إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ، كانت تعنى أنه مرسل إلى بني إسرائيل فقط ولكن الأقرب منهم له (أي الاسرائيليين الموجودين في فلسطين) لم يقبلوه بينما قبله الخاصة في الشتات
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
1 :11 إلى خاصته جاء و خاصته لم تقبله
1 :12 و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه
يظن المسيحيين أن هذا النص هو دليل على عالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام وأنه كان في البداية مرسل إلى بني إسرائيل ثم بعد ذلك أصبح للعالم كله
ولنهم فهموا النص خطأ بسبب الترجمة الغير دقيقة
1- خاصته الثانية مختلفة عن الأولى والمقصود أن الأقرب له لم يقبلوه ولكنه مرسل إلى شعبه ولم يتغير شئ
فنرجع إلى ترجمة النص باللغة الانجليزية طبقا للنص اليوناني سوف نجد أن كلمة خاصته الأولى لم يأتي معها ضمير (Him) بينما خاصته الثنية جاء معه الضمير (Him) وهي بمعنى (له) أو ملكه أي أن خاصته الثانية تعنى الأكثر قربا له من الخاصة الأولى
فنقرأ :-
To the own He came, and the own Him not received.
راجع هذا الرابط من موقع (bible hub) وبه النص الانجليزى واليوناني :-
https://biblehub.com/text/john/1-11.htm
فكان يلزم أن تكون الترجمة العربية هكذا :-
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
1 :11 إلى الخاصة (أي شعبه) جاء و خاصته لم تقبله
فالخاصة الأولى أي شعب بني إسرائيل فهو مرسل لهم جميعا فهم بالفعل شعبه
أما الخاصة الثانية فهم الأقربون من بني إسرائيل له وهم الذين يعيشون معه في فلسطين وخاصة الناصرة التي نشأ فيها ، مثلما نقول أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من بني إسرائيل ولكنه من سبط لاوى ، فبنى إسرائيل هم شعبه والخاصة ولكن سبط لاوى هم خاصته والأقرب
2- النص لا يقول أن رسالته تغيرت أو أن الذين قبلوا به كانوا من خارج الخاصة
ما يثبت صحة ما عرضته هو أن النص لا يشير اطلاق إلى أن من قبلوا به هم من خارج الخاصة ، فنحلل النص مرة أخرى ونرى :-
إلى الخاصة جاء :- يعنى رسالته الى بنى اسرائيل
وخاصته لم تقبله :- يعنى الأقربون له من بنى اسرائيل رفضوه
أما كل الذين قبلوا :- هل قال :- أما الذين قبلوا لم يكن من ((خاصته )) ؟؟
لا لم يقل بالطبع ، لأنهم من خاصته أيضا بدليل التلاميذ وبولس وغيرهم ((من بنى اسرائيل))
النص يريد أن يقول (أما كل الذين قبلوه من خاصته) لأنه لو أراد أحد ليس من خاصته ، كان لزاما أن ينوه عن ذلك فيقول :- (أما الذين قبلوه من الخارج) ، ولكنه لم ينوه عنه لأنه أصلا لم يتم ارساله الا للخاصة
ببساطة شديدة جدا :-
بنى اسرائيل فى الفترة التى كان موجود فيها المسيح عليه الصلاة والسلام (الفترة الهلينستية) كانوا منقسمين و مشتتين ، من الناحية العقائدية واللغوية
فكان منهم اليهودى (الذى تمسك بلغة أجداده وعاداته) وهؤلاء كانوا فى فلسطين
وكان منهم اليونانى أى الإسرائيلي الذي تشبه باليونانيين وهؤلاء كان جزء منهم فى فلسطين ولكن أغلبهم كان فى الشتات
