القائمة الرئيسية

الصفحات

التلاميذ نفوا صلب المسيح ولم يعبدوه

 التلاميذ نفوا صلب المسيح ولم يعبدوه



المقدمة :-

التحريف الذى حدث فى عقيدة المسيحيين حدث بالتدريج على مر الزمان ، فكل فترة كان يأتي شخص ويضيف فكرة على الفكرة المحرفة التي تسبقه حتى فى النهاية وصلنا إلى عقيدة التثليث وتأليه المسيح عليه الصلاة والسلام والتي لم يعرف عنها أحد من الأجيال الأولى للمسيحية شئ سواء كانوا من المتمسكين بالشريعة أو من الداعين لتركها 

وكان من الواضح أن الخلاف بين الحواريين وأتباعهم من جهة وبين من خالفهم فى التعاليم فى ذلك الزمان  كان على تطبيق أو عدم تطبيق الناموس على بنى إسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين وأصبحوا رافضين للتقليد اليهودي و لتطبيق الناموس 

وأيضا كان الخلاف فى مسألة حدوث الصلب من عدمه 

ولم يقف الحواريين وأتباعهم الحقيقيين مكتوفي الأيدي أمام نشر تلك الأفكار  ولكنهم تصدوا لها وأرسلوا الرسائل لتحذير أتباعهم من تلك الأفكار والتأكيد بأن التبرر بالأعمال مع الإيمان

ولكن جاء بعدهم بزمان أشخاص حرفوا أكثر فى أفكار ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان وحاولوا أن يعطوها القداسة عن طريق كتابة رسائل ونسبتها إلى التلاميذ أو بولس

ومن أمثلة تلك الرسائل :- 

رسالة رومية والعبرانيين وبطرس 

ثم صناعة مخطوطات تضع قوائم لما يحتويه الكتاب المقدس لتعطى تلك الرسائل القانونية بينما إذا حللنا مضمون تلك الرسائل نجد استحالة نسبتها إلى بولس ولا إلى أحد من التلاميذ 


ويتضمن الموضوع :- 

الفرع الأول : كتبة العهد الجديد لا يعرفون شئ عن تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام ولا عقيدة ذبيحة الفداء الحالية 

الفرع الثاني : تصدى التلاميذ لفكرة أن التبرر بالايمان فقط بدون أعمال الناموس 

الفرع الثالث : الخلاف بين تعاليم التلاميذ وبين تعاليم كاتب رسالة غلاطية كان يشمل أيضا فكرة الصلب ، فالحواريين لم يكرزوا بصليب 

الفرع الرابع :  بمرور الزمان كان يأتي أشخاص بأفكار ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان ويريدون اعطاءها القداسة فكانوا يكتبوا الرسائل ثم ينسبونها إلى أحد ممن عاصر المسيح عليه الصلاة والسلام أو كان قريب ممن عاصروه 


الفرع الأول : كتبة العهد الجديد لا يعرفون شئ عن تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام ولا عقيدة ذبيحة الفداء الحالية


لا نجد أبدا أي إشارة من كاتب سفر أعمال الرسل بأنه كان يعبد المسيح عليه الصلاة والسلام ولا فكرة الفادي الوحيد ولا عقيدة الفداء وهذا يدل على عدم وجود تلك الأفكار في زمانه ، فمن المستحيل أن تكون تلك الأفكار هي أساس العقيدة ومع ذلك لا يشير أبدا اليها

بينما نجد أن ما كان يعتقده الكاتب هو :-


  • 1- أن المسيح عليه الصلاة والسلام نبي إنسان جعل الله عز وجل على يديه المعجزات لارجاع بنى إسرائيل إلى الطريق القويم

فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-

2 :22 ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال (( يسوع الناصري رجل ))  قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات و عجائب و ايات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون


  • 2- وأن السماح بترك الشريعة كان من أجل تسهيل إعادة أمة بني إسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين (والذى تم تحريف الكلمة إلى الأمم فى الأزمان اللاحقة ) إلى عبادة الله الواحد الأحد ، وليس لأنه لم يعد لها أهمية بسبب ذبيحة الفداء

فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-

15 :5 و لكن قام اناس من الذين كانوا قد امنوا من مذهب الفريسيين و قالوا انه ينبغي ان يختنوا و يوصوا بان يحفظوا ناموس موسى

15 :6 فاجتمع الرسل و المشايخ لينظروا في هذا الامر


ثم نقرأ :-

15 :19 لذلك انا ارى (( ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم ))

15 :20 بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام و الزنا و المخنوق و الدم


