اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين اليهود والسامريين والمسيحيين
المقدمة :-
صحيح أن هناك العديد من الاختلافات بين المخطوطات الماسورتية والترجمة السبعينية والسامريين و كذلك المخطوطات السينائية و الاسكندرية التي كانت في عصر الرومان بالنسبة إلى العهد القديم (التناخ عند اليهود) ، ولكن بينها أيضا بعض الاتفاقات
ولكن لا يعني اتفاقهم في بعض الأمور والأحداث أن هذا الحدث حقيقي ولم يحرف ، وذلك لأن تلك الطوائف كما كانت تفرقهم أشياء إلا أنه كانت تجمعهم مصالح مشتركة أيضا في بعض الأمور
و سبق وأن أوضحت أن تلك المخطوطات تم كتابتها في زمان الحكام اليونانيين و أن الكتابة كانت تحدث حسب الأهواء فإذا اتفقت الأهواء اتفقوا ، وإذا اختلفت الأهواء اختلفوا
للمزيد راجع :-
تاريخ أقدم مخطوطات العهد القديم ترجع إلى الفترة الهلنستية
فكانوا جميعهم يحكمهم نفس الفكر اليهودي الهلنستي الذي يحاول الجمع بين اليهودية واليونانية و ذلك لاعتقادهم بالفلسفة الأبيقورية أو بالفلسفة الرواقية وكلتاهما فلسفة يونانية
حاول الحكام اليونانيين ومن بعدهم الرومان نشره بين بني إسرائيل
فاستخدموا في ذلك اللين تارة واستخدموا العنف تارة أخرى لدرجة أنهم أحرقوا كتب اليهود الدينية
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 ((و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار))
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
1: 61 هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في اسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا
للمزيد راجع :-
و
و في هذا الموضوع ان شاء الله أوضح الرد على سؤال قد يطرأ على عقول بعض المسيحيين ظنا منهم أن وجود بعض الاتفاقات في تلك المخطوطات (وليس كلها بالتأكيد) فهذا يثبت صحة كتابهم أو على الأقل صحة تلك الاتفاقات وأن هذا يجعل الأمور المتفق عليها قانونية وصحيحة
ولكن الاتفاق لا يعني صحة المعلومة الواردة بهذه المخطوطات ولكن الاتفاق مرجعه إلى الاشتراك في مصلحة ما أو فكر ما وهو الفكر والثقافة اليهودية الهلنستية
وسبق وأن أوضحت أن السامريين واليهود اتفقوا على أن سيدنا اسحاق عليه الصلاة والسلام هو الإبن الذبيح ، وسبب هذا الاتفاق لا يرجع إلى أنه بالفعل سيدنا اسحاق عليه الصلاة والسلام كان الإبن الذبيح و لكن لأنه كانت هناك منفعة مشتركة لهم لأنه الجد المشترك و أرادوا أن ينال جدهم هذه الكرامة و لذلك لن يختلفوا في ذلك حتى لو كان الأمر كذب
بينما الحقيقة أنه لم يكن هو الإبن الذبيح لأنه لم يكن أبدا الابن الوحيد (تكوين 22: 2) كما نص كتابهم نفسه ليفضحهم ويفضح تحريفهم وكذبهم ، فالكاذب يترك دائما دليلا على كذبه وغشه
و فى نفس الوقت ونفس القصة اختلفا في تحديد المكان الذى تم فيه فداء الإبن الذبيح وهذا لاختلاف الأهداف والمنفعة في هذه الجزئية فكل طرف يريد أن يجعل المكان داخل حدود أرضه لتحويله إلى مكان مقدس
فالسامريين جعلوه في أرض موريه (Moreh ) وبالعبرية מוראה لأنها المنطقة المحيطة بشكيم حيث يقع جبل جرزيم المقدس عندهم
أما اليهود فى المخطوطات الماسورتية فجعلوه في أرض المريا ( Moriah) و بالعبرية מריה
فنقرأ من سفر التكوين المعتمد من اليهود :-
22 :2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق و اذهب الى ((ارض المريا)) و اصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك
ثم بعد ذلك نراهم يتهمون بعضهم البعض بالتحريف ، فنجد فى التلمود الحاخام اليعازر شمعون يتهم السامريين بتحريف أسفار موسى ، بينما الحقيقة أن كلاهما محرف
هكذا أيضا كان السبب في الاتفاق وفي الاختلاف بين مخطوطات الكتاب المقدس لليهود فيجمعهم المصلحة المشتركة وتفرقهم مصلحة الفرقة الواحدة
وبالنسبة للمسيحيين فيعتقد العلماء أنه تسلل إليهم اليهود الهلنستيين في نفس الوقت الذي تم اجتذاب بعض من رجال دينهم من قبل الحكام الرومان لاخضاعه المسيحيين لهم ، ولذلك كان أنسب شئ لهم هي تلك الكتابات المحرفة التي تكرس لسلطتهم الروحية على العقول و التي تمكنوا بها من اخضاعهم للرومان عن طريق صناعة عقيدة ما أنزل الله بها من سلطان
ويتضمن هذا الموضوع :-
المطلب الأول (1-4) :- الترجمة السبعينية تم صنعها بمباركة الحكام اليونانيين
المطلب الثاني (2-4) :- توافق الفريسيين و الصدوقيين في الفترة الهلينستية هو السبب في تعدد مصادر الأسفار الخمسة الأولى
المطلب الثالث (3-4) :- توافق السامريين مع أفكار الصدوقيين
المطلب الرابع (4-4) :- الماسورتين الذين صنعوا قانونية الأسفار الحالية للعهد القديم كانوا من طائفة القرائين الذين كانوا امتداد للصدوقيين أصحاب الفكر اليهودي الهلنستيى
المطلب الخامس (5-4) :- المخطوطات السينائية وغيرها تم صنعها فى عهد الرومان حيث كانت تنتشر الفلسفة الأبيقورية والرواقية
المطلب السادس (6 -4) :- اليهود الربانيين يعوضون النقص في الأسفار القانونية من خلال التقليد ، والمسيحيين يعوضونه من خلال العهد الجديد
المطلب الأول (1-4) :- الترجمة السبعينية تم صنعها بمباركة الحكام اليونانيين
الترجمة السبعينية هي ترجمة الكتاب المقدس من العبرية إلى اللغة اليونانية التي يتحدث بها اليهود المتهلهنيين (اليهود المتشبهين بالثقافة اليونانية) و صنعت بمباركة الحكام اليونانيين وفي الفترة الهلنستية ويقال أنها تمت في عام 285 ق.م عندما كانت فلسطين واقعة تحت الحكم البطلمي اليوناني يعني كان المقصود منها أن يقرأها اليهود الهلنستيين (اليهود المتشبهين باليونانيين)
لذلك من الطبيعي أن يظهر فيها الكتابات المتأثرة بالفكر الأبيقوري شديد الوضوح
وفى الحقيقة أن كل تلك المخطوطات للكتاب المقدس نشأت في الفترة التي حاول فيها اليونانيين نشر ثقافتهم اليونانية بين بني إسرائيل
للمزيد راجع :-
خطاب اريستياس ليس دليل على قانونية الترجمة السبعينية
1- الفكر الأبيقوري واضح في العهد القديم :-
أ- الموسوعة اليهودية تقول إن كتابات الكتاب المقدس القديمة (العهد القديم) لا يوجد بها أي إشارة على القيامة والخلود في الآخرة :-
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
The Book of Ecclesiastes in its original form, that is, before its Epicurean spirit had been toned down by interpolations, was probably written by a Sadducee in antagonism to the Ḥasidim (Eccl. vii. 16, ix. 2; see P. Haupt, "Koheleth," 1905; Grätz, "Koheleth," 1871, p. 30). The Wisdom of Ben Sira, which, like Ecclesiastes and older Biblical writings, has no reference whatsoever to the belief in resurrection or immortality, is, according to Geiger, a product of Sadducean circles ("Z. D. M. G." xii. 536). This view is partly confirmed by the above-cited blessing of "the Sons of Zadok" (Hebrew Ben Sira, li. 129; see also C. Taylor, "Sayings of the Fathers," 1897, p. 115).