وكان المسيح عليه الصلاة والسلام من اليهود فى فلسطين (وتحديدا الناصرة طبقا لما جاء في العهد الجديد) ، وليس من بنى إسرائيل فى الشتات فكان بداية دعوته بين بنى إسرائيل فى فلسطين (حيث لم يؤمن منهم الكثير وحتى من آمن به لم يكونوا من وطنه وأقربائه أي لم يكونوا من الناصرة بل كانوا من الجليل والمدن الأخرى) ، ثم عن طريق التلاميذ خرجت دعوته الى الآخرين (وهم أيضا من بنى إسرائيل وكان منهم الذين فى الشتات)
لذلك تقرأ فى رسالة يعقوب :-
1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام إلى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات
هذه هي الحقيقة ، كل رسائل العهد الجديد حتى رسائل بولس موجهة الى بنى اسرائيل فى الشتات
فكانوا يسمون الإسرائيلى المولود في قبرص أنه قبرصى مثل برنابا ، وكانوا يسمون الاسرائيلى الذى ولد فى روما أنه رومانى مثل بولس
3- الذين أعطاهم سلطان كانوا أيضا من بني إسرائيل وليسوا من الخارج
ما يثبت أن النص لا يتكلم عن أحد خارج الخاصة التي أُرسل إليهم المسيح عليه الصلاة والسلام هو باقي النص حيث نقرأ من إنجيل يوحنا :-
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
1 :12 و اما كل الذين قبلوه ((فاعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله)) اي المؤمنون باسمه
ولكن من الأناجيل من الذي أعطاهم المسيح عليه الصلاة والسلام سلطان وصاروا أولاد الله ؟؟ ، هل هم أحد من خارج بني إسرائيل (الخاصة) ؟؟!!!
الإجابة :-
لا ، فكلمهم من بني إسرائيل ، أي أن جملة (خاصته لم تقبله) لم يكن المقصود منها كل الخاصة (أي لم يكن المقصود كل بني إسرائيل) بل فئة معينة ولكن الذين قبلوه من باقي الخاصة أعطاهم السلطان
نقرأ من إنجيل مرقس :-
6 :1 و خرج من هناك و جاء إلى وطنه و تبعه تلاميذه
ثم نقرأ من إنجيل مرقس :-
6 :4 فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه و بين اقربائه و في بيته
6 :5 و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم
6 :6 و تعجب من عدم ايمانهم و صار يطوف القرى المحيطة يعلم
6 :7 و دعا الاثني عشر و ابتدا يرسلهم اثنين اثنين و اعطاهم سلطانا على الارواح النجسة
بينما من اتبعوه كانوا من المدن الأخرى غير الناصرة
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 4 :25 فتبعته جموع كثيرة من الجليل و العشر المدن و أورشليم و اليهودية و من عبر الأردن
يعني عندما ذهب يسوع إلى وطنه (أي الناصرة) التي نشأ به في فلسطين لم يؤمنوا به ، ولكن من آمن به هم الاثني عشر الذين لم يكونوا من وطنه ولكنهم من الخاصة فهم من بني إسرائيل وهم الذين أعطاهم سلطان كما ورد في إنجيل (يوحنا 1: 12)
فبطرس وأندراوس من بيت صيدا الجليل (متى 4: 18) ، وكذلك كان فيلبس (يوحنا 1: 44) ، يعقوب بن زبدي وأخوه يوحنا كانا من الجليل (مرقس 1: 16: 19) ، ونثنائيل من قانا الجليل (يوحنا 21: 2) ، توما ومتى كانوا ، ويعقوب بن حلفى وأخوه يهوذا تداوس وسمعان القانوى كانوا من الجليل (متى 4: 25) حيث أن أغلب من آمن به كانوا من الجليل
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 10 :1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف
ونقرأ من إنجيل مرقس :-
3 :14 و اقام اثني عشر ليكونوا معه و ليرسلهم ليكرزوا
3 :15 و يكون لهم سلطان على شفاء الامراض و اخراج الشياطين
تعليقات
إرسال تعليق