القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على شبهة سحر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

 

الرد على شبهة سحر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام 



يقول صاحب الشبهة :- 

كيف لنبى أن يتم سحره وهذا يؤثر على رسالته 

انتهى 



الرد على الشبهة :- 

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يتم سحره ، لأن أصلا معنى السحر في القرآن الكريم هو الخداع أي أن الساحر يوهم الناس بأن له قدرة على فعل المعجزات بينما لا يوجد لديه تلك القدرة بالفعل بل هو كاذب يخدع الناس 


قال الله تعالى :- (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77))       (سورة يونس) 


يعني عندما شاهدوا المعجزة الحقيقية قالوا عنها أنها سحر ، مما يعني أن كلمة سحر عكس كلمة حق أي أن سحر بمعنى الكذب والأوهام والخداع وليس شئ على حقيقته ، مما يعني استحالة صحة ما يزعمه البعض أن للسحرة أي قدرات خارقة وعدم صحة قصة سحر النبي عليه الصلاة والسلام 


وسبب ذلك الادعاء على النبي عليه الصلاة والسلام هو حديث ورد في صحيح مسلم والبخارى ، هذا الحديث جاء في الصحيحين من مصدر واحد فقط هو هشام بن عروة بن الزبير عن السيدة / عائشة ، إلا أن هذه الرواية لم ترد اطلاقا في موطأ الإمام مالك  ، فنسيان الإنسان شئ لا يعني أنه تم سحره ، كل هذا كانت إضافات لاحقة 


فنقرأ نص الحديث من صحيح البخارى :- 

٣٢٦٨ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ  قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ ﷺ. وَقَالَ اللَّيْثُ : كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ : أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «سُحِرَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ: أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي، أَتَانِي رَجُلَانِ: فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ: فِيمَا ذَا؟ قَالَ: فِي مُشُْطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ: نَخْلُهَا كَأَنَّهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلْتُ: اسْتَخْرَجْتَهُ؟ فَقَالَ: لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللهُ وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتِ الْبِئْرُ.»



وهشام الذي نقلوا عنه هذا الكلام معروف عنه بأنه عند ذهابه إلى الكوفة دلس في روايات كثيرة عن أبيه ، وبالتأكيد أنه دلس في هذا الحديث لأنه يخالف صريح القرآن الكريم عن السحر وأيضا عن عصمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام 


أما الطريق الآخر في مسند الامام أحمد فهو بسند غير صحيح ، دلس الأعمش في السند ، 


ويوجد طريقين آخرين للرواية في الطبقات الكبرى لابن سعد ولكن الرواة بهم ضعف 


يعني تلك القصة التي خالفت صريح القرآن الكريم وخالفت أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام جاءت كلها من شخص واحد ، قام بنشرها بين الناس فظن البعض أنها متواترة ، وأبدا لا تعرف شئ عن التواتر خاصة عندما نرى التناقضات بينها فهل قام الرسول عليه الصلاة والسلام بفك عقد السحر أم لم يفكه 


وكما قلت خالفت أفعال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لأنه من المستحيل أن يعرف أن هناك رجل يؤذى الناس ويتركه بدون عقاب أو يمنعه من ايذاء الناس ، فهذا ليس طبع الرسول عليه الصلاة والسلام 


وان شاء الله سوف أوضح كل ذلك بالتفصيل في النقاط الآتية :- 



  • 1 - حديث في صحيح البخارى يوضح أن السحر الذي يقصده الرسول عليه الصلاة والسلام هو شئ يدخل الجوف وليس قدرة خارقة :- 


فمن صحيح البخاري :- 

٥٧٦٩ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ : أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ، سَمِعْتُ سَعْدًا  يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَُّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ.»

انتهى 


وأيضا في مسند الإمام أحمد برقم ٢٤٧٣٥ 


هذا الحديث يعني أن أكل التمر تقيك من السم والسحر ، والسم شئ يدخل الجوف ، مما يعني أن السحر الذي كان يقصده الرسول عليه الصلاة والسلام هو شئ يدخل جوف الإنسان ويؤذيه وليس قدرة خارقة ، ولذلك فإن التمر (الذي تأكله ويدخل الجوف ) يحميك منه ، وهذا بالطبع يتعارض تماما مع أحاديث سحر النبي الذي رمى فيه الساحر العقدة في البئر وحتى يتم شفائه يجب فك العقدة !!!!!!


هذا الحديث أيضا هو الذي يتفق مع ما ورد في القرآن الكريم بأن السحر هو الخداع ، وأن سحرة فرعون استخدموا المواد الكيميائية في خداع الناس ، وهذا يعني أن السحر له علاقة باستخدام مواد كيميائية والتي يمكن أن تدخل جوف الإنسان أو تمس جلده فتؤذيه 



  • 2 - الأكثر غرابة هو أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا يفكر أن يعاقب من سحره أو على الأقل يوقفه عند حده :- 


تقول تلك الروايات أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يعاقب من سحره

نقرأ من كتاب البخارى :- 

بَابٌ: هَلْ يُعْفَى عَنِ الذِّمِّيِّ إِذَا سَحَرَ وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ سُئِلَ أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ قَتْلٌ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ صُنِعَ لَهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ صَنَعَهُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ 

انتهى 



إذا كان هناك شخص قام بسحر النبي بالفعل ، فلماذا لم يوقفه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند حده حتى لا يؤذى آخرين وحتى لا يكرر ما فعله معه قبل ذلك ؟؟


يعني كلما كان يخون اليهود العهد كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يعاقبهم 

أليس من سحره ليضره هو أيضا خائن للعهد ، فلماذا لم يعاقبه ؟؟!!!!!!

