الرد على الشبهة حول حديث (أمرت أن أقاتل الناس) ونسخ الأحكام في القرآن
يقول أصحاب الشبهة :-
كيف يكون نبى ويقول فى حديث في صحيح البخاري ومسلم :- (( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) ، فكيف يقتل الناس ويجبرهم على الدخول الدين ، وأنه بذلك غير الأحكام التي كانت في البداية (لكم دينكم ولي ديني)
انتهى
الرد على الشبهة :-
1- الحديث يتكلم عن الناس المعتدين على المسلمين وليس كل البشر ، ويتوضح ذلك في آيات القرآن الكريم
فمثل هؤلاء المعتدين لن يقبل منهم إلا الاسلام ، ولم يكن المقصود كل البشر
قال الله تعالى :- (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6)) (سورة التوبة)
الآية (4) من سورة التوبة تستثنى المشرك الذي التزم بعهده مع المسلمين من الأمر بقتال المشركين ، يعني الأمر بقتال للمشركين لفئة محددة وهي الفئة التي اعتدت على المسلمين فهم الذين يتم قتالهم إلا إذا تابوا وأقاموا الصلاة و آتوا الزكاة ، وحتى الذي لم يتوب ولكنه طلب الأمان ليسمع كلام الله عز وجل فعلى المسلم أن يعطيه فرصته ويبلغه مأمنه حتى ان رفض الإيمان بعد ذلك
وتوضح آيات سورة التوبة بعد ذلك ما فعله هؤلاء المشركين الذين يجب على المسلمين قتالهم ، فهم الذين اعتدوا على المسلمين ولم يوفوا بعهدهم معهم ، يعني ليس كل المشركين من يحاربهم المسلم بل المشرك الذي بغى في الأرض ونقض عهده
قال الله تعالى :- (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13)) (سورة التوبة)
والدليل على أن المشرك الذي لم يعتدى لا يقاتله المسلمين موجود في سورة الممتحنة
قال الله تعالى :- (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)) (سورة الممتحنة)
والآية (8) من سورة الممتحنة هي آية محكمة و لم تنسخ
2- الواقع يخبرنا أن عقاب المفسد الظالم هو قتله واهلاكه لايزال موجود ولم يلغى بعهد النعمة كما يزعم المسيحيين
يزعم المسيحيين أنه بقصة الصلب فإن البشرية دخلت في عهد النعمة وأنه بذلك تم إلغاء أوامر الرب الاله لسيدنا موسى وليوشع بن نون بقتال الأمم الفاسدة حيث أن هذا كان لفتر مؤقتة ، ولكن زعمهم هذا يخالف الأحداث والواقع
وأقرب شئ هو ما حدث لبنى إسرائيل بعد المسيح عليه الصلاة والسلام وبعد كفرهم به ، حيث سلط الله عز وجل عليهم الرومان فقتلوهم وشردوهم و استعبدوهم ، وهو ذاته الأحكام التي حكم بها الله عز وجل على من يفسد في الأرض فعن أي عهد نعمة يزعمون ؟؟!!!!
