القائمة الرئيسية

الصفحات

الرومان والسيطرة على أتباع المسيح

محاولات الرومان السيطرة على بنى اسرائيل بكل فرقهم وخاصة المسيحيين



قيام الرومان باضطهاد أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام


المقدمة :-

سبق وأن أوضحت كيف قام اليونانيين فى فترة سيطرتهم على العالم و بمساعدة أتباعهم من كهنة بني إسرائيل إفساد مجتمع بني إسرائيل ليصبح مجتمع متشبه باليونانيين فى كل شئ حتى فى الدين

للمزيد راجع موضوع :-


محاولات اليونانيين افساد مجتمع بنى اسرائيل وتحريف تاريخهم


و فى هذا الموضوع أتناول فترة سيطرة الرومان على العالم فكان من المهم بالنسبة إلى الرومان السيطرة بشكل كامل على الأمم التي يحتلونها ، وكانت من تلك الأمم أمة بني إسرائيل وذلك لضمان استقرار ملكهم واستمرارية الأموال التي ترد إليهم من تلك الأمم

ولذلك اتبعوا نفس اسلوب اليونانيين مع بنى إسرائيل فى السابق و استغلوا تلك الكتب التي تم كتابتها برعاية اليونانيين وقدمها الكهنة لبنى إسرائيل وقالوا لهم هذا هو كتابكم المقدس 

و لكن مع الفارق وهو وجود طائفة جديدة فى بنى إسرائيل وهم أتباع المسيح عليه الصلا والسلام والذين كانوا لايزالون على نقائهم فى تلك الفترة ، لذلك كان اهتمام الرومان هو كيفية إفساد دين تلك الطائفة أيضا وتدمير كتبهم و وتزييف كتب أخرى لتقديسها 

كما سنرى بالتفصيل ان شاء الله :- 



  • 1- إحدى محاولات الرومان للسيطرة على بني إسرائيل كان عن طريق تعيين أتباعهم من كهنة اليهود مثل ما فعل اليونانيين فى السابق


نعرف من سفر (المكابيين الأول 7: 1 إلى 7: 22) ، (مكابيين الثاني 4: 7 الى 4: 17 ، 14: 3 الى 14: 13 ) احدى محاولات اليونانيين للسيطرة على بنى إسرائيل كانت عن طريق تعيين الكهنة من أتباعهم (راجع المبحث الأول والثاني والثالث من الفصل الثالث - الباب الثالث) ، ونفس الشيء فعله الرومان 

حيث ساد الرومان أغلب بلاد العالم فى ذلك الزمان وكان بنو إسرائيل إحدى الأمم التي وقعت تحت حكمهم وكأي محتل عمل على ضمان سيطرته على الشعوب التي يحتلها فكانت احدى محاولاتهم للسيطرة على اليهود هو تعيين حكام و كهنة لليهود من أتباعهم 


فنقرأ من موقع الأنبا تكلا :-

(وقد أصبحت وظيفة رئيس الكهنة، قبل ميلاد السيد المسيح، آلة في أيدي حكام البلاد ولاسيما هيرودس وخلفاؤه، حتى أن هذا عين خمسة رؤساء كهنة كان من جملتهم سيمون الذي أعطاه ابنته ثمن وظيفته)

انتهى


راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/22_K/K_112.html



ونقرأ أيضا من موقع الأنبا تكلا :-

الكهنوت اليهودي

(كانت وظيفة رئيس الكهنة في ابتداء أمرها ومن أيام هرون تدوم مدة حياة متقلدها، إلاّ أن الدولة الرومانية في وقت المسيح كان لها السلطان في تنصيب وعزل رئيس الكهنة، لذلك توالى تنصيبهم وعزلهم حتى بلغ عدد رؤساء الكهنة في الفترة من أيام هيرودس الكبير حتى سقوط أورشليم 28. وأبرز رؤساء الكهنة في الإنجيل حنان و قيافا.)