لماذا لم يمنعه من تكرار ما فعله مع آخرين ؟؟!!!!!!!!


لأن أصلا لم يسحره أحد ، والقصة وهمية 



  • 3- من القرآن الكريم نعت الظالمين الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه رجل مسحور (أي أصابه السحر) وكانوا كاذبين فلم يكن أبدا رجل مسحور :- 


عندما تقول للمدافعين عن حديث سحر النبي ، أن الذي ورد في القرآن الكريم أن اتهام الرسول بأنه مسحور هم الكافرين الظالمين وأن الله عز وجل نفى عنه ذلك ، وهذا يعني بطلان ذلك الحديث ، ردوا وقالوا أن مسحور في الآية يعني صاحب رئة أي إنسان يأكل الطعام !!! 



قال الله تعالى :- (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا (47))       (سورة الاسراء) 



على العموم ان كلامهم ودفاعهم خطأ فالمقصود أنهم اتهموه بأنه رجل أصابه السحر وبالتالي من يفعل ذلك فهو من الظالمين ،  والدليل سوف نراه من آيات القرآن الكريم 



  • أ- كيف يكون المقصود بكلمة (مسحور) صاحب رئة وهو أصلا يقول (رجل) لم يقول (رجل له رئة) !!!!:- 


بالتأكيد عندما يكون رجل أي إنسان بشر سيكون صاحب رئة ليس بحاجة أن يضيف اليها مسحور  ان كانوا يقصدون بالمسحور هنا دلالة على أكله وشربه ، تخيل أنك تقول أنه (رجل له رئة) !!

ما هذا ؟؟

هل يوجد رجل ليس له رئة ؟؟


اما أن يقول أنه رجل فقط أو يقول أنه رسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق (لأن الرسول يمكن أن يكون ملاك أيضا) ، لكن الاثنان معا سيكون كلام غريب 

بالطبع أرادوا من وراء كلمة (مسحور معنى) آخر غير أنه مجرد انسان 

بدليل أنهم عندما قالوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام بشر وأن الله عز وجل لو أراد لبعث ملكا ، رد عليهم الله عز وجل أن من بعثهم قبل ذلك كانوا رجالا ، ولم يقل رجالا مسحورين 


قال الله تعالى :- (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7))        (سورة الفرقان)


قال الله تعالى :- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43))        (سورة النحل) 


وفي آية أخرى أوضح أن المرسلين يأكلون الطعام ، ولم يقل أنهم رجال ، لأن الاثنان يعطيان نفس الدلالة فلا يتم ذكرهم معا 


قال الله تعالى :- (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20) وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا (21))     

(سورة الفرقان) 



  • ب- الله عز وجل وصف الذين يقولون على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأنه مسحور أنهم ظالمين ، فاذا كان المعنى (رئة) فلماذا يكونوا ظالمين ؟!! :- 



الله عز وجل وصف الذين نعتوا الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه رجل مسحور بأنهم ظالمين ، فبالله عليكم ما الخطأ عندما يقولون أنه رجل له رئه ، هو بالفعل رجل له رئة ، ولكنهم ظالمين لأنهم اتهموه بأنه مسحور مما يعني أن مسحور لا تعنى رئة 


بينما عندما وصفوا الرسل بشر ، لم ينعتهم الله عز وجل بالظلم أو الكذب لأنهم بالفعل بشر 


قال الله تعالى :- (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10))       (سورة إبراهيم) 


فهل وصفهم الله عز وجل هنا أنهم ظالمين ؟؟

لا ، والآن نرى رد الرسل عليهم 


قال الله تعالى :- (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11))        

(سورة إبراهيم) 


ولكن الكاذب الظالم هو من زعم على الرسول عليه الصلاة والسلام أنه مسحور

لماذا ؟؟!!

هل لأن مسحور معناها له رئة يكون هذا الرجل ظالم كاذب ؟؟!!!

بالتأكيد لا ، ولكن لأن مسحور معناها أنه اختلط عليه الأمر فهو غير سليم عقليا


من تفسير التحرير والتنوير :-

(و إذ يقول بدل من إذ هم نجوى بدل بعض من كل ; لأن نجواهم غير منحصرة في هذا القول ، وإنما خص هذا القول بالذكر ; لأنه أشد غرابة من بقية آفاكهم للبون الواضح بين حال النبيء صلى الله عليه وسلم وبين حال المسحور .

[ ص: 121 ] ووقع إظهار في مقام الإضمار في إذ يقول الظالمون دون : إذ يقولون ، للدلالة على أن باعث قولهم ذلك هو الظلم ، أي الشرك فإن الشرك ظلم ، أي ولولا شركهم لما مثل عاقل حالة النبيء الكاملة بحالة المسحور ، ويجوز أن يراد الظلم أيضا الاعتداء ، أي الاعتداء على النبيء صلى الله عليه وسلم كذبا .)

انتهى 



نقرأ من تفسير السعدى :-

{ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ } في مناجاتهم: { إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا } فإذا كانت هذه مناجاتهم الظالمة فيما بينهم وقد بنوها على أنه مسحور فهم جازمون أنهم غير معتبرين لما قال، وأنه يهذي لا يدري ما يقول.

