تهديد بولس لليهود
بذهابه إلى الأمم كان تهديد زائف وذلك لإغاظتهم وحثهم على تصديق تعاليمه فهو كان دائما يتراجع عن تهديده
المقدمة :-
نجد دائما نصوص فى العهد الجديد تزعم أن بولس كان دائما يقول لليهود أن الخلاص صار إلى الأمم
وفى الحقيقة عندما نقرأ العهد الجديد لا نجد إلا مخاطبة بني إسرائيل وليس الوثنيين وأن كل النصوص التي تدعى مخاطبتهم للأمم (بمعنى الوثنيين) تناقضها نصوص أخرى تأتي بعدها وخاصة عندما نقرأ الرسائل المنسوبة إليه ونكتشف أنها فى الحقيقة كانت موجهة إلى بني إسرائيل
وهذا يعنى أن كلام بولس إلى اليهود بأن الخلاص صار إلى الأمم يعني الآتى:-
أنه يقصد بالأمم هم أمم بني إسرائيل المشتتين في العالم ، ويوجد دليل من سفر أعمال الرسل على اعتبار بني إسرائيل المشتتيين أمم ، لأن اليهود في الفترة الهلينستية أعطوا للاسرائيلي جنسية البلد الذي عاش بها ، لذلك كان برنابا قبرسي (أعمال 4: 36 ) ، وكان بولس روماني (أعمال 9: 11 ، 16: 37 ، 16: 38 ،21: 39 ، 22: 3 ، 22: 25 ) ، وصف أبلوس على أنه سكندرى (أعمال : 24 - 25)
ماذا يعني هذا ؟؟
يعني أن بني إسرائيل في الشتات أصبحوا أمم غير أمة اليهود في فلسطين ، والدليل على ذلك هو (أعمال 4: 27) وكذلك عندما يقول يهود من كل أمة (أعمال 2: 5) يعني أنهم أمم ، هؤلاء هم الذين كان يقصدهم بولس وليس الروماني الحقيقي ولا القبرسى الحقيقي
بولس لم يكرز لأمم غير بني إسرائيل ، هو كرز لأمم بني إسرائيل في الشتات
كل الرسائل الموجهة إلى الأمم الأخرى كان يقصد بها بني إسرائيل المشتتيين في تلك الأمم وأخذوا جنسية تلك الأمم ، كان يذهب إلى كل بلد ويقصد اليهود الذين أخذوا جنسية تلك المدينة ويحاورهم
لأن ببساطة شديدة
كان الهدف من تعاليمه هو جعل اليهود مثل الإسرائيلي المتشبه باليونانيين وليس جعل الأمم (بمعنى الوثنيين) مثل اليهود
فكاتب الرسالة (أي كان شخصيته) كان مثل ياسون وغيره ممن ارتدوا عن الشريعة واتبعوا المحتل سواء كان اليونانيين أو الرومان
وكان دائما الهدف هو تحويل بنى اسرائيل بالتدريج إلى التشبه بالوثنيين
وهذا إن شاء الله ما سوف أوضحه بالتفصيل فى موضوع منفصل حيث سوف أوضح أوجه الشبه العديدة بين تعاليم الرسائل المنسوبة إلى بولس وبين تعاليم من ارتدوا عن الشريعة وخانوا اليهود فى سفري المكابيين وكذلك الأنبياء الكذبة الذين تكلم عنهم أسفر الملوك وأخبار الأيام و إرميا
وكذلك إيضاح أن الهدف كان دائما واحد وهو تشبه بنى اسرائيل بالأمم
ولكنى فى هذا الفصل إن شاء الله سوف أوضح بالأدلة أن ما كان دائما يقوله بولس إلى اليهود هو مجرد تهديد لم يتحول إلى واقع فعلي ولم يحاول أن يفعله فكما قلت سابقا أن الأمم لم يكونوا أبدا هدفه
وسوف يزيد تأكيد هذا الأمر هو باقي فصول هذا الباب والتي ان شاء الله سوف يتضح منها أن الرسائل المنسوبة إلى بولس كانت دائما موجهة إلى بني إسرائيل وأنه لا يوجد رسالة واحدة كانت موجهة إلى الأمم أبدا
المبحث الأول :- بولس يهدد ولكنه يتراجع بعد رؤيا المنام ويظل يكرز لبنى إسرائيل ولا يكرز إلى الأمم
عندما نقرأ النصوص بعد ذلك نكتشف أن بولس ظل يكرز لبني إسرائيل ولم يكرز إلى الأمم فى كورنثوس ولا فى المدينة الأخرى التي ذهب إليها بعد ذلك بالرغم من تهديده لبنى اسرائيل
لأن الأمر بالنسبة له لم يتعدى كونه مجرد تهديد فلم يكن الأمم أبدا هدفه ولكن كان بنو إسرائيل لتحويلهم إلى التشبه بالأمم فلا يثيروا المشاكل للحكام الرومانيين
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
18 :7 فانتقل من هناك و جاء الى بيت رجل اسمه يوستس كان متعبدا لله و كان بيته ملاصقا للمجمع
18 :8 و كريسبس رئيس المجمع امن بالرب مع جميع بيته و كثيرون من الكورنثيين اذ سمعوا امنوا و اعتمدوا
18 :9 فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف بل تكلم و لا تسكت
18 :10 لاني انا معك و لا يقع بك احد ليؤذيك لان لي شعبا كثيرا في هذه المدينة
18 :11 فاقام سنة و ستة اشهر يعلم بينهم بكلمة الله
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
18 :14 و اذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه قال غاليون لليهود لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود لكنت بالحق قد احتملتكم
18 :15 و لكن اذا كان مسئلة عن كلمة و اسماء و ناموسكم فتبصرون انتم لاني لست اشاء ان اكون قاضيا لهذه الامور
النص واضح جدا تراجع بولس عن تهديده فهو لم يكرز إلى الأمم ولكن الى بنى اسرائيل نتيجة للرؤيا التي زعم أنها شاهدها
بدليل :-
1- ذهاب بولس إلى رجل اسمه يوستس بيته ملاصقا للمجمع (البيوت الملاصقة للمجمع كانت بيوت بني إسرائيل ) :-
(أعمال 18 :7 ) يخبرنا أن بولس خرج من مجمع اليهود إلى بيت هذا الرجل الملاصق المجمع حيث يقول النص (فانتقل من هناك وجاء الى بيت...الخ) ، أي أن :-
أ- لم تتسنى الفرصة لبولس للكرازة بين الأمم (أي الوثنيين) وإنما هو هدد فقط اليهود ولكنه ذهب إلى بيت هذا الرجل مباشرة
والغريب فى الأمر أن يزعم علماء المسيحية أن هذا الرجل كان وثني
فمن أين أتوا بتلك المعلومة ؟؟!!!!!!!!!!
فالنص واضح انه خرج من المجمع على بيت هذا الرجل فأين الكرازة بين الأمميين هنا وأين الفترة الزمنية ليعلم هذا الرجل الأممي فيصير رجل مؤمن بتلك السرعة ؟؟؟!!!!!!!!!
ب- لا يوجد أي دليل على أن يوستس كان رجل أممي
فليس معنى وصفه بأنه يوناني يكون ذلك معناه أن أممي ولكن هو من بنى إسرائيل متأثر بالثقافة اليونانية (راجع الفصل الثاني والثالث - الباب الثاني- اليهودي واليوناني كلاهما من بني إسرائيل - أدلة أن دلالة كلمة يوناني هو اليهودي المتشبه باليونانيين)
بل توجد أدلة أنه كان من بني إسرائيل
ج- من عادة طوائف اليهود فى الشتات أنهم يسكنون فى تجمعات بالقرب من مجامعهم
يذكر العدد (18 :7 ) فى سفر أعمال الرسل أن هذا الرجل اليوناني الذي ذهب إليه بولس بعد تهديده لليهود كان ( بيته ملاصق للمجمع)
ومن المعروف أن يهود الشتات كانوا يسكنون فى تجمعات قرب مجامعهم
فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-
The Jews lived apart, most frequently in separate quarters, grouped around their synagogues.
