يقول صاحب الشبهة :-
يزعم صاحب الشبهة بوجود خطأ في القرآن الكريم عندما ذكر أن الله عز وجل أمر أم موسى بإلقائه في اليم ، في حين أن اليم هو البحر ، بينما أم موسى ألقته في نهر النيل
انتهى
الرد هو :-
كلمة (يوم أو يم) كانت تعني عند قدماء المصريين بحر ، وقد أطلقوها أيضا على نهر النيل كما سنرى إن شاء الله ، وأيضا ذات الكلمة وهو (يم) تم إطلاقها في الكتاب المقدس للمسيحيين على الأنهار العظيمة وتحديدا نهر النيل ونهر الفرات
وكذلك فإن العرب أطلقوا كلمة (بحر) على الأنهار العظيمة فنجد حتى يومنا هذا بحر يوسف الذي يربط نهر النيل بمحافظة اليوم ، فهو عبارة عن مياه عذبة وليست مالحة
فمن الواضح أن القدماء كانوا يفرقون بين البحر والنهر أيضا من حيث (الحجم)
فبالنسبة لهم لو قيل نهر فهذا لن يعطى معنى الحجم الكبير للمجرى المائى ، لذلك فكلمة اليم هي دلالة على كبر حجم المجرى المائى فهو المجرى الرئيسي للنهر وليس مجرد فرع من الفروع أو ترعة من الترع
والمشكلة الحقيقية تكمن في كتاب المسيحيين المقدس في نقطة هامة ، وهي في قصة العبور الواردة في سفر الخروج والتي تدعى أن بني إسرائيل عبروا بحر سوف ، وبالطبع آباء الكنيسة يشرحونها أنه البحر الأحمر ، ولكن المشكلة أن البحر الأحمر لم يتم تسميته أبدا في التاريخ ببحر سوف بل أن الكارثة الأكبر أن كلمة سوف يعني (قصب) أي أن الترجمة الواضحة هو (بحر القصب) ، بينما القصب لا يتواجد إلا في المياه العذبة وليس المالحة ، فهل كان يظن الكاتب أنهم عبروا مجرى ماء عذب ؟؟!!!!
وان شاء الله سوف نرى كل ذلك بالأدلة :-
أولا :- كلمة يم بمعنى بحر عند المصريين القدماء و أطلقوها على نهر النيل (المجرى الرئيسي)
قبل أن أتكلم عن لغة قدماء المصريين فيجب أن نعرف أن لغتهم وهي الهيروغليفية من اللغات البائدة أي أنه لم يكتبها أو ينطق بها أحد منذ أكثر من ألفى عام فهي كانت في زمان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لغة مجهولة لا يعرف أسرارها أحد فلم يتم اكتشافها إلا منذ فك رموز وأسرار تلك اللغة من حوالي 200 عام فقط ، فلم يكن أحد في زمانه يعرف ماذا كان يطلق قدماء المصريين على نهر النيل ، وهو ان شاء الله موضوع تلك النقطة
فمن ضمن الأسماء التي أطلقها قدماء المصريين على نهر النيل كلمة (أيوم) أي البحر
فنقرأ من كتاب النيل في عهد الفراعنة والعرب للكاتب (أنطوان زكرى) - صفحة 36 ، والذى تم نشره في موقع مؤسسة هنداوى :-
(وبعضهم أعطى للنيل من الجانب الغربي للقاهرة اسم «أيوما» أي اليم-البحر، وورد هذا الاسم في قصة شهيرة «تدعى قصة الأخوين»، مكتوبة باللغة المصرية القديمة، وفيها كثيرًا ما أطلق على النيل هذا الاسم «اسم البحر» حتى اليوم)
ثم نقرأ :-
ولما بطلت عبادة النيل زال اسمه المقدس «حعبي»، وأطلقوا عليه لفظ البحر أو النهر،
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.hindawi.org/books/85913029/5/
فكلمة يام تعنى بحر (مياه مالحة ) أو بحيرة (مياه عذبة) عند المصريين القدماء
فنقرأ عن أصل اسم الفيوم :-
(اُشتق اسم الفيوم من الاسم المصري القديم (Pa-yuum) أو (Pa-yom) الذي يعني البحر أو البحيرة)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وكما رأينا فإن الكلمة أيضا أطلقها المصريين القدماء على نهر النيل عندما أطلقوا عليه مسمى (بحر) ، والمقصود هو نهر النيل
فنقرأ عن القصة من موسوعة المعرفة :-
(وتحمل مياه النهر هذه الغديرة فيعثر عليها الملك )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://www.marefa.org/%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%88_%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%A7
وما يؤكد أن المصريين استخدموا مسمى بحر لإطلاقه على نهر النيل هو أنه حتى الآن فإن أهل صعيد مصر يطلقون على نهر النيل مسمى بحر
