الرد على شبهة أن الله عز وجل لم يؤيد سيدنا محمد بالمعجزات التي طلبها كفار قريش
يقول أصحاب الشبهة :-
أن الله عز وجل لم يؤيد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالمعجزات وخاصة المعجزات التي كان يطلبها منه قريش وهذا ورد في القرآن الكريم وبناء على ذلك ينفون أن للرسول عليه الصلاة والسلام معجزات
قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (89) وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93))
(سورة الإسراء)
قال الله تعالى :- (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا (59)) (سورة الاسراء)
انتهى
الرد على الشبهة :-
- آيات القرآن أعلاه التي يحاولون الاستدلال بها تتكلم عن آيات (محددة) طلبها كفار قريش من الرسول عليه الصلاة والسلام ومن ضمنها رؤية الله عز وجل والملائكة ، ولكنهم في نفس الوقت أخبروه أنهم حتى لو رأوا تلك المعجزات لن يؤمنوا به إلا إذا أنزل عليهم كتاب يقرأوه !!! ، ولم يكن الحديث عن كل المعجزات بشكل عام ، فهناك معجزات أعطاها لهم الله عز وجل بدون أن يطلبوها ، وهناك المعجزات التي طلبوها ، فما فائدة المعجزات التي طلبوها ان كانوا أنكروا المعجزات السابقة ، ثم وهم يطلبون الآيات الأخرى سبقوا وقالوا أنهم لن يؤمنوا ؟؟!!! ، كما أنهم طلبوا رؤية الله عز وجل و فعلها قبلهم بنى إسرائيل ولكن الله سبحانه لم يحقق لهم طلبهم هذا ، فليس بالضرورة كل ما يطلبه الكافرين يجب أن يتحقق لهم لأنه سبحانه يعلم أنه مهما حقق لهم من معجزات بعد المعجزات التي شاهدوها بالفعل فإنهم سوف يرفضون ويفسرونها بالسحر كما فسروا سابقتها ، فالمقصود هي عدم تحقيق الآيات التي حددها المشركين لأنهم لن يؤمنوا وبذلك يكون العذاب ، فعندما طلب الحواريين إنزال مائدة من السماء بالرغم من رؤيتهم المعجزات الأخرى للمسيح عليه الصلاة والسلام حذرهم الله عز وجل أنها إن تحققت ولم يؤمنوا فسوف يكون العذاب الأليم ، ولم يصدر هذا التحذير للآيات الأخرى لأنهم لم يطلبوها ، والفرق هنا أن الحواريين آمنوا ولكن المشركين سبقوا وقالوا أنهم لن يؤمنوا ، وهذا لا يعني أنه لم تكن للرسول عليه الصلاة والسلام معجزات اطلاقا بدليل أنه كان لسيدنا موسى عليه الصلاة و السلام معجزات ولكن لم يحقق الله عز وجل طلبات أخرى لبنى إسرائيل
وفى الحقيقة ان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كانت له العديد من المعجزات مثله مثل باقي الأنبياء بدليل ادعاء كفار قريش عليه بأنه ساحر ، وهذا يعني أنه كان يأتيهم بأشياء خارقة للعادة ولكنهم كانوا يرفضوا تصديقها فينعتونه بالسحر ، وهذا مثبت في القرآن الكريم ، ولكن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مميز عن باقي الأنبياء بأن له معجزة لازالت باقية إلى الآن تشهد على صحة نبوته إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم ، فجميع معجزات الأنبياء الأخرى كانت وقتية انتهت بموتهم وموت من شاهدوا تلك المعجزات ، لأنها كانت موجهة لمعاصرى الأنبياء فقط بينما المعجزة الدائمة وهي القرآن الكريم فهي الموجهة لجميع البشر منذ زمان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وحتى قيام الساعة لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين
ولذلك نحن المسلمين نؤمن بمعجزات المسيح التي لم نراها وذلك لإيماننا بالقرآن الكريم المعجزة الباقية ليوم القيامة فهي أفضل مليار مرة من معجزات وقتية انتهت
ان شاء الله سوف أوضح كل ذلك بالتفصيل في هذا الموضوع :-
1- كان المشركين والمنافقين يثنون صدورهم ليتخفوا من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فلا يعلم ماذا يخفون في صدورهم ، وهذا يعني أنه كان يخبرهم بما يفكرون فيه وينون القيام به
قال الله تعالى :- (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلا إِنَّهُمْ ((يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ)) يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)) (سورة هود)
المشركين والمنافقين كانوا يتوهمون على الرسول عليه الصلاة والسلام الكهانة ، فكانوا يظنون أنه يساعده قوى الشر لذلك كانوا يتخفون منه ومن الذي أرسله عن طريق ثنى الصدر
قال الله تعالى :- (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27)) (سورة التكوير)
ونقرأ من تفسير القرطبي :-
(وما هو يعني القرآن بقول شيطان رجيم أي مرجوم ملعون ، كما قالت قريش . قال عطاء : يريد بالشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة جبريل يريد أن يفتنه )
انتهى
والسؤال الآن لماذا ظن كفار قريش أن هناك شيطان يعلم النبي عليه الصلاة والسلام ، إن كان لم يعرف الغيب ولم يكن له معجزات أمامهم كما يزعم أعداء الإسلام حاليا ؟؟!!!!