الترجمة :-
يهود الشتات عاشوا بعيدا في تجمعات منفصلة حول مجامعهم
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5169-diaspora#anchor25
يهود الشتات عاشوا بعيدا فى تجمعات منفصلة حول مجامعهم
أي أن اليهود عاشوا منفصلين عن أماكن الوثنيين وباقي الأمم وكانت بيوتهم حول المجمع
(ملحوظة:-
اسم يوستس فى ترجمة الفانديك ولكن فى النص اليوناني اسمه تيطس يوستس ،
و يوستس هو نفسه تيطس المتأثر بالثقافة اليونانية وهو من بنى اسرائيل الذى كان يذكره بولس فى رسائله - راجع الفصل الرابع - الباب الرابع )
2- بعد تهديد بولس ، نجد ايمان كريسبس اليهودي وأهل بيته أي أن بولس لا يزال لم ينفذ تهديده وأن الكورنثيون الذين آمنوا هم أيضا من بنى اسرائيل :-
الدليل على ذلك هو :-
أ- من غير المعقول أن يكون بولس يقابل الأمم و يكرز لهم ثم نجد أن الذي آمن به بعد ذلك هو رئيس مجمع اليهودي كريسبس :-
النص لم يخبرنا أن بولس ذهب للوثنيين وكرز بينهم بعد تهديده لليهود
كل الذي يخبرنا به أنه كان (يشهد لليهود بالمسيح يسوع ) (أعمال 18 :5) ثم بعد ذلك هددهم أنه سيذهب إلى الأمم ويذكر بعد ذلك ايمان رئيس المجمع اليهودي كريسبس وجميع أهل بيته (أعمال 18 :8 ) وهم جميعا من بنى اسرائيل
أي أنه كان لا يزال لم ينفذ تهديده وأن الكرازة كانت لا تزال بين اليهود
فمن غير المعقول أن يكون بولس يقابل و يكرز بين الأمم ثم نجد أن الذي آمن به بعد ذلك هو رئيس مجمع اليهودي كريسبس ؟؟!!!!!!!!!!
فالأكيد أن من كان يقابلهم بولس و يكرز بينهم كانوا من بني إسرائيل بما فيهم يوستس (تيطس يوستس)
ب- جملة (كثير من الكورنثيون) يعنى أنه يتكلم عن بني إسرائيل الذين استوطنوا كورنثوس :-
عندما يقول آمن كثير من الكورنثيون فى العدد (أعمال 18 :8 ) فهذا لا يعنى أن هؤلاء أمم ولكن يهود كورنثيون
فإذا كان يقصد أن هؤلاء الكورنثيون وثنيين فقد كان سيطلق عليهم مسمى الأمم ،
ويذكر أنهم أمنوا ولكنه لم يقل ذلك بل أطلق عليهم مسمى كورنثيون حيث أعطاهم مسمى الموطن الذي يقيمون فيه مثل المسميات التي أطلقها لوقا على اليهود حيث قال عنهم فرتيون و ماديون فهو ينسبهم إلى أوطانهم التي استوطنوا فيها (أعمال 2 :9 )
ج- اليهود الذين كانوا يقاومون هم فئة من بني إسرائيل كانت متمسكة بالشريعة وترفض تعاليم بولس أي أن الكلمة هنا كانت بمعناها الخاص :-
وبالنسبة إلى النص الذى يقول (أن اليهود كانوا يقاومون و يجدفون) فهذا لا يعنى أن هؤلاء هم كل بنى إسرائيل فى كورنثوس وأنه لا يوجد يهود هناك صدقوا بولس
لأنه ذكر بعد ذلك أن كريسبس وجميع بيته (وهم أيضا من اليهود ) اتبعوا بولس (أعمال 18 :8 )
أي أن من كانوا يجدفون وهددهم كانوا بعض اليهود هناك وليس الكل ، فكلمة اليهود هنا كانت بمعناها الخاص وهي بمعنى المتمسك بالشريعة
https://historybibles.blogspot.com/2021/04/blog-post_23.html
فالنص يوضح أن هناك من قاومه منهم فغضب وهددهم وهناك من صدق به من بنى إسرائيل (سواء كانوا يهود أو يونانيين أي إسرائيليين اتبعوا الأفكار وأسلوب الحياة اليونانية)
(وللمزيد الذى يثبت أن تيطس يوستس الذي ذهب إليه بولس كان من بني إسرائيل راجع الفقرة 1- المبحث الثالث - الفصل الرابع - الباب الرابع - بعنوان تيطس فى رسائل بولس )
3 -الرؤيا التي شاهدها بولس تطلب منه التراجع عن تهديده وأن يظل يكرز الى بنى اسرائيل المشتتين فى كورنثوس :-
الرؤيا التي زعم لوقا أن بولس شاهدها وأن الرب جاء إلى بولس ليقول له :-
( فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف بل تكلم و لا تسكت) (أعمال 18 :9)
فمن كان يقاوم بولس ويشتكون عليه هم اليهود (أعمال 18 :5 ، 18 :6 ، 18 :12 )
أي أنه جاء إليه فى المنام حتى يتراجع عن موقفه من اليهود ويظل يكرز بينهم ولا ينفذ تهديده ، وعندما قال له (لي شعبا) كان يقصد بنى إسرائيل فى تلك المدينة
وهذا يعنى طبقا لكلام لوقا أن الرؤيا اخبرت بولس بأن يستمر فى الكرازة ((بين اليهود وأن لا يخاف منهم فهناك أشخاص من بنى إسرائيل فى تلك المدينة سيصدقون بولس ))
4- اليهود يغضبوا ممن يعلمهم بخلاف الناموس ولن يغضبوا لتعليم الأمم بخلاف الناموس:-
لا يمكن أن يغضب اليهود لأن بولس يعلم الأمم ، فطالما أن هذه التعاليم بعيدة عنهم فالأمر لن يكون ذا أهمية بالنسبة لهم فالأمم أصلا وثنيين ، وخاصة وأنهم في الشتات ليس لهم من الأمر شئ إلا أنفسهم وجماعتهم الموجودة في فلسطين فقط ، فهم في الشتات لا يحكموا على الأمم ولا على الأسباط الأخرى (عشرة أسباط كانا في إسرائيل الشمالية وتشتتوا)
ولكن اليهود يغضبون عندما يجدوا بولس يعلم اليهود (سكان مملكة يهوذا سواء كانوا في فلسطين أو في الشتات) ويدعوهم بخلاف الناموس
والدليل على ذلك :-
أ- كلام يعقوب لبولس في سفر أعمال الرسل :-
21 :20 فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب و قالوا له انت ترى ايها الاخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين امنوا و هم جميعا غيورون للناموس
21 :21 و قد اخبروا عنك (( انك تعلم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم و لا يسلكوا حسب العوائد ))
هذا ما كان يغضب اليهود هو تعليم اليهود أن لا يسلكوا حسب الناموس
فأهل كورنثوس من اليهود غضبوا لتعليم اليهود تعاليم تخالف الناموس (أعمال 18: 12 - 13)
ولكن بالنسبة للأسباط الأخرى ، فهذا شأنهم
ب- بولس يقول أنه موضوع فى سلاسل من أجل رجاء إسرائيل :-
نعرف من سفر أعمال الرسل أن بولس عندما كان فى أورشليم وبالتحديد فى الهيكل أمسك به بعض اليهود بسبب تعاليمه ضد الناموس
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون اعينوا (( هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس )) و هذا الموضع حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس
ثم جاء الرومان وحبسوه وكانت هناك شكوى من اليهود ضده ، ثم طلب أن يتم محاكمته فى روما لأنه روماني ، وفى روما أخبر اليهود هناك بأنه موضوع فى هذه السلاسل من أجل رجاء إسرائيل
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم و اكلمكم (( لاني من اجل رجاء اسرائيل موثق بهذه السلسلة ))
أن سبب وضعه فى سلاسل من أجل رجاء إسرائيل أي بسبب تعاليمه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا (طبقا لفهمه)
وهذا يعنى أن اليهود غضبوا من تعاليمه ضد الناموس إلى اليهود وليس إلى الأعراق الأخرى
فلم يكن يشغل فكر اليهود بأي طريقة يؤمن الأمم ، وكان اليونانيين من أتباع بولس هم فى الأصل من بني إسرائيل المتأغرقين (للمزيد راجع الفصل الثالث - الباب الثاني )
