتحدث عن وصيته لهم بالكرازة إلى الخليقة كلها هي نصوص محرفة
للمزيد راجع هذا الرابط :-
5 - ومن إنجيل متى نقرأ قول المسيح عليه الصلاة والسلام عن الأبناء الذين كان يريد جمعهم وهم بنو إسرائيل لأنهم كانوا متفرقين :-
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 23 :37 يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء و راجمة المرسلين اليها (( كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها )) و لم تريدوا
مت 23 :38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا
إذا من كان يريد أن يجمعهم المسيح عليه الصلاة والسلام هم بنى اسرائيل الذين تشتتوا فكريا وعقائديا ومكانا أيضا
6 - سفر هوشع يخبرنا أن المقصود بـــ (أبناء الله المشتتيين) بنى إسرائيل وليس الأمم وهذا ما كان يقصده إنجيل يوحنا ، فالأمميون لا يمكن وصفهم بالأبناء قبل إيمانهم :-
من سفر هوشع يخبرنا أن هؤلاء الأسباط العشرة الذين قيل لهم لستم شعبي سوف يعودوا ويؤمنوا ويتركوا عبادة البعل ويقال لهم أنتم أبناء الله وأنتم شعبي
فالحديث ليس عن الأمم وهذا هو النص من سفر هوشع الذي يثبت ذلك :-
1 :6 ثم حبلت ايضا و ولدت بنتا فقال له ادع اسمها لورحامة لاني لا اعود ارحم بيت اسرائيل ايضا بل انزعهم نزعا
1 :7 و اما بيت يهوذا فارحمهم و اخلصهم بالرب الههم و لا اخلصهم بقوس و بسيف و بحرب و بخيل و بفرسان
ثم يقول :-
1 :9 فقال (( ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي )) و انا لا اكون لكم
1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد (( و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي ))
1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
ولذلك نجد في رسالة ( بطرس الأولى 2 :10 ) يشير إلى نبوءة هوشع وعن شعب الله الذين كانوا غير مرحومين وأصبحوا مرحومين (للمزيد راجع المبحث الرابع - الفصل الأول - الباب الخامس)
أي أن في إنجيل يوحنا في حديثه عن أبناء الله المشتتيين والأمل في إعادتهم فهو يقصد بني إسرائيل المشتتيين ولا يمكن أن يقصد وثنيين سوف يؤمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام لأن هؤلاء قبل إيمانهم لا يمكن وصفهم بأنهم أبناء الله المشتتيين لأنهم وثنيين وكان دائما كتاب العهد الجديد يصفونهم بـ الأمميين وليس بأبناء الله
7- شتات اليونانيين أي يبشر بين بنى إسرائيل المشتتيين فى بلاد اليونانيين وتشبهوا باليونانيين الحقيقيين :-
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :35 فقال اليهود فيما بينهم إلى أين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن العله مزمع ان يذهب إلى شتات اليونانيين و يعلم اليونانيين
والقواميس المسيحية تؤكد على أن هذا النص من انجيل يوحنا يتحدث عن اليهود المشتتيين وليس عن اليونانيين الحقيقيين
فكلمة (شتات ) وهي باليونانية Διασπορὰν و بالانجليزية Dispersion جاءت في القواميس المسيحية أن المقصود منها هو اليهود المشتتين
نقرأ من HELPS Word-studies :-
1290 (diaspora) is used figuratively of the Jews in NT times. They were literally scattered throughout the Roman empire (i.e. dispersed) and therefore called "the Diaspora."
[1290 (diasporá) properly refers to Israelites exiled to foreign lands, i.e. Jews residing outside of Palestine (see Jn 7:35).]
أي أن الكلمة كانت تشير بشكل مجازي إلى تشتت اليهود في الإمبراطورية الرومانية
(الشتات) يشير إلى الاسرائيلي المنفى إلى أراضي أجنبية أي بمعنى اليهود المقيمين خارج فلسطين (يوحنا 7: 35) )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/1290.htm
أي أن القاموس شرح النص من (يوحنا 7: 35) والذي يتحدث عن شتات اليونانيين أنه يشير إلى اليهود في الشتات
و لا يمكن أن يقصد النص اليونانيين الحقيقيين لأنه لو كان يقصدهم ما كان قال كلمة (شتات) ، وهذا يعنى أن المقصود من النص هم بنى اسرائيل المشتتين فى بلاد اليونان وحصلوا على امتيازات وحقوق اليونانيين الحقيقيين وذلك بعد تركهم للشريعة وتقليدهم لليونانيين الحقيقيين
وللمزيد من الأدلة على أن النص ( لي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ) يتحدث عن بنى إسرائيل فى الشتات (راجع المبحث الثالث - الفصل الخامس - الباب السادس ) وكذلك (الفصل الأول - الباب السادس حيث يوضح أن التلاميذ كانوا يبشرون بين اليهود المشتتيين في العالم )
تعليقات
إرسال تعليق