انتهى


راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/00-1-Bible-Introductions/Mokademat-El-Engil__01-Chapter-05.html



والشيء الأكيد أن الكاهن الذي يعينه الرومان كان طوع أمرهم و يوافقهم على جميع ما يريدونه حتى ولو كان تدخل فى الدين اليهودي




  • 2- كانت تعاليم التلاميذ (الحواريين) وأتباعهم تمثل خطورة على كل من الرومان وأيضا على كهنة اليهود


لقد كانوا يعيدون الإيمان الحقيقي إلى بني إسرائيل مرة أخرى  وذلك بالعودة إلى أعمال الناموس الحقيقية (راجع رسالة يعقوب ) ، وتصحيح ما حرفه كهنة اليهود وإعادة الأخلاق والقيم إلى بني إسرائيل مرة أخرى وكان هذا يتعارض مع رغبة الرومان فى دمج بنى اسرائيل بباقي الأمم لضمان استقرار سيطرتهم  ، ولذلك فإنه بالرغم من وجود طوائف بأفكار ومعتقدات غريبة بين اليهود فى ذلك الزمان مثل الهيرودسيين والأسينيين و أيضا وجود الصدوقيين الذين ينكرون الغيبيات

إلا أن اليهود اتفقوا على اضطهاد أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام غيرة وحقد (أعمال 5 :17 ، 5 :18 ) وأيضا خوف على سلطانهم بسبب قيام التلاميذ (الحواريين) بمواجهتهم  بفسادهم وتحريفهم 


فنقرأ من سفر أعمال الرسل قول استفانوس لهم والذى كان السبب فى قتلهم له :-

7 :53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه

7 :54 فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم و صروا باسنانهم عليه


ثم نقرأ :-

7 :58 و اخرجوه خارج المدينة و رجموه و الشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول

7 :59 فكانوا يرجمون استفانوس و هو يدعو و يقول ايها الرب يسوع اقبل روحي


ثم نقرأ :-

8 :1 و كان شاول راضيا بقتله و حدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في اورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية و السامرة ما عدا الرسل


أي أن التلاميذ (الحواريين) وأتباعهم كانوا خارج سيطرة كهنة اليهود وحكامهم وبالتالي خارج سيطرة الرومان

مما اعتبره الحكام الرومان تهديد لهم وذلك فى ظل وجود فرقة الغيورين وتمردهم على الحكام الرومان




  • 3- واكب الأحداث التي ذكرتها ثورات اليهود و وجود فرقة الغيورين بين اليهود


ونقرأ عن فرقة الغيورين من موقع الأنبا تكلا :-

(وكان استعمال العنف مقبولاً عند غالبيتهم طالما أنه لهدف شريف، وهو التخلص من الحكم الأجنبي، وكانوا يتخذون من فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن، مثلهم الأعلى، فقد رضي الرب عن عمله، وقال عنه فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن، قد رد سخطي عن بني إسرائيل بكونه قد غار غيرتي في وسطهم حتى لم أفن بني إسرائيل بغيرتي. لذلك قل: هأنذا أعطيه ميثاقي، ميثاق السلام، فيكون له ولنسله مكن بعده، ميثاق كهنوت أبدي لأجل أنه غار لله وكفَّر عن بني إسرائيل" (عد 25:7-13). وقد أصبحت هذه الغيرة المتقدمة مثالاً للكثيرين من القادة العظام والأنبياء والكهنة والحكماء . فقد اقتدى به متتيا بن يوحنا، وغار للشريعة كما فعل فينحاس بزمري بن سالو" ( 1 مك 1: 24-28)، وهكذا بدأت ثورة المكابيين. )

انتهى


راجع هذا الرابط :-


http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/19_J/zeal.html



كما نرى فإن هذه الفرقة كانت تهتم للشريعة وجعلت من فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن مثلهم الأعلى


فكانت أهم ثلاث ثورات اليهود ضد الرومان  وهم :-

  • أ- الثورة اليهودية الكبرى (الثورة اليهودية الأولى ) وكانت  من عام 66 م حتى عام 73 م :-

والتي  فشلت وكان من نتائجها هدم الهيكل وأيضا استعباد عدد من بنى إسرائيل سواء كانوا يهود وأيضا من أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام ، وأُلغيت مناصب كبار الكهنة والسنهدرين


  • ب- ثورة Kitos  والتي كانت من عام 115 م إلى 117 م :-

وكانت هذه الثورة فى الشتات اليهودي فى برقة وقبرص وبلاد ما بين النهرين


  • ج- ثورة بار كوخبا  والتي كانت من عام 132 م إلى عام 135 م وكان فيه تدمير مدينة أورشليم :-

وكانت هذه الثورة الأخيرة بقيادة شخص اسمه شمعون بار كوخبا ، زعم أنه هو المسيا المنتظر فالتف حوله اليهود ليخلصهم من الرومان


