رسالة الى غلاطية كانت خاصة لبنى اسرائيل
المقدمة :-
رسالة الى غلاطية هي إحدى الرسائل المنسوبة إلى بولس و كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى شتات غلاطية ولكن عدم فهم أسلوب تحدث بني إسرائيل عن أنفسهم وشتاتهم ودلالات الكلمات ، أوهمت البعض أن كلمة الأمم الواردة في تلك الرسالة المقصود بها الأعراق الأخرى من غير بني إسرائيل ولكن من الواضح جدا أن بعض النساخ كانوا يعرفون أن المقصود هو بني إسرائيل ولذلك سوف نجد تناقض في الطبعات حول كلمة (الأمم) في تلك الرسالة ، فسوف نجد في بعض الطبعات الكلمة هي (الأمة) ، وفى طبعات أخرى (الأمم) ، وعلى أي حال فمهما كانت الكلمة فالمقصود بني إسرائيل في الشتات لأنهم كانوا أصبحوا أمم متفرقين ، يعني المقصود بني اسرائيل ، وهذا إن شاء الله ما سوف أثبته بالأدلة فى هذا الفصل
مخاطبة الموجه إليهم الرسالة بـ (غلاطيون ، كنائس غلاطية )
لا يعنى أنه كان يكلم الأمم فى غلاطية ، لأن اليهود كانوا يخاطبون بنى جنسهم (أي بني إسرائيل) الذين يعيشون فى الشتات حسب موطنهم الذي يعيشون فيه وولدوا فيه
مثل ما نقرأ فى سفر أعمال الرسل وصف برنابا وهو من بنى إسرائيل بأنه قبرسي :-
4 :36 و يوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ و هو لاوي قبرسي الجنس
حال بنى اسرائيل فى زمان كتابة رسائل العهد الجديد :-
كان بنى إسرائيل فى ذلك الزمان مشتتين فى البلاد و متفرقين عقائديا فمنهم من كان يتظاهر بالتمسك بالشريعة ولكنه كان يأخذ منه أجزاء ويترك أجزاء، ومنهم من ارتد وتشبه باليونانيين الوثنيين وهؤلاء تم اطلاق عليهم مسمى (يونانيين)
https://historybibles.blogspot.com/2021/04/blog-post_23.html
فالبعض ارتدوا عن الشريعة (مكابيين الأول 1: 12 الى 1: 16 ) ، والبعض عبدوا الأصنام (مكابيين الأول 1: 45) ، والبعض مزج العبادات الوثنية مع المعتقدات اليهودية وأطلق المؤرخون على تلك العقائد اسم (اليهودية الهلينستية)
https://historybibles.blogspot.com/2021/04/blog-post.html
ونشأ بين المتمسك بالشريعة والمرتد عنها فى بداية ظهور حرب أهلية فى فلسطين (راجع سفري المكابيين الأول والثاني ) وظل تأثير الأفكار اليونانية فى بنى إسرائيل بالشتات موجود بقوة
ولذلك بعث الله عز وجل المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام إلى بني إسرائيل ليردهم إلى العبادة الصحيحة والعمل بكل الشريعة وليس فقط جزء
ولكن بعد أن رفعه الله عز وجل ، انتسب إليه بعض من اليهود كان أملهم هو تجميع بني إسرائيل (الذين أصبحوا أمم) مرة أخرى تحقيقا لنبوءة هوشع و لكن قابلهم إشكالية وهي رفض الإسرائيلي الذي تشبه باليونانيين الالتزام بالشريعة و أيضا رفض الإسرائيلي المتمسك بالشريعة لهذا المرتد الذي كانوا يسمونه (اليوناني)
فنشر هؤلاء معنى للإيمان مخالف لتعاليم المسيح عليه الصلاة والسلام :-
فنشروا أنه طالما عاد هؤلاء المرتدين إلى التصديق بوجود الله عز وجل وترك الأخلاق السيئة (غلاطية 5 :19 إلى 5 :22 ) فليس هناك ضرورة للشريعة (أعمال الناموس) وحاولوا إقناع المتمسك بالشريعة بذلك عن طريق اختراع تبريرات ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان وكان منها اختراعهم لقصة الصلب ، و بالاضافة الى مخالفة تلك الأفكار لإرادة الله عز وجل فإن نتائجها بمرور الزمان كان فساد المجتمعات فأصبح شرب الخمر لا حرمة فيه وغيره وأيضا كانت بداية الطريق لارتداد أكبر وهو تأليه المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام وهو أحد مخلوقات الله عز وجل أي عودة الشرك مرة أخرى ، بل إن تلك الأفكار نفسها هي جزء من اليهودية الهلينستية
تصدى تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الاثني عشر لتلك الأفكار والتعاليم
وظلوا يحذرون بنى إسرائيل فى الشتات من تلك التعاليم مؤكدين على ضرورة التمسك بالناموس وأهمية الأعمال مع الإيمان ، فالشياطين لهم إيمان ولكن ليس لهم أعمال وأن بالأعمال مع الإيمان قد تبرر سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام (يعقوب 2 :18 إلى 2 :24 ) ويؤكد ذلك (يشوع بن سيراخ 44: 20 ، 44: 21 ) ، (يهوديت 8: 22 ، 8: 23 )
ولذلك كانت رسالة غلاطية فى محاولة للنيل من الحواريين
فنجد فيها محاولة كاتب الرسالة إثبات أن بولس رسول على قدم المساواة مع باقي تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام (غلاطية 1 :1 ، 1 :11 ، 1 :12) وأنه لم يكن تابع لهم (غلاطية 1 :16 الى 1 :20 ) وكان يقول نفس تعاليمهم ولكنه ارتد واخترع لنفسه تعاليم مخالفة (غلاطية 5 :11 ) لذلك زعم أنه لم يراهم إلا فترة قصيرة ، كما زعم موافقتهم فى البداية على تعاليمه ولكنه فى نفس الوقت لم يستطيع ايجاد شهود على زعمه هذا فلقد كان هذا اللقاء على انفراد (غلاطية 2 :2 ) ونفى التلاميذ هذه المزاعم لذلك تم وصفهم فى الرسالة بالنفاق والخوف (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 ) وأن هذا هو السبب فى عدم افتخارهم بالصليب (غلاطية 6 :12 الى 6 :14 ) أي أنهم لم يؤمنوا بصليب أصلا
https://historybibles.blogspot.com/2025/02/blog-post_71.html#7
المبحث الأول (1-2-4) :- كاتب رسالة إلى غلاطية يصف من يوجه إليهم الرسالة قائلا (نحن بالميلاد يهود ولسنا من الأمم خطاة) أي أنه يوجه الرسالة الى بنى اسرائيل
نقرأ من رسالة غلاطية :-
2 :15 نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً،
الذين كانوا بالطبيعة يهود (أي بالميلاد يهود ) هم بنى اسرائيل فكلمة (نحن) عائدة على الكاتب ومن يوجه إليهم الرسالة :-
1- هذه الجملة موجهة إلى من يراسلهم :-
بدليل ما نقرأه من ترجمة الفانديك نجد انتهاء ما قاله لبطرس بوضع قوس ، فنقرأ :-
2 :14 لكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»
2 :15 ((نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً،))
الجملة التي قالها لبطرس كانت بين قوسين وانتهت بغلق القوس ، وهذا يعني أن الجملة التالية لها فى العدد (15) المقصود بها هو من يوجه إليهم الرسالة
