الرد على شبهة زواج الرسول عليه الصلاة والسلام بصفية بنت حيى وسبايا غزوة خيبر
المقدمة :-
الشبهة قائمة على قصة ذكرت أن صفية بنت حيى بن أخطب ، كانت من سبايا (أسرى) المسلمين في غزوة خيبر وكان زوجها تم قتله ، ثم أخذها دحية الكلبى بعد أن طلب من الرسول عليه الصلاة والسلام جارية من السبي إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخذها منه ودفعها إلى أم سليم لانقضاء عدتها ثم تزوجها في الطريق من خيبر إلى المدينة
وتلك القصة تحكى بأكثر من طريق
فبعض تلك الروايات يقول ما أوضحته أعلاه أما الأخرى فتقول ببساطة شديدة أن صفية كانت من السبي (ولم يحدد في أي غزوة) ولم يذكر أنها كانت متزوجة وتم قتل زوجها ولا أنها كانت عروس ولا أن دحية أخذها أولا ، لا شئ اطلاقا من هذا ، وإنما كانت سبية فأعتقها الرسول عليه الصلاة والسلام وتزوجها ، يعني لم يطئها أبدا كسبية حرب ، وأعتقها كما أعتق الكثير قبلها وبعدها
وفى هذا الموضع إن شاء الله سوف أناقش فيه الرواية والتي بها إشكاليات كثيرة تشكك فى صحة قصة استرقاق سبايا غزوة خيبر وأن دحية أراد أخذ صفية أو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطاها له في البداية ثم أخذها منه لأنه ببساطة شديدة توجد روايات أخرى تنفى تماما فكرة أن سبايا غزوة خيبر كانوا من غنائم المسلمين وهي أيضا أحاديث صحيحة مما يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام أطلق كل أسرى غزوة خيبر وبالتالي فإن فكرة أن دحية الكلبى أخذها ثم أخذ بديلا لها وكذلك فكرة وطئ سبية في تلك الغزوة لا وجود لها وأيضا تفاصيل قصة الزواج ومقتل كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق تلك مستحيلة الوقوع
1 - حديث أبي هريرة في صحيح مسلم والبخارى يوضح أن مغانم المسلمين في غزوة خيبر كان متاع وطعام وثياب ، ولم يذكر إطلاقا وجود سبي من النساء أو عبيد رجال :-
من صحيح مسلم - باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون نقرأ :-
١٨٣ - (١١٥) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ. قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْغَيْثِ، مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَهَذَا حَدِيثُهُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ) عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خبير. فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا. فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا وَرِقًا. غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي. وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ، وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ. يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ. فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ. فَرُمِيَ بِسَهْمٍ. فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ. فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كَلَّا. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! إِنَّ الشَّمْلَةَ. لَتَلْتَهِبُ عليه نارا، أخذها من الغنائم يوم خبير. لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ" قَالَ فَفَزِعَ النَّاسُ. فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! أصبت يوم خبير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " شِرَاكٌ مِنَ نَارٍ أَوْ شِرَاكَانِ مِنَ نَارٍ".)
انتهى
أما في صحيح البخاري - باب غزوة خيبر :-
٤٢٣٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ : أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: «افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ، حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا. فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ.»
انتهى
والرواية من طريق آخر في صحيح البخاري :-
٦٧٠٧ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِلَّا الْأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ، لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا، يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، فَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ: شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ.»
انتهى
طبقا للرواية أعلاه فإن المسلمين لم يغنموا سبايا نساء خيبر ولم ترجع معهم سبيه
ونقرأ من تاريخ الطبري - الجزء الثالث - صفحة 19 - عن مقاسم خيبر وأموالها :-
(حَدَّثَنَا ابن حميد، قال: حَدَّثَنَا سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَانَتِ الْمَقَاسِمُ عَلَى أَمْوَالِ خَيْبَرَ عَلَى الشِّقِّ وَنَطَاةَ وَالْكَتِيبَةِ،…الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/9783/1293
لماذا لم يذكر مع هذه المقاسم النساء بل أنه المال فقط ؟؟؟!!!!
بالإضافة إلى أن خط السير الرسول عليه الصلاة والسلام بعد خروجه من خيبر كان إلى وادى القرى والتي وقع بها غزوة وادى القرى الشهيرة
2- الصور الأخرى لرواية زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من صفية تقول أنه بني بها في الطريق من خيبر (عند سد الصهباء) وأنه ذهب الى المدينة مباشرة في تلك الرحلة ، بينما أحاديث أخرى توضح لنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج من خيبر إلى وادي القرى :-
من الواضح أن أبو هريرة رضى الله عنه لم يسمع أبدا بقصة زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من صفية والتي تقول أنه بني بها بعد خروجه من خيبر في الطريق إلى المدينة وأنه ذهب بعدها إلى المدينة مباشرة ولم يرد أبدا أنه خرج من خيبر إلى غزوة وادى القرى
فمن صحيح البخاري :-
٤٢١١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ح) وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «قَدِمْنَا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ، ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ، فَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ. فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَتَهُ عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، وَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ».
انتهى
و من باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها :-
٥٠٨٥ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، أَمَرَ بِالْأَنْطَاعِ، فَأَلْقَى فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّى لَهَا خَلْفَهُ وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.»
انتهى
في تلك الرواية تقول أن الرسول بعد خروجه من خيبر ووصل إلى سد الصهباء (يقع في جنوب خيبر ، أي بين خيبر والمدينة) بني بصفية ثم خرج مباشرة إلى المدينة أي أن الرسول عليه الصلاة والسلام بعد خروجه من خيبر اتجه جنوبا ، وهذا يخالف تماما أحاديث أخرى لأبوهريرة عن مغانم غزوة خيبر وما وقع بعدها ويوضح أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتوجه من خيبر إلى المدينة بل إلى وادى القرى (التي تقع بين تيماء وخيبر) لمحاصرتها
والأصح هي قصة أبى هريرة لأنها هي التي تتوافق مع القرآن الكريم والأحداث الأخرى التي تخبرنا بوقوع غزوة وادى القرى بعد غزوة خيبر
نقرأ من تاريخ الطبري - الجزء الثالث - صفحة 152 :-
(قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَكَانَتْ غَزَوَاتُهُ بِنَفْسِهِ سِتًّا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً، وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: هُنَّ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ غَزْوَةً، فَمَنْ قَالَ: هِيَ سِتٌّ وَعِشْرُونَ، جَعَلَ غزوه النبي ص خَيْبَرَ وَغَزْوَتُهُ مِنْ خَيْبَرَ إِلَى وَادِي الْقُرَى غَزْوَةً وَاحِدَةً، لأَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ خَيْبَرَ حِينَ فَرَغَ مِنْ أَمْرِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ، وَلَكِنَّهُ مَضَى مِنْهَا إِلَى وَادِي الْقُرَى، فَجَعَلَ ذَلِكَ غَزْوَةً وَاحِدَةً ….الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/9783/1426
3 - من مسند الامام أحمد فإن تخيير صفية كان بين أن تلحق بأهلها أو تتزوج الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يوجد استرقاق :-
والحديث الصحيح هو من صحيح البخارى :-
٤٢٠١ - حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: «سَبَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ، فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا، فَأَعْتَقَهَا.»
