القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على شبهة الاختلاف في عدد أحرف وكلمات القرآن الكريم

 

 الرد على شبهة اختلاف العلماء في عدد كلمات و أحرف القرآن الكريم 





الشبهة :-
يأتي صاحب الشبهة بأقوال منسوبة إلى  سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول بأن القرآن الف الف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف بينما عدد الأحرف الحالية أقل من ذلك ، ثم يأتي بأقوال أخرى منسوبة لابن عباس وأخرين فيها اختلاف في عدد أحرف القرآن الكريم ، ويظن أن هذا دليل على التحريف 

انتهى 


الرد على الشبهة :- 

صاحب الشبهة يأتي بروايات من أسانيد ضعيفة ، فحتى وإن وردت في بعض التفاسير أو الكتب فهذا ليس دليل على صحتها لأن التفاسير تذكر جميع الأقوال التي قيلت بدون بحث مدى صحتها ، وفى الحقيقة أن أغلب تلك الروايات التي وردت في الشبهة هى من كتاب (البيان في عدد آيات القرآن لأبوعمرو الداني) ، وكتاب (القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز) ، ولكن صاحب الشبهة لم يكن أمينا في النقل لأن الكاتبين أنفسهما ذكرا السبب في اختلاف الروايات حول عدد الحروف وهو اختلاف طريقة حساب الأحرف والكلمات بين العلماء وليس لاختلاف النسخ وتوجد روايات تؤكد صحة ذلك ، وتجاهل صاحب الشبهة ذلك لأنه ببساطة شديدة مضلل وعقيدته فارغة
فهذه الاختلاف مرجعه اختلاف وتطور الكتابة في اللغة العربية واختلاف عدد حروف الأبجدية العربية في الكتابة  ووضع التشكيل ، وأيضا أحد أسباب الاختلاف هو خطأ الرواة الذين نقلوا عن هؤلاء العلماء فمثلا نجد أحد الروايات تنقل أن القراء في زمان الحجاج أخبروه بعدد معين للأحرف ، ثم نجد رواية أخرى تقول أن القراء أخبروا الحجاج بعدد آخر 

كما كان يوجد خلاف بين الكوفيين والبصريين في طريقة حساب الكلمات ، فعلى سبيل المثال كلمة (الأرض) كان بعضهم يحسبها كلمتين فيقولون أن الألف لام كلمة و أرض كلمة أخرى ، بالإضافة الى أن الروايات المنقولة عن ابن العباس حول عدد الأحرف قريبة جدا لعدد الأحرف الحالية ، وابن العباس كان في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام ، مما يؤكد أن القرآن الكريم لم ينقص منه الثلثان بعد زمان سيدنا عثمان بن عفان وإنما كانت قصص وروايات مكذوبة  

ان شاء الله سوف نرى كل ذلك بالتفصيل   


  • 1- القرآن الكريم في الأصل نزل شفهيا وتم نقله شفهيا 


يعني الاختلاف في شكل الكتابة واستخدام التشكيل ، وبالتالي الاختلاف في حساب عدد الحروف لا يمثل أي إشكالية ولا يعد


  • 2- حدث تطور في كتابة اللغة العربية بعد نزول القرآن ، فاللغويين يقولون أن عدد أحرف اللغة العربية هي 28 ويرفضون حساب الهمزة حرف بينما البعض الآخر يريد حساب الهمزة ويعتبر عدد أحرف الأبجدية العربية هي 29 حرف 



والبعض لا يحسب الألف حرف ولا يكتبها ويكتفى بالنطق ، بينما البعض يحسبها ويكتبها

فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
(تحتوي اللغة العربية 28 حرفاً مكتوباً. ويرى بعضُ اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى حروف العربية، ليصبحَ عدد الحروف 29.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9



كما نقرأ من موسوعة ويكيبيديا عن حرف (أ) :-

(وكان علماء اللغة الأوائل يفرّقون بين الهمزة والألف، وكان بذلك عدد الحروف العربية عندهم تسعة وعشرين حرفًا أما علماء اللغة المحْدثون فلا يعتبرون الألف حرفًا هجائيًا كما لم يعتبرها حساب الجُمَّل حرفًا أبجديًّا.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%84%D9%81






