القائمة الرئيسية

الصفحات

هل العقل فى القلب (مضخة الدم) أم فى الرأس بالقرآن الكريم

 الرد على شبهة القلب هو مركز التفكير في القرآن الكريم 







يقول أصحاب الشبهة :- 

أن القرآن الكريم أخطأ عندما ذكر أن القلب هو مركز التفكير بينما أثبت العلم الحديث أن مصدر التفكير هو الدماغ الموجود في الرأس وأن القلب ما هو إلا مضخة تضخ الدم في الجسم ، وأن القرآن الكريم كان يردد ما كان يظنه القدماء بأن القلب هو مركز التفكير 

انتهى 


الرد على الشبهة :- 


المقدمة :- 

هل العقل أم القلب مركز التفكير والشعور ؟؟
هو سؤال كان محل جدل قديما ، فالبعض مثل قدماء المصريين ظنوا أن القلب (العضلة التي تنبض بالدم) هو مركز الفكر والروح والاحساس ، وسار على دربهم في ذلك بعض فلاسفة الأغريق مثل أرسطو ، ولكن عارضهم فيثاغورس في عام 550 ق.م حيث كان رأيه بأن الروح موجودة في الدماغ بالرأس وأنه الذي يلعب الدور المهيمن في السيطرة على الجسد ، وأيده في ذلك  أبقراط وجالينوس بيرغامون فكان في اعتقادهم أن الدماغ هو المسؤول عن الاحساس والفهم وأن المشاعر تنبع من الدماغ  

أي أن فكرة مركزية القلب لم تكن أمر مسلم به عند القدماء كما كان يظن البعض بل ان البعض منهم كانوا يعلمون أن الرأس هو مصدر التحكم 

للمزيد راجع من موسوعة ويكيبيديا Cardiocentric hypothesis :- 


https://en.wikipedia.org/wiki/Cardiocentric_hypothesis



أما بالنسبة للقرآن الكريم فنجد أن الله عز وجل تكلم في القرآن الكريم عن القلب والصدر والفؤاد 

فبالنسبة للقلب والصدر في القرآن الكريم فنجد الآتي :- 

قال الله تعالى :- (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ 👈👈لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا👉👉 أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى 👈👈الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ👉👉 (46))       (سورة الحج) 



قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ 👈👈لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا👉👉 وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179))     (سورة الأعراف)


من هذه الآيات فهم البعض أن ذلك العضو الذي يضخ الدم هو مركز التفكير والعقل والفقه والفهم ،


فهل حقا ما فهمه البعض صحيح أم أن الآيات كانت تشير إلى مكان آخر في جسم الإنسان ؟؟؟

فأحيانا تختلف دلالة  بعض الكلمات من زمان إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى خاصة في وجود تأثيرات خارجية 


  • فالحقيقة هي أنه لا يوجد نص واضح من القرآن الكريم يقول أن تلك العضلة التي تضخ الدم في جسم الإنسان هي المقصودة بالقلب مقر التفكير والشعور المشار إليه في القرآن الكريم 

لأن كلمة القلب عند العرب كانت لها معنى آخر ، فقلب هو وسط الشئ الذي يملأ فراغه الداخلي ، فمثلا  قَلْبُ الْجَوْزَةِ : لُبُّهَا  وليس عضلة تضخ الدم ، وسنجد في نفس الوقت آيات القرآن الكريم تكلمت عن أصحاب الالباب ، يعني كلمة قلب كان المقصود منها هو لب وليس تلك العضلة التي تضخ الدم ، بل أن هناك آيات واضحة من القرآن الكريم تقول أن مقر تفكير الإنسان هو في (الرأس) 


  • ولكن سوف يعترض البعض ويقولون :- 

(حتى لو قلنا أن القلب المقصود به اللب  ، إلا أنه يقول أنه في "الصدور" وهذا يثبت أنه ذلك العضو الذي يضح الدم والموجود في الصدر والذي يقع أسفل العنق إلى البطن) 

ولكن هذا الكلام مردود عليه لأن كلمة صدر عند العرب القدماء كانت بمعنى أوسع مما في أذهاننا الآن فكانت تشمل مقدمة الرأس وليس بمعناه المحدود الحالي وهو المنطقة أسفل العنق وأعلى البطن بل أن العرب أطلقوا على مناطق في الرأس كلمة (أصدران) 


يعني (الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) بمعنى الألباب (العقول) التي في صدور البشر أى مقدمة الرؤوس 


  • ولكن كما قلت أن التأثيرات الخارجية التي دخلت للمسلمين بعد زمان نزول القرآن الكريم هي ما جعلتهم عندما يسمعون كلمة (قلب) يذهب تفكيرهم إلى تلك العضلة التي تضخ الدم ظنا منهم أن تلك العضلة هي مصدر التفكير والشعور

وهذه التأثيرات كانت إما عن طريق فلسفة أرسطو التي تأثر بها بعض علماء المسلمين أو عن طريق المسيحيين واليهود الذين أيضا سبقوا وتأثروا بأفكار أرسطو ونقلوا هذا التأثير إلى كتابهم المقدس عندما أعادوا تشكيله في الفترة الهلينستية متأثيرا بأفكار وعادات يونانية 

ان شاء الله في هذا الجزء  سيكون الموضوع حول القلب والصدر ومعناهم في القرآن الكريم ، أما  الجزء الثاني فسوف يكون بتوضيح كيف كان تأثر بني إسرائيل باليونانيين و عاداتهم وأفكارهم هي السبب في دخول تلك الأفكار لكتابهم المقدس ومنها بمعنى كلمة قلب والتي جاءت في ص واضح جدا لديهم بأنه  المكان بين الذراعين



وان شاء الله سوف نرى الأدلة على ذلك ومن القرآن الكريم :- 




  • 1- كلمة قلب تأتى في اللغة العربية بمعنى اللب أي جوهر الشئ و وسطه وهو نفسه وضع المخ (الدماغ) في تجويف القحف بالرأس فهو على شكل الجوز لذلك هو اللب أي القلب كشكل وكموضع :- 


كلمة قلب لا تعني دائما تلك العضلة التي تضخ الدم ولكن تأتي أيضا بمعنى اللب أي وسط شئ ما وداخله ، فعندما نقول قلب الجوزة فنحن نقصد لبها وبالطبع لا نقصد عضلة تضخ الدم ، ومن المعلوم أن الجوزة تشبه الدماغ شكلا وموضوع ، لذلك فإن العرب القدماء أطلقوا على  الدماغ اللب أي قلب 

وان شاء الله سوف نرى كل ذلك بالأدلة :- 


  • أ- اللب هو الشئ الذي يحيط به من الخارج غشاء أو طبقة سميكة فهو يقع في جوف طبقة محيطة، وهو نفس وصف شكل الدماغ في جوف القحف الموجود في الرأس  :- 


فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا مقال بعنوان (تجويف القحف) :- 

(تجويف القحف (بالإنجليزية: Cranial cavity)‏ أو تجويف داخل القحف (بالإنجليزية: intracranial space)‏ هو تجويف داخل الجمجمة. الدماغ المغلف بالسحايا يشغل التجويف بينما السائل الدماغي الشوكي يصد الصدمات.) 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AC%D9%88%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AD%D9%81



ونقرأ أيضا من موسوعة ويكيبيديا مقال بعنوان (جمجمة) :- 

(الجُمجُمة بنيةٌ عظميّة تشكّل الرأس في معظم الفقاريات. تدعم الجمجمة بنى الوجه وتقدِّم للدماغ حماية عبر توضّعه في جوفها الرئيسي.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%AC%D9%85%D8%A9








  • ب - الدماغ تشبه الجوزة لذلك كانت عند القدماء رمز للذكاء ، لذلك فإن كلمة لب هو وصف لشكلها وموضعها ولذلك أطلق العرب القدماء على العقل كلمة لب أي قلب :- 


الدماغ ليس هو فقط اللب بسبب موضعه بل أيضا بسبب شكله الذي يشبه الجوزة  ولذلك أطلق عليه العرب كلمة لب أي قلب ، وبسبب هذا الشبه أصبح  رمزا للذكاء ، بينما تلك العضلة التي تضخ الدم والتي حاليا نطلق عليها كلمة قلب هي تشبه الطماطم وليس اللب 


ففى المعجم فإن :- 

لَبِبَ الْجَوْزُ : صَارَ ذَا لُبٍّ 


ولذلك نقرأ في القرآن الكريم كلمة (أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) ، فهي إشارة إلى شكل الجوز رمز الذكاء والذى أصبح كذلك لشبهه للدماغ 


ونقرأ من موقع الطبى (altibbi) مقال بعنوان (الجوز | Walnut) :- 

(الجوز (بالإنجليزية: Walnut)، ويطلق عليه في بعض البلدان عين الجمل، هو عبارة عن بذور شجرة الجوز، وهي بذور قابلة للأكل، ولها قشرة صلبة صعبة الكسر، وتتميز حبة الجوز بشكلها الشهير القريب من شكل مخ الإنسان، لذا يقال أنها مفيدة للدماغ، وتعد رمزاً للذكاء، وهي ذات مذاق لذيذ ومحبب.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://altibbi.com/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D8%B9%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%AC%D9%88%D8%B2






ونقرأ من موقع gaia good health مقال بعنوان (Foods That Look Like Your Body Parts They Are Good For) :- 

Here are certain foods that not only look like your body parts but also are beneficial to these parts. For example – brain boosting walnuts look just like the human brain! Coincidence? Maybe


ثم نقرأ :- 

A walnut looks just like a little brain. Even the wrinkles or folds on the nut are similar to those of the neo-cortex. Walnuts help in the development of over three dozen neuron-transmitters within the brain enhancing the signaling and encouraging new messaging link between the brain cells.