فنقرأ :-
(وحيث اننى من اهالى احدى القرى الواقعة على نهر النيل , و كان الكبار يقصون علينا حكايات الفيضان و كانوا يطلقون عليها (بحر الدميرة) وهو تعبير معناه نهر النيل فى فترة الخريف فالى الآن يطلق لفظ البحر على النيل لدى العامة)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وأيضا
ثانيا: في الكتاب المقدس العهد القديم تم استخدام كلمة (يام) تم ترجمتها بحر للتعبير عن نهر عظيم
الكلمة العبرية التي تم ترجمتها بحر في (خروج 10: 19) هي יָ֣מָּה - توافق لغوى 3220
راجع هذا الرابط :-
https://biblehub.com/text/exodus/10-19.htm
وتنطق yawm (يوم) أو yam (يام)
راجع هذا الرابط :-
https://biblehub.com/hebrew/3220.htm
يعني هي نفسها اليم
وهذه الكلمة طبقا للقواميس العبرية تم استخدامها في العهد القديم تارة على أنها بحر وتارة على أنها نهر عظيم حتى أنها جاءت لوصف نهر الفرات وأيضا نهر النيل في العهد القديم ، يعني لم يفرقوا بين المياه المالحة والعذبة ، وكان العبرانيين يستخدموها للتعبير عن النهر
فنقرأ من Brown-Driver-Briggs :-
6 of a mighty river, the Nile Nahum 3:8 (twice in verse); Isaiah 19:5 ("" נָהָר); compare הַתַּנִּין אֲשֶׁר בַּיָּם Isaiah 27:1 and כַּתַּנִּים בַּיַּמִּים Ezekiel 32:2 (simile of Pharaoh); of Euphrates Isaiah 21:1; Jeremiah 51:36
الترجمة :-
من نهر عظيم ، النيل ناحوم 3: 8 (مرتين في الآية) ؛ إشعياء الفرات 21: 1 ؛ إرميا 51:36
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://biblehub.com/hebrew/3220.htm
فنقرأ من سفر حزقيال :-
32 :2 يا ابن ادم ارفع مرثاة على فرعون ملك مصر و قل له اشبهت شبل الامم ((و أنت نظير تمساح في البحار اندفقت بانهارك)) و كدرت الماء برجليك و عكرت انهارهم
ولكن مصر تطل على البحر الأحمر والمتوسط وكلاهما لا يعيش فيهما تماسيح ، بل التماسيح في مصر تعيش في نهر النيل ، يعني البحار هنا المقصود الأنهار العظيمة
والكلمة التي تم ترجمتها بحار هي יָ֣מָּה - توافق لغوى 3220
وأيضا نقرأ من سفر ارميا :-
51 :35 ((ظلمي و لحمي على بابل)) تقول ساكنة صهيون و دمي على سكان ارض الكلدانيين تقول أورشليم
51 :36 لذلك هكذا قال الرب هانذا اخاصم خصومتك و انتقم نقمتك ((و انشف بحرها)) و اجفف ينبوعها
51 :37 و تكون بابل كوما و ماوى بنات اوى و دهشا و صفيرا بلا ساكن
يتكلم عن بابل ويقول أنه يجفف بحرها ، ولكن بابل لا تطل على بحر بل على نهر الفرات
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا عن بابل :-
(تقع بَابِل على ذراع نهر الفُرات، على بعد حوالي 85 كيلومتر جنوبي العاصِمة بَغْدَاد)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%84
ثالثا: فى اللغة العربية فإن اليم = البحر والذى يطلق أيضا على الأنهار العظيمة
فى لغة العرب القدماء
اليم = البحر = أى تجمع كبير يضم ماء سواء كان ماء مالح أو عذب
يعني سبحانه عندما يقول لنا أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام تم القاءه في اليم ، فهذا يعني أنه تم القاءه في مجرى مياه كبير جدا أي أنه ليس بحيرة صغيرة ولا مستنقع ، بل المجرى الرئيسي
لندرك كيف أن الله عز وجل حفظه
1- من المعاجم اللغة العربية :-
البَحْر : ضِد البَرّ، يَمّ، وهو مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط ((مغمور بالماء المِلْح أو العَذب)) تشغل البحار والمحيطات والأنهار أكثر من ثلثي مساحة الكرة الأرضية، ،جيفة لا تعكر بحْرًا [مثل]: يُضرب في الأذى الصغير، يصيب الرجل العظيم
انتهى
راجع هذا الرابط :-
يقول البحر = يم ، وهو المكان المغمور بالماء سواء مالح أو عذب
2- العرب أطلقوا مصطلح (بحر) على الأنهار العظيمة
نقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
