الفرق بين صلاة الله عز وجل على الرسول وعلى المؤمنين وبين صلاتنا لله عز وجل
يقول أصحاب الشبهة :-
كيف يصلي الله عز وجل على إنسان ، فهذا شرك ، ويقصدون الآية 56 من سورة الأحزاب
قال الله تعالى :- (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)) (سورة الأحزاب)
الرد على الشبهة هو :-
أنهم لا يفرقون في الآتي :-
لا يفرقون بين اختلاف المعنى فى (الصلاة على) وبين (الصلاة إلى)
ولا يفرقون بين صلاة الله عز وجل على إنسان ، وبين صلاة البشر على إخوانهم
بالنسبة للبشر والمخلوقات فإن :-
الصلاة (إلى) أو (لــ) = التوجه إلى الله عز وجل بطلب ما
أما الصلاة (على) = الدعاء للشخص الذي نصلى عليه ، بمعنى أننا نتوجه (إلى) أو (لــ) الله عز وجل بأن يرحم ويغفر الشخص الذي نصلي ((عليه))
أما بالنسبة لله عز وجل :-
فإنه سبحانه لا يصلى (إلى) أحد ولكنه (يصلى على) أحد ، وهذا يعني أنه سبحانه ينزل بركاته ورحمته على انسان ليخرجه من الظلمات إلى النور
فماذا يعنى أن نصلى على شخص ؟؟!!!
يعنى أننى ندعو له الله عز وجل
وماذا يعنى أننا ندعو له الله عز وجل ؟؟
يعنى أنه مخلوق لاحول ولاقوة به مثلى ومثلك ، لا يملك من أمر نفسه شيء ، ، فالأمر كله بيد الله عز وجل هو الخالق الوحيد
ولذلك نحن لا نصلى على الله ولكن نصلى إليه يعنى نتوجه إليه سبحانه بالدعاء
بينما نصلى على الرسول ، يعنى نتوجه لله عز وجل وندعو للرسول لأنه بشر مثلنا
الصلاة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو إثبات بشريته
ونحن المسلمين نصلى على جميع الأنبياء كما نصلى على الرسول
كما نقوم بالدعاء للناس بالخير
يعنى لا نفكر فى أنفسنا فقط بل فى الجميع
ندعو للكافر بالهداية ، وندعو للمسلم بالرحمة
وعندما يموت مسلم فاننا نصلي عليه
وهذه المعاني موجودة تفصيلا في القرآن الكريم ، وان شاء الله سوف نراها
ولكن قبلها يجب أن تعرف نص الصلاة التي نصليها على رسولنا الكريم وهى كالتالى :- (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. )
1- الله عز وجل يصلى على إنسان أي ينزل بركاته ورحمته عليه لإخراجه من الظلمات إلى النور
فالله عز وجل يصلى ((على)) وليس ((إلى)) ، ولم يرد اطلاقا في القرآن الكريم أن الله عز وجل يصلى (إلى) أحد ولكن يصلى (على)
وصلاة الله عز وجل على البشر يعني إنزال البركات والرحمة لإخراج البشر من الظلمات إلى النور ، وهذا توضح في القرآن الكريم
قال الله تعالى :- (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)) (سورة الأحزاب)
هذه هي صلاة الله عز وجل على المؤمنين ، و سبحانه لا يصلى فقط على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بل يصلى على المؤمنين بأن ينزل عليهم بركاته ورحمته
قال الله تعالى :- (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) (سورة البقرة)
كما يثنى الله على عباده الأتقياء ويذكرهم لنا وكذلك يثنى عليهم فى الملأ الأعلى
قال الله تعالى :- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)) (سورة مريم)
2- أما البشر فعندما يصلون (إلى) أو (لــ) فإن هذا يكون لله فقط ، فهذا يعني أنهم يتوجهون إلى الله عز وجل فقط
صلاة الإنسان تكون (إلى) أو ( لــ) الله عز وجل ، ولم يرد اطلاقا في القرآن الكريم أن البشر يصلون (إلى ) أو (لــ) أحد غير الله عز وجل ، من ضمن معانيها التوجه إليه سبحانه بالدعاء
قال الله تعالى :- (((هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ)) قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ ((وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي)) فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39)) (سورة آل عمران)
الملائكة نادته وهو قائم يصلى ، وكان يدعو الله عز وجل بأن يرزقه ذرية طيبة ، فهذا أحد معاني الصلاة وهو الدعاء
ونحن نتوجه بالصلاة ((إلى)) أو (لــ) الله عز وجل
قال الله تعالى :- (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162))
(سورة الأنعام)
قال الله تعالى :- (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)) (سورة الكوثر)
3- أما صلاة البشر ((على)) اخوانهم ، يعني التوجه ((إلى)) الله عز وجل بطلب الدعاء بالرحمة لهذا الإنسان
رأينا في البند السابق أن المسلم يصلى (إلى ) أو (لــ) الله عز وجل
ولذلك عندما يصلى مسلم ((على)) انسان ، فهذا يعني أنه يتوجه ((إلى)) الله عز وجل بالدعاء لرحمة هذا الإنسان
قال الله تعالى :- (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ((وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ)) وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)) (سورة التوبة)
و يتوضح معنى صلاة الرسول (على) المؤمنين بأنه الدعاء لهم بالاستغفار من سورة آل عمران وسورة النساء
قال الله تعالى :- (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ((وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)) وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)) (سورة آل عمران)
