القائمة الرئيسية

الصفحات

رسائل العهد الجديد لم يكتبها التلاميذ ولا بولس

 رسائل العهد الجديد لم يكتبها التلاميذ ولا بولس




المقدمة :-

تكلمت فى الموضوع السابق عن قيام الرومان بإفساد دين أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام  

فزيادة عدد أتباع التلاميذ (الحواريين) بين بنى إسرائيل سواء الموجودين فى فلسطين أو فى الشتات وكذلك قوة إيمان التلاميذ (الحواريين) وتمسكهم بعقيدتهم  كان يصعب من هدف الرومان  وأتباعهم من بنى اسرائيل فى تدمير هذه الفئة الصالحة

فى نفس الوقت دخل إلى تلك الفئة إسرائيليون بدأوا يخرجون بأفكار ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان ، هذه الأفكار تمزج بين معتقدات أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقيين وبين المعتقدات الهيلينية و تتوافق مع سياسة الرومان ورغبتهم فى ترك الشريعة وتبرير ذلك بتبريرات عديدة


للمزيد راجع هذا الرابط :-



وعمد أصحاب هذه الأفكار إلى كتابة كتب ورسائل تم نسبتها إلى من عاصروا المسيح عليه الصلاة والسلام ليعطوها القداسة و يقنعوا الناس بها

وهذا الأمر نجد الإشارة إليه فى بداية إنجيل لوقا حيث نقرأ :-

1 :1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا

1 :2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة

1 :3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس

1 :4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به


ثم وضعوا لتلك الرسائل المزيفة قانونية زائفة وحاولوا نشرها بين فئة المسيحيين حتى يتكرر ما حدث لكتابات اليهود فى عهد اليونانيين


راجع هذا الرابط :-


اليونانيين وافساد بنى اسرائيل



فمن الواضح من بعض رسائل العهد الجديد إلى أنه لم يكتبها لا بولس ولا تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام مثل رسالة إلى رومية و الرسالة إلى العبرانيين (للمزيد عنهما راجع الفصلين الخامس والسادس من الباب الرابع ) هذا بالإضافة إلى التحريف والتبديل الذي تعرضت له الكتب والرسائل الأخرى والتي ان شاء الله سوف أوضح جزء منها فى الحديث عن تلك الرسائل فى الباب الرابع و أيضا فى الحديث عن النصوص الأخيرة بالأناجيل فى  الباب الأول من هذا الموضوع


والشيء المؤكد أن بولس لم يسمع فى حياته عن عقيدة الأقانيم و ذبيحة الفداء ولم يعتقد أبدا أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان إله بل انه كان يعتقد أن التوبة هي السبيل لغفران الخطايا وليس ذبيحة الفداء والدليل على ذلك نجده من معتقد لوقا كاتب سفر أعمال الرسل والذي لا نجد فى كتابه أي شئ عن أن مغفرة الخطايا بدم ذبيحة الفداء


راجع هذا الرابط :-


التلاميذ نفوا صلب المسيح ولم يعبدوه


ويتضمن الموضوع :-

1- قانونية رسائل العهد الجديد لم يتم تحديدها إلا فى فترة متأخرة وعن طريق مخطوطات من كتاب ونساخ مجهولي الهوية 

2- من كاتب رسالة الى رومية 

3- من كاتب رسالة إلى العبرانيين 

4- من كاتب رسالة يهوذا 

5- من كاتب رسالتي بطرس 

6- أين الرسائل الحقيقية لتلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام والتي بها تعاليمهم المخالفة لتعاليم كاتب رسالة غلاطية كما أشار كاتب الرسالة نفسه 


1- قانونية رسائل العهد الجديد لم يتم تحديدها إلا فى فترة متأخرة وعن طريق مخطوطات من كتاب ونساخ مجهولي الهوية


يعتمد المسيحيين على قانونية وصحة كتابهم عن طريق المخطوطات بالرغم من عدم معرفتهم هوية كتاب تلك المخطوطات وما هي انتماءاتهم المذهبية فى ظل عصر انتشر فيه قيام أشخاص بكتابة رسائل وقصص زائفة 

فنقرأ من إنجيل لوقا :-

1 :1 (( اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا ))

1 :2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة

1 :3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس

1 :4 (( لتعرف صحة الكلام الذي علمت به ))


هذا بالإضافة إلى تعرض الكتابات للمزيد من التحريف عن طريق النساخ حيث يعترف بروس متزجر بعدم وجود أي مخطوطة من مخطوطات العهد الجديد مطابقة للأخرى


راجع هذا الرابط :-


النساخ الذين نسخوا العهد الجديد كانوا يضيفون نصوص لم تكن موجودة في النص الأصلي


كل ذلك فى ظل ظروف سياسية وقع فيها اضطهاد كبير من قبل الحكام لأتباع المسيح عليه الصلاة والسلام المتمسكين بالناموس والمنكرين لــ ألوهيته

