الرد على شبهة عدم قيام الإسلام بإلغاء الرق كما حرم السرقة و القتل
يقول صاحب الشبهة :-
كيف تقولون أن الاسلام شجع على عتق العبيد وفى نفس الوقت لم يحرم العبودية كما حرم السرقة والقتل ، وكيف يحل الاسلام الزنا بملكات اليمين إن كان يدعو إلى عتق العبيد ؟؟!!
انتهى
الإجابة هي :-
المقدمة :-
الإسلام شجع على عتق العبيد نعم وأغلق منابع الرق ، فالمسلم لا يسترق ولا يستعبد حر ، ولكن قواعد عتق العبيد تم وضعها من أجل من كانوا فى العبودية قبل ذلك أو كانوا عبيد بسبب الأمم الأخرى التى من ضمنها المسيحيين ، لذلك حث الله عز وجل المسلم على عتق العبيد وجعل أحد طرق التكفير عن الإثم هو بتحرير رقبة (مع وجود خيارات أخرى في حالة عدم وجود عبيد ، مما يدل على أن نظام العبودية ليس نظام أساسى في المجتمع الإسلامي بل هو نظام مؤقت من أجل من كانوا في العبودية قبل ذلك )
قال الله تعالى :- (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)) (سورة المجادلة)
أول خيار للتكفير هو عتق رقبة (فإن لم يجد) ، أي من لم يجد عبد يعتقه ، ثم يعطينا الله عز وجل الخيارات الأخرى
فهذا الحث على العتق مع منع استرقاق الأحرار، يلغى حالة الرق التي كانت موجودة قبل ذلك وأيضا يجعل المسلم يشترى عبيد الأمم الأخرى ليخلصهم مما هم فيه من رق بعتقهم (ومن أشهر الأمثلة على ذلك (المماليك) فكانوا عبيد الأمم الأوروبية فاشتراهم المسلمين وأعتقوهم) ، حتى يأتي اليوم ألا يكون فيه عبيد ، حينها يمكن للمسلم أن يكفر عن إثمه بالخيارات الأخرى التي أعطاها له الله عز وجل (لذلك كانت هناك الخيارات الأخرى)
ولكن السؤال الذي يسأله البعض ، لماذا لم يقم الإسلام بإلغاء الرق بشكل مباشر وبأمر واحد ؟؟
والإجابة ببساطة هي :-
كان هناك في جميع الأمم نظام عبودية قائم ومستقر (من قبل الإسلام) فكان من الصعب التعامل معها مثل التعامل مع السرقة والقتل ، فالسرقة والقتل هي أمور وقتية (كانت ترفضها المجتمعات ) لذلك لن يترتب على تحريمها بشكل مباشر وفورى ، أمور وأبعاد طويلة المدى على شرائح واسعة من المجتمع بينما العبودية هو أمر يتعلق بنظام اجتماعي ، فأي قرار سوف يتم اتخاذه بشأنه سوف يترتب عليه آثار بعيدة وواسعة المدى على المجتمع ككل ، آثار تؤدى إلى مقتل هؤلاء العبيد أنفسهم وانتشار الانحلال والبغاء بينهم وفى المجتمع ككل و أوضح مثال على ذلك ما حدث للعبيد في أمريكا بعد قرار ابراهام لينكولن منع العبودية فوريا ، لم يفكر أحد ما الذي حدث للعبيد بعد هذا القرار الاجتماعى الغير مدروس فالحقيقة أن أول المتضررين من هذا القرار كان العبيد المحررين أنفسهم وان شاء الله من خلال هذا الموضوع سوف يتضح للقارئ ما الذي حل بهم نتيجة قرار متسرع وغير مدروس
ولذلك البديل هو التعامل مع وضع هؤلاء العبيد (الذين كانوا في العبودية قبل الاسلام أو بأيدي غير المسلم) بحكمة تعطيهم حقوق وتصون كرامتهم ، وهذا هو ما فعله الإسلام الأمر الذي أدى إلى عدم ظهور الإشكاليات عند تحرير العبيد التي ظهرت في أمريكا ، لأن مجتمعهم لم يكن مهيأ لتقبل فكرة أن العبد من حقه الحرية وو من أهل بيتك ، وهذا كله يتجاهله أصحاب الشبهة لأنهم ببساطة شديدة لا يعرفون كيف كان وضع العبيد قبل الإسلام وفى الأمم والحضارات بل الأديان الأخرى التي كانت تقنن عملهم في البغاء
على العموم ان شاء الله في هذا الموضوع سوف أتكلم عن ذلك بالتفصيل :-
1- الإسلام يحرم استرقاق الأحرار لتقليل أعداد الأرقاء :-
ما هى طرق الاسترقاق ؟؟
أ- بيع الأبناء و كذلك عدم القدرة على سداد الديون:-
حيث ان الرجل الفقير تتكالب عليه الديون فلا يستطيع سداده فيصبح عبد لصاحب الدين أو أنه يبيع ابنه أو ابنته ، ولكن هذا لا وجود له فى الاسلام ، فلا أحد يستعبد أحد لأنه لا يستطيع سداد دينه
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279) وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280)) (سورة البقرة)
عن أبي هريرة رضي الله عنه" عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه) [ رواه البخاري].
