القائمة الرئيسية

الصفحات

عورة العبدة مثل عورة الحرة (من القرآن الكريم)

عورة الأمة (العبدة) مثل عورة الحرة (من القرآن الكريم) 





المقدمة :- 

هناك بعض من أهل العلم قالوا باختلاف عورة الأمة (العبدة) عن عورة الحرة ، ولكن هناك علماء آخرين خالفوهم الرأي مثل أبو محمد بن حزم و الشيخ الألبانى ، فقالوا أن عورتهم واحدة 

و من يستدل باختلاف عورة الأمة فإنه يستدل بالآية (59 - من سورة الأحزاب ) 


قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59))      (سورة الأحزاب) 


وقالوا أنه لم يرد (وما ملكت يمينك) بل أزواجه وبناته فقط ، وكان الغرض هو التفريق بين الحرة والعبدة ، وأنه إذا كانت المرأة مغطاة ، فسوف يدرك الرجل أن المغطاة حرة ، فلا يتعرض لها ولكنه يتعرض للعبدة ، ولكن لاستدلاهم ردا من آيات القرآن الكريم
وفى هذا الموضوع ان شاء الله سوف نرى بماذا يخبرنا الله عز وجل في القرآن الكريم حول هذا الأمر


  • 1- الله عز وجل في سورة النور يأمر المؤمنين بغض البصر بشكل مطلق (يعني على الحرة والعبدة) :- 


قال الله تعالى :- (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30))         (سورة النور) 


نقرأ من تفسير ابن كثير :- 

(هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم ، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم) 

انتهى 


يعني على المؤمن ألا ينظر إلى ما حرمه الله عليه ، وينظروا فقط إلى ما أباح لهم الله عز وجل ، وقد حرم الله عز وجل الزنا ، ولم يحل إلا للزوجات اللاتى تم دفع مهورهن أو لمن كانت ملك يمين الرجل نفسه 


قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الَّلاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ الَّلاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50))        (سورة الأحزاب) 



يعني أي امرأة أخرى ليست ملك يمينه فهي محرمة وبالتالي يلزم غض البصر عنها ، فكيف تكون عورتها أمر مباح لأي رجل بعد ذلك ؟؟!!!!!!




  • 2- كان المنافقين يتعرضون لنساء المؤمنين بالإيذاء متعمدين في ذلك إيذاء الرسول والمؤمنين وكان هذا هو السبب وليس للتفريق بين الحرة وبين العبدة (من القرآن الكريم) :-


اقرأوا الآيات قبل الآية (59) و بعدها وأنتم تدركون السبب ، فلم يكن السبب التفريق بين الحرة وبين العبدة 


قال الله تعالى :- (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلا (60))   

(سورة الأحزاب) 


يعني من الواضح أن المنافقين في المدينة كانوا يعرفون نساء المؤمنين والرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا يتعرضون لهم بالإيذاء (متعمدين ذلك) لإيذاء الرسول عليه الصلاة والسلام 

فقد يقول أحد المنافقين رأيت زوجة أو ابنة فلان تذهب إلى المكان كذا وتفعل كذا ، ويظهر منها كذا ,…الخ
ولكن عندما تغطى المرأة نفسها ، فعندها إذا قال المنافق عنها شئ ، فسوف يكون كاذب ، فكيف عرفها وهي مغطاة 


لاحظوا أنه سبحانه يوضح سبب الأمر وهو (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) حتى لا يعرفن فلا يؤذين ، يعني كان الغرض ألا يعرفن وليس لتميزهم عن الاماء ، فلو حدث التمييز سوف يدرك المنافق أنها احدى نساء المؤمنين ، ولكن كان الغرض من الأمر ألا يعرفن ، ولذلك يجب أن تكون الإماء أيضا بنفس الملبس 

وسوف نجد في الآية 58 ، أن هناك من يتعمد (إيذاء) المؤمنين والمؤمنات ، والآية 60 توضح لنا أن هؤلاء الذين يؤذون المؤمنات هم (المنافقين) ، يعني الآيات تتحدث عن أمر واحد وهو إيذاء المنافقين للمؤمنين والمؤمنات وكيف عليهم أن يتجنبوا هذا الإيذاء 


ونقرأ من تفسير ابن كثير :-
(وقوله : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) أي : ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه ، ( فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه ، على سبيل العيب والتنقص لهم)

انتهى 


ونقرأ من تفسير الطبري :-
(وقوله (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ) كان مجاهد يوجه معنى قوله (يُؤْذُونَ) إلى يقفون.