انتهى



  • ج - الآية 47 من سورة الإسراء توضح أنهم يقولون عنه أنه مسحور بعد سماعهم للقرآن الكريم ، وهو ما فسر معناه الآيات 51 ، 52 من سورة القلم :- 


طبقا للآية 47 من سورة الإسراء فإن الظالمين قالوا عنه أنه رجل مسحور بعد سماعهم للقرآن الكريم ، يعني أرادوا قول أن هذا كلام رجل مجنون وهذا هو معنى رجل مسحور أي أصابه السحر فجن ويقول كلام لا علاقة للعقل به ، فكان وصفه بأنه مسحور متعلق بما سمعوه من القرآن الكريم ، وتوضح ذلك في آيات أخرى 

قال الله تعالى :- (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا (47))       (سورة الاسراء) 


وتوضح معنى مسحور في الآية 51 من سورة القلم 


قال الله تعالى :- (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (52))     (سورة القلم) 



  • د- مسحور في سورة الحجر فى القرآن الكريم يعني أشخاص أصابهم السحر :- 


قال الله تعالى :- (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15))      (سورة الحجر) 


بالطبع مسحورون هنا بمعنى الرجال الذين أصابهم السحر وليس أن لهم رئة ، فهذا هو معنى كلمة (مسحور في القرآن الكريم) 



  • ع - مسحور في سورة الإسراء بمعنى رجل أصابه السحر :- 


قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101))         (سورة الاسراء) 



نقرأ من تفسير التحرير والتنوير :- 

(وقوله مسحورا ظاهره أن معناه متأثرا بالسحر ، أي سحرك السحرة ، وأفسدوا عقلك ; فصرت تهرف بالكلام الباطل الدال على خلل العقل ، مثل الميمون والمشئوم ، وهذا قول قاله فرعون في مقام غير الذي قال له فيه يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ، والذي قال فيه إن هذا لساحر عليم ، فيكون إعراضا عن الاشتغال بالآيات ، وإقبالا على تطلع حال موسى فيما يقوله من غرائب الأقوال عندهم ، ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عنه قال لمن حوله ألا تستمعون ، وكل تلك الأقوال صدرت من فرعون في مقامات محاوراته مع موسى عليه السلام ، فحكي في كل آية منها شيء منها)

انتهى 


وما يدل على صحة تفسير الامام ابن عاشور في تفسير كلمة (مسحور) هو ما نقرأه في سورة الذاريات 


قال الله تعالى :- (وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39))      (سورة الذاريات) 


يعني فرعون اتهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام تارة بأنه ساحر وتارة بأنه مجنون ، وعند القدماء كانوا يظنون المسحور هو مجنون ، لذلك فإن معنى مسحور في الآية 101 من سورة الإسراء هو شخص أصابه السحر فأدى به إلى اختلال العقل 



  • ف - في سورة الفرقان عدد الله عز وجل اتهامات الكافرين للرسول عليه الصلاة والسلام ليصرفوا الناس عنه :- 


وهذه الاتهامات هي :- 


قال الله تعالى :- (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6) وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا (8) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا (9))          (سورة الفرقان) 


يعني في البداية قالوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام افترى أي اختلق الإفك  ، أي اختلق القرآن الكريم من نفسه وأن قوم آخرين يساعدونه 

ثم قالوا عن القرآن الكريم أنه أساطير الأولين ، تم املائه عليه ، يعني هنا هو لم يختلق بل يكرر الأساطير التي تملى عليه 

ثم قالوا أنه إنسان يمشى في الأسواق ويأكل الطعام ، لولا كان معه ملك يمشى معه وينذر الناس معه 

ثم قالوا (إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا) يعني اتهموه اتهام آخر غير أنه مجرد بشر ، وهو أنه رجل مسحور وهذا يعني أن كلمة مسحور هنا لا تعنى أن له رئة يأكل الطعام ولكن تعنى أنه رجل أصابه السحر والمقصود أنه مجنون ، وسوف نرى هذا الاتهام في آيات أخرى ، فكان معنى مسحور أي رجل أصابه السحر فجن وفقد عقله 


قال الله تعالى :- (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7))        (سورة الحجر) 


قال الله تعالى :- (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36))        (سورة الصافات) 



قال الله تعالى :- (فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لّا يُؤْمِنُونَ (33))       (سورة الطور) 



يا سادة إن الله عز وجل عصمه من الناس فلا يمكن أن يكون تم سحره 


قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67))       (سورة المائدة)


إنما الزعم بأنه مسحور كان قول الظالمين ، وأعتقد أن الرواية في أصلها كانت توضح اكاذيب الظالمين وتأليفهم عليه ، ولكن مع مرور الزمان وانتقال الرواية من شخص آخر نسوا أن هذا كان كلام الظالمين وظنوا أنه حقيقة 


يا سادة الأحاديث ليست قرآن كريم ، الأحاديث يتم نقلها طبقا لأسلوب الراوى وفهمه وقوة ذاكرته 


القدرات الخارقة لا تكون إلا من عند الله عز وجل فيجريها على أيدي أنبيائه مثل تحول عصا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام الى ثعبان حقيقي وهو ما لم يستطيع سحرة فرعون فعله هكذا يخبرنا القرآن الكريم ، فلا ننفى القدرات الخارقة و ولكننا نعلم أنها تكون من عند رب العالمين يجريها على أيدي أنبيائه ليفرق به بين الحق والباطل وكل ما يقوله الدجالين والمشعوذين هو باطل لذلك فليس لهؤلاء أي قدرات خارقة ولكنها أوهام فقط


النبى لا يختلط عليه شئ (من الناحية العقلية) لا فى أمر من أمور الدنيا ولا أمر دينى ، تماما كما نقول أنه الصادق الأمين ، فهو صادق فى كل شئ سواء دنيا أو دين ، لا يتم التجزئة


النبى بشر صحيح ولكن ليس مثلنا فى كل شئ

الله عز وجل يعصمه من الناس ، فهل الله عز وجل يعصم أي شخص من الناس ؟؟!!