الترجمة :-
سفر الجامعة في شكله الأصلي قبل تقليل روحه الأبيقورية بواسطة الزيادات المدسوسة (المقحمة) ، ربما كتب من قبل الصدوقيين في فترة عدائهم مع Ḥasidim (الحسيديم) - (Eccl. vii. 16, ix. 2; see P. Haupt, "Koheleth," 1905; Grätz, "Koheleth," 1871, p. 30) و سفر حكمة يشوع بن سيراخ مثل سفر الجامعة و أسفار الكتاب المقدس القديمة (العهد القديم) لا يوجد به اشارة على الاطلاق الى الاعتقاد بالقيامة أو الخلود ، وهو وفقا لجيجر منتج من أوساط الصدوقيين .و يؤكد جزئيا هذا الرأي المذكور أعلاه نعمة أبناء صادوق (Hebrew Ben Sira, li. 129; see also C. Taylor, "Sayings of the Fathers," 1897, p. 115).
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/12989-sadducees#anchor6
ب- الفلسفة الأبيقورية إحدى فلسفات اليونانيين التي انتشرت في الفترة الهلينستية وكانت تنكر القيامة والثواب والعقاب الأخروي :-
و الفلسفة الأبيقورية نقرأ عنها من موقع الأنبا تكلا :-
(فالأبيقورية Epicureanism تعتمد فلسفتها على رفض فكرة الخلود ونبذ التعليم عن الحياة الأخرى، ومن هنا فهي تدعو إلى ملء الكأس من اللذّة قدر المستطاع في الوقت الراهن، ولكن الفكرة هنا -في هذا الكتاب بموقع الأنبا تكلاهيمانوت- قائمة على أساس تقديس الحاضر... تقديس اليوم - كل يوم..)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
Epicureanism emphasizes the neutrality of the gods, that they do not interfere with human lives
الترجمة :-
يؤكد الأبيقوريين على حياد الآلهة وأنها لا تتدخل فى حياة الانسان
كما نقرأ عنها :-
The school's popularity grew and it became, along with Stoicism and Skepticism, one of the three dominant schools of Hellenistic Philosophy, lasting strongly through the later Roman Empire.
الترجمة :-
نمت شعبية المدرسة الأبيقورية و شكلت مع الرواقية والتشكيك ، واحدة من أهم ثلاث مدارس مهيمنة على الفلسفة الهلنستية، واستمرت لاحقا بقوة من خلال الإمبراطورية الرومانية
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Epicureanism
2- اتفاق الترجمة السبعينية و مخطوطات قمران على إخفاء القيامة والجنة والنار مرجعه الفكر الأبيقوري المشترك بين كتبته :-
مخطوطات قمران احتوت على كتب مختلفة في الفكر بعضها الكتب الموجودة في مخطوطات الترجمة السبعينية وبعضها كتب أخرى لا وجود لها في باقي المخطوطات و لذلك يرجح العلماء أن في تلك الفترة لم يكن هناك كتاب مقدس موحد لليهود
للمزيد راجع :-
http://users.cecs.anu.edu.au/~bdm/dilugim/CohenArt/
وبالنسبة إلى وجود بعض الاتفاقيات بين مخطوطات قمران وبين الترجمة السبعينية
فهذا لا يعني أبدا أن هذا الاتفاق صحيح ولكنها المصلحة الأهواء و إرضاء الحاكم اليوناني
بدليل وجود كتب أخرى مختلفة في تلك المخطوطات لا وجود لها في مخطوطات الترجمة السبعينية ولا المخطوطات الماسورتية
مع ملاحظة أن في الفترة التي تم كتابة فيها تلك المخطوطات هي نفس الفترة التي حاول فيها اليونانيين وأتباعهم من بني إسرائيل نشر الفلسفات اليونانية وجعل بني إسرائيل ينسون الحق
فما يزعمون أنه عهد قديم وتمسك الصدوقيين بنص الكتاب و حرف الناموس هو فى الحقيقة تمسك الصدوقيين بكتابهم المحرف الذين حذفوا فيه ما يخالف معتقداتهم الأبيقورية
المطلب الثاني (2-4) :- توافق الفريسيين و الصدوقيين في الفترة الهلينستية هو السبب في تعدد مصادر الأسفار الخمسة الأولى
سبق وأن تكلمت عن ما اكتشفه العلماء حول التعددية النصية للكتاب المقدس في الفترة الهلينستية وأنه لم يكن هناك نص موحد مقدس لدى تلك الطوائف
للمزيد راجع :-
نسخ مختلفة لأسفار العهد القديم في المخطوطات تؤكد التحريف
كما تكلمت عن اتفاق بين الصدوقيين والفريسيين في فترة متأخرة وكان ذلك في فترة ضعف الصدوقيين و قوة الفريسيين بعد فسادهم وتسلل الأفكار الهيلينية (اليونانية) إليهم ، حيث كان هناك كتاب الصدوقيين الذي كان نتيجة تحريفهم للتوراة الحقيقية و كذلك بعض القصص المنقوصة التي كانت لدى الفريسيين من باقي التوراة الحقيقية لذلك سعى الفريسيين لايجاد أرضية مشتركة بين طوائف بني إسرائيل و ايجاد كتاب تتوافق حوله تلك الطوائف لذلك مزجوا بعض نصوصهم المنقوصة مع كتاب الصدوقيين المحرف ، وتم هذا المزج بدون هدى وكان الفكر الغالب في هذا الكتاب هو فكر وعقيدة الصدوقيين حيث كان قد فسد الفريسيين و نسوا جزء مما كان لدى أسلافهم
