العهد القديم ليس هو التوراة الأصلية
المقدمة :-
التوراة الحقيقية والكتب التي تركها أنبياء بنى اسرائيل لا وجود لها حاليا وما نراه الآن هو تحريفات طوائف اليهود للكتاب حسب أهوائهم في الفترة الهلينستية (الفترة التى انتشرت فيها ثقافة اليونانيين الوثنية والالحادية) فكانت لكل طائفة كتابها الذي حرفته من الكتاب الحقيقي حسب هواها
وفكرة النص الموحد المقدس لكل طوائف بني إسرائيل هي فكرة لم يكن لها وجود في الفترة الهلينستية وهي الفترة التي ترجع لها جميع مخطوطات الكتاب المقدس
للمزيد راجع :-
تاريخ أقدم مخطوطات العهد القديم ترجع إلى الفترة الهلنستية
وان شاء الله سوف نرى الأدلة على كل ذلك
ويشمل هذا الموضوع على الآتي :-
المطلب الأول (1-2) :- علماء اليهود يقرون بنسيان التوراة الحقيقية و تناقض المخطوطات وذلك بسبب خطاياهم
المطلب الثاني (2-2) :- أهواء طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية هي من شكلت مخطوطات الكتاب المقدس المتعددة في تلك الفترة
وهذا المطلب يتضمن الآتى :-
الفرع الأول (1-2-2) :- الخلافات السياسية و القبلية كانت سببا في وجود اختلافات بين نسخ الكتاب المقدس لدى كل طائفة من طوائف بني إسرائيل
الفرع الثانى (2-2-2) :- اقتناع عدد كبير من دارسي الكتاب المقدس وعلمائه على تعدد مصادر الكتاب المقدس بشكله الحالى
الفرع الثالث (3-2-2) :- أدلة من المخطوطات على وجود اختلافات في نسخ الكتاب المقدس وأنه لم يكن هناك كتاب مقدس موحد بين الطوائف فكان هناك تعددية نصية
الفرع الرابع (4-2-2) :- المخطوطات الحالية للكتاب المقدس ليست دليلا على أنها للكتاب الأصلي حيث أنها تم كتابتها في الفترة الهلينستية التي انتشر فيها الفساد بين الطوائف التي اعتنق أغلبها أفكار اليونانيين الوثنية
المطلب الثالث (3-2) :- قانونية العهد القديم (التناخ عند اليهود) لم تتم بوحي مقدس ولكن طبقا لهوى القرائين
المطلب الرابع (4-2) :- من كتبة أسفار العهد القديم
المطلب الخامس (5 -2) :- الأسباب التي تؤكد على أن الشكل الحالي للأسفار الخمسة الأولى ليس هو نفسه الشكل الذي كان عليه الكتاب الأصلي قبل عام 300 ق.م
المطلب الأول (1-2) :- علماء اليهود يقرون بنسيان التوراة الحقيقية و تناقض المخطوطات وذلك بسبب خطاياهم
1 - مناحيم كوهين (Menachem Cohen) أستاذ الكتاب المقدس في جامعة بار ايلان يقول بوجود نصوص متعددة للكتاب المقدس في فترة الهيكل الثاني :-
يعني لم يكن عند بني إسرائيل في فترة الهيكل الثاني (الفترة الهلينستية) نص واحد مقدس صحيح بل الحقيقة وجود نصوص متعددة مختلفة للكتاب المقدس وأعطى مثال على ذلك بالوضع في قمران و الذي يختلف اختلافا كبيرا عن الحالة التي نعرفها الآن وأن وما تم اكتشافه من خلال مخطوطات قمران أثبتت أنه لم يكن هناك نص مقدس واحد صحيح للجميع فلا يوجد أي علامات على أن شعب قمران عرف نسخة واحدة لنص ثابت مقدس ، وبالتالي فإن الوضع بالنسبة إلى كل اليهود لا يختلف عن الوضع في قمران فهم أيضا لم يعرفوا في فترة الهيكل الثاني نص واحد مقدس بل كانت نصوص متعددة ومختلفة ، فكل الأدلة تشير إلى التعددية النصية في فترة الهيكل الثاني بدلا من نص مقدس واحد وكانت هناك دلائل تشير إلى رفض الفريسيين أنواع النصوص المتعددة للكتاب المقدس قبل وقت طويل من تدمير الهيكل بينما في قمران لا توجد مثل هذه العلامات حتى قرب تدمير الهيكل عندما اختفت من الوجود
فنقرأ ما يقوله :-
We can conclude that the textual situation at Qumran was substantially different from the one we know today. There were many different consonantal texts, both variants within a particular text-type group and also multiple text-types, and there are no signs that the people of Qumran entertained the idea of one single version that was a fixed, sanctified text. The clear-cut belief of the Qumran people in the Scriptural message as the words of a living G-d, eternally vital and always meaningful, was not dependent on any notion of the sanctity of one particular consonantal text.
