مع زيادة الظلام جاء روح الحق من حيث لم يحتسبوا ، لقد جاء من سكان البرية
المقدمة :-
لقد زاد الظلام واستفحل كما أخبر المسيح عليه الصلاة والسلام الحواريين (يوحنا 12 :35 ، 12 :36 )
وبمرور الوقت نسى بنى اسرائيل تعاليم المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقية ولم يتذكروا إلا تعاليم رجال الدين أتباع الرومان وأصبحوا بحاجة إلى روح الحق الذي يذكرهم بالحق (يوحنا 14 :26 )
وروح الحق فى كتاب المسيحيين المقدس يعني نبي حقيقي يبعثه الله عز وجل إلى البشر ولكن المحرفين حرفوا معناه فى أذهان الناس حتى يضللوهم عن رؤية روح الحق عندما يأتي
ولكن كما قلت قبل ذلك من رحمة رب العالمين بالبشر أنه يترك فى نفس الكتاب دليلا للحق
فنقرأ من رسالة يوحنا الأولى :-
4 :1 ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم
وأيضا :-
4 :6 نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا و من ليس من الله لا يسمع لنا من هذا نعرف روح الحق و روح الضلال
(ملحوظة :-
قال المسيح عليه الصلاة والسلام لأتباعه أن روح الحق سيذكرهم بأقواله وتعاليمه ولم يقل أنه سيخترع لهم عقيدة جديدة وعهد جديد ، أي أن روح الحق سيعيدهم مرة أخرى إلى العقيدة الصحيحة التي كان يقولها وعليها جميع أنبياء الله عز وجل )
انتهى
ويتضمن الموضوع :-
المطلب الأول :- مجئ روح الحق
المطلب الثاني :- النبي ذو الخلق العظيم
المطلب الثالث :- أسباب القتال في الإسلام ولماذا كان مملكة النبي الخاتم على الأرض وليس كما يزعم المسيحيون أنها فى السماء
المطلب الرابع :- حاول المحرفين إيهام الناس أن النص فى سفر رؤيا يوحنا يتحدث عن العودة الثانية للمسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام ولكنهم لم ينتبهوا لنصوص أخرى
المطلب الخامس :- نرى الحقيقة من كتاب رب العالمين القرآن الكريم
خلاصة الفصل الثالث - 3
المطلب الأول :- مجئ روح الحق
1- ولكن مع النسيان واستفحال الظلام يجب أن يأتي النور كما وعد رب العالمين على لسان عبده ورسوله المسيح بن مريم وكما أخبر الأنبياء السابقين أممهم فجاء المعزى الأخر روح الحق
لقد جاء النور من مكان لم يتوقعه الرومان ولم يحسبوا له حساب بالرغم من وجود أكثر من نبوءة فى كتاب المسيحيين المقدس تخبرهم بذلك مثل (إشعياء 43 :19 إلى 43 :21 ) عن شعب ساكن الصحراء(البرية) وأيضا إشعياء 42 عن المختار الذي ستكون بداية دعوته من أرض قيدار ومنها إلى جميع الجزائر
ولكن بسبب تأويلاتهم الخاطئة لم يستطيعوا أن يروا تلك النبوءات فبالتالي لم يروه فكما أخبر المسيح عليه الصلاة والسلام عن روح الحق أن العالم (أي الأشرار الكفار) لن يستطيعوا أن يروه
فهم لم يعتقدوا أن يأتي النور الذي يكشف زيفهم وخداعهم من قبائل مشتتة ممزقة أمية فأغلب سكانها لا تعرف القراءة ولا الكتابة تسكن الصحراء
فنقرأ من سفر التثنية :-
32 :21 هم اغاروني بما ليس الها اغاظوني باباطيلهم فانا اغيرهم بما ليس شعبا بامة غبية اغيظهم
عندما قال المسيح عليه الصلاة والسلام أن العالم لن يقبل روح الحق لأنه لا يستطيع أن يراه ، فكان يقصد المعنى المجازي للكلمة
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
14 :17 روح الحق الذي ((لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه و لا يعرفه)) و اما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم و يكون فيكم
أي أنهم لن يفهموا ولن يدركوا أنه هو روح الحق النبي الخاتم المرسل الى العالم
فنفس تلك الكلمة اليونانية المستخدمة في النص وهي :- θεωρεῖ
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/john/14-17.htm
تم استخدامها فى إنجيل يوحنا وكانت بالمعنى المجازي وهي رؤية أن شخص ما أنه نبي أي بمعنى الفهم والإدراك والتوقع وليس بمعنى الرؤية البصرية
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
4 :19 قالت له المراة يا سيد ارى انك نبي
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/john/4-19.htm
2- جاء روح الحق من أرض صهيون (بمعنى الأرض الصحراوية الجافة )
جاء النور من قوم كانوا يعيشون فى جاهليتهم ولكن نبتت الحق كبرت وانتشرت بينهم وأضاءت حياتهم ، جاء روح الحق من عرب الجزيرة العربية من بنى إسماعيل (روح الحق هو نبي حقيقي كما جاء فى (رسالة يوحنا الأولى 4 :6) لا يعرفه إلا من كانوا على الحق
لقد انتقل ملكوت الله عز وجل من بنى إسرائيل إلى بني إسماعيل (مت 21 :43)
إنه النبي الفارس الذي ذكر الناس بتعاليم المسيح عليه الصلاة والسلام وجميع أنبياء الله عز وجل الحقيقية واعادهم إليها بعد أن نقى الأفكار الحقيقية من الضلالات التي امتزجت بها ، فلم تبهره أفكار وفلسفات اليونانيين والرومان الزائفة والتي أبهرت رجال الدين اليهودي والمسيحي قبل ذلك بالرغم من أن تلك الأفكار كانت أفكار القوم الذين سيطروا على العالم وبالتالي فهي تبهر أي إنسان يظن أن تلك الأفكار هي الطريق للتحضر وسيادة العالم
ولكن كيف لروح الحق أن ينبهر بهذا الزيف حتى وان كان هذا الزيف يملك العالم ويسيطر عليه ؟؟!!!!
