الفرق بين النبي الحقيقي والنبي الكاذب
المقدمة :-
النبي الحقيقي هو الذي يخبر الناس بالحقيقة ولا يسعى لشكرهم بل إلى صلاحهم ، هو الذي يخاطب عقولهم ، يصحح لهم العقيدة و ينقيها من الخرافات
أما النبي الكاذب فهو من يدخل في العقول الخرافات و الأفكار الضالة
و ان شاء الله سوف نرى الفرق بينهما بالتفصيل في هذا الموضوع
1- فى كل مرة بعث الله عز وجل فيها رسول كان يواجه ذلك الرسول بشر كاذبون ومنافقون هم أتباع الشيطان لا هم لهم إلا إبقاء تلك الأمم على وثنيتهم وكفرهم
ويستخدمون في ذلك العبارات الجميلة التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب فيقولون بتحكيم الضمير والدعوة إلى الأخلاق وفى نفس الوقت يقولون أنه لا حلال ولا حرام ولا تأديب ولا عقاب على الأفعال السيئة (وهذا يؤدي إلى فساد الأخلاق لأنه إن كان هناك ضمير فهناك هوى النفس والشيطان الذي يزين للناس أفعالهم السيئة فلابد من مواجهته ولا بد من العقاب )
يقولون للناس ما تهواه أنفسهم وهذا الهوى فى حقيقته هو الضلال فيخبرونهم إما أنه لا قيامة ولا ملائكة ولا حساب أو لا يوجد جنة ولا نار أو أنه لا يوجد اله وبالتالي لا أحد سيحاسبه على أفعاله
أو يخبرونهم أن الله عز وجل سيدخل كل البشر الجنة و أن كل الملل والعقائد هي من عند الله عز وجل وأنه لا فرق بين ملة و أخرى (وهم فى ذلك كاذبون مضلون)
فكل تلك الأقوال التي ذكرتها تؤدى الى شئ واحد وهو أن يفعل الإنسان ما تهوى نفسه حتى وان كان شر أو منكر فيزيد الفساد والموبقات فى المجتمعات
بينما الرسول الحقيقي يخبرهم بحقيقتهم وحقيقة كفرهم حتى يعيدهم مرة أخرى إلى الدين الحقيقي الذي كان عليه أجدادهم وهو الإسلام ، فهو بمواجهتهم بحقيقتهم حتى وان كرهوا ذلك يريد بهم الخير
يخبرهم بالثواب لمن آمن واتبع الحق و بالعقاب لمن كفر وفسق
لذلك فكل رسل الله عز وجل تعاليمهم واحدة ورسالتهم واحدة
أما الذي يأتي بعقيدة لم يقلها أحد من الأنبياء ويفسر الكلام فى غير معناه هو الكاذب
2- الثواب والعقاب والاخبار بهم وكذلك الإخبار بالحق حتى وإن تعارض مع هوى النفس هو رحمة الله عز وجل بالبشر
حتى يعودوا عن طريق الضلال
مثل الأعصاب التي خلقها رب العالمين لنا
والتي من ضمن وظائفها هو أن تجعلنا نشعر بالألم حتى ندرك بوجود مرض ما يجب علينا علاجه
أو تنقل إلى الدماغ ما تراه العين من خطر يتهددنا حتى نسرع بالابتعاد عن هذا الخطر
ولكن الذي يقول أنه لا عقاب ولا تأديب أو يقول أن كل الملل شئ واحد وهى من عند الله عز وجل أو أن الله عز وجل سيغفر للذين كفروا و كذبوا بآياته أو أحد من أنبيائه أو كتبه ، ويدخلهم الجنة مخالفا بذلك لكلام القرآن الكريم
فهو الذي يريد بهم الشر فهو يجعلهم نيام لا يدركون حقيقتهم حتى يفاجأون فى النهاية بالعقاب الأخروي الذي لا ينفع معه ندم
مثال على ذلك :-
انسان معرض لإنفجار في الزائدة الدودية وهو يشعر بالألم نتيجة ذلك
ولكنه بدلا من أن يبحث عن مصدر الألم لعلاجه يذهب ويأخذ المسكنات حتى لا يشعر بألم فى بطنه وبالتالي لن لن يعرف بوجود مرض وخطأ ما بداخله
فلا يبحث عن مصدر هذا الألم ليعالجه ليحيى ويظل هكذا حتى تكون النهاية بموته
كذلك الإنسان الذي يضلل الناس فهو يسكنهم ويوهمهم أنهم على صواب أو أنه لا عقاب في الدنيا ولا في الآخرة لتظل الناس على كفرهم وفسقهم
وكذلك هؤلاء الذين يغضبون من كلمة الحق أو ممن يحاولون التدليس على الناس وايهامهم بعكس ما أخبر به القرآن الكريم
فهم مثل الأنبياء الكاذبون في بني إسرائيل فكانوا يقولون لهم لا ثواب ولا عقاب ولا شريعة وكانوا يخفون عنهم الحق حتى يأتي العقاب فجأة
النبي الحقيقي هو الذي يواجه الآخرين بحقيقتهم حتى يرجعوا إلى الحق ، لأنه في الحقيقة يحبهم ويريد لهم الخير
حتى وان تسبب ذلك في ألم فإنه ألم الجراحة أو العلاج حتى يتم شفاؤك
النبي الكاذب وعالم الدين الكاذب هو الذي يقول كلنا في سلام
(ملحوظة :-