فنقرأ من إنجيل لوقا :-
21 :20 و متى رايتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها
21 :21 حينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال و الذين في وسطها فليفروا خارجا و الذين في الكور فلا يدخلوها
21 :22 لان هذه أيام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب
21 :23 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الأيام لانه يكون ضيق عظيم على الأرض و سخط على هذا الشعب
21 :24 و يقعون بفم السيف و يسبون إلى جميع الامم و تكون أورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا عن ما حدث في الحرب اليهودية الرومانية الأولى التي تم فيها تدمير الهيكل (بعد المسيح عليه الصلاة والسلام) :-
(رغم الاضطرابات الناجمة عن الثورة وتدمير الهيكل، استمرت الحياة اليهودية في الازدهار في يهودا. بيد أن الاستياء من الحكم الروماني أدى في النهاية إلى ثورة بار كوخبا في العام 132-136 م. اتضح رد الفعل الديني على التدمير من خلال التغييرات في الهلاخاه (القانون اليهودي) والمدراش وسفر باروخ 2، وجميعها ذكرت محنة تدمير الهيكل. شُتت العديد من المتمردين اليهود أو بيعوا عبيدًا. زعم يوسيفوس أن 1,100,000 شخصًا قتلوا خلال الحصار، وقُبض على 97000 واستُعبدوا وفر الكثيرون إلى مناطق حول البحر الأبيض المتوسط. جزء كبير من الوفيات كان نتيجة الأمراض والمجاعة التي سببها الرومان.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
أليس هذا ذاته هو توعد الله عز وجل لمن فسد في الأرض ، أليس هذا نفسه ما حدث لبنى إسرائيل في عهد نبوخذ نصر ، وكذلك ما حدث للأمم الفاسدة بيد سيدنا داود عليه الصلاة والسلام وهوشع بن نون و شاول (طالوت) ، فما الذي تغيير ؟؟
لا شئ تغير فالأحكام لازالت كما هي دليل ما حدث لبني إسرائيل على يد الرومان بعد تكذيبهم لنبوة المسيح عليه الصلاة والسلام
نقرأ من سفر صموئيل الأول :-
12 :14 ان اتقيتم الرب و عبدتموه و سمعتم صوته و لم تعصوا قول الرب و كنتم انتم و الملك أيضا الذي يملك عليكم وراء الرب الهكم
12 :15 و ان لم تسمعوا صوت الرب بل عصيتم قول الرب تكن يد الرب عليكم كما على ابائكم
ثم نقرأ :-
12 :24 إنما اتقوا الرب و اعبدوه بالامانة من كل قلوبكم بل انظروا فعله الذي عظمه معكم
12 :25 و ان فعلتم شرا فانكم تهلكون انتم و ملككم جميعا
يعني من يعصى الله عز وجل يعاقبه الله عز وجل سواء كان ذلك على بني إسرائيل المختارين أو على أي أمة كافرة ، فلا فرق إذا عصيت أمر الله عز وجل لأنك بذلك كفرت وأصبحت مثل من سبقوك للكفر، وهذا ما حدث لبنى إسرائيل بعد المسيح عليه الصلاة والسلام كما توضح أعلاه
وهذا ذاته الذي نراه بوضوح في نصوص كتابهم المقدس من قبل المسيح عليه الصلاة والسلام أي أنه لم يتغير شئ من الحكم على من فسد فإن الله عز وجل ينتقم من الظالمين ، سواء كان ذلك بطوفان وإغراق أو أوبئة أو عن طريق أن يسلط عليهم أقوام أخرى تنتصر عليهم كما حدث مع بني إسرائيل سواء عندما سلط عليهم البابليين وغيرهم من الأمم (أخبار الأيام الثاني 28: 17) أو عندما جعلهم هم أنفسهم سيفه على أعدائه فسلطهم على عبدة الأوثان
نقرأ من سفر صموئيل الأول :-
15 :2 هكذا يقول رب الجنود اني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر
15 :3 فالآن اذهب و اضرب عماليق و حرموا كل ما له و لا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امراة طفلا و رضيعا بقرا و غنما جملا و حمارا
نقرأ من سفر صموئيل الثاني :-
5 :20 فجاء داود إلى بعل فراصيم و ضربهم داود هناك و قال قد اقتحم الرب اعدائي امامي كاقتحام المياه لذلك دعا اسم ذلك الموضع بعل فراصيم
5 :21 و تركوا هناك اصنامهم فنزعها داود و رجاله
ثم نقرأ :-
8 :1 و بعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين و ذللهم و اخذ داود زمام القصبة من يد الفلسطينيين
8 :2 و ضرب الموابيين و قاسهم بالحبل اضجعهم على الأرض فقاس بحبلين للقتل و بحبل للاستحياء و صار الموابيون عبيدا لداود يقدمون هدايا
وأيضا (صموئيل الثاني 8: 3 - 6 ،، 10: 18- 19 ،، 23: 10 )
وأيضا (أخبار الأيام الأول 18: 12) ، (الملوك الأول 11: 15 - 16) ، (مزامير 60 : 8- 12)
فأين هو عهد النعمة هذا ؟؟!!!