من المستحيل أن تبهره تلك الأفكار الوثنية
3- وعندما اتبعه قومه أصبحوا الأمة القوية التي أخرجت النور إلى العالم كله
وأقامت دولة الإسلام ، دولة دين الحق كما أخبرهم (إشعياء 42 :11 إلى 42 :13)
لقد تحققت نبوءات إشعياء وخرج سكان الصحراء (البرية) بعد أن آمنوا بالحق ، خرجوا إلى العالم يخبرونهم بالدين الحق والكتاب الحقيقي
وكان لا بد من حدوث الصدام بين أتباع الحق وبين أتباع الظلم والشرك ، فأتباع الظلم الذين سبقوا وأن استخدموا العنف والقتل مع أتباع الحق من بني إسرائيل وغيرهم من الأمم قبل ذلك فى عصر اليونانيين والرومان وعملوا على إضلال بني إسرائيل والأمم بكل الوسائل ما كانوا ليستسلموا بسهولة لانتشار النور بين الناس فى العالم كله
لذلك كان النبي الخاتم هو النبي الفارس
ونقرأ ذلك من سفر رؤيا يوحنا :-
19 :19 و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده
19 :20 فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت
19 :21 و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم
المطلب الثاني (2-9-3-3) :- النبي ذو الخلق العظيم
1- هو النبي الفارس المتسم بالرحمة وحسن الخلق
يحارب الظالمين من أجل نصرة المظلوم وإظهار الحق
ومهما زعم عليه الضالون من أكاذيب لكن سيبقى قول الحق عنه وعن صفاته هو ما يخبرنا به القرآن الكريم
فنرى صفاته من القرآن الكريم :-
أ- هو النبي الذي بعثه الله عز وجل رحمة للعالمين الذي يتسم باللين مع الناس ، الخالي من الفظاظة :-
قال الله تعالى :-( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)) (سورة الأنبياء)
قال الله تعالى :- ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159))
صدق الله العظيم (سورة آل عمران)
يخطئ الكثيرين فى معنى الرحمة ، فالرحمة ليس معناها أن يربت أحدهم على كتف ظالم أو مجرم أو تركه بدون عقاب أو معاقبته عقاب لا يتناسب مع حجم جرمه
من أجل أنه يستعطف الناس
ولكن الرحمة هي :-
1- اخبار الناس بالحق و تيسير الأمور لهم حتى يروا النور
2- أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر لإصلاح حال المجتمعات
(ملحوظة :-
عندما نعرف ما فعله اليونانيين والرومان من نشر المفاسد الأخلاقية بين الأمم ندرك أن أمة عرب الجزيرة العربية الذين أسلموا كانوا بالفعل خير أمة أخرجت للناس لقد أعادوا الناس إلى الأخلاق فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر )
3- يجعل الناس تطبق شريعة رب العالمين ويعلمهم احترام الأحكام والقوانين فيتم معاقبة الظالم وإعطاء الحقوق لأصحابها
4- إعلاء كلمة الحق لتكون هي الكلمة الأولى على هذه الأرض فلا يتم معاقبة إنسان أراد أن يعيش فى النور
كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين فى زمان امتلأت الأرض بالفساد والعقائد الباطلة الفاسدة بسبب سيطرة اليونانيين ومن بعدهم الرومان على الأرض
وحتى لا يعاقب الله عز وجل كل البشر على هذا الفساد الذي امتلأت به الأرض
بعث لهم النبي البشير النذير الذي يردهم إلى الشريعة ويجعلهم يروا النور فمن آمن به قد فاز ومن كفر به فقد خسر خسران كبير واستحق العقاب الأخروي
كان رحمة للعالمين حتى يصلح حال البشر فلا يزيد فسادهم وإثمهم فتكون النتيجة هي العقاب الأبدي فى الآخرة ، كان رحمة للعالمين فقد كان العقاب على الظالمين لمنعهم من ظلمهم للبشر
وهذا هو ما نقرأه من سفر ملاخي :-
4 :4 اذكروا شريعة موسى عبدي التي امرته بها في حوريب على كل اسرائيل الفرائض و الاحكام
4 :5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف
4 :6 فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن
(ملحوظة :-
لم يكن المقصود بإيليا هنا هو عودة النبي إيليا فلم نقرأ أبد فى أحد من سفر الملوك أو سفر أخبار الأيام أن هناك عودة للنبي إيليا ، لقد كان المقصود معنى الاسم و الانسان الذى الهه يهو )
انتهى
ب- هو النبي الفارس الحريص على هداية الناس :-
قال الله تعالى :- (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)) (سورة الكهف)
قال الله تعالى :- (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128)) (سورة التوبة)
ج- يقوم الليل تعبدا لله رب العالمين :-
قال الله تعالى :- (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20)) (سورة المزمل)
د- ذو خلق عظيم :-
قال الله تعالى :- (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) (سورة القلم)
ك- هو النبي الفارس الذي أنزل الله عز وجل عليه الكتاب ليحكم بين الناس بالحق ، فيعدل بين الجميع :-
قال الله تعالى :- (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) (سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)) . (سورة المائدة)
ل- هو النبي الفارس الذى وفى بعهده للمشركين الذين يستقيموا لعهودهم ويلتزمون بها ولم يمنع المسلمين من البر بهم وأن يقسطوا اليهم :-
قال الله تعالى :- (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)) (سورة التوبة)
قال الله تعالى :- (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)) (سورة الممتحنة)
قال أغلب أهل العلم أن هذه الآية محكمة
فمن تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (منقول بتصرف ):-
(وإذا رجعنا إلى عموم اللفظ نجد الآية صريحة شاملة لكل من لم يناصب المسلمين العداء ، ولم يظهر سوءا إليهم ، وهي في الكفار أقرب منها في المسلمين ؛ لأن الإحسان إلى ضعفة المسلمين معلوم بالضرورة الشرعية ، وعليه فإن دعوى النسخ تحتاج إلى دليل قوي يقاوم صراحة هذا النص الشامل ، وتوفر شروط النسخ المعلومة في أصول التفسير .
((ويؤيد عدم النسخ )) ما نقله القرطبي عن أكثر أهل التأويل أنها محكمة ، وكذلك كلام الشيخ - رحمة الله تعالى عليه -عند قوله تعالى : (إلا أن تتقوا منهم تقاة )[ 3 \ 28 ]
ومما يدل لذلك من القرائن التي نوهنا عنها سابقا ما جاء في التذييل لهذه الآية بقوله تعالى : (إن الله يحب المقسطين )
فهذا ترشيح لما قدمنا كما قابل هذا بالتذييل على الآية الأخرى :( ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون )
ففيه مقابلة بين العدل والظلم فالعدل في الإحسان ، والقسط لمن يسالمك ، والظلم ممن يوالي من يعادي قومه .
((ومما ينفي النسخ)) عدم التعارض بين هذا المعنى ، وبين آية السيف ، لأن شرط النسخ التعارض ، وعدم إمكان الجمع ، ومعرفة التاريخ ، والجمع هنا ممكن والتعارض منفي
وقصة الظعينة في صحيح البخاري صاحبة المزادتين لم يقاتلوها أو يأسروها أو يستبيحوا ماءها بل استاقوها بمائها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ من مزادتيها قليلا ، ودعا فيه ورده ، ثم استقوا وقال لها : اعلمي أن الله هو الذي سقانا ولم تنقص من مزادتيك شيئا ، وأكرموها وأحسنوا إليها ، وجمعوا لها طعاما ، وأرسلوها في سبيلها فكانت تذكر ذلك ، وتدعو قومها للإسلام .
وقصة ثمامة لما جيء به أسيرا وربط في سارية المسجد ، وبعد أن أصبح عاجزا عن القتال لم يمنعهم من الإحسان إليه ، فكان يراح عليه كل يوم بحليب سبع نياق حتى فك أسره فأسلم طواعية ، وهكذا نص قوله تعالى : (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله) الآية [ 76 \ 8 - 9 ] .
ومعلوم أنه لم يكن ثم أسير بيد المسلمين إلا من الكفار .
وفي سنة تسع وهي سنة الوفود ، فكان يقدم إلى المدينة المسلمون وغير المسلمين ، فيتلقون الجميع بالبر والإحسان كوفد نجران وغيرهم وها هو ذا وفد تميم جاء يفاخر [ ص: 94 ] ويفاوض في أسارى له ، فيأذن لهم - صلى الله عليه وسلم - ويستمع مفاخرتهم ويأمر من يرد عليهم من المسلمين ، وفي النهاية يسلمون ويجيزهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجوائز ،
((( وهذا أقوى دليل على عدم النسخ)))، لأن وفدا يأتي متحديا مفاخرا لكنه لم يقاتل ولم يظاهر على إخراجهم من ديارهم ، وجاء في أمر جار في عرف العرب فجاراهم فيه - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أعلن لهم أنه ما بالمفاخرة بعث ، ولكن ترفقا بهم ، وإحسانا إليهم ، وتأليفا لقلوبهم ، وقد كان فأسلموا ، وهذا ما تعطيه جميع الأقوال التي قدمناها .