ثم نقرأ :- 

7- A tomato has four chambers and is red in color, which uncannily resembles the heart. Research has confirmed that tomatoes are loaded with lycopine, which is extremely beneficial for the heart in terms of blood flow and its supply.



الترجمة :- 

فيما يلي بعض الأطعمة التي ليست فقط تشبه أجزاء جسمك فقط ولكنها أيضا مفيدة لهذه الأجزاء ، على سبيل المثال : الجوز المعزز للدماغ يشبه الدماغ البشري تماما! صدفة ؟ ربما…….


ثم نقرأ :- 

الجوز يشبه الدماغ الصغير. حتى التجاعيد أو الطيات الموجودة على الجوز تشبه تلك الموجودة في القشرة المخية الجديدة. يساعد الجوز في تطوير أكثر من ثلاثين مرسلات عصبية داخل الدماغ ، مما يعزز الإشارات ويشجع ارتباط الرسائل الجديدة بين خلايا الدماغ …..


7- تحتوي الطماطم على أربع حجرات وهي حمراء اللون تشبه القلب بشكل غريب. أكدت الأبحاث أن الطماطم محملة بالليكوبين ، وهى مفيدة جدا للقلب من حيث تدفق الدم وإمداداته 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://www.gaiagoodhealth.com/foods-that-look-like-your-body-parts-they-are-good-for/



 


وعن تشابه الجوز مع الدماغ راجع هذا الرابط أيضا :- 


https://www.youtube.com/watch?v=fFFJJhowOPU


وأيضا 


https://myhealthzest.com.au/why-do-walnuts-look-like-brains-a-brain-health-history/



يعني اللب = الدماغ أو المخ ، والسبب في ذلك هو التشابه في شكلها وموضعها 









  • ج- من المعجم فإن من معاني كلمة لب هو قلب :- 


في المعجم :- 

اللب: (مصطلحات)

ما في جوف البذرة ونحوها كلب اللوز. (فقهية)


قَلْبُ الْجَوْزَةِ : لُبُّهَا 


لُبّ الثَّمرة: الطبقة الوسطى من جدار ثمرة فواكه، الجزء القاسي أو الليفيّ في قلب ثمرة يحتوي على البذور ، جمع لُبُوب


دخل في لُبّ الموضوع مباشرة: دخل في قلبه ووسطه


لُبُّ الأرض: (البيئة والجيولوجيا) النطاق الصخريّ المحيط بسطح الأرض من داخلها، قلب الأرض الكثيف الذي يتكوّن منه أغلب كتلتها 


لب - ج، ألباب وألب وألبب

1- مصدر لبب. 2- من كل شيء : جوهرهد خالصه. 3- عقل. 4- ما صلح من العقل وكان سريع الفطنة. 5- قلب. 6- سم. 7- من الجوز أو اللوز أو نحوهما : ما في جوفه.


وفي لسان العرب :- 

قَلْبُ كلّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه 



راجع هذا الرابط :- 


https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8/





وكان هذا هو المقصود بكلمة قلب في القرآن الكريم فهو اللب أي المخ والدماغ والأدلة في النقاط الآتية 





  • 2- العقل في القرآن الكريم هو لب ، فهذا هو معنى قلب أي لب أي الدماغ وليس العضو الذي يضخ الدم :- 


عرفنا أعلاه التشابه بين الدماغ البشري وبين الجوز وهو اللب وهو ما جعل القدماء يعتبرون اللب رمز للذكاء نتيجة لهذا التشابه أي أنهم كانوا يعلمون أن الدماغ هو مقر الفكر والحكمة ، كما رأينا أن العرب أطلقوا على لب شئ كلمة قلب ، فالدماغ البشري هو قلب أي لب سواء شكلا ووضعا ، و وان شاء الله في ذلك البند سوف نرى ما المقصود بكلمة قلب في القرآن الكريم ، فلم يكن المقصود تلك العضلة التي تضخ الدم ولكن كان المقصود اللب والذي هو وصف للدماغ البشري 


قال الله تعالى :- (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا 👈👈وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ👉👉 (269))        (سورة البقرة) 


قال الله تعالى :- (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ 👈👈أُوْلُوا الأَلْبَابِ👉👉 (18))        (سورة الزمر) 



الألباب هنا هى العقول ، وهى وصف لمكان وجود العقل فهو لب الرأس أى قلب الرأس ، بدليل :- 


قال الله تعالى :- (إِنَّ فِي ذَلِكَ 👈👈لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ👉👉 أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37))      (سورة ق)


في الآية 269 من سورة البقرة و الآية 18 من سورة الزمر فإن أولوا الألباب هم الذين يتذكرون ، وفى الآية 37 من سورة ق فإن من كان له قلب هو الذي يتذكر ، مما يعني أن القلب في آيات القرآن الكريم كانت بمعنى لب وليس بمعنى العضلة التي تضخ الدم ، وكما أوضحت أعلاه فإن كلمة لب هي التي تنطبق على الدماغ شكلا ووضعا 




  • 3 - اسم العضلة التي تضخ الدم في جسم الإنسان عند العرب القدماء :- 


اسمها عند العرب هو التامور و الجَنانُ ، والآن في عالم الطب أصبح التامور هو الغشاء المحيط بالقلب 


فنقرأ من لسان العرب :-

(الجوهري: والتامورة غلاف القلب. ابن سيده: والتامور غلاف القلب، والتامور حبة القلب، وتامور الرجل قلبه)

انتهى 



راجع هذا الرابط :- 


http://wiki.dorar-aliraq.net/lisan-alarab/%D8%AA%D9%85%D8%B1



ومن المعجم الوسيط :- 

الجَنَانُ من كل شيء: جَوْفُهُ.

و الجَنَانُ القلبُ.



  • 4 - الرأس هي موطن العقل والفكر في القرآن الكريم :- 


هناك أسلوب في البلاغة وهو المجاز المرسل في علاقة المحلية وهو إطلاق المحل وإرادة الحال أو من فيه ، مثل :- 

قال الله تعالى :- (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82))        (سورة يوسف) 


فالقرية مكان ولكن كان المقصود الموجودين في المكان وهم أهل القرية ، فأطلق المحل وهو القرية ، وأراد الحال وهم أهل القرية ، وكذلك عندما أخبرنا الله عز وجل عن ارتداد قوم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام الى فكرهم الجاهلى فأطلق المحل وهو الرأس ، وأراد الحال وهو الفكر الجاهلى ، مما يعني أن الرأس هي موطن الفكر 


قال الله تعالى :- (فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) 👈👈ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ👉👉 لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65))      (سورة الأنبياء)


فنقرأ من تفسير القرطبي في تفسير الآية 65 من سورة الأنبياء :- 

(قوله تعالى : ثم نكسوا على رءوسهم أي عادوا إلى جهلهم وعبادتهم)

انتهى 


يعني الرأس هي موطن الفكر (فهي المحل) ، فعندما نكسوا على رؤوسهم يعني انتكسوا إلى فكرهم الجاهلى الموجود في رأسهم  (وهو الحال) 



قال الله تعالى :- (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ 👈👈نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ👉👉 أَفَلا يَعْقِلُونَ (68))     

(سورة يس)


يعنى أن الإنسان عندما يزيد ويطول عمره يرتد إلى حالة الضعف التي كان عليها في صباه 

فنكس أي الارتداد إلى السابق من خلقه 

وكذلك بالنسبة إلى :- (نكسوا على رءوسهم) ، أي ارتدوا إلى جهلهم ، فكانت الرأس دليل على فكرهم الجاهلى لأنها موطن فكرهم 