ونقرأ من موقع إسلام ويب :-
(وقد عقد الدكتور عبد الناصر ميلاد في رسالته للدكتوراه: البيوع المحرمة والمنهي عنها ـ مبحثًا عن حكم بيع الإنسان الحر، قال فيه: إن المتتبع للنصوص الشرعية يجد أن الشريعة الإسلامية قد حرمت بيع الحر مطلقًا ... وأن الإطار العام لهذا التحريم هو أن جسم الإنسان سواء كان حيًا أو ميتًا لا يعد من الأموال، وبالتالي لا يجوز بيعه، حتى إن العلامة ابن قدامة قال: لا نعلم في ذلك خلافًا؛ ولهذا كان المظهر الحقيقي لتكريم الإنسان هو عدم جواز بيع الإنسان الحر، وفي هذا يقول الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.. اهـ.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
بينما نجد في سفر الخروج بكتاب المسيحيين المقدس تشريع وتقنين قيام الإنسان ببيع ابنته لرجل له أن يدخل بها بدون زواج فإن لم يريدها فليطلقها ولكن لا وجود لكتاب طلاق ، لأنه أصلا لم يتزوجها
فنقرأ من سفر الخروج :-
21 :7 و إذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد
21 :8 ان قبحت في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه يدعها تفك و ليس له سلطان ان يبيعها لقوم اجانب لغدره بها
21 :9 و ان خطبها لابنه فبحسب حق البنات يفعل لها
21 :10 ان اتخذ لنفسه أخرى لا ينقص طعامها و كسوتها و معاشرتها
21 :11 و ان لم يفعل لها هذه الثلاث تخرج مجانا بلا ثمن
هذا النص يسمح للرجل بأن يبيع ابنته لرجل ليأخذها ويطئها بدون زواج ، فالكلمة العبرية التي جاءت بمعنى (خطبها) تأتى أيضا بمعنى اجتمع بها (ومعنى أن يجتمع رجل بامرأة هو أن يطئها) ، ولا يمكن أن يكون المقصود زواج لأنه ببساطة ورد في نهاية النص أن الرجل إن لم يريدها فإنه يتركها تخرج مجانا ، ولم يرد أنه يعطيها كتاب طلاق ، وهذا يعني أنه لا يوجد زواج لأنه لا يوجد طلاق
نقرأ من سفر التثنية :-
24 : 3 فان ابغضها الرجل الاخير و كتب لها كتاب طلاق و دفعه إلى يدها و اطلقها من بيته أو إذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة
أي أنه لانفصال اثنان متزوجين يجب أن يكون هناك كتاب طلاق ، ولكن لم يرد هذا في سفر الخروج عن الأمة التي تم بيعها مما يعني أن العلاقة مع سيدها ليست علاقة زواج بعقد
ب- خطف الأحرار ثم بيعهم عبيد :-
وهذا أيضا حرمه الإسلام
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) (سورة المائدة)
عن أبي هريرة رضي الله عنه" عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه) [ رواه البخاري].
ولذلك نجد أنه في حين كان الأوروبيين يخطفون البشر ويبعونهم فى أسواق النخاسة
لم يكن يحدث ذلك في البلاد الإسلامية
لأن الإسلام حرم ذلك ، ولكنه فى نفس الوقت سمح بشراء العبيد من الأمم الأخرى ليتم بعد ذلك عتقهم يعنى ينقذهم من الذين اعتدوا عليهم واستعبودهم
ولكن يظل السؤال الذي يسأله المسيحيين والملحدين ، لماذا لم يقم بإلغاء العبودية بشكل مباشر بالنسبة لمن هم في الرق ، والغريب أن يسأل المسيحيين هذا السؤال حيث لم يرد في كتابهم سواء عهد قديم أو عهد جديد الدعوة لإلغاء العبودية أو عتق العبيد أو حتى الخطوات الأولية لعتق العبيد ؟؟!!!