  • 3- هذا بالإضافة إلى أن التشكيل (الحركات) في اللغة العربية وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي

وبالتالي فإنه قد يحسب أحدهم عدد أحرف القرآن الكريم على أساس حساب الحركة حرف 


فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا عن الحركة (تجويد) :-

ميزان سمعي:

بما أن الفتحة هي ألف قصيرة فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها ألف صحيحة

وبما أن الضمة هي واو قصيرة فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها واو عربية (وليس حرف o اللاتيني)

وبما أن الكسرة هي ياء قصيرة فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها ياء عربية (وليس حرف e اللاتيني)

«يقول بن جنى : اعلم ان الحركات أبعاض حروف المد فالفتحة بعض الألف، والكسرة بعض الياء والضمة بعض الواو» 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_(%D8%AA%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%AF)


فمثلا :- 

كلمة (ذلك) ، نكتبها كما كتبتها ولكن عندما ننطقها فاننا نقول (ذالك) ، فاذا حسبنا عدد الأحرف طبقا للكتابة سيكون ثلاثة أحرف ، أما إذا حسبنا عدد الأحرف طبقا للنطق سيكون أربعة أحرف


يعنى :-

طبقا لعدد أحرف الأبجدية بالتأكيد سوف تختلف طريقة العد ، فالاختلاف ليس مرجعه للتحريف أو أن هناك شئ ضاع أو أضيف ولكن ناتج لاختلاف طريقة حساب الأحرف 

لأن من يظن أن عدد حروف الأبجدية العربية 28  حرف لن يحسب الهمزة عند حساب عدد أحرف القرآن الكريم  ، ومن يظن أن عدد حروف الأبجدية العربية 29 حرف سوف يحسب الهمزة عند حساب عدد أحرف القرآن الكريم ، ومن يظن أن التشكيل حرف سوف يحسبه ، ومن لا يظن أنه حرف ، فلن يحسبه وهكذا 

وهذا لا يعنى بالتأكيد التحريف ، لأن الكلمة هى هى ومعناها هو هو وإنما اختلاف في طريقة الحساب بين شخص وآخر 

بدليل أنكم ستجدوا في تفاسير ابن كثير والقرطبى والطبرى ، نفس الآيات القرآن الكريم الموجودة حتى يومنا هذا بدون اضافة أو حذف ، فالكلمة ومعناها كما هو



  • 4- من كتاب القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز فإن الاختلاف في عدد كلمات القرآن الكريم مرجعه إلى أن البعض يعد الألف واللام كلمة  


نقرأ من كتاب القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز - شرح العلامة المخللاتي - الصفحة 120 عن سبب الاختلاف في حساب كلمات القرآن الكريم :- 

(وسبب الاختلاف أن بعضهم عدَّ نحو الأرض والآخرة والأنهار والأبرار كلمتين على مذهب الكوفيين لأنهم يجعلون الألف واللام كلمة برأسها مبنية لمعنى التعريف وبعضهم عدَّ ذلك كلمة واحدة على مذهب البصريين لأنهم يجعلون اللام وحدها للتعريف والألف للابتداء. انتهى من كتاب العدد لأبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي )

انتهى





  • 5 - كتاب البيان في عدد آيات القرآن والذى استقى منه صاحب الشبهة الروايات (ولم يكن أمينا في النقل) يوضح سبب اختلاف العلماء في عدد الكلمات والحروف وعن الروايات المنقولة عنهم في طريقة عدهم وحسابهم للكلمات والحروف