3- كان المشركين هم المعتدين فقد جاءوا بالسيوف والقتال و تعذيب المسلمين
يطعن البعض أيضا في حديث (جئتكم بالذبح) ، ولكن لمن يطعنون يجب عليكم أن تعرفوا ما فعله المشركون قبلها ، فلقد جاء المشركين إلى المسلمين بالسيوف والقتل وتعذيب المسلمين ، فقتلوا سمية بنت خباط وزوجها ياسر بن عامر ، لا لشئ إلا لأنهم أسلموا ، عذبوا بلال بن رباح ومنعوه الطعام والماء لا لشئ إلا لأنه أسلم ، نكلوا بالمسلمين وأجبروهم على ترك منازلهم بل سرقوا أموالهم ، لذلك كان دفاع الرسول عليه الصلاة والسلام عن نفسه وعن المسلمين بالانتصار عليهم
لقد ظن المشركين أنهم عندما يأتونه بالسيوف أنهم سوف ينتصرون عليه
ولكن (جئتكم بالذبح) الواردة في الحديث، تعنى أنه هو من سينتصر عليهم ان أصروا على القتال
هذا هو معنى الجملة ، فالمقصود بالذبح هنا هم من آذوا المسلمين وحاربوا الدين عند الله عز وجل
فهذا هو عقابهم ، كما كان من فرعون موسى عندما طغى وتجبر فكان عقابه وجنوده الهلاك
وكذلك كان عقاب الأمم الكافرة التى تنشر الفساد حيث أمر الله عز وجل سيدنا موسى بقتالهم
لذلك يجب أن تعرفوا أولا ما فعله المشركين بالرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين
جاء في رواية الإمام البخاري (3678) لأصل القصة أن عروة بن الزبير رحمه الله قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا . فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)
قال الله تعالى :- (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)) (سورة الحج)
نقرأ من تفسير السعدي :-
(قال تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ } يفهم منه أنهم كانوا قبل ممنوعين، فأذن الله لهم بقتال الذين يقاتلون، وإنما أذن لهم، لأنهم ظلموا، بمنعهم من دينهم، وأذيتهم عليه، وإخراجهم من ديارهم.{ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } فليستنصروه، وليستعينوا به .)
انتهى
المسلمون الذين حاربوا المشركين كانوا قد ظلموا ، لذلك أذن لهم الحاكم العادل بأن يأخذوا حقهم ممن ظلموهم ووعدهم بالنصر ، وأمرهم ألا يهنوا في الدفاع عن أنفسهم
4- سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن هو البادئ بقتال المشركين ، فكل إنسان حر في اختيار عقيدته بشرط ألا يضل الناس ويحاربهم
عندما يتعدى يتعدى إنسان ضال الحدود ويصر على إضلال غيره وإيذاء من آمن بالله حتى يعودوا الى الضلال مرة أخرى ، فهو تماما مثل السارق والقاتل (المجرم) داخل المجتمع بل هو أشد منه اجراما ، فالسارق يسرق مال أم المضلل فهو يسرق الايمان الحقيقى
لذلك عندها يجب مواجهته ومحاربته حتى يعود الى صوابه
والسؤال هو :-
هل يمكن أن يترك مجتمع عاقل شخص قاتل أو سارق يعيش بينهم بدون أن يتم معاقبته وابعاده عن المجتمع ؟؟
بالتأكيد لن نجد فى أى مجتمع عاقل يفعل هذا الأمر ، بل ان كل المجتمعات تحارب السارقين والمجرمين ويتم ابعادهم عن المجتمع بسجنهم أو إنزال عقوبة الاعدام عليهم
ولكن الغريب أن يناقض البشر أنفسهم بأنفسهم، فهم يعاقبون ويجيشون أنفسهم لمحاربة المجرم الذى يقتلهم ويسرقهم ، يجيشون أنفسهم لمحاربة فيروس قاتل
وفى نفس الوقت يرفضون يرفضوا محاربة من هو أشد إجراما وفتكا من الفيروس ومن القاتل أو سارق ، يرفضوا أمر رب العالمين لأنبياءه بأن يحاربوا الفاسدين الذين أفسدوا البشر وأضلوهم فينشر أفكاره الفاسدة ويقتل الإيمان في قلوب البشر ويسرق منهم ((إيمانهم برب العالمين)) واخرتهم وهو أغلى من جميع أموال الأرض
يريد الانسان أن يعبد ربه بالطريقة التي يريدها فهذا شأنه وحده ولكن ليس شأنه أن يضل البشر و تسرق ايمانهم وينشر الحروب والفساد فى المجتمعات ، فلا حلال ولا حرام ، فتشيع الزنا والفاحشة ويقنن البغاء ، ولا يكتفوا بذلك ولكن يحاربون المؤمنين فى إيمانهم ليصدوهم عن طريق الحق فينشروا بين الناس الشرك والوثنية
هل يوجد جرم أكبر من هذا فى الوجود ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
ومن يأتي ليصحح الأوضاع ويعيد الناس لفطرتهم ويقاتل المضللين الذين يحاربون الحق يكون فى نظر هؤلاء هو المجرم !!!!!!!!!!!!