وكان السعي دائما لحرق كتبهم التي تتعارض مع أهواء الحكام ، وهذا يعنى أنه من الطبيعي فى ظل تلك الظروف انتشار الرسائل التي تتوافق مع  أهواء الحكام الرومان 

كما أن أغلب المخطوطات التي يعتمد عليها المسيحيون فى صحة العهد الجديد ترجع إلى القرن الرابع والخامس والسادس الميلادي

أما المخطوطات الأقدم من ذلك فهي لا يمكن الاعتماد عليها نظرا لصغر محتواها أو سوء حالتها


  • أ- فمثلا القائمة الموراتورية والتي تعود أقدم مخطوطاتها إلى القرن السابع الميلادي وهناك خلاف بين علماء المسيحية حول تاريخ تلك القائمة 

فهل كانت بين عامي 170 الى 200 ميلادي أم تعود إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي فكاتب تلك القائمة مجهول الهوية ومختلف عليه 

فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-

The Muratorian fragment is a copy of perhaps the oldest known list of the books of the New Testament. The fragment, consisting of 85 lines, is a 7th-century Latin manuscript bound in a 7th or 8th century codex from the library of Columban's monastery at Bobbio; it contains features suggesting it is a translation from a Greek original written about 170 or as late as the 4th century


الترجمة :- 

يعتبر قطعة الموراتوري نسخة من ربما أقدم قائمة معروفة لأسفار العهد الجديد. تتكون القطعة من 85 سطراً ، وهي مخطوطة لاتينية من القرن السابع ومجلدة في مجلد مخطوطة من القرن السابع أو الثامن من مكتبة دير كولومبان في بوبيو ؛ يحتوي على ملامح تشير إلى أنها ترجمة من أصل يوناني كتب حوالي 170 أو في أواخر القرن الرابع 

انتهى 

راجع هذا الرابط :- 


http://en.wikipedia.org/wiki/Muratorian_fragment


وكل ذلك فى ظل عدم وجود أي مخطوطة لهذه القائمة أقدم من القرن السابع الميلادي 


  • ب- مخطوطة جون رايلاند John Ryland 

التي يرجع تاريخها فى عام 130 م عبارة عن قصاصة صغيرة تحتوى على خمسة أعداد من انجيل يوحنا فقط هم (يوحنا 18: 31 -33 ، 37-38)

ولا نعرف أصلا من ناسخ هذه القصاصة

راجع هذا الرابط :- 


http://en.wikipedia.org/wiki/Rylands_Library_Papyrus_P52


  • ج- وأيضا مخطوطات تشستري بيتي  200م 

وتحتوي على جزء من العهد الجديد وأيضا كاتبها مجهول الهوية


  • د- مخطوطات القرن الرابع الميلادي هي المرجع الأساسي لكتاب المسيحيين المقدس :-

أوكل قسطنطين إلى أتباعه كتابة و تجميع الكتاب المقدس للمسيحيين  فيما يسمى بالنسخة الفاتيكانية وذلك فى عام 328 م

كما تم كتابة المخطوطة السينائية  والمعروفة بالمخطوطة وذلك بين سنة 325 و 400 م

وأيضا النسخة الاسكندرانية فى عام 400 م ، النسخة الافرامية 450 م

وهناك اختلافات عديدة بين تلك المخطوطات وبعضها احتوى على كتب ترفضها الكنيسة حاليا مما يضع علامات الاستفهام حول قانونية الكتاب المقدس الذي تغير عن العصور الماضية

والشيء المؤكد أن رسائل العهد الجديد مهما كانت صحة قانونيتها كانت موجهة إلى بني إسرائيل وليس إلى الأمم

ولكن قام بعض النساخ بإبدال كلمة الأمة التي كانت ترد فى الرسائل المنسوبة إلى بولس والتي كان يقصد منها أمته وهى بنى إسرائيل  وتحويلها إلى كلمة الأمم حتى يعتقد القارئ هذه الرسالة موجهة إلى الأمم

وبالنسبة لما قالوا عنه أنه عهد قديم فقد استعانوا فيه بالنسخة السبعينية  الذي تم كتابته على يد كهنة اليهود التابعين لليونانيين حيث أن الهدف فى الحالتين كان واحد وخاصة أن الترجمة السبعينية أقدم من النسخ الماسورتية ، فالنص الماسورتي تم كتابته في القرن العاشر الميلادي


راجع هذا الرابط :-


أهمية الكهنة بالنسبة لبني إسرائيل


وحتى مخطوطات البحر الميت فهي فى الأصل ترجع لعصر اليونانيين

وجمعوا كتاب قالوا أنه مكون من عهد قديم (ما تم كتابته فى عهد اليونانيين) وعهد جديد (كتب ورسائل اختاروها بحيث لا يكون واضح فيها معتقد يخالف معتقدهم  بعضها تم الصاقها بالتلاميذ وبولس مع إحداث بعض التغيرات والاضافات فيها) ثم قالوا للناس هذا هو كتابكم المقدس

وهذا يعنى أن قانونية رسائل العهد الجديد لم يتم تحديده إلا فى فترة متأخرة مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول قانونية تلك الرسائل 