الله عز وجل يجري على أيدي أنبيائه المعجزات ، فهل يجرى الله عز وجل على يد انسان عادى  المعجزات

الله عز وجل جعله يشاهد الملائكة ، فهل جعل الله عز وجل أي شخص يشاهد الملائكة


للنبوة شرائط ، ليس لجميع البشر

النبى يجب أن يكون صادق وأمين حتى عندما يبلغ دعوته يصدقه الناس ولا يقول أحد أنه كذب فى هذا أو ذاك


النبى يجب أن يتمتع بعقل سليم فى أى أمور ، حتى لا يأتى أحدهم ويزعم كيف نصدقه فى أمر من أمور الدنيا وهو لم يكن يدرى هل فعل هذا أو ذاك ؟؟!!

أمور الدنيا مرتبطة بأمور الدعوة لا يتم فصلها


من يزعم أن الرسول عليه الصلاة والسلام تم سحره أى كان (مسحور) فاختلط عليه أمر ، فهو يكرر أكاذيب الكفار عليه

هذا ببساطة شديدة قول الله عز وجل وليس قولى

سواء سحره هذا أو ذاك 



  • 4 - الامام مالك والذهبى وأخرين كانوا لا يرضون هشام بن عروة ، ولا يأخذون منه حديث بعد أن قدم الكوفة  :- 


أحاديث سحر النبي عليه الصلاة والسلام تأتي جميعها ما ثلاثة طرق (ضعيفة الاسناد) عن طريق هشام بن عروة بن الزبير ، والذى قال أنه عن والده عن السيدة عائشة ، لأن والده كان ابن أخت السيدة / عائشة 

قال عنه بعض العلماء أنه ثقة وإمام إلا أن الامام مالك عاب عليه عندما ذهب إلى الكوفة حيث كان يرسل ويقول أنه حدث عن أبيه وفى الحقيقة كان ينقل ما يقوله الآخرين عن أبيه ولم يسمعه هو من أبيه أي أنه كان يدلس على أبيه ، فنقرأ عن هشام بن عروة :-  


قال عنه الآجري عن أبي داود:- لما حدث هشام بن عروة بحديث أم زرع، هجره أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وقال: لم يحدث عروة بهذا، إنما كان يحدثنا بهذا يقطع السفر    [إكمال تهذيب الكمال (12/ 148)] 



قَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يُوسُف بن خراش :- كان مالك لا يرضاه، وكان هشام صدوقا تدخل أخباره فِي الصحيح. بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول: حَدَّثني أبي، قال سمعت عائشة، وقدم الثانية فكان يقول: أَخْبَرَنِي أبي عَنْ عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عَنْ عائشة. سمع منه بأخرة وكيع، وابن نمير، ومحاضر. 

انتهى            [تهذيب الكمال (30/ 239)]



أما ابن حجر في كتاب تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس - صفحة 26 :- 

((٣٠) ع هشام بن عروة بن الزبير بن العوام تابعي صغير مشهور ذكره بذلك أبو الحسن القطان وأنكره الذهبي وابن القطان فإن الحكاية المشهورة عنه أنه قدم العراق ثلاث مرات ففي الاولى حدث عن أبيه فصرح بسماعه وفي الثانية حدث بالكثير فلم يصرح بالقصة وهي تقتضي انه حدث عنه بما لم يسمعه منه وهذا هو التدليس )

انتهى


وقال عنه العجلي:- لم يكن يحسن يقرأ كتبه، كتبت عنه ثلاث مجالس، ولم يسمع من محمد بن سيرين شيئا، إنما كان يرسل عنه.     [إكمال تهذيب الكمال (12/ 148)] 



  • 5 - أما الطرق الآخر فهي أسانيد ضعيفة وتعارض في مضمونها مع الروايات بطريق هشام بن عروة:- 


  • أ- ورد في مسند الإمام أحمد إلا أنه بسند غير صحيح دلسه الأعمش وهو متضارب مع حديث هشام بن عروة  :- 


١٩٢٦٧ - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، قَالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ بِهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَحَلَّهَا. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ "، فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ (١)

انتهى



طبقا لتلك الرواية فإن الرسول عليه الصلاة والسلام شفى من السحر عندما بعث على بن أبى طالب وحل العقد ، ولكن طبقا لرواية هشام فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يستخرج العقد ولم يحلها وتم شفاؤه بدون حلها 

يعني روايات متضاربة وأسانيد مشكوك في صحتها 



فالأعمش هو سليمان بن مهران الأعمش :- 

عاش في الكوفة ، وارتحل إلى واسط ومكة ، وكان به تشيع ، مدحه البعض لدرجة أنهم أطلقوا عليه (المصحف) ، ولكن في نفس الوقت قالوا عنه أنه يدلس !!!!!!!!