للمزيد راجع :-
و لهذا السبب كان هناك تعدد مصادر الأسفار الخمسة الأولى الذي لاحظه العديد من دارسى الكتاب المقدس حيث وجدوا اختلاف في الأسلوب و تناقض واضح في الأفكار
وهذه الملاحظة نتج عنها عدة نظريات كان من أهمهم نظريتان هما النظرية الوثائقية ، و النظرية التكميلية
وسبق وأن تكلمت عنهما بالتفصيل
للمزيد راجع :-
اقتناع عدد كبير من دارسي الكتاب المقدس وعلمائه على تعدد مصادر الكتاب المقدس بشكله الحالى
المطلب الثالث (3-4) :- توافق السامريين مع أفكار الصدوقيين
هناك بعض التوافق بين مخطوطات الأسفار الخمسة الأولى عند السامريين وبين مخطوطاتها عند اليهود ، وهذا ليس دليلا على صحة المضمون اطلاقا
فسبق وأن أوضحت في المقدمة أن تلك الطوائف كانت تجمعهم المصلحة المشتركة وتفرقهم اختلاف المصلحة في نقطة أخرى ، وفى هذا المطلب سوف أوضح من الناحية التاريخية لماذا هناك بعض التوافق بين مخطوطاتهم
1- تاريخ مخطوطات السامريين :-
أقدم مخطوطاتهم ترجع إلى الفترة بين القرن 12 الميلادي و القرن 14 الميلادي
و بعض أجزائه يقال أنه كتب في عام 656 ميلادي
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Samaritan_Pentateuch#Manuscripts
2- السامريين تحت حكم اليهود و اليونانيين :-
ما حدث لليهود على يد اليونانيين في الفترة الهلينستية وقع أيضا للسامريين في نفس تلك الفترة حيث انقاد بعض السامريين لليونانيين و تهلهنوا بينما رفض البعض الآخر
ولكن في عام 128 ق.م استولى الملك يوحنا هركانوس من المكابيين على السامرة ودمر معبد جرزيم ، وهو نفس الملك الذي أوقف العمل بمبادئ الفريسيين و تقنين العمل بمبادئ وأفكار الكهنة الصدوقيين
فنقرأ عنه من الموسوعة اليهودية عن يوحنا هركانوس :-
He suspended the Pharisaic rules, and made the Sadducean statutes the standard for the interpretation of the Law
الترجمة :-
عطل مبادئ الفريسيين ، وجعل قوانين الصدوقيين المعيار لتفسير القانون
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/7972-hyrcanus-john-johanan-i#anchor4
هذا الملك نفسه قام بتدمير معبد جرزيم المقدس عند السامريين ، مما يعني أن هذا الملك كان يحاول فرض أفكار ومبادئ دينية محددة على السامريين وبالتأكيد كانت هذه الأفكار هي أفكار الصدوقيين ، و لكن بالرغم من ذلك ظل السامريين يتوجهون إلى الجبل جرزيم بسبب الخلافات العصبية ، واستمر السامريين خلال الفترة الرومانية تحت حكم اليهودية ، وعند تولي هيرودس الكبير الحكم وكانت زوجته الرابعة سامرية اسمها ملثاكى قام ببناء مدينة السامرة و أسماها سبسطية (سيباسطية) كما بنى بها هيكل هيرودس
راجع هذا الرابط :-
يعنى فى تلك الفترة كانت السامرة واليهودية تحت حكم سياسى واحد ، وكان فيها الملوك الذين قننوا العمل بمبادئ وأفكار الصدوقيين الدينية و لكن ظلت الخلافات العصبية موجودة بينهم
لذلك من الطبيعي أن تحتوى كتبهم الدينية على الأفكار التي نشرها الصدوقيين بين اليهود مع وجود اختلافات خاصة بالخلافات القبلية ، يعني كان السامريين مثلهم مثل أي طائفة من طوائف اليهود في ذلك الوقت تأثرت بأفكار الصدوقيين ومرت عليها نفس الأحداث السياسية و الثقافية والاجتماعية ، ولكنهم في نفس الوقت ظلوا متمسكين بعصبيتهم القبلية ، ولذلك نجد بين كتابهم الديني وبين كتب اليهود بعض التوافق وأيضا بعض الاختلافات
ومن أمثلة الاختلافات هو محاولة كل طرف من اليهود و السامريين إظهار أن المكان المقدس والجبل المقدس موجود على أرضه
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
Especially significant are the Pharisaic innovations in connection with the Sabbath. One of them is the special duty imposed upon the mistress of the home to have the light kindled before Sabbath (Shab. ii. 7), whereas the Samaritans and Karaites, who were in many ways followers of Sadducean teachings, saw in the prohibition against kindling fire on Sabbath (Ex. xxxv. 3) a prohibition also against light in the home on Sabbath eve.
الترجمة :-
أهمية خاصة هي البدع الفريسية حول السبت. أحدها هو الواجب الخاص المفروض على سيدة المنزل إشعال النار قبل يوم السبت (Shab. II. 7) ، في حين أن السامريين والقرائيين ، الذين كانوا في كثير من الأحيان أتباع تعاليم الصدوقيين ، رأوا في حظر إشعال النار يوم السبت (خروج : 35: 3 ) حظر أيضًا النور في المنزل ليلة السبت.