بالتأكيد كان يعرفهم بالغيب وكان يفعل أمامهم المعجزات ولكنهم كانوا يريدون تكذيبه لذلك لم يكن أمامهم إلا أن يزعموا بأن شيطان يعلمه ، ولذلك كانوا يستخفون منه ويثنون رؤوسهم لاخفاء الصدور
وما يؤيد ذلك أيضا هو :-
قال الله تعالى :- (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64)) (سورة التوبة)
طالما كانوا يخافون أن تنزل سورة تخبر بما في صدورهم فهذا يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ينبئهم بما يخفونه وبالغيب
هذا بالإضافة إلى المعجزات الأخرى انشقاق القمر و النبوءة عن انتصار الروم وغيرها
ولذلك كان كفار قريش ينعتونه بأنه ساحر في محاولة منهم لتكذيب المعجزات التي كانوا يشاهدونها بأعينهم
2- بالنسبة لعدم تحقق المعجزات التي طلبها كفار قريش (ومن ضمنها رؤية الله عز وجل) فهذا لأنهم قالوا أنهم لن يؤمنوا إلا إذا نزل كتاب ، يعني هم مصرين على الكفر ، تماما كما لم يتحقق لبنى إسرائيل طلبهم بأن يروا الله عز وجل
قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (89) وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93))
(سورة الإسراء)
بعد أن عجز كفار قريش عن مواجهة القرآن الكريم وما به من معجزات ، رفضوا الايمان و بدأوا في التحجج وطلبوا أشياء أخرى من ضمنها رؤية الله عز وجل ، وحتى بعد أن طلبوا منه أن يشاهدوا صعوده في السماء عادوا وقالوا أنه حتى لو حدث لن يؤمنوا له حتى ينزل كتاب موجه باسم كل واحد فيهم يقرأه ، فلم يكن الغرض من طلباتهم هو التماس سبيل الايمان بل أنهم مصرين على الكفر والعناد ، فحتى ان تحققت تلك المعجزات لن يؤمنوا ، هذه هي الحقيقة ، لذلك لم تتحقق لهم ما أرادوه ، تماما مثلما حدث مع بني إسرائيل فبعد أن أنقذهم الله عز وجل من قوم فرعون وبعد أن شاهدوا آياته سبحانه إلا أنهم ذهبوا وعبدوا العجل وطلبوا من سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام رؤية الله عز وجل ، ولكن الله عز وجل لم يحقق طلبهم ، فليس بالضرورة كل ما يطلبه الفاسقين يتحقق لأنهم ببساطة شديدة قوم فاسقين ، فكيف بعد أن رأوا المعجزات السابقة يطلبون أخرى ، فبالنسبة لما يطلبونه فسوف يفسرونه بأنه سحر لأن السبب في طلبهم هو المعاندة وليس تبين سبيل الايمان
قال الله تعالى :- (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6)) (سورة البقرة)
يعني كل آية كانوا يرونها كانوا يقولون أنها سحر ولا يقرون بالحقيقة ، فما فائدة المزيد من المعجزات لهم ؟؟!!!
كفار قريش شاهدوا بالفعل انشقاق القمر ، ولكنهم اتهموا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأنه سحرهم
فما رأيكم هل هو سحرهم ؟؟!!!!!!
