الرد على شبهة سبايا أوطاس التي تتعارض مع القرآن الكريم ومع السنة الصحيحة
المقدمة :-
استدل بعض العلماء على تفسير الآية (24) من سورة النساء ، قال الله تعالى :- (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) على قصة قيلت بأن هناك سبايا من أوطاس كن متزوجات ، ونزلت الآية لتحل للمؤمنين وطئ السبايا المتزوجات وهذه الرواية لم ترد في صحيح البخاري إلا أنها وردت في صحيح مسلم والترمذي والإمام أحمد وأبو داود والنسائى ، و الحقيقة هذه الرواية غريبة وتخالف القرآن الكريم لأن الآية تتكلم عن ملك اليمين وليس عن السبايا ، وهناك فرق بين ملك اليمين وبين السبايا فالأمة المولودة عبدة هي ملك اليمين ولكن من حاول تفسيرها على سبايا أوطاس فانه قصر معنى ملك اليمين ، بالإضافة إلى أنه في أغلب القصص أوضحت أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يطلق الأسرى وهذا يوضح الفرق بين الاثنين ، كما أن بعض أهل العلم (الأقرب زمنيا للأحداث) لم يفسرها على آية (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) بل فسروا الآية تفسير آخر تماما لا علاقة له بتلك القصة التي سنرى ان شاء الله تفاصيل تعارضها مع القرآن الكريم ومع أحاديث أخرى صيحة ، وقد ورد في تفسير الطبري أن سبايا أوطاس كن مشركات وأن المشركات لا يحل وطئهن بملك
1 - أقول أهل العلم التي توضح أن (المحصنات من النساء) في الآية 24 سورة النساء يعني العفيفات ، وأن التحريم في الآية هو تحريم الزنا :-
الطبري بعد أن ذكر في بداية تفسيره أقوال البعض الذين يفسرون الآية على قصة سبايا أوطاس ، ذكر بعد ذلك أقوال أهل العلم التي تخالفهم وهؤلاء هم الأقرب زمنيا للأحداث ، فالحقيقة لم يكن هناك اتفاق اطلاقا حول أن الآية نزلت في سبايا أوطاس كما يظن البعض بل أن التابعين فسروها تفسير آخر ، منهم (أبو العالية رُفَيْع بن مِهْران الرّياحي البصري) ، وأيضا طاووس بن كيسان اليماني (من كبار فقهاء التابعين المتوفى عام 106 هــ ) ، عبيدة بن عمرو السلماني المرادي (من كبار فقهاء التابعين ناقلا عن عمر بن الخطاب)
فنقرأ من تفسير الطبري :-
(وقال آخرون : بل معنى المحصنات في هذا الموضع : العفائف. قالوا : وتأويل الآية : والعفائف من النساء حرام أيضا عليكم , إلا ما ملكت أيمانكم منهن بنكاح وصداق وسنة وشهود من واحدة إلى أربع . ذكر من قال ذلك : 7141 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن أبي جعفر , عن أبي العالية , قال : يقول : انكحوا ما طاب لكم من النساء : مثنى , وثلاث , ورباع , ثم حرم ما حرم من النسب والصهر , ثم قال : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } قال : فرجع إلى أول السورة إلى أربع , فقال : هن حرام أيضا , إلا بصداق وسنة وشهود . 7142 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن أيوب , عن ابن سيرين عن عبيدة , قال : أحل الله لك أربعا في أول السورة , وحرم نكاح كل محصنة بعد الأربع , إلا ما ملكت يمينك . قال معمر : وأخبرني ابن طاوس عن أبيه : إلا ما ملكت يمينك , قال : فزوجك مما ملكت يمينك , يقول : حرم الله الزنا , لا يحل لك أن تطأ امرأة إلا ما ملكت يمينك. 7143 - حدثنا علي بن مسروق الكندي , قال : ثنا عبد الرحيم بن سليمان , عن هشام بن حسان , عن ابن سيرين , قال : سألت عبيدة عن قول الله تعالى : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } قال : أربع . 7144 - حدثني علي بن سعيد , قال : ثنا عبد الرحيم , عن أشعث بن سوار , عن ابن سيرين , عن عبيدة , عن عمر بن الخطاب , مثله . 7145 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا ابن يمان , عن أشعث , عن جعفر , عن سعيد بن جبير في قوله : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } قال : الأربع , فما بعدهن حرام . 7146 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا حجاج , عن ابن جريج , قال : سألت عطاء عنها , فقال : حرم الله ذوات القرابة , ثم قال : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } يقول : حرم ما فوق الأربع منهن . 