راجع هذا الرابط :-

الحروب اليهودية الرومانية




  • 4- لذلك كانت رغبة الرومان فى تدمير أي فكرة تنشأ فى بنى اسرائيل لاعادة الشريعة والناموس مرة أخرى ، حتى تهدأ الثورات


فمع الثورة اليهودية الأولى كان قيام الرومان بهدم الهيكل أهم مكان مقدس لدى اليهود ، وإلغاء مناصب كبار الكهنة والسنهدرين

كما نجد الامبراطور الروماني هادريان فى عام 135 ميلادي  يأمر بتجريم الشريعة و الختان لأنه كان يرى أن سبب الثورات هو فى قوميتهم التي يجب فى نظره تحطيمها لدمجهم مع المجتمع الوثني الذي ينتمي إليه 


فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا بعنوان Bar Kokhba revolt :-

After the suppression of the revolt, Hadrian promulgated a series of religious edicts aimed at uprooting the Jewish nationalism in Judea.[9][19] He prohibited Torah law and the Hebrew calendar and executed Judaic scholars. The sacred scrolls of Judaism were ceremonially burned at the large Temple complex for Jupiter which he built on the Temple Mount. At this Temple, he installed two statues, one of Jupiter, another of himself. These proclamations remained in effect until Hadrian’s death in 138, which marked a significant relief to the surviving Jewish communities.[19]


الترجمة :- 

بعد قمع الثورة، أصدر هادريان سلسلة من المراسيم الدينية التي تهدف إلى اقتلاع القومية اليهودية في يهودا. لقد منع قانون التوراة والتقويم العبري وأعدم علماء اليهود. تم حرق اللفائف المقدسة لليهودية بشكل احتفالي في مجمع المعبد الكبير لجوبيتر الذي بناه على جبل الهيكل. وقد نصب في هذا المعبد تمثالين، أحدهما لجوبيتر والآخر لنفسه. ظلت هذه التصريحات سارية حتى وفاة هادريان عام 138، الأمر الذي كان بمثابة ارتياح كبير للمجتمعات اليهودية الباقية 

انتهى 


راجع هذا الرابط :-


http://en.wikipedia.org/wiki/Bar_Kokhba_revolt#Immediate_consequences


إنه نفس ما حدث فى بنى إسرائيل فى عهد اليونانيين فكان نشوء اليهودية الهلينستية

ولم يكتف هذا الإمبراطور بذلك بل انه قام بهدم مدينة أورشليم (القدس)  فى أعقاب ثورة بار كوخبا ومنع بني إسرائيل (سواء كانوا يهود أو مسيحيين) بدخولها  وقام هذا الإمبراطور ببناء مدينة وثنية جديدة على أنقاض القدس أطلق عليها اسم كولونيا ايليا كابوتاليا Aelia Capitolina  وضريحان لجوبتر وفينوس

فحرم بنى إسرائيل من الصعود إلى الجبل الذي كان مقام عليه المعبد ومنعهم من استخدام التقويم العبري و قراءة الشريعة 


وكان من ضمن من طردهم أيضا المسيحيين المقيمين فى أورشليم


فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا مقال بعنوان Bar Kokhba revolt عن تلك الثورة :-

Although Christians regarded Jesus as the Messiah and did not support Bar Kokhba,[101] they were barred from Jerusalem along with the Jews.[102]


الترجمة :- 

على الرغم من أن المسيحيين اليهود اعتبروا يسوع أنه المسيا ولم يدعموا بار كوخبا ، فقد مُنعوا من دخول القدس مع بقية اليهود 

انتهى 


راجع هذا الرابط :-


http://en.wikipedia.org/wiki/Bar_Kokhba_revolt


وأيضا


http://en.wikipedia.org/wiki/Jewish%E2%80%93Roman_wars#Bar_Kokhba_Revolt



المصدر :-

 Davidson, Linda (2002). Pilgrimage: From the Ganges to Graceland: An Encyclopedia. Vol. 1. ABC-CLIO. p. 279


https://en.wikipedia.org/wiki/Bar_Kokhba_revolt#cite_note-103




  • 5- وكما استخدم اليونانيون بعض من  اليهود للترويج لليهودية الهلينستية ،استخدم الرومان بعض ممن زعموا انتسابهم للمسيح عليه الصلاة والسلام للترويج لأفكارهم  