هذا بالإضافة إلى حالة الاضطهاد والتعذيب وحرق الكتب التي قام بها بعض قياصرة الرومان ضد المسيحيين ساهم إلى حد كبير فى ضياع الكتب الحقيقية 


2- من كاتب رسالة الى رومية

يزعم علماء المسيحية أن كاتبها بولس لمجرد ورود اسم بولس فى الرسالة وهذا ليس دليلا فيمكن لأي ناسخ أن يقحم اسم بولس فى الرسالة

بينما ان تحققنا من نصوص الرسالة جيدا سنعرف أن كاتبها لم يكن بولس 

فعلى سبيل المثال :-

  • أ- كاتب سفر أعمال الرسل (وهو لوقا صديق بولس) يوضح لنا أن تعاليم بولس لم تكن قد وصلت إلى اليهود في روما قبل ترحيله إليها أي لم يكن فى روما مساعدين له أصلا ولا عاملين فى المسيح عليه الصلاة والسلام


طبقا لما ورد فى رسالة رومية فإن بولس  كتبها ليشرح فيها تعاليمه إلى أهل رومية وذلك قبل ذهابه إليهم 

فنقرأ من رسالة رومية :-

1 :7 الى جميع الموجودين في رومية احباء الله مدعوين قديسين نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح

1 :8 اولا اشكر الهي بيسوع المسيح من جهة جميعكم ان ايمانكم ينادى به في كل العالم

1 :9 فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم

1 :10 (( متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم ))


ثم بدأ بعد ذلك يشرح فى الرسالة أفكاره وتعاليمه

أي أنه من المفروض أن يكون زمان كتابة تلك الرسالة قبل ترحيل بولس إلى روما المذكور فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 28 وعليه فمن المفترض أن يكون اليهود قد أصبحوا على علم بتعاليمه عندما تم ترحيله إلى روما بسبب تلك الرسالة  

ولكن من سفر أعمال الرسل نعرف أن اليهود في روما قابلوا بولس بعد ترحيله إلى هناك وأخبروه أنهم  لم يعرفوا بتعاليمه إلا أنه يقاوم ، ولا نجد بولس ينكر عليهم ذلك ولا يشير إلى رسالة رومية التي يشرح فيها تعاليمه أي أنه لم يكتب إليهم أي رسالة يشرح فيها تعاليمه وإلا كان أنكر عليهم قولهم 

فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-

28 :17 و بعد ثلاثة ايام (( استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود )) فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين


ثم نقرأ :-

28 :21 (( فقالوا له نحن لم نقبل كتابات فيك من اليهودية و لا احد من الاخوة )) جاء فاخبرنا او تكلم عنك بشيء رديء

28 :22 (( و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى )) لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان


بولس استدعى وجوه اليهود في روما وحدثهم عن ما حدث له فى أورشليم وهم يقولون له أنه لم تصل كتابات فيه من أحد وأنهم سمعوا أن مذهبه يقاوم و يريدون أن يستمعوا منه عن تعاليمه ومذهبه أي أنهم لم يسمعوا بتعاليمه من قبل ولا وجود لرسالة رومية كتبها بولس قبل ذهابه الى روما يشرح فيها تعاليمه ، فكاتب سفر أعمال الرسل لم يسمع عن تلك الرسالة

وهذا يؤكد أيضا أنه لم يكن فى روما مساعدين له قبل ذهابه إليها والتي زعم وجودهم كاتب رسالة رومية فى الاصحاح 16


فنقرأ من رسالة رومية :-

16 :5 و على الكنيسة التي في بيتهما سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح


وأيضا يقول :-

16 :9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح و على استاخيس حبيبي

16 :10 سلموا على ابلس المزكى في المسيح سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس


فإذا كان هناك مساعدين له ما كان اليهود فى سفر أعمال الرسل 28  قالوا له أنهم لا يعرفون تعاليمه إلا أنه يقاوم


  • ب-من الواضح أن كاتب تلك الرسالة عاش فى روما فترة طويلة بل كان له أقارب فى روما ويعرف أفرادها بدليل السلامات الذي يبعثه إلى أهل رومية بينما بولس لم يكن من روما


فنقرأ من رسالة رومية :-

16 :7 سلموا على اندرونكوس و يونياس (( نسيبي )) الماسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل و قد كانا في المسيح قبلي


ويقول أيضا :-

16 :11 سلموا على هيروديون (( نسيبي )) سلموا على الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب


يسلم على اندرونكوس و يونياس و هيروديون ويقول أنهم أنسباءه

وهو بالتأكيد يقصد قرابة حقيقية  فالكلمة اليونانية المستخدمة والتي تم ترجمتها (نسيبي ) هي :- συγγενεῖς