وكيف سوف يسحرهم ويجعلوهم يشاهدوا شئ لم يحدث ، والغريب أن هذا الشئ كان فى السماء ؟؟!!!!
بالتأكيد كان حق وحدث الانشقاق ثم عاد مرة أخرى الى طبيعته لأن موعد انهيار و تدمير النظام الذى نعيش فيه لم يحين بعد
وهذا دليل أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان يفعل أمامهم المعجزات ولكنهم كانوا ينعتونه بالسحر
قال الله تعالى :- (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)) (سورة الحجر)
قال الله تعالى :- (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9)) (سورة الأنعام)
قال الله تعالى :- (وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)) (سورة الطور)
3- لم يكن المقصود عدم تحقيق أي معجزات بل كان المقصود ، أنه إذا حقق الله عز وجل المعجزات التي يحددها البشر بأنفسهم ، فإن لم يؤمنوا فيكون العذاب الأليم
قال الله تعالى :- (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا (59)) (سورة الاسراء)
المقصود هنا بالآيات التي حددها المشركين في طلباتهم والتي وردت في نفس سورة الإسراء الآيات (89 الى 93) وليس أي آية ، لأنه إذا طلب الناس آية بعينها فإذا تحققت ولم يؤمنوا بها فيكون العذاب ، وهذا هو التحذير الذي حذره الله عز وجل للحواريين عندما طلبوا مائدة تنزل من السماء ، فحذرهم الله عز وجل أنها إن تحققت ولم يؤمنوا فسوف يكون العذاب الشديد ، ولم يصدر هذا التحذير بالنسبة للمعجزات الأخرى التي فعلها المسيح عليه الصلاة والسلام لأنهم لم يطلبوها
قال الله تعالى :- (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)) (سورة المائدة)
لقد حققها الله عز وجل للحواريين ، ولكن لم يحققها لمشركى قريش لأنهم أصلا قالوا أنهم لن يؤمنوا حتى وان شاهدوا ، قارنوا بين الأسلوب الذي اتبعه الحواريين في طلبهم وبين الأسلوب الذي اتبعه المشركين ، فلم يقل الحواريين لن نؤمن إلا إذا … ، بل قالوا نريد أن تطمئن قلوبنا ، كان الغرض من الطلب مختلف
4 - الطلبات التي طلبها كفار قريش من الرسول عليه الصلاة والسلام ، لم تتحقق أيضا لبنى إسرائيل في زمان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولم يعني هذا أنه لم يحقق لهم أي معجزات أخرى
سوف نعقد مقارنة بين طلبات كفار قريش الوارد في آيات سورة الإسراء وبين ما حدث لبني إسرائيل في زمان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلم فأيضا لم تتحقق لهم تلك الطلبات ، لأنها ببساطة شديدة لو تحققت بالكيفية التي أرادوها فهذا يعني نهاية البشر
أ- طلب كفار قريش من الرسول عليه الصلاة والسلام رؤية الله ، فهل استجاب الله عز وجل لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولبنى إسرائيل عندما طلبوا ذات الطلب ؟؟!!!
الإجابة :-
لا ، بل جاء نص صريح أن من يراه يموت ، فرفض طلب قريش هو نفسه رفض طلب بني إسرائيل وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وهذا لا يعني أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يحقق لهم معجزات أخرى
نقرأ من سفر الخروج :-
33 :20 و قال لا تقدر ان ترى وجهي لان الانسان لا يراني و يعيش
و نقرأ من سفر الخروج :-
19 :24 فقال له الرب اذهب انحدر ثم اصعد أنت و هرون معك و اما الكهنة و الشعب فلا يقتحموا ليصعدوا إلى الرب لئلا يبطش بهم
قال الله تعالى :- (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)) (سورة البقرة)
ب- طلب كفار قريش أن يروا كتاب ينزل من السماء حتى يؤمنوا لرقيه في السماء ، فهل شاهد بني إسرائيل الألواح التي بها التوراة تنزل من السماء ؟؟!!!