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/12087-pharisees#anchor4
للمزيد راجع :-
ولكن كما قلت قبل ذلك ان التوافق لا يعني أنه صواب ولكنها كانت المصالح
المطلب الرابع (4-4) :- الماسورتين الذين صنعوا قانونية الأسفار الحالية للعهد القديم كانوا من طائفة القرائين الذين كانوا امتداد للصدوقيين أصحاب الفكر اليهودي الهلنستيى
العهد القديم الحالي الذي يعتمده اليهود والمسيحيين كان بناء على المخطوطات الماسورتية وعمل علماء الماسورتيين
وهؤلاء أيضا كان منبعهم أفكار اليهودية الهلينستية
لذلك اختاروا ما يناسبهم من مخطوطات تتناسب مع معتقداتهم التي تتفق في بعض الأمور مع الترجمة السبعينية وغيرها من مخطوطات العهد القديم التي تم كتابتها في الفترة الهلينستية
ويرجح أغلب العلماء أنهم من القرائين (Karaite Judaism or Karaism)
1- النسخة الماسورية هي أساس التناخ (العهد القديم الحالي ):-
المخطوطات الماسورتية هي المخطوطات العبرية لما يسمى بالعهد القديم (التناخ) والتي اعتمدها البروتستانت ثم باقي الطوائف المسيحية وجعلوها ضمن كتابهم المقدس
نقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(والعهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد. وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيرًا يسمى "المسورة" أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص. وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها. وقد دون الماسوريون الإصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوها في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولها أو رفضها بعد البحث والتدقيق.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
2- غالبية الماسوريين كانوا من طائفة القرائين التي انتشرت بين اليهود في القرون الوسطى :-
أ- فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
The ben Asher family and the majority of the Masoretes appear to have been Karaites
الترجمة :-
يبدو أن عائلة بن آشر وغالبية الماسوريين كانوا من القرائين
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Masoretes
ب- و ونقرأ من jewish virtual library :-
It should not be surprising to discover that many masoretes, so involved in the Masorah, held Karaite beliefs. After all, it was the Karaites who placed such absolute reliance on the Torah text. It would be natural that they would devote their lives to studying every aspect of it.
الترجمة :-
لا ينبغي التعجب أن يتم اكتشاف أن كثير من العلماء الماسورتيين اعتنقوا معتقدات القرائين . بعد كل شيء ، كان القرائيون هم من وضعوا مثل هذا الاعتماد المطلق على نص التوراة. سيكون من الطبيعي أن يكرسوا حياتهم لدراسة كل جانب من جوانبها
انتهى
كما نقرأ :-
The surprising element was that being a Karaite didn't disqualify Aaron ben Moses ben Asher in the eyes of Rabbinic Jews (like RaMBaM).
With one exception:
It was known that Saadia Gaon had written against the Karaites. In his critiques, Saadia mentioned a "Ben Asher." Until recently, it never occurred to Jewish scholars to associate the "Ben Asher" of Saadia's diatribe with the famous Aaron ben Asher of Tiberius. After all, Aaron ben Asher was respected throughout the Jewish world. The Karaites were considered outsiders. It was unthinkable that traditional "normative" Jews would accept the work of a Karaite.
Recent research indicates, however, that it is probable that the subject of Saadia's attack was Aaron ben Moses ben Asher.
الترجمة :-
الشيء المثير للدهشة أن القرائين لم يستبعدوا هارون بن أشر (أحد علماء الماسورتين) من اليهود الربانيين
باستثناء أن سعاديا غاون (سعيد بن يوسف الفيومي) (أحد علماء اليهود في القرون الوسطى) في كتاباته ضد القرائين قد انتقد شخص وهو (بن أشر) و حتى وقت قريب لم يربط علماء اليهود بين هارون بن أشر وبين بن أشر الوارد في نقد سعاديا غاون نظرا لأن هارون بن أشر تم احترامه في جميع أنحاء العالم اليهودي ومن غير المعقول أن اليهود التقليديين يقبلون عمل القرائين
و لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى احتمال أن هجوم سعاديا كان على هارون بن أشر
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.jewishvirtuallibrary.org/aaron-ben-moses-ben-asher
كما نقرأ عن هجوم سعاديا غاون (سعيد بن يوسف الفيومى) على هارون بن أشر (أحد العلماء الماسوريين) :-
His most important accomplishment, however, was his confrontation with the Karaities.
He issued articles, letters, and responsa attacking the doctrine of the Karaites, and even declared that they were not Jews. One of his primary targets was Aaron ben Asher. The fury of his attack must have shocked the Karaites. They responded with their own letters and attacks, but their Arabic wasn't as good as Saadia's, and their defenses were less convincing. Saadia successfully defended rabbinic authority against the Karaite philosophical invasion.
الترجمة :-
كانت أهم إنجازات سعاديا غاون (سعيد الفيومي) هو مواجهته للقرائين
فأصدر مقالات ورسائل مهاجما عقيدة القرائين لدرجة أنه أعلن أنهم ليسوا يهود . وكان هارون بن أشر هو أحد أهدافه الرئيسية ، أثار هجومه غضب القرائين فقاموا بمهاجمته ولكن لغتهم العربية لم تكن جيدة مثله فكانوا أقل اقناعا منه ، فنجح سعاديا في الدفاع عن السلطة الحاخامية ضد هذا الغزو الفلسفي
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.jewishvirtuallibrary.org/saadia-gaon
يعني الماسورتين الذين حددوا قانونية العهد القديم الحالي كانوا من القرائين الذين يقول عنهم العلماء أنهم امتداد للصدوقيين ويحملون جزء من أفكارهم
3- القرائين خلفاء الصدوقيين :-
القرائين يرفضون التقليد اليهودي ويعتقد أغلب العلماء أيضا أنهم خلفاء الصدوقيين فهم يتفقون معهم فى رفض التقليد الشفهي و يوجد بعض القرائين ترفض القيامة والحياة الآخرة
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا عن تشابه معتقدات الصدوقيين مع معتقدات القرائين :-
Abraham Geiger, a 19th-century German scholar who founded Reform Judaism, posited a connection between the Karaites and a remnant of the Sadducees, the 1st-century Jewish sect that followed the Hebrew Bible literally and rejected the Pharisees' notion of an Oral Torah even before it was written.[9] Geiger's view is based on comparison between Karaite and Sadducee halakha: for example, a minority in Karaite Judaism do not believe in a final resurrection or after-life, a position also held by the Sadducees.