Can we draw a comparison between the situation in the Qumran community and that in the entire Land of Israel during that era, or was the Qumran reality unique to one separatist sect?
It seems that there is no reason to differentiate between the situation in Qumran and that of other places. The Qumran sect was composed of members who came from throughout the land, and therefore it must be supposed that its salient phenomena reflected the situation of Jewry as a whole
ثم يقول :-
All the evidence we possess points to textual pluralism in the Second Temple era, as opposed to the notion of a single sacred consonantal text as later conceived. Even so, it might still be possible to distinguish between different groups within Jewry, not as concerns the very existence of the above- mentioned pluralism, but regarding the length of its existence and the efforts to change the situation. There are several signs that Pharisaic circles attempted to reject the multiple text-types long before the destruction of the Temple, while at Qumran there are no such signs until close to the destruction of the Temple, when the sect ceased to exist.
الترجمة :-
(يمكن أن نستخلص بأن الوضع النصي في قمران كان مختلف تماما عن الوضع النصي الذي نعرفه اليوم ، كان هناك العديد من النصوص المختلفة ، من حيث شكل مختلف داخل مجموعة نصية معينة و أيضا نوعيات نصية متعددة . ولا توجد إشارات على أن شعب قمران تقبل فكرة نسخة واحدة كانت نص مقدس ثابت فمن الواضح أن شعب قمران أعتقد بأن الرسالة الكتابية هي كلمات الله الحية والحيوية دائما وذات مغزى التي لا تخضع لأي مفهوم عن قدسية أحد النصوص المعينة
هل يمكننا المقارنة بين الوضع في مجتمع قمران وبين كل أرض إسرائيل خلال هذا العصر أم أن واقع قمران فريد لطائفة انفصالية واحدة ؟؟؟؟
يبدو أنه لا يوجد سبب للتمييز بين الوضع في قمران وبين الأماكن الأخرى ، كانت طائفة قمران تتكون من أعضاء جاءوا من جميع أنحاء الأرض ، و بالتالى فانه من المفترض أن ظاهرته البارزة تعكس وضع اليهود ككل
جميع الأدلة التي نملكها تشير إلى التعددية النصية في عصر الهيكل الثاني ، بعكس نظرية نص مقدس صحيح واحد كما تم تخيله فيما بعد . لا يزال من الممكن التمييز بين مجموعات مختلفة داخل اليهود ، و ليس فيما يتعلق بوجود التعددية المذكورة أعلاه و لكن فيما يتعلق بطول وجودها و الجهود المبذولة لتغيير الوضع . هناك العديد من الاشارات على أن دوائر الفريسيين حاولت رفض أنواع متعددة من النصوص قبل فترة طويلة من تدمير الهيكل ، بينما لا توجد في قمران مثل هذه الاشارات حتى اقتراب تدمير الهيكل عندما انقطعت الطائفة من الوجود )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
و ان كنت أختلف مع العالم اليهودي في جزئية تعدد النص في فترة الهيكل الثاني فحتى نكون أكثر دقة فإن هذه التعددية في النص حدثت في الفترة الهلنستية و التي بدأت قبل نهاية فترة الهيكل الثاني بحوالى ثلاثة قرون
فجميع تلك المخطوطات للكتاب المقدس تعود لتلك الفترة بعد أن أحرق اليونانيين كتب اليهود المقدسة
2 - علماء اليهود يقرون بتناقض مخطوطات الكتاب المقدس ونسيان التوراة الحقيقية :-
أقر علماء اليهود كبار أمثال موسى بن ميمون (رمبام) و مئير بن تودروس هاليفى و يوم توف ليبمان بوجود تناقضات واضحة بين مخطوطات الكتاب المقدس وأن التوراة الحقيقة تم نسيانها وضاعت بسبب خطاياهم و ذلك تطبيقا لما ورد بسفر إشعياء
حيث نقرأ منه :-
29 :10 لان الرب قد سكب عليكم روح سبات و اغمض عيونكم الانبياء و رؤساؤكم الناظرون غطاهم
29 :11 و صارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرا هذا فيقول لا استطيع لانه مختوم
فنقرأ من أقوالهم من بحث الدكتور / مناحيم كوهين :-