راجع هذا الرابط :-
http://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=58&chapter=2
2- يميز بين نفسه ومن يخاطبهم وبين باقي الأمم الخاطئة أي أنه يصف عرق معين بأنه يهودي وليس جميع البشر :-
كاتب الرسالة يضع نفسه مع من يوجه إليهم الرسالة ويصفهم بأنهم بالميلاد يهود وليسوا من الأمم الخاطئين (أو ليسوا من أمة خاطئة)
وهذا يعنى أنه يوجه رسالته إلى بني إسرائيل وليس إلى أمميين من الأعراق الأخرى
وهو هنا يصف عرق معين بأنه مولود يهودي ولا يصف جميع البشر بذلك لأنه يميز بينهم عن باقي باقي البشر ، فهو لم يقل (نحن بالطبيعة يهود ) ويصمت ولكنه أضاف (ولسنا من الأمم خطاة ) مما يعنى أنهم أفضل من باقي البشر (أو من البشر الذين ولدوا من أمة خاطئة )
ففى نظره أي شخص ولد من أمتهم الإسرائيلية فهو يهودي
فلا فرق بين اسرائيلي اتبع الشريعة وبين إسرائيلي ارتد عن الشريعة فهم جميعا يهود متساوون ولهم الأفضلية بالميلاد
المبحث الثاني (2-2-4):- تضارب الطبعات بين كلمة (الأمة ) و كلمة (الأمم) والمقصود في كلا الحالتين بني إسرائيل الذين أصبحوا أمم
رسالة إلى غلاطية كانت موجهة إلى بني إسرائيل فقط وكان المقصود أن الاسرائيليين مهما اختلفوا في تطبيق أو عدم تطبيق الشريعة فهم بالميلاد يهود ولهم الأفضلية ، وهذا واضح جدا من أسلوب الحديث ومعنى الكلام ولكن التخبط في الفهم نشأ من أن بعض الطبعات ذكرت كلمة (الأمم) فظن الناس أن المقصود الأعراق الأخرى من غير بني إسرائيل بالرغم من أن هذا الفهم يتناقض بشكل واضح مع معنى الجمل والنص ، ولذلك سوف نجد في احدى الطبعات أن الكلمة هي (الأمة) وبالطبع فهذا سوف يجعل المعنى بدون أي تردد هو بني إسرائيل ، وعلى العموم سواء كانت الأمة أو الأمم فالمقصود بني إسرائيل لأن كتبة العهد الجديد كانوا يطلقون على بني إسرائيل في الشتات كلمة الأمم ،
أمثلة على ورود كلمة (الأمة) بدلا من (الأمم) في بعض الطبعات فنقرأ :-
1- طبعة Tischendorf 8th Edition تقول أن الكلمة هي (الأمة) وليس الأمم
نقرأ من رسالة غلاطية :-
1 :15 و لكن لما سر الله الذي افرزني من بطن امي و دعاني بنعمته
1 :16 ان يعلن ابنه في لابشر به (( بين الامم )) للوقت لم استشر لحما و دما
وأيضا :-
2 :2 و انما صعدت بموجب اعلان و عرضت عليهم الانجيل الذي اكرز به (( بين الامم )) و لكن بالانفراد على المعتبرين لئلا اكون اسعى او قد سعيت باطلا
وأيضا :-
2 :9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا و يوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني و برنابا يمين الشركة لنكون (( نحن للامم )) و اما هم فللختان
وأيضا :-
2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب (( كان ياكل مع الامم )) و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
وأيضا :-
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم (( الامم )) ان يتهودوا
الكلمة هنا هي (الأمم) وهي باليونانية (ἔθνεσιν )
ومن موقع Bible Hub نجد طبعات مختلفة للنص اليوناني تقول أن الكلمة هي (الأمم)
ولكن فى احدى تلك الطبعات وهي طبعة Tischendorf 8th Edition
نجد أن الكلمة هي (ὁ ἔθνος) وليس الأمم (ἔθνεσιν)
أي بمعنى (الأمة ) ويقصد بها أمته بنى اسرائيل
فنقرأ من الاصحاح الأول :-
1: 16 ἀποκαλύπτω ὁ υἱός αὐτός ἐν ἐγώ ἵνα εὐαγγελίζω αὐτός ἐν ( ὁ ἔθνος ) εὐθέως οὐ προσανατίθημι σάρξ καί αἷμα
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/t8/galatians/1.htm
أي أن النص هو :-
1 :16 ان يعلن ابنه في لابشر به (( بين الامة )) للوقت لم استشر لحما و دما
وأيضا من الاصحاح الثاني :-
2 ἀναβαίνω δέ κατά ἀποκάλυψις καί ἀνατίθεμαι αὐτός ὁ εὐαγγέλιον ὅς κηρύσσω ἐν ( ὁ ἔθνος ) κατά ἴδιος δέ ὁ δοκέω μήπως εἰς κενός τρέχω ἤ τρέχω
و
9 καί γινώσκω ὁ χάρις ὁ δίδωμι ἐγώ Ἰάκωβος καί Κηφᾶς καί Ἰωάννης ὁ δοκέω στῦλος εἰμί δεξιός δίδωμι ἐγώ καί Βαρνάβας κοινωνία ἵνα ἡμᾶς εἰς ( ὁ ἔθνος ) αὐτός δέ εἰς ὁ περιτομή
و
12 πρό ὁ γάρ ἔρχομαι τὶς ἀπό Ἰάκωβος μετά ( ὁ ἔθνος ) συνεσθίω ὅτε δέ ἔρχομαι ὑποστέλλω καί ἀφορίζω ἑαυτοῦ φοβέω ὁ ἐκ περιτομή
و
14 ἀλλά ὅτε ὁράω ὅτι οὐ ὀρθοποδέω πρός ὁ ἀλήθεια ὁ εὐαγγέλιον λέγω ὁ Κηφᾶς ἔμπροσθεν πᾶς εἰ σύ Ἰουδαῖος ὑπάρχω ἐθνικῶς καί οὐ Ἰουδαϊκῶς ζάω πῶς ( ὁ ἔθνος ) ἀναγκάζω Ἰουδαΐζω
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/t8/galatians/2.htm
والكلمة اليونانية (ὁ ἔθνος) :-
ὁ = اداة تعريف
ἔθνος = أمة
أما الكلمة الأخرى فى العدد (14) وهى ( ἐθνικῶς) = أمميا
أ- أي أن النص هو :-
2 :2 و انما صعدت بموجب اعلان و عرضت عليهم الانجيل الذي اكرز به (( بين الامة )) و لكن بالانفراد على المعتبرين لئلا اكون اسعى او قد سعيت باطلا
وأيضا :-
2 :9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا و يوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني و برنابا يمين الشركة لنكون (( نحن للامة )) و اما هم فللختان
والمقصود أنه هو وبرنابا لأمة بني إسرائيل فى الشتات أما هم فللمتمسكين بالناموس وكان أكثرهم فى فلسطين
وأيضا :-
2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب (( كان ياكل مع الأمة )) و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
والمقصود هو أنه كان يأكل مع بني إسرائيل فى الشتات والذين كان أغلبهم مرتدين عن الشريعة
وأيضا :-
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم (( الامة )) ان يتهودوا
ب- المقصود من كلمة (الأمة) :-
كلمة (الأمة ) هذه الكلمة عندما تأتي مفرد ومعرفة فكان اليهودي يقصد بها بني إسرائيل
والدليل نقرأه من سفر أعمال الرسل هذا الكلام على لسان بولس :-
26 :4 فسيرتي منذ حداثتي التي من البداءة كانت بين امتي في اورشليم يعرفها جميع اليهود
وأيضا من سفر أعمال الرسل :-
28 :19 و لكن لما قاوم اليهود اضطررت ان ارفع دعواي الى قيصر ليس كان لي شيئا لاشتكي به على امتي
