الرد على شبهة تكلم النار
يقول صاحب الشبهة :-
(خرافه اسلاميه تخيل النار بتتكلم)
انتهى
الرد على الشبهة :-
1- التكلم يكون بطرق عديدة وليس فقط عن طريق النطق باللسان
فالإنسان يتكلم بالنطق بلسانه وأحيانا بالاشارات (في حالة فاقدى السمع والنطق)
عندما يكتب الإنسان مقالة أو رسالة ، ويقرأها أحد آخر يقول أن فلان قال كذا وكذا
فكلمة (قال) من معانيها الرأي والمعتقد أو بمعنى شهادة أو إقرار
نقرأ من تاج العروس من جواهر القاموس :-
(وقال الراغب : القول يستعمل على أوجه ؛ أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المنطوق بها مفردا كان أو جملة
والثاني : يقال للمتصور في النفس قبل التلفظ قول فيقال : في نفسي قول لم أظهره
والثالث : الاعتقاد نحو : فلان يقول بقول الشافعي
والرابع : يقال للدلالة على الشيء نحو :
" امتلأ الحوض فقال قطني والخامس : يقال للعناية الصادقة بالشيء نحو : فلان يقول بكذا
والسادس : يستعمله المنطقيون فيقولون : قول الجوهر كذا وقول العرض كذا أي حدهما
والسابع : في الإلهام نحو : " قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب " فإن ذلك لم يخاطب به بل كان إلهاما فسمي قولا انتهى .
وقال سيبويه : واعلم أن قلت في كلام العرب إنما وقعت على أن تحكي بها ما كان كلاما لا قولا . يعني بالكلام الجمل كقولك : زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقول الألفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك : زيد منطلق وأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا فلأن الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إلا بالقول سميت قولا إذ كانت سببا له وكان القول دليلا عليها كما يسمى الشيء باسم غيره إذا كان ملابسا وكان القول دليلا عليه وقد يستعمل القول في غير الإنسان قال أبو النجم :
" قالت له الطير تقدم راشدا
" إنك لا ترجع إلا حامدا وقال آخر :
قالت له العينان سمعا وطاعة ... وحدرتا كالدر لما يثقب وقال آخر :
بينما نحن مرتعون بفلج ... قالت الدلح الرواء إنيه إنيه
انتهى
ولذلك فإن القطط والكلاب تتكلم بحركات أجسادها واذيالها ، والنمل يتكلم الفيرومونات والأصوات واللمس والنار تتكلم أيضا بطريقة أخرى وهى أن تزداد اشتعالا ورغبة فى آكل ما حولها فلا تنطفئ أبدا
قال الله تعالى :- (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30))
(سورة ق)
2- تكلم جهنم لا وجود له في الكتاب المقدس لأن العهد القديم ينكرها كعقاب أخروى ، أما العهد الجديد فكتبه ناس كان لهم عهد قديم بشكل مختلف لذلك لم يحتاجوا لكتابتها
نجد المسيحيين يطلقون الشبهات على القرآن الكريم ظنا منهم بصحة كتابهم ، فلأن الشئ غير موجود بكتابهم يظنونه خرافة ، ولكنهم مخطئون لأن كتابهم في الأصل محرف ، وقبل أن يستنكروا تكلم جهنم عند المسلمين ، يجب أن يسألوا أنفسهم أولا :-
أين جهنم كعقاب أخروى في العهد القديم ؟؟!!!!
فمن الطبيعي أنه لا يوجد لديهم تكلم جهنم لأن أصلا العهد القديم لا يتكلم عن جهنم كعقاب أخروى ، فهو لا وجود له في العهد القديم كعقاب أخروى بينما موجود في العهد الجديد كعقاب أخروى
فياترى لماذا ؟؟!!!