هو ذات ما ذكرته أعلاه ، فهو اختلاف في طريقة الحساب والعد بسبب اختلاف الكتابة للكلمة والحروف ، فهناك من يكتب تكذبان بالألف فيحسبها وهناك من يكتبها بغير الألف ويكتفى بنطقها ، فلا يحسبها  ، وبالنسبة للكلمات فكان البعض يعدها حسب الوصل والقطع وأيضا اختلافهم حول البسملة في بداية سورة الفاتحة ، هل هي منها أم لا ، فمن حسبها منها عد آيات سورة الفاتحة 29 وحروفها 141 ، ومن لم يعدها فإنه عد آيات سورة الفاتحة 25 آية وعدد حروفها 122 حرف ، وعد البسملة عليها خلاف بين العلماء ، فبعضهم رأى أنها تعد فقط مع الفاتحة ولا تعد مع باقي السور ، والبعض كان يرى أنها آية تعد من جميع السور ما عدا سورة براءة ، ومنقول عن ابن عباس وعن عبد الله بن عمر ، وعن على بن أبى طالب أنهم كان يقولون أن (بسم الله الرحمن الرحيم ) في بدايات السور هي آية من آيات القرآن فكانوا يعدوها ، بينما آخرون كتبوها في المصاحف في بدايات السور ولكنهم لم يعدوها في حسابهم لعدد الآيات ، وبالتالي فهذا سيسبب اختلاف في حساب عدد الحروف  و كذلك  ( {طه} ) فالبعض كان يعدها آية منفردة ومنفصلة عن ما بعدها ، بينما البعض لم يحسبها آية بمفردها فكان يضمها على الذي بعدها ويحسبها آية ،  هكذا ..الخ 



فنقرأ من كتاب البيان في عدد آيات القرآن لأبو عمرو الدانى في فصل (بسم الله الرحمن الرحيم) ما يوضح سبب الاختلاف بين العلماء في حساب الحروب وهي كالتالى :- 


  • أ- اختلاف العلماء في حساب (بسم الله الرحمن الرحيم) في بدايات السور آية أم لا وبالتالي اختلاف في حساب الكلمات والحروف :- 

 

من بَاب ذكر من رأى التَّسْمِيَة فِي أَوَائِل السُّور آيَة - صفحة 50 ، 51 :- 

أخبرنَا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ أَنا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ أَنا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ آيَة من كتاب الله أغفلها النَّاس ( {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} )


ثم نقرأ :- 

قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَبُو بكر الرَّازِيّ قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا أَحْمد بن يزِيد قَالَ أَنا هَارُون بن حَاتِم عَن سليم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي عبد الرَّحْمَن عَن عَليّ أَنه كَانَ يعد ( {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} ) آيَة

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://shamela.ws/book/5542/32#p1


هذه الروايات أعلاه تعنى أن هناك من كان يعد (بسم الله الرحمن الرحيم)  من الآيات وما يترتب عليه من حساب الكلمات والحروف  ولكن آخرون كما سنرى إن شاء الله لم يعدونها من الآيات وكانوا يرون أنه طالما أن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يجاهر بها في الصلاة ، فلا تحسب في عدد الكلمات وكانوا يكتفون بأن يتم الاستفتاح بها في القراءة فقط ، وبالتالي سوف يختلف في حساب العدد ، وكان آخرون يرون أنها خاصة لسورة الفاتحة وتحسب فقط مع سورة الفاتحة ولا تحسب مع باقي السور وبالتالي سوف يعد الكلمات والحروف بطريقة أخرى 



فنقرأ من بَاب ذكر من لم يرهَا وَلَا عدهَا آيَة فِي الْحَمد وَغَيرهَا - صفحة 55 :- 

أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الْقشيرِي قَالَ أَنا قَاسم بن أصبغ قَالَ أَنا أَحْمد بن زُهَيْر قَالَ أَنا أَبُو الْجَواب عَن عمار بن زُرَيْق عَن الْأَعْمَش عَن ثَابت عَن أنس قَالَ صليت خلف النَّبِي وَأبي بكر وَعمر فَكَانُوا لَا يجهرون ب (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