كما نقرأ من موقع Bible Hub - الفقرة الثالثة من Thayer's Greek Lexicon
race, nation: Matthew 21:43; Acts 10:35, etc.; ἔθνος ἐπίἔθνος, Matthew 24:7; Mark 13:8: οἱ ἄρχοντες, οἱ βασιλεῖςτῶν ἐθνῶν, Matthew 20:25; Luke 22:25; used (in the singular) of the Jewish people, Luke 7:5; Luke 23:2; John 11:48, 50-53; John 18:35; Acts 10:22; Acts 24:2 (), ;
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/greek/1484.htm
أي أن هذه الكلمة عندما تأتي مفرد فهي تشير إلى الشعب اليهودي
فأمته هم بنى اسرائيل (للمزيد عن دلالة كلمة الأمة - راجع الفصل الأول - الباب الخامس)
ومعنى أن الكلمة كانت فى الرسالة هي (الأمة) يعني أن الكاتب يتكلم أن بولس مسؤول عن الكرازة للأمة (أي بني إسرائيل)
أي أنه طبقا لطبعة Tischendorf 8th Edition كان الحديث عن بنى إسرائيل وليس عن الأمم
ج- حتى وان كانت الكلمة (الأمم) فهي تم اطلاقها أيضا على أمم بني إسرائيل في الشتات :-
في الفترة الهلينستية تفرق بني إسرائيل بين البلاد ، ثم أخذ كل فرقة منهم جنسية الموطن الذي يعيشون فيه فنجد أن برنابا قبرسى (بالرغم من أنه لاوى) - (أعمال 4: 36) ، وكان بولس روماني (أعمال 16: 37) ، فالحقيقة أن بشتات بني إسرائيل أصبحوا أمم ، فكان يوجد الاسرائيليين الرومان ، والاسرائيليين القبارصة والاسرائيليين اليونان …. الخ ، بدليل الآتى :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
2 :5 و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في أورشليم
ثم نقرأ :-
2 :9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا
2 :10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء
2 :11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله
وكذلك (أعمال 6: 9 -11)
كان يهود من كل أمة ، ثم أطلق عليهم مسميات الأمم التي يعيشون فيها فرتيون وماديون وعيلاميون …الخ ، يعني أمم ، يعني كانوا يطلقون على بني إسرائيل في الشتات أنهم (أمم) وكان المقصود أمم بني إسرائيل ، وهؤلاء غير باقي الأمم (الذين ليسوا من بني إسرائيل )
وكذلك في (أعمال 15: 3) ورد جملة (رجوع الأمم) بمعنى أن الأمم عادوا يعبدون الله عز وجل مرة أخرى
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
15 :3 فهؤلاء بعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا في فينيقية و السامرة يخبرونهم برجوع الامم و كانوا يسببون سرورا عظيما لجميع الاخوة
ولكن طبقا للعهد القديم فإن الأمم الوثنية من غير بني إسرائيل لم يعبدوا الله عز وجل حتى يرجعوا
فنقرأ من سفر التثنية :-
4 :19 و لئلا ترفع عينيك الى السماء و تنظر الشمس و القمر و النجوم كل جند السماء ((التي قسمها الرب الهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء)) فتغتر و تسجد لها و تعبدها
4 :20 و انتم قد اخذكم الرب و اخرجكم من كور الحديد من مصر لكي تكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم
ومن الترجمة العربية المبسطة :-
4: 19 فَإنْ نَظَرْتُمْ إلَى السَّماءِ وَرأيْتُمُ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَكُلِّ الأجرامِ السَّماوِيَّةِ، ((فَلا تُخْدَعُوا بِها وَتَسجُدُوا لَها وَتَعبُدُوها، فَإنَّ إلَهَكَمْ أعطاها لِكُلِّ الأُمَمِ الَّتِي تَحتَ السَّماءِ))
4: 20 وَأمّا أنتُمْ فَقَدِ اختارَكُمُ اللهُ وَأخرَجَكُمْ مِنْ فُرْنِ الحَدِيدِ فِي مِصْرَ، لِتَكُونُوا شَعبَهُ كَما هُوَ حالُكُمُ اليَومَ.
يعنى الرب أقر للبشر عبادة الشمس والقمر والنجوم ، ما عدا بنى اسرائيل فهو الههم وحدهم فقط
مما يعني أن المقصود الإسرائيليين في الشتات الذين تشبهوا بأفكار وفلسفات اليونانيين الوثنية ودمجوها مع الأفكار اليهودية فظهرت اليهودية الهلينستية فأصبح يهو شبيه لزيوس ، وأصبح الزنا وأكل المحرمات شئ طبيعي بالنسبة لهم ، فهؤلاء المقصودين برجوع الأمم
يعني كلمة (الأمم) كان لها استخدامين في العهد الجديد فأحيانا تتكلم عن بني اسرائيل في الشتات ، وأحيانا تتكلم عن الأمم الأخرى الذين ليسوا من بني إسرائيل
ويؤكد ذلك من هذا النص
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
4 :27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس و بيلاطس البنطي مع امم و شعوب إسرائيل
يعني بني إسرائيل شعوب وأمم
والكلمة اليونانية التي تم ترجمتها شعوب هي λαοῖς توافق لغوى 2992 ، ويتم استخدمها للدلالة على شعب أو أمة أو قبيلة لهم نفس الأصل و اللغة
https://biblehub.com/greek/2992.htm
يعني وصف بني إسرائيل بالشعوب يعني أنهم منقسمون أمم
ولذلك فإن كلمة (الأمم) في كتب العهد الجديد كانت في بعض الأحيان يقصد بها أمم بني إسرائيل في الشتات ، وكان أحيانا يقصد الأمم من الأعراق الأخرى ، ولذلك يجب أن يتم فهم المقصود من تلك الكلمة خلال معنى النص كله
2- والدليل على أن الكلمة سواء كانت (الأمة) أو (الأمم) في بعض الأعداد من رسالة غلاطية ، المقصود بني إسرائيل هو ذهاب بولس إلى مجامع اليهود:-
فى العدد 2 :9 من رسالة غلاطية (طبقا للنص المتداول) نقرأ :-
2 :9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا و يوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني و برنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم و اما هم فللختان
فطبقا لهذا النص فإن بولس وبرنابا للأمم بينما بطرس والآخرين لبني إسرائيل أي أنه من المفترض ألا يكرز بولس بين اليهود مطلقا ولكن بين الوثنيين فقط
ولكن عندما نقرأ سفر أعمال الرسل نرى أن بولس كان دائما يذهب إلى مجمع اليهود فى أي بلد يذهب إليها أي أنه كان يكرز بين بنى إسرائيل وكان يعلم اليهود أفكاره الخاصة (أعمال 17 :1 ، 17 :10 ، 17 :17 ، 18 :4 ، 18 :19 ، 19 :8 )
حتى أنه فى سفر أعمال الرسل قال :-
28 :20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم و اكلمكم (( لاني من اجل رجاء اسرائيل )) موثق بهذه السلسلة