ج- غضب اليهود حتى أنهم قدموا شكوى ضد بولس إلى غاليون الوالي، لأن بولس يعلم بخلاف الناموس فكان غضبهم من أجل اليهود :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
لا يمكن أن يقصدوا بالناس الأعراق الأخرى ، وإنما يقصدون أهلهم وبني جنسهم أي بني اسرائيل ، فهم لن يشتكوا الحاكم من أجل الأمم
والذي يؤكد ذلك :-
هو رد غاليون عليهم
حيث يقول في سفر أعمال الرسل :-
18 :14 و اذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه (( قال غاليون لليهود لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود لكنت بالحق قد احتملتكم ))
18 :15 (( و لكن اذا كان مسئلة عن كلمة و اسماء و ناموسكم فتبصرون انتم لاني لست اشاء ان اكون قاضيا لهذه الامور))
يقول ((ناموسكم )) وأن هذه الأمور تخصهم وأن يحكموا هم وأنه ليس له شأن بمشاكلهم ودينهم
إذا الأمر كله متعلق ببني إسرائيل وليس بالأمم
وأيضا عندما نقرأ :-
18 :17 فاخذ جميع اليونانيين سوستانيس رئيس المجمع و ضربوه قدام الكرسي و لم يهم غاليون شيء من ذلك
اليونانيين هنا المقصود بهم الإسرائيليين المتأثرين بالثقافة اليونانية فهم من اتبعوا أفكار بولس
وعندما ضربوا رئيس المجمع ولم يهتم غاليون لأن الأمر خاص ببني إسرائيل (سواء يهود أو يونانيين)
مما يعنى أن بولس طوال السنة والستة أشهر كان يبشر بين بنى إسرائيل وليس الوثنيين
مما يعني أن جملة (لي شعبا كثيرا فى المدينة) فى العدد 10
كان المقصود منها هم بنى إسرائيل أيضا
5- بولس يكرز فى مجمع اليهود فى أفسس :-
من الأدلة على أن بولس تراجع عن تهديده ولم يكرز بين الوثنيين فى كورنثوس هو ذهابه إلى أفسس بعد ذلك وتوجهه مباشرة إلى مجمع اليهود ولا يخبرنا النص أنه ذهب إلى الوثنيين وكرز بينهم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :18 (( و اما بولس )) فلبث ايضا اياما كثيرة ثم ودع الاخوة و سافر في البحر الى سورية و معه بريسكلا و اكيلا بعدما حلق راسه في كنخريا لانه كان عليه نذر
18 :19 (( فاقبل الى افسس )) و تركهما هناك و اما هو (( فدخل المجمع و حاج اليهود ))
حتى أن بريسكلا وكيلا اللذان تركهما فى أفسس كانا يدخلان مجمع اليهود ويقابلان اليهود ولا تخبرنا النصوص بمقابلتهم لوثنيين
فنقرأ في سفر أعمال الرسل :-
18 :24 (( ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس )) اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب
18 :25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط
18 :26 و ابتدا هذا (( يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا )) اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق
ثم نقرأ :-
19 :10 و كان ذلك مدة سنتين حتى سمع كلمة الرب يسوع (( جميع الساكنين في اسيا من يهود و يونانيين ))
لم يقل جميع الساكنين فى آسيا من يهود والأمم لأنه كان يقصد بني إسرائيل فقط
بدليل أنه ظل يدخل مجامع اليهود
6- زيف النصوص التي تزعم نجاح بولس فى أفسس :-
نقرأ نصوص فى الاصحاح 19 من سفر أعمال الرسل تزعم نجاح بولس فى أفسس :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
ثم نقرأ :-
19 :20 هكذا كانت كلمة الرب تنمو و تقوى بشدة
ثم تخبرنا النصوص :-
19 :24 لان انسانا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لارطاميس كان يكسب الصناع مكسبا ليس بقليل
19 :25 فجمعهم و الفعلة في مثل ذلك العمل و قال ايها الرجال انتم تعلمون ان سعتنا انما هي من هذه الصناعة
19 :26 و انتم تنظرون و تسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال و ازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست الهة
19 :27 فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة بل ايضا هيكل ارطاميس الالهة العظيمة ان يحسب لا شيء و ان سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع اسيا و المسكونة
19 :28 فلما سمعوا امتلاوا غضبا و طفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين
الزيف هنا فى الزعم بأن الكلمة كانت تتقوى وتزداد فى أفسس لدرجة الادعاء بأن صناع الهياكل لأرطاميس تضايقوا بسبب كساد صناعتهم
فهذه نصوص دخيلة على النص وهذه هي الأدلة :-
أ- من رسالة كورنثوس الثانية نعرف أن بولس يأس من الحياة بسبب مشاكل آسيا مما يعني عدم نجاح كرازته فيها :-
إذا قرأنا الرسالة الثانية إلى كورنثوس التي تقول :-
1 :8 فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة ايضا
نجد أن موقف بولس فى آسيا كان موقف عصيب لدرجة انه يأس من الحياة فلم يكن فقط مجرد إثارة مشكلة
فإذا كانت هناك مشكلة مثل التي صنعها ديمتريوس فى وجود إيمان أعداد كثيرة فهذا لا يجعل شخص مؤمن ييأس من الحياة
فاليأس من الحياة معناه فشل دعوته فى آسيا بما فيها أفسس
وهذا يعني زيف تلك النصوص التي حاولت الزعم بأن بشارة بولس وتعاليمه كانت تنتشر فى أفسس وآسيا وزيادة أعداد المصدقين به محاولين إيهام الناس أن هذا أثر على رواج صناعة الأوثان
فهذا التأثير المزعوم لم يحدث أصلا
لأن بولس أصلا فى أفسس كان يبشر فى مجمع اليهود بين اليهود واليونانيين (اليونانيين بالنسبة إلى اليهود فى ذلك العصر كانت تعنى بنى إسرائيل الذين ارتدوا عن الشريعة وقلدوا اليونانيين الحقيقيين )
فنجد أن بولس فى أفسس كان يقابل تلاميذ ويدخل مجمع اليهود ويكرز لليهود واليونانيين وليس إلى الأمم (أعمال 19 :1 ، 19 :8 ، 19 :10)
ب- كيف لم يسمع التلاميذ فى أفسس عن الروح القدس بينما كان بريسكلا واكيلا فى أفسس للبشارة
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :18 و اما بولس فلبث ايضا اياما كثيرة ثم ودع الاخوة و سافر في البحر الى سورية و معه بريسكلا و اكيلا بعدما حلق راسه في كنخريا لانه كان عليه نذر
18 :19 فاقبل الى افسس و تركهما هناك و اما هو فدخل المجمع و حاج اليهود
ثم نقرأ :-
18 :24 ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب
18 :25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط
18 :26 و ابتدا هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق
اذا نعرف من تلك النصوص أن اكيلا وبريسكلا كانا فى أفسس و كانا يدخلان مجمع اليهود و يعلمان اليهود بتعاليمهم
ولكن الغريب أن يأتي بعد ذلك هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
19 :2 قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس
19 :3 فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا
التلاميذ فى أفسس لم يسمعوا بتعاليم بولس فأين كان أكيلا وبريسكلا ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
هذا يوضح أن القصة فى الاصحاح 19 عن نجاح تعاليم بولس في أفسس كانت قصة مختلقة
ج- تناقض النصوص فكيف يكون بولس متعجل لقضاء يوم الخمسين فى أورشليم ثم نجده يمكث فى أفسس سنتين
من سفر أعمال الرسل نقرأ :-
18 :19 فاقبل الى افسس و تركهما هناك و اما هو فدخل المجمع و حاج اليهود
18 :20 و اذ كانوا يطلبون ان يمكث عندهم زمانا اطول لم يجب
18 :21 بل ودعهم قائلا ينبغي على كل حال ان اعمل العيد القادم في اورشليم و لكن سارجع اليكم ايضا ان شاء الله فاقلع من افسس
إذاً بولس كان متعجل فهو يريد قضاء الخمسين فى أورشليم
مما يعنى أن زمان ذلك الحدث كان قريب جدا من يوم الخمسين لدرجة أن بولس لم يستطع المكوث أكثر من ذلك فى أفسس وأنه عندما وعدهم بالعودة كان يقصد عودته إليهم بعد يوم الخمسين الذي سيقضيه فى أورشليم
ولا يعقل أبدا أنه يرفض أن يمكث عندهم أكثر بسبب ضيق الوقت ثم نجد أنه بعد ذلك يمكث عندهم ويظل لديهم مدة سنتين (كما يزعم الاصحاح 19)
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية (( جاء الى افسس )) فاذ وجد تلاميذ
ثم نقرأ :-
19 :9 و لما كان قوم يتقسون و لا يقنعون شاتمين الطريق امام الجمهور اعتزل عنهم و افرز التلاميذ محاجا كل يوم في مدرسة انسان اسمه تيرانس
19 :10 و كان ذلك مدة سنتين حتى سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين في اسيا من يهود و يونانيين
يظل لديهم لمدة عامان ثم بعد ذلك يذهب إلى مدن أخرى ثم يمر عليهم فى طريق رحلته إلى أورشليم ،
ألم يرفض من الأصل أن يمكث لديهم فى زيارته الأولى لأنه يريد أن يقضى يوم الخمسين فى أورشليم ، فكيف يعود إليهم ويبقى لديهم لمدة عامان
لو كان الأمر هكذا فلماذا أصلا لم يمكث معهم فترة أطول فى زيارته الأول ؟؟؟!!!!!!!!!!!
لم يمكث معهم فترة أطول لأن الوقت الى يوم الخمسين كان قد اقترب مما يعنى استحالة عودته مرة أخرى إلى أفسس قبل ذهابه إلى أورشليم وأنه بالفعل ذهب إلى أورشليم ولم يعود إلى أفسس إلا عندما مر بها فى طريق رحلته إلى أورشليم
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل:-
20 :16 لان بولس عزم ان يتجاوز افسس في البحر لئلا يعرض له ان يصرف وقتا في اسيا لانه كان يسرع حتى اذا امكنه يكون في اورشليم في يوم الخمسين
بولس يريد أن يذهب مسرعا الى أورشليم ليقضي يوم الخمسين هناك
تخيلوا أن من كان يريد قضاء يوم الخمسين فى أورشليم وعلى عجلة من أمره فى الاصحاح 18 ثم يذهب ويمكث عامان فى أفسس فى الاصحاح 19
وهذا يعني زيف النصوص التي تزعم نجاحه فى أفسس بالاصحاح 19
لأن ببساطة شديدة لا يوجد قبل هذا الاصحاح ما يوضح لنا أن بولس ذهب إلى أورشليم
بل إن ذهابه إلى أورشليم كان فى الاصحاح 20
د- بولس يودع أهل أفسس قائلا لهم إنه كان يكرز لليهود واليونانيين وليس اليهود والأمم من الأعراق الاخرى :-
وأيضا مما يؤكد زيف النصوص فى الاصحاح 19 من سفر أعمال الرسل هو أنه عند وداع بولس لأهل أفسس وهو فى طريقه إلى أورشليم فى الاصحاح 20 يخبرهم أنه كان يكرز لليهود واليونانيين ولم يقل لليهود والأمم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
20 :17 و من ميليتس ارسل الى افسس و استدعى قسوس الكنيسة
ثم نقرأ :-
20 :20 كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا و اخبرتكم و علمتكم به جهرا و في كل بيت
20 :21 شاهدا لليهود و اليونانيين بالتوبة الى الله و الايمان الذي بربنا يسوع المسيح
فلا وجود لإيمان الأمم فى أفسس ولا كساد صناعة هياكل الآلهة هناك بسببه أصلا
و- كيف يحدث كل هذا الشغب فى أفسس بسبب عدم رواج صناعة هياكل الأوثان ومع ذلك لا يسمع به اليهود في روما به:-
عندما نقرأ الاصحاح 28 من سفر أعمال الرسل نجد أن اليهود لم يعرفوا أن الخلاص إلى الأمم
وأن بولس يعلمهم بهذا الأمر
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم و هم سيسمعون
مما يعنى أنهم لم يعرفوا به قبل ذلك وهذا يعني أن قصة كساد صناعة الهياكل للأوثان فى آسيا بسبب تعاليم بولس هي قصة زائفة
فهؤلاء اليهود وصل إليهم معلومات أن تعاليم بولس يتم مقاومتها ورفضها ولكنهم لم يسمعوا أبدا أن تعاليمه كانت تنتشر لدرجة كساد تجارة الأوثان
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل كلام اليهود فى روما إلى بولس :-
28 :22 و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
والكلمة اليونانية المستخدمة هي :-
ἀντιλέγεται = يتكلم ضد أو يعارضه أو يرفض الموافقة و الامتثال له
ونقرأ من Thayer's Greek Lexicon :-
"to oppose oneself to one, decline to obey him, declare oneself against him, refuse to have anything to do with him" (cf. Winer's Grammar, 23 (22)): τίνι, John 19:12 (Lucian, dial. inferor. 30, 3); absolutely, Romans 10:21 (cf. Meyer); Titus 2:9 (Achilles Tatius (?) 5, 27). Passive, ἀντιλέγομαι I am disputed, assent or compliance is refused me, (Winer's Grammar, § 39, 1): Luke 2:34; Acts 28:22
وهى نفسها الكلمة المستخدمة فى رسالة إلى رومية فى هذا النص :-
10 :21 اما من جهة اسرائيل فيقول طول النهار بسطت يدي الى شعب معاند و مقاوم
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/483.htm
وهذا يعنى أن معنى كلام يهود روما إلى بولس أن دعوته وتعاليمه لم يقبلها أحد ولم يوافق عليها أحد
أي أنه لا وجود لقصة كساد صناعة هياكل الأوثان فى أفسس بآسيا بسبب انتشار تعاليم بولس
فقد كانت قصة مختلقة تم اضافتها على سفر أعمال الرسل فى أزمنة لاحقة على الكتابة الأصلية للسفر
كما أننا نلاحظ أيضا أن بولس فى روما استدعى فقط اليهود
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
أين من صدقوا بتعاليمه من الأمم فى روما ؟؟؟!!!!!!!
لا وجود لهم لأنه لا وجود لإيمان الأمم أصلا فقد كان هدف بولس بني إسرائيل وليس الأمم
7- النص فى ( الأعداد من 43 إلى 49 من الاصحاح 13 من سفر أعمال الرسل ) تتكلم عن الأمم من بني إسرائيل ، ولم يؤمن أحد من المدينة وهذه هي الأدلة :-
القصة تقول أن بولس وبرنابا ذهبا إلى أنطاكية بيسيدية ودخلوا مجمع اليهود في يوم السبت ( ليضمنا تجمع أكبر عدد من اليهود لأنه يوم الصلاة والإجازة من العمل لدى اليهود ) وبدأ بولس يخطب بينهم ويكرز بينهم بالكلمة ، ثم بعد الانتهاء ومغادرة المكان طلب الأمم من بولس وبرنابا أن يخاطبوهم بالكلمة مرة أخرى فى السبت المقبل ، وفي السبت التالي اجتمعت كل المدينة في المجمع !!!