وفى المعجم فإن :- 

دارَ في رأسه: فكّر فيه 


ركِب رأسَه : كابر، عاند وانفرد برأيه بغير رويّة 


ومن شعر الأخطل في العصر الأموي :- 

ألمّتْ بشُعْثٍ راكبينَ رؤوسَهُمْ …................. وأكوارِ عيسٍ قدْ براها


راجع هذا الرابط :- 


https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B1%D9%83%D8%A8-%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%87/



يعنى أن الرأس هو موطن المعاندة في الفكر لأنه موطن الفكر ، هكذا كان يفهمه العرب القدماء بدليل شعر الأخطل 




  • 5 - كلمة (صدور) هي جمع لكلمة (صدر) و معناها الأساسي في المعجم هو ما برز وعلا من الشئ يعني الصدر هو مقدم وواجهة وأعلى الشئ ، وكان العرب يشيرون إلى الرأس أو أجزاء منه بالصدار ، وفى تاج العروس فان نسخ تقول أن صدر الفرس هو رأسه :- 


نعم أن كلمة (صدر) التي نتداولها في عصرنا الحالي ، تطلق فقط على جزء من الجسم الذي يقع أسفل العنق إلى البطن ولكن المعنى الأصلي لكلمة صدر في المعاجم ينطبق أكثر على منطقة الرأس بل ان العرب القدماء أطلقوا على الرأس و أجزاء منه كلمة صدر وصدار ، يعني كلمة (صدر) عندهم كانت أوسع من دلالتها الآن 


  • أ- معنى صدور في المعاجم هو مقدمة كل شيء وأوله وما كان في أعلاه ، وأطلق العرب على عرقين في الرأس كلمة أصدران :- 


  • من المعجم الغني :-

صدر : مقدَّم كلِّ شيء 

صَدْر الإسلام : بدايته 

"صَدَرَ مِنَ الشَّيْءِ": بَرَزَ. 

"صَدْرُ البَيْتِ الشِّعْرِيِّ" : نِصْفُهُ الأَوَّلُ عَكْسُ العَجُزِ. 



  • ومن معجم القاموس المحيط (للإمام مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي المتوفى سنة (817 هـ) :- 

 أصْدَرانِ: عِرْقانِ تحتَ الصُّدْغَيْنِ. 

صَدَّرَ الفرسُ: بَرَزَ برأسِهِ وسَبَقَ.


يعني أطلق العرب على عرقين في رأس الإنسان بأنهم أصدران ، وهو مثنى صدر 

كما أن صدر الفرس عندما يبرز برأسه 


  • ومن تاج العروس : -

الصَّدْرُ : أعلى مُقدَّمِ كُلِّ شَيءٍ وأوَّلُه

صُدُورُ الوَادي : أعليه ومَقَادِمُه كصَدَائرِهِ 

صَدْرُ القوْمِ : رَئيسُهم كالمُصَدَّر ومنه : صَدْرُ الصُّدُورِ : للقائمِ بأعْباءِ المُلْكِ 


يعني لو أخذنا المعنى الحرفى للكلمة (صدر أو صدور) لن يكون الجزء أسفل العنق والذى نطلق عليه (صدر) هو الصدر بل سيكون مقدمة الرأس هو الصدر لأنه الجزء البارز والأمامى من جسم الإنسان 




  • ب- إذا كان صدر هو أعلى مقدم كل شيء وأوله ، وكان الرأس هو أعلى كل شئ يعني أن الرأس هو صدر :- 


من لسان العرب عن كلمة صدر :- 

الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله 

والصِّدَارُ : ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة 

صُدُورُ الوادي : أَعاليه ومَقادمُه 


أي أن هذا الثوب الذي أسماه العرب القدماء الصِّدَارُ كان يبدأ من الرأس فيغطى رأس المرأة  و وجهها ، و يغطى الصدر والمنكبين ، مما يعني أن الرأس عند العرب كان صدر 


ومن نفس معجم لسان العرب عن كلمة رأس :- 

رَأْسُ كلّ شيء: أَعلاه


فإذا كان صدر هو أعلى مقدم كل شيء وأوله ، وكان رأس هو أعلى كل شئ 

يعني أن الرأس هو صدر 



يعني ((الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) أي القلوب التي في صادرة الإنسان (أي الجزء الأمامي العلوي البارز من الإنسان) ، ولم يكن المقصود المنطقة أسفل العنق إلى البطن 



  • ج- مرتضى الزبيدى في تاج العروس يقول أن جميع النسخ تقول أن الفرس يصدر برأسه ، أي أن صدر الفرس هو رأسه :- 


ونلاحظ أن مرتضى الزبيدى (متوفى عام 1790 م) في تاج العروس يقول :- 

(من المَجاز : صَدَّرَ الفَرَسُ تَصْدِيراً ((إذا بَرَزَ بِرأْسِه)) هكذا في سائر النُّسخ والصواب : بصَدْرِه كما في سائرِ الأُمهاتِ وسَبَقَ وفَرَسٌ مُصَدَّرٌ : سابِقٌ يتَقَدَّمُ الخَيلَ بصَدْرِه وأنشد قولَ طُفيل الغنويِّ السابقَ)

انتهى 


بالرغم من أن مرتضى الزبيدى انتصر بأن معنى جملة (صدر الفرس) أي يبرز بصدره (ويقصد المنطقة أسفل العنق) وسنده في ذلك كان بسبب الكلام المشهور والبارز (في زمانه ) عن أن الفرس يصدر بصدره ، وكذلك كان كلام ابن منظور (متوفى عام 1311 م) في لسان العرب ،  إلا أن مرتضى الزبيدى يقر أنه كانت في جميع النسخ أن الفرس (يصدر) عندما يبرز برأسه وليس بصدره ، مما يعني أن ذلك المعنى وتلك الفكرة كان لها وجود عند العرب قديما ، وهو ما أيده معجم القاموس المحيط بأن صدر الفرس هو رأسه كما ذكرت أعلاه 

هذا بالإضافة إلى أن ما استند عليه مرتضى الزبيدى وكذلك ابن منظور في رأيهم وهو بيت شعر طفيل الغنوي لا يؤيدهما 


فهذا الشاعر يقول :- 

كأَنه بَعْدَما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ            سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ الليل، مَبْلُولُ 


ولكن ما قاله لا يعني أن منطقة الصدر هي المنطقة أسفل العنق ، فالشاعر يتحدث عن خيل تصدر ولكنه لم يقول أنها تصدر بالمنطقة أسفل العنق ، ، وحتى بشأن ما روى عن ابن الأعرابى بأن المعنى هو( أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعدما عَرِقَ) ، وان كان هذا المعنى مستبعد ، إلا أنه بفرض صحته فهو أيضا ليس دليل على أن الصدر المقصود في بيت الشعر هو المنطقة أسفل العنق لأن الخيل تتعرق في منطقة الرأس أي صدر 



فنقرأ من موقع savvy horsewoman مقال بعنوان (Do Horses Sweat? All About Equine Perspiration) :- 

The most common areas in which a horse will sweat are under any tack (such as your saddle and bridle), their chest, neck, and between their hind legs. Horses that sweat on their heads, flanks, and top of their rump are signs that the horse needs help in cooling down, as they are at risk for heat stress.

الترجمة :- 

الأماكن الأكثر شيوعا التي يتعرق فيها الحصان هي تحت الأشياء (مثل السرج واللجام) وصدورهم  وعنقهم وبين أرجلهم الخلفية. الخيول التي تتعرق على رؤوسها وجوانبها وأعلى ردفها علامات على أن الحصان يحتاج إلى المساعدة في التهدئة ، لأنها معرضة لخطر الإجهاد الحراري.