وهذا يعني أننا لو فهمنا أن المقصود من كلمة (الأمم) في العدد (غلاطية 2: 9) هم الأعراق الأخرى فهذا سيعنى تناقض بين رسالة غلاطية وبين سفر أعمال الرسل
ولكن إن أخذنا النص طبقا لطبعة Tischendorf 8th Edition فيكون النص كالآتي :-
2 :9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا و يوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني و برنابا يمين الشركة لنكون نحن للامة و اما هم فللختان
المقصود هو أن بولس وبرنابا للأمة (أي لبني إسرائيل سواء كانوا يهود أو اليونانيين المتأثرين بالثقافة اليونانية بالشتات ) أما باقي التلاميذ (وهم بطرس والآخرين ) للختان (أي للمتمسكين بالشريعة )
بهذا يكون النص متفق ولا يوجد به تناقض مع سفر أعمال الرسل فبالفعل كان بولس يذهب الى بنى اسرائيل فى الشتات بدليل أنه كان دائما يذهب إلى مجمع اليهود
وكذلك لو أخذنا بما ورد في الطبعات الأخرى أن الكلمة (الأمم) فهذا يعني أن المقصود هو أمم بني إسرائيل في الشتات لذلك كان دائما يسافر بولس وبرنابا بين البلاد وفى النهاية المقصود بني إسرائيل
3- عدم اتفاق معنى النصوص مع العدد (غلاطية 2 :15) إذا تم فهم كلمة (الأمم) في (غلاطية 2: 12 ، 2: 14) أنها الأعراق الأخرى :-
إذا قرأنا العدد (غلاطية 2: 12 ، 2: 14) طبقا للطبعات المتداولة بكلمة (الأمم) وفهمنا أن المقصود الأعراق الأخرى فهو يناقض معنى باقي النص الذى يسبقه
فنقرأ من رسالة غلاطية طبقا للمتداول :-
2 :11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان (( ياكل مع الامم )) و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل (( قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا))
2 :15 (( نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة ))
2 :16 اذ نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح امنا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس لانه باعمال الناموس لا يتبرر جسد ما
أ- فالمعنى المقصود طبقا للنص المتداول وبه الكلمة هي (الأمم) في العدد (غلاطية 2: 12 ، 2: 14) إذا تم فهمها بمعنى الأعراق الأخرى :-
كاتب الرسالة يتهم بطرس بعدم الاستقامة والنفاق (أي يشبهه بكهنة اليهود ) ( مت 23 :1 الى 23 :3 )
فيزعم أن التلاميذ وافقوا على نوعية التعاليم المنسوبة إلى بولس للأمم وأنه هو المسؤول عن الأمم مثلما بطرس على الذين من الختان ( غلاطية 2 :2 إلى 2 :9 ) ( هذه القصة من الواضح أن الكاتب لم يستطيع أن يثبتها أمام الناس لأنه زعم قبل ذلك أن هذا النقاش لم يكن أمام عامة الناس (غلاطية 2 :2) أي لا يوجد شهود على هذا النقاش ولا يوجد ما يؤيده فكان مجرد ادعاء منه )
ثم يزعم كاتب الرسالة أن بطرس عندما ذهب إلى أنطاكية حدث بينه وبين بولس مواجهة سببها أن بطرس أكل مع الأمم، حتى إذا جاء قوم من عند يعقوب فخاف منهم وتراجع
فقال بولس لبطرس بأنه وهو يهودي أي من المتمسكين بالشريعة فكلمة يهودي هنا بمعناها الخاص و كانت تعني المتمسك بالشريعة عاش أمميا عندما أكل مع الأمم فلماذا يجبر الأمم على أن يتهودوا (أي يطبقوا الشريعة )
(وانتهى كلام بولس إلى بطرس عند هذا )
ثم يعلل صحة رأيه بعدم ضرورة العمل بالناموس فيقول :-
نحن (أي هو ومن يوجه إليهم الرسالة ) مولودين يهود ولسنا من الأمم خطاة (هنا يشير بوضوح إلى أفضلية بني إسرائيل عن باقي الأمم )
أي أن بسبب ميلادهم يهود فيكفي للتبرر هو الإيمان بيسوع بدون بأعمال الناموس
والسؤال هو :-
ما علاقة طلب بولس من بطرس ألا يلزم الأمم بالناموس (إذا كان يقصد الأمم الأعراق الأخرى في 2: 14 من غير بني إسرائيل) ثم نجده معللا ومثبتا لصحة رأيه وكلامه قائلا بأنهم (أي هو ومن يوجه إليهم الخطاب ) مولودين يهود وليسوا من الأمم الخطاة (أي أنه يتحدث عن بني إسرائيل بالفعل لأنه قارن بينهم وبين الأمم الأخرى وأوضح أفضليتهم عن باقي الأمم )
فإن كان كاتب الرسالة يرى أن الإنسان لا يتبرر بالناموس ولا يريد إلزام الأمم (الأعراق الأخرى) بالناموس و يكفي الإيمان بيسوع، فلماذا يعلل صحة كلامه بأنه ومن يتحدث إليهم مولودين يهود وليسوا مثل الأمم الخطاة ؟؟!!!!!!!!
ولكن لو تم فهم معنى كلمة الأمم في العدد (غلاطية 2: 12 ، 2: 14) هو أمم بني إسرائيل في الشتات فسوف يزول التناقض ، فأمم اليهود في الشتات بالميلاد يهود وليسوا مثل الأعراق الأخرى خطاة ولذلك ليسوا بحاجة للتبرر بالناموس
ب - وكذلك إذا أخذنا النص (غلاطية 2 :12 - 15) كما جاء فى طبعة Tischendorf 8th Edition فسوف يزول أيضا التناقض :-
إذا أخذنا بما جاء بطبعة Tischendorf 8th Edition ، فنجد أن هذا التناقض فى المعنى قد زال
فنقرأ النص طبقا لطبعة Tischendorf 8th Edition :-
2 :11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2 :12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل (( مع الأمة )) و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم (( الامة )) ان يتهودوا
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا (( من أمة خاطئة ))
والمعنى طبقا لـــــ Tischendorf 8th Edition هو :-
كاتب الرسالة يزعم أن بطرس عندما ذهب إلى أنطاكية حدث بينه و بولس مواجهة
سببها أن بطرس فى أنطاكية أكل مع الأمة (أي بنى إسرائيل فى الشتات حيث كان أغلبيتهم متأثرين بالثقافة اليونانية ولا يطبقون الشريعة) - (للمزيد راجع اليهودية الهلينستية فى المبحث الأول - الفصل الأول - الباب الثاني )
ولكن عندما أتى قوم من عند يعقوب (كانوا متمسكين بالشريعة ) خاف بطرس وتراجع عن أكله مع الأمة و أصر أنهم يجب أن يطبقوا الشريعة حتى يكونوا مؤمنين ويخلصوا
وتبع بطرس اليهود (المتمسكين بالشريعة) وكذلك برنابا (والأكيد أن بطرس لم يغير رأيه فالاكيد أن هذا كان رأيه من البداية )
ثم يزعم كاتب الرسالة أن بولس قال لبطرس:- أنه إن كنت يهودي (أي تزعم أنك تطبق الناموس) تعيش امميا (أي أنك أكلت مع الذين لم يختنوا فلم تطبق وصية الناموس فكنت مرتد عن الشريعة وتشبهت بالأمم ) فلماذا تلزم الأمة (أي بني إسرائيل) أن يتهودوا (أي يطبقوا الناموس)