7147 - حدثنا محمد بن الحسين , قال : ثنا أحمد بن المفضل , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { والمحصنات من النساء } قال : الخامسة حرام كحرمة الأمهات والأخوات . ذكر من قال : عنى بالمحصنات في هذا الموضع العفائف من المسلمين وأهل الكتاب . 7148 - حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد , قال : ثنا عتاب بن بشير , عن خصيف , عن مجاهد , عن ابن عباس في قوله : { والمحصنات } قال : العفيفة العاقلة من مسلمة , أو من أهل الكتاب . 7149 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا ابن إدريس , عن بعض أصحابه , عن مجاهد : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } قال : العفائف)
انتهى
2 - قصة سبايا أوطاس تتعارض مع أحداث أخرى في السنة :-
أ- حديث في صحيح مسلم - ( باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه) ، وكذلك في صحيح البخارى يوضح أن غنائم غزوة حنين كانت شاه وابل ولم يكن بينها نساء وعبيد (لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أطلق سراح جميع أسرى قبيلة هوازن) :-
١٣٩ - (١٠٦١) حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَتَحَ حُنَيْنًا قَسَمَ الْغَنَائِمَ. فَأَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ. فَبَلَغَهُ أَنَّ الْأَنْصَارَ يُحِبُّونَ أَنْ يُصِيبُوا مَا أَصَابَ النَّاسُ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَهُمْ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَعَالَةً، فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَمُتَفَرِّقِينَ، فَجَمَعَكُمُ اللَّهُ بِي؟ " وَيَقُولُونَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. فَقَالَ" أَلَا تُجِيبُونِي؟ " فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. فَقَالَ:"أَمَا إنكم لوشئتم أَنْ تَقُولُوا كَذَا وَكَذَا. وَكَانَ مِنَ الْأَمْرِ كذا وكذا". لأشياء عددها. زعم عمرو أن لَا يَحْفَظُهَا. فَقَالَ: " أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْإِبِلِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ الْأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ. وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ. وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ. إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً. فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحوض".
انتهى
لماذا قال له (شاه وابل) ولم يقل ( شاه وابل ونساء) ؟!!!
لأن النساء لم تكن من الغنائم أصلا
ونفس القصة سوف نجدها في صحيح البخاري - باب غزوة الطائف
٤٣٣٠ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: «لَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ بِي. كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الْأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ.»
وأيضا من صحيح البخاري فإن الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة حنين كان يوزع الإبل وليس النساء
٤٣٣١ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي رِجَالًا الْمِائَةَ مِنَ الْإِبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ. فَقَالَ فُقَهَاءُ الْأَنْصَارِ: أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ، فَوَاللهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَتَجِدُونَ أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.»
انتهى
وكذلك من صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما وزع غنائم قبيلة هوازن وثقيف فانه وزع الابل وليس النساء
١٣٨ - (١٠٦٠) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ. أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ. وَزَادَ: وَأَعْطَى عَلْقَمَةَ بْنَ عُلَاثَةَ مِائَةً.