فغار اليهود ونقضوا و جدفوا على ما يقوله بولس ولكن بولس قال لهم أنهم أصبحوا غير مستحقين لكلمة الحياة وأنه هوذا يتوجه إلى الأمم ، وفرح الأمم بذلك وأمن جموع منهم وانتشرت الكلمة فى الكورة كلها ، ولكن اليهود أثاروا وجوده المدينة و النساء المتعبدات ضد بولس وبرنابا فإضطهدوهم وأخرجوهم من المدينة فنفضا غبار أرجلهما وذهبا إلى مدينة أخرى
فنقرأ النص من سفر أعمال الرسل :-
13 :14 و اما هم فجازوا من برجة (( و اتوا الى انطاكية بيسيدية و دخلوا المجمع يوم السبت و جلسوا ))
13 :15 و بعد قراءة الناموس و الانبياء ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين ايها الرجال الاخوة ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا
13 :16 فقام بولس و اشار بيده (( و قال ايها الرجال الاسرائيليون و الذين يتقون الله اسمعوا ))
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا اختار اباءنا و رفع الشعب في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
ثم نقرأ :-
13 :42 و بعدما خرج اليهود (( من المجمع جعل الامم )) يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام (( في السبت القادم ))
13 :43 و لما انفضت الجماعة تبع كثيرون من اليهود و الدخلاء المتعبدين بولس و برنابا اللذين كانا يكلمانهم و يقنعانهم ان يثبتوا في نعمة الله
13 :44 و في السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة الله
13 :45 فلما راى اليهود الجموع امتلاوا غيرة و جعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين و مجدفين
13 :46 فجاهر بولس و برنابا و قالا كان يجب ان تكلموا انتم اولا بكلمة الله و لكن اذ دفعتموها عنكم و حكمتم انكم غير مستحقين للحياة الابدية هوذا نتوجه الى الامم
13 :47 لان هكذا اوصانا الرب قد اقمتك نورا للامم لتكون انت خلاصا الى اقصى الارض
13 :48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
13 :49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
13 :50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا و اخرجوهما من تخومهم
13 :51 (( اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم و اتيا الى ايقونية ))
وبالطبع فإن الأمم بالنص هم من بني إسرائيل ، وهذه هي الأدلة :-
أ- تناقض الطبعات فى وجود أو عدم وجود كلمة (الأمم) :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :42 و بعدما خرج اليهود (( من المجمع جعل الامم )) يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام (( في السبت القادم ))
طبقا لهذا النص فإن الأمم هم من طلبوا من بولس وبرنابا أن يكلموهم بهذا الكلام فى يوم السبت القادم
وهذا غريب جدا لأن السبت هو يوم الصلاة وترك العمل لدى اليهود وليس الأعراق الأخرى الوثنية ، فإذا كان من يريد سماع هذا الكلام من الأمم فلماذا يطلبون منهم أن يكون فى يوم السبت وليس فى أي يوم آخر وفي أي مكان آخر غير مجمع اليهود ؟؟!!!!!
لأنه لم تكن الأعراق الأخرى هم من طلبوا هذا ولكنهم كانوا أمم بني إسرائيل
واذا عدنا الى الطبعات المختلفة باليونانية لهذا النص من موقع Bible Hub نجد أن هناك اختلافات فى هذا النص بين الطبعات فهناك أربعة طبعات لا يوجد بهم كلمة الأمم، وهم :-
، Nestle GNT 1904 ، Westcott and Hort 1881
Westcott and Hort / [NA27 variants] ، Tischendorf 8th Edition
فنقرأ :-
Ἐξιόντων δὲ αὐτῶν παρεκάλουν εἰς τὸ μεταξὺ σάββατον λαληθῆναι αὐτοῖς τὰ ῥήματα ταῦτα.
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/acts/13-42.htm
ب- ولكن اذا فهمنا أن كلمة (الأمم) تعنى أمم بني إسرائيل في الشتات ، فهذا أكثر منطقية وتناسق مع باقي النص :-
قد تكون الطبعات الأخرى أيضا صحيحة وتكون الكلمة هي (الأمم) وهذا في حالة إذا فهمنا الأمم بأنهم أمم بني إسرائيل في الشتات وليس من الأعراق الأخرى لذلك فكرة أن يكون الكرازة بينهم يوم السبت أكثر منطقية
في الفترة الهلينستية تفرق بني إسرائيل بين البلاد ، ثم أخذ كل فرقة منهم جنسية الموطن الذي يعيشون فيه فنجد أن برنابا قبرسى (بالرغم من أنه لاوى) - (أعمال 4: 36) ، وكان بولس روماني (أعمال 16: 37) ، فالحقيقة أن بشتات بني إسرائيل أصبحوا أمم ، فكان يوجد الاسرائيليين الرومان ، والاسرائيليين القبارصة والاسرائيليين اليونان …. الخ ، بدليل الآتى :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
2 :5 و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في أورشليم
ثم نقرأ :-
2 :9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا
2 :10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء
2 :11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله
وكذلك (أعمال 6: 9 -11)
كان يهود من كل أمة ، ثم أطلق عليهم مسميات الأمم التي يعيشون فيها فرتيون وماديون وعيلاميون …الخ ، يعني أمم ، يعني كانوا يطلقون على بني إسرائيل في الشتات أنهم (أمم) وكان المقصود أمم بني إسرائيل ، وهؤلاء غير باقي الأمم (الذين ليسوا من بني إسرائيل )
وكذلك في (أعمال 15: 3) ورد جملة (رجوع الأمم) بمعنى أن الأمم عادوا يعبدون الله عز وجل مرة أخرى
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
15 :3 فهؤلاء بعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا في فينيقية و السامرة يخبرونهم برجوع الامم و كانوا يسببون سرورا عظيما لجميع الاخوة
ولكن طبقا للعهد القديم فإن الأمم الوثنية من غير بني إسرائيل لم يعبدوا الله عز وجل حتى يرجعوا
فنقرأ من سفر التثنية :-
4 :19 و لئلا ترفع عينيك الى السماء و تنظر الشمس و القمر و النجوم كل جند السماء ((التي قسمها الرب الهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء)) فتغتر و تسجد لها و تعبدها
4 :20 و انتم قد اخذكم الرب و اخرجكم من كور الحديد من مصر لكي تكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم
ومن الترجمة العربية المبسطة :-
4: 19 فَإنْ نَظَرْتُمْ إلَى السَّماءِ وَرأيْتُمُ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَكُلِّ الأجرامِ السَّماوِيَّةِ، ((فَلا تُخْدَعُوا بِها وَتَسجُدُوا لَها وَتَعبُدُوها، فَإنَّ إلَهَكَمْ أعطاها لِكُلِّ الأُمَمِ الَّتِي تَحتَ السَّماءِ))
4: 20 وَأمّا أنتُمْ فَقَدِ اختارَكُمُ اللهُ وَأخرَجَكُمْ مِنْ فُرْنِ الحَدِيدِ فِي مِصْرَ، لِتَكُونُوا شَعبَهُ كَما هُوَ حالُكُمُ اليَومَ.