وينتهى كلامه مع بطرس
(ملحوظة :-
كان بنى إسرائيل فى ذلك الزمان يطلقوا على المتشبه بأحد مخالف لهم مسمى هذا الشخص ، فأطلقوا على المتشبهين منهم باليونانيين مسمى (يونانيين) وعلى من تبع منهم الفلسفة الأبيقورية مسمى (أبيقوري) (للمزيد عن اليهودية الهلينستية ومسمى يوناني - راجع الفصل الثاني - الباب الثاني)
انتهى
ويكمل قائلا إلى من يوجه إليهم الرسالة :- نحن (أي هو ومن يوجه إليهم الرسالة ) مولودين يهود ولسنا من أمة خاطئة (أي أن بني إسرائيل كلهم ومنهم الذين فى الشتات يهود بالميلاد وليسوا من أمة خاطئة ) لذلك هم ليسوا بحاجة الى تطبيق الناموس ولكن يكفيهم الإيمان بيسوع فالإنسان لا يتبرر بالعمل بالناموس ولكن بالإيمان بالمسيح عليه الصلاة والسلام
(هو يعتقد أن المسيح مرسل لبني إسرائيل فقط) ويرى أن العمل بالناموس لن يبرره فيكفي أنه مولود يهودي وآمن بيسوع المسيح
(تذكروا ما ذكرته قبل ذلك أن اليهود لديهم اعتقاد أن الاسرائيلي مهما فعل من أخطاء فهو من شعب الله وسيظل من أبناء الله ، وهذا هو ما كان يشير إليه كاتب الرسالة)
أي أن :-
عند كاتب الرسالة يكفي الإنسان الذي من بني إسرائيل (بالطبيعة يهود ولم يولد من أمة
خاطئة ) و يؤمن بيسوع المسيح حتى يتبرر فليس بحاجة إلى تطبيق الناموس وفرائضه
بينما كانت عقيدة تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الحقيقيين (الحواريين) أن على الإنسان
حتى يتبرر أن يؤمن بالله عز وجل ويتبع تعاليم عبده ورسوله المسيح عليه الصلاة والسلام وذلك بتطبيق الناموس كاملا (رسالة يعقوب 2 :10 ) ، (المزامير 78: 1 ، الأمثال 3: 1 ،4: 2 ، 7: 2 ، إشعياء 51: 7 ، إرميا 6: 19 )
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات
والتلاميذ الحقيقيين لم يعتقدوا فى يوم ما بذبيحة الفداء- الفادي الوحيد ولا أن الناموس بطل بذبيحة الفداء (الفادي الوحيد) بدليل أننا لا نقرأ أبدا تلك العقيدة فى رسالة يعقوب
ولبيان مزيد من الفرق بين رسالة يعقوب ورسائل بولس فى التعاليم فى هذا الرابط :-
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=6576
لقد كانت إرادة الله عز وجل هو تطبيق الناموس الذي في الحقيقة لم يكن بنى اسرائيل يطبقوه
سواء كانوا يونانيين أو يهود ، فحتى الفريسيين بالرغم من بدايتهم الجيدة إلا أنهم انحرفوا عن المسار الصحيح ولم يعملوا فى الحقيقة بالناموس كله وإنما أخذوا أجزاء وتركوا أجزاء (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53)
المبحث الثالث (3-2-4) :- فى حالة إذا كانت رسالة غلاطية موجهة إلى الأمم من الأعراق الأخرى فإنه يتعارض مع الاصحاح 18 من سفر أعمال الرسل :-
المفترض أن توقيت كتابة رسالة غلاطية كانت فى توقيت الخلاف الذى حدث بين بولس وبرنابا وهو كان قبل أحداث الاصحاح 18 من أعمال الرسل
وعندما نقرأ سفر أعمال الرسل الاصحاح 18 نعرف أن بولس قبل هذا الاصحاح لم يكن يكرز بين أمميين وأن أي نص يتحدث عن كرازته بين الأمميين كانت نصوص محرفة
فنقرأ من سفر أعمال الرسل الاصحاح 18 (بعد نشوب الخلاف بينه وبين برنابا) :-
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم (( انا بريء من الان اذهب الى الامم ))
مما يؤكد على أن الكلمة كانت (الأمة) وليس الأمم وأن الحديث كان على بنى اسرائيل
المبحث الرابع (4-2-4):- كل أمة (أو أمم) بني إسرائيل تتبارك من أجل ابراهيم
اعتقد كاتب الرسالة أن المباركة لأمة إبراهيم وليس للأمم من الأعراق الأخرى
فنقرأ النص المتداول من رسالة غلاطية :-
3 :8 و الكتاب اذ سبق فراى ان الله بالايمان يبرر الامم سبق فبشر ابراهيم ان فيك تتبارك جميع الامم
1- العدد 3 :8 طبقا لطبعة Tischendorf 8th Edition فإن كل الأمة (بنى اسرائيل) تتبارك من أجل ابراهيم
προείδω δέ ὁ γραφή ὅτι ἐκ πίστις δικαιόω ὁ ἔθνος ὁ θεός προευαγγελίζομαι ὁ Ἀβραάμ ὅτι ἐνευλογέω ἐν σύ πᾶς ὁ ἔθνος
http://biblehub.com/text/galatians/3-8.htm
والمعنى هو :-
الكتاب إذا سبق فأنبأ أنه بالإيمان تتبرر الأمة فالله بشر إبراهيم أن بك تتبارك كل الأمة
كاتب الرسالة كان يشير إلى هذا النص فى سفر التكوين :-
26 :17 فمضى اسحق من هناك و نزل في وادي جرار و اقام هناك
ثم نقرأ :-
26 :24 فظهر له الرب في تلك الليلة و قال انا اله ابراهيم ابيك لا تخف لاني معك (( و اباركك و اكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي ))
الرب يذكر إسحاق بمباركة نسل إبراهيم (((بسبب ومن أجل ابراهيم )))
وهذه البشارة فى سفر التكوين تقول:-
17 :1 و لما كان ابرام ابن تسع و تسعين سنة ظهر الرب لابرام و قال له انا الله القدير سر امامي و كن كاملا
17 :2 فاجعل عهدي بيني و بينك و اكثرك كثيرا جدا
ثم يقول :-
17 :6 و اثمرك كثيرا جدا و اجعلك امما و ملوك منك يخرجون
17 :7 (( و اقيم عهدي بيني و بينك و بين نسلك من بعدك في اجيالهم عهدا ابديا )) لاكون الها لك و لنسلك من بعدك
17 :8 و اعطي لك و لنسلك من بعدك ارض غربتك كل ارض كنعان ملكا ابديا و اكون الههم
لم يتطرق كاتب الرسالة إلى نبوءة مباركة جميع الأمم من الأعراق الأخرى ولكنه كان يتكلم عن أمة بني إسرائيل ومباركتها بسبب ومن أجل أباهم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
وأيضا لو أخذنا بما ورد في الطبعات الأخرى وكانت الكلمة (الأمم) فأيضا المقصود أمم بني إسرائيل يعني المقصود (الكتاب إذا سبق فأنبأ أنه بالإيمان تتبرر أمم بني اسرائيل فالله بشر إبراهيم أن بك تتبارك كل أمم بني إسرائيل )
2- والدليل أن الحديث عن بني إسرائيل سواء كان أمة أو أمم هو العدد (غلاطية 3 :14 ) :-
أ- نقرأه طبقا للنص المتداول :-
3 :14 لتصير بركة ابراهيم للامم في المسيح يسوع لننال بالايمان موعد الروح
الغريب هنا أن كاتب الرسالة (اليهودي وليس من الأمم من الأعراق الأخرى ، ولا من أمة خاطئة طبقا للعدد 2 :15 )
ومع ذلك يضع نفسه مع الأمم ويقول لننال بالإيمان ؟؟؟!!!!!!!!!!!