لا نرى أي أثر لفكرة ذبيحة الفداء وإنما نرى أن السبب حتى لا يثقل الأمر على الراجعين إلى الله عز وجل


(ملحوظة :- كان هذا اعتقاد كاتب سفر أعمال الرسل ولكن الحقيقة أن الحواريين لم يسمحوا أبدا ولم يتساهلوا في ترك الشريعة كما سنرى فى رسالة غلاطية )

انتهى


  • 3- أن السبيل لغفران الخطايا هو بالتوبة :-




من الواضح أن كاتب سفر أعمال الرسل وهو من المفترض أنه لوقا تلميذ بولس لم يسمع شيئا عن عقيدة ذبيحة الفداء لأننا عندما نقرأ سفر أعمال الرسل لن نجد شئ أبدا عن تلك العقيدة

فنجد أن كاتب سفر أعمال الرسل يشير دائما على لسان التلاميذ  أن التوبة هي السبيل لغفران الخطايا وأن الله عز وجل أرسل المسيح عليه الصلاة والسلام ليبارك بنى اسرائيل ويردهم عن خطاياهم  


فنقرأ من سفر أعمال الرسل (على لسان بطرس) :-

3: 19((( فتوبوا و ارجعوا  لتمحى خطاياكم ))) لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب


ويقول أيضا :-

3: 25 انتم ابناء الانبياء و العهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم و بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض

3: 26 اليكم اولا اذ اقام الله فتاه يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره


بطرس هنا يشرح ((وعد الله بأن يتبارك من نسله جميع أمم الأرض))

فهو لا يقول إن المباركة هنا هي ذبيحة الفداء والتصالح مع البشر بدم المسيح

ولكنه يشرحها على أنه ((رد الناس عن شرورهم))

هو لم يقل (أرسله ذبيحة فداء وبدمه يتصالح البشر)

فحتى من كتب أسطر سفر أعمال الرسل ونسبه إلى بطرس والتلاميذ لم يعتقد أبدا أن المسيح ذبيحة فداء ، وإنما هو يؤمن أن التوبة  وترك الخطأ هو السبيل لغفران الخطايا وليس أن يكون المسيح عليه الصلاة والسلام  ذبيحة فداء

وهذا نفسه ما على لسان المسيح في إنجيل متى 9 عندما قال :-

9: 13 فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة (((لاني لم ات لادعوا ))) ابرارا بل خطاة الى التوبة


ونفس النص ستجده فى إنجيل (مرقس 2: 17) وكذلك في إنجيل (لوقا 24: 47)

وهذا نفسه الذي قاله جميع الأنبياء 

وليس معنى أن كاتب السفر قال (الإيمان الذي بواسطته فى أعمال 3 :16) أنه اعتقد بذبيحة الفداء فمعنى الكلمة أن المسيح كان رسول الله إلى الناس يبلغهم بما ارتضاه الله  عز وجل للناس.

(ملحوظة :- 

إن كل أدلة المسيحيين على عقيدة الفداء اما بسبب فهم خاطئ للنصوص أو بسبب رسائل محرفة بدليل تناقضها مع نصوص أخرى ) 

انتهى


  • 4- وهذا الاعتقاد لـ كاتب سفر أعمال الرسل يدل على أن بولس هو أيضا لم يعتقد بذبيحة الفداء بالشكل الذي نراه حاليا:-

فمن الواضح أن هذه العقيدة تبلورت وظهرت بين أتباع بولس بعده بزمان ثم حاولوا إلصاق هذا المعتقد ببولس عن طريق كتابة رسائل تم نسبتها إليه مثل رسالة رومية (راجع الفصل الخامس من الباب الرابع )


وهذا يعنى أن الخلاف بينه وبين التلاميذ  كان على تطبيق فرائض الناموس وأيضا على عدم صلب المسيح عليه الصلاة والسلام

لقد كانت وجهة نظر بولس وتبريراته التي حاول إقناع التلاميذ بها هى :-

أن يصير أي شئ حتى يكسب الكل (كورنثوس الأولى 9 :20 ، 9 :21 )  لذلك كان يرى أنه حتى يستطيع كسب الإسرائيليون المتأثرين بالثقافة اليونانية والمقيمين بالشتات (اليونانيين فى العهد الجديد ) فإن عليه إلغاء الناموس والاكتفاء فقط بالدعوة بالإيمان بالمسيح عليه الصلاة والسلام لأن الناموس كان يمثل عقبة بالنسبة لهؤلاء  وأنه يكتفي بالدعوة إلى تحكيم الأخلاق والضمير