فلا حول ولا قوة إلا بالله
المثير للشفقة والتعجب فى نفس الوقت
أن يعتقد أحدهم أن المجرم (الفاسد الكافر الذى يضلل البشر ويسرق ايمانهم بربهم) هو المجنى عليه ولا يجب قتاله بينما المؤمن الذى جعله الله عز وجل سيفا للحق يعاقب به مضللى البشر سارقى إيمانهم يكون فى نظر هؤلاء هو المجرم
فالمسلمون الأوائل عندما دخلوا البلاد لم يجبروا أحد على الدخول فى الإسلام وتركوا كل انسان وفكره ، كل ما أرادوه هو نشر الدعوة الحقيقية و أن يبلغوا الناس الحق
فمن تركهم يبلغوا الرسالة تركوه وأمنوه على نفسه وماله وأهله
ومن منعهم وقاتلهم وهو بذلك يضلل البشر ويسرق إيمانهم ، حاربوه و ، ورثوا المال (وهذا هو الحق مثل من يقتل ويسرق فيحكم عليه القاضى بالاضافة الى العقوبة المقررة أيضا أن يدفع للمجنى عليه مال)
وهذا المال هو مال الله عز وجل أعطاه لانسان فترة ولكن هذا الإنسان رفض أن يشكر ربه وأضل نفسه والبشر وعاث فى الأرض فسادا بهذا المال الذى فى يديه ظنا منه أن هذا ماله
لذلك كان الحكم العادل فى أن يأخذ رب العالمين ماله ويعطيه لمن يستحق ، من آمن به وشكر نعمه
وستجدوا هذا فى الكتاب المقدس للمسيحيين
انظروا الى قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ، فإن الله عز وجل لم يعاقب فرعون الا بعد أن استشرى شره وزاد وطغى بين العباد وأصبح اما هو أو بني إسرائيل في هذه الدنيا
انظرو أيضا أمر الله عز وجل جاء لسيدنا موسى بقتال الأمم الكافرة الفاسدة التى تضل البشر وتزيد فى طغيانها ، فتجد أن الله عز وجل نزع من تلك الأمم المال والأرض وأعطاها لبنى إسرائيل عندما كانوا مؤمنين غير جبارين فى الأرض ، سبحانه لم يأمرهم أن يبيدوا البشر ولكن أمرهم بأن يقاتلوا ليكون لهم اليد العليا والسلطان على الأرض فيتمكنوا من إبلاغ الدعوة ، ثم كل انسان وقراره فإما أن يؤمن أو يكفر
5 - سبب تغيير الأحكام على المشركين ناتج من قيام المشرك بالغدر وأصبح وجود المسلم مهدد تماما كما حدث مع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
آيات مهادنة المشركين والصبر على إيذائهم كان في بداية الإسلام وتغير الحكم بعد ذلك نتيجة لتطور أفعال المشركين وإصرارهم على الإيذاء وابادة المؤمنين بعد أن سمعوا وعقلوا الحق ، فآيات المهادنة والصبر الأولى عندما نزلت لم يكن قد قام المشركين بإخراج الرسول عليه الصلاة والسلام ولا المسلمين من ديارهم ولم يسرقوهم ، ولكن بعد أن عذبوهم و سرقوهم وأخرجوهم من ديارهم وجاءوا بالسيف ونقضوا العهد وكل ذلك بعد أن سمعوا الكلام وعقلوه ، فكان الحكم هو قتال من ينقض العهد ويغدر وليس المسالم الذي وفى بعهده ، تماما كما حدث في قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون
بمعنى أنه كانت المهادنة في البداية ثم تغير الحكم لأن :-
أ- إعطاء فرصة للمشرك ليسمع كلام الله عز وجل فلا يكون له حجة بعد ذلك إن أصر على الايذاء :-
وهذا نفسه ما حدث مع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام فلم يبدأ بإهلاك فرعون وجنوده ، ولكن كانت البداية بالدعوة باللين وذلك لإعطاء فرصة له وملئه لعلهم يرجعون ، وبالفعل كان هذا سبب في رجوع السحرة وامرأة فرعون ، فلقد كان الله عز وجل قدر منذ البداية على اهلاك الظالمين ولكنه سبحانه يعطى الفرص للناس
قال الله تعالى :- (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)) (سورة طه)
وكذلك كان جميع الأنبياء فالجميع بدأوا باللين مع الناس لعلها ترجع
ب- ولكن بعد أن عرف المشرك الحق وأنكره ثم أصر على الايذاء وتطور الأمر إلى الرغبة في الاهلاك والابادة فكان تغيير الحكم :-