إلا إذا كان المقصود أمم بني إسرائيل المتفرقين
ب- وكذلك النص طبقا لطبعة Tischendorf 8th Edition:-
ἵνα εἰς ὁ ἔθνος ὁ εὐλογία ὁ Ἀβραάμ γίνομαι ἐν Χριστός Ἰησοῦς ἵνα ὁ ἐπαγγελία ὁ πνεῦμα λαμβάνω διά ὁ πίστις
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/galatians/3-14.htm
والمعنى هو :-
3 :14 لتصير بركة ابراهيم للأمة في المسيح يسوع لننال بالايمان موعد الروح
الآن عرفنا لماذا وضع كاتب الرسالة نفسه مع من يكلمهم لأنه يتكلم مع وعن بني إسرائيل (أمته) الذين كانوا أمم مشتتة
المبحث الخامس (5-2-4) :- من هم المحروسون تحت الناموس (أنهم بنى اسرائيل)
الدليل الآخر الذي يثبت أن كاتب الرسالة كان يوجه كلامه الى بنى اسرائيل فى شتات غلاطية هو هذا النص :-
3 :23 و لكن قبلما جاء الايمان (( كنا محروسين تحت الناموس )) مغلقا علينا الى الايمان العتيد ان يعلن
3 :24 (( اذا قد كان الناموس مؤدبنا )) الى المسيح لكي نتبرر بالايمان
الكاتب يقول:-
أنهم كانوا محروسين تحت الناموس ، ثم يقول :- كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح
فالسؤال هو :-
لمن كان الناموس ومن كانوا تحت الناموس قبل ذلك ؟؟!!!!!!
الأكيد أنهم ليسوا الأمم الوثنية ولكنهم بنى اسرائيل
فكاتب الرسالة كان يتحدث الى بنى اسرائيل فى الشتات
وعندما قال :-
3 :28 ليس يهودي و لا يوناني ليس عبد و لا حر ليس ذكر و انثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع
( ليس يهودي ولا يوناني ) أنه كان يقصد فئتين من بنى اسرائيل
اليهودي = الإسرائيلي المتمسك بالشريعة
اليوناني = الإسرائيلي المتأثر بالثقافة اليونانية
فلم يكن يتكلم عن الأمم
المبحث السادس (6-2-4) :-من كانوا تحت الناموس وعرفوه وكذلك من تم وصفهم بالأبناء قبل ارسال المسيح عليه الصلاة والسلام هم بنى اسرائيل
عندما نقرأ هذا النص من رسالة غلاطية ونحلله نتأكد أن كاتب الرسالة كان يوجه حديثه إلى بنى إسرائيل
فنقرأ :-
4 :3 هكذا (( نحن ايضا )) لما كنا قاصرين (( كنا مستعبدين تحت اركان العالم ))
4 :4 و لكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس
4 :5 (( ليفتدي الذين تحت الناموس )) لننال التبني
4 :6 (( ثم بما انكم ابناء ارسل الله )) روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الاب
4 :7 اذا لست بعد عبدا بل ابنا و ان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح
4 :8 لكن حينئذ (( اذ كنتم لا تعرفون الله استعبدتم للذين ليسوا بالطبيعة الهة ))
4 :9 و اما الان اذ عرفتم الله بل بالحري عرفتم من الله (( فكيف ترجعون ايضا الى الاركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون ان تستعبدوا لها من جديد ))
4 :10 (( اتحفظون اياما و شهورا و اوقاتا و سنين ))
4 :11 اخاف عليكم ان اكون قد تعبت فيكم عبثا
معنى قوله لهم :- (ترجعون) أي أنهم كانوا يعرفون الناموس من قبل وهذا يعنى أنه يتكلم مع بنى إسرائيل الذين يعرفون الناموس واتبعه أجدادهم وليس الأمم :-
كلمة ترجعون فى العدد (4 :9) هي في النص اليوناني كلمتين هما :- (تعودون مرة أخرى )
(ἐπιστρέφετε πάλιν)
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/galatians/4-9.htm
وهو يتعجب كيف يعودون إلى الأركان الضعيفة ويحفظون أياما وشهورا وسنين ويقصد أعياد اليهود
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
( يتكلم هنا عن مواسم الفصح والأصوام اليهودية، والسنين كسنة اليوبيل.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
إذاً من (يعود مرة أخرى ) لحفظ أعياد اليهود هم اليهود ، فالأمم الوثنية من الأعراق الأخرى لم تكن تحفظ أعياد اليهود ولا الناموس
باختصار الكاتب يقول :-
نحن = أي (هو ومن يحدثهم )
أي بنى إسرائيل فالأكيد هو لن يضع نفسه مع الأعراق الأخرى
عندما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم = يقصد عندما فسد بني إسرائيل ولم
يطبقوا الناموس كاملا تم سبيهم وتشتتهم في مختلف البلاد
فنقرأ من سفر المكابيين الأول عن سبى اليونانيين لبنى اسرائيل :-
1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
ونقرأ :-
8: 18 و يرفعا عنهم النير لانهم راوا (( ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا ))
وكذلك سنجد نفس المعنى فى :- (مكابيين الأول 1: 39 إلى 1: 42 ، 2: 9 الى 2: 11 ، 5: 9 الى 5: 13 ، 15: 40 ) ، (مكابيين الثاني 8: 10 )
وكان بني إسرائيل يعرفون أن ما يحدث لهم هو لتأديبهم بسبب فسادهم
فنقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
6: 12 و اني لارجو من مطالعي هذا الكتاب ان لا يستوحشوا من هذه الضربات (( وان يحسبوا هذه النقم ليست للهلاك بل لتاديب امتنا ))
6: 13 فانه اذا لم يهمل الكفرة زمنا طويلا بل عجل عليهم بالعقاب فذلك دليل على رحمة عظيمة
6: 14 لان الرب لا يمهل عقابنا بالاناة الى ان يستوفى كيل الاثام كما يفعل مع سائر الامم
6: 15 (( فقد قضى فينا بذلك لئلا تبلغ اثامنا غايتها وينتقم منا اخيرا ))
وأيضا :-
7: 32 (( فنحن انما نعاقب على خطايانا ))
7: 33 و ربنا الحي وان سخط علينا حينا يسيرا لتوبيخنا وتاديبنا سيتوب على عبيده من بعد
واستمر تشريد بنى اسرائيل وسبيهم فى البلاد بعد احتلال الرومان لفلسطين
والأكيد أنه هنا لا يقصد الأمم أنهم كانوا مستعبدين للعالم أي للأمم أيضا
ليفتدي الذي تحت الناموس = أي بني إسرائيل
بدليل أن العدد الذي يسبقه قال أن المسيح مولود من امرأة مولود تحت الناموس
ثم بما أنكم أبناء أرسل = يكلم بنى إسرائيل فى الشتات و يصفهم أنهم أبناء الله والأكيد أنه لا
يقصد أن الأمم من الأعراق الأخرى كانوا أبناء لأنه يصفهم بهذا الوصف قبل إيمانهم أي أنهم أبناء حتى من قبل أن يرسل الله عز وجل المسيح
وهذا يعنى أنه لا يتحدث عن الأمم من الأعراق الأخرى ولكن عن أمم بنى إسرائيل الذين كانوا يقولون على أنفسهم أنهم أبناء الله ، وهو بذلك يشير إلى سفر هوشع
فنقرأ من سفر هوشع :-
1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
ثم يقول :- عندما كنتم لا تعرفون الله استعبدتم للذين ليسوا بالطبيعة آلهة = هو هنا يتحدث
عن بنى إسرائيل ويعتبر تلك الفترة عدم معرفة بالله حيث كانوا مستعبدين للكهنة بالأفكار والتعاليم (الذين هم ليسوا بالطبيعة آلهة)
والدليل على ذلك من رسالة كورنثوس الثانية :-
11 :20 لانكم تحتملون ان كان احد يستعبدكم ان كان احد ياكلكم ان كان احد ياخذكم ان كان احد يرتفع ان كان احد يضربكم على وجوهكم
11 :21 على سبيل الهوان اقول كيف اننا كنا ضعفاء و لكن الذي يجترئ فيه احد اقول في غباوة انا ايضا اجترئ فيه
11 :22 اهم عبرانيون فانا ايضا اهم اسرائليون فانا ايضا اهم نسل ابراهيم فانا ايضا
فى تلك الرسالة يشير إلى معلمين من بنى إسرائيل استعبدوهم بتعاليمهم وأفكارهم
إذاً فالعبودية عند كاتب الرسالة هو عبودية الأفكار والتعاليم
وهؤلاء بالطبع ليسوا آلهة ولكنهم بشر
والدليل الثاني:-
هو قوله بعد ذلك (كيف ترجعون إلى الأركان الضعيفة )