راجع هذا الرابط :- 

http://biblehub.com/text/romans/16-7.htm


وهى طبقا لــــ Strong's Exhaustive Concordance

a relative (by blood); by extension, a fellow countryman -- cousin, ki

أي أنها تعني قرابة عن طريق الدم ومواطنة 

راجع هذا الرابط :- 

http://biblehub.com/greek/4773.htm


مما يوضح لنا أن كاتب تلك الرسالة من بنى إسرائيل فى شتات روما

بينما كان بولس من طرطوس 


فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-

21 :39 فقال بولس انا رجل يهودي طرسوسي من اهل مدينة غير دنية من كيليكية و التمس منك ان تاذن لي ان اكلم الشعب


وأيضا :-

22 :3 انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية و لكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم



  • ج- كيف يتغير أسلوب سلام المتكلم فجأة عند سلام ترتيوس عن باقي تسليمات الآخرين ، إلا إذا كان المتكلم  فى كل الرسالة هو ترتيوس وليس بولس


فنقرأ من رسالة رومية :-

16 :22 انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب


الغريب فى الأمر هو اختلاف اسلوب السلام فى نفس الرسالة

فنجد أن كاتب الرسالة يخبر من يوجه الرسالة إليهم بسلام من معه 

فهو يقول في رسالة رومية :-

16 :21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي


فمن هذا الأسلوب نعلم أن تيموثاوس ليس صاحب تلك الرسالة وليس هو المتكلم

ولكن فى الأسلوب الذى تم استخدامه مع سلام ترتيوس فإنه يظهر أنه هو صاحب تلك الرسالة وأنه المتكلم  

فالغريب أن يقال إن المتكلم فى الرسالة هو بولس ويشير إلى الآخرين  بسلامهم  ثم نجد أنه يغير اسلوب الحديث ويصبح ترتيوس هو المتكلم ويسلم عليهم مباشرة

إلا إذا كانت الحقيقة أنه لم يتغير شيء لأن المتكلم  فى الأصل وصاحب هذه الرسالة هو ترتيوس وليس بولس

لذلك كان من المفروض إذا لم يكن ترتيوس هو صاحب كلمات تلك الرسالة وكان صاحبها هو بولس فانه يقول :-

(يسلم عليكم ترتيوس من كتبت الرسالة بيده ) أو حتى يقول (يسلم عليكم ترتيوس كاتب الرسالة )

أي يظل المتكلم هو بولس


  • د- تم كتابة الرسالة على يد فيبي وليس ترتيوس :-


وهذا يعنى أن ترتيوس هو صاحب الرسالة وليس بولس 

فيبي لم تكن فقط من قامت بتوصيل الرسالة ولكنها أيضا من تم كتابة الرسالة على يدها 

لأننا ببساطة شديدة نجده يقول في رسالة رومية :-

16 :27 لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد الى الابد امين كتبت الى اهل رومية من كورنثوس على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا 


يقول (كتبت الرسالة …. على يد فيبي ) 

أي أن من كانت يتم كتابة الرسالة على يدها هي فيبي 

وإن كان يقصد أنها  فقط قامت بتوصيل الرسالة فكان سيقول :- (سلمت الرسالة ….على يد فيبي ) 

فمثلا نجده يقول فى رسالة إلى أهل تسالونيكي :-

4 :1 فمن ثم ايها الاخوة نسالكم و نطلب اليكم في الرب يسوع انكم كما تسلمتم منا كيف يجب ان تسلكوا و ترضوا الله تزدادون اكثر 


فهو يزعم أنهم تسلموا منه الكلام 

وكذلك لو كانت فيبي مجرد من قامت بتوصيل الرسالة فكان سيقول (سلمت الرسالة …..على يد فيبي) ، وليس (كتبت الرسالة …. على يد فيبي )

فيبي كانت من تم كتابة الرسالة على يدها فهي كانت مساعدة لكاتب تلك الرسالة 


فنقرأ من رسالة رومية :-

16 :2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين و تقوموا لها في اي شيء احتاجته منكم لانها صارت مساعدة لكثيرين و لي انا ايضا 


والدليل الأسلوب الذي نقرأه فى رسائل أخرى :-

فنقرأ من رسالة الى فليمون :-

1 :19 (( انا بولس كتبت بيدي)) انا اوفي حتى لا اقول لك انك مديون لي بنفسك ايضا


وأيضا الرسالة الثانية إلى تسالونيكي :-

3 :17 السلام بيدي انا بولس الذي هو علامة في كل رسالة هكذا انا اكتب


فى نفس الوقت الذي نقرأ من رسالة رومية :-

16 :22 ((انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة)) اسلم عليكم في الرب


وهذا يعنى أن ترتيوس ليس مجرد من تم املاءه الرسالة ليكتبها ولكنه هو صاحب تلك الرسالة 

ولكن أتى قوم بعد ذلك ونسبوا تلك الرسالة إلى بولس وأضافوا فى بدايتها  اسم بولس لإيهام الناس أنه كاتبها ، وأضافوا أسماء شخصيات كانت تعرف بولس مثل بريسكلا واكيلا وذلك لإعطاء الأفكار الموجودة فى تلك الرسالة القداسة بنسبها لشخص كان قريب من عصر المسيح عليه الصلاة والسلام 