الإجابة :-
لا ، لم يشاهد بني إسرائيل التوراة وهى نازلة من السماء ، لأن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كان على الجبل بمفرده عندما نزلت عليه الألواح ، بينما هم كانوا يعبدون العجل
نقرأ من سفر الخروج :-
24 :12 و قال الرب لموسى اصعد إلي إلى الجبل و كن هناك فاعطيك لوحي الحجارة و الشريعة و الوصية التي كتبتها لتعليمهم
24 :13 فقام موسى و يشوع خادمه و صعد موسى إلى جبل الله
24 :14 و اما الشيوخ فقال لهم اجلسوا لنا ههنا حتى نرجع اليكم و هوذا هرون و حور معكم فمن كان صاحب دعوة فليتقدم اليهما
ثم نقرأ من سفر الخروج :-
31 :18 ثم اعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين باصبع الله
ثم نقرأ من سفر الخروج :-
32 :19 و كان عندما اقترب إلى المحلة انه ابصر العجل و الرقص فحمي غضب موسى و طرح اللوحين من يديه و كسرهما في اسفل الجبل
ثم نقرأ من سفر الخروج :-
34 :1 ثم قال الرب لموسى انحت لك لوحين من حجر مثل الاولين فاكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الاولين الذين كسرتهما
34 :2 و كن مستعدا للصباح و اصعد في الصباح إلى جبل سيناء و قف عندي هناك على راس الجبل
34 :3 و لا يصعد احد معك و أيضا لا ير احد في كل الجبل الغنم أيضا و البقر لا ترع إلى جهة ذلك الجبل
34 :4 فنحت لوحين من حجر كالاولين و بكر موسى في الصباح و صعد إلى جبل سيناء كما امره الرب و اخذ في يده لوحي الحجر
ج- طلب كفار قريش من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يفجر الأرض ينبوعا وأنهار ، ولم يكونوا بحاجة إليه ، وأيضا لم يحصل بني إسرائيل على أنهار ولا جنان في الصحراء ، بل 12 عين ماء بديلا للآبار ، بعد أن كادوا أن يموتوا عطشا ولم يستجاب عندما طلبوا انبات الثوم والبصل
قال الله تعالى :- (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91)) (سورة الاسراء)
عندما طلب كفار قريش أن يفجر الأرض ينبوعا وأنهارا ، لم يكونوا بحاجة اليه لأن لديهم آبار المياه بالفعل وهم متعايشين ولن يموتوا عطشا ، أما بنى إسرائيل فلم يحصلوا في الصحراء على أنهار ولا على جنان بالرغم من أنهم عاشوا فيها 40 عام تيه ، وانما فقط 12 عين ماء وذلك عندما عطشوا في الصحراء وذلك بديلا عن آبار المياه ، يعني أيضا لم تنفجر الأرض أنهار ، فلماذا لم يفجر لهم الله عز وجل الأرض أنهار ؟!!!
بل انهم عندما طلبوا انبات الثوم والبصل أيضا لم يستجاب لطلبهم لأنهم لم يكونوا بحاجة اليه
نقرأ من سفر الخروج :-
17 :3 و عطش هناك الشعب إلى الماء و تذمر الشعب على موسى و قالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا و اولادنا و مواشينا بالعطش
17 :4 فصرخ موسى إلى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب بعد قليل يرجمونني
17 :5 فقال الرب لموسى مر قدام الشعب و خذ معك من شيوخ إسرائيل و عصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك و اذهب
17 :6 ها أنا اقف امامك هناك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل
نقرأ من سفر العدد :-
11 :5 قد تذكرنا السمك الذي كنا ناكله في مصر مجانا و القثاء و البطيخ و الكراث و البصل و الثوم
11 :6 و الآن قد يبست انفسنا ليس شيء غير ان اعيننا إلى هذا المن
11 :7 و اما المن فكان كبزر الكزبرة و منظره كمنظر المقل
11 :8 كان الشعب يطوفون ليلتقطوه ثم يطحنونه بالرحى أو يدقونه في الهاون و يطبخونه في القدور و يعملونه ملات و كان طعمه كطعم قطائف بزيت
قال الله تعالى :- (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61))