ذكر الرواية عنه:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ) قال: يقفون.

فمعنى الكلام على ما قال مجاهد: والذين يقفون المؤمنين والمؤمنات. ويعيبونهم طلبا لشينهم (بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) يقول: بغير ما عملوا.)

انتهى 



كان هذا هو السبب في الأمر، وليس التفريق بين العبدة وبين الحرة ، فكان السبب هو لحماية النساء جميعا من ايذاء المنافقين في المدينة المنورة 

فالمقصود هو الستر حتى لا يعرفن ، يعنى لا يظهر منهم شئ يكون علامة ، يؤذيها بها بعد ذلك ، بأن يقول وجدت فى جسمها علامة كذا وكذا لأنى أعرفها


مثلما يحدث الآن عندما يصور رجل امرأة تركب سيارة أو قطار ، ثم يبتزها بالصور

وقد يكون الابتزاز بعلامة فى جسد المرأة يراها رجل ضال ، فيشهر بها


هذا هو المقصود

أن الآية نزلت فى مجتمع صغير مثل القرية ، بعضه يعرف بعضه يعنى معروف من هى فلانة بنت فلان ، ومن هى جارية فلان ، فما حاجة المرأة الحرة أن تحتجب حتى لا يظن أحد أنها جارية ؟؟!!!!

هى أصلا شخصية معروفة ، ولكن كان المقصود من الأمر هو ألا تكون شخصية معروفة للمنافق 




  • 3 - الأمة (العبدة) هي من نساء المؤمنين ، فهي تدخل في حكم الآية (59) من سورة الأحزاب :- 



صحيح أن الله عز وجل لم يذكر بشكل صريح في الآية عن ملكات يمين الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكنه سبحانه قال (نِسَاء الْمُؤْمِنِينَ) يعنى أى نساء للمؤمنين (بشكل عام) 

وبذلك دخلت ملكات في الحكم لأنهن من المؤمنين ومن نساء المؤمنين

وليس بالضرورة أن يذكر الله عز وجل كل أقارب أو معارف الرسول عليه الصلاة والسلام تفصيلا ، فسبحانه لم يذكر في الآية بنات أعمامه وعماته وبنات خالته وأخواله ، وهذا لا يعني أنهم لا ينطبق عليهم الأمر في الآية ، بل ينطبق لأنهم من نساء المؤمنين ،  فكل هذا تم الاستعاضة عنه بــ (نساء المؤمنين)، نفس الأمر بالنسبة (لملك اليمين) تم الاستعاضة عنه بـــ (نساء المؤمنين)

فجميع نساء المؤمنيين أحرار كانوا أم عبيد عاشوا في المدينة المنورة يقع عليهم حكم الآية 

بدليل وصف الله عز وجل للعبدة بالإيمان وأن الزواج منها خير من الزواج من مشركة يعني هي من نساء المؤمنين 




  • 4 - ليس كل ملكات اليمين كن مسلمات بل هناك مشركات وكتابيات ، ولذلك فإن آية (31) من سورة النور ليست دليل على اختلاف عورة الأمة المؤمنة عن عورة نساء المؤمنين الأحرار :- 


قال البعض أن ملك اليمين لا تدخل في نساء المؤمنين ، واستدلوا بذلك على آية (31) من سورة النور ، ولكن نقرأ الآية ثم نتكلم 


قال الله تعالى :- (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31))         (سورة النور) 


يقول سبحانه :- (أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ) 


وبذلك احتج بعض العلماء أن ملك اليمين لا تدخل في نساء المؤمنين ، ولكنهم لم ينتبهوا إلى أنه لم يكن كل ملك اليمين من المؤمنين ، يعني كانت هناك اماء ليسوا مسلمين وهؤلاء هم الذين لا يدخلون في (نساء المؤمنين) ، ولذلك فإن سبحانه فصل بين (نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ) ، وبالتالي فما يحتجون به ليس بدليل على صحة رأيهم في اختلاف عورة الأمة عن الحرة بل سنرى ان شاء الله آية من القرآن الكريم تحلل الزواج من الأمة المؤمنة ، وبذلك فهي دخلت في نساء المؤمنين ، وكان الشرط هو (الايمان) لأن هناك اماء غير مؤمنات 


بدليل :-


قال الله تعالى :- (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ )
(من الآية 25 - من سورة النساء) 


نقرأ من تفسير الطبري :-
(ثم اختلف أهل العلم في نكاح الفتيات غير المؤمنات، وهل عنى الله بقوله: " من فتياتكم المؤمنات "، تحريم ما عدا المؤمنات منهن، أم ذلك من الله تأديب للمؤمنين؟

فقال بعضهم: ذلك من الله تعالى ذكره دلالة على تحريم نكاح إماء المشركين.