انتهى
القصة بسيطة جدا فأي حرب بها أسرى وكان صفية من الأسرى فتم اطلاق سراحها وتزوجها ولم يأخذها ملك يمين لأنه لا استرقاق للأسرى بل اما منا أو فداء أو حبس حتى يتوبوا ، ولم يكن هناك قصة زوجها القتيل ولا أنها كانت عروس …الخ ، لا شئ من هذا
والدليل على ذلك هو الرواية التي وردت في مسند الإمام أحمد بن حنبل - باب مسند أنس بن مالك
١٢٤٠٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ ……….. فَجَاءَ غُلَامُهُ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الدَّارِ، قَالَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا الْفَضْلِ. قَالَ: فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ الْحَجَّاجُ، فَأَعْتَقَهُ. ثُمَّ جَاءَهُ الْحَجَّاجُ، فَأَخْبَرَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ، وَجَرَتْ سِهَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَاتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ، وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، أَوْ تَلْحَقَ بِأَهْلِهَا، فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، …..الخ )
انتهى
خيرها اما أن يتركها تذهب لأهلها أو يعتقها ويتزوجها ، ولم يخيرها بين الاسترقاق وبين العتق والزواج منه ، لماذا ؟؟!!
لأنه لم يكن هناك استرقاق للأسرى أصلا
لماذا لا يوجد فى هذا الحديث أنه خيرها بين الاسترقاق وبين العتق ؟؟!!!
التخيير بين تركها تذهب الى أهلها أو الزواج منه ، ففى كل الحالات هى حرة
4 - المعلوم أن فى تلك الغزوة عقد الرسول عليه الصلاة والسلام اتفاق مع يهود خيبر على البقاء فى الأرض وإصلاحها ولهم شطر ما يخرج منها ، مع حقن دماء كل من في الحصون من مقاتلين ونساء وأطفال ، فكيف يكون أخذ منهم سبيا وعبيد فى وجود هذا الاتفاق ؟؟!!!
تقول بعض الروايات أن الرسول عليه الصلاة والسلام فتح بعض حصون خيبر عنوة ، والبعض الآخر بالسلم ، ولكن في النهاية هو أراد اجلائهم ثم عقد معهم اتفاق ، وهذا ينفى تماما فكرة أنه استرق سبايا غزوة خيبر ، فطالما عقد معهم اتفاق فهذا يعني أنه أطلق سراح جميع الأسرى
فمن صحيح البخاري - باب معاملة أهل خيبر :-
٤٢٤٨ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ الْيَهُودَ: أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا.»
انتهى
وهذا الاتفاق هو ما يتفق مع ما ورد فى القرآن الكريم ولا يوجد به استعباد للأسرى
قال الله تعالى :- (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)) (سورة التوبة)
أين قال خذوا منهم سبايا وعبيد ؟؟!!!!
قال حتى يعطوا الجزية وليس أخذ منهم سبايا وعبيد ، وهذا يتفق مع رواية أبو هريرة المذكورة أعلاه
الغريب أنه في غزوة بنى النضير مع اليهود (تم نفيهم ولم يأخذ منهم أسرى ولا سبايا ولكن الغريب فى خيبر يعقد معهم اتفاق ويأخذ منهم سبايا ، فكيف هذا ؟؟!!!
لا حول ولا قوة الا بالله ، من المستحيل أن يكون استرق أسرى خيبر
كما أنه إذا كان استعباد الأسرى من النساء حلال ، فلماذا أعتق الرسول عليه الصلاة والسلام صفية بنت حيى وتزوجها ، يعني لم يطئها كسبية ؟؟!!!!
ومن سنن أبى داود :-
٣٠١٨ - حدَّثنا ابنُ السَّرحِ، حدَّثنا ابنُ وهْبٍ، أخبرني يُونس بنُ يزيدَ عن ابنِ شهابٍ، قال: بلغني أن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - افتتح خيبرَ عَنْوَةً بعد القتالِ، ونزل مَنْ نزلَ من أهلها على الجَلاء بعد القتالِ .
انتهى
من قاتلهم كان سيجليهم ولم يستعبدهم ثم عقد معهم اتفاق ، فكيف يكون أخذ منهم سبايا كعبيد أصلا ؟؟!!!!!
طبقا لهذا الحديث فإن معنى رغبته في اجلائهم كان يعني إطلاق سراح الأسرى ولكن إبعادهم إلى مكان آخر
5- حديث أبي هريرة في صحيح مسلم - باب من فضائل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ، يوضح في تخيير أهل خيبرقبل الحرب كان هذا التخيير حول دمائهم (أي لا يقاتلهم) و أموالهم ، ولم يذكر نسائهم :-
٣٣ - (٢٤٠٥) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ) عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، يَوْمَ خَيْبَرَ "لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ". قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ. قَالَ فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا. قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا. وَقَالَ "امْشِ. وَلَا تَلْتَفِتْ. حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ". قَالَ فَسَارَ عَلِيٌّ شَيْئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ. فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ "قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ. إِلَّا بِحَقِّهَا. وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ".
انتهى
لم يقل منعوا منك نسائهم ، بل قال :- منعوا منك دمائهم وأموالهم ، يعني فكرة استرقاق الأحرار من النساء والأطفال غير موجودة
ولو كانت موجودة كان قال (دمائهم وأموالهم ونسائهم وأبنائهم)
وعلى العموم :-
وحتى بفرض صحة أحداث القصة بالشكل الذي ورد في الكتب إلا أنه كان يمكن فهم القصة بشكل آخر مختلف تماما ، فمن الطبيعي أن الأقوام التي كان يحاربها المسلمين كان لهم عبيد (رجال ونساء) ، وبالطبع فهؤلاء العبيد سوف يقعوا في الأسر أيضا مع أسيادهم ، وعندما طلب دحية الكلبى جارية من السبي فكان يطلب عبدة من العبيد اللاتى كانت لدى يهود خيبر ، فالقصص تقول أنه طلب ((جارية)) ولم يطلب حرة أي طلب عبدة أصلا ، فأخذ صفية بنت حيى ، فأخبر الناس الرسول عليه الصلاة والسلام أنها ليست عبدة بل هي حرة ومن سادة قريظة وبنى النضير لذلك أخذها الرسول عليه الصلاة والسلام من دحية وأعتقها ، لأن الأحرار لا يتم استعبادهم
هذا بفرض صحة تلك القصص ووقوعها ، إلا أننا سنجد أن رواة تلك القصص اعترض عليهم بعض العلماء ، مما يضعف القصة من أساسها كما سنرى إن شاء الله
6 - غزوة خيبر كانت فى السنة السابعة للهجرة ، فان افترضنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام سمح للمسلمين بوطئ السبايا ، فكيف نجد بعد ذلك فى قصة سرية أوطاس (والتى كانت فى السنة 8 هجريا) أن المسلمين لا يعرفون كيف يتعاملون مع السبايا المتزوجات ؟!!!
ألم تقابلهم تلك المشكلة قبل ذلك ؟؟؟!!!!!