(سورة البقرة)
5 - الأصل في دعوة أي نبى هو مخاطبة العقل لذلك كانت أعظم معجزة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهي الأعظم من جميع معجزات الأنبياء الأخريين الوقتية هي القرآن الكريم الشاهد على صحة نبوته بدليل (السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
المسيح عليه الصلاة والسلام أعطاه الله عز وجل معجزات كثيرة لأن اليهود فى عصره كان أغلبهم ماديين يؤمنون بالفلسفة الأبيقورية التي ترفض الغيبيات ، ودخلوا في سجال مع قلة منهم كانت لا تزال تؤمن ببعض الغيبيات ، ومع ذلك اتهموه بالسحر وكأن للساحر قدرة على إحياء الموتى (وهذا ما حاولوا اظهاره فى سفر الخروج عندما جعلوا للسحرة قدرة على تحويل عصيهم الى ثعابين حقيقية مثل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام) ، وربما كان هذا التحريف فى سفر الخروج أحد أسبابه مواجهة معجزات المسيح عليه الصلاة والسلام (الله أعلم)
ولكن في كل الأحوال فعن طريق تلك المعجزات أمن به طائفة من قومه كانت تعلم أنه لا وجود لقوى خارقة لساحر ، بل القوى الخارقة هي المعجزات التي يؤيد بها الله عز وجل أنبيائه
أما قوم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا كانوا فلاسفة ولا أصحاب فكر وكتاب ، فعندما كان يفعل أمامهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام معجزة كانوا يسارعوا بالقول أنه ساحر ، فحقق أمامهم المعجزات ولكنهم كانوا يرفضوا ويزعموا أنها سحر ، لأنهم في الأصل لا يعرفون ما الفرق بين ساحر كاذب مخادع وبين معجزة خارقة للعادة
قال الله تعالى :- (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6)) (سورة البقرة)
ومع ذلك فإن دعوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نجحت وانتشرت ولا تزال وسوف تظل الى يوم القيامة
ولكن لماذا هي باقية ؟؟؟
لأن الأصل فى دعوة أى نبى هى مخاطبة العقل ، وهذا ما كان يفعله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بجانب المعجزات الأخرى ، فالمعجزات فكانت تأتى للتأييد وليست الأصل والأساس ، فالمعجزة وقتية ، أما الفكرة الصحيحة والحقيقية هى التى تبقى دائما حتى وان واجهت عقبات فى البداية ، إلا أنها هى من تنتصر فى النهاية ، بالإضافة إلى أن الفكرة هي التي تخاطب البشر في كل مكان وزمان ، أما المعجزة فهي وقتية ولفئة محددة للبشر ، ولذلك كانت معجزة الفكر أكبر وأقوى سلطة وتأثير
قال الله تعالى :- (يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) (سورة يس)
نعم القرآن الحكيم هو معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام الأبدية
ابحث عن الحكمة تعرف من هو النبي الحقيقي
من الذي أخبر قبل 1400 عام أن السماء بناء يتوسع ويتمدد وهذا ما اكتشفه العلماء بعد اكتشافات تليسكوب هالى
قال الله تعالى :- (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) (سورة الذاريات)
للمزيد عن هذا الموضوع راجع :-
الرد على شبهة وصف القرآن السماء بأنه بناء
6 - ارجعوا لسفر الخروج لتعرفوا الفرق بين كتاب محرف ، وبين القرآن الكريم الكتاب منزل من عند الله عز وجل وهو أعظم آية للبشر
سؤال لأصحاب الشبهة :-
كيف آمنتم بأن المسيح عليه الصلاة والسلام أحيا الموتى وشفى المرضى وكان فى نفس الوقت نبى صادق ولم يكن ساحر كما اتهمه اليهود و أن الشياطين كانت تساعده لعمل تلك الأفعال ؟؟
إن كان كتابكم فى سفر الخروج جعل للسحرة الكاذبين القدرة على تحويل عصا إلى ثعبان حقيقى
فلماذا لا يكون المسيح كذلك أيضا ، ما دليلكم ؟؟؟!!!!!!