  • أ- استخدم اليونانيون بعض من علماء وكهنة اليهود

أمثال الكيمس و ياسون (مكابيين أول 7: 5 ، 7: 21 )، (مكابيين الثاني 4: 7 ، 4: 13 ) وذلك لمساعدتهم فى نشر الثقافة والأفكار اليونانية وترك الناموس أو على الأقل البعض منه وتدمير هوية بنى اسرائيل وأعمال الأنبياء (مكابيين أول 9: 54)

وكان من نتيجة ذلك ظهور اليهودية الهلينستية بين بنى إسرائيل والتي مزجت بين المعتقدات اليهودية والأفكار والثقافة الوثنية اليونانية



  • ب- نفس الشيء فعله الرومان فى بنى إسرائيل وخاصة الفئة التي آمنت بالمسيح عليه الصلاة والسلام


فلم يكتفى الرومان بإصدار القوانين التي تجرم الشريعة وتمنع الختان مثل ما فعل الإمبراطور الروماني هادريان فى عام 135 ميلادي  ولكن حاولوا إقناع بني إسرائيل بمختلف فئاتهم بذلك و خاصة أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام عن طريق دخول بعض من بنى إسرائيل فى جماعتهم والادعاء بالتبعية لهم

ثم بث أفكار تروج لتوجهات الحكام الرومان فى إقناع بني إسرائيل بترك الشريعة واستغلال رغبة أي إسرائيلي فى ذلك الزمان بتجميع بني إسرائيل مرة أخرى فكان الزعم بأن التبرر بالإيمان وليس بأعمال الناموس وأنه لا أهمية لأعمال الناموس (غلاطية 2 :16 ،3 :5 ، 3 :13 ، 5 :19 إلى 5 :22 ) وأن الأهم هو تجميع بنى إسرائيل الذين تفرقوا فكريا وعقائديا بين متمسك بالشريعة وبين مرتد عنها ليكون المسيح عليه الصلاة والسلام بذلك هو حجر الزاوية الذي يجمع بني إسرائيل مرة أخرى (والذى تم تحريف المعنى فى الأزمان اللاحقة الى أنه حجر الزاوية لتجميع الأمم من الأعراق الأخرى عندما أرادوا جعل تلك العقيدة عالمية فى القرن الرابع الميلادي )

مستخدما التحريف فى تفسيره  لنصوص من كتب الأنبياء القدماء فحرف فى معانيها لتتطابق مع أهدافهم كما حدث فى معنى العهد الجديد الذى كان فى سفر (إرميا 31 :31 إلى 31 :34 ) وحوله كاتب رسالة إلى العبرانيين فى الأعداد (8 :7 الى 9 :10 ) إلى معنى مختلف تماما لإقناع الفئة التي اتبعت المسيح عليه الصلاة والسلام بترك الشريعة مستغلا أيضا حالة الاضطهاد الذي كان يقع على هؤلاء من الرومان

للمزيد من الأدلة على تأخر زمان كتابة رسالة إلى العبرانيين




  • 6- ولذلك نجد رسالة مثل رسالة إلى العبرانيين يحاول كاتبها أن يقلل من شأن الناموس لإرضاء الامبراطور الروماني ولكنه في نفس الوقت يروج للكهنوت عن طريق كهنوت ملكي صادق 


ويستبدله بكهنوت آخر وبالتالي إلغاء الناموس (من وجهة نظره)  وصنع عقيدة تتفق مع هوى الحاكم الروماني الذي منع قراءة الشريعة و استخدام التقويم العبري 


فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين  :-

7 :11 فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال اذ الشعب اخذ الناموس عليه ماذا كانت الحاجة بعد الى ان يقوم كاهن اخر على رتبة ملكي صادق و لا يقال على رتبة هرون

7 :12 لانه ان تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس ايضا


ثم يقول :-

7 :18 فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها و عدم نفعها


ثم يقول :-

8 :7 فانه لو كان ذلك الاول بلا عيب لما طلب موضع لثان


ثم يقول :-

8 :13 فاذ قال جديدا عتق الاول و اما ما عتق و شاخ فهو قريب من الاضمحلال


ومن تفسير القمص أنطونيوس فكري :-

(تغيير نظام الكهنوت كله استتبع تغيير الناموس. واستبدل العهد القديم بالعهد الجديد. لأنه يستحيل إقامة كهنوت جديد بنفس طقس هرون فطقس هرون ثبت عجزه عن التطهير بواسطة الذبائح الحيوانية.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/19-Resalet-3ebranieen/Tafseer-Resalat-Al-Ebranyeen__01-Chapter-07.html#12