انها اشاعات وليست الحقيقة
7- قصة مقتل كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق متناقضة مع قصص أخرى في السيرة :-
قصة استرقاق سبايا غزوة خيبر تتعارض بشكل واضح مع أحاديث صحيحة لأبى هريرة أوضح بجلاء أن المسلمين لم يغنموا من خيبر نساء بل من الواضح أنه عند عودتهم من خيبر في الطريق لم يكن معهم نساء أصلا ، وهذا ينفى تماما قصة مقتل كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق ، لأن قصة مقتله كانت مرتبطة بسبى أهله ، بينما الأحاديث تخبرنا بأنه لم يكن هناك سبى في رحلة عودة المسلمين ، فإذا كان السبي لم يحدث فإن قصة مقتل كنانة أيضا لم تحدث ، بالإضافة إلى أن قصة صفية كانت متزوجة من كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق الذي تم قتله في غزوة خيبر بسبب كنز بني النضير ، هي قصة تتعارض مع الواقع الذي حدث
فهناك إشكاليات في تلك القصة تشكك في مدى صحتها وهي :-
أ- رواية أخرى تقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام صالح بني بن أبى الحقيق على شطر من خراج الأرض وهذا ينفى كذبة مقتل كنانة بسبب الكنز :-
في حين نقرأ رواية تزعم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قتل عدد من اليهود منهم كنانة (ورواية أخرى أنه قتل كنانة وأخوه ) وسبى النساء وأخذ أموالهم بسبب إخفاء الكنز ، نجد رواية أخرى تقول أنه صالح بني أبى الحقيق يعني لم يقتلهم ولم يسبى منهم أحد بل عقد معهم مصالحة وهي أن يظلوا في الأرض ، وظلت تلك المصالحة حتى بعد وفاته ، وهذا يعني أن رواية قتل كنانة وأخوه وأن كنانة هذا كان متزوج من صفية هي روايات غير صحيحة وكانت مجرد اشاعات لتعظيم وضع صفية التي تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا واضح جدا من أسلوب تلك الروايات ((سيدة قريظة والنضير ، وتارة ابنة ملكهم)) بل كانت الحقيقة بسيطة جدا أنها كانت واحدة من الأسرى من عليها الرسول عليه الصلاة والسلام فأطلقها كما أطلق الباقين ثم تزوجها
فنقرأ من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد - الجزء الثاني - صفحة 84 :-
(أخبرنا عفان بن مسلم. أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر قال: وأظنه عن نافع عن ابن عمر. قال: أتى رسول الله عليه السلام. أهل خيبر عند الفجر فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم وغلبهم على الأرض والنخل. فصالحهم على أن يحقن دماءهم ولهم ما حملت ركابهم وللنبي -صلى الله عليه وسلم- الصفراء والبيضاء والحلقة. وهو السلاح. ويخرجهم. وشرطوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا يكتموه شيئا. فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد. فلما وجد المال الذي غيبوه في مسك الجمل سبى نساءهم وغلب على الأرض والنخل ودفعها إليهم على الشطر. فكان ابن رواحة يخرصها عليهم ويضمنهم الشطر.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/1686/473#p1
طبقا للرواية أعلاه فإن الرسول عليه الصلاة والسلام في البداية صالح اليهود على حقن دمائهم واخراجهم من الأرض ، وأنه لم يقتل كنانة اطلاقا بل أنه طبقا لهذا الشكل من الرواية فإن اليهود بعد أن أخفوا عنه مسك الجمل غلب الرسول عليه الصلاة والسلام على الأرض ثم أعطاهم نصفها بدلا من إخراجهم من الأرض ، (وهذه هي النقطة التي تتشابه فيها أغلب صور تلك الرواية وهي ابقائهم في الأرض بعد كذبهم عليه بشأن الكنز) وهذا غريب جدا
فإن كانت نية الرسول عليه الصلاة والسلام هي إخراجهم من الأرض مع حفظ دمائهم ثم بعد ذلك اكتشف استمرار كذبهم وخداعهم ، فالمفروض أنه كان يصر على اخراجهم ولا يلتفت لمسألة أن يزرعوا الأرض لأنهم حتى بزراعتهم لها فقد يخونوا ويغدروا مرة أخرى طالما فعلوها وهم في أشد حالات الضعف بعد هزيمتهم ولكن الغريب أنه بدلا من ذلك يصالحهم على الشطر يعني يظلوا في الأرض
مما يعني أنه لابد وأنهم أبدوا شئ جيد جعله يغير رأيه بشأن اخراجهم من الأرض ، ولا يمكن أن يكون هذا الشئ هو مجرد عرضهم بزراعة الأرض ، وأيضا كما سبق وأن أوضحت فإن الخائن في وقت ضعفه وهزيمته سيخون في أي وقت آخر ولا مجال للثقة فيه مرة أخرى فتبرير أنه لم يكن لدى الرسول عليه الصلاة والسلام عدد من العمال يكفي الأرض لذلك استعمل اليهود على الأرض هو يبرر استخدام يهود يتمتعون بقدر من الأمانة ، ولا يمكن أن يكون تبرير لاستخدام يهود كذبوا في وقت هزيمتهم ، ولكن الغريب في القصة أنهم لم يبدوا إلا الكذب والخيانة ، وهذا لا يتفق مع مسار الأحداث إطلاقا ، فمعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام غير رأيه إلى بقائهم ينفى تماما صحة قصة الكنز ومقتل كنانة ، خاصة وأن هذا الابقاء في الأرض طال بني أبى الحقيق أيضا ، فلا يمكن لبنى أبى الحقيق أن يخونوا ويكذبوا في وقت هزيمتهم وضعفهم ومع ذلك يبقيهم الرسول عليه الصلاة والسلام في الأرض ، ولكن الحقيقة أنه أبقاهم ، مما يعني أن قصة الكنز لم تحدث
وفي رواية أخرى توضح ذلك بجلاء
فنقرأ من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد - الجزء الخامس - صفحة 303 :-
(قال أبو بكر: فسألت عمرة بنت عبد الرحمن فقالت: إن رسول الله لما صالح بني أبي الحقيق جزأ النطاة والشق خمسة أجزاء فكانت الكتيبة جزءا منها …..الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/1686/1731
هذا يعني أن إعطاء اليهود شطر ما يخرج من الأرض كان بعد المصالحة مع بني أبى الحقيق على الشروط الجديدة ، وهذا يؤكد أنه لم يقتل منهم أحد ، فكيف يكون قتلهم (كنانة وأخوه) ثم عقد معهم مصالحة ، فهل عقد مصالحة مع أموات أن يزرعوا الأرض ؟!!!
وطالما أنه عقد معهم مصالحة فهذا يعني أنه أعطاهم أسراهم وسبيهم
هذا التضارب سببه تلفيق قصة مقتل كنانة لجعله أنه كان زوج لصفية بنت حيى لتعظيم وضعها بين اليهود وبالتالي يظهر أن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج امرأة عظيمة في قومها وليست امرأة بسيطة ، تماما مثل قصص زواج الحسين من ابنة كسرى
فمن أخرج اليهود من خيبر هو سيدنا عمر بن الخطاب وليس سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
فنقرأ من صحيح البخارى :-
٢٧٣٠ - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ الْكِنَانِيُّ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لَمَّا فَدَعَ أَهْلُ خَيْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَامَ عُمَرُ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَقَالَ: نُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللهُ، وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى مَالِهِ هُنَاكَ، فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَفُدِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ، وَلَيْسَ لَنَا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرَهُمْ، هُمْ عَدُوُّنَا وَتُهْمَتُنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلَاءَهُمْ. فَلَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ أَتَاهُ أَحَدُ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتُخْرِجُنَا وَقَدْ أَقَرَّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَامَلَنَا عَلَى الْأَمْوَالِ، وَشَرَطَ ذَلِكَ لَنَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَظَنَنْتَ أَنِّي نَسِيتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: كَانَتْ هَذِهِ هُزَيْلَةً مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ، قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ، فَأَجْلَاهُمْ عُمَرُ، وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الثَّمَرِ، مَالًا وَإِبِلًا وَعُرُوضًا مِنْ أَقْتَابٍ وَحِبَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ»
انتهى
كيف يكون املهم على الأموال إن كانوا خانوه فيها ؟؟!!!!
مستحيل أنهم خانوه فيها ، فالقصة مزيفة
ب- كيف يكون هناك كنز لبنى النضير عند أهل خيبر ، إذا كانت غزوة بني النضير في سنة 4 هـ سبقت غزوة خيبر سنة 7 هــ :-
فإن كان بني النضير أخفوا كنز لهم فى خيبر ، فهذا يعني أنهم خرجوا بالكنز من المدينة أمام أعين المسلمين وقت اجلائهم ، وهذا يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام وافق أن يأخذوا كنزهم معهم ، فلماذا يطالب به بعد ذلك بينما كان الكنز في يده عند إجلاء بني النضير ؟؟!!!!!
فنقرأ من تاريخ الطبري - الجزء الثاني - صفحة 588 عن إجلاء بني النضير :-
(حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قاتلهم النبي ص حَتَّى صَالَحَهُمْ عَلَى الْجَلاءِ، فَأَجْلاهُمْ إِلَى الشَّامِ، عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا أَقَلَّتِ الإِبِلُ مِنْ شَيْءٍ إِلا الْحَلْقَةَ- وَالْحَلْقَةُ: السِّلاحُ.