العالم موسى بن ميمون (رمبام) رأى فوضى بين كل مخطوطات الشريعة في قضايا جوهرية وكذلك حتى في أعمال الماسورتين يوجد تعارض مع بعضها البعض وفقا للكتب التي استندوا عليها
Maimonides (Rambam), Hilkhot Sefer Torah 8, 4
Since I have seen great confusion in all the scrolls [of the Law] in these matters, and also the Masoretes who wrote [special works] to make known [which sections are] "open" and "closed" contradict each other, according to the books on which they based themselves,
و كذلك هاليفى :-
فإن العالم هاليفى يقر بأن النص في (إشعياء 29: 14) و الذي يقول ( لذلك هانذا اعود أصنع بهذا الشعب عجبا و عجيبا فتبيد حكمة حكمائه ويختفي فهم فهمائه) قد تحقق بالفعل بيننا و أن المخطوطات المنقحة التي في حوزتنا بينها اختلافات كبيرة وأنه حتى الماسورا ليست خالية من الخلاف ويوجد العديد من الحالات بالمخطوطات الماسورتية متنازع عليها وأنه لا يمكن لــ أي أحد أن يجد طريقه بين هذه الاختلافات
RaMaH (R. Meir Ben Todros HaLevi) in his introduction to Masoret Seyag LaTorah:
...All the more so now that due to our sins, the following verse has been fulfilled amongst us, "Therefore, behold, I will again do a marvelous work among this people, Even a marvelous work and a wonder; And the wisdom of their wise men shall perish, And the prudence of their prudent men shall be hid"(Is. 29:14). If we seek to rely on the proofread scrolls in our possession, they are also in great disaccord. Were it not for the Masorah which serves as a fence around the Torah, almost no one would find his way in the controversies between the scrolls. Even the Masorah is not free from dispute, and there are several instances disputed [among the Masorah manuscripts], but not as many as among the scrolls. If a man wishes to write a halakhically "kosher" scroll, he will stumble on the plene and defective spellings and grope like a blind man through a fog of controversy; he will not succeed.
وأيضا :-
فإن العالم يوم توف ليبمان يقول أنه بسبب خطايانا الكثيرة فقد تم نسيان التوراة ولا يمكن العثور على تشريع التوراة فالكتبة جهلاء ، والعلماء لا يهتمون بهذه المسألة
R. Yom Tov Lippman Milhausen, in his work Tikkun Sefer Tora
Because of our many sins, the Torah has been forgotten and we can not find a kosher Torah scroll; the scribes are ignoramuses and the scholars pay no attention in this matter. Therefore I have toiled to find a Torah scroll with the proper letters, open and closed passages, but I have found none, not to mention a scroll which is accurate as to the plene and defective spellings, a subject completely lost to our entire generation.
راجع هذا الرابط :-
http://users.cecs.anu.edu.au/~bdm/dilugim/CohenArt/
3 - تناقض المخطوطات الماسورتية مع المخطوطات اليونانية و السريانية وكتابات حاخامات اليهود (علماء اليهود) المسجلة في القرون الميلادية الأولى :-
يقر علماء اليهود والمسيحيين بأن الكتاب المقدس الحالي بما فيه التوراة (الأسفار الخمسة الأولى) هو نتيجة العديد من التعديلات والتحريفات التي تراكمت على مدار آلاف السنين و لذلك فإن مجموعة منهم يحاولون ويجتهدون للوصول إلى النص الأصلي ، وهي محاولة شكك فيها البعض معتقدين أنها ستؤدى إلى مزيد من المشاكل
ملحوظة :-
وهذا أمر طبيعي لأنهم ليسوا أنبياء ولا رسل حتى يستطيعوا أن يصلوا إلى الحقيقة المطلقة التي حاول أجدادهم إخفاؤها و التي أظهرها رب العالمين في القرآن الكريم ، وعلى العموم فإنهم في النهاية يقرون بحدوث التحريف
فنقرأ من موقع times of israel :-
And yet the Hebrew Bible — including the Torah, its first five books — is riddled with corruptions and alterations that have accrued and been passed down over the millennia.