انتهى
ب- حديث في صحيح البخاري وكذلك مسلم يوضحان أن الرسول عليه الصلاة والسلام عفا عن سبى هوازن بعد عودته من الطائف (أي بعد سرية أوطاس) :-
وهذا ينفي صحة قصة وطئ سبايا أوطاس
لأن حرب الرسول عليه الصلاة والسلام مع هوازن وثقيف كانت في غزوة حنين وفى نفس الوقت تقريبا كانت سرية أوطاس مع الفلول الهاربة ثم كانت غزوة الطائف أيضا مع الفلول الهاربة ، وعند عودته من الطائف جاءه وفد هوازن فأطلق سراح سبيهم جميعا (بغض النظر في أي غزوة أو سرية وقعوا في الأسر) أي أنه أطلق سراح سبايا سرية أوطاس (ان كان فيها سبى للنساء أصلا لأنه كما أوضحت كانت فلول هاربة )
فنقرأ من صحيح البخارى - باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين:-
٣١٣١ و ٣١٣٢ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَزَعَمَ عُرْوَةُ : أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا الْمَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِهِمْ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَظَرَ آخِرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاؤُونَا تَائِبِينَ، 👈👈وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ،👉👉 مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَيِّبَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ، حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ، فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ لَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا فَأَذِنُوا». 👈👈فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ👉👉
انتهى
ج - قصة سبايا أوطاس معناها أنه لم يكن هناك وطئ للسبايا قبل تلك السرية اطلاقا :-
لأنه لو كانت هناك سبايا قبل تلك السرية كان سيقع المسلمين في نفس الاشكالية ، فلماذا لم يقعوا فيها من قبل إلا لأنه لم تكن هناك سبايا اطلاقا قبل ذلك ، وانما قصص عبارة عن اشاعات
د - سرية أوطاس كانت تقاتل فلول هاربة من غزوة حنين :-
فكيف لفلول هاربة من معركة أن يكون معها نساء أصلا حتى يكن سبايا ؟؟؟؟!!!!
كما أن من المؤكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام عفا عن جميع سبايا وأسرى قبيلتى هوازن وثقيف وأطلق سراحهم بعد إسلامهم ، فكيف تقول القصص بعد ذلك أنه استعبد أسرى أوطاس وهم أصلا من قبيلتي هوازن وثقيف ، فبعد الإسلام كان يطلق الرسول عليه الصلاة والسلام سراح الأسرى كما ورد في القرآن الكريم (سورة التوبة - 5)
راجع هذه الروابط :-
عفو الرسول عليه الصلاة والسلام عن أسرى وسبايا هوازن بعد إسلامهم
إسلام وفد ثقيف من كتاب السيرة النبوية - راغب السرجاني
https://shamela.ws/book/37369/617#p1
3 - بفرض أنه كان يوجد نساء سبايا في أوطاس فبالتأكيد أنهم مشركات ، فكيف تم السماح بوطئهم وهو محرم على المسلمين وطئ مشركة ؟؟!!!!
وطئ المشركة محرم سواء بزواج أو بملك يمين ، فمن تم تحريمه بزواج ، يكون أيضا محرم بملك اليمين ، ومن المفروض أن سبايا أوطاس كن مشركات وهذا يعني تحريم وطئهن
أ- ابن قدامة يؤكد أنه لا يباح وطئ مشركة سواء كانت حرة أو ملك يمين :-
قال ابن قدامة في "المغني"(7/ 134):-
(أن من حرم نكاح حرائرهم من المجوسيات، وسائر الكوافر سوى أهل الكتاب، لا يباح وطء الإماء منهن بملك اليمين، في قول أكثر أهل العلم، منهم؛ مرة الهمداني، والزهري، وسعيد بن جبير، والأوزاعي، والثوري، وأبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وقال ابن عبد البر: على هذا جماعة فقهاء الأمصار، وجمهور العلماء، وما خالفه فشذوذ لا يعد خلافا،)
انتهى
ب - من تفسير الطبري يقول أن سبايا أوطاس كن مشركات لا يحل وطئهن :-
نقرأ من تفسير الطبري :-
(فإن اعتل معتل منكم بحديث أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في سبايا أوطاس , قيل له : إن سبايا أوطاس لم يوطأن بالملك والسباء دون الإسلام , وذلك أنهن كن مشركات من عبدة الأوثان , وقد قامت الحجة بأن نساء عبدة الأوثان لا يحللن بالملك دون الإسلام , وأنهن إذا أسلمن فرق الإسلام بينهن وبين الأزواج , سبايا كن أو مهاجرات , غير أنة إذا كن سبايا حللن إذا هن أسلمن بالاستبراء. فلا حجة لمحتج في أن المحصنات اللاتي عناهن بقوله , { والمحصنات من النساء } ذوات الأزواج من السبايا دون غيرهن بخبر أبي سعيد الخدري أن ذلك نزل في سبايا أوطاس , لأنه وإن كان فيهن نزل , فلم ينزل في إباحة وطئهن بالسباء خاصة دون غيره من المعاني التي ذكرنا , مع أن الآية تنزل في معنى فتعم ما نزلت به فيه وغيره , فيلزم حكمها جميع ما عمته لما قد بينا من القول في العموم والخصوص في كتابنا " كتاب البيان عن أصول الأحكام " .كتاب الله عليكم)
انتهى
لكن الغريب هو محاولة حل هذه الاشكالية بدلا من الإقرار بعدم صحة تلك الرواية ، فقالوا لا بد أنهن أسلمن !!!!!!!!!!