على العموم فإن الاجابة ان شاء الله في النقاط التالية
2- لأن الرق و العبودية نظام اجتماعي فأي تغير به يجب أن يكون تدريجيا حتى لا يموت ملايين العبيد كما حدث لعبيد أمريكا المحررين بسبب قرار ابراهام لينكولن المتسرع والغير مدروس عندما مات مليون عبد محرر من الجوع والمرض لعدم تمكنهم من مواجهة الحياة بمفردهم :-
من هم في العبودية بالفعل ، هم نشأوا وترعرعوا في ظل هذا الوضع ، فلا يعرفوا أن يعملوا إلا أن يكونوا خدم لسادتهم ، لا يستطيعون أن يعيشوا إلا بتوجيه سادتهم ، هؤلاء العبيد أغلبهم لا يعرف لهم أهل ولا موطن ، فبعضه جاء إلى مقر بعبوديته وهو طفل أو تم بيعه من مكان بعيد وهو طفل ، فأهله هو سيده وموطنه هو المكان الذي يعيش فيه ، وبيته هو بيت سيده
فتخيلوا معى يا سادة شخص بهذا الوضع فجأة تُجبر سيده على عتقه ، فماذا ستكون نفسية سيده نحوه وكيف هو سيعيش ؟؟
سوف يحنق عليه سيده ويرفض مساعدته ويطرده ، أما العبد فلن يستطيع أن يعود إلى أهله ولا وطنه لأنه لا يعرفهم أصلا و بفرض انه يعرف أهله لكن غالبا سيكونوا مثله عبيد لا يعرفون أن يعيشوا إلا بتوجيه سادتهم ، سوف يجدوا أنفسهم فجأة في العراء بدون بيت ولا مال ولا عمل ، لا شئ
وفى نفس الوقت فإن سادتهم السابقين يرفضون مساعدتهم لأنه تم اجباره على تحرير العبيد وهو بهذا خسر أموال طائلة وقد تكون ثروته كلها ، فلماذا سوف يساعد شخص كان عبده والأن أصبح ندا له بعد أن تسبب في خسارة ماله ؟؟؟!!!!!
فما الذي سيحدث لهؤلاء يا ترى ؟؟!!!!
انه الموت إما بالجوع أو لانتشار الأمراض المعدية أو اتجاه للسرقة والجريمة ليسد جوعه ، أما النساء فأسهل طريقة لها لكسب المال هو العمل في البغاء فينشر بينهم الانحلال ، بل سينتشر في المجتمع ككل ، وهذا هو ما عليه مجتمع السود الأمريكان حتى يومنا هذا
ولكن ماذا لو أعتقهم طواعية ، وحبا لله عز وجل ،أو قام الحاكم بعطائه المال مقابل عتق هؤلاء العبيد (كما في الإسلام فإن من مصارف الزكاة هو عتق العبيد) سوف يرعاهم ويساعدهم ويكونوا مواليه من بيته من أهله وسوف يكون عونا لهم على مصاعب الحياة
ليست كل الأحكام تصلح أن تلغى بشكل مباشر ، وإلا وقعت كوارث ، مثلما حدث فى أمريكا والحرب الأهلية وما حدث بعدها فى ذلك المجتمع
ما أقوله ليس كلام من عقلى لأدافع به عن قرار الاسلام بل هو الحقيقة والواقع الذي نراه بجلاء ووضوح فيما حدث لعبيد أمريكا المحررين الذين مات منهم ما لا يقل عن مليون من أصل أربعة ملايين ، نتيجة لقرار ابراهام لينكولن عتقهم بدون دراسة أوضاعهم الاجتماعية بعد هذا التحرير
نقرأ من موقع صحيفة الديلى ميل (daily mail) البريطانية بعنوان ('The end of slavery led to hunger and death for millions of black Americans': Extraordinary claims in new book
) أي "أدت نهاية العبودية إلى الجوع والموت لملايين الأمريكيين السود": ادعاءات غير عادية في كتاب جديد :-
President Abraham Lincoln's Emancipation Proclamation gifted freedom to four million black Americans in 1863
Former slaves struggled to begin their free life and up to one million died or got sick
Challenges the accepted wisdom of the Unionist North being sympathetic to the cause of freed slaves
Whole families returned to work on the plantations they had escaped because there was no work and no food
ثم نقرأ :-
Instead of a granting former slaves a glorious moment of freedom, President Abraham Lincoln's Emancipation Proclamation condemned millions to a life of disease and hunger says historian Jim Downs in his new book, 'Sick from Freedom'.
