القائمة الرئيسية

الصفحات

(سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم) هو ما نراه حاليا في الكون

 






قال الله تعالى :- (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53))       (سورة فصلت) 


من المعجم فإن :- 

الأفُقُ: ما ظَهَرَ من نَواحِي الفَلك وأَطْراف الأرْضِ

الآفاق : أقطار السّموات و الأرض

سورة :فصلت، آية رقم :53


ويحاول البعض القول بأن الآية المقصود بها قريش ، ولكن الآية 53 من سورة فصلت ليست خاصة بقريش فقط بل تتحدث عن ما نراه الآن من آيات الله عز وجل في خلق هذا الكون العظيم والمجرات وكل تلك الكائنات على الأرض والتي لكل كائن قوانينه ونظامه الاجتماعي ، وتكوينه الجسماني الذي به شئ يعوضه عن شئ آخر غير وجود بحيث يستطيع التكيف مع هذه الحياة 


والدليل على ذلك هو :-


  • 1- الآية 53 من سورة فصلت جاءت في إطار الحديث عن الإنسان (أي البشر) بصفة عام وتكذيبهم لله عز وجل ، وعن الساعة (أى يوم القيامة) ولم يخص الحديث أهل قريش فقط



قال الله تعالى :- (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (48) لا يَسْأَمُ الإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53))           (سورة فصلت) 


الحديث في الآيات عن الإنسان والبشر بصفة عامة وليس قوم بعينهم ، فيبين لنا الله عز وجل ما يفعله الإنسان عندما يكون متنعم وما يفعله عندما يمسه أذى ، فيعد الله عز وجل البشر أنه سبحانه سيريهم آياته في الأفاق وفى أنفسهم ، لذلك فالآية ليست خاصة بقريش بل بالبشر جميعا 



  • 2- يخبرنا الله عز وجل في الآية 53 من سورة فصلت بأنه على كل شيء شهيد أي أن الرسول عليه الصلاة والسلام ومعاصريه لن يكونوا شهداء عندما يجعل الله عز وجل البشر يشاهدون آياته في الآفاق وفى أنفسهم  



يقول سبحانه :- (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) 


لماذا خص الله عز وجل (نفسه) فقط  بالشهادة عندما يكتشف البشر آيات الله فى الأفاق ؟؟!! 

فنلاحظ أنه سبحانه لم يقل (لتكونوا شهداء عليهم) بل قال (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) 

فإذا كان المقصودين في الآية قريش الذين كانوا في زمان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأنهم هم من سيروا آيات الله عز وجل في الأفاق ، كان تم ذكر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من ضمن الشاهدين على هذا ، ولكن هذا لم يحدث ، لأنه عندما يكتشف البشر الأفاق لن يكون لسيدنا محمد على قيد الحياة بل مات ، يعنى الكلام فى الآية تحديدا ليس على قريش


ولو رجعنا إلى آيات القرآن الكريم سنجد أنه عند الحديث على حدث وقع فى عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى الشهادة على القوم المعاصرين لذلك الحدث ، فيذكر الله عز وجل  الرسول عليه الصلاة والسلام وأتباعه ، بينما في الآية 53 من سورة فصلت لم يحدث هذا لأنهم لن يكونوا معاصرين لتلك المشاهدة 



فانظروا عندما يتحدث سبحانه عن حدث تغيير القبلة ، اقرأوا من ذكر فى الشهادة


قال الله تعالى :- (سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143))          (سورة البقرة) 


لأن الحدث وقع فى زمان الرسول والصحابة فهم شهود عليه


قال الله تعالى :- (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41))    

(سورة النساء) 


قال الله تعالى :- (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا (15))    (سورة المزمل) 


سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سوف يشهد على من عاصروه كما فى الآية 41 من سورة النساء ، والآية 15 من سورة المزمل ، ولكن الله عز وجل لم يذكره كشاهد عندما يكتشف البشر الأفاق وأسرار أنفسهم 



والآن نرى فى حديث المسيح عليه الصلاة والسلام مع الله عز وجل بعد أن توفاه الله عز وجل وحاد أتباعه عن الحق، لاحظوا  ماذا يقول بشأن الشهادة


قال الله تعالى :- (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117))     (سورة المائدة) 


يعنى المسيح عليه الصلاة والسلام عندما كان بين قومه كان شهيد عليهم ولكن بعد أن توفاه الله عز وجل ، فإن الله عز وجل هو الشهيد عليهم

ولهذا السبب لم يذكر الله عز وجل أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سيكون شهيد على الناس عند اكتشافهم الأفاق لأنه سيكون ميت ، فالحديث في الآية (53 من سورة فصلت) عن اكتشاف الأفاق أي عن ما يحدث الآن ويكتشفه البشر 



  • 3 - القرآن الكريم يوضح لنا ما هي الآيات في الآفاق التي سوف يريها الله عز وجل للبشر فهي آيات خلق السماوات والأرض  


القرآن الكريم يفسر نفسه بنفسه ، وعندما يقول سبحانه :- (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ) فهذه الآيات التي سيريها للبشر توضحت في القرآن الكريم ، فهي ليست هزيمة قريش وإنما خلق السماوات والأرض فهى آيات الله عز وجل ، وهي التي نرى بعض من عظمتها وألغازها الآن 


قال الله تعالى :- (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5))       (سورة الجاثية) 



قال الله تعالى :- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164))     (سورة البقرة) 




  • 4- من اكتشف آيات الله عز وجل في الأفاق وفى أنفسنا هم الغرب لأن الآيات موجهة لمن لا يؤمن  



آيات الله عز وجل تخاطب غير المؤمنين لعلهم يؤمنون ، ولذلك فمن اكتشف آيات الله عز وجل في الأفاق وفى أنفسنا هم الغرب لعلهم يؤمنون ، تماما كما كانت الآيات التي جعلها الله عز وجل على يد سيدنا موسى عليه الصلا والسلام موجهة إلى فرعون وقومه لعلهم يؤمنون 

وهذا عند المسيحيين فعلمائهم يعلمون جيدا أن الآيات تكون موجهة لغير المؤمنين أما المؤمنين فهم ليسوا بحاجة لتلك الآيات لأنهم بالفعل آمنوا 



فنقرأ من رسالة كورنثوس الأولى :- 

14 :22 إذا الالسنة اية لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين اما النبوة فليست لغير المؤمنين بل للمؤمنين


نعم النبوة للمؤمنين ، فمن تنبأ وأخبرنا بما سيحدث جعله الله عز وجل على يد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما أنزل عليه الآية في القرآن الكريم وحفظها المؤمنين أتباعه 

أما الآية فهي لغير المؤمنين 


فنقرأ من كتاب (المراسيم الرسولية ) للراهب القس أثناسيوس المقاري - من الكتاب الثامن - الفصل الأول (المواهب) البند 3  - صفحة 162 :-


3- فالآيات ليست لنا نحن المؤمنين ، بل هي لغير المؤمنين من اليهود واليونانيين …. الخ 

انتهى 

 





تعليقات

التنقل السريع