انتهى 


ونقرأ أيضا عن البسملة في صفحة 57 :- 

قَالَ الْحَافِظ وَلم يعدها آيَة من أَئِمَّة الْأَمْصَار أهل الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة وَالشَّام وَالْآيَة السَّادِسَة عِنْدهم فِي فَاتِحَة الْكتاب ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} )

انتهى 



  • ب- اختلاف العلماء في تقسيم الآيات :- 


هناك من كان يعد (حم) وغيرها ، آية بمفردها ، وهناك من كان يعدها من باقي الكلمات التي تليها فلم يكن يعدها آية بمفردها 


ثم نقرأ في بَاب ذكر جَامع الْعدَد - صفحة 58 ، 59 :- 

قَالَ الْحَافِظ قَالَ الْفضل وَحدثنَا أَحْمد قَالَ أَنا خلف بن هِشَام عَن سليم ابْن عِيسَى عَن سُفْيَان الثَّوْريّ أَن عليا عد ( {الم} ) آيَة و ( {كهيعص} ) آيَة و ( {طه} ) آيَة و ( {حم} ) آيَة


ثم نقرأ :- 

قَالَ الْفضل وَحدثنَا أَحْمد قَالَ أَنا هَارُون بن حَاتِم عَن ابْن أبي حَمَّاد عَن حريز بن جرموز عَن عَمْرو بن مرّة أَنه كَانَ يعد ( {ص} ) آيَة 



ثم نقرأ من نفس الباب - صفحة 60 :- 

قَالَ الْفضل وَحدثنَا يزْدَاد بن أبي حَمَّاد قَالَ أَنا يحيى بن آدم قَالَ أَبُو بكر لم يكن عَاصِم يعد ( {الم} ) آيَة وَلَا ( {حم} ) آيَة وَلَا ( {كهيعص} ) آيَة و ( {طه} ) آيَة وَلَا نَحْوهَا لم يكن يعد شَيْئا من هَذَا آيَة


ثم نقرأ :- 

قَالَ الْحَافِظ وَأهل الْكُوفَة يعدون فواتح السُّور رُؤُوس آي مَا خلا ( {الر} ) و ( {المر} ) و ( {طس} ) و ( {ص} ) و ( {ق} ) فَإِنَّهُم لم يعدوا ذَلِك آيَة وعدوا ( {وَالطور} ) و ( {الرَّحْمَن} ) و ( {الحاقة} ) و ( {الْفجْر} ) و ( {وَالضُّحَى} ) و ( {القارعة} ) و ( {وَالْعصر} ) آيَة وَقد وافقهم أهل الْأَمْصَار على بعض ذَلِك وَكلهمْ عدوا ( {وَالْفَجْر} ) و ( {وَالضُّحَى} ) آيَة وَاخْتلفُوا فِيمَا عداهما من الفواتح وَسَيَأْتِي ذَلِك بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى


راجع هذا الرابط :- 


https://shamela.ws/book/5542/42#p1




ثم نقرأ من بَاب ذكر جملَة عدد كلم الْقُرْآن وحروفه وَاخْتِلَاف الْآيَات عَن السّلف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق - صفحة 77 :- 

قَالَ الْحَافِظ رَحمَه الله تَعَالَى فَإِن قَالَ قَائِل إِذا كَانَ الْأَمر على مَا بَينته وأوضحت صِحَّته فَمَا سَبَب اخْتِلَاف الرِّوَايَات واضطرابها عَن السّلف فِي جملَة عدد الْكَلم والحروف