ثم نقرأ :-
وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فسألوا رسول الله ص أَنْ يُجْلِيَهُمْ، وَيَكُفَّ عَنْ دِمَائِهِمْ، عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا حَمَلَتِ الإِبِلُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، إِلا الْحَلْقَةَ فَفَعَلَ فَاحْتَمَلُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ الإِبِلُ، فَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَهْدِمُ بَيْتَهُ عَنْ نِجَافِ بَابِهِ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَيَنْطَلِقُ بِهِ فَخَرَجُوا إِلَى خَيْبَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ سَارَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ أَشْرَافُهُمْ مِمَّنْ سَارَ مِنْهُمْ إِلَى خَيْبَرَ سَلامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَكِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحَقِيقِ، وَحُيَيّ بْن أَخْطَبَ، فَلَمَّا نَزَلُوهَا دَانَ لَهُمْ أَهْلُهَا.)
انتهى
يعني سمح لهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يأخذوا أشيائهم على الإبل ، فإن كان لهم كنز أخذوه معهم إلى خيبر فقد سمح بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام فلماذا يطالب به بعد ذلك وهو كان في يده أن يأخذه منهم عندما أجلاهم عن المدينة ؟؟!!!!
وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام به رغبة في نسائهم ، فلماذا لم يسبى النساء في توقيت غزوة بني النضير ، لماذا ينتظر ثلاثة سنوات ؟؟؟!!!!!
ج- هل كان الكنز مع سلام بن مشكم أم مع كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق :-
تضارب الروايات بشأن صاحب الكنز المزعوم يدل على فساد قصة مقتل كنانة ، ففى حين تزعم القصة أن كنز بني النضير كان لديه لتبرير قصة مقتله المزعوم
فنقرأ من تاريخ الطبري - الجزء الثالث - صفحة 14 - غزوة خيبر :-
(قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأُتِيَ رَسُولُ الله ص بِكِنَانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ- وَكَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النَّضِيرِ- فَسَأَلَهُ فَجَحَدَ أَنْ يكون يعلم مكانه، فاتى رسول الله ص برجل من يهود، فقال لرسول الله ص: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ كِنَانَةَ يُطِيفُ بِهَذِهِ الْخَرِبَةِ كُلَّ غَدَاةٍ...الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/9783/1288
إلا أن رواية أخرى (ومن نفس تلك الكتب) تقول أن كنز بني النضير كان لدى سلام بن مشكم النضرى وهو الرجل الذي حاولت امرأته تسميم الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الخندق
فنقرأ من كتاب تاريخ الطبري - الجزء الثاني - صفحة 483 ، 484 ، عن غزوة السويق فى السنة الثانية للهجرة :-
(حَدَّثَنَا ابن حميد، قال: حَدَّثَنَا سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَمَنْ لا اتهم، عن عبيد الله ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ- وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ الأَنْصَارِ- قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ حِينَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، وَرَجَعَ فَلُّ قُرَيْشٍ إِلَى مَكَّةَ مِنْ بَدْرٍ، نَذَرَ أَلا يَمَسَّ رَأْسَهُ مَاءٌ مِن جَنَابَةٍ حَتَّى يَغْزُو مُحَمَّدًا فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، لِيُبِرَّ يَمِينَهُ، فَسَلَكَ النَّجْدِيَّةَ حَتَّى نَزَلَ بِصُدُورِ قَنَاةٍ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ تَيْتٌ، مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى بَرِيدٍ أَوْ نَحْوَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى أَتَى بَنِي النَّضِيرِ تَحْتَ اللَّيْلِ، فَأَتَى حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُ وخافه، فأبى فَانْصَرَفَ إِلى سَلامِ بْنِ مِشْكَمٍ- وَكَانَ سَيِّدَ النَّضِيرِ فِي زَمَانِهِ ذَلِكَ، وَصَاحِبَ كَنْزِهِمْ-..الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/9783/1109#p1
سلام بن مشكم تقول الروايات أنه ذهب إلى خيبر وقاتل في حصن النطاة ومات به ، يعني هو صاحب الكنز وكان معه ، فما علاقة كنانة بن أبى الحقيق بالكنز ؟؟!!
فنقرأ من كتاب المغازي للواقدي غن غزوة خيبر - الجزء 2 - صفحة - صفحة 679 :-
(وَكَانَ الْحَارِثُ أَشْجَعَ الْيَهُودِ، وَأَخُوهُ زُبَيْرُ قُتِلَ يَوْمئِذٍ، فَكَانَ زَوْجُهَا سَيّدَهُمْ وَأَشْجَعَهُمْ سَلّامَ بْنَ مِشْكَمٍ، كَانَ مَرِيضًا وَكَانَ فِي حُصُونِ النّطَاةِ فَقِيلَ لَهُ: إنّهُ لَا قِتَالَ فِيكُمْ فَكُنْ فِي الْكَتِيبَةِ. قَالَ:
لَا أَفْعَلُ أَبَدًا. فَقُتِلَ وَهُوَ مَرِيضٌ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/23680/719
وأيضا من كتاب كتاب من معارك الإسلام الفاصلة = موسوعة الغزوات الكبرى - الجزء 6 - صفحة 135
https://shamela.ws/book/145203/1571#p1
د- كيف عرفوا مكان الكنز ثم وجدوا بعضه ، فهل كان لديهم بيان به مثلا ؟؟؟!!!
الغريب في أحد الروايات أنها تقول أن أحد اليهود قد دل المسلمين على مكان الكنز ، وعندما فتحوه وجدوا بعض الكنز ، فكيف أدركوا أن هذا بعضه وأن هناك باقي له في مكان آخر ؟؟؟!!!!!!
فنقرأ من كتاب تاريخ الطبري - الجزء الثالث - صفحة 14 - غزوة خيبر :-
(فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِكِنَانَةَ: أَرَأَيْتَ ان وجدناه عندك، ااقتلك؟ قال: نعم، فامر رسول الله ص بِالْخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ، فَأُخْرِجَ مِنْهَا بَعْضُ كَنْزِهِمْ، ثُمَّ سَأَلَهُ مَا بَقِيَ، فَأَبَى أَنْ يُؤَدِّيَهُ، [فَأَمَرَ به رسول الله ص الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: عَذِّبْهُ حَتَّى تَسْتَأْصِلَ مَا عِنْدَهُ،] …الخ)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/9783/1288
ع- يا سادة أنها أكاذيب اليهود التي كانوا يقصوها على ابن إسحاق وغيره من المسلمين وكان هو بدوره ينقلها :-
ولذلك قال عنه الإمام مالك ابن أنس (من معاصريه حيث ولد في عام 93 هجريا ) :- (دجال من الدجاجلة ، وقال أيضا :- (نحن أخرجناه من المدينة) [كتاب تهذيب التهذيب - المجلد 9 - صفحة 41]
وبالرغم من دفاع ابن حبان له في الثقات إلا أنه في مجمل دفاعه عنه أوضح سبب رفض الإمام مالك له حيث يقول :-
(وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عادله إلى ما يجب ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصه خيبر وغيرها وكان بن إسحاق يتتبع هذا منهم من غير أن يحتج بهم وكان مالك لا يرى الرواية الا عن متقن ….. الخ) - [كتاب تهذيب التهذيب - المجلد 9 - صفحة 45]
ما ذكره ابن حبان عن سبب ما قاله الإمام مالك عن ابن إسحاق بأنه دجال بسبب قصصه عن المغازى في خيبر وغيرها ، يعني أن الإمام مالك رضى الله عنه كان رافضا ما ورد في القصص عن غزوة خيبر وغيرها ولم يرى أنها صحيحة
وبالرغم من مدح البعض لابن إسحاق إلا أنه كما رأينا هاجمه الامام مالك وأيضا هشام بن عروة
وقال عنه الامام الدارقطني :- (اختلف الأئمة فيه، وأعرفهم به مالك)
بالتأكيد لن يعرف الإنسان أكثر من معاصره ، وهذا يشكك في صحة قصصه ورواياته
أما يحيى بن سعيد القطان فتم النقل عنه :-
(عبد الرحمن نا أبي قال سمعت ابا حفص الفلاس قال كنا عند وهب بن جرير فانصرفنا من عنده فمررنا بيحيى بن سعيد القطان فقال اين كنتم؟ قلنا كنا عند وهب بن جرير يعنى يقرأ علينا كتاب المغازى عن أبيه عن ابن إسحاق، قال تنصرفون من عنده بكذب كثير) - [كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - المجلد 7 - صفحة 193] ، [كتاب عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير - الجزء الأول - الصفحة 16]
يعني كان يرى أن كتاب المغازي لابن إسحاق ملئ بالأكاذيب
أما ابن عدى الجرجانى فقد ذكره في (الكامل في ضعفاء رجال) ونقل بعض مما قيل عنه ومنه :-
حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنا أبو حاتم السجستاني، حَدَّثَنا الأصمعي عن معتمر قَال لي أَبِي لا ترو، عنِ ابن إسحاق فإنه كذاب.