(للمزيد راجع من كاتب رسالة رومية)


3- من كاتب رسالة إلى العبرانيين

يزعم علماء المسيحية أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين هو بولس بينما الشكوك حول حقيقة كاتبها كان موجود قديما حيث لم ترد الرسالة فى في القانون الموراتوري Muratorian Canon ، وإذا دققنا فى النصوص سوف نكتشف استحالة أن يكون كاتبها بولس ولا أي أحد من الجيل الأول للمسيحية


  • أ- الرسالة غير معترف بها فى القائمة الموراتورية 

وكذلك فإن هيبوليتس تلميذ إيرينيئوس : لم يعترف بها أيضا حيث أن كاتبها غير معروف 


  • ب- كاتب رسالة إلى العبرانيين  سمع مع الذين سمعوا ولم يكن معاصرا للمسيح عليه الصلاة والسلام ولا يحل عليه الروح القدس  أي أنه لم يكن من التلاميذ

فنجده يقول هذا النص :-

2 :1 لذلك ((( يجب ان نتنبه اكثر الى ما سمعنا )))  لئلا نفوته

2 :2 لانه ان كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة و كل تعد و معصية نال مجازاة عادلة

2 :3 فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد ابتدا الرب بالتكلم به ((( ثم تثبت لنا من الذين سمعوا)))

2 :4 ((( شاهدا الله معهم ))) بايات و عجائب و قوات متنوعة و مواهب الروح القدس حسب ارادته


وأيضا يقول :-

13 :7 ((اذكروا مرشديكم)) الذين كلموكم بكلمة الله (( انظروا الى نهاية سيرتهم))  فتمثلوا بايمانهم


كاتب الرسالة لم يكن من الحواريين ولا من الجيل الأول  ولم تحدث على يديه معجزات حتى ولم يعاصر المسيح عليه الصلاة والسلام ولم يكن يحل عليه الروح القدس ولم يكن كلامه كلام مقدس  فهو مجرد شخص وصله كلام وسمعه وكتبه حسب فهمه الشخصي فهو لم يضع نفسه مع من سمعوا الكلام مباشرة وكذلك لم يضع نفسه مع من صنعوا المعجزات

فلم يقل (يجب أن تنتبهوا أكثر الى ما سمعتم )  ، ولم يقل (ثم تثبت لكم ) ، ولم يقل (شاهدا الله معنا بآيات وعجائب)

فهو لم يضع نفسه مع التلاميذ ولكنه وضع نفسه مع من يسمع تعاليم ما

كما أنه لم يقل أبدا (اذكروا التلاميذ ولا اذكروا الرسل )

وإنما قال (اذكروا مرشديكم) أي أن التعاليم التي سمعوها هي من مرشدين معلمين ولم يكونوا من التلاميذ المباشرين والا كان قال (اذكروا الرسل)

وهؤلاء المرشدين قد ماتوا لأنه قال في العدد (13: 7 ) (نهاية سيرتهم)

أي أن كاتب الرسالة كان يعيش في زمان بعد وفاة هؤلاء المرشدين


  • ج- تم كتابة الرسالة الى العبرانيين فى فترة طرد اليهود والمسيحيين من أورشليم عام 135 أو بعدها :-

هذه الرسالة تم كتابتها بعد هدم مدينة أورشليم فى عام 135 حيث تناولت فى نصوصها الإشارة إلى ما حدث للمدينة وعدم وجودها وبأنه لم يعد لهم مدينة باقية (عبرانيين 13 :14 ) واجبارهم على تركها وبالتالي تجريدهم من ممتلكاتهم (عبرانيين 10 :34 ) ولذلك أعطاهم مثال ببحث سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عن وطن (عبرانيين 11 :8 الى 11 :13 )


  • د- بالطبع التبرير الذي يزعمه علماء المسيحية لعدم كتابة اسم بولس على الرسالة هو تبرير غير منطقي

يبرر علماء المسيحية عدم كتابة اسم بولس على الرسالة بأن بولس كان رسول إلى الأمم وأن المسيحيين العبرانيين كانوا يحجمون عن قراءة رسائله ولذلك لم يكتب اسمه على الرسالة

تبرير غير منطقي أبدا

فهل يوجد أشخاص تأتى إليهم رسالة من شخص مجهول فيقدسونها ويتناقلونها بينهم بدون أن يعرفوا من هو كاتب الرسالة الموجهة إليهم أصلا ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كما أن رفض المتمسكين بالشريعة لبولس نابع من رفضهم لتعاليمه وكلامه لذلك لن يحدث كتابة اسمه من عدم كتابتها بالنسبة للمتمسكين بالشريعة أي فارق

هذا بالإضافة إلى أن كاتب الرسالة يطلب منهم فى الاصحاح الأخير أن يصلوا من أجله حتى يرد إليهم 