قلت سَبَب اختلافها واضطرابها وَاقع عندنَا من جِهَة مرسوم الْكَلم فِي الْمَصَاحِف الموجه بهَا إِلَى الْأَمْصَار من عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ إِذْ كن يختلفن فِيهِ بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان والحذف والإتمام وَالْقطع والوصل كثيرا أَلا ترى أَن قَوْله (/ كلما جَاءَ أمة رسولها /) و ( {أَيْن مَا تَكُونُوا} ) و ( {أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت} ) و (/ لكيلا تأسوا /) وَشبه ذَلِك قد جَاءَ فِي بَعْضهَا مَقْطُوعًا وَفِي بَعْضهَا مَوْصُولا فَمن قطعه عده كَلِمَتَيْنِ وَمن وَصله عده كلمة وَاحِدَة وَهَكَذَا رسموا فِي بَعْضهَا فِي سُورَة الْبَقَرَة إِبْرَاهِيم جَمِيع مَا فِيهَا بِغَيْر يَاء ورسموا ذَلِك فِي بَعْضهَا بِالْيَاءِ ورسموا فِي بَعْضهَا فِي سُورَة الرَّحْمَن تُكَذِّبَانِ من أَولهَا إِلَى آخرهَا بِغَيْر ألف وَفِي بَعْضهَا بِالْألف إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يكثر تعداده ويتعذر إحصاؤه فَمن أثبت الْيَاء وَالْألف فِي ذَلِك عدهَا وَمن لم يثبتها لم يعدها فَلهَذَا وَقع الِاخْتِلَاف وتفاوت الْعدَد فِي جملَة الْكَلم والحروف وَالله أعلم 


فَإِن قَالَ قَائِل فَإِذا كَانَ اخْتِلَاف مرسوم الْمَصَاحِف هُوَ السَّبَب الْمُوجب لوُرُود الِاخْتِلَاف عَن السّلف فِي ذَلِك فَلم اخْتلفُوا فِي كلم فَاتِحَة الْكتاب وحروفها والمصاحف متفقة على مرسومها قلت ذَلِك فِيهَا من قبل المرسوم بل من قبل اخْتلَافهمْ فِي التَّسْمِيَة فِي أَولهَا هَل هِيَ مِنْهَا أم لَيست مِنْهَا فَمن قَالَ مِنْهُم هِيَ مِنْهَا وعدها آيَة فاصلة لذَلِك عد كلمها تسعا وَعشْرين وحروفها مئة وأحدا وَأَرْبَعين وَمن قَالَ لَيست مِنْهَا وَلم يعدها آيَة عد كلمها خمْسا وَعشْرين وحروفها مئة واثنتين وَعشْرين


فَإِن قَالَ فَلم عد حروفها عَطاء بن يسَار الْمدنِي مئة وَعشْرين وعدها غَيره مِنْهُم مئة واثنين وَعشْرين قلت من قبل الْألف فِي قَوْله ( {الصِّرَاط} و {صِرَاط} ) ثَابِتَة رسما فِي بعض مصاحفهم فِي الْكَلِمَات وساقطة رسما فِي بَعْضهَا ولمثل ذَلِك من اخْتِلَاف مرسوم الْمَصَاحِف ورد الِاخْتِلَاف فِي كثير من السُّور وحروفها وكل ذَلِك على اختلافه غير مَدْفُوع صِحَّته وَلَا مَرْدُود على ناقله من الْأَئِمَّة وَالْمَوْقُوف عَلَيْهِ من السّلف إِذْ سَببه مَا ذَكرْنَاهُ وَبينا صِحَّته

انتهى 


https://shamela.ws/book/5542/59#p1


يعني من ضم أسباب اختلاف العدد هو حرف الألف الذي كان يعده البعض من الحروف الهجائية فيكتبه وبالتالي يحسبه ، أما البعض الآخر فلم يكن يعده حرفه ويكتفى فقط بنطقه ولا يكتبه ولا يحسبه ، مثل كلمة (ذلك) بينما ننطقها (ذالك) 



  • 6- تضارب الروايات المنقولة عن نفس الأشخاص بعضها البعض تعنى أن من أسباب الاختلاف خطأ من الراوي وليس اختلاف النسخ



  • أ- تضارب في الروايات المنسوبة للحجاج بن يوسف حول عدد حروف القرآن الكريم :- 


فنقرأ من كتاب البيان في عدد آيات القرآن لأبو عمرو الداني -بَاب ذكر جملَة عدد كلم الْقُرْآن وحروفه وَاخْتِلَاف الْآيَات عَن السّلف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق- صفحة 74 :-