Scouring through obscure records, Professor Downs has revealed that freed slaves were subject to outbreaks of cholera and smallpox as they attempted to start new lives for themselves and that thousands starved to death.
ثم نقرأ :-
In fact in the years following 1863, the public health problems that freed slaves experienced attempting to set up their own homes, getting jobs and feeding their families seemed so intense that some historical observers wondered whether all black Americans might die.
In 1863, one white religious figure wrote, 'Like his brother the Indian of the forest, he must melt away and disappear forever from the midst of us.'
While the accepted view is that the Unionist North was sympathetic to the plight of all southern slaves, Professor Downs feels that there was in fact an element of turning a blind eye to the problems the newly freed people experienced.
'In the 19th century people did not want to talk about it,' said Professor Downs to the Observer.
While the accepted view is that the Unionist North was sympathetic to the plight of all southern slaves, Professor Downs feels that there was in fact an element of turning a blind eye to the problems the newly freed people experienced.
ثم نقرأ :-
'Some did not care and abolitionist, when they saw so many freed people dying, feared that it proved true what some people said: that slaves were not able to exist on their own.'
الترجمة :-
إعلان تحرير العبيد الذي أصدره الرئيس أبراهام لنكولن ، منح الحرية لأربعة ملايين أمريكي أسود في عام 1863
كافح العبيد السابقون لبدء حياتهم الحرة وتوفي أو مرض ما يصل إلى مليون شخص
متحديا الحكمة المقبولة بأن الشمال الاتحادي متعاطف مع قضية العبيد المحررين
عادت عائلات بأكملها للعمل في المزارع التي فروا منها بسبب عدم وجود عمل ولا طعام
ثم نقرأ :-
بدلاً من منح العبيد السابقين لحظة مجيدة من الحرية ، فإن إعلان تحرير العبيد الذي أصدره الرئيس أبراهام لنكولن ، حكم على الملايين بحياة المرض والجوع ، كما يقول المؤرخ جيم داونز في كتابه الجديد "مريض من الحرية".
من خلال البحث في السجلات الغامضة ، كشف البروفيسور داونز أن العبيد المحررين كانوا عرضة لتفشي الكوليرا والجدري أثناء محاولتهم بدء حياة جديدة لأنفسهم وأن الآلاف يموتون جوعاً.
ثم نقرأ :-
في الواقع فإنه في السنوات التي أعقبت عام 1863 ، فان مشاكل الصحة العامة للعبيد بدت شديدة حيث عانى العبيد المحررين من محاولة إنشاء منازلهم والحصول على وظائف وإطعام عائلاتهم لدرجة أن بعض المراقبين التاريخيين تساءلوا عما إذا كان جميع الأمريكيين السود قد يموتون.
في عام 1863 ، كتب أحد الشخصيات الدينية البيضاء ، "مثل شقيقه هندي الغابة ، يجب أن يذوب ويختفي من بيننا إلى الأبد".
في حين أن وجهة النظر المقبولة هي أن الاتحاد الشمالي كان متعاطفًا مع محنة جميع العبيد الجنوبيين ، يشعر البروفيسور داونز أنه كان هناك في الواقع عنصرًا لغض الطرف عن المشاكل التي عانى منها الأشخاص المحرّرون حديثًا.
ثم نقرأ :-
"البعض لم يهتم وألغى العبودية ، وهم يشاهدون الكثير من الأشخاص المحررين يموتون ، خوفا أن يكون ذلك صحيحًا ما قاله بعض الناس: أن العبيد لم يكونوا قادرين على العيش بمفردهم".
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وهذا الرابط أيضا :-
https://www.ancestry.com/historicalinsights/life-after-slavery-united-states
المسألة ليست سهلة ولا بسيطة كما يتخيل البعض بل هي مشكلة متراكمة كان يجب أن يتم التعامل معها بحكمة ، فأثارها السلبية في أمريكا ممتدة حتى يومنا هذا بالرغم من مرور حوالي 160 عام ، حيث ظهر بعد ذلك في القرن العشرين جماعات من الأمريكيين البيض تخصصت في اختطاف السود وقتلهم حرقا أحياء ، وكذلك لازالت مجتمعات الأمرييكين السود تعانى من انتشار الأمراض والمخدرات والجريمة ، فهم مجتمعات منفصلة عن مجتمعات الأمريكيين البيض
من السهل أن يطلق على شخص أنه محرر العبيد ولكنه في الحقيقة قاتل العبيد فكان يرى أمام عينه ما يحدث لهم بعد قراره بدون أن يحرك ساكنا
وهذا أكبر دليل على صدق نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام ، فكيف لرجل أمى عاش في الصحراء منذ أكثر من 1400 عام أن يدرك هذه الأثار السلبية ويعمل على حلها بمنتهى الحكمة ؟؟!!!