راجع هذا الرابط :-


ما هى اليهودية الهلنستية


وهذا هو ما رفضه تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقيين لأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت لاعادة جميع فئات بنى إسرائيل لعبادة رب العالمين وتطبيق شرعه وليس تركهم على حالهم


  • 5- علماء المسيحية يقرون بأن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يقل لأحد أنه إله ولم يطلب من أحد أن يعبده

وإنما هي استنتاجاتهم فقط والتي تتعارض مع اعتقاد كاتب سفر أعمال الرسل وأيضا مع كتاب الأناجيل والحواريين

للمزيد راجع هذا الرابط :-


https://www.youtube.com/watch?v=tNx6_xKomWQ


الغريب أن تبريرهم  لماذا لم يقل أنه الله ، هي تبريرات غير صحيحة ، لأن بني إسرائيل في الفترة الهلينستية كانوا في عبادتهم متشبهين بعبادات اليونانيين الوثنية ، والتي كانوا فيها يعبدون البشر

لذلك إن مسألة عدم احتمالهم هو كلام مخالف لما كان عليه اليهود في تلك الفترة ، وهذا واضح في كلام التلمود عن ميتاترون وكذلك ما ورد في سفر (المكابيين الأول 3: 48) 


للمزيد راجع هذا الرابط :- 


http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php/23596-الرد-على-شبهة-(متى-قالت-اليهود-عزير-ابن-الله)


الفرع الثاني : تصدى التلاميذ لفكرة أن التبرر بالايمان فقط بدون أعمال الناموس


عاصر التلاميذ (الحواريين) محاولات البعض فتنة الفئة التي آمنت بالمسيح عليه الصلاة والسلام عن طريق الزعم بأن التبرر بالإيمان بدون الأعمال و الزعم بصلب المسيح عليه الصلاة والسلام

وحاول البعض إعطاء القداسة لتلك الأفكار عن طريق نسبتها للتلاميذ أو الزعم بموافقتهم عليها كما حاول أن يفعل ذلك كاتب سفر أعمال الرسل

إلا أن الحواريين (التلاميذ) قاموا بنفي هذا الأمر وأكدوا على عدم صلب المسيح عليه الصلاة والسلام وعلى ضرورة التبرر بالأعمال مع الإيمان 


  • 1- رسالة يعقوب تؤكد على أن التبرر بالأعمال مع الإيمان :-

لم تطرق تلك الرسالة أبدا إلى أي شئ عن ذبيحة الفداء الفادي الوحيد ولا عن الصلب مما يؤكد على أن أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام لم يؤمنوا بتلك المعتقدات ، فكيف تكون تلك المعتقدات هي أساس عقيدة الحواريين ومع ذلك لا يتم ذكرها فى رسالة يعقوب إلا إذا كانت الحقيقة هي عدم إيمانهم بها ، كما كانت الرسالة ردا على من زعم أن التبرر بالإيمان بدون الأعمال وأن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تبرر بالأعمال وهو عكس ما أخبر به سفر (يشوع بن سيراخ 44: 20 ، 44: 21) وسفر( يهوديت 8: 22 ، 8: 23 )  فأكدت على ضرورة الأعمال لكمال التبرر وعلى أهمية أعمال الناموس


فنقرأ من رسالة يعقوب :-

2 :14 ما المنفعة يا اخوتي ان قال احد ان له ايمانا و لكن ليس له اعمال هل يقدر الايمان ان يخلصه

2 :15 ان كان اخ و اخت عريانين و معتازين للقوت اليومي

2 :16 فقال لهما احدكم امضيا بسلام استدفئا و اشبعا و لكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة

2 :17 هكذا الايمان ايضا ان لم يكن له اعمال ميت في ذاته

2 :18 لكن يقول قائل انت لك ايمان و انا لي اعمال ارني ايمانك بدون اعمالك و انا اريك باعمالي ايماني

2 :19 انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل و الشياطين يؤمنون و يقشعرون

2 :20 و لكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت

2 :21 الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح

2 :22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله و بالاعمال اكمل الايمان

2 :23 و تم الكتاب القائل فامن ابراهيم بالله فحسب له برا و دعي خليل الله

2 :24 ترون اذا انه بالاعمال يتبرر الانسان لا بالايمان وحده


وأيضا :-

4 :11 لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة الذي يذم اخاه و يدين اخاه يذم الناموس و يدين الناموس و ان كنت تدين الناموس فلست عاملا بالناموس بل ديانا له