وهو في تلك الرواية دلس على يزيد بن حيان لأنه عنعن ولم يقول عنه أحاديث كثيرة 


وهذه أقوال البعض الذين عابوا عليه تدليسه في الأحاديث :- 


الرتبة عند ابن حجر: ثقة حافظ, عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس   [تعريف أهل التقديس (1/ 118)] 


وقال الكرابيسي: دلس عن زيد بن وهب كثيرا، وعن أبي الضحى وإبراهيم بن يزيد، وأبي صالح، ومجاهد، وشقيق، وهؤلاء كلهم قد دلس عنهم وكذلك عن المنهال وغيره.     [إكمال تهذيب الكمال (6/ 90)] 


وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبي صالح مولى أم هانئ قيل له: إن ابن أبي طيبة يحدث عن الأعمش عن أبي صالح مولى أم هانئ فقال هذا مدلس عن الكلبي،      [تحفة التحصيل في المراسيل (1/ 168)] 


وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: رأى أنسا بمكة وواسط، وروى عنه شبيها بخمسين حديثا، ولم يسمع منه إلا أحرفا معدودة، وكان مدلسا، أخرجناه في التابعين ؛ لأن له حفظا ويقينا، وإن لم يصح له سماع المسند من أنس     [تهذيب التهذيب (2/ 109)] ، [إكمال تهذيب الكمال (6/ 90)] ، [الثقات (4/ 302)] 



وقال العجلي: كان ثقة ثبتا في الحديث، وكان محدث أهل الكوفة في زمانه، ولم يكن له كتاب، وكان رأسا في القرآن، عسرا سيئ الخلق، عالما بالفرائض، وكان لا يلحن حرفا، وكان فيه تشيع، ويقال: إن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة (61)      [تهذيب التهذيب (2/ 109)]



  • ب- رواية في الطبقات الكبرى لابن سعد بها جويبر المشهور بضعفه :- 


أخبرنا عمر بن حفص عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان. فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم قال أحدهما لصاحبه: ما شكوه؟ قال: طب! يعني سحر. قال: ومن فعله؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي! قال:

ففي أي شيء جعله؟ قال: في طلعة. قال: فأين وضعها؟ قال: في بئر ذروان تحت صخرة. قال: فما شفاؤه؟ قال: تنزح البئر وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة. وارتفع الملكان فبعث نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إلى علي. رضي الله عنه. وعمار فأمرهما أن يأتيا الركي فيفعلا الذي سمع. فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء فنزحاها ثم رفعا الصخرة فأخرجا طلعة. فإذا بها إحدى عشرة عقدة. ونزلت هاتان السورتان: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» الفلق: ١. و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» الناس: ١. فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما قرأ آية انحلت عقده حتى انحلت العقد وانتشر نبي الله) 

انتهى 


في نفس تلك الرواية سوف نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل إلى سيدنا علي وعمار لاحضار العقد من البئر وأنه تم فك العقد ، وبالطبع هذا يخالف في مضمونه ما ورد في حديث هشام بن عروة 


على العموم أحد الرواة هو جويبر بن سعيد الأزدي أبو القاسم البلخي - ضعفه العلماء 

فنقرأ مما قيل عنه :- 


قال عَمْرو بن علي :- وَكَانَ يَحْيى، وَعَبد الرَّحْمَنِ لا يحدثنا عَن جويبر بْن سَعِيد وَكَانَ سفيان يحدث عَنْهُ    [الكامل في ضعفاء الرجال  - المجلد الثانى]


حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَالَ جويبر لَيْسَ بشَيْءٍ.  [الكامل في ضعفاء الرجال  - المجلد الثانى]


سمعتُ ابْن حَمَّاد يَقُولُ: قَالَ السعدي جويبر بْن سَعِيد سَمِعْتُ من، حَدَّثني، عنِ ابْن حنبل؟ قَال: لاَ تشتغل بحديثه.       [الكامل في ضعفاء الرجال  - المجلد الثانى]


قال النسائي :- جويبر بْن سَعِيد الخراساني متروك الْحَدِيث.    [الكامل في ضعفاء الرجال  - المجلد الثانى]  ، [تاريخ بغداد أو مدينة السلام  - الجزء السابع] 


عبد الله بن علي بن المديني قال : وسألته ـ يعني أباه ـ عن جويبر بن سعيد فضعفه جدا.       

قال : وسمعت أبي يقول : جويبر أكثر على الضحاك. روى عنه أشياء مناكير. قال : وحدث يزيد بن زريع عن جويبر عن النزال بن سبرة عن علي «لا وصال» [يعني في الصيام] (٥) ثم حدث عن الضحاك عن النزال بن سبرة ومسروق أراه ـ قال عن علي ـ وضعفه جدا.        [تاريخ بغداد أو مدينة السلام  - الجزء السابع] 


أحمد بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى يقول : وجويبر ليس بشيء    [تاريخ بغداد أو مدينة السلام  - الجزء السابع] 


يعقوب بن سفيان. قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، فذكر جماعة ، منهم جويبر بن سعيد (٧).         [تاريخ بغداد أو مدينة السلام  - الجزء السابع] 




  • ج- رواية في الطبقات الكبرى لابن سعد بها ابن لهيعة الذي تم تضعيف أحاديثه  :- 



فسند تلك الرواية هو :- (أخبرنا موسى بن داود قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عمر مولى غفرة) 

وفى هذه الرواية أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخذ الساحر الذي استخرج بنفسه السحر وحله فشفى الرسول عليه الصلاة والسلام 



فنقرأ :- 

(أخبرنا موسى بن داود قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عمر مولى غفرة: أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى التبس بصره وعاده أصحابه. ثم إن جبريل عليه السلام. وميكائيل أخبراه فأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعترف فاستخرج السحر من الجب من تحت البئر ثم نزعه فحله فكشف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعفا عنه.)