بالرغم من مخالفة ذلك للقرآن الكريم
فنقرأ من شرح النووى على مسلم - الجزء العاشر - صفحة 36 - باب باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء وإن كان لها زوج انفسخ نكاحها بالسبي :-
(واعلم أن مذهب الشافعي ومن قال بقوله من العلماء أن المسبية من عبدة الأوثان وغيرهم من الكفار الذين لا كتاب لهم لا يحل وطؤها بملك اليمين حتى تسلم فما دامت على دينها فهي محرمة ، وهؤلاء المسبيات كن من مشركي العرب عبدة الأوثان ، فيئول هذا الحديث وشبهه على أنهن أسلمن ، وهذا التأويل لا بد منه ، والله أعلم .)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://islamweb.com/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=4346&idto=4348&bk_no=53&ID=647
وأيضا في هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/1711/2149
لا حول ولا قوة الا بالله
من أين جاءتهم تلك الفكرة أنهن لابد وأن أسلمن ولهذا تم وطئهن !!!!
لأنه إذا كن أسلمن فهل نعاقبهم بالسبى وجعلهم ملكات يمين ، أم نمن عليهم باطلاق سراحهم كما ورد فى القرآن الكريم
قال الله تعالى :- (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)) (سورة التوبة)
4 - حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بمنع استعباد الأحرار لم يستثنى أي حالة :-
يزعم البعض أن الأسرى والسبايا حلال استعبادهم وينسوا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه" عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه) [ رواه البخاري].
في الحديث لم يستثني الرسول عليه الصلاة والسلام بيع الحر الأسير ، ولكنه قال (حر) بشكل عام أي ينطبق على الجميع بدون استثناء ، ولكن الناس استثنت بناء على قصص واشاعات
5 - أسانيد الرواية مقطوعة ورواة حديث سبايا أوطاس كان بعضهم ضعيف أو كان به اختلاط أو مدلس ، فلا يجوز الأخذ بأقوالهم إن خالفوا القرآن الكريم :-
أ- أسانيد الرواية مقطوعة وحتى مع اخراجها بسند موصول فتم وصلها برجل غير معروف لا يحتج بأحاديثه :-
أسانيد تلك الرواية تنتهى بأبى خليل عن أبى سعيد الخدرى إلا أن تلك الأسانيد مقطوعة
لأن أبا خليل (وهو صالح بن أبى مريم) لم يلتقى أبي سعيد الخدرى ، فكيف سمع عنه ؟؟!!!
فأحاديثه عنه مرسلة
فمن كتاب جامع التحصيل في أحكام المراسيل لـــ صلاح الدين العلائي - صفحة 198 :-
(٢٩٥ - صالح بن أبي مريم أبو الخليل عن أبي موسى الأشعري وأبي سعيد الخدري وهو مرسل قاله في التهذيب وروايته عن أبي سعيد في صحيح مسلم على قاعدته وقال فيه الترمذي لم يسمع من أبي قتادة الأنصاري شيئا)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/book/25864/481#p1
لذلك تم وضع بينهما في أسانيد أخرى لتلك الرواية أبي علقمة الهاشمي (أبو علقمة المصري مولى بني هاشم - فارسى مصرى ) لحل الإشكالية
وبالرغم من أن البعض يقول عن أبى علقمة أنه من الثقات وأحاديثه صحيحة (وهذا غريب جدا) لأن أبى علقمة رجل غير معروف
فنقرأ من كتاب الجامع في الجرح والتعديل - الجزء الثالث - صفحة 391 :-
البرقاني قال : سألته (يعني الدارقطني) عن يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة؟ فقال: أبو علقمة لا يُعرف اسمه، ولا من هو، ولكن يخرج هذا الحديث اعتبارًا. حدث الأئمة عن يعلى. "سؤالات البرقاني: "
انتهى
أي أن الأحاديث التي بها أبو علقمة الهاشمى لا يحتج بها وإنما تم اخراجها اعتبارا فقط ، فلا يجوز العمل بها
أما بالنسبة لدفاع البعض بالقول بأن أبى خليل قد يكون سمع من أبى سعيد الخدرى مباشرة وسمع أيضا من أبي علقمة الهاشمي ولذلك يوجد أكثر من طريقة لاخراج سند الرواية ، فهذا غريب فإذا كان أصلا سمع من الصحابى مباشرة فلماذا يلجأ ويقول سمعت من تابعي ؟؟!!!