قَالَ الْحَافِظ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن خطاب اللمائي قَالَ أَنا أَحْمد بن خَالِد قَالَ أَنا سليم بن الْفضل قَالَ أَنا أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْجَوْهَرِي قَالَ أَنا عمر بن شيبَة قَالَ حَدثنِي أَبُو بكر العليمي قَالَ أَنا عبد الله بن بكر السَّهْمِي قَالَ أَنا عَمْرو ابْن المنخل السدُوسِي عَن مطهر بن خَالِد الربعِي عَن سَلام أبي مُحَمَّد الْحمانِي أَن الْحجَّاج بن يُوسُف جمع الْقُرَّاء والحفاظ وَالْكتاب فَقَالَ أخبروني عَن الْقُرْآن كُله كم من حرف فِيهِ قَالَ وَكنت فيهم فحسبنا جميعنا على ((أَن الْقُرْآن ثَلَاث مئة ألف حرف وَأَرْبَعُونَ ألف حرف وَسبع مئة حرف ونيف وَأَرْبَعُونَ حرفا))

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://shamela.ws/book/5542/56#p1


طبقا للرواية أعلاه فإن القراء أخبروا الحجاج أن عدد حروف القرآن الكريم حوالي 340743 حرف بينما سنجد في رواية أخرى منقولة عن الحجاج تقول أن القراء أبلغوه أن عدد حروف القرآن الكريم 323015 حرف ، بينما رواية ثالثة تعطينا رقم آخر بالرغم من أنها منسوبة للحجاج أيضا ، يعنى الاشكالية ليست في النسخة وانما في الراوي ناقل القصة 

وسوف نلاحظ في الرواية التالية أن عدد الكلمات بها هو ذاته عدد الكلمات في القرآن الكريم الحالي ويتفق أيضا مع عدد الكلمات المنسوبة لعطاء بن يسار ، يعني لا يوجد اختلاف للنسخ  


فنقرأ من كتاب البرهان لبدر الدين الزركشى - المجلد الأول - النوع 14 - فَصْلٌ: فِي عَدَدِ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَآيَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ وَحُرُوفِهِ - صفحة 249 :- 

قَالَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ الْمُقْرِئُ عَدَدُ سُوَرِ الْقُرْآنِ مِائَةٌ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ سُورَةً وَقَالَ بَعَثَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ إِلَى قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ فَجَمَعَهُمْ وَاخْتَارَ مِنْهُمُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَأَبَا الْعَالِيَةِ وَنَصْرَ بْنَ عَاصِمٍ وَعَاصِمًا الْجَحْدَرِيَّ وَمَالِكَ بْنَ دِينَارٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَقَالَ عُدُّوا حُرُوفَ الْقُرْآنِ فَبَقَوْا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ يَعُدُّونَ بِالشَّعِيرِ فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ كَلِمَاتِهِ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ أَلْفَ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعُمِائَةٍ وَتِسْعٌ وَثَلَاثُونَ كَلِمَةً وَأَجْمَعُوا عَلَى ((أَنَّ عَدَدَ حُرُوفِهِ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ وَثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا وَخَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفًا)) انْتَهَى


راجع هذا الرابط :- 


https://shamela.ws/book/11436/266#p1



ومن نفس الكتاب ونفس الصفحة فنجد رواية أخرى عن الحجاج وجمعه للقراء تعطينا رقم آخر :- 

وَقَالَ سَلَّامٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ إِنَّ الْحَجَّاجَ جَمَعَ الْقُرَّاءَ وَالْحُفَّاظَ وَالْكُتَّابَ فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ كَمْ مِنْ حَرْفٍ هُوَ قَالَ فَحَسَبْنَاهُ ((فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ وَأَرْبَعُونَ ألف وَسَبْعُمِائَةٍ وَأَرْبَعُونَ حَرْفًا))

انتهى 


يعني في تلك الرواية المنسوبة أيضا للحجاج ، تخبرنا أن القراء أجمعوا على أن عدد حروف القرآن الكريم 340740 حرف 