انتهى 



وبالطبع الرواية بهذا الشكل تختلف تماما عن الرواية عن هشام الذي بها أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكلم الساحر اطلاقا بما وقع 



بالنسبة لابن لهيعة هو (عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان) :- 

بالرغم من مدح البعض له ، إلا أن البعض ضعفه 


الرتبة عند الذهبي: ضعف، العمل على تضعيف حديثه   [الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (3/ 182)] 


ابن حجر : اختلط في آخر عمره، وكثر عنه المناكير في رواياته [تعريف أهل التقديس (1/ 177)]


وقال ابن حبان:- سبرت أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه، سواء كان من حديثه أو لم يكن، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه ؛ لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه   [تهذيب التهذيب (2/ 411)] ، [إكمال تهذيب الكمال (8/ 143)] 


ذكر عند يحيى بن معين احتراق كتب ابن لهيعة، فقال: هو ضعيف قبل أن تحترق، وبعد ما احترقت. [الكامل في الضعفاء (5/ 237)]

كما قال : كان ضعيفا لا يحتج بحديثه ؛ كان من شاء يقول له حدثنا [تهذيب التهذيب (2/ 411)] ، 


قال مسلم بن الحجاج في " الكنى ": تركه ابن مهدي، ويحيى بن سعيد، ووكيع [تهذيب التهذيب (2/ 411)] ، [إكمال تهذيب الكمال (8/ 143)] 


قال البخاري، عن الحميدي: كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا [تهذيب التهذيب (2/ 411)] ، [تهذيب الكمال (15/ 487)] 


قال محمد بن سعد: كان ضعيفا، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخرة [تهذيب التهذيب (2/ 411)] ، [إكمال تهذيب الكمال (8/ 143)] 


قال النسائي: عبد الله بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرحمن المصري ضعيف    [الكامل في الضعفاء (5/ 237)]

كما قال : ليس بثقة     [إكمال تهذيب الكمال (8/ 143)] 


قال الجوزقاني:- ضعيف      [إكمال تهذيب الكمال (8/ 143)]


قال على ابن المديني: قال لي بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه [تهذيب التهذيب (2/ 411) ]  ، [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 145)] 


قال البيهقى : بن لهيعة وحنين بن أبي حكيم لا يحتج بهما [سنن البيهقي الكبرى (1/ 302)] 


قال الجوزجاني: لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته [تهذيب التهذيب (2/ 411)] ، [الكامل في الضعفاء (5/ 237)] ، ، [إكمال تهذيب الكمال (8/ 143)] 



  • د- طريق آخر للرواية في الطبقات الكبرى لابن سعد بها الواقدي :- 


أخبرنا محمد بن عمر. حدثني أبو مروان عن إسحاق بن عبد الله عن عمر بن الحكم قال: لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم.


جاءت رؤساء يهود الذين بقوا بالمدينة ممن يظهر الإسلام وهو منافق إلى لبيد بن الأعصم اليهودي. وكان حليفا في بني زريق. وكان ساحرا قد علمت ذلك يهود أنه أعلمهم بالسحر وبالسموم. فقالوا له: يا أبا الأعصم أنت أسحر منا وقد سحرنا محمدا فسحره منا الرجال والنساء فلم نصنع شيئا. وأنت ترى أثره فينا وخلافة ديننا ومن قتل منا وأجلي. ونحن نجعل لك على ذلك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه.


فجعلوا له ثلاثة دنانير على أن يسحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعمد إلى مشط وما يمشط من الرأس من الشعر فعقد فيه عقدا وتفل فيه تفلا وجعله في جب طلعة ذكر. ثم انتهى به حتى جعله تحت أرعوفة البئر فوجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرا أنكره حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله. وأنكر بصره حتى دله الله عليه فدعا جبير بن أياس الزرقي.


وقد شهد بدرا. فدله على موضع في بئر ذروان تحت أرعوفة البئر فخرج جبير حتى استخرجه ثم أرسل إلى لبيد بن الأعصم فقال:، ما حملك على ما صنعت فقد دلني الله على سحرك وأخبرني ما صنعت؟، قال: حب الدنانير يا أبا القاسم! قال إسحاق ابن عبد الله: فأخبرت عبد الرحمن بن كعب بن مالك بهذا الحديث فقال: إنما سحره بنات أعصم أخوات لبيد. وكن أسحر من لبيد وأخبث. وكان لبيد هو الذي ذهب به فأدخله تحت أرعوفة البئر. فلما عقدوا تلك العقد أنكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الساعة بصره ودس بنات أعصم إحداهن فدخلت على عائشة فخبرتها عائشة أو سمعت عائشة تذكر ما أنكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بصره ثم خرجت إلى أخواتها وإلى لبيد فأخبرتهم.


فقالت إحداهن: إن يكن نبيا فسيخبر وإن يك غير ذلك فسوف يدلهه هذا السحر حتى يذهب عقله فيكون بما نال من قومنا وأهل ديننا. فدله الله عليه. قال الحارث بن قيس: يا رسول الله ألا نهور البئر؟ فأعرض عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهورها الحارث بن قيس وأصحابه وكان يستعذب منها. قال: وحفروا بئرا أخرى فأعانهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حفرها حين هوروا الأخرى التي سحر فيها حتى أنبطوا ماءها ثم …الخ) 

انتهى 


طبعا هذه الرواية تختلف تماما عن رواية هشام بن عروة وبها مواجهة الرسول عليه الصلاة والسلام للساحر ، واضافة قصة بنات لبيد وحوارات أخرى ، وهذا ما سبق وأن قولته كانت مجرد اشاعات أطلقها الكافرين واليهود ، ولكن بعض الرواة نسو ذلك ونقلها فظن الناس أنها حقيقة ، ثم بدأ كل شخص يضيف عليها 


وهذه الرواية قالها الواقدى عن شخص اسمه أبو مروان ، وسوف نرى ماذا قال العلماء عنهما 


بالنسبة إلى محمد بن عمر (الواقدى) لا يؤخذ به في الأحاديث ولا الروايات ، فنقرأ ما قيل عنه :- 


قال الدارقطنى : محمد بن عمر الواقدي مختلف فيه. فيه ضعف بيّن في حديثه.   [الضعفاء والمتروكين]


 ابن حجر: متروك، مع سعة علمه.