  • 2- رسالة غلاطية كانت للهجوم على التلاميذ لأنهم رفضوا الأفكار الموجودة بها :-

كان السبب الأساسي لتلك الرسالة هو الرد على الرسائل التي يرسلها التلاميذ (الحواريين) إلى أتباعهم و يحذرون فيها من تعاليم تدعوهم إلى ترك الشريعة وأن العمل أصبح بناموس الضمير وأيضا عن الزعم بصلب المسيح عليه الصلاة والسلام ويؤكدون فيها على تعاليم أخرى تتعارض مع تلك الأفكار التي يدعو إليها التلاميذ (غلاطية 1 :6 الى 1 :9 )

فحاول كاتب تلك الرسالة وضع بولس على قدم المساواة مع التلاميذ والزعم بأنه مرسل من المسيح عليه الصلاة والسلام مثلهم (غلاطية 1 :1 ، 1 :11 ، 1 :12) حتى يوهم القارئ بأن الأفكار التي يبثها عن ترك الشريعة وعن الصلب و ناموس الضمير هي أفكار مقدسة  

كما حاول أن يثبت أنه لم يكن تابع لهم (غلاطية 1 :16 الى 1 :20 ) حتى ينفي أنه كان فى يوم ما يكرز بنفس تعاليمهم قبل أن يرتد عنهم (غلاطية 5 :11 )

كما حاول الصاق صفات سيئة بالتلاميذ كالنفاق و الخوف (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 ) والزعم بأنهم وافقوا فى البداية على تلك التعاليم حتى أنهم لم يفرضوا على تيطس اليوناني أن يختن (غلاطية 2 :3 ، 2 :7 الى 2 :9 ) إلا أنهم تراجعوا بسبب خوفهم من اليهود (وهذا كذب وزور لأن المسيح عليه الصلاة والسلام شهد لتلاميذ و بأنهم يقولون و يشهدون بالحق  (يوحنا 15 :27 )) فالكاتب نفسه لم يستطيع أن يثبت أبدا صحة أقواله عن الحواريين لأنه زعم فى نفس الرسالة أن هذه الموافقة كانت على الانفراد أي لم يكن هناك شهود عليها وهذا يثبت نفى التلاميذ لتلك الواقعة المزعومة (غلاطية 2 :2 )


  • 3- والذى يؤكد على تحذيرهم من تلك التعاليم هو تشكك أهل كورنثوس  من بولس ومطالبتهم له برسالة توصية من التلاميذ

وبالطبع لم يستطيع إحضار تلك الرسالة فعمد إلى الكلام المرسل بأنهم هم رسالته 

فنقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-

3 :1 افنبتدئ نمدح انفسنا ام لعلنا نحتاج كقوم رسائل توصية اليكم او رسائل توصية منكم

3 :2 انتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة و مقروءة من جميع الناس


  • 4- المسيح عليه الصلاة والسلام لم يرسل بولس لانقطاع صلته بهذا العالم بعد رفعه :-

كما ذكرت سابقا محاولة كاتب رسالة غلاطية جعل بولس على قدم المساواة مع الحواريين وعلى إعطاء القداسة لأفكاره وبأن المسيح عليه الصلاة والسلام هو من ارسله

بينما هذا الزعم يناقض ما ورد فى الأناجيل والذي نعرف منها انقطاع صلة المسيح عليه الصلاة والسلام بهذا العالم 


  • أ- المسيح عليه الصلاة والسلام يوضح عدم استطاعته حفظ أتباعه لأنه لن يكون فى هذا العالم :-


نقرأ من إنجيل يوحنا :-

17 :11 (( وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ ))، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، (( احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي ))، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ.

17 :12 (( حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ )). الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.

17 :13 (( أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ )) . وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ.

17 :14 أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ،

17 :15 لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ (( بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ )) .


كان يحفظهم عندما كان فى هذا العالم ولكن عندما يذهب الى رب العالمين فهو يتوجه بالدعاء إلى  رب العالمين أن يحفظهم وهذا يعنى عدم قدرة المسيح عليه الصلاة والسلام على ذلك

وهذا يؤكد انقطاع صلته بالعالم وأنه لم يعد لديه أي قدرة بعد أن توفاه الله عز وجل و رفعه 

فكيف يأتي بولس بعد ذلك ويزعم  أن المسيح عليه الصلاة والسلام جاء إليه وأرسله ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!