  • ب - تضارب في الروايات المنسوبة لعطاء بن يسار حول عدد كلمات القرآن الكريم :- 



فنقرأ من كتاب البيان في عدد آيات القرآن لأبو عمرو الدانى -بَاب ذكر جملَة عدد كلم الْقُرْآن وحروفه وَاخْتِلَاف الْآيَات عَن السّلف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق- صفحة 73 :- 

أخبرنَا فَارس بن أَحْمد المقرىء قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان قَالَ جَمِيع كلم الْقُرْآن فِي قَول عَطاء بن يسَار ((سَبْعَة وَسَبْعُونَ ألفا وَأَرْبع مئة وتسع وَثَلَاثُونَ كلمة وحروفه ثَلَاث مئة ألف وَثَلَاثَة وَعِشْرُونَ ألفا وَخَمْسَة عشر حرفا)) 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 

https://shamela.ws/book/5542/55#p1


طبقا لهذه الرواية فإن عطاء بن يسار قام بحساب عدد كلمات و حروف القرآن الكريم وقال أن عدد الكلمات 77439 كلمة ، وعدد الحروف 323015  (لاحظوا أنها نفس الأعداد المنسوبة للحجاج بن يوسف في أحد الروايات ) 

ولكن في رواية أخرى منسوبة لعطاء بن يسار تقول أنه قال أن عدد كلمات القرآن الكريم 77437 كلمة 



فنقرأ من كتاب البرهان لبدر الدين الزركشى - المجلد الأول - النوع 14 - فَصْلٌ: فِي عَدَدِ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَآيَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ وَحُرُوفِهِ - صفحة 249 :- 

وَأَمَّا كَلِمَاتُهُ فَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ أَلْفَ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعُمِائَةٍ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ كَلِمَةً

انتهى 


يعني خطأ من ناقل الرواية ، ولكنه كله يدور في أرقام قريبة ولا يوجد أبدا اختلاف النسخ كما يزعم أصحاب الشبهة 


  • ج - تضارب في الروايات المنسوبة لمجاهد حول عدد حروف القرآن الكريم :- 


في أحد الروايات تقول أنهم قالوا أن عدد حروف القرآن الكريم هو 321000 حرف ، بينما في رواية أخرى تنسب لهم أنهم قالوا أن عدد حروف القرآن الكريم 323671 حرف  مما يعني أن الاشكالية في الراوي وليس في النسخة 


فنقرأ من كتاب البرهان لبدر الدين الزركشى - المجلد الأول - النوع 14 - فَصْلٌ: فِي عَدَدِ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَآيَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ وَحُرُوفِهِ - صفحة 249 :- 

وَأَمَّا حُرُوفُهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ حَرْفٍ وَأَحَدٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَرْفٍ 

انتهى 


321000 حرف 


بينما نقرأ من كتاب البيان في عدد آيات القرآن لأبو عمرو الداني -بَاب ذكر جملَة عدد كلم الْقُرْآن وحروفه وَاخْتِلَاف الْآيَات عَن السّلف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق- صفحة 73 :- 

قَالَ الْفضل وَأخْبرنَا أَبُو عبد الله يَعْنِي مُحَمَّد بن أَيُّوب قَالَ أَنا نعيم بن حَمَّاد قَالَ أَنا مُحَمَّد بن ثَوْر عَن ابْن جريج قَالَ حسبوا حُرُوف الْقُرْآن وَفِيهِمْ حميد بن قيس فَعَرَضُوهُ على مُجَاهِد وَسَعِيد بن جُبَير فَلم يخطئوهم فَبلغ مَا عدوا ((ثَلَاث مئة ألف حرف وَثَلَاثَة وَعشْرين ألف حرف وست مئة حرف وأحدا وَسبعين حرفا))

انتهى 


323671 حرف 


  • د- أحد الروايات تجعل عدد كلمات القرآن الكريم قديما أقل من الحالية وفى نفس الوقت فعدد الحروف أكثر من الحالية مما يعني أن الاشكالية في الحساب وليس في نسخة القرآن الكريم :- 