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://www.savvyhorsewoman.com/2023/01/do-horses-sweat-all-about-equine-perspiration.html



وأيضا 


https://equusmagazine.com/horse-care/horse-sweat-facts/





وسنجد أن المنطقة التي نقول عنها حاليا صدر كان يطلق عليها العرب القدماء كلمة (حضن) 


فمن معجم لسان العرب لابن منظور (متوفى عام 1311 م) :- 

الحِضْنُ: ما دون الإِبْط إلى الكَشح، وقيل: هو الصدر والعَضُدا وما بينهما 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AD%D8%B6%D9%86/


ونفس المعنى في القاموس المحيط 


ملحوظة :- 

ابن منظور في اعتقاده أن الصدر هو المنطقة أسفل العنق إلى أعلى البطن (فقط) ، لذلك فإن الحضن هو نفسه تلك المنطقة التي نقول عنها صدر 

انتهى 




  • 6- مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي فهم أن (يثنون صدورهم) أي ينكسوا رؤوسهم  :- 



مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي - توفي عام 150 هــ ، هو متروك الحديث وبعض العلماء اتهموه بأنه يضع الأحاديث وأنه كذاب وذكر الذهبى أن العلماء أجمعوا على تركه  ، بالإضافة إلى ضلال أفكاره فكان من المرجئة ، إلا أنه لا يهمنا مدى صحة كلامه ومعتقده ، ولكن المقصود كيف كان يفهم مقاتل معنى كلمة (ثنى الصدور) لان فهمه سوف يخبرنا عن دلالة كلمة صدر في زمانه والتي من الواضح أنه حتى زمان مقاتل لم يكن تم الحد من دلالتها على المنطقة أسفل البطن فقط ، خاصة وأن ما قاله مقاتل حول معنى (ثنى الصدور) يتفق مع آيات آخرى في القرآن الكريم ان شاء الله سوف أوضحها لاحقا 



  • أ- مقاتل بن سليمان يقول أن ثنى الصدور يعني يلوون رؤوسهم ، وقال أن الكفار عندما كانوا يستغشون ثيابهم أن يغطون روؤسهم إلا أن الله عز وجل عليم بذات الصدور :- 



قال الله تعالى :- (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلا إِنَّهُمْ 👈👈يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ👉👉 يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5))      (سورة هود) 



في تفسير مقاتل بن سليمان لسورة هود - الآية (5) - المجلد (2) - صفحة 271 يقول :- 

(٤- أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يعني يلوون وذلك أن كفار مكة كانوا إذا سمعوا القرآن نكسوا رءوسهم على صدورهم كراهية استماع القرآن لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ يعني من النبي- صلى الله عليه وسلم- فالله قد علم ذلك منهم، ثم قال: أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يعنى يعلم ذلك يَعْلَمُ الله حين يغطون رءوسهم بالثياب مَا يُسِرُّونَ في قلوبهم، وذلك الخفي وَما يُعْلِنُونَ بألسنتهم إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://shamela.ws/book/23614/630#p1



يعني مقاتل كان يفهم أن (ثنى الصدور) هو تنكيس الرؤوس لأن كلمة صدر في زمانه لم تكن تعنى فقط المنطقة أسفل العنق وأعلى البطن ولكن كانت تشمل أيضا الرأس ، وبثنى الرأس على الصدر فيكونوا بذلك يثنون صدورهم وما يؤيد ذلك كما أوضحته أعلاه في معاني كلمة (صدر) وفيما أطلقه العرب على الأصدران 

كما فهم مقاتل أن (يستغشون ثيابهم) يعني يغطون روؤسهم بغرض ألا يعلم الله عز وجل بما في قلوبهم (وهذا ما نقله البخارى عن ابن العباس أيضا وسوف أعرضه في النقطة التالية ان شاء الله) ولكن الله عز وجل عليم بذات الصدور 

فماذا يعني هذا ؟؟؟!!!



يعني أن القلب الذين يحاولون اخفاء ما بداخله مقره الرأس الذي يقومون بتغطيته بالثياب 

يعني ذات الصدور أي الرؤوس  ، يعني مصدر تفكير الإنسان فهمه العرب في زمان نزول القرآن الكريم أنه في الرأس ولذلك كانوا يستغشون ثيابهم على رؤوسهم حتى لا يعلم الله عز وجل بما في قلوبهم (أي المخ الموجود في الرأس الذي يتم تغطيته) 




  • ب - مقاتل فهم (نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) أي يرجعوا إلى قولهم السابق :- 



فنقرأ من تفسير مقاتل - المجلد 3 - الصفحة 85 :- 

(ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ يقول رجعوا عن قولهم الأول فقالوا لإبراهيم لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) 

انتهى 



مما يعني أن الرأس هو محل الفكر 





  • 7 - الصدور في الآية 5 من سورة هود ، المقصود منها الرأس والدليل ما نقله البخاري عن ابن عباس  :- 



قال الله تعالى :- (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلا إِنَّهُمْ 👈👈يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ👉👉 يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5))      (سورة هود)



بعض المفسرين ذكروا أن الضمير في (منه) عائد على الرسول عليه الصلاة والسلام ، أي كانوا يتخفون من الرسول عليه الصلاة والسلام فيثنون صدورهم ،  والبعض الآخر ذكر أن الضمير عائد على الله عز وجل 

وسواء كان الضمير عائد على الله عز وجل أم على الرسول عليه الصلاة والسلام ، فإن المنطقة أسفل العنق وأعلى البطن (والتي نطلق عليها في زماننا الحالي كلمة صدر) لا يتم ثنيها ، بينما ما يتم ثنيه إما الظهر أو الرأس ، فاذا كان سبحانه أراد في الآية ثنى الظهر كان قالها (يثنوا ظهورهم) ولكنه سبحانه قال أنهم يثنون صدورهم ، ومعنى كلمة صدور (مقدام وأعلى الشئ) لا تنطبق على منطقة الظهر 

بينما على منطقة الرأس أي صدر الإنسان ، وهذا هو ما كانوا يريدون اخفائه لذلك كانوا يثنونه ، فالمقصود بالصدور هي الرؤوس 


والدليل على ذلك هو :- 



  • أ- الآية تستكمل بأنهم (حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) ، أي يغطون منطقة الصدر (التي كانوا يثنونها) بالثياب ، وهذا يعني أن تلك المنطقة كانت في أغلب الأوقات غير مغطاة :- 


أي أنهم كانوا يثنون صدورهم وهي ظاهرة وكانوا يحاولون تغطيتها بالثياب حتى لا تظهر ، فالآية تتكلم عن منطقة معينة كان يحاول الكافرين و المنافقين اخفائها حتى لا يظهر ما بداخلهم من أفكار لله عز وجل  ، فهم كانوا يثنونها ويغطونها 

ويجب أن نتفق أن الإنسان الذي يظن  أنه عندما يثنى صدره أو يغطيه بثياب فإنه بذلك يخفى ما بداخله عن الله عز وجل ، فهو بالتأكيد يظن أنه إذا كان بداخل منزله حيث سقف يغطيه عن السماء فهو بذلك يخفى ما يسره عن الله عز وجل ، يعني كان يثنى صدره وهو خارج منزله ، وصدره مكشوف للسماء ، وفى هذه الحالة لا يمكن أن يكون المقصود هو منطقة أسفل العنق وأعلى البطن لأن الإنسان وهو خارج منزله يغطى تلك المنطقة بالثياب ولن يكون بحاجة لثنيها ، بينما المنطقة التي تكون مكشوفة هي منطقة الوجه بالرأس والتي هي بالفعل صدارة الإنسان 




  • ب- عن ابن عباس فإن المنافقين كانوا يغطون رءوسهم ليستخفوا ، فالمراد هو الرأس :- 



نقرأ من تفسير ابن كثير للآية (5) من سورة هود :- 

(قال البخاري : وقال غيره ، عن ابن عباس : ( يستغشون ) يغطون رءوسهم)

انتهى 



ونقرأ من صحيح البخاري - المجلد 6 - صفحة 73 :- 

٤٦٨٣ - حَدَّثَنَا ‌الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا ‌سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ‌عَمْرٌو قَالَ: «قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}». وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {يَسْتَغْشُونَ} يُغَطُّونَ رُءُوسَهُمْ، {سِيءَ بِهِمْ} سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ، {وَضَاقَ بِهِمْ} بِأَضْيَافِهِ، {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} بِسَوَادٍ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أُنِيبُ} أَرْجِعُ.

انتهى 




يعني ما تم نقله عن ابن عباس هو أن الآية 5 من سورة هود تتحدث عن الرأس التى كانوا يغطونها ، وليس المنطقة أسفل العنق وأعلى البطن ، ولكن لماذا كانوا يغطونها ليستخفوا منه فلا يعلم الله عز وجل ما بداخل صدورهم من أفكار أي أن الأفكار محلها الرأس 

فالرأس هي ما كان يتم ثنيها وكان ما يتم غشيها بالثياب  


وهذا يعني أنه لابد وأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخبرهم بما يدور في عقولهم ويخفونه عن الناس ، ولكن المشركين والمنافقين بدلا من أن يفهموا بذلك أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو نبى حقيقي يخبره الله عز وجل بما يخفيه هؤلاء في صدورهم ذهبوا وكذبوا وقالوا أنه ساحر يعلمه الشياطين 



قال الله تعالى :- (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) 👈👈وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ👉👉 (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27))      (سورة التكوير) 


ونقرأ من تفسير القرطبي للآية 25 من سورة التكوير :- 

(وما هو يعني القرآن بقول شيطان رجيم أي مرجوم ملعون ، كما قالت قريش . قال عطاء : يريد بالشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة جبريل يريد أن يفتنه )

انتهى 



قال الله تعالى :- (وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ 👈👈هَذَا سَاحِرٌ👉👉 كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5))        (سورة ص) 



قال الله تعالى :- (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا 👈👈إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ👉👉 (24))    (سورة المدثر)



قال الله تعالى :- (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212))       (سورة الشعراء) 



بالتأكيد أن الشياطين عن السمع معزولون ، فكيف يتنزلون بالقرآن الكريم ؟!!! ، وهذا ما ورد في سورة الجن 


قال الله تعالى :- (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10))     

(سورة الجن) 


والسؤال الآن لماذا ظن كفار قريش أن هناك شيطان يعلم النبي عليه الصلاة والسلام ، إن كان لم يعرف الغيب ولم يكن له معجزات أمامهم كما يزعم أعداء الإسلام حاليا  ؟؟!!!!