*ذكر من قال ذلك:

9069 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " من فتياتكم المؤمنات "، قال: لا ينبغي أن يتزوّج مملوكة نصرانيّة …الخ)

انتهى 


هذا دليل على وجود الإماء المشركات (ملكات يمين) وهن لا يقعن ضمن نساء المؤمنين وهؤلاء يحكمهن شرائعهم ، ولكن في نفس الوقت هناك الإماء المؤمنات وتحكمهن شريعة المسلمين 


قال الله تعالى :- (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ((وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ)) وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221))     

(سورة البقرة) 


يعني الآية تحرم على المسلمين والمسلمات الزواج من المشركين والمشركات ، وتوضح أن الأمة ((المؤمنة)) خير أن يتزوجها المسلم من الحرة المشركة ، وكذلك إن العبد المؤمن خير من المشرك الحر  

تم وصف الأمة هنا بالمؤمنة ولها أن تتزوج مسلم (سواء حر أم عبد) ، وبالتالي فهي من نساء المؤمنين وبالتالي يقع عليها حكم الآية (59) من سورة الأحزاب  ، فكان شرط الزواج منها هو الإيمان يعني هناك اماء غير مسلمات 

كما تم وصف العبد بأنه مؤمن ، لذلك فإن زوجاته وبناته وأخواته هن من نساء المؤمنين 

لذلك فإن أى آية بها حكم للمؤمنين فهو يسرى على العبيد المؤمنين أيضا طالما لم يرد فيها استثناء 


والدليل على ذلك أيضا :-


قال الله تعالى :- (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223))       (سورة البقرة)

وحيث أن الأمة ملك اليمين تلد للرجل أبنائه فهي أيضا حرث له وبالتالي فهي من نسائه ، فينطبق عليها نساء المؤمنين 




  • 5 - الآية (31) من سورة النور تأمر جميع المؤمنات بألا يبدين زينتهن لغير أزواجهن أو محارمهم :-


هذا حكم عام لم يحدد فيه حرة من عبدة ، بل جميع المؤمنات على قدم المساواة في تنفيذ هذا الحكم ، فعورة الأمة هي نفسها عورة الحرة ، لا فرق ، فلا يوجد استثناء في الآية


قال الله تعالى :- (((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ)) يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31))     (سورة النور) 


ورأينا في الآية (221) من سورة البقرة) أن الأمة (العبدة) تم وصفها بالايمان ، يعني الحكم في الآية (31) من سورة النور هو للجميع حرائر كانوا أم جوارى  




  • 6 - كان المسلمين يزوجون جواريهم (عبيدهم الإناث) لغيرهم ، فهن من نساء غيرهم من المؤمنين وهن متسترات :-


قال الله تعالى :- (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25))          (سورة النساء) 


يعني للمسلم أن يتزوج العبدة المؤمنة ، فهي من نسائه أي من نساء المؤمنين 

وإذا كان تم منع الإيماء من ستر عورتهن ، فكيف يقول الله عز وجل للمسلمين أن الزواج من أمة (أي عبدة مؤمنة ) خير من مشركة حرة ؟؟!!!!!

إن الزواج منهم أفضل لأن احدى فضائلهم هو أنهم مؤمنات متسترات


وبالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام ، فنحن لا نعرف ما إذا كان في توقيت تلك الآية عنده ملكات يمين لا ، فالمعروف و الثابت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه تسرى بماريا القبطية بملك اليمين ، أما الثلاثة الأخريات (هدية زينب بن جحش ، وريحانة من سبى بني قريظة ، وأخرى غير معروفة الاسم)  فلم يثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام تسرى بهن  بل ان بعض المؤرخين يقولون أنه تزوج ريحانه ولم يتسرى بها 

ولذلك فقد تكون الآية (59) من سورة الأحزاب ، نزلت قبل أن تصير ماريا القبطية من ملك يمينه ، يعني لم يكن لديه ملك يمين في ذلك الوقت ، وكذلك بالنسبة لهدية زينب بنت جحش 




قال الله تعالى :- (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36))        (سورة النساء) 


الإحسان بملكات اليمين مثل الإحسان بالوالدين واليتامى والمساكين 









تعليقات

التنقل السريع