 نقرأ من كتاب البيان في عدد آيات القرآن لأبو عمرو الداني -بَاب ذكر جملَة عدد كلم الْقُرْآن وحروفه وَاخْتِلَاف الْآيَات عَن السّلف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق- صفحة 74 :- 

قَالَ الْحَافِظ اُخْبُرْنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي عَن مُحَمَّد بن عمر الرُّومِي قَالَ ((عدد كَلَام الْقُرْآن سِتَّة وَسَبْعُونَ ألف كلمة وست مئة وَإِحْدَى وَأَرْبَعُونَ كلمة وَعدد حُرُوفه ثَلَاث مئة ألف حرف وَثَلَاث وَسِتُّونَ ألف حرف وَثَلَاثَة وَعِشْرُونَ حرفا ))

انتهى 


أي أن عدد الكلمات هى 76641 كلمة - وعدد الحروف هو  363023 حرف  


ولكن كيف يكون عدد الكلمات هنا أقل من روايات أخرى وكذلك من العدد الحالي للكلمات ، وفى نفس الوقت نجد أن عدد الحروف أكبر بفارق شاسع جدا 

فنجد أن عدد الكلمات الحالية 77439 كلمة ، وعدد الحروف على الأغلب 323015 حرف ، وكذلك نجد أرقام قريبة من هذه في الروايات أعلاه ، ولكن الغريب أننا نجد في تلك الرواية أن عدد الكلمات أقل بينما عدد الحروف أكبر بكثير ، إلا إذا كان هناك خطأ في الحساب أو خطأ من الراوى في ذكر العدد الصحيح 


  • 7 - عدد الحروف المنسوب لابن عباس قريب من العدد الذي حسبه العلماء وكذلك العدد الحالي ، وهذا يعني أنه لم يحدث تحريف في زمان سيدنا عثمان بن عفان   :- 



 نقرأ من كتاب البيان في عدد آيات القرآن لأبو عمرو الداني -بَاب ذكر جملَة عدد كلم الْقُرْآن وحروفه وَاخْتِلَاف الْآيَات عَن السّلف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق- صفحة 74 :- 

قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد قَالَ أَنا أَبُو بكر قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن حميد قَالَ أَنا عمر بن هَارُون عَن عُثْمَان ابْن عَطاء عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وَجَمِيع حُرُوف الْقُرْآن ثَلَاث مئة ألف حرف وَثَلَاثَة وَعِشْرُونَ ألف حرف وست مئة حرف وَأحد وَسَبْعُونَ حرفا

انتهى 


طبقا للرواية أعلاه فإن ابن العباس قال أن عدد حروف القرآن الكريم 323671 حرف 

(ابن عباس كان في زمان النبي ) يعني هذه حروف وكلمات القرآن التي عدها وهي لا تختلف كثيرا عن العدد الحالي (الاختلاف كما أوضحت راجع لطريقة الحساب) ، يعني أن هذا هو العدد للقرآن الكامل الذي كان يعرفه ابن العباس في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام 

أي أنه لا يوجد صحة لشبهة أن سيدنا عثمان أضاع من القرآن ثلثيه ، فعدد الحروف كما هي ، فالاختلاف بين الروايات كما رأينا في أرقام متقاربة جدا ولا يمكن أن تصل إلى الثلثين ، يعني كل الكلام الذى قيل عن سيدنا عثمان بن عفان و الذي تم نسبه إلى البعض هي روايات مكذوبة 

فإن قال أحد معاصريه بذلك فلماذا لم يأتوا بالثلثين الذي يزعمونه ، ولماذا القرآن الكريم الذي لدى الشيعة هو مثل الذي مع السنة ، فما هي إلا افتراءات الشيعة التي تم بثها بين السنة من خلال روايات مكذوبة ، فالقرآن الكريم محفوظ ليوم القيامة 


تعليقات

التنقل السريع