نجم عبد الرحمن بن خلف : محمد بن عمر الواقدى ، لا يحتج به ، ليس بالقوى ، ليس بحجة ، لا تنفع متابعة الواقدى    (السنن الكبرى: 1/ 38 ، 2/ 132 ، 1/ 382، 6/ 221 ، السنن الكبرى: 5/ 37) 


قال يونس بن عبد الأعلى : قال لي الشافعي : كتب الواقدي كذب 


قال عبد الله الجديع : ومن تأمل الكتب العتيقة المدونة في هذه الأبواب، وجد الوهاء سمة مؤلفيها، ككتب محمد بن عمر الواقدي، وسيف بن عمر الضبي في السير والمغازي، وتفسير الكلبي، ومقاتل بن سليمان    [ تحرير علوم الحديث] 


قال البخارى : عن معمر ومالك، سكتوا عنه، تركه أحمد وابن نمير، مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل     (التاريخ الكبير) 


يحيى بن معين : ضعيف ، ليس بشئ 


النسائي في " الكنى " : أخبرنا عبد الله بن أحمد الخفاف ، قال : قال إسحاق : هو عندي ممن يضع الحديث - يعني الواقدي

كما قال عنه : متروك الحديث     [الضعفاء والمتروكون]

كما قال :-  المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام .


روى عبد الله بن علي بن المديني ، عن أبيه ، قال : عند الواقدي عشرون ألف حديث لم أسمع بها ، ثم قال : لا يروى عنه ، وضعفه



قال إسحاق بن منصور: قَقال أحمد -رضي اللَّه عنه-: الواقدي كان يقلب الأحاديث، يلقي حديث ابن أخي ابن شهاب على معمر ونحو هذا.

قَالَ إسحاق: كما وصف وأشد؛ لأنه عندي ممن يضع الأحاديث   [الجامع لعلوم الامام أحمد - "مسائل الكوسج" (3262)] 



بالنسبة إلى أبو مروان الأسلمي المدنى ، فنقرأ ما قيل عنه :- 


قيل: اسمه سعد، وقيل: مغيث بن عمرو، وقيل: غير ذلك، وقال ابن حبان: اسمه عبد الرحمن بن مصعب 


ابن حجر: له صحبة، إلا أن الإسناد إليه بذلك واه 


قال النسائي : أبو مروان الأسلمي غير معروف     [تهذيب التهذيب (4/ 586)] 


الذهبى : مختلف في صحبته واسمه   [الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (5/ 109)] 




  • 6- التخيل في قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام غير التخيل والهذيان الذي وصفوا به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم :- 


يستمر المدافعون عن صحة تلك الرواية ويزعمون أنه تم وصف سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بالتخيل في القرآن وهذا يعني أنه تم سحره 


ولكنهم مخطئون لأن :- 


التخيل أنواع 

التخيل فى قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ليس سببه سيطرت السحرة على عقله وعقول الناس أو خرف أصاب عقولهم  فلا علاقة لهذا التخيل بسلامة عقولهم ولا يمس في صحة أقواله ، وإنما سببه هو ما وضعوه فى تلك الحبال بحيث (خدعت أعينهم) ، مثل ظاهرة السراب ، انه شئ لا علاقة به بالسلامة العقلية ، ولكنه ((خداع بصرى فيزيائى)) 


قال الله تعالى :- (قَالَ أَلْقُواْ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116))           (سورة الأعراف)


قال الله تعالى :- (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69))          (سورة طه) 


نقرأ من تفسير البغوي :-

(( كيد ساحر ) أي : حيلة " سحر ")

انتهى



قال الله تعالى :- (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46))     

 (سورة الشعراء) 


يعني ما فعله السحرة كان افك وكذب وهذا ينفى أي قدرة خارقة لهم على عقل وبصر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام 


والنوع الآخر من التخيل هو  بسبب خرف عقلى مثل النسيان أو الزهايمر ، ويصل لمراحل متأخرة من الجنون ، وهذا هو ما ورد فى القصة التى نسبها البعض للرسول عليه الصلاة والسلام جعلوا التخيل سببه (الخرف العقلى) يعنى هناك مشكلة فى عقله (وليس فى بصره بسبب الفيزياء) بسبب قدرات ساحر


يعنى السحرة فى قصة سيدنا موسى لم يكن لهم سلطان على جسد سيدنا موسى ، ولكن سلطانهم كان على الحبال التى وضعوا عليها مواد كيميائية

أما الذين روجوا لقصة سحر النبي جعلوا ليهودي دجال سلطان على عقل الرسول عليه الصلاة والسلام 



  • 7 - المسحور هو المجنون ولا يوجد شئ اسمه سحر التخيل  :- 


معنى مجنون فى القواميس :-

المجْنُون : الذَّاهب العقْل أَو فاسده

فاقد العقل بصورة مطبقة أو متقطعة. (قانونية) 


من موقع إسلام ويب فإن النسيان والهذيان يتم اعتبارهم من سحر الجنون


فنقرأ من يقوله الموقع :-

(سحر الجنــون: وأعراضه الشرود والذهول والنسيان والهبل والخبل ويجمع ذلك كله عدم القدرة على التحكم في نفسه وتصرفاته، وسبب هذا اقتران الشيطان بالمصاب وتأثيره على مخه، ولا يخفى أن ليس كل جنون هو بسبب اقتران الشيطان بالإنسان وسيطرته على مخه، وإنما هناك أنواع أخرى أسبابها عضوية، ويرجع في تشخيص كل حالة إلى ذوي الاختصاص .)