وقد بحث إمام المفسرين الطبري هذه المسألة من نواحي النقل وأخيرا ختم بحثه بقوله ما نصه : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال عنى بذلك قوله تعالى :( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين )
من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم إن الله عز وجل عم بقوله :( الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم )
جميع من كان ذلك صفته فلم يخصص به بعضا دون بعض ،(( ولا معنى لقول من قال : ذلك منسوخ)) ؛ لأن بر المؤمنين من أهل الحرب ممن بينه وبينه قرابة نسب أو ممن لا قرابة بينه ولا نسب غير محرم ، ولا منهي عنه ، إذا لم يكن في ذلك دلالة له أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام ، أو تقوية لهم بكراع أو سلاح)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=64&surano=60&ayano=8
في البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال:- (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)
وأيضا :-
(ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس: فأنا حجيجه يوم القيامة)
رواه أبو داود، وهو صحيح أو حسن على أقل تقدير، وحسنه ابن حجر والألباني رحمهما الله..
و - هو النبي الفارس الذي يقاتل المشركين الظالمين ناقضي العهود :-
قاتلي الأنفس بغير حق البادئين بالقتال والاعتداء الصادين عن سبيل الحق ، فهم مثل الظالمين الذين يمنعون الناس الماء والطعام بينما هؤلاء المشركين أشد ظلما وعدوانا فهم أرادوا منع الناس أن ترى نور الحق وتعبد خالق الكون العبادة الصحيحة و استخدموا في ذلك كل وسائل الظلم والعدوان
فمن يقاتل هؤلاء هو الفارس
يقاتلهم نصرة للمظلومين وإعلاء لكلمة الحق حتى يرى الناس النور، واسترداد الحقوق المسروقة وذلك بعد الحصول على الاذن من أحكم الحاكمين القاضي العادل الله عز وجل
فالله عز وجل هو صاحب المال والأرض وهو من حكم بنصرة المظلومين واسترداد حقوقهم
فعندما يظلم شخص إنسان آخر ويمنع عنه وسائل الحياة فيذهب هذا الإنسان ويرفع شكواه إلى أحكم الحاكمين القاضي العادل رب العالمين ، فأذن له رب العالمين بأن له الحق فى أن يحيا وأن يأخذ حقه ممن ظلمه ، فعندها هل نقول لهذا الإنسان عندما أخذ حقه أنه هو الظالم ؟؟؟!!!!!!
بالتأكيد لا
كان المشركين الظالمين الذين منعوا الناس ليس فقط وسائل الحياة الدنيا ولكن الأكبر من ذلك وهو نور الحق ليكون لهم سعادة الآخرة وإستخدموا في ذلك كل وسائل الإيذاء والتعذيب البدني والنفسي
قال الله تعالى :- (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41) ) (سورة الحج)
قال الله تعالى :- (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13))
صدق الله العظيم (سورة التوبة)
من تفسير المنار لــ محمد رشيد رضا (بتصرف) :-
(لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) أي : من أجل هذا الكفر والصدود ، والصد عن الإيمان لا يرعون في مؤمن يظهرون عليه ، ويقدرون على الفتك به ربا يحرم الغدر ، ولا قرابة تقتضي الود ، ولا ذمة توجب الوفاء اتقاء للذم ؛ لأن ذنب المؤمن في هذا عندهم كونه مؤمنا ، وقد علموا أنه لا ينقض عهدا ، ولا يستحل غدرا ، ولا يقطع رحما …...
(وأولئك هم المعتدون) لحدود العهود من دونكم ، والبادئون لكم بالقتال كما فعلوا فيما مضى ، وكذلك يفعلون فيما يأتي ، والعلة في اعتدائهم وتجاوزهم هو رسوخهم في الشرك [ ص: 169 ] وكراهتهم للإيمان وأهله لا لكم وحدكم ، فلا علاج لهم إذا إلا الرجوع عن كفرهم والاعتصام معكم بعروة التوحيد والإيمان ، وما تقتضيه من الأعمال الصالحة وفضائل الأخلاق . )
انتهى
وحتى هذا النوع من المشركين الظالمين من بدأوا بالقتال الذين نقضوا عهودهم وأصبح هناك
حرب وقتال بينهم وبين المسلمين فإن جاء أحدهم وطلب الجوار والأمان فقد أعطاه هذا الأمان ويعلمهم الدين فإن رفضوا فلا ينقض أمانه معهم ولكن يبلغهم مكان مأمنهم
قال الله تعالى :- (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6)) (سورة التوبة)
من تفسير الطبري :-
(قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه : وإن استأمنك ، يا محمد ، من المشركين ، الذين أمرتك بقتالهم وقتلهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم ، أحد ليسمع كلام الله منك وهو القرآن الذي أنزله الله عليه ( فأجره ) ، يقول : فأمنه حتى يسمع كلام الله وتتلوه عليه ( ثم أبلغه مأمنه ) ، يقول : ثم رده بعد سماعه كلام الله إن هو أبى أن يسلم ، ولم يتعظ لما تلوته عليه من كلام الله فيؤمن "إلى مأمنه" ، يقول : إلى حيث يأمن منك وممن في طاعتك ، حتى يلحق بداره وقومه من المشركين ( ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) ، يقول : تفعل ذلك بهم ، من إعطائك إياهم الأمان ليسمعوا القرآن ، وردك إياهم إذا أبوا الإسلام إلى مأمنهم ، من أجل أنهم قوم جهلة لا يفقهون عن الله حجة ، ولا يعلمون ما لهم بالإيمان بالله لو آمنوا ، وما عليهم من الوزر والإثم بتركهم الإيمان بالله ) .
انتهى
2- كان يخبر الناس أن متاع الدنيا قليل وأن الآخرة خير وأبقى
كما قلت قبل ذلك كان فى كل عصر تظهر القصص الوهمية التي يتم إلصاقها بأنبياء الله عز وجل
فعلى سبيل المثال :-
نجد الرواية المكذوبة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتي تزعم أنه قال في غزوة تبوك : اغزوا تغنموا بنات الأصفر ، فقال ناس من المنافقين : إنه ليفتنكم بالنساء ، قال : فأنزل الله (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي)
انتهت الرواية المكذوبة عليه الصلاة والسلام
تمسك البعض ممن يهاجم الإسلام بتلك الرواية ضعيفة السند وتركوا آيات القرآن الكريم التي تخبرنا بالحدث وأيضا بالرواية الصحيحة والتي تخبر الناس أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يقل هذا الكلام أبدا
ولو كان فكر هؤلاء قليلا لكانوا اكتشفوا أن الرواية صحيحة السند هي الأصدق لأن :-
أ-تبوك تقع فى أرض العرب وليس أرض الروم :-
راجع هذا الرابط :-
فكيف سيقول لهم الرسول عليه الصلاة والسلام اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر أصلا وهي أرض العرب ، فكانوا سيقاتلون جيوش الروم ولكن فى أرض العرب ولم تكن نساء الروم تحارب
لذلك من المضحك أن يقول أحدهم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد قال هذا القول أصلا !!