وللعلم ان كلمة كافر وردت فى العهد القديم على اليونانيين وأتباعهم من كهنة اليهود (مكابيين أول 7: 9 )، (مكابيين الثاني 4: 13 ، 8: 14 ، 10: 4 ، 13: 4 ) وأيضا (يشوع بن سيراخ 16: 7 ) كما وردت عدم حب مبغضي الرب (أخبار الثاني 19: 2) ، (مزامير 139: 21 ، 139: 22 )
انتهى
3- ومن قراءة العهد القديم وخاصة في سفري الملوك الأول والثاني وسفر أخبار الأيام الثاني وأيضا من سفر إرميا ، نجد الفرق الواضح بين النبي الحقيقي والنبي الكاذب
فالنبي الكاذب :-
أ- فهو من يخبرهم بحقيقتهم وحقيقة الكفر والشرك الذي يعيشونه ويخبرهم بوقوع عقاب الله عز وجل عليهم إن لم يعودوا ويخبرهم برحمة رب العالمين وغفرانه أن عادوا إلى الحق و أصلحوا أنفسهم
فنجد النبي إيليا الذي يعاقبهم بإيقاف المطر وذلك لتأديبهم حتى يعودوا الى طريق الحق
وهو بالنسبة إلى الكافرين مكدر بنى إسرائيل على غير الحقيقة فهو يخبرهم بالحق ويؤدبهم حتى يعيدهم إلى الخير والحق أما المكدر الحقيقي هو الكافر الذي أضلهم وأبعدهم عن العقيدة الصحيحة (الملوك الأول 18: 17 - 18)
ونجد النبي ميخا بن يملة الذى لا يحبه الملك الفاسد و لا يحب نبوءاته ونعرف أن التأديب والعقاب هو الخير (الملوك الأول 17 :1 - 18 :17 - 22 :8 : 22 :18 ) ( الملوك الثاني 17 :13 - 17 :23 ) (أخبار الأيام الثاني 18 :17 - 24 :19 إلى 24 :21 ) ، (إرميا 5 :23 الى 5 :25 - 24 :5 - 25 :4 الى 25 :11 - 26 :4 الى 26 :6 - 31 :16 الى 31 :19 - 35 :13 إلى 35 :19 )
ويريد الفاسدين الكافرين بألا يتنبأ الأنبياء وألا يقولوا الحق (عاموس 2 :12)، (إشعياء 30 :10)
(إرميا 14: 13 - 14) الأنبياء الكاذبون هم الذين يوهمون الناس بأنهم يعيشون في سلام وأنهم صالحون بينما الحقيقة غير ذلك
(ارميا 23: 22) فإن النبي الصادق هو الذي يقول للناس الحقيقة ويردهم عن أفعالهم الشريرة (الزنا - السرقة - القتل - الكفر بالأنبياء …الخ)
الذى يقول أن العلاقة بين الرجل والمرأة خارج الزواج هو حرية شخصية هو الكاذب الأثيم
الذي لا ينهى الناس عن أفعالهم الشريرة هو الكاذب الأثيم
الذي يقول هيا نعيش في سلام بينما أمامه الفسق والفجور ولا يرد الناس عنه هو الكاذب الأثيم
ب- يقول كلام لم يقله الأنبياء قبله ويخالف العقيدة الصحيحة التي قالها جميع الأنبياء قبله (تثنية 13: 2 الى 13: 4)
ج- من صفات الأنبياء الكاذبون هو ترويجهم لأفكار ضالة التي تناقض الحكمة
ولا يوجد شخص كاذب مضلل يكون حكيم ولكنه يكون مفسد ، أفكاره تبدوا فى ظاهرها الرحمة وفي باطنها الغباء وتخلف الأمم وانهيار المجتمعات و فسادها الأخلاقي
من يقول هذا هو شخص تابع للشيطان ، مفسد للأخلاق
أما النبي الحقيقي :-
أ- لا يترك أحد فى ضلاله
فهو من يخبرهم بحقيقتهم وحقيقة الكفر والشرك الذي يعيشونه ويخبرهم بوقوع عقاب الله عز وجل عليهم إن لم يعودوا ويخبرهم برحمة رب العالمين وغفرانه أن عادوا إلى الحق و أصلحوا أنفسهم
فنجد النبي إيليا الذي يعاقبهم بإيقاف المطر وذلك لتأديبهم حتى يعودوا الى طريق الحق
وهو بالنسبة إلى الكافرين مكدر بنى إسرائيل على غير الحقيقة فهو يخبرهم بالحق ويؤدبهم حتى يعيدهم إلى الخير والحق أما المكدر الحقيقي هو الكافر الذي أضلهم وأبعدهم عن العقيدة الصحيحة ، ونجد النبي ميخا بن يملة الذى لا يحبه الملك الفاسد و لا يحب نبوءاته ونعرف أن التأديب والعقاب هو الخير (ملوك الأول 17 :1 - 18 :17 - 22 :8 : 22 :18 ) ( ملوك الثاني 17 :13 - 17 :23 ) (أخبار الأيام الثاني 18 :17 - 24 :19 إلى 24 :21 ) ، (إرميا 5 :23 الى 5 :25 - 24 :5 - 25 :4 الى 25 :11 - 26 :4 الى 26 :6 - 31 :16 الى 31 :19 - 35 :13 إلى 35 :19 )
ويريد الفاسدين الكافرين بألا يتنبأ الأنبياء وألا يقولوا الحق (عاموس 2 :12)، (إشعياء 30 :10)
ب- يتمسك بشريعة رب العالمين ويدعو الناس الى تطبيقها
ج- يذكر الناس بأقوال الأنبياء السابقين
تعليقات
إرسال تعليق