فنقرأ من رسالة إلى العبرانيين :-

13 :18 صلوا لاجلنا لاننا نثق ان لنا ضميرا صالحا راغبين ان نتصرف حسنا في كل شيء

13 :19 و لكن اطلب اكثر ان تفعلوا هذا (( لكي ارد اليكم باكثر سرعة))

وهذا يعني أن شخصيته كانت معروفة لديهم

مما يؤكد على أن كاتب الرسالة لم يكن بولس أبد والذى كان على خلاف مع العبرانيين 


وهذا ما نقرأه من سفر أعمال الرسل :-

21 :30 فهاجت المدينة كلها و تراكض الشعب (( و امسكوا بولس و جروه خارج الهيكل )) و للوقت اغلقت الابواب

21 :31 و بينما هم يطلبون ان يقتلوه نما خبر الى امير الكتيبة (( ان اورشليم كلها قد اضطربت ))


(للمزيد راجع رسالة الى العبرانيين موجهة الى فئة من بنى اسرائيل يتحدثون العبرية )


4- من كاتب رسالة يهوذا

يزعم علماء المسيحية أن كاتب تلك الرسالة هو يهوذا أحد التلاميذ الاثني عشر ويسمى أيضا تداوس و لباوس ومشهور بأنه أخو يعقوب وهو غير يهوذا الإسخريوطي 

راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church/Christian-Church-History__034-Saint-Judas-Yahooza.html


ولكن ليس معنى أنه مذكور فى الرسالة أن الكاتب هو يهوذا أخو يعقوب يكون بالفعل هو الكاتب ، فمن السهل قيام أحد النساخ بإضافة كلمة (أخو يعقوب) حتى يوهم القارئ بأن كاتبها أحد التلاميذ

بينما إذا دققنا فى نص الرسالة سنعرف أن كاتبها لم يكن من التلاميذ

فنقرأ من رسالة يهوذا :-

1: 17 و اما انتم ايها الاحباء (( فاذكروا )) الاقوال التي (( قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح ))

1: 18 فانهم قالوا لكم ((انه في الزمان الاخير )) سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم



  • أ- ليس من رسل المسيح عليه الصلاة والسلام

شخص يوجه رسالة الى أشخاص ويريد أن ((يذكرهم )) بالأقوال التي قالها ((سابقا)) أي فيما مضى رسل المسيح عليه الصلاة والسلام

وهذا يعنى أنه ليس من رسل المسيح عليه الصلاة والسلام أي أنه ليس من التلاميذ

فإذا كان من رسل المسيح عليه الصلاة والسلام فلماذا لم يقول الكلام على أساس أنه صادر منه  طالما أنه على قدم المساواة معهم ؟؟؟!!!

هو لم يفعل ذلك لأنه لم يكن منهم


  • ب-زمانه غير زمانهم

كما أنه يقول أن ما أنبأ به رسل المسيح يكون في الزمان الأخير أي أنهم تنبأوا بأحداث لن تحدث في زمانهم وفي نفس الوقت يعتبر أن ما أنبأوا به يحدث في زمانه أي أن زمانه غير زمان رسل المسيح عليه الصلاة والسلام

علما بأن جملة (قالوا لكم) لا تعني أنهم كانوا معاصرين للتلاميذ ولكن هم أخذوا هذه الأقوال من سابقيهم ، فنفس الأسلوب تم استخدامه على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام فى إنجيل يوحنا عندما قال لمن عاصرهم من بنى اسرائيل :-

7 :19 (( اليس موسى قد اعطاكم الناموس )) و ليس احد منكم يعمل الناموس لماذا تطلبون ان تقتلوني


ومن عاصر المسيح عليه الصلاة والسلام لم يكن بالتأكيد معاصر لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وحتى يعطيهم الناموس ولكن المقصود أنه أعطاه لآبائهم وهم توارثوه


5- من كاتب رسالتي بطرس

  • أ- اختلاف الأسلوب بين ما ورد فى رسالة بطرس الأولى وبين كلام بطرس في سفر أعمال الرسل :-

وردت كلمة (ضمير) ثلاث مرات فى رسالة بطرس الأولى  (بطرس الأولى 2 :19 ، 3 :16 ، 3 :21 ) بينما لم ترد أبدا تلك الكلمة على لسان بطرس في سفر أعمال الرسل 

كما أن اعتقاد بطرس في سفر أعمال الرسل واضح جدا وهو أن التوبة هي السبيل لغفران الخطايا (أعمال 3 :19 ) ، وأن الله عز وجل أرسل المسيح عليه الصلاة والسلام لردهم عن شرورهم (أعمال 3 :26 )  ولا يذكر أبدا أي شئ عن الفداء بدم المسيح ولا أي شئ عن الذبائح الروحية 


فنقرأ من سفر أعمال الرسل :- 

3 :19 فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب

وأيضا :-

3 :26 اليكم اولا اذ اقام الله فتاه يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره


بينما فى رسالة بطرس الأولى يذكر الفداء بالدم  والذبائح الروحية (بطرس الأولى 1 :2 ، 1 :18 ، 1 :19 ، 2 :5 ، 2 :24 ) ، ولا يذكر أي شئ عن التوبة 