فكيف ترجعون أيضا إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تستعبدوا لها من جديد =
فى الأصل كاتب رسالة غلاطية كان يتحدث عن وجوب إلغاء الناموس وكان يصفهم بالأغبياء لأنهم عادوا للناموس (غلاطية 3 :1 إلى 3 :12) أي أن الأركان الضعيفة التي يتحدث عنها هو الناموس (لأن هذا هو سبب رسالته) والدليل أنه يتكلم عن الناموس وليس شئ آخر وكان يقصد به الأركان الضعيفة هو استكمال حديثه وقوله :-
4 :21 قولوا لي انتم الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس الستم تسمعون الناموس
وأيضا نقرأ من رسالة غلاطية :-
5 :2 ها انا بولس اقول لكم انه (( ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا ))
إذاً محور الرسالة هو الناموس والختان فهو يريدهم ألا يعودوا إليه
( ملحوظة :-
عندما قال كاتب رسالة غلاطية :-
3 :28 ليس يهودي و لا يوناني ليس عبد و لا حر ليس ذكر و انثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع
كان يقصد فئتان من بني إسرائيل و هما المتمسكين بالشريعة والمرتدين عنها الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين ، لأنه فى الأصل يوجه رسالته إلى بني إسرائيل
وعندما قال في رسالة غلاطية :-
3 :29 فان كنتم للمسيح فانتم اذا نسل ابراهيم و حسب الموعد ورثة
أي أن من آمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى اسرائيل فهم من نسل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولهم الميراث أما من رفضه منهم فلا يستحق الميراث
بدليل أن المواعيد في باقي رسائل العهد الجديد كان المقصود أنها لبنى اسرائيل :-
1- فى رسالة رومية فإن المواعيد لبنى إسرائيل حسب الجسد :-
فنقرأ من رسالة رومية :-
9 :3 فاني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح (( لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد ))
9 :4 (( الذين هم اسرائيليون و لهم التبني و المجد و العهود و الاشتراع و العبادة و المواعيد ))
9 :5 و لهم الاباء (( و منهم المسيح حسب الجسد )) الكائن على الكل الها مباركا الى الابد امين
9 :6 و لكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت لان (( ليس جميع الذين من اسرائيل هم اسرائيليون ))
9: 7 و لا لانهم من نسل ابراهيم هم جميعا اولاد بل باسحق يدعى لك نسل
9: 8 اي ليس اولاد الجسد هم اولاد الله بل اولاد الموعد يحسبون نسلا
انتهى
المقصود أن ليس كل الإسرائيليين مؤمنين
ولم يكن يتكلم عن أمميين يصبحوا إسرائيليين
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
(والمواعيد= هم نالوا وعودًا كثيرة مثل ميراث أرض كنعان، والوعد بميلاد إسحق، وكلها مواعيد مفرحة. وأهم وعد حصل عليه اليهود هو أن المسيح يأتي منهم، لذلك فمن يؤمن منهم بالمسيح هو الذي يظل إسرائيلي حقًا، ومن يرفض المسيح فهو ليس إسرائيلي بالحقيقة، لذلك قال المسيح عن نثنائيل أنه إسرائيلي حقا لا غش فيه حين أتي إليه ثم آمن به يو 47:1 فما كان يميز اليهود أنهم أولاد وعد، فإذا رفضوا الموعود به يصيروا هم مرفوضين.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ولذلك فإن المواعيد لبنى إسرائيل (رومية 9: 3 - 4) ، وكلمة إسرائيل المقصود هم
فعندما تكلم بولس عن نفسه أوضح أنه من سبط بنيامين ، فكان هذا هو معنى الاسرائيلي عنده
فنقرأ من رسالة رومية :-
11 :1 فاقول العل الله رفض شعبه حاشا (( لاني انا ايضا اسرائيلي من نسل ابراهيم من سبط بنيامين ))
يعني لا يقصد اطلاقا أن يطلق كلمة اسرائيلي على أعراق أخرى
2- كلام المسيح عليه الصلاة والسلام فى إنجيل متى عن انتزاع الملكوت من بنى اسرائيل يعنى استحالة عالمية كلمة اسرائيل حتى وان كانت بمعنى صحة الإيمان للإسرائيلي :-
مت 21 :43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لامة تعمل اثماره
أي ستنتهي أفضلية بني إسرائيل
ولن يكون اسمهم هو الاسم الذى تتبعه الأمم و هذا يعنى أنه لا يمكن أن تطلق تلك الكلمة على الأمم من الأعراق الأخرى ، فهي كانت تأتي للتمييز بين بني إسرائيل بعضهم البعض
3 - الذين لهم المواعيد طبقا لسفر حزقيال وسفر اللاويين ورسالة كورنثوس الثانية هم بنى اسرائيل :-
فى العدد (كورنثوس الثانية 7 :1) يقول (لنا هذه المواعيد)
فنقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-
7 :1 فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد و الروح مكملين القداسة في خوف الله
ان المواعيد كانت بشكل واضح فى سفر (اللاويين 26: 11 - 13) ، وسفر (حزقيال 37: 27 - 28) لبنى اسرائيل الحقيقيين (البيولوجيين)
و كاتب رسالة كورنثوس الثانية يقول (لنا هذه المواعيد) ، وهذا يعني أن من حصل على المواعيد التي كانت لبني إسرائيل هم من آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل أيضا وعليه فليس كل الذين من نسل إسرائيل إسرائيليين ولكن من آمن منهم
فالمقصود أن ليس كل الإسرائيليين مؤمنين ، ولم يكن يتكلم عن أمميين يصبحوا إسرائيليين
المبحث السابع (7-2-4) الاختلافات بين رسالة غلاطية وبين سفر أعمال الرسل يعنى أن كاتب رسالة غلاطية ليس بولس
تحتوى هذه الرسالة على معلومات عن بولس تتعارض مع ما ورد فى سفر أعمال الرسل
من ضمنها :-
1- بداية إيمان بولس والتصاقه بالتلاميذ :-
أ- في رسالة غلاطية :-
أن أول لقاء لبولس مع تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام كان بعد دخوله فى الإيمان بثلاث سنوات وكان هذا اللقاء فى أورشليم مع بطرس ويعقوب فقط وأنه خلال الثلاث سنوات كان يكرز من نفسه بدون أن يتعلم من انسان (غلاطية 1 :15 الى 1 :19 )
وكل هذا حتى يثبت أن بولس لم يتعلم من إنسان وأن الله عز وجل هو من علمه وبذلك يكون أعلى من الاثني عشر تلميذا أو على الأقل على قدم المساواة معهم
ب- وهذا يخالف ما ورد فى سفر أعمال الرسل :-
والذى من المفترض أن كاتبه هو لوقا صديق بولس و المصاحب له فى رحلاته حيث ذكر أن فى بداية إيمان بولس فى دمشق كان مع التلاميذ الذين فى دمشق (أي الذين آمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام ) (أعمال 9 :19 ) وهذا يعني أنه بالتأكيد سمع وتعلم منهم وكان يكرز هناك فترة عبارة عن أيام كثيرة وليست سنة (أعمال 9 :20 الى 9 :23 ) ثم بعد ذلك ذهب إلى أورشليم و حاول الالتصاق بالاثني عشر تلميذ (رسل المسيح عليه الصلاة والسلام) وكانوا يرفضون التعامل معه فى البداية ولكن برنابا أخذه وأقنعهم بإيمانه وعندها كان بولس يدخل ويخرج معهم (أعمال 9 :26 الى 9 :28 )
2- الاختلاف فى :- توقيت تعرفه على تيطس وحضوره اجتماع أورشليم :-
يتكلم كاتب رسالة غلاطية فى الاصحاح الثاني عن الاجتماع الذى حدث بين بولس وبرنابا وبين التلاميذ فى أورشليم
وهو الاجتماع المشار اليه فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 15
فنقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكري :-
(غل 1:2: ”ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضًا إلى أورشليم مع برنابا آخذًا معي تيطس أيضًا”.