فالواقع أنهم لم يغنموا بنات الأصفر لأنهم فى أرض العرب
ولو كان الرسول عليه الصلاة والسلام قالها ما كان تبعه أحد أصلا لأنهم ما كانوا صدقوه
ولكنه لم يقلها وهم لم يتبعوه من أجل بنات الأصفر
ب- إذا حللنا الرواية الغير صحيحة سنجد أن :-
الرجل وهو الجد يعتبر نساء بنات الأصفر فتنة
والرسول يدعو إلى الغزو من أجل بنات الأصفر
فعندما يقول له الرجل إئذن لي من أجل الفتنة بالنساء أي حتى لا يفتن بنساء الروم
كان من المفترض ألا يأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام وكان سيقول له أن هذه ليست بفتنة
ولكن هذا لم يحدث ولكن العكس فقد أذن له الرسول عليه الصلاة والسلام
أي أنه اعتبر بنات الأصفر بالنسبة لهذا الرجل فتنة
وهذا يعني بكل بساطة أنه لم يقل أبدا اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر
وإذا رجعنا إلى آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن ذلك الحدث لن نجد أبدا دعوة للقتال من أجل نساء بل العكس فإنه كان يخبرهم أن متاع الدنيا قليل
قال الله تعالى :-(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ
(38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49)) (سورة التوبة)
هذه الآيات تحدثنا عن ما حدث في غزوة تبوك وعن السبب الحقيقي فى طلب المنافقين أن لا يقاتلوا
فلا يوجد أبدا فى آيات القرآن الكريم أي تشجيع على القتال من أجل النساء بل العكس فان رب العالمين يخبرهم أن متاع الحياة الدنيا قليل ، ويخبرنا القرآن الكريم أن المؤمنين هم من جاهدوا بأموالهم وأنفسهم و بذلوها فى سبيل نصرة الحق ولم يقاتلوا من أجل متاع الدنيا فهم من أنفقوا
أما الرواية الصحيحة هي :-
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازه ، للجد بن قيس أخي بني سلمة : -
هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر؟ فقال : يا رسول الله ، أو تأذن لي ولا تفتني ، فوالله لقد عرف قومي ما رجل أشد عجبا بالنساء مني ، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن ! فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قد أذنت لك)
انتهى
كان الجد بن قيس رجل من المنافقين ، وهو لم يكن يريد الخروج للحرب لذلك تحجج بأنه قد يرى نساء الروم عندما يذهب إليهم وقد يفتن بهم ، حتى لا يخرج ويقاتل
3 - فى كل عصر كانت هناك القصص المكذوبة على الأنبياء وأتباعهم
ولكن الفرق بين أمة الإسلام و باقي الأمم
أن باقي الأمم صدقت تلك القصص وجعلتها قصص مقدسة فى الوقت الذى ضاعت منهم الحقيقية
بينما عند المسلم الصادق فهذه القصص يعلم جيدا أنها قصص مكذوبة ولم يجعلها أبدا كلام مقدس
و سنجد دائما القرآن الكريم يخبرنا بقول الحق فى ذلك وسنجد أيضا الروايات والأحاديث صحيحة السند التي تتفق مع ما يخبرنا به القرآن الكريم
قال الله تعالى :- (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)) (سورة التوبة)
قال الله تعالى :- (انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)) (سورة التوبة)
صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام جاهدوا بأنفسهم وأموالهم وأكملوا المسيرة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فكان فيهم دائما بهديه فنشروا نور الحق فى العالم كله
قال الله تعالى :- (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23)) (سورة الأحزاب)
وهذا هو ما أخبر به سفر إشعياء 42 فنقرأ :-
42 :11 لترفع البرية و مدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا
42 :12 ليعطوا الرب مجدا و يخبروا بتسبيحه في الجزائر
راجع هذا الرابط :-
صهيون الأرض العطشة هى مكة وليس أورشليم
المطلب الثالث :- أسباب القتال في الإسلام ولماذا كان مملكة النبي الخاتم على الأرض وليس كما يزعم المسيحيون أنها فى السماء
كان للقتال فى الإسلام أسباب عديدة ولم يكن من ضمنها البحث عن متاع الدنيا
فنرى القرآن الكريم وهو يخبرنا بقول الحق فى ذلك :-
1- الدفاع عن النفس ورد الاعتداء :-
قال الله تعالى :- (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)) (سورة الحج)
قال الله تعالى :- (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)) (سورة التوبة)
2- نصرة الضعفاء الذين يتعرضون للظلم :-
قال الله تعالى:-(وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75)) (سورة النساء)
3 - معاقبة الكافرين الذين نكثوا الأيمان واعتدوا على الأمنيين :-
قال الله تعالى :- (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13))
صدق الله العظيم (سورة التوبة)
إن الله عز وجل يصبر على الظالمين ويمهلهم ويبعث لهم الأنبياء لعلهم ينتهون ويرجعوا ولكن عندما كان يزيد فسادهم وبغيهم فى الأرض وإفساد كل من حولهم فكان يعاقبهم
وكان هذا العقاب بطرق وأساليب عديدة :-
فكما عاقب قوم سيدنا نوح بالطوفان ، و كما عاقب عاد قوم سيدنا هود بريح و كما عاقب فرعون وجنوده بالغرق فى الماء
و كما عاقب الأقوام الفاسدة عن طريق بني إسرائيل عندما كانوا فئة مؤمنة فى زمان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ويوشع بن نون (يشوع 10: 10 ) وسيدنا داود عليه الصلاة والسلام (صموئيل الثاني 5 :20 الى 5 :25 )
فلقد عاقب الكافرين بالمسلمين
وهذا هو ما أخبر به سفر (إشعياء 28 :21 ) بنى إسرائيل فى حديثه عن النبي حجر الزاوية
عندما أخبرهم بانقلاب الأحوال فبعد أن كانوا هم الفئة الصالحة التي تنتصر على الفاسدين كما فى جبل فراصيم (صموئيل الثاني 5 :20 الى 5 :25 ) وفى جبعون (يشوع 10: 10 )
(فراصيم وجبعون هي أماكن معارك انتصر فيها بنو إسرائيل على الكافرين الفاسدين فى زمان يوشع بن نون وسيدنا داود عليه الصلاة والسلام ) فإنه سيكون السخط على بني إسرائيل حيث سيقود النبي حجر الزاوية أمة أخرى سوف تغلبهم و يكون عقابهم على يد تلك الأمة وهذا النبي ، وهو بذلك سيمحى عهدهم مع الموت (إشعياء 28 :17 إلى 28 :20 ) ، حيث كانوا يقولون أنهم عقدوا عهد مع الموت فهم ينجو من سوء أفعالهم بسبب كذبهم وأساليبهم الملتوية (إشعياء 28 :15) ولكن هذا لن ينفع مع النبي حجر الزاوية ، وهذا نفسه هو ما أخبرهم به المسيح عليه الصلاة والسلام عندما كلمهم عن انتقال الملكوت وعن النبي حجر الزاوية حيث قال عن النبي حجر الزاوية (من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه ) (مت 21 :42 إلى 21 :44 ) فلم يكن المسيح عليه الصلاة والسلام يتكلم عن نفسه ولكن كان يتكلم عن النبي الذي سيأتي بعده وسوف ينتقل الملكوت معه حيث ستنقلب الأحوال ويكون العمل الغريب العجيب