  • أ- وتناسى كاتب تلك النصوص ((المجهول الهوية )) ومن اتبعه من علماء المسيحية أن العقيدة  والوصايا  وطرق التوبة من الخطايا  مصدرها هو رب العالمين وليس الكهنة أي ما كانوا :- 


فتغير الشخصيات والمسميات لا يغير العقيدة  ولا يغير الأصول والقواعد الأساسية للدين ولا يغير التبرر بالتوبة والأعمال  ولا يأتي بعهد جديد يغير العقيدة

فالإشكالية والعيب  لم يكن فى الناموس ولكن كان فى فساد بعض  البشر الذين لم يحفظوا الناموس والكتاب ، هذا الفساد الذي لا يزال موجود حتى بين من يعتقدون بذبيحة الفداء الفادي الوحيد  فهو لم يطهرهم 


أي أنه إن كان هناك تغير فسوف يكون فى البشر الذين استؤمنوا على الشريعة  وليس في العقيدة .

و لذلك أخبرهم المسيح عليه الصلاة والسلام أن التغيير سيكون فى انتقال الملكوت إلى أمة أخرى (مت 21 : 43  ) ، ولم يخبرهم بتغيير العقيدة بل العكس لقد أكد على استمرارية عقيدة جميع الأنبياء 



  • ب- فالكهنة لم يحفظوا الكتاب والأمانة  :- 


وهذا لا يعنى تغيير العقيدة  و لا عبادة ثلاث أقانيم  ولا وجود ذبيحة انسان الفادي الوحيد  ، ولكن يعنى ما أخبر به المسيح عليه الصلاة والسلام بنى إسرائيل فى إنجيل متى وهو انتقال الملكوت إلى أمة أخرى ،


فنقرأ من إنجيل متى :-

مت 21 :43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لامة تعمل اثماره


حيث انتقلت الأمانة إلى أمة أخرى هي أيضا من نسل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام  ، أمة تحفظ الأمانة ولا تتخلى عن الكتاب و الشريعة التي ارتضاها رب العالمين للبشر



  • ج - كان هدف تلك الرسالة واضح جدا وهو إقناع المتمسكين بالشريعة من أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام بالتخلي عنها لإرضاء سياسة الإمبراطور الروماني هادريان :-


الذى كان لديه الرغبة في القضاء على الشريعة وأيضا القضاء على فكرة مجئ النبي الخاتم الذي سينصره الله عز وجل على جميع الكافرين وينتشر الدين الحق على يديه فى جميع العالم و ذلك لإخماد بني إسرائيل حتى لا يظهر مرة أخرى شخص مثل شمعون بار كوخبا و تتكرر مرة أخرى ثورة بار كوخبا (والتي فشلت لأن شمعون بار كوخبا كان كاذبا فلم يكن هو النبي الملك)

ولذلك نجد أيضا تلك الرسالة تحاول إقناع بني إسرائيل أن المسيح عليه الصلاة والسلام هو على رتبة ملكي صادق وأنه كان النبي الملك الذي كان يبشر به جميع الأنبياء وأن الملك هو ملك روحي و سماوي وأن اليهود فهموا الأمر خطأ وأنه لن يأتي نبي آخر بعد المسيح عليه الصلاة والسلام ، ومحاولة لوى أزرع الكلمات والمفاهيم لتكون المعاني مطابقة لرغباتهم فى أنه لا نبي ملك يأتي بعد المسيح عليه الصلاة والسلام ويحارب الكافرين وينتصر عليهم

كل ذلك كان هدفه فى البداية هو قتل الروح المعنوية لدى بنى إسرائيل وخاصة الفئة التي آمنت بالمسيح عليه الصلاة والسلام فلا يقيموا الثورات ضد الرومان مرة أخرى

وكل تلك الأفكار الواردة فى رسالة العبرانيين  لم يعرفها ولم يسمع عنها تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقيين

ففكرة أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان على رتبة ملكي صادق لا نجدها فى أي رسالة إلا فى رسالة إلى العبرانيين والتي كانت فى نفس توقيت طرد الامبراطور هادريان لبنى إسرائيل (سواء كانوا يهود أو من أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام ) من أورشليم عام 135 ميلادي بعد فشل ثورة بار كوخبا الذي زعم أنه المسيا المنتظر