 بطرس يقول لبني إسرائيل أنهم أبناء الأنبياء والعهد وهو يخاطبهم  في سفر أعمال الرسل :-

3 :11 و بينما كان الرجل الاعرج الذي شفي متمسكا ببطرس و يوحنا (( تراكض اليهم جميع الشعب )) الى الرواق الذي يقال له رواق سليمان و هم مندهشون

3 :12 فلما راى بطرس ذلك (( اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون )) ما بالكم تتعجبون من هذا و لماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي

ثم نقرأ :-

3 :25 انتم ابناء الانبياء و العهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم و بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض


وهذا يعنى أنهم مختارين بينما نقرأ رأي مخالف لذلك عن السابقين من بنى إسرائيل فى رسالة بطرس الأولى وأنهم لم يكونوا شعبا فنقرأ :-

2 :10 الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون


لم ترد جملة (قبلة المحبة) على لسان بطرس فى سفر أعمال الرسل بينما وردت فى رسالة بطرس الأولى فنقرأ:-

5 :14 سلموا بعضكم على بعض (( بقبلة المحبة )) سلام لكم جميعكم الذين في المسيح يسوع امين



  • ب- تناقض ما ورد فى رسالة بطرس الثانية مع رسالة غلاطية :-

رسالة بطرس الثانية  تخالف ما ورد فى رسالة غلاطية  من عدم قدرة بولس إثبات أن التلاميذ سبق ووافقوا على تعاليمه حيث ذكر فى تلك الرسالة أن الموافقة على تعاليمه لم تكن أمام أحد وأنها كانت على الانفراد  أي أنه لا شهود على ادعاءاته (غلاطية 2 :2 )

ولو كان بالفعل بطرس قد كتب رسالة بطرس الأولى والثانية  بهذا الشكل العلني ما كان احتاج الأمر ليكون على الانفراد كما ذكر بولس فى  رسالة غلاطية

لقد حاول كاتب رسالة غلاطية تبرير اختلاف تعاليم بولس عن تعاليم التلاميذ سواء بالنسبة للناموس أو الصليب وبعدم افتخار التلاميذ بالصليب بأنهم خائفون من اليهود (غلاطية 2 :12 الى 2 :14 ، 6 :13 ، 6 :14 )

وحاول أن ينفي أن بولس كان يكرز بالناموس مثلهم قبل ذلك أي أنهم كانوا يكرزون بالناموس (غلاطية 5 :11 )

وهذا يعني استحالة أن تكون لهم رسالة حقيقية تتكلم عن الصليب والآلام و أنه من المؤكد أن كل رسائلهم كانت تتكلم عن أهمية الناموس مثل رسالة يعقوب


  • ج - طلب أهل كورنثوس رسالة توصية ليتأكدوا من صحة تعاليم بولس تعنى أن تعاليمه تختلف عن تعاليم التلاميذ وهذا يعني استحالة أن يكون كاتب رسالتي بطرس الأولى والثانية هو بطرس


لو كانت تعاليم التلاميذ مثل تعاليم بولس ما كان طلب منه أهل كورنثوس رسالة توصية من التلاميذ 

فنقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-

3 :1 افنبتدئ نمدح انفسنا ام لعلنا نحتاج كقوم رسائل توصية اليكم او رسائل توصية منكم


فطلبهم رسالة توصية يعنى اختلاف تعاليمه عن تعاليم التلاميذ

ولم يستطيع بولس إعطاءهم التوصية على صحة تعاليمه لذلك شرع فى كلام انشائي 


فنقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-

3 :2 انتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة و مقروءة من جميع الناس

3 :3 ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية

3 :4 و لكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدى الله

3 :5 ليس اننا كفاة من انفسنا ان نفتكر شيئا كانه من انفسنا بل كفايتنا من الله

وفى نفس الوقت نجد أن الأسلوب والأفكار في رسالتي بطرس الأولى والثانية قريبة من أفكار بولس التي كان يعرضها التلاميذ (كما هو واضح من رسالة غلاطية )

مما يؤكد استحالة أن تكون رسالتي بطرس الأولى والثانية قد كتبها بطرس

فكاتب رسالتي بطرس والذي حاول نسبتها إلى بطرس كان يريد تجميل بولس وإثبات صحة تعاليمه وإيهام الناس بأن التلاميذ كانوا مؤيدين له بينما إذا كان بالفعل بطرس كتب هاتين الرسالتين بهذا الشكل الذي نراه ما كان حدث ذلك الخلاف الذي رأيناه في رسالة غلاطية وما كان احتاج بولس أن يكتب رسالة غلاطية أصلا لأنه كان سيكون لديه الدليل على صدق ادعاءاته التي لم يستطع أبدا أن يثبتها لمن عاصروه


ولكن يأتي أحدهم ويضيف في بداية الرسالة اسم أحد التلاميذ ثم يزعم بعد ذلك أن هذه هي الرسالة المقدسة وأن هذه هي أقوال التلاميذ