كما نقرأ :-
The text of the Hebrew Bible now being used descends from what is called the Masoretic text, which was assembled between the sixth and 10th centuries by Jewish scribes and scholars in present-day Israel and Iraq. But even among the various versions of the Masoretic text there are subtle differences.
نص الكتاب المقدس الحالي مستمد من النص الماسورى الذي قام العلماء اليهود في فلسطين و العراق بتجميعه بين القرنين السادس والعاشر الميلادي و لكن بين هذه النسخ أيضا اختلافات بسيطة
ونقرأ أيضا :-
Contemporary scholars seeking to understand the history of the Hebrew Bible’s text utilize a range of other sources, including ancient Greek and Syriac translations, quotations from rabbinic manuscripts, the Samaritan Pentateuch and others. Many of these are older than the Masoretic text and often contradict it, in ways small and large.
Some of the errors are natural outgrowths of the process of scribal transmission — essentially typos in which the scribe mistook one letter for another, skipped a word or transposed words. In other cases the scribes may have changed the text intentionally to make it more comprehensible or pious.
The level of variation differs from book to book. Hendel estimates that it ranges from approximately 5 percent in Genesis to some 20%-30% in books such as Samuel and Jeremiah. While many changes are small, others are more substantial.
العلماء المعاصرون الذين يسعون لمعرفة تاريخ نص الكتاب المقدس يستخدمون مجموعة من المصادر الأخرى و هي الترجمات اليونانية والسريانية القديمة واقتباسات من المخطوطات الحاخامية و التوراة السامرية . الكثير من هذه المصادر أقدم من النص الماسوري وغالبا يتعارض ويختلف معه بعضها اختلافات كبيرة و بعضها اختلافات قليلة
بعض هذه الاختلافات هي نتيجة أخطاء في الطباعة أو في النقل (يعني أخطاء غير مقصودة) ، وفي اختلافات أخرى فإن الكتبة قاموا بها عمدا اما لجعل النص مفهوم أكثر أو أكثر تقية
ومستوى تلك الاختلافات يختلف من سفر إلى آخر ويقدر العالم هندل مستوى تلك الاختلافات بــ 5 % في سفر التكوين وبين 20% - 30% في سفر صموئيل وسفر إرميا وتوجد اختلافات صغيرة وبعضها جوهرية
ملحوظة :-
(الكتبة غيروا في النص لجعله مفهوم أكثر طبقا لفهمهم و أهوائهم ليوجهوا القارئ في اتجاه معين قد يكون مخالف للغرض الحقيقي )
انتهى
كما نقرأ :-
Just before Cain slays Abel, the Masoretic text announces that Cain speaks but offers no dialogue. Both the Samaritan Pentateuch and the ancient Greek translation called the Septuagint supply the missing speech: “Let us go out to the field.” In this instance, emending the text is relatively straightforward.
But elsewhere the task becomes complicated. The book of Jeremiah in the Septuagint is approximately 15%-20% shorter than the version in the Masoretic text, and the text appears in a different order. In this case, editors are not just dealing with glitches but with entirely different versions of the same text.
على سبيل المثال فإنه قبل أن يقتل قايين هابيل فإننا نجد في النص الماسورى يتكلم ولكن لا يوجد حوار بينما في كلا من التوراة السامرية والترجمة السبعينية (الترجمة اليونانية للكتاب المقدس) نجد الكلام المفقود هو (دعنا نذهب إلى الميدان) ، وبعد هذا التعديل في النص أصبح أكثر وضوحا نسبيا
و لكن في أماكن أخرى فإن مهمة إعادة النص الأصلي قبل التحريف والتعديل تصبح أكثر تعقيدا فنجد أن سفر إرميا في الترجمة السبعينية أقصر بنسبة 15% - 20% من النسخ فى النص الماسورى كما يظهر بترتيب مختلف ، وفى هذه الحالة فإن المحررين ليس عليهم التعامل مع مواطن الخلل ولكن مع اصدارات مختلفة تماما من الكتاب المقدس