يعنى الرب أقر للبشر عبادة الشمس والقمر والنجوم ، ما عدا بنى اسرائيل فهو الههم وحدهم فقط
وكاتب سفر أعمال الرسل يؤمن بالعهد القديم ولذلك لابد أنه لا يقصد الأمم الأخرى من غير بني إسرائيل
ولكن كان المقصود الإسرائيليين في الشتات الذين تشبهوا بأفكار وفلسفات اليونانيين الوثنية ودمجوها مع الأفكار اليهودية فظهرت اليهودية الهلينستية فأصبح يهو شبيه لزيوس ، وأصبح الزنا وأكل المحرمات شئ طبيعي بالنسبة لهم ، فهؤلاء المقصودين برجوع الأمم
يعني كلمة (الأمم) كان لها استخدامين في العهد الجديد فأحيانا تتكلم عن بني اسرائيل في الشتات ، وأحيانا تتكلم عن الأمم الأخرى الذين ليسوا من بني إسرائيل
ويؤكد ذلك من هذا النص
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
4 :27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس و بيلاطس البنطي مع امم و شعوب إسرائيل
يعني بني إسرائيل شعوب وأمم
والكلمة اليونانية التي تم ترجمتها شعوب هي λαοῖς توافق لغوى 2992 ، ويتم استخدامها للدلالة على شعب أو أمة أو قبيلة لهم نفس الأصل و اللغة
https://biblehub.com/greek/2992.htm
يعني وصف بني إسرائيل بالشعوب يعني أنهم منقسمون أمم
ولذلك فإن كلمة (الأمم) في كتب العهد الجديد كانت في بعض الأحيان يقصد بها أمم بني إسرائيل في الشتات ، وكان أحيانا يقصد الأمم من الأعراق الأخرى ، ولذلك يجب أن يتم فهم المقصود من تلك الكلمة خلال معنى النص كله ، وفى هذا النص فإن المقصود أمم بني إسرائيل كما سوف نرى الأدلة على ذلك في البنود التالية
ج- من الغريب جدا أن تجتمع المدينة كلها فى مكان واحد :-
كيف ذلك ؟؟؟!!!!!!
فهل المجمع كان على أرض المدينة كلها حتى يشمل كل السكان ؟؟؟!!!!!!!!
والغريب أن يسمح اليهود (وهم رافضين لكلام بولس) لبولس بالدخول مرة أخرى إلى المجمع وتركه يتكلم حتى يقنع الوثنيين أو حتى الدخلاء المتعبدين
ما هذا ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بالطبع لم يكن يوجد أعراق أخرى ولكنها مبالغة
د - ولماذا يقنع بولس الوثنيين من الأعراق الأخرى فى مجمع اليهود الرافضين له ولكلامه ، ألا يوجد مكان آخر يحدث به الوثنيون والدخلاء المتعبدين غير مجمع اليهود :-
والأكثر من ذلك أنهم ينتظرونه حتى السبت المقبل (موعد الصلاة لبنى إسرائيل ) ليسمعوا تعاليمه (أعمال 13 :42) ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
فهذا يؤكد أنهم أمم بني إسرائيل الذي لديهم السبت مقدس
هذا بالإضافة إلى ما أوضحته فى البنود السابقة من استحالة قبول اليهودي الجلوس والالتصاق مع شخص أممي لم يطبق التقليد اليهودي
وأيضا فإسلوب مخاطبة بولس للجالسين توضح أنه لم يكن يتحدث إلا لبني إسرائيل فقط فهو يتكلم دائما عن الآباء البيولوجيين للجالسين ، يعني هم أمم بني إسرائيل
حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا (( اختار اباءنا و رفع الشعب )) في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
وأيضا :-
13 :32 و نحن ( نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا )
13 :33 ( ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم ) اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
(للمزيد راجع الفقرة ب- البند 5 - المبحث الثاني - الفصل الأول - الباب السادس)
ص - إذا كان الكورة كلها أمنت بكلام بولس فكيف عندما أثار اليهود اضطهاد ضده لم تتحرك الكورة كلها لمساعدته :-
بل تركته ليرحل من المدينة ؟؟!!!!!!!!!!!!!!
أين الإيمان ، وأين المؤمنون ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ع - جملة (نفضا غبار أرجلهما) تعنى أن المدينة رفضت الإيمان ولم يؤمن فيها أحد :-
يبدو أن المحرف الذي أراد إيهام القارئ أن بولس وبرنابا بشرا بين الأمميين وأن الأمم قبلوا البشارة ولكنه لم ينتبه إلى هذا النص
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
13 :49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
13 :50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا (( و اخرجوهما من تخومهم ))
13 :51 (( اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم )) و اتيا الى ايقونية
تخيلوا بعد الادعاء أن الأمم فرحوا بقبول الكلمة وإن الكلمة انتشرت فى كل الكورة ولكن نجد أنه لمجرد رفض وجوه المدينة لبولس وبرنابا فخرجا من المدينة وهما ينفضان غبار أرجلهما
وهذا التعبير يعني بكل بساطة (( أن المدينة كلها )) لم تؤمن بما يقوله بولس وبرنابا ولم يصدقوا كلامهم
والدليل هو :-
فنقرأ من إنجيل لوقا :-
10 :10 (( و اية مدينة دخلتموها و لم يقبلوكم )) فاخرجوا الى شوارعها (( و قولوا ))
10 :11 (( حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم )) و لكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله
و من إنجيل متى :-
مت 10 :14 (( و من لا يقبلكم و لا يسمع كلامكم )) فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة (( و انفضوا غبار ارجلكم ))
فحتى و ان رفضهم وجوه المدينة ولكن باقي المدينة والغالبية العظمى قبلوهم طبقا لما يزعمه النص ، والعبرة بالغالبية فهذا يعني أنه ما كان يجب أن ينفضا غبار أرجلهما
ولكنهم فعلوا ذلك لأنه لم يؤمن بهم أحد فى المدينة أصلا
ف - من رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس فإن بولس لم ينجح فى نشر تعاليمه و تم اضطهاده :-
فنقرأ من الرسالة الثانية إلى تيموثاوس :-
3 :10 و اما انت فقد تبعت تعليمي و سيرتي و قصدي و ايماني و اناتي و محبتي و صبري
3 :11 و اضطهاداتي و الامي مثل ما اصابني في انطاكية و ايقونية و لسترة اية اضطهادات احتملت و من الجميع انقذني الرب
بولس يمدح تيموثاوس لأنه اتبعه وصدقه ويشكو من الاضطهادات التي قابلها فى أنطاكية و أيقونية ولسترة
مما يعنى أنه لم ينجح فى تلك البلاد ولم يصدق تعاليمه أحد فمن صدقه هو تيموثاوس لذلك مدحه ثم شكى رفض الباقون له
وبولس هنا لا يشير من قريب ولا من بعيد أن هناك أحد فى تلك البلاد صدقه
ك - بولس وبرنابا دخلا مجمع اليهود في مدينة أيقونية ما يعني أن الأمم قبل ذلك هم أمم بني إسرائيل :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
14 :1 و حدث في ايقونية انهما (( دخلا معا الى مجمع اليهود )) و تكلما حتى امن جمهور كثير من اليهود و اليونانيين
أليس الأمم قبلوا الكلمة فكان من المفترض أن يذهبوا إلى السوق الرئيسي حيث الجميع مجتمعين (وثنيين من أعراق أخرى ويهود وأتقياء ) ولكنهم ذهبوا إلى مجمع اليهود لأنهم أصلا يقصدون بنى إسرائيل وليس الأمم
ل - كيف يكون الأمم الذين أمنوا فى الاصحاح 13 (من أعراق ليست من بني إسرائيل) بينما نجد بولس فى الاصحاح 18 يهدد اليهود بأنه سيذهب إلى الأمم :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم (( انا بريء من الان اذهب الى الامم ))