لا يمكن أن يكون هو ولا أي بشرى بل هو الله عز وجل
لذلك كان الحل هو منع استعباد الحر ، وفى نفس الوقت تشجيع مجتمع السادة على عتق العبيد وتحبيبهم في ذلك ، وإنشاء رابطة مثل رابطة الأهل بين السيد وبين عبده وأمته سواء كان لايزال في ملك يمينه أو حتى بعد أن تحرر ، ولذلك عندما تم الغاء العبودية في البلاد الاسلامية لم تظهر المشكلات التي ظهرت في أمريكا وذلك لأن المجتمعات الاسلامية كانت مهيأة لتقبل فكرة أن العبد انسان وهو من أهل بيتك حتى ان حصل على حريته فيجب أن تعضده
ففى الإسلام تحرر العبيد برضا سادتهم المسلمين ، فأصبحوا أهل وأخوة ، بلال بن رباح العبد أصبح سيدنا بلال، صهيب الرومى العبد ، أصبح سيدنا صهيب
مع المسلمين أصبح العبيد حكام وملوك وسادة وأخوة ، لأن عتقهم جاء طواعية وليس بالاجبار
وتم تنظيم عملية التحرير والعلاقة بين السيد والعبد السابق بعد التحرر ، وأيضا تنظيم العلاقة بين السيد والعبد
وهذا هو ما لم يستطيع أن يقوم به ابراهام لينكولن ولا أى حاكم أمريكى حتى الآن
3- إذا تم إلغاء العبودية في العالم الإسلامي بينما تستخدمه باقي الأمم ، فهذا يعني تخلي المسلمين عن بؤساء العالم ، ولو كانت جميع الأمم تطبق شريعة الإسلام منذ وقت نزوله ، كان تم إلغاء العبودية في العالم منذ مئات السنين وبدون موت أحد وبدون انتشار الكره بين أفراد المجتمع :-
المسلمين لا يعيشون في مجتمع منفصل عن العالم ، وكان العالم من حولهم يسعون إلى استعباد البشر وامتهان كرامتهم
إن الله عز وجل أعطى أمر موجه للمسلمين ، من سوف يستمعون إليه هم المسلمين ولكن باقي الأمم سوف تظل على قناعتها في استعباد البشر ، فأحكام الإسلام يخضع لتنفيذها المسلمين وليس البلاد الأخرى والتي كانت تجيز في الأزمنة الماضية استرقاق الأحرار اما بالخطف أو بسبب أن عليه ديون أو لفقر الآباء كانوا يبيعون أبناءهم
يعني سوف يظل الوضع قائم ، وسوف يظل هناك عبيد ، فهل يتركهم الاسلام ؟؟!!!
المسلمين لا يعيشون في مجتمع منفصل عن العالم ، و الإسلام لا يترك أحد ، ويفكر في الجميع ، فالإسلام ليس دين السادة فقط بل هو دين جميع البشر ، يبحث عن الجميع
لذلك سوف أفترض أن الإسلام منع العبودية بشكل مطلق ، فسوف تكون النتيجة أن عبيد الأمم الأخرى لن يكون لهم مكان فى دولة الإسلام ، وبذلك سوف يظلوا فى بلاد الأمم الأخرى عبيد مطحونين ولن يكون لديهم أى أمل فى العتق
ولكن مع السماح لوجودهم فى دولة الاسلام عن طريق الشراء أو قبول الهدية ، فسوف يأتون الى بلاد المسلمين ويتعلمون الاسلام ، ثم يتم عتقهم (لأن أحكام الإسلام تعدد سبل عتق العبيد)
وكان من أمثلة ذلك المماليك ، الذين جئ بهم عبيد من بلادهم ولكنهم صاروا ملوك وأمراء في بلاد المسلمين
فجميع الأمم قبل الإسلام حثت على استعباد البشر بما فيهم اليونانيين التي يزعمون أنهم أصحاب حضارة
فنقرأ من موسوعة ويكبيديا :-
Slavery was an accepted practice in ancient Greece, as in other societies of the time. Some Ancient Greek writers (including, most notably, Aristotle) described slavery as natural and even necessary.