الإنسان وهو لا يعلم شئ لا يكون عليه عقاب ، العقاب يبدأ من معرفته ثم إصراره على الكفر وإيذاء المؤمنين والرغبة في ابادتهم ، فيكون اما المشرك أو المؤمن ، لذلك من الطبيعي أن يكون من حق المؤمن أن يدافع عن نفسه أمام مجرم عتيد الإجرام ، ولا يكون هذا تناقض اطلاقا مع الأحكام السابقة ، لأن كل حكم كان في حالة وظروف مختلفة تماما
قال الله تعالى :- (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)) (سورة الاسراء)
ولذلك عندما قام المشركين بالغدر واخراج الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين من ديارهم ونقض العهد وقتل الآمنين فان الطبيعي جدا أن يتغير الحكم إلى الأمر بقتال تلك النوعية الفاسدة وهذا تماما ما حدث مع جميع الأنبياء السابقين
فمع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كانت البداية الدعوة باللين ، ثم عندما عرف فرعون الحق وأصر على عناده وفى نفس الوقت أراد اهلاك بني إسرائيل فأصبح اما هو أو بني إسرائيل فكان حكم الله عز وجل باهلاك الظالم ، وكذلك مع سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام عندما أراد الظالمين إيذاء المؤمنين فكان الحكم إهلاك الظالمين
قال الله تعالى :- (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)) (سورة الشعراء)
قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77)) (سورة الصافات)
فهذا ليس تناقض فالحكم تغير لأنه تم التحذير فكان المقابل العناد والسيف لمن دعا الى خيرهم
وإنما التناقض والتعارض الحقيقي نجده في الكتاب المقدس للمسيحيين ، عندما نرى الرب الإله في سفر يونان يرسل نبيا إلى قوم نينوى لدعوتهم للحق والتحذير قبل وقوع العقاب عليهم ، وفى نفس الوقت نجد الرب الإله يأمر سيدنا موسى بابادة (وليس قتال) جميع من سكن الأرض التي أعطاها الرب الاله لبنى إسرائيل ، فكيف يبيدهم الله عز وجل بدون دعوة إلى الحق ، لماذا الاختلاف في المعاملة ؟!!!
لأنه اختلاف عقلية الكتبة لأنهم كتبة مختلفين من مصادر مختلفة
6 - إذا جنح الأعداء للسلم فللمسلم أن يجنح له (إن كانت دعوة حقيقية للسلم) ولقد أمر الله عز وجل المسلمين بالعدل حتى مع أعدائهم
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) (سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8))
(سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)) (سورة الأنفال)
ولكن إن أصروا على قتال المسلمين فلا يجب على المسلم أن يستهين في الدفاع عن نفسه وعن دينه
قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)) (سورة محمد)
الكفار هنا لم يجنحوا للسلم ، ولكنهم يصروا على القتال ن فكان يظهر بعض المنافقين ويبدأوا في أن يفتوا من عزيمة المسلمين فى الدفاع عن أنفسهم بدعوى مهادنة الكافر الذى جاء بالسيف
وهنا يأمرهم الله عز وجل بعدم مهادنة من (صد عن سبيل الله)
وكلمة صدوا عن سبيل الله ، يعنى حاربوا دينه
وهذا هو الأصح لكل ذى عقل ، وأظهر التاريخ صحة ذلك ، فعلى سبيل المثال ما فعله الصليبيون فى مذبحة معرة النعمان عندما جاءوا للمسلمين بالقتال ، فوهن المسلمين وظنوا أنهم بالاستسلام لهم أنهم ناجون ، فكانت النتيجة أن تم ذبح المسلمون بعد أن تم نقض العهد
للمزيد عنها راجعوا هذا الرابط :-
7- صفات النبي الخاتم في الكتاب المقدس هي نفسها الصفات التي ينقضونها في سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الشئ الغريب وهم ينقضون تلك الصفات ، يتناسون أنها ذاتها صفات النبى الخاتم فى كتابهم الذى كان ينتظره أجدادك
فمن الغريب أنهم ينكرون رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بسبب السيف و يظنوا أن ابن مريم هو المنتظر لأنه لم يأتى بالسيف !!!!!!!!!
