من هم المتعبدين بالعهد الجديد
المقدمة :-
كلمة المتعبدين وهي باليونانية σέβομαι وهي sebó وبالانجليزية (worship)
وردت كلمة المتعبدين أو المتعبدات عدة مرات في سفر أعمال الرسل (أعمال 13: 43 ، 13: 50 ، 16: 14 ، 17: 4 ، 17: 17 ، 18: 7 ، 19: 35 )
و معناها هو الإنسان المتدين و ليس الغريب أو النزيل في أرض فلسطين ، فقد كان المقصود أنهم من بنى اسرائيل
لأن :-
1- المتعبدون المذكورين في سفر أعمال الرسل كانوا يعيشون بعيدا عن أرض فلسطين
فاليهود كانوا هم الغرباء المشتتين أي أنهم كانوا يعيشون وسط الأجانب ويخضعون لسلطة وحكم هؤلاء الأجانب وعلى حسب ما يسمح هؤلاء الأجانب لليهود بكيفية تطبيق طقوسهم وشريعتهم يعيش اليهودي فى أرض الأجانب
وهذا يخالف وصف دخيل الباب (كما أوضحت سابقا)
للمزيد راجع هذا الموضوع :-
من هو دخيل الباب أو الزائر فى اليهودية
2- على الأجنبي أن يطبق كل الطقوس التي تدخله اليهودية
حتى يسمح اليهودي الذي يطبق الناموس للأجنبي أن يدخل مجمعه ويسمع توراته ويشترك معه فى صلاته فى يوم السبت فيجب على هذا الأجنبي أن يتهود بشكل كامل يعني على هذا الأجنبي أن يطبق كل الطقوس التي تدخله اليهودية ومن ضمنها الختان ، فيتضح من (أعمال 10 :28 ، 11 :2 ، 11 :3) أن اليهود فى ذلك الزمان لم يكونوا متسامحين فى التعامل والأكل والالتصاق بأي شخص غير المختون حتى وإن كان من بني إسرائيل ، فما بالكم إذا كان غير مختون وأيضا ليس من نفس عرقهم ، فهذا العمل كان محرما
ولكننا فى نفس الوقت نرى من سفر أعمال الرسل أن اليهود فى الشتات كانوا يسمحون لليونانيين المتعبدين (كانوا من بني إسرائيل) بدخول مجمعهم (كنيسهم) والصلاة معهم بالرغم من عدم ختانهم
وهذا يعنى أن في الشتات كان يوجد تساهل بعض الشئ نحو الاسرائيلي غير المختون بعكس الوضع في فلسطين
(ملحوظة :- الكنيس غير الهيكل ، فالهيكل أكثر قداسة من الكنيس ، وحتى اليهودي المتدين حتى يدخل الهيكل كان يجب عليه أن يطبق طقوس الطهارة وبالتالي لم يكن يوجد تسامح نحو دخول رجل يهودي غير مختون للهيكل )
3- ومما يؤكد ذلك هو عدم استخدام لوقا لكلمة ( دخيل أو أجنبي) فى وصف هؤلاء المتعبدين سواء من اليونانيين أو من اليهود
4- جاء فى سفر أعمال الرسل لوصف اليهود بأنهم متعبدون أي متدينون
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
17 :17 فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم
أي أنه المقصود هو اليهود المتدينين أي أن كلمة (متعبد) كان يقصد بها فى الأساس أشخاص من بني إسرائيل وليس غرباء عنهم
وعندما جاءت تلك الكلمة لوصف بعض اليونانيات واليونانيين فكان المقصود أن هؤلاء اليونانيين متدينين أي أنهم من بني إسرائيل يتكلمون اليونانية ويتبعون بعض عادات اليونانيين ولا يختنوا الذكور ولكنهم فى نفس الوقت ظلوا يعبدون الله ويصلون ولم يرتدوا إلى الوثنية
والدليل على ذلك :-
أ- نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
16 :13 (( و في يوم السبت )) خرجنا الى خارج المدينة عند نهر حيث (( جرت العادة ان تكون صلاة)) فجلسنا و كنا نكلم النساء اللواتي اجتمعن
16 :14 فكانت تسمع (( امراة اسمها ليدية )) بياعة ارجوان من مدينة ثياتيرا (( متعبدة لله )) ففتح الرب قلبها لتصغي الى ما كان يقوله بولس
يقول النص أن النساء يجتمعن فى يوم السبت للصلاة أي إنها صلاة اليهود فى يومهم السبت وفى نفس الوقت لم يصفها لوقا من الدخلاء كما وصف به البعض فى (أعمال 2 :10 ، 6 :5 )
مما يعنى أن تلك المرأة من بني إسرائيل فهي متعبدة (أي مؤمنة و متدينة ) من بنى اسرائيل
ونقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(عند وصوله إلى فيلبي ذهب ومعه القديسون سيلا ولوقا وتيموثاوس إلى ضواحي المدينة عند شاطئ نهر "الجنجتس" حيث اعتاد اليهود أن يصلوا هناك في يوم السبت. وفي هذا الاجتماع تحدث الرسولان إلى النساء عن الخلاص. سمعت إحدى النساء، تدعى ليديا، يهودية غنية بائعة الأرجوان والأقمشة الملونة شهادة الرسل، فآمنت واعتمدت هي وأهل بيتها)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ب - ونقرأ أيضا من سفر أعمال الرسل :-
18 :7 فانتقل من هناك و جاء الى بيت رجل اسمه يوستس كان متعبدا لله و كان بيته ملاصقا للمجمع
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
VII. Theoretically the intercourse of the Jews with the pagans was confined to commercial relations merely, and even these were greatly trammeled through the "laws of purity." The Jews lived apart, most frequently in separate quarters, grouped around their synagogues. The pious Jew could neither dine at the table of a pagan nor receive him at his own table.
الترجمة :-
سابعا. نظريًا ، اقتصر اتصال اليهود مع الوثنيين على العلاقات التجارية فقط ، وحتى هذه تم خرقها إلى حد كبير من خلال "قوانين الطهارة". عاش اليهود منفصلين ، في أغلب الأحيان في أحياء منفصلة ، وتجمعوا حول معابدهم. لا يستطيع اليهودي التقي أن يأكل على مائدة وثني ولا أن يستقبله على مائدته
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5169-diaspora#anchor25
أي أن اليهود عاشوا منفصلين عن أماكن الوثنيين وباقي الأمم وكانت بيوتهم حول المجمع
يعنى ( يوستس) الذى كان بيته ملاصق للمجمع كان من بني إسرائيل وهو رجل متدين
وهناك أدلة أخرى تؤكد على أن هذا الرجل كان من بني إسرائيل منها سياق النص نفسه الذي يوضح أن بولس خرج من المجمع وقبل أن يبدأ يكرز بين الوثنيين ذهب إلى بيت هذا الرجل المتعبد أي أن معرفته بهذا الرجل كانت قبل ذلك أي أنه من بني إسرائيل
ج - والدليل الآخر على أن تلك الكلمة كان يتم استخدامها لوصف أشخاص من بني إسرائيل
وليس من الأمم من الأعراق الأخرى :-
هو هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
هذا النص يعني بكل بساطة أن بولس كان يكرز بين بنى إسرائيل قبل ذلك أي أن كلمة (متعبد أو متعبدة ) تم استخدامها فى هذا السفر لوصف أشخاص من بني إسرائيل وليس من الأمم من الأعراق الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق