القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على شبهة تناقض القرآن في (لا تزر وازرة وزر أخرى) وبين (ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم)

 



الشبهة :- 

يقول صاحب الشبهة أن هناك تناقض في آيات القرآن الكريم بين آيات عديدة توضح أنه لا أحد يحمل ذنوب أحد مثل :- 


قال الله تعالى :- (أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى (41))      (سورة النجم) 


قال الله تعالى :- (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15))         (سورة الاسراء) 



في حين آيات أخرى تخبرنا بأن هناك من سيحمل أوزارهم كاملة بالإضافة إلى أوزار آخرين 

قال الله تعالى :- (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25))      (سورة النحل) 



قال الله تعالى :- (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13))      (سورة العنكبوت) 



الرد على الشبهة :- 


ما حدث في الشبهة هو استقطاع الآيات ، فنعم أنه لا يحمل أحد وزر وعمل آخر فعله عن علم وفهم ماذا يفعل أي كان متعمد عن علم  ، ولكن ماذا لو كان الإنسان أضل شخص آخر فأدى أن الآخر بدون علم منه إلى ارتكاب خطأ ما ؟؟!!!! ، يعني ما فعله الآخر هو نتيجة لفعل الشخص الأول وتم بغير علم من الثاني 

وسوف أعطيكم مثال على ذلك :- 

شخص وضع رصاص حي في مسدس وأعطاه لآخر وأخبره أن الرصاص الموجود به غير حقيقي وكان الآخر لا يستطيع أن يفرق بين الاثنين أي أنه يجهل الفرق فأخذ المسدس واستخدمه في ضرب شخص ثالث وهو يعتقد أنه يمزح معه 

هنا الفعل ارتكبه الثاني ولكن الجرم يقع على الأول ، لماذا ؟؟!!


لأن فعل الثاني أصبح نتيجة مترتبة لفعل الأول 

فالأول هو من أضل ، بينما الثاني فعلها بغير علم وعن جهل منه ، فكيف تحاسب                   انسان على شئ كان يجهله وتم استغلاله في الضلال بدون تعمد أو فهم منه ؟؟!!!

ولذلك فإن الله عز وجل أخبر بشكل واضح أنه لا يعذب أحد بدون ارسال رسول لأن مهمة الرسول هو إفهام الناس الحق وعندما تتضح الصورة يصبح كل إنسان مسئول عن أفعاله واختياراته 


قال الله تعالى :- (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15))         (سورة الاسراء)



كما أوضح سبحانه بشكل جلي أن حمل الإنسان لأوزار آخر يكون في حالة اضلاله الآخر ونتيجة لذلك ارتكاب الآخر للخطيئة ((بجهل منه)) ، فبهذا يصبح ما فعله الثانى هو نتيجة لما فعله الأول من خطيئة وبالتالي فيلزم أن يتحمل نتائج أخطائه فهو وزره أيضا 


قال الله تعالى :- (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25))      (سورة النحل)



فنقرأ من تفسير السعدي :- 

(وحملوا وزرهم ووزر من انقاد لهم إلى يوم القيامة.وقوله: { وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ْ} أي: من أوزار المقلدين الذين لا علم عندهم إلا ما دعوهم إليه، فيحملون إثم ما دعوهم إليه، وأما الذين يعلمون فكلٌّ مستقلٌّ بجرمه، لأنه عرف ما عرفوا)

انتهى 



ومن تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - للامام  محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي :- 

(أن رؤساء الضلال وقادته تحملوا وزرين : أحدهما : وزر ضلالهم في أنفسهم . والثاني : وزر إضلالهم غيرهم) 

انتهى 

تعليقات

التنقل السريع