الرد على شبهة وجود تعارض في القرآن الكريم حول خلق الأرض قبل السماء أم بعدها (فرق بين الخلق والدحو)
صاحب الشبهة يقول :-
(ان هناك تعارض بين سورة البقرة وسورة فصلت حيث الأرض تم خلقها قبل السماء ، وبين سورة النازعات حيث خلق الأرض بعد خلق السماء)
انتهى
الرد على الشبهة :-
صاحب الشبهة يخلط ما بين الخلق والدحو ، ومن الواضح أنه لا يعلم شئ عن إعادة تشكل سطح الأرض والعصور الجيولوجية المختلفة والتي تمت بعد خلق الأرض ، فلا يوجد تعارض بين آيات القرآن الكريم بعضها البعض ولا يوجد تعارض بينها وبين العلم
قال الله تعالى :- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)) (سورة فصلت)
قال الله تعالى :- (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)) (سورة النازعات)
في سورة البقرة فإن الله عز وجل خلق الأرض ثم خلق السماء
في سورة فصلت تأكيد لهذا الترتيب ، فتم خلق الأرض وتقدير أقواتها في أربعة أيام ثم تم خلق السبع سماوات
ولكن صاحب الشبهة يظن أن الآيات أعلاه تتعارض مع آيات سورة النازعات التي توضح أنه تم خلق السماء ثم تم دحو الأرض
والاشكالية هنا في عقله لأنه يخلط بين الخلق والتقدير والدحو ، وكل منهم لها معنى مختلف تماما فلم يرد في الآيات أن دحو الأرض تم قبل خلق السماء بل أن خلق الأرض هو الذي تم قبل خلق السماء
فالخلق هو :-
الصنع والايجاد ، مثلما يتم خلق الإنسان في بطن أمه ولكن بعد هذا الخلق لا يكون هذا نهاية المطاف بل هناك مراحل أخرى
أما قدر:-
أي حكم وقضى ، وهي مرحلة قبل نفاذ القضاء ، ومنه جاء كلمة ((القدر)) ، فقد الإنسان مكتوب ولكن تنفيذه يأتي بعد ذلك
أما الدحو فهو :-
التمهيد والتبسيط و التوسعة والتهيئة على شكل بيضة
فمن المعجم :-
دحا الله الأرض:-
بَسَطَها ومَدَّها ووَسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار ، ''دحا الخبَّازُ العجينةَ
ومن معجم لسان العرب :-
(والأُدْحِيُّ والإدْحِيُّ والأُدْحِيَّة والإدْحِيَّة والأُدْحُوّة مَبِيض النعام في الرمل، وزنه أُفْعُول من ذلك، لأَن النعامة تَدْحُو برِجْلها ثم تَبِيض فيه وليس للنعام عُشٌّ
ومَدْحَى النعام: موضع بيضها وأُدْحِيُّها: موضعها الذي تُفَرِّخ فيه)
انتهى
يعني الدحو تكون مرحلة بعد الخلق والإيجاد ، وهي تهيئة الأرض للسكن تماما مثل الإنسان بعد ميلاده أي بعد خلقه ، فإنه يتم تهيئته لمواجهة الحياة وذلك بتطور ونمو عقله وجسده واكتساب وتعلم الأفكار حتى يصل إلى سن البلوغ
فكذلك الأرض التي تم خلقها ثم دحوها ، ولذلك فمن المعروف علميا أن سطح الأرض تم تشكيله بعد خلق الأرض ثم أعيد تهيئته وتشكيله بعد ذلك في وجود السماء بل أن سقوط النيازك من السماء ساهم في اعادة هذا التشكيل أي الدحو
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
(خضع سطح كوكب الأرض، وما زال، لعمليات إعادة تشكيل على مر العصور الجيولوجية، ويرجع ذلك إلى التأثيرات التكتونية وعوامل التعرية، فضلاً عن أن التغيرات التي تحدث للتضاريس الموجودة على سطح الأرض من تكوّن أو تآكل بفعل الألواح التكتونية تخضع لعوامل التعرية الدائمة من سقوط أمطار وثلوج ودورات حرارية وتأثيرات كيميائية. وعلاوة على ما سبق، فإن هطول الجليد وتآكل السواحل وتَكَوُّن سلاسل الشعب المرجانية والتأثيرات الناتجة عن سقوط النيازك على الأرض تساهم أيضًا في إعادة تشكيل سطح كوكب الأرض )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
يعنى لا يوجد تناقض أو تعارض ، فبعد خلق الأرض تم اعادة تشكيلها لبسطها وتهيئتها للسكن ولذلك هناك عصور جيولوجية مختلفة ، فما ورد في القرآن الكريم يتفق مع العلم
تعليقات
إرسال تعليق