انتهى 


راجع هذا الرابط :-


https://www.islamweb.net/ar/article/13701/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%87-%D9%88%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%87-%D9%88%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1%D9%87




يعنى النسيان والهذيان تم اعتباره من سحر الجنون

هذا يربط لماذا قال كفار قريش على الرسول أنه (مجنون) لأنهم نعتوه بأنه (مسحور) فأصبح غير سليم العقل


هذا هو قول الظالمون ، بنص القرآن الكريم


ماذا كان يقول الحديث :-

«سُحِرَ النَّبىُّ حَتى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّىْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ»,

وأيضاً: «سُحِرَ حَتى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتى النِّسَاءَ وَلا يَأْتِيهِنَّ». 



يعني أنتم تنعتون رسولكم بأنه رجل مجنون وهذا نفسه قول الظالمين 


وفى الحقيقة لا يوجد شئ اسمه سحر الجنون ، فكله أكاذيب

النسيان يكون نتيجة مرض أو قلة نوم ، ولكن أوضح فقط طريقة تفكير كفار قريش الذين كذبهم الله عز وجل فى القرآن الكريم ومع ذلك يردد بعض المسلمين أقوالهم 



  • 8 - حقيقة الساحر يعني أنه ملم ببعض العلوم (الكيمياء) التي كان يجهلها أغلب البشر في العصور القديمة :- 


حقيقة الساحر هو أنه يلم ببعض العلوم مثل علم الكيمياء ، ثم يتبع تعاليم الشيطان (التى يوسوها له ) فى استخدام هذا العلم فى ما يضر الناس

بينما نفس هذا العلم يمكن استخدامه فى ما ينفع الناس ولكنه لا يفعل ذلك ، و يوهم الناس بقدراته الخارقة عن طريق الشياطين ، لا وجود لها فى الأصل ، فكل شيء يعتمد على علم يخفيه عن الناس


فعلم الكيمياء يمكن أن يتعلم الإنسان منه ما ينفع البشر ويمكن أن يتعلم منه ويستخدمه فيما يضر فيصنع مواد تصيب الإنسان بالهذيان و الموت أيضا


مثل سكين تستخدمه لتقطيع الطعام ، ولكن قد يوسوس الشيطان للانسان بأن يستخدمه فى قتل انسان و ازهاق روح بريئة فيطيعه الإنسان فيصبح من أتباع الشيطان

كان كذلك علم الكيمياء الذي أخفاه القدماء عن العامة ليظل لهم الريادة بينهم وليوهموهم بقدراتهم الخارقة وهي أصلا مزيفة


و لهذا السبب اشتهر المصريين القدماء بأعمال السحر بسبب تقدمهم فى علم الكيمياء 



فنقرأ من تفسير المنار لــ محمد رشيد رضا رحمة الله عليه :-

(وقد وصف الله السحر في القرآن بأنه تخييل يخدع الأعين فيريها ما ليس بكائن كائنا فقال : ( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) ( 20 : 66 ) والكلام في حبال السحرة وعصيهم ، وفي آية أخرى ( سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) ( 7 : 116 ) وفي هذه الآية التي نفسرها أن السحر كان يؤخذ بالتعليم ، والتاريخ يشهد بهذا ، وقد كان المصريون يطلقون لقب الساحر على العالم ، كما يؤخذ من قوله - تعالى - : ( وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك ) ( 43 : 49 ) ومجموع هذه النصوص يدل على أن السحر إما حيلة وشعوذة ، وإما صناعة علمية خفية يعرفها بعض الناس ويجهلها الأكثرون فيسمون العمل بها سحرا لخفاء سببه ولطف مأخذه ، ويمكن أن يعد منه تأثير النفس الإنسانية في نفس أخرى لمثل هذه العلة . وقد قال المؤرخون : إن سحرة فرعون قد استعانوا بالزئبق على إظهار الحبال والعصي بصور الحيات والثعابين وتخييل أنها تسعى .


[ ص: 331 ] وقد اعتاد الذين اتخذوا التأثيرات النفسية صناعة ووسيلة للمعاش أن يستعينوا بكلام مبهم وأسماء غريبة اشتهر عند الناس أنها من أسماء الشياطين وملوك الجان ، وأنهم يحضرون إذا دعوا بها ويكونون مسخرين للداعي . ولمثل هذا الكلام تأثير في إثارة الوهم عرف بالتجربة ، وسببه اعتقاد الواهم أن الشياطين يستجيبون لقارئه ويطيعون أمره ، ومنهم من يعتقد أن فيه خاصية التأثير وليس فيه ، وإنما تلك العقيدة الفاسدة تفعل في النفس الواهمة ما يغني منتحل السحر عن توجيه همته وتأثير إرادته . وهذا هو السبب في اعتقاد الدهماء أن السحر عمل يستعان عليه بالشياطين وأرواح الكواكب . )

انتهى






تعليقات

التنقل السريع