4- القتال من أجل إعلاء كلمة الحق على الأرض وألا تكون فتنة ، ولذلك كانت مملكة النبي الخاتم على الأرض :-
قال الله تعالى :- (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)) (سورة الأنفال)
لقد رأينا فى المبحث الثالث والسادس والثامن كيف استغل اليونانيين والرومان غلبتهم وحكمهم على الأرض في فتنة بني إسرائيل والأمم وابعادهم عن الدين الصحيح وتشويه الفطرة النقية وطبعهم بثقافتهم الفاسدة
فرأينا ما فعله اليونانيين ببني إسرائيل ومحاولة طبعهم بثقافتهم المخالفة للفطرة النقية
سواء بالترغيب أو بالترهيب والقتل (مكابيين الأول 1: 43 الى 1: 45 ، 1: 60 ، 1: 63 الى 1: 65) و استطاعوا أن ينشروا ذلك بين بني إسرائيل (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53)
حتى جعلوهم يقوموا بالألعاب الرياضية عراة و يضعوا قصص و تشبيهات مجازية لا تليق لها علاقة بتاريخهم ودينهم ثم تقديسها بعد ذلك (راجع الفقرة 4 من المبحث الثاني - الفصل الثالث - الباب الثالث ) ، وتشكيكهم فى الناموس وحرق كتبهم وتعذيب وقتل من يرفض أفكارهم (راجع سفري المكابيين الأول والثاني)
راجع هذا الرابط :-
وكذلك فعل الرومان مع فئة من بني إسرائيل اتبعت المسيح عليه الصلاة والسلام فقاموا
بفتنتهم وتعذيبهم وتجميع كتب ورسائل تحتوي على أفكار ومعتقدات تخالف الشريعة وقاموا بإلصاقها ببعض ممن عاصر المسيح عليه الصلاة والسلام حتى يوهمون الناس أن هذه هي الأفكار الصحيحة
ومن كان يرفض كان يلقى فى النار ويعذب ومن يتبعهم يغدقون عليه بالأموال والمناصب
لقد فتنوا الناس فى عقيدتهم فى نور الحق
للمزيد راجع هذا الرابط :-
الرومان والسيطرة على أتباع المسيح
وكذلك كان يفعل كفار قريش مع المسلمين
استخدموا أساليب الترهيب والتعذيب البدني والنفسي حتى يفتنوا المسلمين فى دينهم
فعلى سبيل المثال :-
ياسر بن عامر وزوجته سمية بنت خياط وابنهما عمار
حتى أنه استشهدت سمية بنت خياط
راجع هذا الرابط :-
http://www.alserdaab.org/articles.aspx?selected_article_no=268
وأيضا خباب بن الأرت لقد عذبه الكفار فكانوا يحولون الحديد الذى بمنزله إلى قيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها، ولكنه صبر واحتسب،
ونرى شكواه وأصحابه إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :-
((شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ؟ فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ))
انتهى
وكذلك كان مصعب بن عمير وهشام بن العاص وغيرهم
وأيضا كان أبو سلمة عندما فرق المشركون بينه وبين زوجته أم سلمة وابنه ، ورفضوا أن يأخذهم معه
وأيضا أخذ المشركون من صهيب الرومي كل ماله حتى يسمحوا له بالهجرة
ولم يكتفى المشركين بذلك ولكنهم مثلوا بجثث شهداء أحد
لذلك كان النبي الخاتم رحمة من رب العالمين للناس جميعا وذلك لإعلاء نور الحق وغلبة
أتباعه على الأرض فترة طويلة من الزمان رحمة بالبشر حتى لا تكون فتنة فيطبقون الشريعة و يزيلون الحواجز أمام الناس لرؤية الحق (وهذا هو ما كان يخبر به أنبياء بني إسرائيل قومهم فى النبوءات المختلفة فى سفر دانيال وفى سفر إشعياء وأيضا فى سفر رؤيا يوحنا )
فيخرجوا للناس و يأمروهم بالمعروف و ينهوهم عن المنكر و يخبرونهم بالحق فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فلا إكراه فى الدين
قال الله تعالى :- (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)) (سورة البقرة)
ولكن استمرار غلبة الكافرين وحكمهم فهذا يعني استمرار بغيهم وضلالهم وفتنتهم للناس وطبعهم بثقافتهم المخالفة للفطرة النقية التي فطر رب العالمين عليها البشر وصدهم عن سبيل الحق
لذلك كانت الحكمة والرحمة بالبشر فى أن مملكة النبي الخاتم هو ملك أرضى
فنقرأ من تفسير المنار لــ محمد رشيد رضا :-
وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله:- أي وقاتلهم حينئذ أيها الرسول [ ص: 553 ] أنت ومن معك من المؤمنين حتى تزول الفتنة في الدين بالتعذيب ، وضروب الإيذاء لأجل تركه ، كما فعلوا فيكم عندما كانت لهم القوة والسلطان في مكة ، حتى أخرجوكم منها لأجل دينكم ثم صاروا يأتون لقتالكم في دار الهجرة ، وحتى يكون الدين كله لله ، لا يستطيع أحد أن يفتن أحدا عن دينه; ليكرهه على تركه إلى دين المكره له فيتقلده تقية ونفاقا - ونقول : إن المعنى بتعبير هذا العصر : ويكون الدين حرا ، أي يكون الناس أحرارا في الدين لا يكره أحد على تركه إكراها ، ولا يؤذى ويعذب لأجله تعذيبا ، ويدل على العموم قوله تعالى : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ( 2 : 256 ) وسبب نزول هذه الآية أن بعض الأنصار كان لهم أولاد تهودوا وتنصروا منذ الصغر فأرادوا إكراههم على الإسلام فنزلت ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتخييرهم ، ولكن المسلمين إنما يقاتلون لحرية دينهم ، وإن لم يكرهوا عليه أحدا من دونهم ، وما رضي الله ورسوله في معاهدة الحديبية بتلك الشروط الثقيلة التي اشترطها المشركون إلا لما فيها من الصلح المانع من الفتنة في الدين ، المبيح لاختلاط المؤمنين بالمشركين وإسماعهم القرآن ، إذ كان هذا إباحة للدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولرؤية المشركين حال المؤمنين ومشاهدتهم أنها خير من حالهم ، ولذلك كثر دخولهم في الإسلام بعدها ، وسمى الله هذا الصلح فتحا مبينا…… الخ )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=65&surano=8&ayano=39
ومن موقع إسلام ويب نقرأ :-
(وأما معنى الآية باختصار فقد قال أهل التفسير معناها:- قاتلوا ـ أيها المؤمنون المشركين حتى لا يفتن مسلم عن دينه وحتى لا يبقى الشرك والظلم وصد الناس عن سبيل الله وحتى يكون دين الله هو الظاهر وكلمته هي العليا وتكون الحرية لعموم الناس فيختاروا من الأديان ما يريدون، فإذا اختاروا البقاء على دينهم كان الإسلام مهيمنا ظاهرا وكانوا تحت حماية الإسلام وأهله وفي ذمتهم... وإن اختاروا الإسلام فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. " فإن انتهوا.. " عن ماهم عليه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو الظالم)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=66139
المطلب الرابع : حاول المحرفين إيهام الناس أن النص فى سفر رؤيا يوحنا يتحدث عن العودة الثانية للمسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام ولكنهم لم ينتبهوا لنصوص أخرى
من الغريب هجوم المسيحيين على الإسلام والقتال فيه بالرغم من أن كتابهم يخبرهم أن النبي الخاتم سيقاتل ملوك الأرض والأمم الكافرة وأنه سينتصر عليهم وبذلك تعلو كلمة الحق فى الأرض