  • ب- المعزى الآخر سيذكر الناس بكلام المسيح عليه الصلاة والسلام أي أنه لن تكون هناك عقيدة جديدة غير ما ذكره المسيح عليه الصلاة والسلام قبل القصة المزعومة  بالقبض عليه :-

من إنجيل يوحنا :-

14 :26 و اما ((المعزي الروح القدس )) الذي سيرسله الاب باسمي (( فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم ))


المعزى الآخر هو من سيعلم كل شئ (يذكرهم بكلام المسيح عليه الصلاة والسلام  والذي سينسوا بعضه ولن يفهموا بعضه بمرور الزمان و مجئ أجيال أخرى) 

أي أنه لن يأتي بكلام جديد و الذى نجده فى تلك الرسائل المنسوبة إلى  بولس

وأيضا هذا يعنى أن المعزى الأخر هو من سيعلم ويوجه الناس بعد رفع المسيح عليه الصلاة و السلام وليس المسيح عليه الصلاة والسلام

فمن أين أتى بولس بكلامه من أن المسيح أتاه وأرسله 

فالمفروض أن هذا أصبح عمل المعزى الآخر وليس المسيح عليه الصلاة والسلام لأن عمل المسيح انتهى برفعه

وهذا ما تأكد على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام في إنجيل يوحنا :-

17 :4 انا مجدتك على الارض العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته  


وهذا النص كان هذا قبل القصة المزعومة بالقبض عليه 

وفى نفس الوقت إذا كان المعزى الأخر روح قدس يحل على أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام وكان بولس بالفعل رسول أرسله المسيح عليه الصلاة والسلام فكيف يحدث هذا الخلاف العقائدي بينه وبين التلاميذ كما رأينا فى رسالة غلاطية ؟؟!!!!!!


الفرع الثالث : الخلاف بين تعاليم التلاميذ وبين تعاليم كاتب رسالة غلاطية كان يشمل أيضا فكرة الصلب ، فالحواريين لم يكرزوا بصليب 



  • 1- كان هناك خلاف كبير بين تعاليم الحواريين (التلاميذ) وبين تعاليم كاتب رسالة غلاطية 


فنقرأ من رسالة غلاطية :-

1 :6 اني اتعجب (انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل اخر )

1 :7 ليس هو اخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم (( و يريدون ان يحولوا انجيل المسيح ))

1 :8 و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما

1 :9 كما سبقنا فقلنا اقول الان ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما


وإذا أكملنا باقي الرسالة سنعرف أن الآخرين الذين كانوا يبشرون بإنجيل آخر وتعاليم أخرى مختلفة عن الموجودة فى تلك الرسالة هم الحواريين (التلاميذ) بطرس ، برنابا و يعقوب 


فنقرأ من رسالة غلاطية :-

2 :11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما

2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان

2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم

2 :14 لكن لما رايت (( انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل )) قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا


  • 2- من كان يكرز بالختان كان ينكر الصليب :-


والدليل على ذلك هو :-


فنقرأ من رسالة كورنثوس الأولى :-

1 :18 فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله 


وأيضا :-

1 :23 و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة 


  • أ- عثرة الصليب هو عدم الإيمان به فى الأساس :-


فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-

(كلمة الصليب = الكرازة بالخلاص الذي تحقق بالصليب. عند الهالكين = لا يوجد من دُعِىَ للهلاك، ولكن الهالكين هم من ازدروا بالصليب واعتبروه جهالة)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/07-Resalet-Coronthos-1/Tafseer-Resalat-Koronthos-1__01-Chapter-01.html#18




كما نقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-

(لليهود عثرة = ففي شريعة اليهود " ملعون من علق على خشبة" (تث 21: 23) كما أن اليهود إنتظروا المسيا كملك أرضى يخلصهم من الرومان وليس من الخطية وهذا لا يتحقق في نظرهم سوى بالقوة. ولليونانيين جهالة = فالمسيح في نظرهم لم يهزم أعدائه ويتغلب عليهم في مناقشات فلسفية)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/07-Resalet-Coronthos-1/Tafseer-Resalat-Koronthos-1__01-Chapter-01.html#23




  • ب- الختان عند اليهود فى زمان المسيح عليه الصلاة والسلام كان دلالة على الإلتزام بالناموس وعبادة الله وحده لا شريك له :-

الختان كان عند اليهود فى ذلك الزمان دلالة على الإلتزام بالناموس وعبادة الله وحده لا شريك له ، العبادة التي تسلموها و فهموها من أجدادهم ( والتي بالتأكيد لم يكن فيها عبادة المسيح عليه الصلاة والسلام ولا الأقانيم ) 

و ذلك بسبب ما فعله اليونانيين عند احتلالهم لفلسطين  فكانوا يقتلون من يطبق الناموس 