السبب ببساطة شديدة مرجعه أن الطائفة التي كتبت أغلب العهد القديم تختلف في معتقداتها عن الطائفة التي كتبت العهد الجديد ، وهذا هو حال طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية
فالطائفة التي كتبت أغلب العهد القديم كان الكهنة الصدوقيين أصحاب الفكر الأبيقوري الالحادى الذي كان ينكر الحياة بعد الموت (أي إنكار قيامة الآخرة) وبالتالي إنكار الثواب والعقاب في الآخرة ، لذلك لا وجود لجهنم كعقاب أخروى في العهد القديم ، فالهاوية أو الجحيم فى العهد القديم كانت تعنى حفرة في باطن الأرض (أي القبر) وليس جهنم
أحيانا يستدل بعض المسيحيين بكلمة (الجحيم) الموجودة في العهد القديم ليقولوا أنها دليل على وجود نار جهنم في الآخرة ، ولكن استدلالهم خطأ لأن :-
الكلمة العبرية التي تم ترجمتها (الهاوية أو الجحيم) هي :- שְׁאֹ֑לָה توافق لغوي 7585 أي شئول
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/hebrew/7585.htm
وهي تختلف في دلالتها عن جهنم التي جاءت في العهد الجديد ، فجهنم العهد الجديد بمعنى نار وليس حفرة وهي لعقاب الآثمين
أما الجحيم فى العهد القديم فلا تعنى نار جهنم ولكن تعنى حفرة بدون ثواب أو عقاب و هي تقابل هاديس باليونانية ، حيث كان هاديس في الأساطير اليونانية يعنى اله باطن الأرض أو إله الأموات ، و تعنى عالم الأموات السفلي الموجود في باطن الأرض الذي يذهب إليه أرواح الأموات ولا يوجد بها عقاب
فنقرأ من سفر يشوع بن سيراخ :-
14: 12 اذكر ان الموت لا يبطئ الم يبلغك عهد الجحيم
ونقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكرى للعدد ( يشوع بن سيراخ 14: 12) الذي ورد به كلمة الجحيم :-
(ألم يبلغك عهد الجحيم= ألم تكتشف أن الموت مصير كل إنسان فكانوا يسمون الموت الجحيم، قبل المسيح)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
3- موقع الأنبا تكلا يقر بعدم وجود جهنم كعقاب أخروى في العهد القديم بل أنه وادى ابن هنوم ، وهو وادي على الأرض يستخدمه الوثنيين
لم يكتف الكهنة الصدوقيين بإخفاء جهنم كعقاب أخروى في الآخرة بل حرفوا دلالته أيضا وجعلوه مكان على الأرض يستخدمه الوثنيين
نقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(Gehenna/Gehinnom هي اللفظة الآرامية الكلمة العبرية "جهنوم" (وادي هنوم), وهذا التعبير الأخير يندر استخدامه في العهد القديم، لان الاسم الغالب هو "وادي بن هنوم")
انتهى
راجع هذا الرابط :-
يعنى العهد القديم به وادى اسمه (وادى هنوم) ، ولكن ما استخدامه فى العهد القديم ؟؟!!!
فى الحقيقة هو وادى على الأرض كان يستخدمه الوثنيين للحرق
نقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(Valley of Hinnom هو اسم الوادي الذي يمر إلى الجنوب والغرب من مدينة القدس: وادي هنوم (يش 15: 18؛ نح 11: 30)، أو وادي ابن هنوم (يش 15: 8؛ 18: 16)، أو وادي بني هنوم (2 مل 23: 10) وكان لهذا الوادي أهمية كبيرة. فقد كان الحد الفاصل بين نصيبي كل من يهوذا وبنيامين. وعلى الحرف الجنوبي المشرف عليه بني سليمان مرتفعة لكموش إله موآب (1 مل 11: 7). وفي الوادي أجاز آحاز ومنسى أولادهما بالنار (2 مل 16: 3؛ 2 أخبار 28: 3؛ 33: 6). وأبطل يوشيا عباده مولك حيث كان الرجل يعبر ابنه أو ابنته في النار في الوادي حينما نجس الوادي والمرتفعات بعظام الأموات وبكسر التماثيل (2 مل 23: 10-14؛ 2 أخبار 34: 4، 5). ثم جعل الوادي مزبلة القدس ومكان الضباب بلوعتها. وهكذا استمر احتقار المكان حتى سمى اليهود مكان الهلاك على اسمه ومن هنا ولدت كلمة جهنم، أي وادي هنوم (مت 5: 22؛ 10: 28؛ 23: 15))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
هل عرف أصحاب الشبهة الآن لماذا لا يوجد فى كتابهم المقدس أن جهنم تطلب المزيد ؟؟!!!
لأن أصلا العهد القديم لا يعترف بالحياة بعد الموت وبالتالي لا عقاب أخروى (جهنم)
لأنه كتاب كتبه المحرفين الصدوقيين
أما العهد الجديد فكتبه طائفة أخرى (الغنوصيين) وكان لهم عهد قديم بشكل مختلف عن كتاب الصدوقيين الذي تم تقنينه عن طريق اليهود الماسورتيين ، لذلك لم يحتاجوا إلى وصف حال جهنم في الآخرة بالتفصيل
تعليقات
إرسال تعليق