وأيضا نقرأ :-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ سَمِعْتُ أبا داود يقول، حَدَّثني بعض أصحابنا، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمد بن إسحاق يقول، حَدَّثني الثقة فقيل يعقوب اليهودي.
انتهى
وضعه ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين وقال عنه :-
(صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما ) - [كتاب طبقات المدلسين تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس - صفحة 51]
قال عنه هشام بن عروة :-
يحدث بن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر والله ما رآها قط [كتاب تهذيب التهذيب - المجلد 9 - صفحة 41]
كما قال عنه أنه كذاب [كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - المجلد 7 - صفحة 193]
وبالطبع هناك من يحاول أن يدافع عن ابن إسحاق فيحاولون تبرير كلام هشام عنه أنه ربما قابلها ابن اسحاق وهو غلام ولم يعلم هشام !!!!!
وهذا كلام غريب ، وهل يصعب عن هشام أن يسأل زوجته هل قابلته قبل زواجه بها أم لا
وعلى العموم ورد صراحة عن هشام بن عروة أنه قال على (ابن إسحاق) أنه كذاب
ورد في كتاب عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير - للمؤلف (ابن سيد الناس) - الجزء الأول - الصفحة 16 :-
(وروى الهيثم بن خلف الدوري: ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا أبو داود صاحب الطيالسة قال: حدثني من سمع هشام بن عروة وقيل له: إن ابن إسحق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة، فقال: كذب الخبيث، وروى القطان عن هشام أنه ذكره فقال: العدو لله الكذاب يروى عن امراتي: من أين رآها؟ وقال عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بذلك فقال: وما ينكره لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له، أحسبه قال: ولم يعلم، وقال مالك: كذاب، وقال ابن إدريس: قلت لمالك وذكر المغازي: فقلت له، قال: ابن إسحق أنا بيطارها، فقال: نحن نفيناه عن المدينة، وقال مكي بن إبراهيم: جلست إلى محمد بن إسحق وكان يخضب بالسواد، فذكر أحاديث في الصفة فنفرت منها فلم أعد إليه. وقال مرة:
تركت حديثه وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا. وروى الساجي عن المفضل بن غسان [قال] [١] : حضرت يزيد بن هارون وهو يحدث بالبقيع وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه، حتى حدثهم عن محمد بن إسحق فأمسكوا قالوا: لا تحدثنا عنه، نحن أعلم به، فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد
ثم نقرأ من الصفحة 17 :-
وقال يحيى القطان: ما تركت حديثه إلا الله، أشهد أنه كذاب. وقد قال يحيى بن سعيد: قال لي وهيب بن خالد أنه كذاب، قلت لوهيب: ما يدريك؟ قال: قال لي مالك: أشهد أنه كذاب، قلت لمالك: ما يدريك؟
قال: قال لي هشام بن عروة: أشهد أنه كذاب، قلت لهشام: ما يدريك؟ قال: حدث عن امرأتي فاطمة الحديث)
انتهى
https://shamela.ws/book/23653/13#p1
يعني لم يكن مالك فقط ولا هشام بن عروة فقط الذين كذبوا ابن إسحاق بل كان أهل المدينة يكذبونه
وفي كتاب سيرة ابن هشام ذكر أن ابن إسحاق كان يكذب عندما كان يقول الشعر ثم ينسبه كذبا إلى أحد الصحابة أو أحد من الشعراء في العصر الجاهلي
فنقرأ من كتاب سيرة ابن هشام - الجزء الأول - الصفحة 592 :-
(قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي غَزْوَةِ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ يُنْكِرُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ لِأَبِي بَكْرٍ [٤] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-:
أَمِنْ طَيْفِ سَلْمَى بِالْبِطَاحِ الدَّمَائِثِ ... أَرِقْتَ وَأَمْرٍ فِي الْعَشِيرَةِ حَادِثِ [٥] ……. الخ)
انتهى
ثم يذكر ابن هشام أن ابن إسحاق قال أن ابن الزبعرى قام بالرد على شعر أبو بكر ولكن أهل العلم ينكرون هذا الشعر لابن الزبعرى ، وكذلك نسب ابن إسحاق شعر كاذب لسعد بن أبى وقاص
وفى ملحوظة محقق الكتاب وهما مصطفى السقا وابراهيم الابياري ، قالوا في الملحوظة رقم (4) :-
( وَمِمَّا يقوى قَول ابْن هِشَام فِي نفى هَذَا الشّعْر عَن أَبى بكر، مَا روى من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة رضى الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: كذب من أخْبركُم أَن أَبَا بكر قَالَ بَيت شعر فِي الْإِسْلَام.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/23833/615#p1
وأيضا من مصادر تلك القصة الواقدي المتروك حديثه ويوجد في كتاب المغازي الضعف
بالإضافة إلى أن التناقضات في قصص ابن اسحاق بالنسبة لقصص الواقدى ، فكلاهما يذكر حدث مناقض لحدث آخر ، يعني أنهما كانوا يقولون الإشاعات وليس الحقائق :-
على سبيل المثال قصة ريحانة :-
الواقدى يقول عنها أنها كانت من سبي بني قريظة فأعتقها الرسول عليه الصلاة والسلام وتزوجها
أما ابن اسحاق يقول عنها أنها كانت من عبيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام حيث كانت من سبي بني قريظة (يعني لم يعتقها)
ولكن أغلب العلماء قالوا أن النبي محمد أعتق ريحانة ولم يأخذها عبدة لديه
مثال آخر للتناقض :-
موضوع أول جماعة خرجت للحرب من المسلمين بعد الهجرة إلى المدينة
طبقا لكتاب سيرة ابن هشام فنقل عن ابن إسحاق أنه يقول أنها كانت بقيادة عبيدة بن الحارث وكان عددهم 60 أو 70 من المهاجرين ولم يكن منهم أحد من الأنصار (من قبيلتى الأوس والخزرج) ـ وقال أن قبل غزوة بدر لم يبعث النبي محمد أي شخص من الأنصار في قتال (سيرة ابن هشام - الجزء الأول - الصفحة 591)
https://shamela.ws/book/23833/614#p1