(كان العرب قديماً يستخدمون مصطلح بحر على أي تجمع للماء الكثير مالحاً كان أو عذباً ولم يستخدموا كلمة محيط فقد كانوا يطلقون على المحيط الأطلسي مسمى بحر الظلمات)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ولذلك سوف نجد أنهم أطلقوا على تجمع المياه العذب الذي يربط نهر النيل بمحافظة الفيوم مسمى (بحر)
فنقرأ من موسوعة ويكيبديا :-
(بحر يوسف هي الترعة التي تصل محافظة الفيوم بالماء من نهر النيل، أحد فروع ترعة الإبراهيمية من النيل، وتنبع من عند ديروط بمحافظة أسيوط مارة بمحافظة المنيا ومحافظة بني سويف، ثم إلى الفيوم، لتكون هي المصدر الوحيد الذي يمد الفيوم بالمياه)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81
يعنى العرب القدماء كانوا يطلقون كلمة ((بحر)) على المجارى المائية الكبيرة والضخمة حتى وان كانت عذبة ، فهذا هو أساس كلمة ((بحر))
رابعا :- إشكالية بالنسبة لتحديد كاتب سفر الخروج بأن انشقاق البحر وقع في بحر سوف (أى بحر القصب) ، ولكن القصب ينمو في الماء العذب وليس المالح
قصة العبور الواردة في سفر الخروج والتي تدعى أن بني إسرائيل عبروا بحر سوف ، وبالطبع آباء الكنيسة يشرحونها أنه البحر الأحمر ، ولكن المشكلة أن البحر الأحمر لم يتم تسميته أبدا في التاريخ ببحر سوف بل أن الكارثة الأكبر أن كلمة سوف يعني (قصب) أي أن الترجمة الواضحة هو (بحر القصب) ، بينما القصب لا يتواجد إلا في المياه العذبة وليس المالحة ، فهل كان يظن الكاتب أنهم عبروا مجرى ماء عذب ؟؟!!!!
نقرأ من سفر الخروج :-
10 :19 فرد الرب ريحا غربية شديدة جدا فحملت الجراد و طرحته إلى ((بحر سوف)) لم تبق جرادة واحدة في كل تخوم مصر
الكلمة العبرية التى تم ترجمتها (سوف) هى סּ֑וּף - توافق لغوى 5488
وتنطق suph ، وهي تعني القصب (reeds) أو ( rushes ) أي الأسل ، وكلاهما لا ينموان إلا في المياه العذبة
وهذا ما جعل علماء اليهود والمسيحيين يدورون حول أنفسهم ، لأن سوف (القصب) هو نبات لا ينمو إلا فى المياه العذبة ، يعنى الترجمة الصيحة لبحر سوف هو (بحر القصب)
ولكن علماء المسيحية حاولوا أن يعطوا لها معاني أخرى مثل أحمر حتى يجعلوه ينطبق على البحر الأحمر ، إلا أن الحقيقية هو أن المعنى الحرفى للكلمة (סּ֑וּף) هو القصب أو الأسل (نباتات المياه العذبة) وليس أحمر
وسوف نجد أن نفس الكلمة جاءت في قصة إلقاء سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في النهر في (خروج 2: 3) مما يؤكد أن معناها الحقيقي هو القصب وليس أحمر
فنقرأ من سفر الخروج :-
2 : 3 و لما لم يمكنها ان تخبئه بعد اخذت له سفطا من البردي و طلته بالحمر و الزفت و وضعت الولد فيه و وضعته بين ((الحلفاء)) على حافة النهر
ونقرأ النص من الترجمة اليسوعية :-
2: 3 ولما لم تستطع أن تخفيه بعد، أخذت له سلة من البردي وطلتها بالحمر والزفت، وجعلت الولد فيها ووضعتها بين ((القصب)) على حافة النهر.
الكلمة التي تم ترجمتها (القصب) هنا هي نفسها (سوف) - توافق لغوى 5488
راجع النص في هذا الرابط :-
https://biblehub.com/text/exodus/2-3.htm
يعنى نص العبور كان يتكلم عن عبور مسطح للمياه العذبة وليس المالحة ولكن الكتاب المقدس أسماه (بحر)، لأن القصب لا ينمو إلا فى المياه العذبة
وما يؤكد أن كلمة (سوف) يعني القصب وهي خاصة بالأنهار فقط ، هو ما ورد في سفر إشعياء
فنقرأ من سفر إشعياء :-
19 :6 و تنتن ((الانهار)) و تضعف و تجف سواقي مصر و يتلف ((القصب و الاسل))
عندما تنتن الأنهار وتجف السواقى فإن القصب يتلف هذا لأن الأسل (أي سوف) لا يتواجد إلا في المياه العذبة
المهم أن هذا جعل علماء اليهود والمسيحيين حتى يومنا هذا غير متأكدين من أي مسطح مائى عبره بني إسرائيل
الموضوع في موقع التوراة في هذا الرابط :-
تعليقات
إرسال تعليق