و نسيان بني إسرائيل لكتابهم هو ما أخبرنا به القرآن الكريم قبل هؤلاء العلماء
قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15))
صدق الله العظيم (سورة المائدة)
وهذا يؤكد على أنه في وقت نزول القرآن الكريم فإنه احتوى على قصص لم تكن موجودة في كتب بني إسرائيل سواء الأسفار المكتوبة أو حتى التلمود في ذلك الوقت
وهذا النسيان لم يحدث فقط لليهود ولكن حدث أيضا مع المسيحيين بدليل ما يقوله إنجيل يوحنا على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام في الحديث عن المعزى الآخر
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
14 :26 و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء (( و يذكركم بكل ما قلته لكم ))
وهذا يعنى أن مجئ روح الحق لا يكون إلا بعد نسيان التعاليم الحقيقية للمسيح عليه الصلاة والسلام ومحاولة قوى الشر اخفائها لأنه سيذكرهم بكل ما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام ، ولا يأتي التذكير الا بعد النسيان
المطلب الثاني (2-2) :- أهواء طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية هو ما شكل مخطوطات الكتاب المقدس المتعددة في تلك الفترة
المقدمة :-
انقسم بنو إسرائيل في الفترة الهلينستية لطوائف متعددة لكل منها معتقداتها الدينية والثقافية المختلفة عن الأخرى بعضها نعرفها ووصلت إلينا بعض المعلومات عنها والبعض الآخر لا زلنا لم نكتشفها
للمزيد راجع :-
طوائف بنى اسرائيل فى الفترة الهلنستية
هذه الطوائف قامت بتحريف كتب الأنبياء الحقيقية بما يتناسب مع أهوائها ومعتقداتها المحرفة و كل ذلك بعد أن قام اليونانيين بحرق كتب الأنبياء الحقيقية
فلم يصل إلينا إلا المخطوطات التي تم كتابتها في الفترة الهلينستية ما عدا مخطوطة واحدة كانت قبل السبي البابلي ولكنها صغيرة جدا ولا يوجد بها إلا بعض الوصايا فقط ولا شئ آخر
وكانت من أهم تلك الطوائف الصدوقيين الذين أنكروا القيامة والجنة والنار ووجود الشيطان
للمزيد راجع هذا الرابط :-
أهواء طوائف اليهود في الفترة الهلنستية هو ما شكل مخطوطات العهد القديم
المطلب الثالث (3-2) :- قانونية العهد القديم (التناخ عند اليهود) لم تتم بوحي مقدس ولكن طبقا لهوى القرائين
المقدمة :-
رأينا في موضوع (التعددية النصية للكتاب المقدس في الفترة الهلنستية مثبتة من خلال المخطوطات) حقيقة وجود نصوص متعددة للأسفار المنسوبة للانبياء (التي أصبحت كتاب مقدس لليهود والمسيحيين) وكانت بين هذه النصوص اختلافات كبيرة وجوهرية فكانت تناقض بعضها البعض
والحقيقة أن قانونية الأسفار الحالية صنعتها طائفة من بني إسرائيل حسب هواها وهم العلماء الماسورتين الذي يعتقد العلماء أن أغلبهم كان من طائفة القرائين التي تم اعتبارها امتدادا للصدوقيين (إحدى طوائف بنى اسرائيل فى الفترة الهلنستية و التى اعتنقت الأفكار و الفلسفات اليونانية الوثنية )
راجع هذا الرابط :-
قانونية العهد القديم تحددت طبقا لهوى القرائين
المطلب الرابع (4-2) :- من كتبة أسفار العهد القديم
1- الأسفار الخمسة الأولى الحالية لم يكتبها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام :-
الاصحاح 34 من سفر التثنية و الذى يقص أحداث وفاة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام هو أكبر دليل على أن الأسفار الخمسة الموجودة حاليا لم يكتبها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولكنها كانت كتابات آخرين جاءوا بعده بزمان طويل حاولوا فيها تقليد التوراة ولكن بمفهومهم ومنطقهم
ومهما حاول علماء المسيحية تبرير تلك النصوص إلا أنه ستبقى الحقيقة أن هذه الأسفار بشكلها الحالي لم يكتبها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
فنقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(توحي هذه الأعداد الختامية بأن كاتبها كان شخصًا متأخرًا عن زمن يشوع. ولعل العازار أو أحد الشيوخ أضافها بعد موت يشوع (يش 24: 31).)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
و تعليقا على محاولة القمص تادرس لصنع قانونية زائفة للأسفار الخمسة الأولى :-