بالتأكيد كان يعرفهم بالغيب وكان يفعل أمامهم المعجزات ولكنهم كانوا يريدون تكذيبه لذلك لم يكن أمامهم إلا أن يزعموا بأن شيطان يعلمه ، ولذلك كانوا يستخفون منه ويثنون رؤوسهم لاخفاء الصدور ، التي هى واجهة الرأس حتى لا يخبرهم بما في صدورهم أي رؤوسهم 




  • 8- ولأن القرآن الكريم يفسر نفسه بنفسه ، فالدليل على أن معنى الصدر في الآية 5 من سورة هود أنه الرأس ، نجده في  الآية الخامسة من سورة المنافقون :- 


قال الله تعالى :- (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ 👈👈لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ👉👉 وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (5))      (سورة المنافقون)



المنافقون كانوا يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، فكان إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم الرسول عليه الصلاة والسلام ((لووا رؤوسهم)) ، يعني ثنوا رؤوسهم ، فكلمة لوى تعنى ثنى ، وهو نفسه وصف الذين كانوا يثنون صدورهم 


يعني :- 

يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ = لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ 


وطبقا لتفسير الماوردى للآية 5 من سورة المنافقون فإن بعض المفسرين فسروا لوى الرؤوس بمعنى الاستهزاء ، والآخرين فسروها بمعنى (ماذا قلت) 


ولكن لا يمكن أن يكون المقصود بلوى الرؤوس بمعنى الاستهزاء ولا الرفض العلني ، لأن المنافقين كانوا يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وكان من المستحيل في أوقات فرج المسلمين وقوتهم أن يظهروا الاستهزاء أو الرفض بشكل علنى لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام 


ولكن الله عز وجل في القرآن الكريم أوضح لنا ما كان يفعله المنافقين فهو الاختباء والامتناع عن الاستجابة للدعوة (أي الصد والاستكبار عن الدعوة) بطرق ملتوية وخوفهم الدائم أن يظهر ما بداخلهم أو ينزل الله عز وجل سورة تفضح ما بداخلهم لذلك كانوا يلوون رؤوسهم عند الدعوة ظنا منهم أن هذا يجعل الله عز وجل لا يستطيع معرفة ما بداخلهم وكشفهم للرسول عليه الصلاة والسلام 


قال الله تعالى :- (👈👈يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ👉👉وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) 👈👈يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم👉👉 قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64))      (سورة التوبة) 



كانوا يظهرون الإيمان للمؤمنين ويبطنون الكفر والاستهزاء لذلك كانوا يحذرون أي يخافون أن ينبئ الله عز وجل المسلمين بما في قلوب المنافقين ، لذلك كانوا (يللون رؤوسهم) كما ورد في سورة المنافقون ، ظنا منهم أن هذا يخفى ما بداخلهم نحو الدعوة ، ثم يرفضون  ويصدون علنا الإجابة للدعوة بتعليلات وهمية 



قال الله تعالى :- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا (60) 👈👈وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا👉👉 (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ 👈👈ثُمَّ جَاؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا👉👉 (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63))            

(سورة النساء) 



قال الله تعالى :- (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ 👈👈وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً👉👉 (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143))     (سورة النساء) 



قال الله تعالى :- (لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) 👈👈وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي👉👉 أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49))       (سورة التوبة) 


قال الله تعالى :- (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا 👈👈وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ👉👉 إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا (13))     (سورة الأحزاب) 



قال الله تعالى :- (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54))        (سورة التوبة) 



ويتضح محاولتهم الاختفاء عن الأعين والهروب عند سماع الدعوة أو سورة في الآية 127 من سورة التوبة 


قال الله تعالى :- (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون (127)      (سورة التوبة) 


ونقرأ من تفسير البغوي للآية 127 من سورة التوبة :- 

(( وإذا ما أنزلت سورة فيها عيب المنافقين وتوبيخهم ، ( نظر بعضهم إلى بعض ) يريدون الهرب يقول بعضهم لبعض إشارة ، ( هل يراكم من أحد ) أي : أحد من المؤمنين ، إن قمتم ، فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد ، وإن علموا أن أحدا يراهم أقاموا وثبتوا ، ( ثم انصرفوا ) عن الإيمان بها . وقيل : انصرفوا عن مواضعهم التي يسمعون فيها )

انتهى 



فكانوا عندما يتم دعوتهم للمجئ كانوا يلوون رؤوسهم ليتخفوا وكأنهم لم يروا أو يسمعوا الدعوة ، فكانوا يصدون ويستكبرون أي كانوا يمتنعون و يعرضون استكبارا ، فمحاولتهم الهروب كانت تبدأ بلوى رؤوسهم ليختفوا عن العيون ، فلقد كانوا يثنون رؤوسهم فهي المقصودة بالصدر 



مثلما كان يحدث مع سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام 


قال الله تعالى :- (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي 👈👈إِلاَّ فِرَارًا)) (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ 👈👈جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا👉👉 (7))       (سورة نوح) 


يعني كانوا يخفون وجوههم بثيابهم اصرارا منهم على عدم سماعه فيفروا منه 




  • 9 - خلق يكبر في الصدور مثل الذي يكبر في أعيننا ، وبالعكس فإن الذي تزدرى أعيننا فهو يصغر في صدرنا ، مما يعني أن الصدر هو الرأس لأن العين في الرأس :- 


هناك أسلوب في البلاغة فى اللغة العربية وهو المجاز المرسل ومنه علاقة الحالية وهو إطلاق الحال وإرادة المحل ، مثل :- 

قال الله تعالى :- (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي 👈👈نَعِيمٍ👉👉 (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24))      (سورة المطففين) 


فسبحانه أطلق الحال وهو النعيم ونضرة الوجوه ، وأراد المحل وهي الجنة ، فالجنة هي محل النعيم  ونضرة الوجوه والرحمة والراحة 


قال الله تعالى :- (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى 👈👈النَّجَاةِ👉👉 وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41))   (سورة غافر) 


أطلق الحال وهو النجاة وأراد المحل وهو الجنة 


ونفس الأمر بالنسبة للعين فتم استخدامها في آيات القرآن الكريم لتبين ما يكبر أو يصغر في صدورنا فتم اطلاق الحال وهو (العين) وكان المراد المحل وهو (صدورنا) ، مما يؤكد أن الصدر المذكور في القرآن الكريم المراد به الرأس لأن العين محله في الرأس وليس في المنطقة أسفل العنق 


قال الله تعالى :- (👈👈أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ👉👉 فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا (51))     (سورة الاسراء) 


(أو خلقا مما يكبر في صدوركم) أي خلق عظيم  في صدوركم مثل السماء والأرض والجبال ، وطالما كانت الصدور تعظم فيها الأشياء ، فبالتأكيد أنها أيضا تصغر فيها أشياء أخرى 

ولكن ما هي الصدور التي تعظم أو تصغر الأشياء فيها ؟؟


نرى آيات أخرى ليتضح لنا المقصود 

قال الله تعالى :- (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ 👈👈وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ👉👉 لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31))       (سورة هود)



(وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ)  أي لا أقول للذين تستصغر وتستحقر أعينكم ، ولكن محل الرأى في البشر هو الصدور كما ورد في الآية 51 من سورة الاسراء ، فلماذا جاء بالعين ؟؟؟ 

لأن ما تراه العين ونظرات الاحتقار و الاستهانة هو حال ، وكان المراد المحل وهو الصدور ، مما يعني أن نظرات العين محلها الصدور ، ولكن العين موجودة في الرأس ، وهذا يعني أن الصدور الواردة في القرآن الكريم المقصود بها هي الرؤوس 

 


قال الله تعالى :- (الَّذِينَ كَانَتْ 👈👈أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي👉👉 وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101))     (سورة الكهف) 


الأعين في غطاء عن ذكر الله فلا ينظرون لدلائل قدرة الله ويقرون بالحق ، وكذلك لا يستمعون لقول الحق ، وكل ذلك حال ، وكان المراد هو المحل ، وهو ضيق الصدر بالحق والكبر 


قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ 👈👈إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ👉👉 مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56))      (سورة غافر) 