وإذا كان سمع من الاثنان فلماذا لم يضع الاثنان في نفس السند بأن يقول سمعت من أبى علقمة ومن أبى سعيد الخدرى ؟؟!!!
لم يحدث لأن هناك تضارب في الأسانيد فهو لم يسمع من أبى سعيد الخدرى أي شئ أصلا ، والحديث ضعيف ، والقصة لم تقع
ب- أغلب روايات سبايا أوطاس جاءت عن طريق قتادة بن دعامة البصري ، المشهور باسم قتادة بن دعامة السدوسي ، يقول عنه العلماء أنه من الثقات ولكنه كان مدلس :-
اختلفت آراء العلماء في حكم الرواة المدلسين فالبعض قالوا أنه مجروح مطلقا ولا يتم الأخذ بأحاديثه ، والبعض قالوا أنه مقبول مطلقا ، والبعض قال ينظر في المدلس لأن المدلسين أحوال
وبالنسبة لروايات سبايا أوطاس فنجد أن أغلبها جاءت عن طريق قتادة بن دعامة السدوسى والذي أسند روايته تلك إلى أبى الخليل عن أبا سعيد الخدري
ولكن من هو قتادة بن دعامة المصدر الأساسى لسبايا أوطاس
قال العلماء عن قتادة أنه من الثقات وعالم أهل زمانه وأحفظهم ولكنهم في ذات الوقت قالوا عنه أشياء كان من المفروض معها عدم الأخذ منه خاصة في حديث سبايا أوطاس حيث قيل عنه الآتي :-
أنه كان مدلس :- يعني يقول أنه سمع عن أحد وفى الحقيقة هو لم يسمع منه بل سمع من آخر وهذا لاخفاء عيب في الإسناد فإنه قد يكون من سمع منه ضعيف وليس من الثقات
فقال ابن حبان عنه : (كان مدلسا).
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي داوود السجستاني أنه قال: (حدَّث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم).
وكان بعض العلماء لا يأخذون منه حديث إلا إذا صرح بسماعه
وضعه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب ( تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس) في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين ، وهذه المرتبة لا يقبل العلماء حديثهم إلا إذا صرحوا فيه بالسماع
من كتاب شرح علل الترمذي (لابن رجب الحنبلي) يقول في الجزء الثاني :- قال الشاذكوني : من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش، ولا عن قتادة إلا ما قالا: سمعناه.
انتهى
أي يشترط لصحة حديث الملس بأن يقول (سمعت فلان أو حدثنى فلان)
كان قتادة يحدّث عن بعض الضعفاء :-
قال معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن العلاء قال: (كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يغثّ عليهما شيء، يأخذان عن كل أحد). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
للمزيد راجع هذا الرابط :-
https://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=41017
وإذا عدنا الى حديث سبايا أوطاس والتي أغلبها لا تروى إلا من خلاله أو من خلال عثمان البتى (وهو أيضا عليه خلاف بين العلماء كما سوف أوضح ان شاء الله) ، فنجده أنه عنعن ولم يصرح بالسماع عن (أبى خليل) بل قال (عن أبى خليل) ولم يقل (سمعت أبى خليل) ، مما يضعف أحاديث سبايا أوطاس
ج- جميع من أخرج هذا الحديث في كتبهم بما فيهم الإمام مسلم (ما عدا الترمذى) ، كان أحد رواتها سعيد بن أبى عروبة ، الذي اشتهر بالاختلاط :-
فنقرأ من موقع اسلام ويب عن هذه الرواية :-
(وقد رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث سعيد بن أبي عروبة)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=425&bk_no=59&flag=1
ولكن سعيد بن أبى عروبة حتى وإن كان ثقة لدى البعض إلا أن هذا كان قبل اختلاطه ، فقد كان مشهور بالاختلاط وكان يتركه بعض رواة الأحاديث ولا ينقلون منه ، والاختلاط هو فساد العقل وتغيره ، ولم يكن له كتاب بل كان يحفظ ، وقيل عنه أنه روى عن بعض ممن لم يقابلهم ولم يسمع منهم
فقال عنه قال أبو نعيم: كتبت عنه بعدما اختلط حديثين فقمت وتركته.