والسؤال هو :-
كيف يكون الأمم آمنوا وتم البشارة بينهم فى الاصحاح 13 بينما نجد فى الاصحاح 18 نص يخبرنا أن بولس لم يكرز بين الأمم قبل الاصحاح 18 ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لأن الأمم قبل ذلك كانوا من أمم أسباط بني إسرائيل في الشتات وليس الأمم الغريبة عن بني إسرائيل
م - كيف كرز بولس بين الأمم ونجح فى ذلك بينما اليهود في روما عاصمة الإمبراطورية لم يعرفوا بإيمان الأمم :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :16 و لما اتينا الى رومية سلم قائد المئة الاسرى الى رئيس المعسكر و اما بولس فاذن له ان يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
ثم نقرأ :-
28 :22 و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
اليهود في روما عاصمة الإمبراطورية يسمعون أن مذهبه يتم مقاومته أي لا نجاح لتعاليمه
ثم نقرأ في سفر أعمال الرسل :-
28 :28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم و هم سيسمعون
بولس يخبر اليهود في روما أن الخلاص أرسل إلى الأمم وهم سيسمعون أي أن اليهود في روما لم يسمعوا بهذا الأمر من قبل
و- المؤرخ الروماني "سوتونيوس" (Suetonius) والذى عاش فى الفترة بين 69 م إلى 122 م كان يعرف أن المسيحيين هم فرقة من فرق اليهود ولم يكن هناك إيمان لأمميين :-
ذكر أن الشجار الذى كان السبب فى قرار الإمبراطور كلوديوس بطرد اليهود من روما هو شجار كان بين اليهود بسبب رجل اسمه خريستوس (أي المسيح ) ، وكان يقصد بين اليهود الذين اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام وبين اليهود الذين لم يتبعوه ولم يذكر المؤرخ أن هذا الشجار ضم الأمميين فقد كان نزاعا يهوديا خالصا، مما يعنى أنه لم يكن هناك إيمان للأمم
حتى أن قرار الطرد نفسه كان لليهود فقط
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
(وُجدَ في كورنثوس عدد ضخم من اليهود الذين طردهم كلوديوس قيصر من روما وقرار كلوديوس شمل المسيحيين. فكانوا يعتبرون أن المسيحية هي طائفة من اليهود. وكان غالبًا طرد اليهود من روما بسبب شغبهم الذي أثاروه ضد المسيحيين. فلقد سجل المؤرخ أن اليهود تشاجروا بسبب شخص اسمه خريستوس (أي المسيح وهو ظن أنه اسم أحد الأشخاص))
انتهى
راجع هذا الرابط :-
أي أن الحاكم الروماني طرد اليهود من روما بسبب شغبهم ولم يشمل القرار طرد الأمميين
كل هذا يؤكد أن الأعداد فى الاصحاح 13 التي تتحدث عن دخول الأمم في الإيمان يقصد به أمم بني إسرائيل في الشتات والذين كانوا من أسباط مختلفة عن أسباط اليهود (سبط يهوذا وبنيامين وجزء من سبط لاوى)
المبحث الثاني :- بولس تجبره الظروف على لقاء البرابرة ولكنه لا يكرز بينهم
- أ- بولس لم يذهب إلى هؤلاء البرابرة عن قصد ولم يكن يفكر فى الذهاب إليهم ولا يهمه فى الأصل الكرازة بينهم
ب- لا نرى كرازة بولس بينهم ولا أنهم قبلوا الكلمة :-
ج- القدرات على الشفاء ليست دليلا على الكرازة بينهم
د- التقليد الكنسي يناقض نصوص سفر أعمال الرسل :-
وإنما وجوده على الجزيرة وتحدثه مع البرابرة نتيجة مشاكل فى الإبحار واحتياجه إلى هؤلاء البرابرة لمساعدته على النجاة
أي أنه تعامل غير مقصود ومضطر (أعمال 27 :43 الى 28 :2 )
ووجود بولس فى مكان لا يعنى أنه بشر بين أهل هذا المكان
بدليل ما نقرأه فى سفر أعمال الرسل :-
16 :6 و بعدما اجتازوا في فريجية و كورة غلاطية (( منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا ))
16 :7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بيثينية فلم يدعهم الروح
هذا دليل أنه ليس فى أي وقت ولا فى أي مكان تواجد فيه بولس يعنى أنه كان يكرز بالكلمة فى هذا المكان وذلك الوقت
وأيضا نرى التلاميذ ذهبوا إلى أماكن ولكنهم لا يكلمون أحد بالكلمة إلا اليهود
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
11 :19 اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية و قبرس و انطاكية و هم (( لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط ))
وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا يتعاملون مع الآخرين ولكن المقصود هو الدعوة والتبشير بالكلمة كانت بين اليهود
لم تخبرنا أبدا تلك النصوص أن بولس دعاهم إلى العبادة الصحيحة ولا أنهم أمنوا وقبلوا الكلمة كما حدث مع البلاد الأخرى التي تحدث عن الكرازة بالكلمة والمناداة بطريق الخلاص وقبول الناس الكلمة وأنهم كانوا يصغوا لأقوال بولس (أعمال 11 :20 ، 14 :25 ، 16: 14 ، 16: 17 ، 17 :11 ) ، فأين أقوال بولس بينهم مثل باقي المدن ؟؟؟؟؟!!!!!
لا يوجد
بل العكس فما أخبرتنا به النصوص أن هؤلاء البرابرة ظنوا أن بولس اله (أعمال 28 :6)
ومع ذلك لم يحاول بولس أن يصحح لهم هذا الفهم ويخبرهم أنه ليس إله وإنما هو إنسان
فهو لم يفعل معهم ما فعله فى لسترة عندما صحح مفاهيمهم (أعمال 14 :11 الي 14 :15)
لا شئ مطلقا
حتى أنه لم تخبرنا تلك النصوص أنه ترك أحد بينهم يعلمهم ولا أقام عندهم كنيسة
فطبقا لتلك النصوص فإن بولس لم يقيم أسقف لهم وهذا دليل أنه لم يكرز بينهم
النصوص فى سفر أعمال الرسل التي تزعم أن بولس شفى برابرة لا تعني أنه كرز بينهم بالكلمة فكان هذا رد لجميلهم لمساعدته في النجاة على تلك الجزيرة ، فهم ظنوا أنه إله بسبب قدرته على الشفاء لأنه فى الأصل لم يكرز بينهم ، ولو كان كرز بينهم بالكلمة ما كانوا اعتقدوا أنه إله ولكنهم كانوا آمنوا
بالرغم من أن هذه القدرات مبالغ فيها جدا وأن رسائل بولس تنفي بشكل واضح هذه القدرات فهو لم يستطيع أن يشفي أي من أصدقائه أو أتباعه
فنقرأ من رسالة تيموثاوس الأولى :-
5 :23 لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا (( من اجل معدتك و اسقامك الكثيرة ))
تيموثاوس لديه أمراض كثيرة ومع ذلك بولس لا يستطيع شفاء مرض واحد من هذه الأمراض ليخفف التعب والألم عن تيموثاوس بقدر الإمكان
وأيضا نقرأ من رسالة تيموثاوس الثانية :-
4 :20 اراستس بقي في كورنثوس و اما (( تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا ))
تروفيمس هو أيضا مريض ونرى بولس تركه فى مرضه ولم يستطع أن يشفيه ولا حتى بنصائح من أجل أن يساعده فى أعماله
وأيضا نقرأ من رسالة إلى فيلبي :-
2 :25 و لكني حسبت من اللازم ان ارسل اليكم (( ابفرودتس )) اخي و العامل معي و المتجند معي و رسولكم و الخادم لحاجتي
2 :26 اذ كان مشتاقا الى جميعكم و(( مغموما لانكم سمعتم انه كان مريضا ))
2 :27 (( فانه مرض قريبا من الموت لكن الله رحمه )) و ليس اياه وحده بل اياي ايضا لئلا يكون لي حزن على حزن