و ذلك فى محاولة منهم لإجبار بني إسرائيل على ترك الناموس و عبادة آلهتهم المزيفة 

وكان دلالتهم على من يطبقون أو لا يطبقون الناموس هو الختان 


فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-

1: 43 و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه

1: 44 فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك

1: 45 و كثيرون من اسرائيل ارتضوا دينه وذبحوا للاصنام ودنسوا السبت

1: 46 و انفذ الملك كتبا على ايدي رسل الى اورشليم ومدن يهوذا ان يتبعوا سنن الاجانب في الارض

1: 47 و يمتنعوا عن المحرقات والذبيحة والسكيب في المقدس

1: 48 و يدنسوا السبوت والاعياد

1: 49 و ينجسوا المقادس والقديسين

ثم نقرأ :-

1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار

1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك

1: 61 هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في اسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا

1: 62 و في اليوم الخامس والعشرين من الشهر ذبحوا على مذبح الاصنام الذي فوق المذبح

1: 63 و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر

1: 64 و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم

1: 65 و ان كثيرين في اسرائيل عزموا وصمموا في انفسهم على ان لا ياكلوا نجسا واختاروا الموت لئلا يتنجسوا بالاطعمة

1: 66 و لا يدنسوا العهد المقدس فماتوا


و نقرأ من سفر المكابيين الثاني :-

6: 8 و صدر امر الى المدن اليونانية المجاورة باغراء البطالمة ان يلزموا اليهود بمثل ذلك وبالتضحية

6: 9 و ان من ابى ان يتخذ السنن اليونانية يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء

6: 10 فان امراتين سعي بهما انهما ختنتا اولادهما فعلقوا اطفالهما على اثديهما وطافوا بهما في المدينة علانية ثم القوهما عن السور 



أصبح الختان رمز لمن يستشهد فى سبيل ألا يدنس العهد المقدس وألا يعبد إله آخر 

وفى فترات انتصار المكابيين ومحاولتهم إعادة من ارتد من بنى اسرائيل الى الايمان الحقيقي  كانوا يختنون أبناءهم 


والدليل على ذلك نقرأه بوضوح فى كتاب المسيحيين المقدس :-


- الختان مرتبط بالإيمان بالله الذي عرفه بنى اسرائيل 


سفر يهوديت :-

14: 6 و لما راى احيور القوة التي اجراها اله اسرائيل (( ترك سنة الامم وامن بالله وختن لحم قلفته وضم الى شعب اسرائيل )) هو وكل ذريته الى اليوم



- الختان رمز لأعمال الناموس


من سفر أعمال الرسل :-

21 :21 و قد اخبروا عنك انك تعلم جميع اليهود الذين بين الامم (( الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم و لا يسلكوا حسب العوائد ))


رمز الارتداد عن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام هو عدم الختان

  

و نقرأ من رسالة رومية :-

3 :27 فاين الافتخار قد انتفى باي ناموس ابناموس الاعمال كلا بل بناموس الايمان

3 :28 اذا نحسب ان الانسان (( يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس ))

3 :29 ام الله لليهود فقط اليس للامم ايضا بلى للامم ايضا

3 :30 لان الله واحد هو الذي (( سيبرر الختان بالايمان و الغرلة بالايمان ))


كاتب الرسالة يرى أن التبرر يكون  بالإيمان بدون أعمال الناموس  و لذلك فان رأيه أن الله عز وجل سيبرر الختان بالايمان و أيضا الغرلة بالإيمان 

أي أن الختان هو رمز لأعمال الناموس 


- الذين يطبقون الناموس أصبح مسماهم أهل الختان أو الذين من الختان ، فالختان رمز للناموس 


من سفر أعمال الرسل :- 

11 :2 و لما صعد بطرس الى اورشليم خاصمه الذين من اهل الختان


فنقرأ من رسالة الى تيطس :-

1 :10 فانه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل و يخدعون العقول (( و لا سيما الذين من الختان ))


و كذلك فى (كولوسى 4: 11) ، (أعمال 10: 45 ، 11: 2) 



- ولذلك نقرأ فى رسائل العهد الجديد عن الختان الروحي و هو يتكلم عن الإيمان بالروح ليواجه به أهل الختان الذين آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام و رفضوا تلك التعاليم 


فنرى كاتب رسالة كولوسي يقول أن هناك (ختان المسيح) فهو يتكلم عن الإيمان الجديد بالمسيح 


فنقرأ من رسالة كولوسي :-

2 :11 و به ايضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية (( بختان المسيح))