فعلو كلمة الحق لن تكون إلا بعد ذلك القتال (وهذا طبقا لما أخبر به كتابهم سواء فى إشعياء 42 و 28 و سفر رؤيا يوحنا )
على العموم :-
من سفر رؤيا يوحنا نقرأ :-
19 :19 و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده
19 :20 فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت
19 :21 و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم
حاول المحرفين إيهام القارئ أن النص يتحدث عن المسيح عليه الصلاة والسلام
ولكنهم لم ينتبهوا إلى :-
1- سفر إشعياء 42 الذي أوضح أن بداية النبي الفارس الذى سيخرج وقومه للحرب مع العالم الشرير ستكون من أرض قيدار أي أرض أبناء سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام مما يعنى أن النبي الفارس ليس هو المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام
فنقرأ من سفر إشعياء :-
42 :9 هوذا الاوليات قد اتت و الحديثات انا مخبر بها قبل ان تنبت اعلمكم بها
42 :10 غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الارض ايها المنحدرون في البحر و ملؤه و الجزائر و سكانها
42 :11 لترفع البرية و مدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا
42 :12 ليعطوا الرب مجدا و يخبروا بتسبيحه في الجزائر
42 :13 الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف و يصرخ و يقوى على اعدائه
42 :14 قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت كالوالدة اصيح انفخ و انخر معا
2- وأيضا من سفر أعمال الرسل 3 نقرأ ماذا يقول بطرس :-
3: 19 فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب
3: 20 ((((و يرسل)))) يسوع المسيح (((المبشر به لكم قبل))))
3: 21 الذي ينبغي ان السماء تقبله الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر
3: 22 فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به
3 :24 و جميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و انباوا بهذه الايام
المقصود هو :-
أ- بطرس يطلب من بنى إسرائيل أن يتوبوا
ب- ويخبرهم بمجازاة هذه التوبة هي محو الخطايا وأيضا إرسال (المسيا المنتظر) الذي ((وعدهم به من قبل وبشرهم به)) و سيكون فى آخر الزمان والذي سيرد كل شئ وهو الذى وعد به الأنبياء ومنهم سيدنا موسى عليهم صلوات الله وسلامه
فبطرس لا يزال بعد رفع المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام ينتظر تحقيق نبوءات الأنبياء ويعتقد أن التوبة هي السبيل لمحو الخطايا
مما يعنى بكل بساطة أن :-
أ- لم تكن قصة الصلب والفداء ولا الملك السماوي هي الوعد والبشرى على لسان الأنبياء
وإنما كان الوعد والبشرى بالنبي الملك الذي سيملك على ((الأرض)) و الذي سيصحح كل شئ
ما فائدة قصة الصلب والفداء فى هذا النص ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!! لا شئ
فالأهمية هي للتوبة وانتظار مجئ النبي الذي بشر به جميع الأنبياء
ب- وطبقا لكلام بطرس فإن أعمال المسيح ورسالته بينهم وبين التلاميذ لم تكن هي رسالة المسيا المنتظر الذي وعد وبشر به الأنبياء
وهذا بديهي لأنه هو نفسه لايزال ينتظر تحقق وعد الأنبياء
وأيضا فأعمال المسيح بينهم ورسالته لم تكن مشابهة لرسالة وأعمال سيدنا موسى
هو لايزال منتظرا للنبي الذي سيحقق هذا
ج- أن وجه الشبه بين أفعال سيدنا موسى والنبي الذي سيكون مثله لا ينطبق على أفعال يسوع التي نقرأها فى الأناجيل ولكن على نبي سيأتي فى آخر الزمان سيرد كل شئ
فلا يوجد وجه شبه بين المسيح وأفعاله فى الأناجيل وبين سيدنا موسى ((وهذا طبقا لسفر أعمال الرسل )))
وإنما وجه الشبه سيكون مع النبي الخاتم وهو بكل تأكيد ليس المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام كما سأوضح ان شاء الله فى النقاط الآتية
د- مما يعني خطأ محاولة أباء المسيحيين ايجاد وجه شبه بين المسيح طبقا لاعتقادهم وطبقا لأقوال الأناجيل
لأن بطرس لا يزال منتظرا تحقق الوعد ومجئ المبشر به من سيدنا موسى (أعمال 3: 22 )
ل - بطرس يتكلم عن ملك أرضى وليس سماوي
بطرس يقول أن الأنبياء تنبأوا بملك يملك على الأرض ((ويرد الناس)))
مما يعنى أن مجئ المسيح بين التلاميذ ((لم يرد الناس))
فكيف بعد ذلك يخبرنا أحدهم أن الصلب والفداء هو خلاص للناس وردهم ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
بطرس نفسه كان لا يزال ينتظر ((أزمنة رد كل شئ و تحقيق نبوءات الأنبياء عن النبي الملك الذي سيملك على الأرض وليس السماء))
نبي آخر الزمان بكل تأكيد ليس المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام
بطرس فى سفر أعمال الرسل 3 يقول :- يرسل .... المبشر به لكم من قبل
استحالة من هذا النص يكون يسوع هو الذى تكلم عنه بطرس لأن من الواضح جدا أنه يتكلم عن شخص لازال لم يأتي من قبل
فإذا كان تكلم عن يسوع المسيح كان سيقول (يعود اليكم يسوع المسيح كما وعدنا )
هو لا يذكر أبدا أن يسوع المسيح وعدهم بالمجيء فى هذا العدد
فالغريب أنه يشير إلى بشارات الأنبياء ويحدد أسماءهم ولا يذكر وعد المسيح بالعودة
تخيلوا أنكم اليهود الذين يتكلم معهم بطرس فى هذا النص وهم لم يؤمنوا بالمسيح من قبل ولا يعرفون بنظرية الفادي الوحيد الذي لم يتكلم عنها أحد من الأنبياء و لا يعرفون إلا ما أخبرهم به الكتبة
فيكلمهم بطرس عن المختار الذي سوف يرسله الرب مستقبلا و يخبرهم أنه هو المسيح يسوع
ومع ذلك لا نجد اعتراض أحد منهم قائلا :-
(كيف هذا يا بطرس فيسوع جاء بالفعل ولم يرد كل شئ ، فلماذا جاء ولماذا ذهب ؟؟!!!
فإذا كان هو المختار فلماذا لم يبقى بيننا حتى يرد كل شئ كما وعد الأنبياء ، وكيف يكون هو النبي الذي يرد كل شئ بينما ملاخى قال لنا أنه إيليا هو الذي سيرد كل شئ (ملاخى 4: 5 ، 4: 6) ؟؟!!
أفهمنا يا بطرس ؟؟!!!)
ولكنهم لم يعترضوا ويسألوا ، وبطرس لا يقول شئ عن رسالة المسيح غير أنه جاء إليكم (أي بني إسرائيل) ليرد كل واحد منكم عن شروره (أعمال 3: 26) ، ولا يشرح نظرية الفادي الوحيد
لأنه كان يتكلم عن شخص لازال لم يأتي بعد
فمن الواضح أن بطرس ذكر اسم آخر غير المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام ولكن المحرفين غيروا فى الاسم ، و الأكيد أيضا أنه لم يذكر اسم ايليا لأسباب ان شاء الله سوف أوضحها لاحقا
والأكيد أيضا أن رسالة المختار كانت رد كل شئ كما كانت سابقا وليس أن يأتي بعهد جديد
3- كيف يكون رسالة نبي يزعم البعض أن رسالته الأساسية هي ما بشر بها الأنبياء ومع ذلك لا تتحقق الرسالة الأساسية فى مجيئه الأول ؟؟؟!!!!!!!!