قال عنه أبو عمر الحوضي: دخلت على سعيد بن أبي عروبة أريد أن أسمع منه، فسمعت منه كلاما عجيبا؛ سمعته يقول: الأزد أزد عريضه ذبحوا شاة مريضه أطعمـوني فأبيت ضـربوني فبكيت فعلمت أنه مختلط فلم أسمع منه
قال عنه محمد بن مثني: حدثنا الأنصاري قال: دخلت أنا وعبد الله بن سلمة الأفطس على سعيد بن أبي عروبة بعدما تغير فجعل ينظر في وجوهنا ولا يعرفنا.
ثنا ابن حماد، حدثني عبد الله، حدثني أبي قال: لم يسمع سعيد بن أبي عروبة من الحكم بن عتيبة ولا من حماد ولا من عمرو بن دينار ولا من هشام بن عروة ولا من إسماعيل بن أبي خالد ولا من عبيد الله بن عمر ولا من أبي بشر ولا من زيد بن أسلم ولا من أبي الزناد، قال أبي: وقد حدث عن هؤلاء كلهم، ولم يسمع منهم شيئا [الكامل في الضعفاء (4/ 446)]
راجع هذا الرابط :-
https://shamela.ws/narrator/2332
السؤال الآن :-
كيف عرفوا أنه روى ذلك الحديث قبل أم بعد الاختلاط ، أصلا فساد العقل يظهر بالتدريج ولذلك من الصعب اكتشافه في البداية
أما أبى داود فقد أخرج الرواية باسناد آخر وكان أحد رواتها شريك ابن عبد الله النخعي ، ورتبته عند أغلب المُحدثين أنه صدوق سيء الحفظ يخطئ كثيرا
أما الراوى الآخر فكان أبى الوداك : هو جَبر بن نَوف الهَمداني. / رتبته صدوق يهم ، يعني يدخل في كلامه أوهام
د- أما الترمذى فقد أخرجها من رواية عن طريق عن عثمان البتى وأيضا عليه خلاف وكذلك همام بن يحيى وكان يخطئ لأنه كان سئ الحفظ :-
نقل الترمذي الرواية عن طريق عثمان البتى والذى كان عليه أيضا خلاف بين العلماء فحتى إن رآه البعض ثقة إلا أن كان الرأى فيه من معاوية بن صالح عن ابن معين : ضعيف . وقال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه
وهذا يعني أن عثمان البتى عند أبو حاتم لا يحتج بكلامه ولا روايته يعني من الضعفاء
وكذلك نقل الترمذى الرواية عن طريق همام بن يحيى وهو إن كان ثقة لدى البعض إلا أنهم قالوا كان يخطئ وكان سيئ الحفظ
فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعتُ أَبي يقول: قال عفان: حدثنا يومًا همام. قال فقلت له: إن يزيد بن زريع حدثنا عن سعيد، عن قتاده، ذكر خلاف ذلك الحديث قال: فذهب فنظر في الكتاب، ثم جاء فقال: يا عفان، ألا تراني أخطىء وأنا لا أعلم قال عفان: وكان همام إذا حدثنا بقرب عهده بالكتاب، فقل ما كان يخطىء. «العلل» (682) .
قَال الساجي: صدوق سئ الحفظ ما حدث من كتابه فهو صالح
وما حدث من حفظه فليس بشيءٍ.