الترجمة :-
كانت العبودية ممارسة مقبولة في اليونان القديمة ، كما هو الحال في المجتمعات الأخرى في ذلك الوقت. وصف بعض الكتاب اليونانيين القدماء (ومنهم أرسطو على وجه الخصوص) العبودية بأنها طبيعية بل وضرورية
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://en.wikipedia.org/wiki/Slavery_in_ancient_Greece
حتى وان عارض الرواقيون العبودية ، إلا أنها كانت معارضة على استحياء لأنها لم تغير شئ على أرض الواقع ، فظل العبيد عبيد ولم يتم عتقهم
بينما في الإسلام كان المسلمين يشترون عبيد الأمم الأخرى فينقذونهم مما هم فيه من هوان وبؤس ويعلموهم الاسلام و يساعدونهم ، ثم يعتقونهم لوجه الله عز وجل ، وبهذا يكون المسلم أنقذ المستضعفين في الأرض حتى وان كانوا من بلاد أخرى
وبشكل عام فلو كانت جميع الأمم طبقت شريعة الإسلام بشأن الرق منذ نزول القرآن الكريم ما كان أصبح هناك عبد على وجه الأرض منذ مئات السنين وبدون موت أحد كما حدث مع الأمريكان السود عند تحررهم
4 - إلغاء العبودية بشكل سريع وبغير تدريج يعنى انتشار البغض والكره بين طبقات المجتمع وأفراده :-
البعض كانت ثروته في هؤلاء العبيد ، فاذا أصدرت أمر فوري بعتقهم ، فهذا يجعل البعض يخسر جميع أمواله ، ومعها يزداد حنقه وحقده على العبيد ، فتنشأ العداوة في المجتمع ، وهذا ما حدث في أمريكا بعد إلغاء الرق ، فكان الرجل الأبيض الجنوبى كاره وحانق على هؤلاء السود لدرجة أنهم ظلوا حتى ستينيات القرن العشرين يضطهدون السود ، بل ويخرجون في مجموعات في جنح الليل لخطف أي أسود وحرقه
ولذلك لم يمنع الرق بشكل فورى بل قنن طرق عتق العبيد لدرجة أنها أصبحت أحد مصارف الزكاة حيث يجب على الحاكم إنفاق جزء من الزكاة في عتق ، بأن يسدد للمالك ما سبق وأن دفعه ثمن للعبد ، وبذلك لن يحنق السيد على من كان عبده في السابق ويحاول الانتقام منه
5 - جعل الإسلام علاقة المالك بعبده وأمته سواء في ظل العبودية أو بعد تحريره هي علاقة الأهل والأخوة :-
لم يكتف الاسلام بغلق منابع الرق ، ولا تشجيع على عتق العبيد من خلال جعله أحد مصارف الزكاة وجعله كفارة لكثير من الذنوب وعتقا من النار ، ولكن أيضا في حالة عدم القدرة على عتق العبيد لأسباب مالية ، فإنه نظم تلك العلاقة بما يحفظ حقوق العبد وكرامته ، فجعل العلاقة بين العبد وسيده هي علاقة أخوة و أهل وليس علاقة سيد بعبده ، حتى إذا تم التحرير تستمر علاقة الأهل والأخوة بينهم ، فيجد العبد المحرر له أهل يقف معه ويعضده وبيت يأويه
أ- بالنسبة للعلاقة في ظل فترة العبودية فهي علاقة الأهل :-
قال الله تعالى :- (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25)) (سورة النساء)
سبحانه أطلق في الآية على السادة الذين يملكون الآمة اسم (الأهل) ، فهذا هو ما كان يسعى اليه الاسلام وهو أن يصير السادة أهل وعزوة لانسان ضعيف فقد أهله الحقيقيين وأصبح بلا سند في الحياة فلا يحدث له عند عتقه ما حدث للأمريكيين السود العبيد بسبب قرار سريع وغير مدروس من ابراهام لينكولن
نقرأ من تفسير زهرة التفاسير :-
(فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان النكاح: العقد، ولا يستعمل في القرآن إلا بهذا المعنى، والمعنى: فاعقدوا عليهن عقد الزواج بإذن أهلهن، وأهلهن في هذا المقام هم المالكون لهن. وعبر عن المالكين بالأهل؛ حملا للناس على الأدب في التعبير؛ ولأنه يجب أن تكون العلاقة بين العبد ومالكه علاقة أهل لا علاقة رق، ولذا يجب عليه أن يعطيه كل حقوق قرابته من مأكل ومسكن وملبس، ولذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم ?: " إخوانكم خولكم ( أي مكنكم الله من رقابهم) قد ملككم الله إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم، أطعموهم مما تطعمون، واكسوهم مما تكسون " . وأمر [ ص: 1646 ] سبحانه وتعالى بإعطاء المهور، وشدد في ذلك، وقال: " بالمعروف " أي: بالقدر الذي لا يستنكره العرف، فلا يتخذ من كونها أمة سبيلا لغمط حقها، وتصغير شأنها. وبين أن إعطاء الأجر يكون للأمة نفسها، وهذا يدل على أنها تملكه وهو حقها، وهي تحتاج إليه في إعداد نفسها للزواج، وبذلك يثبت أن العبيد أهل للملكية، وقد أثبتت الملكية للعبيد والإماء - الظاهرية، وذلك ظاهر القرآن الكريم، كما تدل الآية الكريمة، إذ فرقت الآية بين العقد والمهر، فالعقد يتولاه المولى، والمهر تعطاه هي.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&ID=426&bk_no=221&bookhad=
عن أبى هريرة أنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أتَى أحَدَكُمْ خادِمُهُ بطَعامِهِ، فإنْ لَمْ يُجْلِسْهُ معهُ، فَليُناوِلْهُ لُقْمَةً أوْ لُقْمَتَيْنِ، أوْ أُكْلَةً أوْ أُكْلَتَيْنِ؛ فإنَّه ولِيَ عِلاجَهُ.