طبقا لكلام بطرس فى سفر أعمال الرسل 3 فإن الأكيد أيضا أن رسالة المختار كانت رد كل شئ كما كانت سابقا وليس أن يأتي بعهد جديد (أعمال 3: 21)
نلاحظ الآتي :-
إذا كان الأنبياء بشروا برسالة نبي لا تزال لم تتحقق وقت قول بطرس هذا الكلام أي بعد رفع المسيح عليه الصلاة والسلام
وكان الخلاص هو بالتوبة وليس بالصلب ولا الفداء
ورفض التلاميذ أن يكرزوا بين الأمميون بما تعلموه من المسيح
فإذا كان هو الشخص المقصود فى نبوءات الأنبياء فهو المرسل إلى العالم
فكان يجب أن يتحقق هذا من الأصل فى دعوته الأساسية المذكورة فى الأناجيل
لماذا لم يحقق نبوءات الأنبياء فى مجيئه الأول من الأساس
طالما أن غفران الخطايا لايزال بالتوبة والرجوع وليس بالصلب ولا الفداء
إلا إذا لم يكن هو الذى سيحقق نبوءات الأنبياء
وكان هو نبي مرسل إلى بني إسرائيل مثل باقي أنبياء بني إسرائيل
باختصار :-
لا أجد أي معنى فى مجئ نبي يزعم البعض أن رسالته الأساسية هي ما بشر بها جميع الأنبياء
بينما لا نجد فى رسالته فى مجيئه الأول (وهى الأساس) تحقيق لهذه البشارة
ومن المفترض أن ننتظر مجئ ثاني ليحقق هذه البشارة !!!!!!!!!!!!!!!!!
كان من الأولى أن يتحقق فى مجيئه الأول بشارة الأنبياء لأنها ستكون رسالته الأساسية
ولكن بطرس يخبرنا أنه لا يزال ينتظر تحقيق بشرى الأنبياء بالنبي الذي يحقق الوعد والعهد
مما يعني أن رسالة المسيح بن مريم لم تكن هي الرسالة الأساسية والمهمة الموكلة للنبي الذي بشر به جميع الأنبياء
4- طبقا لملاخي 4 و إنجيل متى 11 فإن النبي الخاتم هو النبي الذي سيشبه ايليا وليس المسيح عليه الصلاة والسلام
بطرس فى سفر أعمال الرسل يقول أن الرب سيرسل النبي الخاتم ((الذي سيرد كل شئ)) فى الأزمنة الأخيرة
ولكن ملاخي 4 يقول أن النبي الخاتم الذي سيأتي قبل يوم القيامة ((ويرد كل شئ)) هو إيليا
وفى إنجيل متى 11 ، المسيح يتكلم عن شخص يصفه بأنه ((الأصغر فى ملكوت السماوات أعظم من يوحنا )) ثم يقول عنه ((هذا هو إيليا المزمع أن يأتي)) (متى 11: 11 الى 11: 14)
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 11 :11 الحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان و لكن الاصغر في ملكوت السماوات اعظم منه
مت 11 :12 و من ايام يوحنا المعمدان الى الان ملكوت السماوات يغصب و الغاصبون يختطفونه
مت 11 :13 لان جميع الانبياء و الناموس الى يوحنا تنباوا
مت 11 :14 و ان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي
والكلمة اليونانية المستخدمة فى مزمع أن يأتي هي :-
μέλλω
melló رقم 3195
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/3195.htm
هذه الكلمة تأتي للحديث عن المستقبل
فعلى سبيل المثال :-
هي نفسها الكلمة المستخدمة فى هذا النص من انجيل متى :-
مت 24 :6 و سوف تسمعون بحروب و اخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لانه لا بد ان تكون هذه كلها و لكن ليس المنتهى بعد
وهى نفسها الكلمة المستخدمة بمعنى (مزمع) أي فعل فى المستقبل فى انجيل يوحنا :-
6 :6 و انما قال هذا ليمتحنه لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل
وأيضا من نفس الإنجيل :-
18 :32 ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت
أي أن تلك الكلمة عن إيليا المزمع أن يأتي كان المسيح عليه الصلا والسلام يتكلم عن زمن المستقبل
أي أنه يتكلم عن نفس الذى تكلم عنه ملاخي 4 ويقول أنه سيأتي بعده
وهو من سيرد كل شئ فى الأزمنة الأخيرة
المسيح لا يقول أنه هو من سيفعل ذلك
مما يعني ببساطة أنه تم إضافة كلمة ((يسوع المسيح)) الى كلام بطرس فى سفر أعمال الرسل
لأنه طبقا لملاخي 4 و إنجيل متى 11 فإن النبي الخاتم هو النبي الذي سيشبه ايليا وليس المسيح
هو النبي الفارس
فبطرس كان ينتظر النبي الخاتم الذي بشر به جميع الأنبياء ولم يكن يتحدث عن المسيح عليه الصلاة والسلام
و المقصود نبي آخر غير النبي إيليا لأن المسيح كان يتكلم عن المستقبل
مما يعنى أن كلمة (الأصغر فى ملكوت السماوات) كانت بمعنى الأصغر فى الزمان أي آخر من سيرسله الله عز وجل إلى البشر
و الأكيد أنه ليس يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام ) وليس النبي إيليا لأن المسيح يتكلم بصيغة المستقبل فى إرسال هذا النبي ، كما أن اليهود عندما ذهبوا إلى يوحنا المعمدان ليسألوه من أنت ، سألوه إذا كان النبي ايليا فأجاب بالنفي (يوحنا 1: 21) ، مما يعنى أنهم لم ينتظروا ايليا بنفسه ولكن نبي شبيه به
و وجود تناقض بين الحديث عن ايليا فى (متى 11: 11 الى 11: 14) وبين (متى 17: 10 الى 17: 13) ، فكيف يخبرهم فى الاصحاح 11 عن أن يوحنا المعمدان هو إيليا بينما نجد فى الاصحاح 17 يسألوه عن ايليا وكأنه لم يدور حوار عنه قبل ذلك ؟؟!!
