الرد على شبهة أن غزوة الرسول لبنى قينقاع كانت من أجل الاستيلاء على أموالهم وديارهم
يقول أصحاب الشبهة :-
(أن غزوة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بني قينقاع كانت بسبب رغبته في الاستيلاء على أموالهم وديارهم )
انتهى
الرد على الشبهة :-
هذا كذب وتدليس فلم يكن أبدا سبب الغزوة هو الرغبة في الاستيلاء على أموالهم ، والا كان غزا خيبر أول شئ لأنهم أكثر مالا منهم ولديهم أراضى أو بني قريظة ، وصحيح أنه كان من نتائج الغزوة ، هو حصول المسلمين على ديارهم ، ولكن الغزوة لم تتم لهذا السبب أصلا ، وانما النتيجة كانت العقاب المستحق على أفعالهم ، فما حدث لهم ، هو ما حدث لقوم فرعون ، عندما عاقبهم الله عز وجل بسبب بطشهم وفسادهم في الأرض فأخرجهم من النعيم و أورثها قوما آخرين فأورث بنى اسرائيل أفضل أراضي بلاد الشام التي كان يسيطر عليها المصريين القدماء ، فلم يكن السبب لما حدث مع قوم فرعون هو من أجل أن يورث القوم الأخرين فى حد ذاته ، ولكن كان ميراث القوم الأخريين هو نتيجة لفساد قوم فرعون ، فعاقبهم الله عز وجل على هذا الفساد بأن أغرق فرعون وجنوده وأخرج قومه من الجنات والنعيم و أورثها قوم آخرون ، وكذلك بالنسبة لما حدث لي/ هود المدينة في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام
فالحقيقة هي : -
أنه منذ قدوم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وهو قد حاول مع اليهود (سواء بني قينقاع أو النضير أو قريظة أو خيبر) كثيرا أن يضمن على الأقل حيادهم ، فعقد معهم المعاهدات لضمان الحياد ، وكان يخاطبهم بالتى هي أحسن ، فكل ما كان يريده أن يأمن شرهم ، ولكن لينه معهم ورحمته ، تم فهمها خطأ من قبلهم ، فظنوا أن هذا من ضعفه ، فشرعت كل قبيلة منهم في نكث العهود ، ولكن قبل أن أوضح كيف نكثوا عهودهم ، يجب توضيح أن سبب تشتتهم فى الأرض موضح فى كتابهم المقدس بأنه سيكون دائما عقابهم عندما يفسدون فى الأرض ، فهذا هو السبب الحقيقى وليس لرغبة لأحد فى الاستيلاء على أموالهم
1 - تشتتهم في الأرض وإخراجهم من ديارهم هو حكم الله عز وجل عليهم في كتابهم المقدس (العهد القديم) كلما أفسدوا ، فتشتتهم في الأرض يعني أنهم أفسدوا وأن هذا هو عقابهم
فاليهود لا يتم تشتتهم إلا بسبب فسادهم وليس بسبب طمع أحد في أموالهم
فعندما يقع عقاب على أحد من بنى اسرائيل ، فهذا يعنى أن هذا عقاب مستحق على فسادهم ، وليس لأن الذى عاقب يرجو شئ منهم
والدليل من الكتاب المقدس للمسيحيين ، لأن هذا هو وعد الله عز وجل ، لهم بأنهم ان عادوا الى فسادهم ، فسوف يعود الى عقابهم
نقرأ من سفر أشعياء :-
28 :14 لذلك اسمعوا كلام الرب يا رجال الهزء ولاة هذا الشعب الذي في أورشليم
28 :15 لانكم قلتم قد عقدنا عهدا مع الموت و صنعنا ميثاقا مع الهاوية السوط الجارف إذا عبر لا ياتينا لاننا جعلنا الكذب ملجانا و بالغش استترنا
28 :16 لذلك هكذا يقول السيد الرب هانذا اؤسس في صهيون حجرا حجر امتحان حجر زاوية كريما اساسا مؤسسا من امن لا يهرب
28 :17 و اجعل الحق خيطا و العدل مطمارا فيخطف البرد ملجا الكذب و يجرف الماء الستارة
28 :18 و يمحى عهدكم مع الموت و لا يثبت ميثاقكم مع الهاوية السوط الجارف إذا عبر تكونون له للدوس
28 :19 كلما عبر ياخذكم فانه كل صباح يعبر في النهار و في الليل و يكون فهم الخبر فقط انزعاجا
ونقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(يجيب هؤلاء المستهزئين قائلين: "قد عقدنا عهدًا مع الموت، وصنعنا ميثاقًا مع الهاوية، السوط الجارف إذا عبر لا يأتينا لأننا جعلنا الكذب ملجأنا وبالغش استترنا" [15]. يعلنون أنهم لا يخافون الموت ولا يرهبون الهاوية فقد دخلوا معهما في عهد، يعرفون كيف يلجأون إلى الكذب فلا يسقطون تحت تأديبات أو ضيقات لأن دستورهم هو الغش)