(صحيح البخارى)
عن جابر بن عبد الله قال ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أَطعِموهم مما تأكلون ، و أَلبِسوهم من لبوسِكم ، و لا تُعذِّبوا خلقَ اللهِ عزَّ وجلَّ
(أخرجه البخاري)
وصحيح ابن ماجة عن أبى ذر الغفارى أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :- (إخوانُكُم جعلَهُمُ اللَّهُ تحتَ أيديكُم ، فأطعِموهم مِمَّا تأكُلونَ ، وألبِسوهم مِمَّا تلبَسونَ ، ولا تُكَلِّفوهم ما يغلبُهُم ، فإن كلَّفتُموهُم فأَعينوهُم)
(أخرجه البخاري ومسلم)
وعن أبو هريرة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :- (للمملوكِ طعامُهُ وكسوتُهُ بالمعروفِ ، ولا يُكَلَّفُ من العملِ إلا ما يطيقُ)
(أخرجه مسلم)
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم: عبدي أو أمتي، كلكم عباد الله، ونساؤكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي
(أخرجه مسلم)
يعني يطلق السيد على عبيده مثلما يطلق على أبنائه فالغلام هو الابن ، والجارية هي الابنة
وجعل الاسلام كفارة ضرب عبد هو عتقه
عن أبو عُمَرَ زَاذَانُ، أنه قال : أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَقَدْ أَعْتَقَ مَمْلُوكًا، قالَ: فأخَذَ مِنَ الأرْضِ عُودًا، أَوْ شيئًا، فَقالَ: ما فيه مِنَ الأجْرِ ما يَسْوَى هذا، إلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: مَن لَطَمَ مَمْلُوكَهُ، أَوْ ضَرَبَهُ، فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ
(صحيح مسلم)
وعن أبو مسعود عقبة بن عمرو أنه قال : كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِن خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عليه، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هو رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هو حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقالَ: أَما لو لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ.