وهذا يعنى أن الاصحاح 11 كان يتكلم عن شخص آخر سيرسله الله عز وجل للناس ، و أن الاصحاح 17 ملفق وأراد كاتبه إيهام الناس أن إيليا هو يوحنا المعمدان
والذي يؤكد ذلك هو نفي يوحنا المعمدان أن يكون النبي ايليا فى الاصحاح الأول من انجيل يوحنا
المطلب الخامس : نرى الحقيقة من كتاب رب العالمين القرآن الكريم
قال الله تعالى :-(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)) (سورة يونس)
1- كان الناس على دين واحد وملة واحدة كانوا على الإسلام و لكن بمرور الزمان اختلفوا وتفرقوا باختلاف الأهواء
فدخلتهم بدع و أفكار وثنية فمزجوا الحق بالباطل ، فبعث الله عز وجل الأنبياء مبشرين ومنذرين لتصحيح ما دخل الأمم من أفكار فاسدة بإزالة تلك الأفكار الضالة وتصحيحها والإبقاء على الحق وكان أن أنزل الله عز وجل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بالحق
لذلك نجد فى نفس تلك المعتقدات الوثنية القديمة شئ من الحق ورثوه عن من سبقوهم من أجداد كانوا على الحق
ثم يقوم الأحفاد بمزج هذا الحق مع الأفكار الضالة فإخترعوا عقيدة جديدة ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان
ومثال على ذلك نجد بنى إسرائيل الذين كلما حادوا ومزجوا الحق بالضلال فنسبوا إلى أنبيائهم الحقيقيين قصص وتعاليم ضالة فكان يأتيهم رسول من الله عز وجل يصحح لهم تلك الأفكار ويعيدهم إلى الحق الكامل
لقد كان المسيح عليه الصلاة والسلام بالفعل رسول الله إلى بنى إسرائيل أعطاه الله عز وجل العديد من المعجزات لتأييده ولكنه ليس إله وإنما هو عبد الله ، والمعجزات التي كان يفعلها كانت بإذن وقدرة الله عز وجل وليس باذن ولا بقدرة المسيح عليه الصلاة والسلام ، بعث الله عز وجل المسيح ليس ليكون ذبيحة فداء ولكن لينير الطريق أمام بنى إسرائيل بعد أن ساد بينهم الظلام ، بعثه الله عز وجل ليعيدهم الى الدين الصحيح الذى كان عليه آباؤهم أنبياء رب العالمين إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام فيكون بذلك سببا فى ازالة آثامهم اذا اتبعوه وآمنوا بالكلام و التعاليم التي جاءهم بها
2- إن أثر الثقافة اليونانية نقرأه بوضوح فى الكتاب المقدس للمسيحيين
فى العهد القديم من خلال إلصاق قصص زائفة وكاذبة تصف أنبياء رب العالمين الحقيقيين بأوصاف لا تليق بهم أبدا
راجع هذا الرابط :-
كما أن أثر الثقافة اليونانية نقرأه مرة أخرى بوضوح فى تلك الرسائل التي نسبوها إلى بولس والى تلاميذ المسيح الحقيقيين وافهموا الناس أنها رسائل مقدسة
حيث التشجيع على ترك الناموس من خلال القول بالعهد الجديد ووجود ناموس الضمير بدلا من الشريعة التي أنزلها رب العالمين على أنبيائه
فهو نفسه كان هدف اليونانيين وأتباعهم من بنى إسرائيل (الذين خانوا عقيدتهم و قومهم) و الذي نقرأه فى سفري المكابيين
فمن سفر المكابيين الأول :-
1: 43 و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه
1: 44 فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك
1: 45 و كثيرون من اسرائيل ارتضوا دينه وذبحوا للاصنام ودنسوا السبت
1: 46 و انفذ الملك كتبا على ايدي رسل الى اورشليم ومدن يهوذا ان يتبعوا سنن الاجانب في الارض
وأيضا :-
1: 51 و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام
وأثر هذه الثقافة وصل إلى حد الشرك بالله عز وجل وعبادة عزير والمسيح عليه الصلاة والسلام
فنشأت عقائد وملل ما أنزل الله بها من سلطان
ونفس تلك الرغبة وهذا الأثر للثقافة اليونانية نجده بوضوح فى تلك الرسائل المنسوبة إلى بولس
خلاصة الفصل الثالث - 3
كما حاول اليونانيين وأتباعهم من بنى اسرائيل الغاء الناموس و محاربة الختان سواء بالترغيب
راجع هذا الرابط :-
نجد نفس الشئ بدأ فى الظهور بين تلك الفئة الصالحة من بنى إسرائيل التي صدقت المسيح عليه الصلاة والسلام فظهر بينهم من يوهم الناس بإلغاء الناموس وعدم ضرورته
كان يحاول نشر ما كان يقاومه المسيح عليه الصلاة والسلام فالمسيح بعثه الله عز وجل لإعادة بنى إسرائيل لتطبيق الناموس كاملا وليس لإلغاءه (مت 5 :17 الى 5 :20 ، مت 7 :12 ،مت 22 :35 الى مت 22 :40 ، مت 23 :1 الى 23 :3 ، مت 23 :23، ، مت 8 :4 ، يوحنا 14 :21 )
وهذا هو ما أيده رسالة يعقوب (2 :10 )
كما نجد نفس ما حدث لبني إسرائيل بسبب تلك الأفكار اليونانية الوثنية من ظهور عقائد
يمتزج فيها تلك الأفكار مع الديانة اليهودية مثل الأسينيين والهيرودسيين و الغنوسية ، نجد نفس الشئ ظهر بين تلك الفئة الصالحة فظهر من يزعم تبعيته للمسيح عليه الصلاة والسلام وغالى فى ذلك حتى وصل الأمر إلى تأليهه وعبادته وهو عكس ما كان يقوله المسيح عليه الصلاة والسلام الذي كان يؤكد دائما أنه إنسان و ابن إنسان وأن ما يفعله من معجزات هو بإذن رب العالمين وليس من نفسه
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
5 :30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين و دينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني
كما أخبرهم أنه تعليمه ليس من نفسه ولكن من رب العالميين فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :16 اجابهم يسوع و قال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني
7 :17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي
7 :18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه و اما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق و ليس فيه ظلم
وأخبرهم أن الأقوال التي يقولها ليست من نفسه ولكنها الأقوال التي أخبره بها رب العالمين
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
12 :49 لاني لم اتكلم من نفسي لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول و بماذا اتكلم
12 :50 و انا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية فما اتكلم انا به فكما قال لي الاب هكذا اتكلم
كان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل إلى بني إسرائيل فقط ولذلك كانت الفئات التي ادعت تبعيتها له من بنى إسرائيل أيضا وذلك فى خلال القرون الميلادية الأولى
وكما كان العامل الأول للتحريف بالنسبة لكتب اليهود هم الملوك اليونانيين وساعدهم فى ذلك كهنة اليهود من بني إسرائيل المتأثرين بهم و بأفكارهم مستغلين ضياع اللغة الأصلية ونسيانه وعدم حفظ الكتاب فى الصدور
فأيضا كان العامل الأول للتحريف بالنسبة لكتاب المسيحيين كان قياصرة الرومان وساعدهم فى ذلك كهنة المسيحيين من بنى إسرائيل الذين كانوا يعيشون فى الشتات وأخذوا مواطنة البلاد التي كانوا مستقرين بها وكان هؤلاء من المتأثرين بالرومان و بأفكار وفلسفات اليونانيين فاستعانوا بما تم كتابته فى عهد اليونانيين على يد كهنة اليهود وأخفوا أي كتاب صحيح (مثل ما حدث فى سفر الشريعة الذي أخبرنا به سفر أخبار الأيام الثاني 34 :13 إلى 34 :21 )
فمزجوا العقيدة الصحيحة بعقائد وأفكار لم ينزل الله عز وجل بها من سلطان مستغلين ضياع اللغة التي كان يتكلم بها المسيح عليه الصلاة والسلام والحواريين وعدم حفظ الكتاب فى الصدور ثم جعلوا من رسائل عادية موجهة إلى بني إسرائيل بها أفكار تتفق مع هواهم ورغبتهم وهو تشجيع بنى إسرائيل على ترك الناموس فجعلوا منها رسائل مقدسة موجهة إلى العالم وأصبحت الرسالة عالمية بناء على رغبة القياصرة الرومان الذين كانوا يريدون دين موحد لممالكهم وسنة موحدة لإستقرار ملكهم لذلك كانت المحاولات الدائمة لتحويل الطائفة المؤمنة إيمان صحيح وجعلهم متشبهين بالأمم سواء بالترغيب أو الترهيب
كان حفظ الكتاب أمانة فى أعناقهم واختبار لهم ولكنهم كانوا يفشلون فى الاختبار ويظنون أن الأمر استتب لهم ولن يكشف أحد زيفهم ولكن فى كل مرة كانوا يحرفون ويزيفون كان رب العالمين يرسل لهم النبي الذي يكشف للناس الحق
تعليقات
إرسال تعليق