الترجمة :-
أبراهام جيجر وهو عالم ألماني في القرن التاسع عشر الميلادي وهو الذي أسس اليهودية الإصلاحية وضع علاقة بين القرائين وبقية الصدوقيين الطائفة اليهودية في القرن الأول الميلادي التي اتبعت الكتاب المقدس العبري حرفيا ورفضت فكرة الفريسيين عن التوراة الشفهية قبل أن يكتب ويعتمد رأى جيجر على المقارنة بين شريعة (هلاخاه) القرائين و الصدوقيين فعلى سبيل المثال أقلية في اليهودية القرائية لا يؤمنوا بالقيامة نهائيا أو ما بعد الحياة وهو الموقف الذي اتخذه الصدوقيين أيضا
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Karaite_Judaism#Origins
و نقرأ من الموسوعة اليهودية عن القرائين :-
the resurrection of the dead was interpreted in an allegorical and rationalistic sense, as Israel's deliverance from exile, this view being probably borrowed from Sadduceeism;
الترجمة :-
فسروا قيامة الموتى بمعنى عقلاني مثل إنقاذ إسرائيل من المنفى و هذا الرأي ربما يكون مقتبس من الصدوقيين
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/9211-karaites-and-karaism#anchor1
وكذلك نقرأ من تفسير الأنبا مكاريوس :-
(رفض الصدوقيين التقاليد وتعليلات الفريسيين، والتزموا فقط بالأسفار المقدسة وهو نفس المنهج الذي اتخذه اتباع طائفة "القرائين" Karaites في العصور الوسطى)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
حتى العلماء الذين يخالفون هذا الرأي فهم يعتقدون بتأثر القرائين بأفكار فيلون اليهودي السكندري الذى عاش فى الفترة (25 ق.م - 50 م) و كان متأثر بالفلسفة الرواقية وإن كانت تلك النظرية يوجد ما يناقضها
و لكن كل هذه الآراء تعنى تشابه القرائين مع اليهود الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية أي أن فى النهاية النتيجة واحدة وهو الفكر اليهودي الهلنستي
4- اتفاق القرائين مع الصدوقيين في بعض وجهات النظر واختلافهم في البعض الآخر كان السبب في تعويض القرائين لهذه الاختلافات من خلال صنع قانونية لأسفار أخرى :-
فهناك اتفاق بينهم في بعض وجهات النظر ولكن أيضا هناك اختلافات بينهم في آراء أخرى
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
Karaites have always maintained that, while there are some similarities to the Sadducees due to the rejection of rabbinical authority and the Oral Law, there are major differences.
الترجمة :-
أكد القرائون دائمًا أنه في حين أن هناك بعض أوجه التشابه مع الصدوقيين بسبب رفض السلطة الحاخامية والقانون الشفوي ، إلا أن هناك اختلافات كبيرة
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Karaite_Judaism
ولذلك اعتمد الماسورتين (كان أغلبهم من القرائين) مجموعة من الأسفار لكتبة تختلف وجهات نظرهم وآرائهم
على سبيل المثال :-
طائفة القرائين اتفقت مع الصدوقيين في فكرة إنكار قيامة الآخرة والثواب والعقاب في الآخرة (الجنة والنار) و في نفس الوقت فإن الصدوقيين كانوا يرفضون فكرة وجود الشيطان
ولذلك قام العلماء الماسورتين (أغلبهم من طائفة القرائين) بصنع قانونية للأسفار الخمسة الأولى التي سبق وأن حرفها الصدوقيين لتتناسب مع أفكارهم فجعلوا العقاب (موتا تموت) أي الموت الأبدي الذي لا حياة بعده وحولوا الجنة إلى جنة عدن على الأرض و كل هذا اتفق معهم فيه القرائين، ولتعويض عدم وجود الشيطان في الأسفار الخمسة الأولى قام القرائين بصنع قانونية لأسفار أخرى تشير إلى الشيطان مثل سفر أخبار الأيام الأول و سفر أيوب
فجمعوا بين الأسفار الخمسة الأولى التي لا وجود للشيطان بها (حيث تم استبداله بحية) مع أسفار أخرى تتكلم عن الشيطان فيتحقق بذلك هدفهم
وهو الجمع بين رأيهم فى إنكار القيامة وبين وجود الشيطان ، هذا الجمع الذي لم يقره الصدوقيين فحققه الماسورتين من خلال اعتماد قانونية أسفار مختلفة لكتبة مختلفين في الآراء والأفكار
وكان المعيار هو أهوائهم البشرية ولم يكن هناك أي وحى مقدس لصنع تلك القانونية لتلك الأسفار
فهل تتخيلوا أن سفر التكوين الذي احتوى على قصة خلق الإنسان وسبب نزوله إلى الأرض لا نجد فيه اسم الشيطان وهو أحد الفاعلين الأساسيين في القصة ونجد بدلا منه الحية بينما نجده في أسفار أخرى تتحدث عن أحداث وزمان آخر لم يعتمدها الصدوقيين ، ثم يأتي لنا أحدهم ويقول أنها أسفار مقدسة وموحى بها !!!!!
لا ياسادة لم تكن موحى بها ولكن تم تحريفها حسب الأهواء
المطلب الخامس (5-4) :- المخطوطات السينائية وغيرها تم صنعها فى عهد الرومان حيث كانت تنتشر الفلسفة الأبيقورية والرواقية
أما المخطوطات السينائية والفاتيكانية و الاسكندرانية فقد صنعت في ظل الحكام الرومان في القرن الرابع الميلادي
للمزيد راجع :-
1- تأثر المسيحيين من طائفة عباد الأقانيم ولاهوت المسيح الذين اختاروا الكتب القانونية للعهد الجديد بأفكار فيلو الفيلسوف اليهودي السكندري :-
و الذي كان متأثر بالفلسفة الرواقية وكان يقرأ الترجمة السبعينية للكتاب المقدس (الذى تم كتابته على يد يهود متأثرين باليونانيين و بمباركة الحكام اليونانيين) و كان يحاول التوفيق بين الفكر اليهودي واليوناني فاستخدم أسلوب الرمز لتأويل التوراة (طبقا للترجمة السبعينية)
و هو صاحب نظرية اللوجوس التي اعتمدت عليها عقيدة عبادة الأقانيم والتثليث حيث يصف اللوجوس: مثال المُثُل / قوة القوى / المبعوث الأعلى / الإله الثاني / الولد البكر للإله وغير ذلك من النعوت. و يرى أن اللوجوس هو حلقة الوصل بين الله والعالم
و يقول عنه الدكتور يوسف زيدان :-
(وعلى هذا النحو ، بدت فلسفة فيلون كانعكاسٍ وصدى للفلسفة اليونانية التى كانت سائدةً فى عصره ، ولم يكن فيها من اليهودية الأصلية شئ يؤهِّلها لأن تكون فلسفةً يهوديةً حقة .. فكان الأمرُ كما وصفه ول ديورانت فى كتابه: قصة الحضارة ، حين قال : لقد أحسَّ فيلون العالم المتضلِّع فى البحوث العقلية اليونانية ، بالحاجة إلى صياغةٍ للعقائد اليهودية من جديد ، كى توائم عقلية اليونانى ذوى النزعة الفلسفية . وعند هذا الحد -لا أكثر- وقفت جهود فيلون وتحدَّدت مكانته فى التاريخ .)