ثم بعد أربع عشرة سنة: غالبًا من تاريخ رؤياه وإيمانه بالمسيحية.
صعدت أيضًا إلى أورشليم: هذه الزيارة تقابل ما ورد في أع 15 (مجمع أورشليم).)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وعند مقارنة القصة فى سفر أعمال الرسل وفي رسالة غلاطية سنجد اختلاف في توقيت تعرفه على تيطس
أ- في رسالة غلاطية :-
زعم كاتبها أن بولس أخذ معه تيطس إلى أورشليم حتى يعرض الإنجيل الذي يكرز به على رسل المسيح عليه الصلاة والسلام ولم يكن هناك شهود على هذا الاجتماع ولم يرفض التلاميذ تيطس بالرغم من أنه غير مختون (غلاطية 2 :1 الى 2 :7 ) ، ثم بعد ذلك حدث الخلاف بين بولس وبين التلاميذ ومن ضمنهم برنابا
وبالطبع يقول هذا حتى يلصق بالتلاميذ تهمة النفاق وأنهم سمحوا بعدم ختان من آمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام وعليه تصبح أعمال الناموس ليست ضرورية
ب- بينما ورد فى سفر أعمال الرسل :-
أن تعرف بولس على تيطس يوستس (أعمال 18 :7 ) كانت بعد هذا الاجتماع وبعد الخلاف بين بولس وبرنابا (أعمال 15 :2 إلى 15 :23 )
ج- وحتى يحل علماء المسيحية تلك الإشكالية :-
زعموا أن تيطس يوستس فى سفر أعمال الرسل غير تيطس الذي حضر الاجتماع مع بولس فى أورشليم حتى أن ترجمة الفانديك لسفر أعمال الرسل لم تذكر الاسم الأول وهو (تيطس) وذكرت فقط الاسم الثاني وهو (يوستس ) بالرغم من وجود الاسم كامل فى بعض الطبعات بالنص اليوناني وكذلك فى بعض الترجمات العربية الأخرى
راجع هذا الرابط :-
http://biblehub.com/text/acts/18-7.htm
ولكن ظلت هناك إشكالية وهي أن سفر أعمال الرسل لم يذكر أبدا أن هناك رجل اسمه تيطس حضر مع بولس اجتماع أورشليم هذا لأن كاتب السفر لم يعرف إلا تيطس واحد فقط وهناك العديد من الأدلة أن بولس لم يعرف إلا تيطس واحد فقط (للمزيد عن ذلك راجع المبحث الثاني - الفصل الرابع - الباب الرابع )
على العموم :-
هذه الاختلافات سببها ببساطة شديدة
هو أنها كانت مجرد كتابات لأشخاص لم يحل عليهم الروح القدس وإنما كان لكل واحد منهم طريقة لإثبات هدفه
فلوقا قالها بوضوح فى انجيله :-
1 :1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1 :2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1 :3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
1 :4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به
كانت مجرد قصص و اشاعات منتشرة وكل شخص يكتب ما يحلو له ويزعم أن هذا هو ما تسلمه ممن كانوا قبله وبالطبع كان هناك الهدف
فالهدف الأساسي هو إعطاء القداسة للأفكار المنسوبة إلى بولس
فكاتب سفر أعمال الرسل حاول إعطاء القداسة لأفكار بولس وصحة تعاليمه عن طريق إيهام الناس أن التلاميذ كانوا موافقين على تعاليم بولس ولم يدرك بوجود رسائل مثل تلك الرسالة وأيضا مثل رسالة يعقوب ستكشف الحقيقة وأن التلاميذ لم يوافقوا أبدا على هذه التعاليم
أما كاتب رسالة غلاطية فيريد أيضا إثبات قداسة تعاليمه وأنها كانت بوحي إلهي ولكن بأسلوب مختلف
فكانت تلك الرسالة :-
بغرض إثبات عقيدة لم يكن يعتنقها الاثني عشر تلميذ
ومن هذه الرسالة أقول
أنه كان من المعروف فى الأزمان الماضية رفض الاثني عشر تلميذا التحلل من أعمال الناموس وكذلك رفضهم لمن يزعم بصلب المسيح عليه الصلاة والسلام وإلا ما كانت تلك الرسالة فلقد كانوا يبشرون بتعاليم مختلفة تماما عن عقيدة الصلب والفداء (غلاطية 1 :6 )
فهذا واضح جدا حيث يركز كاتبها على أن المسيح بذل نفسه من أجل خطاياهم (غلاطية 1 :4 ) وكذلك التباهي بأن بولس لا يفتخر إلا بالصليب وأن الذين يريدون الختان يفعلون ذلك للافتخار به وليس بالصليب بسبب خوفهم (غلاطية 6 :12 الى 6 :14 ) وكان يقصد بذلك الاثني عشر تلميذا الذي ألصق بهم تهمة النفاق والخوف (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 ) أي أن الاثني عشر تلميذا لم يفتخروا بصليب ولم ينادوا به بل نادوا بتطبيق أعمال الناموس ويبرر ذلك بخوفهم
لذلك عمدت تلك الرسالة :-
إعطاء القداسة لتلك العقيدة عن طريق إيهام القارئ بأن بولس رسول من رسل المسيح عليه الصلاة والسلام وأن التعاليم المنسوبة إليه فى تلك الرسالة هي من الله عز وجل (غلاطية 1 :1 ، 1 :7 الى 1 :12 )
وأيضا تلفيق قصص كاذبة (غلاطية 2 :1 الى 2 :3 ) لسب التلاميذ الاثني عشر (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 ، 5 :9 ، 5 :12 ، 6 :12 الى 6 :14 ) فيعطيهم نفس تشبيهات كهنة اليهود ( مت 23 :1 الى 23 :3 ) ، وبالطبع ان من يحاول اتهام تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام بهذا الشكل فالأكيد أنه إنسان يسعى إلى تدمير الرسالة الحقيقية التي جاء بها المسيح عليه الصلاة والسلام والتي كانت تخالف أفكار هذا الشخص
وأذكركم بما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام عن الأنبياء الكذبة الذين يأتون فى ثياب حملان يزعمون فعل الخير ولكنهم يخالفون ارادة رب العالمين (مت 7 :15 الى مت 7 :23 ) فكاتب تلك الرسالة أيا كان شخصيته كان من هؤلاء الآثمين
تعليقات
إرسال تعليق