ثم ذكر ابن هشام بعد ذلك أقوال علماء آخرون أن أول مجموعة من المسلمين أرسلهم النبى محمد لقتال كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلب
بينما الواقدى يقول أن أول جماعة من المسلمين خرجت للقتال كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلب ، وقالوا أنها كنت تضم مجموعة من المهاجرين والأنصار وذلك قبل غزوة بدر (كتاب المغازي للواقدي - الجزء 1 - صفحة 9)
ثم قال أنه كانت بعدها خروج مجموعة من المسلمين بقيادة عبيدة بن الحارث وذلك للقتال
ثم ذكر بعدها أن البعض يقول أن النبي محمد لم يرسل الأنصار للقتال قبل غزوة بدر
https://shamela.ws/book/23680/50#p1
يعني في البداية نرى الواقدى ينقض كلام ابن إسحاق في تحديد أول مجموعة من المسلمين خرجت للقتال وتفاصيل القصة وأيضا في فكرة أن النبي محمد لم يبعث أي شخص من الأنصار للقتال قبل غزوة بدر
ثم ذكر الواقدي الذي يزعمه البعض بشأن توقيت إرسال الأنصار للقتال (والذى يخالفه الواقدى وأوضح ذلك في البداية عندما ذكر قصة أول مجموعة خرجت للقتال)
(هذا على سبيل المثال فقط )
وهذا يوضح أن كلا منهم لم يرى شئ ولم يعرف شئ ، سمعوا كلام متضارب وأكاذيب كانوا ينقلونها فقط وهم أنفسهم غير متأكدين من صحتها ولكن الصحيح هو الذي ورد في القرآن الكريم
ف- أحد رواة قصة كنز بني النضير ومقتل كنانة بن الربيع في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد ، مشهور بالضعف :-
في كتب الطبقات الكبرى لابن سعد - الجزء الثاني - صفحة 82 ، عندما ذكر قصة الكنز فإنه ذكر أن أحد رواة القصة هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري / المعروف بأنه ضعيف الحديث ، حيث قال عنه العلماء :-
أبو حاتم بن حبان البستي :- فاحش الخطأ، رديء الحفظ، فكثرت المناكير في روايته، تركه أحمد ويحيى [تهذيب التهذيب (3/ 627)]
علي بن المديني :- سيئ الحفظ واهي الحديث [تهذيب التهذيب (3/ 627)]
محمد بن إسماعيل البخاري :- صدوق ولا أروي عنه شيئا لأنه لا يدرى صحيح حديثه من سقيمه وضعف حديثه جدا
قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل:- كان يحيى بن سعيد القطان يضعف ابن أبي ليلى [تهذيب الكمال (25/ 622)]
عمرو بن علي قال: سمعت أبا داود يقول :- سمعت شعبة يقول: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 151) ، (7/ 322)]
قال عنه ابن حجر :- ابن أبي ليلى سيئ الحفظ، والاضطراب فيه منه، والله أعلم [المطالب العالية (5/ 359)]
قال الدارقطني :- كان رديء الحفظ كثير الوهم [تهذيب التهذيب (3/ 627)]
8 - وبفرض أن المسلمين قاتلوا أهل صفية بنت حيى من اليهود إلا أن هذا ليس طعن في الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يتزوج منه ، بدليل نص (إنجيل متى 10: 36 - 37) :-
المفروض أن يكون العقيدة الصحيحة عند الإنسان أغلى عنده من أهله وماله وكل ماله ، فإن كان في موضع اختيار فانه يختار عقيدته بلا تردد وهذا موجود في كتاب المسيحيين المقدس ولكن لأنهم لا يعقلون كتابهم نجدهم يطعنون في الإسلام بأشياء موجودة في كتبهم
نقرأ من إنجيل متى :-
مت 19 :29 و كل من ترك بيوتا أو اخوة أو اخوات أو ابا أو اما أو امراة أو اولادا أو حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية
يعني يترك أهله وبيته من أجل المسيح عليه الصلاة والسلام فهو قد فاز
نقرأ من إنجيل متى :-
مت 10 :34 لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الأرض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا
مت 10 :35 فاني جئت لافرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها و الكنة ضد حماتها
مت 10 :36 و اعداء الانسان اهل بيته
مت 10 :37 من احب ابا أو اما أكثر مني فلا يستحقني و من احب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني
المؤمن هو من ينسى أهله الكفار ويصير أهل الحق هم أهله
وكذلك كانت صفية مثلما ورد فى كتابكم (متى 10: 34 - 37) ، فصار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أحب إليها من أهلها ، لأنها عرفت معه الحق
9- اذا كان حيي بن أخطب عاد ودخل حصن بني قريظة عند رحيل قريش وغطفان في يوم الخندق كما زعم البعض، فما الفائدة العائدة على بني قريظة :-
من ضمن القصص التي تحكى عن يهود خيبر هو قصة أن حيى بن أخطب وكان من بني النضير الذين تم اجلائهم إلى خيبر ، قام مع آخرين من بني النضير بتقليب قريش وغطفان على الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا السبب في غزوة الأحزاب ، ثم استطاع اقناع قبيلة قريظة اليهودية أن تنقض عهدها مع الرسول عليه الصلاة والسلام لمساعدة قريش وغطفان في هجومهم على المسلمين ، وأنه عاهد زعيم بني قريظة أنه إذا تخلت عنهم قريش وعادت فانه سوف يكون معهم في حصنهم ليجرى عليه ما سوف يجري عليهم وبناء على ذلك تم قتله مع رجال بني قريظة ، (تاريخ الطبري - الجزء الثاني - صفحة 583)
ولكن توجد إشكاليات في تلك القصة مع ما عرف عن بني قريظة وبنى النضير وخط سير الأحداث
أ- الطبيعي ليطمئن بني قريظة أن يخبرهم بمساعدة بني النضير لهم في مواجهة المسلمين وليس أن يدخل معهم الحصن ، فما الفائدة المرجوة منه ان دخل معهم الحصن ؟؟؟!!!
كلام القصة غير منطقي ، فالمفروض أن حيى بن أخطب أراد أن يطمئن بني قريظة ليشجعهم على نقض عهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا يعني أنه يلزم أن يعطيهم ضمانات في حالة إذا تخلت عنهم قريش وغطفان وعادوا ، ولكن الغريب أن يكون تلك الضمانة هو أنه في حالة ذهاب قريش وغطفان فإنه هو بنفسه يبقى معهم في الحصن ، ولكن معذرة فما الفائدة التي ستعود على بني قريظة ببقائه معهم ، فلابد أنهم أرادوا ضمانات تؤمنهم من المسلمين ، أما وجوده معهم فهو لن يدفع عنهم المسلمين ، فما الفائدة ؟؟!!!