ويقول عنه أيضا :-
( وهكذا يتضح لنا من تاريخ هذه الفلسفة اليهودية المزعومة ، ومن خلال أكبر المعبِّرين عنها ... أن فيلون اليهودى ما هو إلا فيلسوفٌ يونانى يرجِّع صدى أفلاطون)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.ziedan.com/awham/4.asp
كما نقرأ عنه من موقع ويكيبيديا :-
Philo Judaeus, was a Hellenistic Jewish philosopher who lived in Alexandria, in the Roman province of Egypt.
Philo used philosophical allegory to attempt to fuse and harmonize Greek philosophy with Jewish philosophy. His method followed the practices of both Jewish exegesis and Stoic philosophy. His allegorical exegesis was important for several Christian Church Fathers, but he has barely any reception history within Rabbinic Judaism
يعنى :-
فيلو هو الفيلسوف اليهودي الهلنستى
استخدم فيلو فلسفة الرمز فى محاولة لدمج ومواءمة الفلسفة اليونانية مع الفلسفة الهيلينية (اليونانية) . تتبع طريقته ممارسات كلا من التفسير اليهودي والفلسفة الرواقية . كان تفسيره المجازي مهم للعديد من آباء الكنيسة المسيحية ولكنه بالكاد يتم الحديث عنه فى تاريخ اليهودية الربانية (حاخامات اليهود الذين كتبوا التلمود وكانوا من الفريسيين )
كما نقرأ عنه :-
Philo represents the apex of Jewish-Hellenistic syncretism. His work attempts to combine Plato and Moses into one philosophical system.[13] His ethics were strongly influenced by Aristotelianism and Stoicism, preferring a morality of virtues without passions, such as lust/desire and anger, but with a "common human sympath
يعنى :-
يمثل فيلو قمة التوفيق بين المعتقدات اليهودية و الهيلينية . فيحاول فى عمله الجمع بين أفلاطون و موسى فى نظام فلسفي واحد ، تأثرت أخلاقه بقوة بالأرسطية والرواقية ، مفضلا فضائل الأخلاق بدون العواطف مثل الشهوة / الغضب و لكن مع التعاطف الإنسانى المشترك
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Philo
ونجد علماء مسيحيين يزعمون أنه مات مسيحي ، وذلك لتمرير أفكاره بين العامة ، و لكن جوزيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر لم يقل أبدا أن فيلو تحول إلى المسيحية ولا يوجد أي دليل تاريخي على هذا
و كلام آباء الكنيسة عن فيلو يعنى ببساطة اعتقادهم بأفكاره و تأثرهم به وهم يبررون ذلك بأنه اهتدى إلى المسيحية ، لأنهم إن اعترفوا أنه مات يهودي وهو كان معاصر للمسيح عليه الصلاة والسلام فهذا يعني أن أفكاره غير صحيحة ، والمسيح عليه الصلاة والسلام برئ منها و بالتالي منهم ومن أفكارهم
وهذه الطائفة هي التي اعتنق أغلب الحكام الرومان بعد قسطنطين معتقداتهم وأصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية ثم خليفتها الرومانية الشرقية (البيزنطية أو الروم كما كان يسميهم العرب) منذ عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول
كانوا فى صراع مع الأريوسيين الذين أنكروا ألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام وكان يعتنق هذا الفكر القوط الغربيين الذين أسسوا مملكة فى شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب فرنسا (الأندلس) ،حتى تم قمع هذا المذهب و اختفى بعد وتحول القوط إلى المذهب الكاثوليكي في آخر القرن السادس الميلادي ، فكان ليوفيغيلد (569 م - 586 م) آخر ملك قوطي يعتنق الآريوسية ثم جاء ابنه هيرمنيغيلد الذي اعتنق الكاثوليكية بسبب علاقته مع الرومان ثم جاء ابنه الثاني ريكارد الأول معتنقا الكاثوليكية مما أثار ثورة مطران ماردة الآريوسي والتي تم قمعها
المطلب السادس (6 -4) :- اليهود الربانيين يعوضون النقص في الأسفار القانونية من خلال التقليد ، والمسيحيين يعوضونه من خلال العهد الجديد
1- عوض اليهود الربانيين النقص الواضح في الأسفار المكتوبة من خلال التقليد الذي اقتبسوا جزء منه من القرآن الكريم :-
أ- رأينا في المطالب السابقة كيف أن الصدوقيين كانت هي الفئة التي تم تقنين العمل بمبادئها وأفكارها في الفترة الهلينستية :-
مما سهل انتشار تلك الأفكار بين طوائف بني إسرائيل وحتى الفريسيين انقادوا في نهاية أمرهم إلى بعض تلك الأفكار ، و أثناء ضعف ثم اختفاء طائفة الصدوقيين لم يتبقى لليهود إلا كتب محرفة تظهر فيها أفكار الصدوقيين و تختفى منها بعض المعتقدات التي آمن بها الفريسيين و خلفائهم من اليهود الربانيين (التلموديين) ومنها على سبيل المثال وصف كامل عن يوم القيامة والثواب والعقاب في الآخرة ، فلا يوجد إلا في سفر واحد حيث يوجد اشارة بسيطة عن يوم القيامة (المكابيين الثاني 7: 9 ، 7: 14) إلا أنه حتى هذا السفر رفض العلماء الماسوراتيين (وأغلبهم من طائفة القرائين) تقنينه في القرون الوسطى ، وفى نفس الوقت أراد اليهود الربانيين أيضا تقنين العمل بهذه الأسفار المكتوبة ، لأنها احتوت على بعض الأفكار التي أرادوها مثل فكرة أن الإبن الذبيح هو سيدنا إسحاق عليه الصلاة والسلام وكذلك إعلاء قومية بني إسرائيل و أنهم حصلوا على العهد الأبدي