قال الله تعالى :- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ ((وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)) لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10)) (سورة الحشر)
ويتضح ذلك أيضا من نهى الله عز وجل للرسول والمؤمنين بأن يصلوا ((على)) من مات من الكافرين (وذلك لانقطاع أي أمل في إيمانه بالموت) ، وكان هذا يعني النهى عن الدعاء (لــ) الله عز وجل بأن يغفر للكافرين
قال الله تعالى :- (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)) (سورة التوبة)
نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الصلاة (على) أموات الكافرين ، يعني النهي عن الدعاء لهم بالمغفرة لأن حكم الله عز وجل منتهى (فلن يغفر لهم الله عز وجل)
قال الله تعالى :- (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)) (سورة التوبة)
قال الله تعالى :- (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)) (سورة التوبة)
طالما ماتوا على كفرهم ، فكيف يغفر الله عز وجل لظالم أصر على ظلمه ولم يتوب ويصلح عمله قبل مماته ، ولكنه سبحانه يرسل لهم الانبياء والرسل للهداية فإن استجابوا لكان خير لهم وإن رفضوا و أصروا وماتوا وهم كفار فإن جهنم موعدهم ، بعد أن أخذوا فرصهم
قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ((وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ)) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)) (سورة البقرة)
ملحوظة :-
وللمؤمنين أن يدعو بالهداية لأحياء الكافرين ، و يجادلوهم بالتي هي أحسن
قال الله تعالى :- (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ((ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)) (6)) (سورة التوبة)
قال الله تعالى :- (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) (سورة النحل)
وعندما نصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا اقرار منا أنه عبد لله عز وجل لا يملك من أمر نفسه شئ ، لأنه بحاجة إلى رحمة الله عز وجل عليه لأنه بشر ، وفى نفس الوقت هو تصديق لما جاء به بأنه من عند الله عز وجل
كذلك ندعوا لأبائنا بالخير حتى بعد وفاتهم
فعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له "
انتهى
كما ندعوا لموتانا فى صلاة الجنازة وندعو لجميع المسلمين
ورد عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة
روى مسلم في صحيحه عن أم الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل
4- أما صلاة الملائكة (على) انسان بمعنى الدعاء إلى الله عز وجل بأن يغفر ويرحم هذا الإنسان
قال الله تعالى :- (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)) (سورة الشورى)
ملحوظة :-
قبول أو رفض الدعاء في يد الله عز وجل وحده ، ولا يوجد أي شخص يكون رضاه أو حبه لأي إنسان من رضا الرب بدون قيد أو شرط حتى وإن كان رسول الله ، والأصل بقبول أو رفض الدعاء هو صلاح الإنسان وهدايته
قال الله تعالى :- (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3))
(سورة المنافقون)
قال الله تعالى :- (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56))
(سورة القصص)
- 5- الله عز وجل رفع قدر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع اثبات بشريته وأنه مخلوق لاحول ولا قوة به
عندما ترسل شخص برسالة ما الى شخص آخر ، فقام الأخير باهانة من أرسلته ، فهذا يعنى أنه أهانك ، ولكن هذا لا يعنى أن من أرسلته أصبح على نفس قدرك أو درجتك
وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أهانه الكافرين كثيرا بسبب الرسالة التي أرسله بها الله عز وجل
لذلك رفع الله عز وجل قدره وذكره مع اثبات بشريته و أنه لا يملك من أمر نفسه شيء وذلك بصلاة المسلمين عليه
مثلما حدث مع المسيح عليه الصلاة والسلام ، عندما سخر منه اليهود و أرادوا قتله ، فماذا حدث
قال الله تعالى :- إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)) (سورة آل عمران)
رفعه الله عز وجل وكرمه وكرم أتباعه الحقيقيين
نفس الأمر بالنسبة للملائكة لأنهم رسل الله عز وجل
قال الله تعالى :- (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98)) (سورة البقرة)
فلا يوجد اله يوجهه اله آخر
وفى القرآن الكريم سنجد أن الله عز وجل كان يوجه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وفى البعض الآخر يعاتبه ، فكيف بعد ذلك يكون اله ؟؟!!!!!!!
انه ليس اله ولكنه إنسان أحبه وأقدره وأحترمه لأنه إنسان جعله الله عز وجل سببا فى ايمانى
انسان قضى الجزء الأخير من حياته يعمل على هداية الناس ويحتمل الاهانة و الحرب عليه
انسان علم الناس أن لا يجعلوا بينهم وبين ربهم شخص آخر يتحكم فيهم وعلمهم كيف يعبدون الله عز وجل عبادة صحيحة ، فكيف بعد ذلك لا أدعو له واصلى عليه ؟!!!!!!!!!!!
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء
شهد للأنبياء ، ولذلك عندما أشهد أنه رسول الله فإني أشهد بالتالى بصحة شهادته للأنبياء يعنى أننى أشهد لجميع الأنبياء و ليس له فقط ، لأنى أشهد بصحة ما جاء به بشأنهم
فاننا نشهد بأنه عبد الله ورسوله ولا نشهد له بأنه اله
تعليقات
إرسال تعليق