2 :12 مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات


و نقرأ من رسالة إلى رومية :-

2 :26 اذا ان كان الاغرل يحفظ احكام الناموس افما تحسب غرلته ختانا

2 :27 و تكون الغرلة التي من الطبيعة و هي تكمل الناموس تدينك انت الذي في الكتاب و الختان تتعدى الناموس

2 :28 لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا و لا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا

2 :29 (( بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي و ختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله ))


و نقرأ من رسالة فيلبي :-

3 :1 اخيرا يا اخوتي افرحوا في الرب كتابة هذه الامور اليكم ليست علي ثقيلة و اما لكم فهي مؤمنة

3 :2 انظروا الكلاب انظروا فعلة الشر انظروا القطع

3 :3 (( لاننا نحن الختان الذين نعبد الله بالروح و نفتخر في المسيح يسوع و لا نتكل على الجسد))



  • ج- الكرازة بالختان عكس الكرازة بالصليب و لا يتفقان 


عرفنا أن معنى جملة ( عثرة الصليب )  هو عدم الإيمان به فى الأساس ، وعرفنا أن الختان عند اليهود كان رمز للإيمان بالله الواحد الأحد  و تطبيق أعمال الناموس 

ولذلك فعندما نقرأ نص يخبرنا أن الختان هو عثرة الصليب 

فهذا يعني  أن الختان و الصليب لا يتفقان وأن من كرز بالختان لم يؤمن بصليب 


فنقرأ من رسالة إلى غلاطية :-

5 :11 و اما انا ايها الاخوة (( فان كنت بعد اكرز بالختان فلماذا اضطهد بعد اذا عثرة الصليب قد بطلت ))


الختان عثرة الصليب (غلاطية 5: 11) ، وكان بولس يكرز بالصليب  ، بينما كان هناك من يكرز بانجيل آخر وتعاليم أخرى غير تعاليم بولس (غلاطية 1: 7 - 8) ، وهؤلاء الذين كانوا يكرزون بتعاليم مختلفة (أي لم يكن بالصليب، بل بالختان) هم التلاميذ بطرس وبرنابا (غلاطية 2: 11 -14) 


أن بطرس وبرنابا فى نظر كاتب رسالة غلاطية لا يسيرون باستقامة حسب إنجيل بولس وهو الكرازة بالصليب ، يعنى كانوا يكرزون بالختان  

مما يعنى أن الصلب لم يبطل الختان ، بل لم يكن هناك كرازة به من جانب التلاميذ أصلا 


  • 3- إن الخلاف بين التلاميذ و كاتب رسالة غلاطية كان على فكرة الصلب من أساسها فالتلاميذ لم يؤمنوا بصليب :-

عرفنا أن من بشر بتطبيق الناموس (أي كرز بالختان )  لم يكرز بصليب لأن الختان هو عثرة الصليب 

فالحواريين كانوا يبشرون بضرورة العودة إلى الناموس وإلى أهمية الأعمال مع الإيمان

بالإضافة إلى أنهم لم يكرزوا ولم يعترفوا بصليب أصلا

وهو عكس ما كان يدعو إليه كاتب الرسالة

وهذا هو ما أوضحته رسالة إلى غلاطية 


فعندما يقول كاتب رسالة غلاطية :-

6 :12 جميع الذين يريدون ان يعملوا منظرا حسنا في الجسد هؤلاء يلزمونكم ان تختتنوا لئلا يضطهدوا لاجل صليب المسيح فقط

6 :13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل (( يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم ))

6 :14 (( و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح )) الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم


يهاجم المتمسكين بالناموس بينما هو يفتخر بالصليب

مما يعنى أن هؤلاء الذين يدعون إلى تطبيق الناموس لم يفتخروا بصليب  لا يكرزوا أصلا بالصليب 


لذلك فالمعنى الذي يريد قوله فى تلك الرسالة والذي يوضح لنا حقيقة اعتقاد الحواريين :-

  • أ- جميع الذين (غلاطية 6 :12 )

أي  بطرس وبرنابا ويعقوب وباقي التلاميذ حيث سبق وأن ذكرهم وهاجمهم بالاسم بسبب تمسكهم بالناموس والختان  فى الاصحاح الثاني من نفس الرسالة  (غلاطية 2 :11 الى 2 :13 )


فنقرأ من رسالة غلاطية :-

2 :11 و لكن (( لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما ))

2 :12 لانه قبلما ((اتى قوم من عند يعقوب)) كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه (( خائفا من الذين هم من الختان ))

2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا ((حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم))