انتهى
الآن رأينا وجود اشكاليات في أسانيد تلك الرواية ، وأيضا خالفت أحاديث أخرى كما أوضحت ، وعندما نرى كيف تخالف هذه الرواية القرآن الكريم سندرك أنه لا يصح الاحتجاج بها ولا الأخذ بها
6 - آية (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) لا تتحدث عن جواز وطئ المسبية المتزوجة :-
تم استخدم روايات سبايا أوطاس تلك لتفسير آية (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) بالرغم من أن :-
أ- ملك اليمين لا تعنى مسبية ، فهناك فرق كبير بينهم :-
الآية تتكلم عن ملك اليمين ولم يذكر سبحانه إلا المسبيات
ملك اليمين :- أي المملوكين لسيدهم فيكونوا بذلك عبيدا له ، وكان هناك ملكات يمين اما لأنها ولدت من أبوين عبيد أو لأنه تم استبعادها قبل الاسلام أو كانت من عبيد الأمم الأخرى وتم بيعها للمسلمين ، بدليل ماريا القبطية فكانت ملك يمين الرسول عليه الصلاة والسلام ولم تكن من غنائم حرب
أما المسبية :- تعنى الأسيرة ، والأسيرة طبقا للقرآن الكريم فإن التعامل معها اما منا أو فداء أو الحبس حتى التوبة ، وبالفعل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يمن على الأسرى أو يفديهم بمسلمين ، مثل أسرى بدر وأسرى حنين وفتح مكة
والآية لا تتكلم عن المسبية حتى يتم تفسير الآية عليهم ويقال أنه يجوز وطئ المسبية المتزوجة ، فكما أوضحت هناك فرق بين ملك اليمين وبين المسبية
ب- بعض أهل العلم ومنهم أبي العالية ، و عبيدة بن عمرو السلمانى ، و أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان اليماني ، و سعيد بن جبير لم يفسروا الآية على جواز وطئ المسبية بل كان لهم تفسير آخر تماما :-
حيث فسروا المحصنات بمعنى العفائف من النساء وليس المتزوجات
فعن أبي العالية , قال : يقول : انكحوا ما طاب لكم من النساء : مثنى , وثلاث , ورباع , ثم حرم ما حرم من النسب والصهر , ثم قال : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } فرجع إلى أول السورة إلى أربع , فقال : هن حرام أيضا , إلا بصداق وسنة وشهود
أما عبيدة بن عمرو السلمانى قال : أحل الله لك أربعا في أول السورة , وحرم نكاح كل محصنة بعد الأربع , إلا ما ملكت يمينك
للمزيد راجع تفسير الطبري
يعني لا علاقة للآية بوطئ السبية اطلاقا
ج- وما يؤيد ذلك آيات أخرى في القرآن الكريم ، فقد كانت الآية تحريم للزنا وتوضح أنه لوطئ الحرة فيجب أن يكون الزواج بمهر أما لوطئ ملك اليمين من قبل سيدها فيكون بنكاح بدون مهر:-
يعني الآية حول المهر وليس حول وطئ مسبية متزوجة أم لا ، ونلاحظ أن الآية تقول (ملك اليمين) ولم يقل (المسبيات) لأنه كان هناك عبيد من قبل الإسلام أو تم استعبادهم من الأمم الأخرى ولا علاقة لهم بالسبى في الحروب
فالآية (5) من سورة المائدة فسرت المقصود من الآية (24) من سورة النساء
قال الله تعالى :- (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ ((إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)) وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)) (سورة المائدة)
الله عز وجل في هذه الآية أوضح أن المحصنات من المؤمنات أو من أهل الكتاب حلال للمؤمنيين بشرط هو دفع مهر الزواج وليس بالزنا ، حيث قال سبحانه (إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) يعنى هن حلال في حالة إذا أتيتهن أجورهم محصنيين ، أي بالعفة غير زناة أي بالزواج الذي به مهر
أي أنه لو بدون مهر الزواج فهو محرم وهذا هو ما ورد في الآية (24) من سورة النساء ، فالمحصنات من النساء محرمات إلا ما ملك اليمين وأحل ما وراء ذلك بأموال المؤمن (أي بالمهر) محصنين أي عفيفين غير زناة وذلك بزواج بمهر ، ولا علاقة اطلاقا للآية باستحلال وطئ المسبية