مما يعني أن العين والأذن موجودون في الصدور ، أي أن الصدور في القرآن الكريم هي الرؤوس 



  • 10 - من القرآن الكريم فإن من شرح الله عز وجل صدره للاسلام فيكون له قلب يعقل به وأذن واعية والعكس لمن أراد أن يجعل صدره ضيق من الإسلام ، والأذن موجودة في الرأس ، مما يعني أن انشراح الصدر يعني انشراح الرأس :- 


كما قلت سابقا فإن من أساليب البلاغة هو اطلاق الحال وارادة المحل ومنها ما ورد عن انشراح صدر الإنسان أو ضيق صدره بالإسلام ، فالصدر هو محل رأى الإنسان في الإسلام ، وفي نفس الوقت نرى آيات أخرى تخبرنا بحال من يضيق أو ينشرح صدره للاسلام ، وهذا الحال نراه دائما في الرأس ، مما يعني أن الصدور هي الرؤوس 


قال الله تعالى :- (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن 👈👈يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ👉👉 وَمَن يُرِدْ أَن 👈👈يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا👉👉 كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (125))        (سورة الأنعام)


من يقبل الإسلام ينشرح صدره للإسلام ، ومن يرفض الاسلام يضيق صدره ، ولكن ما هي تفاصيل ما يحدث وما هو حال كيفية انشراح أو ضيق الصدور ؟؟ 

نجدها في آيات أخرى 


قال الله تعالى :- (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ 👈👈فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا👉👉 وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (104))        (سورة الأنعام) 



قال الله تعالى :- (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً 👈👈وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ👉👉 (12))     (سورة الحاقة) 



الأذن الواعية هي التي شرح الله عز وجل صدر صاحبها للإسلام ، فالأذن الواعية هي حال من انشرح صدره للاسلام ، وهذا يعني أن المحل يحتوي على هذه الأذن ، والأذن موجودة في الرأس ، مما يعني أن الصدر التي تنشرح للإسلام هى الرأس 


والعكس بالنسبة لمن جعل الله عز وجل صدره ضيق للإسلام فانه يكون له قلب لا يفقه وأذن عليها وقر ، مما يعني أن القلب الذي يتكلم عنه القرآن الكريم و الموجود في الصدر ، يقع في نفس المكان الذي يقع فيه الأذن التي تسمع ، وهو الرأس ، وليس المنطقة أسفل العنق 


قال الله تعالى :- (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن 👈👈مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا👉👉 فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُوْلَئِكَ 👈👈الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ👉👉 وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108))       (سورة النحل) 



يعني الذي ينشرح صدره بالكفر يكون هو من طبع الله عز وجل على قلبه وعلى سمعه وعلى بصره ، فكأن على أذنه وقر ، وعلى عينه غشاوة ، مما يعني أن الصدر هنا هو الرأس لأن السمع والبصر يكون عن طريق الرأس ، وهذا يعني أيضا أن القلب في القرآن الكريم هو الموجود في الرأس أي اللب أي الدماغ ، ونرى ذلك في آيات أخرى 



قال الله تعالى :- (مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ 👈👈لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا👉👉 أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179))     (سورة الأعراف) ) 


لهم أعين لا يبصرون بها وأذن لا يسمعون بها ، لأنهم يهربون ولا يعون ما يرونه أو ما يسمعونه فهم لا يستخدمون أذنهم و أعينهم في الاستخدام الصحيح ، ولكن الأذن و العين موجودة في الرأس ، مما يعني أن انشراح الصدر بالكفر يعني من ضمنها أن العين والأذن لا يتم استخدامهما فيما ينفع  ، يعني الرأس هي الصدر 


قال الله تعالى :- (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) 👈👈الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا👉👉 (101))       (سورة الكهف) 


أولئك الذين ضاق صدرهم للاسلام ، وانشرح للكفر 


قال الله تعالى :- (وَجَعَلْنَا عَلَى 👈👈قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا👉👉 وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ 👈👈وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا👉👉 (46))      (سورة الاسراء) 



قال الله تعالى :- (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ 👈👈وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا👉👉 وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25))       (سورة الأنعام) 



قال الله تعالى :- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا 👈👈عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا👉👉 وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57))     (سورة الكهف) 



قال الله تعالى :- (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا 👈👈كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا👉👉 فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7))      (سورة لقمان) 


قال الله تعالى :- (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ 👈👈فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا👉👉 فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46))     (سورة الحج) 



لهم بصر وسمع ولكنه بصر وسمع بلا فائدة لأنهم لا يعون بهم 




11- (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) ، فالمقصود أولى الألباب ، مما يعني أن اللب موجود في الرأس لأن الأبصار محلها الرأس :- 


كما قلت سابقا بالنسبة إلى اطلاق الحال والمراد المحل فنجد في الآية الثانية من سورة الحشر أن الله عز وجل أطلق العبر ، وأن ((من يعتبر)) فإنهم أولي الأبصار وكذلك فإنه سبحانه في آيات آخرى أطلق على ((من يعتبر ويتذكر)) بأنهم أولى الألباب أي أنه سبحانه أطلق على أولى الألباب الذين يعتبرون بالآيات والعبر بأنهم أولي الأبصار ، وهذا لأن البصر واللب محلهم واحد وهو الرأس أي الصدر الذي شرحه الله عز وجل لرؤية الحق  


قال الله تعالى :- (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ 👈👈عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ👉👉 مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111))     (سورة يوسف) 


قال الله تعالى :- (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ 👈👈فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ👉👉 (2))      (سورة الحشر) 



قال الله تعالى :- (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ 👈👈لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ👉👉 (13))         (سورة آل عمران) 


قال الله تعالى :- (👈👈يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ👉👉 إِنَّ فِي ذَلِكَ 👈👈لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ👉👉 (44))    (سورة النور) 


قال الله تعالى :- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ 👈👈وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ👉👉 (190))       (سورة آل عمران) 



يعنى أن أولى الأبصار هم أولى الألباب ، لأن الاثنان محلهم واحد وهو الصدر أي الرأس ، فأطلق الحال وهو أن يكون الإنسان بصير وأراد اللب وكلاهما محله الصدر 



  • 12 - شرح الله عز وجل صدر إنسان للإسلام يعني تسليم وجهه لله لأن الوجه هو الصدر :- 


نفس ما سبق أعلاه فيتم اطلاق الحال ، والمراد هو المحل 

فالحال هنا هو تسليم الإنسان وجهه لله عز وجل فيكون له عين يرى بها وأذن واعية ، والمراد هو المحل وهو انشراح الصدر ، مما يؤكد أن الصدر في القرآن الكريم هو الرأس 


قال الله تعالى :- (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ 👈👈يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ👉👉 وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (125))  

(سورة الأنعام) 



قال الله تعالى :- (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ 👈👈أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ👉👉 وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20))   

(سورة آل عمران) 


قال الله تعالى :- (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا 👈👈مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه👉👉 وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125))       (سورة النساء) 



  • 13 - الرأس تضيق عند الصعود إلى الأماكن المرتفعة وكذلك عند سماع ما يوتر و يغضب :- 


قال الله تعالى :- (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (125)) 

(سورة الأنعام) 



ظن البعض أن الآية تتكلم عن منطقة الصدر التي تقع أسفل العنق وأعلى البطن ، نتيجة لفهمهم أنه عند صعود الأماكن المرتفعة يحدث ضيق في التنفس ، ولكن الصعود إلى الأماكن المرتفعة لا يسبب فقط ضيق التنفس بل يسبب أيضا صداع الرأس ، وكذلك فإن التوتر والاجهاد العاطفي يسبب للإنسان صداع التوتر 


بطريقة أخرى :- 

يقول سبحانه ما معناه أن الإنسان الضال صدره يكون ضيق حرجا من الإسلام (أي من ما يدعو اليه الاسلام) ، وهو نفسه ما يحدث للانسان عندما يصعد للمكان المرتفع 

والإنسان قد يصاب بصداع في رأسه يسمى صداع التوتر وكأن شئ يشد على جبهته ، وهو نفسه ما يحدث لمن يصعد المكان المرتفع ، فهذا الصداع هو عامل مشترك بين سماع الإنسان شئ يوتره ولا يعجبه وكذلك مع صعوده إلى الأماكن المرتفعة وليس فقط ضيق التنفس 



  • أ- الصداع وألم الرأس من أعراض الصعود إلى الأماكن المرتفعة :- 


فنقرأ من موقع msd manuals (دليل MSD الإرشادي للمستهلك) عن داء المرتفعات ، مقال بعنوان (أمراض المُرتَفعات) :- 