ووجه الغرابة أنه طبقا لسفر ملاخى وسفر رؤيا يوحنا فان المسيحيين الأوائل كانوا ينتظرون ((الجالس على الفرس الأبيض)) أى نبى مرسل يأتى للناس بالسيف ويقاتل
نقرأ من سفر ملاخى :-
3 :2 و من يحتمل يوم مجيئه و من يثبت عند ظهوره لانه مثل نار الممحص و مثل اشنان القصار
نقرأ من سفر رؤيا يوحنا :-
19 :11 ثم رايت السماء مفتوحة و إذا فرس ابيض و الجالس عليه يدعى امينا و صادقا و ((بالعدل يحكم و يحارب))
نقرأ من سفر رؤيا يوحنا :-
19 :15 و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء
ثم نقرأ :-
19 :21 و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم
الجالس على الفرس الأبيض الذى تنتظرونه انه مقاتل سوف يقتل بشر كثيرين ، هذه صفته التي كان ينتظرها أجدادكم
من قتل الوحش (الامبراطورية الرومانية) هم جنود المسلمين أتباع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
8- أن اليهود كانوا ينتظرون نبى يأتى بالسيف ، لأن هذا النبى الذى يأتى بالسيف هو الموجود فى البشارات الحقيقية للأنبياء ، والدليل فى سفر أعمال الرسل
حيث نرى بطرس يطلب من اليهود أن يتوبوا ((حتى تتحقق نبوءات الأنبياء)) ويأتى النبى الذي تكلموا عنه ، ولكن التحريف في النص أنهم جعلوا هذا النبى هو المسيح ((فى مجئ آخر))
فإذا كان هذا النبى جاء ولم يحقق النبوءات فكيف تظن أنه له مجئ آخر ليحقق ما كان منتظر منه ولم يحققه فى المجئ الأول ؟؟؟!!!!!!
يعنى الأنبياء لم يتنبأوا بإله مصلوب ولكنهم تنبأوا بنبي إنسان يأتى بالسيف على الكافرين
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
3 :19 فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج من وجه الرب
3 :20 و يرسل يسوع المسيح ((المبشر به لكم قبل))
3 :21 الذي ينبغي ان السماء تقبله ((إلى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر))
3 :22 فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به
3 :23 و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب
3 :24 ((و جميع الانبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و انباوا بهذه الأيام))
ركزوا جيدا :-
1- بطرس يطلب من بنى اسرائيل أن يتوبوا - (أعمال 3: 19)
2- ولكن لماذا يا بطرس ؟؟؟
3- حتى تمحى خطاياهم وتأتى أوقات الفرج - (أعمال 3: 19)
4- ليس هذا فقط ولكن أيضا حتى (يرسل الرب يسوع المسيح) - ((المبشر به لكم من قبل))- (أعمال 3: 20) ، وهذه الأيام (أى التى سوف تأتى هي أزمنة رد كل شئ) - (أعمال 3: 21) ، أنها الأزمنة التى أنبأ عنها موسى والأنبياء (3: 21 - 22 - 24)
5- ما هذا ؟؟!! ، ألم يأتى المسيح قبل ذلك ، وحقق النبوءات التي أخبر بها أنبياء العهد القديم وتم صلبه وأقام التصالح !!!!
كيف يقول بطرس أن الأيام التى ((بشر بها الأنبياء)) لم تأتى بعد وأنها ستأتى فى المستقبل ؟؟!!!!