2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا


زعم كاتب الرسالة أن بطرس لم يكن ملتزما بتقليد اليهود والناموس ولكنه التزم بعد ذلك بسبب خوفه من اليهود و اتهمهم هو و باقي التلاميذ بالرياء ، فهو يتهمهم بالنفاق 

وهو هنا يحاول أن يرد على ما قاله الحواريين على بولس من أنه كان فى البداية يكرز بالختان وليس بصليب و أنه هو من خالفهم 


فنقرأ من رسالة إلى غلاطية :-

5 :11 و اما انا ايها الاخوة (( فان كنت بعد اكرز بالختان فلماذا اضطهد بعد اذا عثرة الصليب قد بطلت ))


فحاول الزعم بالعكس و أنهم هم من خالفوا بولس بعد موافقتهم فى البداية على تعاليمه بالرغم من عدم استطاعته إحضار ما يثبت زعمه لأنه قال أن تلك الموافقة كانت على انفراد (غلاطية 2: 2)


  • ب - يلزمونكم أن تختتنوا (غلاطية 6 :12 )

أن التبرر بالختان وتطبيق الناموس أي أنهم يكرزوا بالناموس وليس الصليب


بدليل قوله في رسالة غلاطية :-

4 :21 قولوا لي انتم (( الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس )) الستم تسمعون الناموس


وأيضا

5 :2 ها انا بولس اقول لكم انه (( ان اختتنتم )) لا ينفعكم المسيح شيئا


ثم قوله :-

5 :4 قد تبطلتم عن المسيح ايها (( الذين تتبررون بالناموس )) سقطتم من النعمة


فالختان كان رمز للتبرر بالناموس


  • ج - يريدون أن تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم وأما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح :-

هذا يوضح أنه هو من كان ينادى بالكرازة بالصليب بينما لم يبشر الحواريين بصليب ولكن كانوا يبشرون بالعودة إلى الناموس ولهذا السبب لا نجد الإشارة إلى صليب فى رسالة يعقوب وإنما التأكيد على أهمية الناموس


والذي يؤكد ذلك أنه يقول أنه يفتخر بالصليب فنقرأ من رسالة غلاطية :-

6 :14 و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم


كما نقرأ فى رسالة كورنثوس الأولى :-

2 :2 لاني لم اعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح و اياه مصلوبا 


وكلمة الافتخار هنا تعني الإيمان و هي موجودة في سفر إرميا 


فنقرأ من سفر إرميا :-

9 :23 هكذا قال الرب لا يفتخرن الحكيم بحكمته و لا يفتخر الجبار بجبروته و لا يفتخر الغني بغناه

9 :24 (( بل بهذا ليفتخرن المفتخر بانه يفهم و يعرفني اني انا الرب )) الصانع رحمة و قضاء و عدلا في الارض لاني بهذه اسر يقول الرب


أي أن كاتب الرسالة  كان يكرز بالصليب وهو يشير إلى هؤلاء الذين يطبقون الناموس أنهم لا يفتخرون بالصليب 


أي أنهم لا يكرزوا به  ولا يؤمنوا به أصلا



الفرع الرابع : بمرور الزمان كان يأتي أشخاص بأفكار ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان ويريدون اعطاءها القداسة فكانوا يكتبوا الرسائل ثم ينسبونها إلى أحد ممن عاصر المسيح عليه الصلاة والسلام أو كان قريب ممن عاصروه 


كان هناك تدرج فى الوصول إلى عقيدة التثليث بالشكل الذي نراه حاليا فالجيل الأول للمسيحية لم يسمعوا أبدا بعقيدة التثليث ولا حتى بذبيحة الفداء

وإنما كانت أفكار ظهرت بعدهم أراد البعض اعطاءها القداسة فكتبوها فى رسائل ونسبوها اما لبولس أو أحد من التلاميذ

كما أراد هؤلاء إيهام القارئ أن بطرس كان متصالح بولس على غير ما أوضحته رسالة غلاطية

فهناك العديد من الرسائل المزورة التي جعلوها مقدسة ومن أمثلة تلك الرسائل هي رسالة إلى رومية و رسالة إلى العبرانيين ورسالة يهوذا ورسالة بطرس


وكان هذا واضح جدا فى بداية إنجيل لوقا عندما قال :-

1 :1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا

1 :2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة

1 :3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس

1 :4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به


هذا بالإضافة الى حدوث تحريف وإضافات وحذف فى الرسائل الأخرى

(للمزيد راجع المطلب الرابع - المبحث السادس - الفصل الثالث- الباب الثالث )


تعليقات

التنقل السريع