1- هو يقر بأن هناك أعداد لم يكتبها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولكنه يحاول أن يجعلها فى حدود الاصحاح الأخير فقط
ولكن ما رأيه فى هذا النص من سفر التثنية :-
3 :14 يائير ابن منسى اخذ كل كورة ارجوب الى تخم الجشوريين و المعكيين و دعاها على اسمه باشان حووث يائير ((الى هذا اليوم))
هذه الجملة تعنى أن كاتب النص ليس سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولكن شخص جاء بعده بزمان طويل
وأيضا ما رأيه فى هذا النص من سفر التثنية :-
31 :22 فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم و علم بني اسرائيل اياه
الأكيد أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يكتب (فكتب موسى هذا النشيد فى ذلك اليوم)
انما شخص جاء بعده بزمان
يعنى ليس فقط الاصحاح الأخير من سفر التثنية هو من كتبه شخص غير سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولكن السفر كله وبالتالي باقي الأسفار الخمسة
2- ولكن يا ترى يا قمص يعقوب من هو هذا الكاتب ، أنت تحاول جعله أحد الكهنة الذين جاءوا بعد يشوع وتستشهد بنص من سفر يشوع يقول :-
24 :31 و عبد اسرائيل الرب كل ايام يشوع و كل ايام الشيوخ الذين طالت ايامهم بعد يشوع و الذين عرفوا كل عمل الرب الذي عمله لاسرائيل
النص لا يقول أن هناك أحد من الشيوخ أضاف الجزء الأخير من سفر التثنية
كل ما يقال أن بني إسرائيل عبدوا الرب ، فسفر يشوع يؤرخ لفترة معينة وليس لكل تاريخ بني إسرائيل
وهناك أسفار أخرى تؤرخ لفترات فساد بني إسرائيل بعد ذلك و تؤكد على تحريفهم الكتاب
فنقرأ من سفر إرميا :-
6 :13 ((لانهم من صغيرهم الى كبيرهم كل واحد مولع بالربح)) و من النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب
وأيضا :-
8 :8 كيف تقولون نحن حكماء و شريعة الرب معنا حقا ((انه الى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب))
وأيضا :-
23 :36 ((اما وحي الرب فلا تذكروه بعد)) لان كلمة كل انسان تكون وحيه ((اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا))
وعلى اخفاءهم الكتب
فنقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني :-
34 :13 و كانوا على الحمال و وكلاء على كل عامل شغل في خدمة فخدمة و كان من اللاويين كتاب و عرفاء و بوابون
34 :14 و عند اخراجهم الفضة المدخلة الى بيت الرب وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب بيد موسى
34 :15 فاجاب حلقيا و قال لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب و سلم حلقيا السفر الى شافان
34 :16 فجاء شافان بالسفر الى الملك و رد الى الملك جوابا قائلا كل ما اسلم ليد عبيدك هم يفعلونه
34 :17 و قد افرغوا الفضة الموجودة في بيت الرب و دفعوها ليد الوكلاء و يد عاملي الشغل
34 :18 و اخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرا و قرا فيه شافان امام الملك
34 :19 فلما سمع الملك كلام الشريعة مزق ثيابه
34 :20 و امر الملك حلقيا و اخيقام بن شافان و عبدون بن ميخا و شافان الكاتب و عسايا عبد الملك قائلا
34 :21 اذهبوا اسالوا الرب من اجلي و من اجل من بقي من اسرائيل و يهوذا عن كلام السفر الذي وجد لانه عظيم غضب الرب الذي انسكب علينا (( من اجل ان ابائنا لم يحفظوا كلام الرب)) ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب في هذا السفر
2- وحتى سفر يشوع نفسه لم يكتبه يشوع
فالاصحاح 24 يتكلم عن موته ودفنه
أما سفر المزامير فهم يعترفون أن سيدنا داود عليه الصلاة والسلام لم يكتب جزء كبير منه وكان هناك من يضع عناوين خطأ للمزامير
للمزيد راجع :-
تحريف بنى اسرائيل للتوراة مثبت من كتب الأنبياء
وكذلك جميع أسفار العهد القديم ، فلا أحد يعلم من الذى كتبهم ، لاحتوائهم على نصوص وأحداث متأخرة كانت فى الفترة الهلنستية
للمزيد راجع هذا الرابط :-
المطلب الخامس (5 -2) :- الأسباب التي تؤكد على أن الشكل الحالي للأسفار الخمسة الأولى ليس هو نفسه الشكل الذي كان عليه الكتاب الأصلي قبل عام 300 ق.م
للمزيد راجع هذا الرابط :-
الشكل الحالى لأسفار موسى ليس التوراة الأصلية قبل عام 300 ق.م
تعليقات
إرسال تعليق