انتهى
هذا هو حالهم قديما وأيضا في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما سنرى ان شاء الله فى النقاط التالية ، فهم يلجأون إلى الكذب والغش ويظنون أنهم بذلك سوف يفلتون ، ولكن الله عز وجل أخبرهم أنهم لن يفلتوا أبدا
ولذلك سلط عليهم نبوخذ نصر ، ثم الرومان ، كان هذا لفسادهم وليس لأن الرومان يريدون شئ منهم
وهذا أيضا هو ما ورد في القرآن الكريم
قال الله تعالى :- (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)) (سورة الإسراء)
يقول سبحانه :- (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا)
يعنى كلما عادوا لفسادهم وغدرهم وخستهم ، عاد الله عز وجل بأن يرسل من يعاقبهم و يشتتهم فى الأرض
يعنى شتتهم في الأرض ليس طمعا فى أموالهم ولكن بسبب غدرهم وخستهم
هذا قول الكتاب المقدس ، وقول القرآن الكريم فيهم
وكان الله عز وجل يعاقبهم بأيدى وبطرق مختلفة ، حتى أنه كان يتم معاقبتهم في بعض الأحيان بيد الصالحين ، كما كانت إحدى هذه الطرق كان ارسال ملاكه لهم لهلاكهم
نقرأ من سفر أخبار الأيام الأول :-
21 :15 و أرسل الله ((ملاكا على أورشليم لاهلاكها)) و فيما هو يهلك راى الرب فندم على الشر و قال ((للملاك المهلك)) كفى الآن رد يدك و كان ملاك الرب واقفا عند بيدر ارنان اليبوسي
21 :16 و رفع داود عينيه فرأى ملاك الرب واقفا بين الأرض و السماء ((و سيفه مسلول بيده و ممدود على أورشليم)) فسقط داود و الشيوخ على وجوههم مكتسين بالمسوح
الله عز وجل له طرق عديدة في إهلاك الفاسدين ومعاقبتهم ، اما بنصرة أعدائهم عليهم ، أو من خلال وباء أو من خلال ملائكته وسيفهم المسلول
حتى أن الله عز وجل جعل بنى اسرائيل سيفه فى زمان يشوع وسيدنا داود لإهلاك الأقوام الفاسدة ، (هذا عندما كان بنو اسرائيل صالحون
ولكنهم عندما فسدوا فى زمان الرسول عليه الصلاة والسلام لدرجة أنهم قالوا عن الله عز وجل أن يد الله مغلولة ، عاقبهم الله عز وجل بسيوفه المسلولة وهم المسلمين
وحتى ايليا النبى الصالح استخدمه الله عز وجل لعقاب الفاسدين من بنى اسرائيل
نقرأ من سفر الملوك الأول :-
18 :40 فقال لهم ايليا امسكوا انبياء البعل و لا يفلت منهم رجل فامسكوهم فنزل بهم ايليا إلى نهر قيشون و ذبحهم هناك
والآن سنرى ماذا كانوا يفعلون مع المسلمين وكيف غدروا وخانوا لدرجة أن وجودهم فى المدينة أصبح خطر على المسلمين كما كان وجود فرعون خطر على بنى اسرائيل فى الماضى :-
2- تارة بالاستهزاء مما يقوله الله عز وجل و تجرؤهم عليه سبحانه
قال الله تعالى :- (وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63) وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)) (سورة المائدة)
3- زرع الفتنة بين المسلمين في المدينة
وهذا واضح من الآية 64 من سورة المائدة
قال الله تعالى :- (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
فقد روى الطبري بسنده أنه كان رجل يهودي عظيم اسمه شاس بن قيس ، مر على جماعة من قبيلتى الأوس والخزرج ، الذين كان بينهم حرب وعداوة قبل قدوم الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن الرسول صالح بينهم وآلف ، وأصبحوا أخوة في الإسلام بعد أن كانوا أعداء ، فغاظ شاس بن قيس هذا التآلف فسعى إلى الوقيعة بينهم ، فطلب من شاب يهودي أن يجلس بينهم ويذكرهم بيوم بعاث (يوم حرب كانت بينهم قديما) وكان الظفر فيه للأوس ، ففعل الشاب وكان من نتيجة ذلك أن تنازع القوم وكادت أن تكون الحرب بينهم بالسلاح ، لولا سرعة تدخل الرسول عليه الصلاة والسلام ، والذي قال لهم : - ( أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألف بينكم ) ، فعرف القوم أنه نزعة من الشيطان فتراجعوا عما هم فيه وألقوا السلاح و تعانقوا