ب- ولذلك اتفق اليهود الربانيين مع القرائين على قانونية تلك الأسفار ثم قاموا بتعويض الأفكار المنقوصة مثل قيامة الآخرة والثواب والعقاب الأخروي بتقديس التقليد اليهودي الذي في الحقيقة اقتبسوا جزء منه من القرآن الكريم :-
ليس كل التقليد اليهودي تم كتابته قبل نزول القرآن الكريم ، فهناك عدد كبير من المدراشات تم كتابتها بعد نزول القرآن الكريم بقرون وبعد اطلاع اليهود على القرآن الكريم وسماعه من المسلمين ، فكان القرآن الكريم يحل الكثير من الاشكاليات التي كان يدركها جيدا علماء اليهود ولكنهم لم يكن باستطاعتهم حلها ، حيث احتوى القرآن الكريم على إثبات وجود الآخرة
للمزيد راجع :-
التوراة الأصلية ضاعت باقرار علماء اليهود
فنعم اعتنق اليهود الربانيين عقيدة القيامة ولكنهم فقدوا في نفس الوقت القصص التي تثبت ذلك بسبب أنهم ورثوا قصص محرفة ولم يكونوا على علم بالشكل الحقيقي للقصص ، لأن ببساطة شديدة كانت سلطة اليهود الهلنستيين في الفترة الهلينستية أكبر من معتنقي فكرة وجود الآخرة ، والدليل على ذلك ما فعله يوحنا هركانوس ثم الاسكندر جنايوس من تقنين أفكار الصدوقيين المنكرين ليوم القيامة ، والتنكيل بالفريسيين المؤمنين بيوم القيامة لذلك من الطبيعي أن ينسى اليهود الشكل الحقيقي للقصص و الغرض منه في ذلك الزمان
فعلى سبيل المثال :-
نجد أن قصة تقطيع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام للطيور تتحول إلى عقد ميثاق من أجل ميراث بني إسرائيل الأرض (تكوين 15: 7 إلى 15: 21 ) ، وكأن الكون كله يدور حولهم بينما الحقيقة أنها كانت اثبات لوجود الحياة بعد الموت
ولذلك فإن التقليد اليهودى الذي تم كتابته قبل القرآن الكريم بالرغم من تناوله قيام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بتقطيع الحيوانات إلا أنه لم يشير أبدا إلى إحيائها بعد ذلك
بينما فجأة نجد هذه الإشارة في التقليد اليهودي الذي تم كتابته بعد نزول القرآن الكريم وإخباره بهذه المعلومة و ذلك في مدراش هاجادول الذي تم كتابته في القرن 14 الميلادي على يد يهودي يمني عاش بين المسلمين وسمع منهم
فإذا كانت هذه المعلومة موجودة عند اليهود قبل القرآن الكريم فلماذا لم يتم كتابتها بالرغم من كل هذه القرون وبالرغم من أنهم تناولوا القصة كتابة قبل ذلك ؟؟؟!!!!!!
إن السبب في ذلك مرجعه إلى أن اليهود قبل القرآن الكريم لم يتذكروا القصة الحقيقة ولا حتى من خلال تقليدهم الشفهى
وهذا ما أشار إليه الله عز وجل فى القرآن الكريم عندما أخبرنا بنسيان اليهود في زمان نزول القرآن الكريم جزء مما تركه بينهم الأنبياء (سورة المائدة - الآية 13)
2- ونفس الشيء فعله آباء الكنيسة عندما اعتمدوا الكتب التي اعتمدها الماسورتين ومن ضمنها الأسفار الخمسة الأولى بالرغم ما بها من عوار لأنها تعطيهم سلطة روحية على الناس من خلال الكهنوت :-
أ- الحكام يساندون طائفة عباد الأقانيم :-
كان فساد طائفة الفريسيين آخر خط دفاع لدى بني إسرائيل هو السبب في أن يبعث الله عز وجل لهم سيدنا زكريا وسيدنا يحيى والمسيح عليهم صلوات الله وسلامه بالحق للناس ، ولكن بعد وفاتهم واجه أتباعهم متاعب ومشاكل مع الحكام الرومان الذين أرادوا مثلما أراد اليونانيين قبلهم توحيد جميع الأمم التي تقع تحت حكمهم على عقيدة واحدة و لذلك انقسم أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام إلى طوائف ، ولكن الحكام ساندوا طائفة عباد الأقانيم مثلما ساند اليونانيين طائفة الصدوقيين
ب- تحول اليهود الهلنستيين إلى المسيحية آخذين معهم لفائفهم (قراطيسهم) المحرفة :-
اليهود الذين أغرتهم الفلسفات والحياة اليونانية تأثروا بها وأرادوا دمج ما ورثوه من معتقدات مع تلك الفلسفات ، يعنى أرادوا تكييف معتقدات أجدادهم مع فلسفات اليونانيين الوثنيين وهذا كان يعنى أنه لابد وأن يحرفوا وهذا ما أخرج لنا ((اليهودية الهلنستية))
ولكن بعد دمار الهيكل وصعود نجم الحاخامات فأصبح لهم السيطرة على الحياة الدينية لليهود ، (الذين بدأ اضطهادهم من قبل الحاخامات) ،وفي القرن الثاني الميلادي تسلل اليهود الهلينستيين إلى أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام ،ونقلوا إليهم كتبهم المحرفة ( لفائفهم المحرفة) وفلسفاتهم الوثنية التي حاولوا أن يدمجوها مع ما علمه المسيح عليه الصلاة والسلام لأتباعه فأنتجوا عبادة الأقانيم
وكان في القرن الثاني الميلادي الفلسفة اليونانية الأكثر انتشارا هي الفلسفة الرواقية
نقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
The decline of Hellenistic Judaism started in the 2nd century CE
الترجمة :-
انحصار اليهودية الهلينستية بدأ في القرن الثاني الميلادي
كما نقرأ :-
The reasons for the decline of Hellenistic Judaism are obscure. It may be that it was marginalized by, absorbed into, or became Early Christianity
الترجمة :-
إن أسباب انحصار اليهودية الهلينستية غامض ، ربما يكون بسبب تهميشها أو أنها تحولت للمسيحية المبكرة
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Hellenistic_Judaismولأن الكتاب الحقيقى كان عائق أمام هؤلاء حول تلك العبادة كان يجب إخفاء الكتاب الحقيقى ، والاستعانة بكتب الصدوقيين وتحريف كتب أخرى ، تماما كما فعل اليهود فى قبل زمان ارميا وكذلك قبل زمان المسيح عليه الصلاة والسلام