(يحدُث داء المرتفعات بسبب نقص الأكسجين في المرتفعات الشَّاهقة،

((وتنطوي الأَعرَاض على الصُّدَاع)) والإرهاق و الغثيان أو فقدان الشهية والتهيُّج، وفي الحالات الأكثر خطورة، على ضيق النَّفس والتخليط الذهنيّ وحتى الغيبوبة……


ثم نقرأ :- 

تنطوي الأعضاء الأكثر شُيوعًا للتأثُّر بداء المُرتفعات على:


الدماغ (يُسبِّبُ داء المرتفعات الحاد [AMS] وفي حالاتٍ نادرةٍ وذمة دماغية في المرتفعات الشاهقة [HACE])

الرئتين (تُسبِّبان وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة [HAPE]))

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://www.msdmanuals.com/ar/home/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D9%8E%D8%B3%D9%85%D9%91%D9%8F%D9%85/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8E%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B1%D8%AA%D9%8E%D9%81%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D9%90/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B1%D8%AA%D9%8E%D9%81%D8%B9%D8%A7%D8%AA



يعني الصداع عرض من أعراض الصعود إلى المكان المرتفع بجانب ضيق التنفس 



  • ب- صداع التوتر يحدث نتيجة الإجهاد العاطفي والتوتر وضغط العمل والحياة :- 


هذا الصداع يبدأ من مقدمة الرأس أي الصدر 

فنقرأ عن أعراض صداع التوتر :- 

(يشعر المريضُ كما لو أنَّ شريطًا يشدُّ حول رأسه،((ويبدأ الصداعُ من مقدمة الرأس)) أو المنطقة المحيطة بالعينين ثم ينتشر في جميع أنحاء الرأس.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 



https://www.msdmanuals.com/ar/home/%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%BA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%83%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91%D9%8F%D8%AF%D9%8E%D8%A7%D8%B9-headaches/%D8%B5%D9%8F%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D9%91%D8%B1-tension-type-headaches



وأيضا 



https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/tension-headache/symptoms-causes/syc-20353977




ولكن أي منهما المقصود بضيق الصدر من الإسلام ، هل صداع التوتر الذي يسبب ضغط وتضييق على الرأس أم ضيق التنفس ؟؟

هذه الاجابة ان شاء الله سوف يتم إيضاحها في النقطة التالية 




  • 14 - الإنسان المهتدى ينشرح صدره للإسلام ، فهل المهتدى يتغير شئ في أنفاسه بعد الإسلام أم أن عقله الموجود في رأسه هو الذي ينفتح للإسلام ولا يضيق :- 


قال الله تعالى :- (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (125)) 

(سورة الأنعام) 


ما هو انشراح الصدر ؟؟

هو شئ عكس ضيق الصدر 


فالإنسان الضال يضيق صدره من الإسلام كأنما يصعد في السماء 

وقد رأينا أن عدة أعراض تحدث للانسان عند الارتفاع إلى الأماكن العالية مثل الجبال اثنان منهما  هو صداع الرأس وكذلك ضيق التنفس ، والاثنان أيضا يحدثان عند توتر الإنسان وغضبه وسماع شئ لا يعجبه 

ولذلك لنعرف أيهما المقصود بضيق الصدر ، فيجب أن نعرف ما هو انشراح الصدر لأنه عكس الضيق 

لذلك السؤال هو :- 

أيهما يرتبط بسماع كلام يقتنع به الإنسان ويعجبه ؟

بمعنى أن :- 

انسان طبيعي يسمع كلام أعجبه واقتنع به ، فأصبح مرتاح له ، فهل يحدث أي تغيير في أنفاسه ؟

الإجابة هي :-  

لا ، فأنفاسه كما هي لن تنشرح أو يحدث فيها تغيير ، وهذا يعني أن ضيق الصدر الوارد في القرآن الكريم لم يكن المقصود منه هو ضيق التنفس ، لأن التنفس لن يحدث به تغيير عند الانشراح لفكرة ما ، ولكن ما الذي سيحدث لعقله ؟؟
سوف يكون هادئ البال وسوف ينفتح عقله على هذا الكلام 

فالمقصود بالصدر الذي ينشرح هو الرأس وليس المنطقة أسفل العنق  


فكان العلماء قديما يظنون أن المخ وخلاياه ثابتة ، بعد تطور الجنين ، لكن اكتشف العلماء حديثا عدم صحة هذا الاعتقاد وأن للمخ القدرة على صنع وصلات عصبية جديدة بسبب اصابة ما أو بسبب تغير في الظروف البيئية ، وتسمى هذه الظاهرة باللدونة العصبية Neuroplasticity 


فنقرأ :- 

Positive thinking is also associated with an increase in cells that boost your immune system.


ثم نقرأ :- 

The article “How does positive thinking affect neuroplasticity?” outlines how positive thinking affects our brain:


Synapses (areas connecting neurons) increase, in turn, increasing mental productivity by improving cognition

Intensifies ability to pay attention


Improves the ability to think and analyze incoming data

Enhances the ability to solve problems quickly and enhances creativity


الترجمة :- 

يرتبط التفكير الإيجابي أيضًا بزيادة الخلايا التي تعزز جهاز المناعة لديك 


ثم نقرأ :- 

مقال "كيف يؤثر التفكير الإيجابي على اللدونة العصبية؟" يوضح كيف يؤثر التفكير الإيجابي على دماغنا:-


المشابك العصبية (المناطق التي تربط الخلايا العصبية) تزيد بدورها من الإنتاجية العقلية عن طريق تحسين الإدراك.

يكثف القدرة على الانتباه

يحسن القدرة على التفكير وتحليل البيانات الواردة

يعزز القدرة على حل المشكلات بسرعة ويعزز الإبداع 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://www.sokyahealth.com/mood/your-brain-thrives-on-positivity/




وعن اللدونة العصبية نقرأ :- 

تبدأ اللدونة العصبية بشكل ثوري في مراحل الطفولة الأولى، فتنشأ الوصلات والخلايا الجديدة بسرعة مذهلة، وتقل فيما بعد كثيرا لكنها لا تتوقف، هي فقط تستجيب لتلف الأنسجة الدماغية في أي عمر، أو حتى لتغيرات البيئة المحيطة، لذلك فاصطلاح الـ (Neuroplasticity) لا يعني أن لدينا دماغا بلاستيكيا، لكنه يعني أن الدماغ مرن، يتكيف مع الأوضاع القائمة ويعيد تنظيم ذاته لخدمة الوظائف الجديدة باستخدام تلك الآليات.

وخلال عمر الفرد ((يتم تعزيز حزم الخلايا العصبية التي تُستخدم بشكل أكبر -عبر التغذية الرجعية الموجبة- بالمزيد من الوصلات فتصبح أقوى، أما تلك التي لا تستخدم كثيرا -عبر التغذية الرجعية السالبة- فتنحسر بالتدريج))، يشبه الأمر هنا ذلك التعبير الشهير القائل إن "الغني يزداد غِنىً والفقير يزداد فقرا"، تسمى تلك عملية التأشيب (Synaptic Pruning)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://1-a1072.azureedge.net/midan/miscellaneous/science/2017/5/1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%BA-%D9%84%D9%84%D8%AE%D8%A8%D8%B1%D8%A9





  • 15 - الناصية في القرآن الكريم هي مقدمة الرأس التي هي موضع قرار الصدق والكذب :- 


قال الله تعالى :- (كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16))  

(سورة العلق) 


الناصية هي موضع قرار الإنسان بالكذب والخطأ 


قال الله تعالى :- (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56))          (سورة هود)


يقول سبحانه :- (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)


الناصية هنا هي مقدمة الرأس وهى موضع المخ فى الرأس فهى فى الناصية وهي التي تم وصفها في الآية 16 من سورة العلق بأنها موضع قرار الانسان بالكذب والخطأ ، وهي في الآية 56 من سورة هود ، مركز التعلم والتدبر فيأخذ الله عز وجل بها ويعلمها ويفهمها 


قال الله تعالى :- (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ 👈👈ثُمَّ هَدَى👉👉 (50))    (سورة طه) 


قال الله تعالى :- (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78))      (سورة الشعراء) 



يعنى أن الله عز وجل هو هادى كل شئ لطريقة معيشته ، فهو آخذ بناصيتها أي مقدم رأسها وهي أيضا الصدر لأنها مقدمة رأس الإنسان ، فهي موطن التفكر في الإنسان ، ومن خلالها يهدى الله عز وجل البشر ليفكروا في معيشتهم 


و في تشريح جمجمة الإنسان فإن الدماغ يقع في الجزء العلوي من الجمجمة ، وأن مركز التفكير فى الدماغ يقع فى الفص الجبهى (أى الامامى العلوى) فهي المقصودة بالناصية ، فالدماغ يوجد في القسم العلوي من الجمجمة 


فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :- 

(رأس الإنسان هو وَحدة تشريحية تتكون من الجمجمة والعظم اللامي والفقرات العنقية. يشير مصطلح «الجمجمة» ككل إلى الفك السفلي والقحف (القسم العلوي من الجمجمة التي يسكن فيها الدماغ) 

انتهى 


راجع هذا الرابط :-


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A3%D8%B3_(%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%AD)



أما الجزء المسئول عن التفكير واتخاذ القرارات فى الدماغ فيقع فى ((الفص الجبهى))


فنقرأ عن الفص الجبهى :- 

(الفص الجبهي

يقع في الجزء الأمامي من الدّماغ، وهو أكبرها حجمها ويؤدي الكثير من الوظائف[٥] والتي تتمثل بالآتي:[٦]


التّفكير.