طبقا لكتابكم فإن ما قام به ليس عمل معجز ، فحتى الكاذبين يستطيعون القيام به
فنقرأ من سفر الخروج :-
7 :11 فدعا فرعون أيضا الحكماء و السحرة ففعل عرافو مصر أيضا بسحرهم كذلك
7 :12 طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين و لكن عصا هرون ابتلعت عصيهم
تخيلوا يا سادة أن الكتاب يقول بأن حكماء فرعون وعرافيه وسحرته استطاعوا تحويل العصا إلى ثعبان ، ولكن عصا هارون ابتلعتها ، ما معنى هذا ؟؟
معنى ذلك أن للسحرة قدرة على تحويل الجماد الميت إلى كائن حي وبالتالي فلا فرق بينهم وبين سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام إلا أنه أكثر تمرسا منهم فقط ، وبذلك أيضا فلا دليل على صحة رسالة المسيح بن مريم ، فكل ما فعله يستطيع أن يفعله ساحر وعراف
ونلاحظ أنه يقول على السحرة أنهم حكماء وعرافين (خروج 7: 11 ،، 7: 22) وهذا تأكيد على فكرة أن الكاتب يراهم لهم قدرت فعلية وليس أفاكين فهم عرافين وحكماء
ولكن المسلمين يؤمنون بصدق المسيح عليه الصلاة والسلام وصدق معجزاته لأن الله عز وجل أخبرنا بذلك فى القرآن الكريم هذا الكتاب العظيم والذى أخبرنا فيه أيضا أن السحرة كاذبين ، لم يحولوا العصا الى ثعابين ، وإنما خدعوا أعين الناس فقط ولذلك عندما شاهدوا المعجزة الحقيقية سجدوا لله عز وجل
قال الله تعالى :- (قَالَ أَلْقُواْ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)) (سورة الأعراف)
قال الله تعالى :- (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)) (سورة طه)
كيد ساحر أي حيلة وخدعة ساحر فلم تكن أبدا حقيقية
والشئ الأكثر مدعاة للتعجب هو هذا النص من سفر الخروج
فنقرأ من سفر الخروج :-
7 :19 ثم قال الرب لموسى قل لهرون خذ عصاك و مد يدك على مياه المصريين على انهارهم و على سواقيهم و على اجامهم و على كل مجتمعات مياههم لتصير دما فيكون دم في كل ارض مصر في الاخشاب و في الاحجار
7 :20 ففعل هكذا موسى و هرون كما امر الرب رفع العصا و ضرب الماء الذي في النهر أمام عيني فرعون و أمام عيون عبيده فتحول كل الماء الذي في النهر دما
7 :21 و مات السمك الذي في النهر و انتن النهر فلم يقدر المصريون ان يشربوا ماء من النهر و كان الدم في كل ارض مصر
سيدنا موسى ضرب النهر وكل أماكن المياه في كل أرض مصر ، فتحول دم ومات السمك في كل أرض مصر (خروج 7: 21) ، وبالطبع هذا خراب وبلاء على المصريين ، فكان هذا هو المقصود
ولكن الشئ الغريب والعجيب هو النص التالي
نقرأ من سفر الخروج :-
7 :22 و فعل عرافو مصر كذلك بسحرهم فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب
ما هذا ، عرافوا مصر حولوا أيضا بعد ذلك المياه في أرض مصر إلى دم ، فلماذا سوف يفعلون هذا البلاء على المصريين أصلا ؟؟!!!!
إنهم يبحثون الآن على أي مكان به ماء ، ولكن العرافين يحولوه لدم ، هل هذا كلام يتقبله عاقل
والأكثر غرابة هو :- أين تجمعات المياه تلك التي سيحولها عرافو فرعون إلى دم بعد أن سبقهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وحول كل تجمعات المياه إلى دم ، ما هذا ؟؟!!!!
انه نص محرف يا سادة
ولكن في القرآن الكريم لن نرى ذلك لأنه قول الحق لأن ببساطة شديدة السحرة ليس لديهم أي قدرات حقيقية وكانوا أصلا أمنوا بعد واقعة تحول العصا إلى ثعبان ، فلم يحولوا المياه إلى دم ، فمن فعل ذلك هو سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بإذن من الله عز وجل وكان يرفع عنهم الله عز وجل البلاء بعد أن يطلبوا من سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ذلك على وعد أن يؤمنوا ولكنهم كانوا ينكثون
قال الله تعالى :- (وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ(132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (136)) (سورة الأعراف)
هل رأيتم من هو الذي معجزته أعظم وأبدية
أنه الذي أعطاه الله عز وجل القرآن الحكيم المحفوظ ليوم الدين
تعليقات
إرسال تعليق