للمزيد راجع :-
https://historybibles.blogspot.com/2024/12/blog-post_33.html
7 - قصة سبايا أوطاس تتعارض مع القرآن الكريم :-
أ - قول الله عز وجل في القرآن الكريم واضح في الأسرى فلا يوجد بها استعباد وانما المن أو الفداء أو الحبس حتى يتوبوا :-
فالتعامل مع الأسرى يكون بالمن (أي إطلاق سراحهم بدون مقابل ) أو فداء (أي استبدال مع أسرى مسلمين أو مقابل مادى) ، أو حبسهم (حصرهم) حتى يتوبوا ، فإن تابوا يتم اخلاء سبيلهم ، وهذا يعني أنه لا وجود لفكرة بيعهم في أسواق النخاسة ، لأنه لو كان هناك بيع لهم ما استطاع المسلمين إخلاء سبيلهم ، فلم يرد أبدا خيار لاستعباد الأسرى ولا أخذهم ملك يمين
قال الله تعالى :- (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ ((فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء)) حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)) (سورة محمد)
قال الله تعالى :- (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)) (سورة التوبة)
لا نجد في القرآن الكريم (أحل لكم السبايا من الأسرى) ، (أحل لكم استعباد البشر الكافرين) ، (أحل لكم استعباد المقاتلين الكفار بعد أسرهم)
ولكن دائما فك رقبة وليس استعباد البشر
ب - الرواية الصحيحة لقصة غزوة تبوك وتحجج المنافقين بالفتنة ، دليل على عدم وجود فكرة وطئ السبايا في الإسلام :-
الرواية الصحيحة عن تحجج المنافقين حتى لا يشاركوا في غزوة تبوك تقول :-
(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِجَدِّ بْنِ قَيْس: يَا جَدُّ هَلْ لَكَ فِي جِلَادِ بَنِي الْأَصْفَرِ؟ . قَالَ جَدُّ: أَوَتَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَإِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ النِّسَاءَ وَإِنِّي أَخْشَى إِنْ أَنَا رَأَيْتُ نِسَاءَ بَنِي الْأَصْفَرِ أَنْ أَفْتَتِنَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ: قَدْ أَذِنْتُ لَكَ)
انتهى
جد بن قيس أراد ألا يخرج لقتال بني الأصفر (الروم) فتحجج بأنه إن شاهد نساءهم سوف يفتن ، وهذا غريب ، فاذا كن السبايا أي (نساء المهزومين من معارك المسلمين) حلال وطئهن ، فلماذا يخاف جد بن قيس من الفتنة ؟؟!!!
واذا كن نسائهم حلال بعد هزيمتهم في المعركة ، فلماذا الرسول عليه الصلاة والسلام يعتبرها فتنة ؟؟!!
لو كانت السبايا حلال لما كان تم اعتبارها فتنة ، ولكنها فتنة لأنها لم تكن ، فلا يحل للمسلم وطئ إلا امرأة حرة يتزوجها بمهر أو امرأة ملك يمينه بدون مهر أو امرأة ملك يمين آخر فيتزوجها بمهر
قال الله تعالى :- (إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)) (سورة المؤمنون)
قال الله تعالى :- (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25)) (سورة النساء)
الأسرى ليسوا ملك يمين لأنه ببساطة شديدة يوجد خيارات بشأنهم ليس من ضمنها استعبادهم
يا سادة، بالله عليكم أخبروني :-
من هي السبية التي ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام وطئها بملك اليمين ؟؟!!
لا يوجد ، فالثابت أنه أطلق سراح جويرية وصفية وتزوجهما
أليست هذه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟!!!
فالسنة الصحيحة هي اتباع أفعاله ، وأفعاله هو عدم وطئ أسيرة بملك يمين
على العموم ان شاء الله في موضوع منفصل سوف أتكلم عن مدى جواز وطئ المسبية في ظل الآية 50 من سورة الأحزاب وان شاء الله سوف أعرض أقوال مختلف المفسرين فيها
تعليقات
إرسال تعليق