وفي ما حدث نزل قول الله تعالى في سورة آل عمران
قال الله تعالى :- (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)) (سورة آل عمران)
هذا ما كان يحاول اليهود في المدينة فعله ، دس المؤامرات للوقيعة بين المسلمين بالرغم من العهود التي كانت بينهم وبين الرسول عليه الصلاة والسلام
4 - تحريض أحد زعماء بني قينقاع قريش على الثأر لقتلاهم من المسلمين
عندما انهزم المشركين في غزوة بدر ، اغتاظ يهود بني قينقاع ، فبدأ أحد زعمائهم كعب بن الأشراف في هجاء الرسول عليه الصلاة والسلام والبكاء على قتلى المشركين ، وتحريض قريش على الأخذ بثأرها من المسلمين ، ثم تمادوا عندما قاموا بكشف عورة المسلمة ثم قتل مسلم
يعني ما كان من يهود بني قيقناع لم يكن موقف شخصي بل كان موقف عامتهم ، كل واحد منهم يسوء إلى المسلمين بطريقته ، المهم بالنسبة لهم هو زرع القلاقل بين المسلمين
فكان هذا الموقف هو القشة التي قصمت ظهر البعير ، بحيث لم يعد من الممكن التغاضى عن أفعالهم ، خاصة وأنهم ظنوا أن سكوت الرسول عليه الصلاة والسلام على أفعالهم هو من ضعف ، ولو كان سكت أيضا في هذا الموقف فكان سيكون النتيجة أنهم يقوموا على المسلمين فجأة ويعملوا فيهم القتل في أي وقت ، فلم يعد من المأمون جانبهم
5 - قيامهم بالتعاون في الخفاء من قريش ومشركي الجزيرة العربية لتشجيعهم على محاربة المسلمين
وصل باليهود الحد أنهم كانوا يتآمرون في الخفاء مع مشركي الجزيرة العربية لتشجيعهم على مهاجمة المسلمين في المدينة ، ووصل بهم الحد أنهم قالوا أن دين المشركين عبدة الأوثان ومن كانوا يمارسون عادة وأد البنات ، أنه أفضل مما جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، يعني لم يكتفوا بمحاولتهم زعزعة استقرار المسلمين ولكن أيضا تشيع الكافرين على كفرهم
قال الله تعالى :- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)) (سورة النساء)
يعني وجودهم في المدينة كان أكبر خطر على المسلمين بسبب غدرهم وخيانتهم وخستهم ، وهذا هو السبب الحقيقي لتشتتهم
6 - دعائهم على الرسول عليه الصلاة والسلام بالموت
كان من ضمن اساءة أدبهم ودليل على أنه لا يمكن أن يأمن أحد جانبهم وأنه من الممكن لهم في أي وقت الانقضاض على المسلمين هو دعائهم على الرسول عليه الصلاة والسلام بالموت
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ (الموت) عليك يا أبا القاسم. فقلت: السام عليكم، وفعل الله بكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مه يا عائشة؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش». فقلت: يا رسول الله، ترى ما يقولون؟ فقال: «ألست تريني أرد عليهم ما يقولون وأقول: وعليكم» (رواه البخاري)
ونزل في هذا قول الله تعالى في سورة المجادلة
قال الله تعالى :- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)) (سورة المجادلة)
فبالله عليكم هل هناك عاقل يمكن أن يأمن جانب هؤلاء اليهود خاصة وأنهم يعيشون معه في نفس المدينة ؟؟!!!
لا يأمنهم إلا جاهل ، ولا يدافع عنهم في زماننا إلا جاهل جهول
فمثل هؤلاء لا يأمنهم أحد ، وأي حاكم يجب أن يسارع في إخراجهم حماية لأرواح الناس التي استأمنته على أنفسهم ، خاصة بعد أن أخذوا الفرصة تلو الفرصة ولكنهم كانوا دائما يهدرون الفرص بسبب خستهم ، حتى وصل الأمر بيهود بني قريظة أن عاهدوا المشركين ضد المسلمين أثناء غزوة الأحزاب ، ولولا فضل الله عز وجل على المسلمين لكان تم ابادة المسلمين
ومحاولة يهود بني النضير قتل الرسول عليه الصلاة والسلام
تعليقات
إرسال تعليق