يا سادة انها مجرد قصة ليخترعوا من خلالها قصة أن حيى بن أخطب تم قتله على يد المسلمين
فلو كان بالفعل أراد أن يعطى ضمانة لبنى قريظة ، فكان لزاما أن تكون تلك الضمانة هو استدعاء بني النضير في خيبر ليؤازرهم وتحارب معهم ضد المسلمين في حالة تخلى قريش وغطفان عنهم ، ولكن هذا لم يحدث أصلا
ب- العلاقات بين بني قريظة وبين بني النضير واستعلاء بني النضير عليهم تشكك في القصة :-
كانت بني النضير (ومنهم حيى بن أخطب) يستعلون على بني قريظة فكان إذا قتل شخص من بني قريظة شخص من بني النضير كان يقتل به ولكن إذا حدث العكس فكان يدفع له مائة وسق من التمر ، يعني لا يمكن قتل شخص من بني النضير من أجل شخص من بني قريظة ، وهذا يعني استحالة أن حيى بن أخطب (من بني النضير) يقوم بالتضحية بنفسه من أجل بني قرية الذين يراهم أقل منه
فنقرأ من سنن البيهقي :-
(١٥٨٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَا: أنبأ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاتِي بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ قُرَيْظَةُ، وَالنَّضِيرُ، وَكَانَ النَّضِيرُ أَشْرَفَ مِنْ قُرَيْظَةَ، فَكَانَ إِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْظَةَ رَجُلًا مِنَ النَّضِيرِ قُتِلَ بِهِ، وَإِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْظَةَ أَدَّى مِائَةَ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ. فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْظَةَ، فَقَالُوا: ادْفَعُوهُ إِلَيْنَا نَقْتُلْهُ. فَقَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْهُ فَنَزَلَتْ {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: ٤٢]، وَالْقِسْطُ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، ثُمَّ نَزَلَتْ {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: ٥٠] لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي غَرَزَةَ)
انتهى
10 - رواة الرواية التي بها أن صفية بنت حيى كانت من سبي دحية الكلبى ..الخ ، في كتب الأحاديث اعترض عليهم بعض العلماء ورفضوا أخذ أحاديث منهم :-
الرواية في كتب الأحاديث تقص بأكثر من سند و بتفاصيل مختلفة بعضها لا يوجد بها قصة أنها كانت من سبي دحية الكلبي وانما فقط أنها كانت من السبي فأعتقها الرسول عليه الصلاة والسلام وتزوجها ، ولكن الملاحظ بالنسبة للأشكال الأخرى من تلك القصة الآتي :-
أ- أن أغلبها لم يرد بها إطلاقا أن صفية بنت حيي كانت عروس ولا أنه تم قتل زوجها ما عدا فقط رواية وردت في صحيح البخاري وأخرى في سنن أبي داود وسنن البيهقي والمستدرك على الصحيحين :-
و بالنسبة (للبخارى وسنن أبي داود و البيقهى) الراوي المشترك في تلك الروايات شخص اسمه هو عمرو بن أبى عمرو ( عمرو بن ميسرة ) وكان مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب ، قال البعض عنه أنه ثقة وربما أخطأ إلا أن البعض الآخر كان يضعف أحاديثه فقالوا عنه :-
قام عثمان بن سعيد الدارمي :- بتضعيف حديثا من أجله [تهذيب التهذيب (3/ 294)]
قال النسائي عنه :- ليس بالقوي. [الكامل في الضعفاء (6/ 205)] ، [تهذيب الكمال (22/ 168)] ، [تهذيب التهذيب (3/ 294)]
قال عنه يحيى بن معين :- في حديثه ضعف ليس بقوي وليس بحجة، لم يرو عنه مالك وكان يضعفه وعلقمة بن أبي علقمة أوثق منه [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 252)]
وقال الدوري، عن ابن معين:- في حديثه ضعف ليس بالقوي [تهذيب التهذيب (3/ 294)] ، [تهذيب الكمال (22/ 168)] ، كما قال عنه ليس به حجة [ الكامل في الضعفاء (6/ 205)]
قال عنه الجوزجاني :- مضطرب الحديث [إكمال تهذيب الكمال (10/ 236)] ، [الكامل في الضعفاء (6/ 205)]
قال عنه ابن الجوزى :- لا يحتج بحديثه [إكمال تهذيب الكمال (10/ 236)]
ذكره ابن شاهين في كتاب " الضعفاء [إكمال تهذيب الكمال (10/ 236)]
أما في سنن البقهى فذكر رواية عن الزهري يذكر فيها أزواج النبي عليه الصلاة والسلام ورد به أن صفية بنت حيى كان عروس كنانة بن أبى الحقيق ، ولم يذكر قصة مقتله ، إلا أن الراوى عن الزهرى هو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي وشهرته أبو منيع ، وهو مجهول مختلف بشأنه ، لم يروى عنه إلا ابن ابنه الحجاج بن أبي منيع الرصافي ، اعتبره الدارقطنى وابن حبان من الثقات إلا أن الذهبي في الميزان قال عنه :- مجهول مقارب الحديث ، لذلك يجب ألا يؤخذ بكلامه
أما في المستدرك على الصحيحين فالرواية التي ذكرها أحد رواتها هو كثير بن زيد الأسلمي قال عنه البعض أنه صالح يخطئ وصدوق ولا يحتج بحديثه ، أما البعض الآخر فعده من الضعفاء والمجروحين فقالوا عنه :-
النسائى في (الضعفاء والمتروكين) :- ضعيف [تهذيب الكمال (24/ 115)]
يعقوب بن شيبة السدوسي : ليس بذاك الساقط، وإلي الضعف ما هو [تهذيب الكمال (24/ 115)]
قال ابن أبى خيثمة :- سئل يحيى بن معين، عن كثير بن زيد، روى عنه عبد الحميد
الحنفى؟ ، قال: ليس بذاك القوى، وكان قال أولا: ليس بشئ. (قبول الأخبار ومعرفة الرجال) ، [تهذيب الكمال (24/ 115)]
قال عنه ابن حبان :- كان كثير الخطأ على قلة روايته [المجروحون (2/ 222) ]
ابن حجر العسقلاني :- صدوق يخطئ
ب- بالنسبة لسنن الترمذي :-
فلم يرد به إطلاقا أن صفية كانت في قسمة دحية الكلبى ، بل فقط أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعتقها ثم تزوجها
ج- أما بالنسبة لصحيح مسلم وسنن النسائي وأبى داود ومسند الإمام أحمد :-
فورد فيهم شكل من الأحاديث لا يوجد به أنها كانت في قسمة دحية الكلبي وإنما فقط كانت في السبى فأعتقها الرسول عليه الصلاة والسلام وتزوجها
وأشكال أخرى بها أنها كانت في قسمة دحية الكلبى فأخذها منه الرسول تارة في روايات ، وفى روايات أخرى أنه اشتراها ، وبالنسبة لرواة هذا الشكل فيوجد عليهم خلاف بين العلماء فالبعض ضعفهم ورفض أخذ أحاديث منهم وهم الآتي :-
شبابة بن سوار الفزاري :-
اختلف حوله العلماء لأنه كان من المرجئين ، فالبعض مثل يحيى بن معين قال أنه ثقة ، إلا أن الآخرين كانوا يرون أنه لا يحتج بأحاديثه
قال عنه أبو حاتم الرازي :- يكتب حديثه ولا يحتج به [الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (2/ 561)] ، [تهذيب الكمال (12/ 343)] ، [تهذيب التهذيب (2/ 147)] ، [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 392)] ، (كتاب قبول الأخبار ومعرفة الرجال - للكعبى)
قال عنه أحمد بن حنبل :- تركته لم أكتب عنه لأنه كان داعية للإرجاء ومرة: كان ينكر حديثه (كتاب الكامل في ضعفاء الرجال - ابن عدي الجرجانى)
قال عنه العقيلي :- أنكر أحمد بن حنبل حديثه وكان مرجئا. [إكمال تهذيب الكمال (6/ 200)]
انتهى
إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي الشهير (ابن علية) :-
مدحه العلماء وكانوا يرون أنه ثقة ، إلا أن الإمام أحمد بن حنبل كان له رأى آخر فيه بسبب كلامه عن خلق القرآن