6- هذا يعنى أن قصة الصلب ليست تحقيق للنبوءات ، وأنه لا وجود فى العهد القديم لنبوءة بالصلب والفداء ، وإنما نبوءات العهد القديم حتى بعد رفع المسيح لم تتحقق ، ويجب أن ننتظر مجئ آخر للمسيح حتى تتحقق نبوءات العهد القديم
ولكن السؤال الهام الذى يجب أن يسأله كل مسيحي لنفسه :-
1- إذا كان المجئ الأول للمسيح لم ينبئ به الأنبياء ، وإذا كانت البشارات عن رسالته لازالت لم تتحقق فى مجيئه الأول ، فأى عقل يمكن أن يصدق أنه هو نفسه سوف يحقق هذه البشارات ؟؟!!!
لماذا أصلا لم يحقق النبوءات فى مجيئه الأول ؟؟!!!
اذا كانت رسالته الأساسية هى ما بشر بها الأنبياء ، فكيف يأتى ولا يحقق تلك الرسالة الأساسية وعلينا أن ننتظر مجئ آخر حتى يحققه
ما هذا ؟؟!!!
ببساطة شديدة هذا سببه هو أن المسيح لم يحقق أى نبوءة من العهد القديم أصلا ولم يكن هو النبي المبشر به ، ولكن المحرفين أوهموا أتباعهم بمجئ آخر له
والحقيقة هي أنه لن يأتي أبدا فرسالته الحقيقية انتهت ولم يكن لها علاقة بصلب
نقرأ من إنجيل يوحنا :-
17 :4 أنا مجدتك على الأرض العمل الذي اعطيتني لاعمل ((قد اكملته))
اذا كانت رسالته الأساسية التى بشر بها الأنبياء لم تتحقق ، فلماذا ذهب وعلينا انتظار عودة أخرى
لماذا لم يظل فى الدنيا ليستكمل مهمته ؟؟!!!
لأنه ببساطة شديدة لم يعد له أى مهمة فى الدنيا لا فى زمانه ولا في الزمان الآتي
يعني سفر ملاخى وسفر رؤيا يوحنا يتكلمان عن نبي آخر سوف يقاتل الكافرين ، أنه النبي الخاتم الذي بشر به الأنبياء ، أنه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
9- حروب المسلمين كانت مع الرومان المحتلين وأتباعهم
أغلب الدول كانت واقعة تحت الاحتلال الرومانى الذى كان يسرقهم ويقتلهم لمئات السنين
وعندما قام المسلمين وحاربوا ، فانهم حاربوا فى الأساس الرومان ، يعنى فى مصر لم يحارب المسلمين المصريين ولكن حاربوا الرومان ، وحتى فى بلاد المغرب العربى فكانوا يحاربون الرومان وأتباعهم من ذات البلد الذين كانوا يساهمون فى استنزاف الناس من شعوبهم
فالمسلمين لم يحطموا حضارة لأن كل تلك الدول كانت فى زمان المسلمين واقعة تحت الاحتلال الروماني الذي سرق الشعوب واستعبدهم
فنقرأ من أحد المواقع الأجنبية ما كان يفعله الرومان بعد احتلال تلك الدول ، كانوا ينشئون مستعمرات ، ويقتلون الأهالى ويضعون الرومان مكانهم ، وعندما توسعت الدولة أكثر ، أستغلوا الأهالي الأصليين الذين كانوا يقاومون المستوطنين الرومان ، ولكن كانت ثورتهم تبوء بالفشل
كان يتم سرقهم أراضيهم واعطائها للرومان
كان يتم سرقة أموالهم وتم استعباد بعضهم على يد الرومان
نقرأ :-
From the second century BC Rome began to expand outwards. When the Roman Army conquered a region, it expelled the defeated people from the best land and made preparations for Roman settlers to take over the area. These settlements were called colonies.
ثم نقرأ :-
At first the local people (they were now classed as Roman subjects) were extremely hostile to the Roman settlers. Not only had the Romans taken the best land but they had also imposed taxes on the crops that the local people had produced. This led to unrest and occasionally revolt, such as the one led by Boudica in Britain. However, with the large number of troops available to the Romans, these revolts usually ended in failure.