(للمزيد  من الأدلة على زمان كتابة رسالة إلى العبرانيين ، و كاتبها المجهول الهوية - راجع  الفصل السادس - الباب الرابع )



  • 7- وكما استخدم اليونانيون العنف ضد اليهود المتمسكين بالشريعة استخدم بعض قياصرة الرومان العنف ضد المسيحيين الأوائل وذلك لتدمير دينهم وهويتهم :-


نرى من سفر (المكابيين الأول 1: 32 ، 1: 33 ، 1: 43 إلى 1: 64  ، 7: 13 ، 15: 40 ) و ( المكابيين الثاني 1: 8 ، 6: 7 الى 6: 11 : 7: 1 إلى 7: 42 ) كيف اضطهد اليونانيين اليهود المتمسكين بالشريعة الرافضين للأفكار اليونانية حيث قاموا بقتلهم وحرقهم وسبى البعض منهم  وحرق كتبهم المقدسة


فنقرأ من سفر المكابيين الثاني :-

6: 7 (( و كانوا كل شهر يوم مولد الملك يساقون قسرا للتضحية وفي عيد ديونيسيوس يضطرون الى الطواف اجلالا له وعليهم اكاليل من اللبلاب ))

6: 8 و صدر امر الى المدن اليونانية المجاورة باغراء البطالمة (( ان يلزموا اليهود بمثل ذلك وبالتضحية ))

6: 9 (( و ان من ابى ان يتخذ السنن اليونانية يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء))

6: 10 فان امراتين سعي بهما انهما ختنتا اولادهما فعلقوا اطفالهما على اثديهما وطافوا بهما في المدينة علانية ثم القوهما عن السور

6: 11 و لجا قوم الى مغاور كانت بالقرب منهم (( لاقامة السبت سرا فوشي بهم الى فيلبس فاحرقهم بالنار )) وهم لا يجترئون ان يدافعوا عن انفسهم اجلالا لهذا اليوم العظيم



كما قاموا بإظهار وتداول كتب أتباعهم فكان من نتائجه ظهور الترجمة السبعينية باللغة اليونانية وهي أقدم مخطوطة للعهد القديم والتي كانت بعد ذلك المرجع الأساسي للمخطوطات الفاتيكانية والسينائية  (للمزيد راجع الفقرة 3 من المطلب الثاني - المبحث الأول - الفصل الثالث - الباب الثالث)

نفس الشيء فعله الرومان مع المسيحيين الأوائل 

فرفض المسيحيين الأوائل حرق البخور أمام تمثال الامبراطور وتمجيد تلك التماثيل ورفضهم  السجود للقيصر والذى كان يعد دليل الولاء بالنسبة له ،  بينما كان يعني بالنسبة للمسيحيين الأوائل كفر وشرك بالله عز وجل 

فكان رفض المسيحيين الخضوع  يعنى بالنسبة إلى الرومان أن تلك الفئة هي فئة عاصية ،لذلك عمل بعض قياصرة الرومان على إخضاع تلك الفئة بأسلوب التعذيب والقتل وحرق كتبهم الدينية وفصلهم من وظائفهم وكان من هؤلاء القياصرة نيرون و دوميتيان و دقلديانوس 


للمزيد راجع هذا الرابط :-


http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-018-Father-Athanasius-Fahmy-George/003-El-Esteshhad/Martyrdom-in-the-Patristic-Thgought__007-Ten.html



ولذلك كان كاتب سفر رؤيا يوحنا يشير بالوحش إلى الإمبراطورية الرومانية ويصف لنا ما كانت تفعله تلك الإمبراطورية بالمسيحيين وكيف عملوا على نشر الأفكار الوثنية بينهم 

وبالطبع كانت هذه الظروف السياسية بيئة خصبة لظهور وانتشار الأفكار التي تدمج المعتقدات الوثنية بالأفكار المسيحية  مع مرور الزمن حيث تتوافق تلك الأفكار مع رغبات القياصرة الرومان 

ليتكرر مرة أخرى ما حدث لليهود على يد اليونانيين ولكن هذه المرة مع المسيحيين على يد الرومان  فكانت البيئة الخصبة لظهور رسائل مزيفة صنعوا لها قانونية زائفة مثل ما فعل اليونانيين مع الترجمة السبعينية وكتابات اليهود 


لذلك كان يعلم بنى اسرائيل جيدا أن النبي الخاتم ستكون مملكته على الأرض فهو وأتباعه من سوف يسودوا على الأرض 


تعليقات

التنقل السريع