قال الفضل بن زياد:- (سألت أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية أيهما أحب إليك إذا اختلفا، فقال: وهيب، ومازال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم فيه إلى أن مات، قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس، قال بلى، ولكن مازال لأهل الحديث بعد كلامه ذلك مبغضا، وكان لا ينصف في الحديث، كان يحدث بالشفاعات، وكان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ، فأدخلني عليه، فلما رآني غضب، وقال من أدخل هذا علي) [تهذيب التهذيب (1/ 140)] ، [إكمال تهذيب الكمال (2/ 145)]
قال يحيى بن أبي طالب:- كنا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي فأراد أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال: ثنا ابن علية فقال: لا ولا كرامة أن يكون ابن علية مثل زهير، ليس من قارف الذنب مثل من لم يقارفه، ثم قال: أنا والله استتبت إسماعيل [إكمال تهذيب الكمال (2/ 145)]
انتهى
أبو بكر بن أبى شيبة عن عفان بن مسلم الصفار :-
مدح كثير من العلماء أبو بكر إلا أن :-
قال عنه الميموني :- (تذاكرنا يوما فقال رجل: ابن أبي شيبة يقول عن عفان فقال أحمد بن حنبل: دع ابن أبي شيبة في ذا وانظر ما يقول غيره يريد أبو عبد الله كثرة خطئهم) (ميزان الإعتدال - الجزء الثاني - صفحة 490 - الذهبى)
يعقوب بن شيبة السدوسي قال عنه : كان فيه تهاون بالحديث، لم يكن يفصل هذه الأشياء يعني الألفاظ
وقال جعفر الفريابي :- سألت محمد بن عبد الله بن نمير : أيما أحب إليك أبو خيثمة ، أو أبو بكر بن أبي شيبة ؟ فقال : أبو خيثمة ، وجعل يطري أبا خيثمة ، ويضع من أبي بكر (تاريخ الاسلام - الجزء 17 - صفحة 166 - الذهبى)
انتهى
حماد بن سلمة :-
مدحه بعض العلماء وفى رأيهم أنه ثقة إلا أنه طعن البعض فيه :-
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ؟ (و) يحيى: قال يحيى بن سعيد: إن كان ما يروي حماد عن قيس بن سعد فهو كذا. قلت: ما قال ؟ قال: كذاب. قلت لأبي: لأي شيء قال هذا ؟ قال: لأنه روى عنه أحاديث رفعها إلى عطاء عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت أبي يقول: (ضاع) كتاب حماد عن قيس بن سعد فكان يحدثهم من حفظه فهذه قصته. [إكمال تهذيب الكمال (4/ 142)]
في (الخلافيات) للبيهقي:- هو أحد أئمة المسلمين، عندما طعن في السن ، ساء حفظه ، فلذلك لم يحتج به البخاري ، وأما مسلم ، فاجتهد فيه [إكمال تهذيب الكمال (4/ 142)]
قال أبو عبد الله :- سمعت عباد بن صهيب يقول: إن حماد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنها دست في كتبه، وقد قيل: إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه، فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث. [الكامل في الضعفاء (3/ 35)]
انتهى
ثابت بن أسلم البنانى :-
بالرغم من أن أغلب العلماء قالوا أنه ثقة إلا أنه اختلط :-
يحيى بن سعيد القطان قال عنه : ثابت اختلط [تهذيب التهذيب (1/ 262)] ، [إكمال تهذيب الكمال (3/ 63)]
انتهى
سليمان بن حرب بن بجيل :-
نعم هو ثقة إلا أنه كان في نفس الوقت يغير في ألفاظ الحديث
يعني كان يضيف أو يحذف أو يعطى كلمة أخرى طبقا لما فهمه هو وليس كما سمعه (فقد يكون فهمه خاطئ)
قال الآجري، عن أبي داود السجستاني :- كان سليمان بن حرب يحدث بالحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك [تهذيب التهذيب (2/ 88) ، (11/ 384) ]
انتهى
اسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، الشهير بــ ابن راهوية :-
مدحه بعض العلماء مثل ابن حجر والذهبى وقالوا أنه عالم امام ، ثقة حافظ مجتهد إلا أنهم قالوا عنه في نفس الوقت :-
قال عنه الذهبي في " ميزانه " في ترجمة ابن راهويه:- أحد الأعلام، وذكر لشيخنا أبي الحجاج - يعني المزي - حديث، فقال: قيل: إن إسحاق اختلط في آخر عمره. [الكواكب النيرات (1/ 81)]
قال عنه أبو داود السجستاني :- تغير قبل أن يموت بستة أشهر، فرميت بما سمعت منه في تلك الأيام. [الكواكب النيرات (1/ 81)] ، [تهذيب الكمال (2/ 373)] ، [تهذيب التهذيب (1/ 112)] ، [تقريب التهذيب (1/ 126)]
انتهى
سعيد بن بشير الحافظ :-
مدحه البعض إلا أن البعض قال عنه أن أحاديثه مناكير :-
قال عنه ابن حجر :- ضعيف [تقريب التهذيب (1/ 374)]
قال الساجي :- حدث عن قتادة بمناكير، يتكلمون في حفظه [إكمال تهذيب الكمال (5/ 264)] ، [تهذيب التهذيب (2/ 8)]
وذكره أبو العرب، والعقيلي في :- «جملة الضعفاء » [إكمال تهذيب الكمال (5/ 264)]
قال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه قال :- سعيد بن بشير، يروي عن قتادة، ضعيف [الكامل في الضعفاء (4/ 412)] ، [تهذيب التهذيب (2/ 8)] ، [تهذيب الكمال (10/ 348)]
عن يحيى بن معين أنه قال عنه :- ضعيف. [تهذيب الكمال (10/ 348)]
قال علي ابن المديني :- كان ضعيفا [تهذيب الكمال (10/ 348)] ، [تهذيب التهذيب (2/ 8)]
قال محمد بن عبد الله بن نمير:- منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات [تهذيب التهذيب (2/ 8)] ، [تهذيب الكمال (10/ 348)] ، [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 6)]
قال ابن القطان، وعبد الحق الإشبيلي :- لا يحتج به [إكمال تهذيب الكمال (5/ 264)]
قال عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى: حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، ثم تركه. وكذا قال أبو داود، عن أحمد [تهذيب التهذيب (2/ 8)]
وقال الآجري، عن أبي داود السجستاني :- ضعيف [تهذيب التهذيب (2/ 8)]
ذكره أبو العرب، والعقيلي :- في «جملة الضعفاء » [إكمال تهذيب الكمال (5/ 264)]
انتهى
حميد الطويل (الذي ذكره عن أنس ولم يقل حدثنا أنس) :-
هو حميد بن تيرويه ، قيل أنه أنه ثقة مدلس حيث كان يدلس على أنس فيقول أنه سمع منه بينما هو سمع الحديث من ثابت ، كما أنه كان من أتباع السلطان
قالوا عنه :-
ابن حجر العسقلاني :- ثقة مدلس، مرة: مشهور من الثقات المتفق على الاحتجاج بهم إلا أنه كان يدلس حديث أنس، وتركه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء [تقريب التهذيب (1/ 274)] ، [تعريف أهل التقديس (1/ 133)] ، [تهذيب التهذيب (1/ 493)]
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش :- ثقة صدوق ومرة: في حديثه شئ يقال: إن عامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت [تهذيب الكمال (7/ 355)] ، [تهذيب التهذيب (1/ 493)]
محمد بن إسماعيل البخاري :- كان يدلس
وقال مؤمل، عن حماد بن سلمة :- عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت [تهذيب التهذيب (1/ 493)]
وقال أبو بكر البرديجي:- وأما حديث حميد فلا يحتج منه إلا بما قال: حدثنا أنس [تهذيب التهذيب (1/ 493)]
وقال عمر بن حفص الأشقر، عن مكي بن إبراهيم :- مررت بحميد الطويل وعليه ثياب سود، فقال لي أخي: ألا تسمع من حميد ؟ فقلت: أسمع من الشرطي ؟! [تهذيب الكمال (7/ 355)]
وقال علي ابن المديني عن يحيى بن سعيد القطان :- كان حميد الطويل إذا ذهبت تقفه على بعض حديث أنس يشك فيه [تهذيب التهذيب (1/ 493)] ، [تهذيب الكمال (7/ 355)]
انتهى
عثمان بن أبى شيبة ، مدحه البعض إلا أن البعض قالوا عنه :-
قال عنه ابن حجر :- ثقة حافظ شهير، وله أوهام. وقيل: كان لا يحفظ القرآن [تقريب التهذيب (1/ 668)]
وذكره أبو جعفر العقيلي والساجي :- في جملة الضعفاء [إكمال تهذيب الكمال (9/ 182)]
انتهى
تعليقات
إرسال تعليق