الترجمة :-
من القرن الثاني قبل الميلاد بدأت روما في التوسع إلى الخارج. عندما احتل الجيش الروماني منطقة ، طرد الشعوب المهزومة من أفضل الأراضي وقام باجراءات للمستوطنين الرومان للسيطرة على المنطقة. كانت تسمى هذه المستوطنات بالمستعمرات
ثم نقرأ :-
في البداية ، كان السكان المحليون (تم تصنيفهم الآن على أنهم رعايا رومان) معاديين للغاية للمستوطنين الرومان. لم يقتصر الأمر على استيلاء الرومان على أفضل الأراضي ولكنهم فرضوا أيضًا ضرائب على المحاصيل التي أنتجها السكان المحليون. أدى ذلك إلى اضطرابات وأحيانًا تمرد ، مثل تلك التي قادها بوديكا في بريطانيا. ومع ذلك ، مع العدد الكبير من القوات المتاحة للرومان ، انتهت هذه الثورات عادة بالفشل
انتهى
راجع هذا الرابط :-
يعنى المسلمين حرروا الناس من تلك الامبراطورية المتوحشة
فالامبراطورية الرومانية التي احتلت تلك الدول هي نفسها الوحش فى سفر رؤيا يوحنا بكتابك المقدس
الفارس الجالس على الفرس الأبيض الذى يرسله الله عز وجل ليخلص الناس من ذلك الوحش كان هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذى خلص الناس من هذا الوحش ، لتدرك الحق من الكذب
أما في أسبانيا ، فكان يحكمهم القوط وهم من القبائل الجرمانية الوافدة ولم يكونوا من أهل البلد ، وكان بينهم حروب أهلية (بين الملوك) ، وحرب المسلمين كان مع أشد ملوكهم شرا وهو رودريغو (لذريق) ، الذي اغتصب بنت أحد ملوكهم
نقرأ من موسوعة ويكبيديا :-
(أن الملك القوطي الغربي رودريغو، شاهد فلوريندا تستحم في نهر تاجة (خارج طليطلة)، وبعد ذلك اغتصبها، وجعلها حاملا، وهو ما دفع والدها، الكونت جوليان سبتة للانتقام من خلال مساعدة جيوش المسلمين، بقيادة طارق وموسى في غزو الأندلس من سبتة. وفي نهاية المطاف هزيمة رودريغو)
انتهى
راجع هذه الروابط :-
وأيضا
فحكم مقاتلة المشرك هو حكم للمشرك المعتدى الذى بدأ بالقتال والاعتداء على المسلمين ، أما المشركين الذين لم يعتدوا على المسلمين فإن العهد معهم باقى وهم تم استثنائهم من حكم المحاربة
قال الله تعالى :- (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)
(سورة التوبة)
قال الله تعالى :- (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13)) (سورة التوبة)
10- أما الجزية
تم فرض الجزية على غير المسلم ، والزكاة على المسلم
وكان المسلم يدفع أكثر من غيره، لأن قيمة الزكاة كانت أكبر ، وفى عهد سيدنا عمر عندما وجد يهودى فقير لا يستطيع دفع الجزية رفعها عنه وأمر له بالمال من بيت مال المسلمين
القبائل التي رفضت دفع الزكاة ، تمت محاربتها من قبل سيدنا أبو بكر
ودفع الزكاة ركن من أركان الإسلام
والزكاة لا يأخذ منها الرسول عليه الصلاة والسلام أى شئ بل هي للفقراء و المساكين ولعتق الرقاب
الجزية لم تكن تفرض لفرض دين ، ولو كان هناك فرض لدين ، ما كان قبل أخذ الجزية أصلا ، بل قال لهم ادخلوا في الإسلام ولا يوجد أى خيار آخر لكم (هذا هو فرض الدين)
ولكن لأن الاسلام لم يتم فرضه على أحد كانوا يأخذون منهم الجزية لأنهم لو دخلوا الاسلام سوف يأخذون منهم الزكاة ، وقيمة الزكاة أكبر من الجزية
الجزية كان يتم أخذها مثل الضريبة التى يأخذها الحاكم من الناس لانفاقها على شئون الدولة
يعنى مثلا خزانة الدولة الأمريكية قائمة على الضرائب فمنها يتم الإنفاق على الصحة والتعليم وغيرها
كذلك الجزية ، وهى اقرار بحكم هذا الحاكم وأن هذه الأموال تعطى ليتصرف فيها فى شئون البلاد
هذا هو سبب الجزية ولا علاقة له بفرض دين
وكذلك فإن بأموال الزكاة كان يتم مساعدة الفقراء والمساكين وعتق الرقاب (يعنى تحرير العبيد)
تعليقات
إرسال تعليق