(صحيح مسلم)
روى مالك في الموطإ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَتْهُ وَلِيدَةٌ قَدْ ضَرَبَهَا سَيِّدُهَا بِنَارٍ أَوْ أَصَابَهَا بِهَا فَأَعْتَقَهَا
وعن سويد بن مقرّنٍ- رضي الله عنه- قال: لقد رأيتني سابع سبعةٍ من بني مقرنٍ ما لنا خادمٌ إلا واحدةٌ لطمها أصغرنا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها. رواه مسلم
ب- بالنسبة للعلاقة بعد عتق العبد أو الآمة :-
بعد قيام السيد بعتق عبده فيصبح بينهم رابط الولاء فيكون العبد الحر هو مولى فلان ، فكما رأينا ما حدث لعبيد أمريكا المحررين فلم يجدوا طعام ولا مأوى ، ولا عمل ، لا شئ ، ولذلك فإن من نشأ وترعرع في ظل العبودية يكون بحاجة إلى أهل وسند ، ولذلك كان في الإسلام نظام الولاء والمولى
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الولاء لمن أعتق )
(صحيح البخاري ومسلم)
وكلمة مولى معناها هو الحليف ولذلك نقرأ ه في القرآن
قال الله تعالى :- (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11))
(سورة محمد)
و لذلك فتلك الكلمة كانت تطلق على الأقارب ، وأيضا على من دخلوا الإسلام من البلاد الأخرى و أصبحوا حلفاء المسلمين العرب ، كما كان بعض قبائل اليهود موالى لقبيلة الأوس ، أي حلفائهم
وبناء عليه فأصبح المولى المعتق من أهل بيت سيده حتى بعد تحرره ، وتسرى عليه أحكام أهل بيت سيده فأصبح من أهله
فعن أبى رافع مولى الرسول عليه الصلاة والسلام قال :- (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ استعملَ رجلًا من بني مخزومٍ على الصَّدقةِ فأرادَ أبو رافعٍ أن يتَّبعَهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ الصَّدقةَ لا تحلُّ لنا وإنَّ مولى القومِ منْهم)
(صحيح النسائى)
المولى أي العتيق
فالصدقات لا تحل للرسول عليه الصلاة والسلام ولا على أهل بيته ، وقد بينت الرواية أعلاه أن أبى رافع أيضا لا تحل له الصدقات لأنه من أهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام
فعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب"
يعني تظل علاقة الأهل قائمة حتى بعد العتق ، فيجد العبد المحرر من يعضده في هذه الحياة وبديلا عن أهله
قوانين الإسلام التي يتم مهاجمتها الآن هى التى سمحت للعبيد ليس فقط أن ينالوا حريتهم بل أن يصبحوا سادة وملوك وحكام ، لن تجد هذا فى أى أمة إلا في الإسلام ، الذي هيأ له الإسلام فكرة أن العبد هو إنسان له حقوق
فأحد مصارف الزكاة هو عتق العبيد ، فأين الدولة قديما التى جعلت أحد مصارف ضرائبها هو عتق العبيد ؟؟
كان الفرس والروم يخطفون البشر فى البلاد التى يحتلونها ثم يبيعونهم عبيد فى أسواق النخاسة ، وعندما كان يصل العبد الى المسلمين كان يحدث له الآتي :-
اما أن يعتق مباشرة و هذا انتشر جدا في بدايات الإسلام وكذلك فى عصر الخلافة الأموية ، واما أن يعيش بكرامة ويكون من حقه أن يأخذ المال مقابل عمله ، ثم يطالب سيده بأن يكاتبه ، ونظام المكاتبة هو أن يتفق العبد مع سيده على أن يعطيه مبلغ من المال مقابل أن يعتقه ، وفى حالة تعذره عن سداد المبلغ فإن الحاكم يساعده فى استكمال المبلغ الذي يعتق به نفسه
في الإسلام أصبح أبناء الإماء خلفاء مثل المأمون وهارون الرشيد وغيرهم
6- الرد على من يدعى أن قواعد عتق العبيد تكرس للعبودية :-
كلام غريب جدا رأيته من أحد المعتوهين ، حيث يزعم أن قواعد عتق العبيد في الاسلام تكرس للعبودية ، لأنه يلزم أن يكون هناك عبد حتى تعتقه !!!
والرد على المعتوه هو :-
أولا :-
قواعد عتق العبيد في الإسلام هو أول اختيار ، فإن لم يجد فهناك خيارات أخرى للتكفير عن الذنوب ، يعني الاسلام يكرس للعتق وليس للاستعباد لأنه أعطى خيارات أخرى للتكفير عن الذنب
ثانيا :-
نظام العبودية كان موجود قبل الاسلام وكان أيضا موجود فى الأمم المسيحية الأخرى
لذلك كان لزاما على المسلم أن يكفر عن إثمه بتحرير رقبة ، فهذا يلغى حالة الرق التي كانت موجودة قبل ذلك وأيضا يجعل المسلم يشترى عبيد الأمم الأخرى ليخلصهم مما هم فيه من ذل ويعتقهم
فقواعد عتق العبيد تم وضعها من أجل من كانوا فى العبودية قبل ذلك أو كانوا عبيد بسبب الأمم الأخرى التى من ضمنها المسيحيين
ومن أشهر الأمثلة على ذلك (المماليك) فكانوا عبيد الأمم الأوروبية فاشتراهم المسلمين وأعتقوهم
سؤال بسيط جدا لمن يقول هذا العته :-
أحضر نص فى القرآن الكريم يأمر الله عز وجل المسلم أن يستعبد حر ؟؟!!!!
لن تجد أبدا ، بل هناك خيارات أخرى في حالة عدم وجود عبيد ، أي أنه يعطى احتمالية عدم وجود عبيد نهائيا لأن الغرض هو عتق البشر وليس استعبادهم
تعليقات
إرسال تعليق