إن ما يحاول المسيحيين تبريره بصحة تلك الرسائل عن طريق أن كاتب الرسالة كتب اسمه عليها ليس بدليل مطلقا

فالمعروف في تلك العصور أن هناك أشخاص كانوا يكتبون رسائل ويلصقونها بأحد التلاميذ للترويج لفكرتهم ومعتقدهم أو يأتي أحدهم بعد ذلك ويأخذ تلك الرسالة ويعيد نسخها ولكن يغير اسم الكاتب 

(للمزيد راجع رسالة بطرس الأولى كانب موجهة الى بنى اسرائيل فى الشتات )



6- أين الرسائل الحقيقية لتلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام والتي بها تعاليمهم المخالفة لتعاليم كاتب رسالة غلاطية كما أشار كاتب الرسالة نفسه

لقد كان من الأهمية بالنسبة لمن جمعوا العهد الجديد وقدموه للناس وقالوا لهم هذا هو كتابكم المقدس  فى عهد الرومان وبالتحديد في القرن الرابع الميلادي أن يقدسوا رسائل تتفق مع أهواء الحكام الرومان و نسى هؤلاء أن من نفس تلك الرسائل وهي رسالة غلاطية اتضح وجود خلاف عقائدي بين كاتبها وبين التلاميذ وصل إلى حد سبه لهم  

فعندما نقرأ رسالة غلاطية ندرك محاولة كاتب الرسالة إعطاء بولس المكانة التي تجعله على قدم المساواة مع التلاميذ ويحاول أن يثبت أن بولس لم يتعلم من التلاميذ شئ (غلاطية 1 :1 ، 1 :11  الى 1 :20 )

حتى يستطيع إنكار ما أخبروا الناس عنه وأنه كان فى البداية يكرز بالناموس ولا يقول تلك التعاليم فكانت تلك الرسالة ردا على ما يقوله التلاميذ عنه (غلاطية 5 :11 )

ويظهر من تلك الرسالة أن تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام (بطرس وبرنابا ويعقوب ..) كان لهم تعاليم تخالف ما يقوله كاتب الرسالة عن نعمة المسيح 


فنقرأ من رسالة غلاطية :-

1 :6 اني اتعجب انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل اخر 

كما نقرأ :-

2 :7 بل بالعكس اذ راوا اني اؤتمنت على انجيل الغرلة كما بطرس على انجيل الختان 


كما نعرف أن التلاميذ كانوا يدعون الى التمسك بالناموس 

فنقرأ من رسالة غلاطية :-

4 :21 قولوا لي انتم الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس الستم تسمعون الناموس 

كما نقرأ :-

5 :4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة 

ونقرأ :-

6 :13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم 


فعمل كاتب الرسالة على سبهم والتشكيك بهم من خلال  الزعم الكاذب بموافقتهم السابقة على تعاليمه (ولكنه لم يستطيع ايجاد شهود على ذلك ) وأنهم هم من تراجعوا بعد ذلك لخوفهم ونفاقهم 


فنقرأ من رسالة غلاطية :-

2 :11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما

2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان

2 :13 (( و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم ))

2 :14 (( لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل)) قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا


أي أنه كانت هناك رسائل للتلاميذ بها معتقدات تخالف المعتقدات الموجودة بتلك الرسائل المنسوبة إلى بولس 

ولكننا لا نرى تلك الرسائل التي بها التعاليم الحقيقية للتلاميذ ما عدا رسالة واحدة وهي رسالة يعقوب 

ونرى بدلا منها رسائل قرر آباء الكنيسة أن ينسبوها إلى التلاميذ  تتفق مع أهواء الحكام الرومان في ذلك الزمان ، وإذا حللناها اكتشفنا استحالة أن يكون كاتبها أحد التلاميذ لأسباب عديدة منها هو تعارض المذكور فيها مع رسالة غلاطية والخلاف بين التلاميذ من جهة وبين بولس من جهة أخرى (راجع الفقرات السابقة )


كما أنه من غير المعقول ألا نجد للتلاميذ إلا رسالتين فقط لبطرس ورسالة واحدة ليعقوب ورسالة واحدة ليهوذا ، وثلاث رسائل ليوحنا منها رسالتين مقتضبتين جدا 

فأين رسائل باقي التلاميذ توما و أندراوس و متياس و فيلبس و برثولماوس و سمعان القانوي 


من الواضح جدا أنه كانت هناك رسائل وكتابات حقيقية للتلاميذ تتعارض مع محتوى رسائل العهد الجديد  تم اخفاءها والتشكيك فيها وحرقها  عن عمد 

واذا عدنا الى الناحية التاريخية سنجد قيام الرومان وأتباعهم من فئة المسيحيين بحرق أي كتاب يخالف المذهب الذي إعتنقوه وخاصة في عهد القيصر ثيودوسيوس الأول الذى حكم فى الفترة من 379 إلى 395 ميلادي كما قاموا باضطهاد المذاهب التي تخالف أفكارهم

تعليقات

التنقل السريع