أيضا ابفرودتس ظل مريض فترة حتى سمع بمرضه أهل فيلبى وكانوا فى حالة حزن عليه ولم يتوقع أحدهم أنه يمكن لبولس أن يشفيه أصلا
بالرغم من أن التقليد الكنسي الكاثوليكي يزعم وجود المسيحية فى مالطا على يد بولس وترك أسقف فيها ، فهذا الأمر غير موجود فى سفر أعمال الرسل
كما أن هذا التقليد الكنسي لا دليل عليه وخاصة أنه لا توجد معلومات واضحة عن استمرارية المسيحية فى مالطا
وهذا التقليد الكنسي كان له دائما أغراض منها محاولة الادعاء بعالمية رسالة لم تكن عالمية أبدا
كما نجد التناقض بين التقليد الكاثوليكي و التقليد الأرثوذكسي فى مسألة تأسيس بطرس لكنيسة روما
فالكاثوليك يزعمون أنه أسس الكنيسة في روما بينما الأرثوذكس ينكرون ذلك ولكل منهما هدفه فى ادعاءه
راجع هذا الرابط :-
والتقليد الكنسي هو الذى حاول دائما الزعم بأن تيطس كان يوناني أجنبي عن بنى إسرائيل بينما كل الأدلة تثبت أنه كان من بني إسرائيل المتشبهين باليونانيين (للمزيد راجع الفصل الرابع - الباب الرابع )
كما أننا لا نجد رسالة واحدة اليهم
فإن كانت بالفعل الرسالة عالمية وإلى الأمم فإن من الطبيعي أن يكون الهدف الأساسي هم الأمم
ولكن هذا لم يحدث ولم نراه فى سفر أعمال الرسل فقد كان دائما الهدف الأساسي هم بنى اسرائيل فدائما يدخل مجامع اليهود ويكرز بينهم
المبحث الثالث :- اليهود فى عصر كتابة العهد الجديد أطلقوا على الاسرائيلي مسمى الموطن الذي يستوطنه
عندما يقرأ البعض رسائل العهد الجديد ويجدها موجهة إلى الكورنثيين أو الرومانيين أو الغلاطيين …. الخ يظن أن هذه الرسائل موجهة إلى الأمميين في تلك البلدان
ولكن الحقيقة أن تلك الرسائل كانت موجهة إلى بني إسرائيل الذين استوطنوا تلك البلدان
فكان سفر وترحال بولس و التلاميذ و مقصدهم الوحيد هم بنى اسرائيل فى الشتات الذين استوطنوا البلدان المختلفة فقد كانوا هم الخراف الذين كانوا خارج حظيرة بني إسرائيل فى فلسطين ولم يكن يعنيهم أبدا الأمميين
فقد كان بنو إسرائيل فى عصر كتابة العهد الجديد يطلقون على الاسرائيلي مسمى الموطن الذي استوطن فيه و أيضا كانوا يطلقون على اليهودى المتشبه بفكر أو شخص ما مسمى هذا الفكر أو الشخص
بمعنى :-
إذا كان هناك أشخاص من بني إسرائيل استوطنوا مصر فكان يتم اطلاق مسمى مصريين عليهم ولكن كانوا يعرفون أنهم مصريين من بنى اسرائيل و ليسوا مصريين حقيقيين
وهكذا مع الإسرائيليين الذين تشتتوا فى جميع الأمم
ونجد هذا الأسلوب استخدمه كاتب سفر أعمال الرسل في اشارته الى الاسرائيليين المشتتين فكان ينسبهم إلى البلاد التي استوطنوا فيها (أعمال 2 :9 الى 2 :11 ، 6: 8 ، 6: 9 )، و أيضا وصفه لبرنابا بأنه قبرسى (أعمال 4: 36 ) ، و كذلك وصف بولس نفسه بأنه روماني و طرطوسي (أعمال 9: 11 ، 16: 37 ، 16: 38 ،21: 39 ، 22: 3 ، 22: 25 ) ، وصف أبلوس على أنه سكندرى (أعمال : 24 - 25)
و أيضا كانوا يطلقون على الاسرائيلي الذي اعتنق فكر مخالف لهم مسمى هذا الفكر مثل الأبيقوري
يذكر التلمود وصف الفريسيين لحاخام يهودي Elisha ben Abuyah كان معروف باسم ( Aḥer) - آهير ، والذى عاش فى القرن الأول الميلادي بأنه (أبيقوري)
(نسبة إلى الفلسفة الأبيقورية اليونانية الوثنية )
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا بعنوان Apostasy :-
IIn the Talmud, Elisha ben Abuyah is singled out as an apostate and Epikoros (Epicurean) by the Pharisees
الترجمة :-
في التلمود، تم تمييز إليشع بن أبويا كمرتد وأبيكوروس (الأبيقوري) من قبل الفريسيين
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Apostasy#Judaism
وأيضا :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Apostasy_in_Judaism#In_the_Talmud
كذلك كان يطلق اليهود فى ذلك الزمان على من يتشبه باليونانيين من بني إسرائيل مسمى يوناني
كما نقرأ في الجزء الثاني من كتاب ضد أبيون للمؤرخ اليهودي جوزيفوس :-
but if he knew nothing of these records, he hath shown himself to be a man very ignorant: nay, when lie appears to wonder how Jews could be called Alexandrians, this is another like instance of his ignorance; for all such as are called out to be colonies, although they be ever so far remote from one another in their original, receive their names from those that bring them to their new habitations. And what occasion is there to speak of others, when those of us Jews that dwell at Antioch are named Antiochians, because Seleucns the founder of that city gave them the privileges belonging thereto? After the like manner do those Jews that inhabit Ephesus, and the other cities of Ionia, enjoy the same name with those that were originally born there, by the grant of the succeeding princes
الترجمة :-
ولكن إذا لم يكن يعرف شيئًا عن هذه السجلات ، فقد أظهر نفسه على أنه رجل جاهل جدًا: كلا ، عندما يبدو أن الكذب يتساءل كيف يمكن تسمية اليهود بالسكندريين ، فهذا مثال آخر على جهله ؛ بالنسبة لجميع من تم استدعاؤهم ليكونوا مستعمرات ، على الرغم من أنهم بعيدون جدًا عن بعضهم البعض في الأصل ، فإنهم يتلقون أسمائهم من أولئك الذين ينقلونهم إلى مساكنهم الجديدة. وأية مناسبة للتحدث عن الآخرين ، وعندما نسمى نحن اليهود الساكنون فى أنطاكية بأنطاكيين ، لأن سلوقس ، مؤسس تلك المدينة ، أعطاهم امتيازات تلك المدينة؟ على غرار الطريقة التي يتمتع بها أولئك اليهود الذين يسكنون أفسس ومدن إيونيا الأخرى ، بنفس الاسم مع أولئك الذين ولدوا في الأصل هناك ، بمنحة من الأمراء اللاحقين.
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://sacred-texts.com/jud/josephus/apion-2.htm
و الترجمة العربية للكتاب لــ محمد حمدى إبراهيم :-
38- أما عن اندهاشه من أن اليهود قد سموا بالسكندريين فهو اندهاش ينم بالمثل عن غباء لا حد له ذلك لأن كل الأشخاص الذين تتم دعوتهم لتأسيس مستعمرة يحصلون على اسم المؤسسيين لهذه المستعمرة بغض النظر عن الاختلافات الكبرى الواقعة بينهم في الجنس و الأرومة
39- ترى هل هناك ضرورة أن نتحدث بعد ذلك عن (الأجناس) الأخرى ، ذلك أن (اليهود) الذين أقاموا في أنطاكية يسمون بـ الأنطاكيين ولقد منحهم (الملك) سليوقس مؤسس المدينة حقوق المواطنة وبالمثل فإن من أقاموا في أفسس وفي كافة ما تبقى من أرجاء ايونيا يحملون ذات الاسم الذي يحمله المواطنون الأصلاء فيها وهو حق حصلوا عليه من قبل خلفاء الاسكندر
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://archive.org/stream/dedda_abioun#page/n155/mode/2up
تعليقات
إرسال تعليق