ولكن ظل هناك بقية ممن حاولوا التمسك بالحق ، وظل بينهم صراع ، حتى انتهى هذا الصراع واختفى من كانوا على الحق بعد أن ساند الحكام الرومان عبادة الأقانيم المتوافقة مع معتقداتهم السابقة
فلم يعد الناس يعرفون أين الحق وأين الباطل
فكان بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
ج- كما أراد كهنة عبادة الأقانيم تقنيين ما تركه الصدوقيين من كتب لأنها تتفق مع مصالحهم و مصالح الحكام وليس لأنها الحق :-
كان هناك سبب آخر لتقنين تلك الكتابات المحرفة حيث أراد هؤلاء الكهنة سلطة الروحية على الناس لاخضاعهم في النهاية لسلطة الحاكم الروماني الوثني لذلك قننوا العمل بالكتب التي تركها الصدوقيين و ليس الكتاب الذي تركه بينهم المسيح عليه الصلاة والسلام وهو الإنجيل الحقيقي لذلك أخفوا الحقيقي وأظهروا للناس الكتاب الذي سيعطيهم السلطة ويقنن لوضع الكهنوت و يحقق لهم إثبات فكرة وجود الذبائح والتقدمات ورش الدم و تجسيد الاله ، حيث أن هذه هي الأفكار التي يشترك فيها كهنة الصدوقيين مع الكهنة المسيحيين ، و بذلك ومن خلال هذه النصوص يستطيع كهنة المسيحيين إيهام أتباعهم بفكرة الفادي الوحيد وضرورة وجود دم لمحو الخطايا
بالرغم من أن :-
هذه الذبائح تم وضعها في الأسفار الخمسة الأولى من أجل اثراء الكهنة الصدوقيين وليس لأنها هي الحق ، ومنها استمد آباء الكنيسة في القرون الوسطى فكرة صكوك الغفران (وان شاء الله سوف أتكلم عن ذلك في موضوع منفصل)
كما أن هذا الكتاب (العهد القديم) في حقيقته لا يحتوى على إثبات عقيدة القيامة ، بينما هي أساس إيمان المسيحي
د - وفى نفس الوقت قرروا أن يعوضوا عدم وجود فكرة قيامة الآخرة في الأسفار الخمسة الأولى من خلال أناجيل العهد الجديد وتفاسيرهم والتي لا علاقة بينها وبين النص :-
وبذلك يتحقق لهم ما أرادوه بغض النظر عن سلامة تلك الأسفار والأناجيل من عدمه
لقد وثق بهم الناس ولكنهم لم يكونوا أهل لهذه الثقة العمياء
قال الله تعالى :- (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77)
صدق الله العظيم (سورة المائدة)
هكذا تم تقنين أسفار العهد القديم من اليهود والمسيحيين بالرغم مما بها من عوار واضح لأي متفكر بها ، فليس لأنها الحق ولكن تم تقنينها للأهواء و الأغراض
وفى النهاية لا يبقى للبشر لمعرفة الحقيقية المطلقة إلا فى القرآن الكريم الذي أرادوا الطعن فيه من خلال اعتبار أن كتاب المسيحيين المقدس هو الذى يحتذى به بينما الحقيقة أنه كتاب تم تجميع عدة قصص ومعتقدات محرفة به ووضعها وجمعهم معا فى كتاب
فالقرآن الكريم هو المهيمن والباقى إلى يوم القيامة لمعرفة الحق الذي حاولوا حرقه وتدميره فى كتبهم ليعرف الناس بالحقيقة المطلقة التي أراد الكافرون طمثها ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون
قال الله تعالى :- (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91))
صدق الله العظيم (سورة الأنعام)
يعني بإختصار :-
بدأ التحريف فى الفترة الهلينستية (مع احتلال اليونانيين لفلسطين) وانقسام بني إسرائيل إلى طوائف مختلفة في معتقداتها ، كل منها قامت بتبنى فلسفة يونانية وتحاول أن تدمجها مع معتقدات أجدادهم ، واستمر هذا التحريف لفترة طويلة
وتم هذا التحريف عن طريق نسخهم لقراطيس (ما نقول عنها لفافات أو مخطوطات) هذه القراطيس كان يتم اخفاء نصوص واضافة نصوص تكرس لفكرهم المحرف اللذى يريدون تقنينه
و كلما تعارض مع مصالحهم شئ اما أخفوه أو زيفوه
ولهذا وجد العلماء تعارض وتناقض بين المخطوطات العهد القديم لذلك وصلوا الى نتيجة وهى أنه لم يكن هناك كتاب مقدس موحد لبنى إسرائيل فى الفترة الهلنستية
ويجب أن تفهم أن الله عز وجل يبعث الأنبياء عندما يتم التحريف ويقدم رجال الدين لأتباعهم نسخ أو قراطيس على أنها الكتاب الحقيقى بينما هى كتابات محرفة
وتكون مهمة النبى هى إعلام الناس بالنص الحقيقى أى بالكتاب الحقيقى
وطالما كان هناك بعث لسيدنا يحيى وسيدنا زكريا والمسيح عليهم الصلاة والسلام ،فهذا يعنى أن ما كان لدى كهنة اليهود كانت نصوص محرفة ، وكانت مهمة الأنبياء اخبار الناس بالكتاب (أى النص الحقيقى) وليس القراطيس
وهذا سوف تجده بوضوح فى سفر أرميا الذى كان يبكت اليهود على تحريفهم
ارميا تم بعثته ليخبر بنى اسرائيل بالنص الحقيقى
وكذلك فإن المسيح وسيدنا يحيى وسيدنا زكريا عليهم صلوات الله وسلامه ، أعلموا بنى اسرائيل بالنص الحقيقى
البعض من بني اسرائيل اتبعهم وهم النصارى ، والبعض رفض وهم الذين يقال عنهم الآن يهود
ومن رفض ظل متمسك بالقراطيس المحرفة
ولكن بمرور الزمان ومع اضطهاد الرومان ، حاولوا السيطرة على المسيحيين ، فتكرر ما حدث مع اليهود على يد اليونانيين حيث تم اجتذاب بعض من رجال الدين ، الذين فكروا في كيفية إخضاع المسيحيين لهم ، في نفس الوقت كان تحول اليهود الهلنستيين إلى المسيحية ونقلوا معهم لفائفهم المحرفة
وذلك أراد رجال الدين المسيحيين أتباع الرومان الاستفادة من تجربة الكهنة الصدوقيين لذلك أخذوا كتابهم وساروا على منهجهم ونبذوا الكتاب الحقيقي
فهذا الكتاب المحرف سوف يعطيهم السيرة على عقول أتباعهم وينالوا بذلك رضى الحكام الرومان
قال الله تعالى :- (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)) (سورة آل عمران)
تعليقات
إرسال تعليق