التّخطيط.

اتخاذ القرارات.

العمليّات الإدراكية.

الوظائف التّنفيذية.

التّفكير الاجتماعي والأخلاقي.

العمليات الحركية.

مهارات نطق اللغة وكتابتها.

المزاج.

الشخصية.)

انتهى 



راجع هذا الرابط :-


https://health.mawdoo3.com/n/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%BA



يعنى الجزء المسئول عن التفكير هو فى الفص الجبهى من الجمجمة ، يعنى الناصية كما وردت فى القرآن الكريم

وهى أيضا قلب (أى لب) الرأس والتى صدر الإنسان لأن صدر شئ هو مقدمته ، ومقدمة الإنسان هو مقدمة رأسه 




  • 16- الاشكالية في نسيان المقصود بكلمة (قلب) جاءت بسبب تحريف القصص ودلالات الكلمات في ما يسمى بالكتاب المقدس لدى المسيحيين واليهود :- 


فى الفترة الهلينستية (الفترة التي بدأ فيها اليونانيين الخروج للعالم ونشر أفكارهم بداية من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثاني الميلادي) ، تأثر بني إسرائيل بأفكار يونانية وأدى هذا إلى انقسامهم إلى طوائف بدأت تؤلف الكتب وتعرضه للناس على أنه كلام مقدس من الأنبياء السابقين ، ووضعت في تلك الكتب (المكتوبة على ورق بردى أو ما نسميه حاليا مخطوطات) أفكارها التي خلطت فيها بين الحق الذي سبق وأن ورثوه عن أجدادهم بالأفكار التي تأثروا بها من فلسفات يونانية فيما نسميه (التحريف) 

وكان من ضمن أسلوبهم في ذلك هو تزييف دلالة الكلمات في تلك الكتب فعلى سبيل المثال :- 

الصدوقيين أنكروا القيامة الآخرة وبالتالي الحساب والعقاب في الآخرة ولذلك كان لزاما أن يحاولوا تغيير دلالة بعض الكلمات والقصص فمثلا :- 

كلمة (جهنم) :- التي كان يعرفها بني إسرائيل من أجدادهم على أنها نار الآخرة الذي سيتعذب فيها الفاسدين ، فجعلوها اسم وادى على الأرض وهو (وادي بنى هنوم أو وادى هنوم أو وادي جهنوم) فزعموا أن الوثنيين كانوا يلقون أبنائهم في نار هذا الوادي (ملوك الثاني 23: 10) ، (أخبار الأيام الثاني 28: 3 ،، 33: 6) ، وهي نار مستمرة لا تنطفئ (في الدنيا) 



بالطبع ليس منه أُخذت كلمة جهنم ، لأن جهنم الآخرة موجودة من قبل وجود الوثنيين ونارهم على الأرض ، فالطبيعى أن يكون اسم جهنم نار الآخرة قبل اسم هذا الوادى المزعوم على الأرض ، ولكن كما قلت انه تغيير دلالة الكلمات الذي فعله الصدوقيين ليزيفوا المفاهيم في عقول بني إسرائيل 

بينما سنجد في القرآن الكريم أن (جهنم) لا يتم إطلاقها إلا على نار الآخرة فقط 



إلغاء جنة الآخرة :- فبدلا من أن يكون هناك جنة في السماء كان بها سيدنا آدم ، تصبح على الأرض فقط وهي جنة عدن وحددوا مكان لها بالفعل على الأرض (تكوين 2: 8) ، ولا وجود لجنة في السماء اطلاقا ، يعني أبقوا على جنات الأرض وقاموا بإلغاء جنة الآخرة 

بينما سنجد في القرآن الكريم جنة الآخرة وأيضا جنات (أي حدائق على الأرض) 


استخدام كلمة (ملاك) لوصف البشر فأصبح معناها رسل :- كان الصدوقيين منكرين لوجود الملائكة ككائنات روحانية ، بعكس اعتقاد الفريسيين (أعمال الرسل 23: 8) ، ولذلك سعوا لاطلاق كلمة ملاك على البشر فجعلوها كلمة بمعنى الرسل أي الرسل البشر فالأنبياء ملائكة وأيضا رسل الملوك أصبحوا ملائكة ، فأي رسل من البشر هو ملاك ، وأحيانا في الترجمات العربية يتم كتابتها (ملاك) وأحيانا يتم ترجمتها (رسل) - (تثنية 2: 26) ، (إشعياء 42: 19) ، (أخبار الأيام الثاني 36: 15 ، 36: 16)  وتطلق أيضا على الكهنة (ملاخى 2: 7)  ولذلك فلا يدرك القارئ العادي أن كلمة ملاك في كتابه = رسول من البشر ويظن أن الأسفار الخمسة الأولى بها ملائكة كائنات روحانية ، فحتى مساعدى الرب الاله جعلوهم ملائكة (رجال) فأطلقوا عليهم كلمة (رجال) يأكلون الطعام ولكن لديهم إمكانيات أكبر أعطاها لهم الرب الاله (تكوين 18: 2  ،، 18: 16 ،، 18: 22 ) ، ليوهموا بني إسرائيل أنه لا يوجد الملائكة الكائنات الروحانية بل من المادة فقط - فالكلمة العبرية التى تم استخدامها في (تكوين 18: 16) لوصف من كانوا مع الرب هي אֱנוֹשׁ توافق لغوى 582 وهي تطلق على ((الإنسان الفانى)) أو على الجنس البشرى يعني (ليسوا أرواح) 


بينما في القرآن الكريم فإن كلمة (ملاك) لم يتم اطلاقها إلا فقط على الكائنات الروحانية فهي كلمة ليست بمعنى رسل بل كلمة محددة لمخلوقات روحانية 


 وكذلك فعلوا بكلمة (لب) :- 

حيث زيفوا دلالتها، و لا شك أنه عند دخول بعض المسيحيين واليهود إلى الإسلام أدخلوا معهم أفهام خاطئة من أديانهم السابقة ، فبمرور الزمان ودخول ناس من حضارات مختلفة وأديان مختلفة بدأوا يفهمون مكان التفكير في جسم الإنسان بالمعنى المحرف الموجود لديهم ، فهذه الدلالة الخاطئة لكلمة قلب (بمعنى اللب أي مركز التفكير في جسم الإنسان) جاء بسبب نص محرف في قصة بسفر الملوك الثاني ، وهذا السفر تم تشكيله بشكله الحالي في الفترة الهلينستية التي دخل فيها إلى بني إسرائيل فلسفات أرسطو الذي كان يظن أن مركز التفكير في تلك العضلة التي تضخ الدم ، وهذا ما سوف أوضحه ان شاء الله في النقاط التالية :- 



  • أ- أفكار أرسطو تنتشر بين بني إسرائيل في الفترة الهلينستية :- 


كما سبق وأن أوضحت في مقمة الموضوع أن أرسطو كان يظن أن تلك العضلة التي تضخ الدم هي مركز التفكير والشعور واتخاذ القرار ، ومن المعروف أن فلسفات وأفكار أرسطو انتشرت بين بني إسرائيل في الفترة الهلينستية ومن المؤكد أن فكرته حول مركز التفكير في الإنسان انتشرت أيضا بينهم فقد كان هو مصدر تلك الفكرة بينهم والتي من استغلوها عندما أعادوا تشكيل كتابهم المقدس وفق رؤيتهم وأفكارهم المستحدثة 


فنقرأ من الموسوعة اليهودية مقالة بعنوان (ARISTOTLE IN JEWISH LEGEND) :- 


As the Greek who most impressed his influence upon the development of the Jewish mind, Aristotle is one of the few Gentiles with whom Jewish legend concerns itself. Some 200 years B.C., the Jewish philosopher Aristobulus, made the positive assertion that Jewish revelation and Aristotelian philosophy were identical. Hardly had 200 years elapsed before this opinion was modified to such an extent that it was claimed that Aristotle derived his doctrine directly from Judaism


الترجمة :- 

بصفته اليوناني الذي كان نفوذه الأكثر تأثيرا على تطور العقل اليهودي ، فإن أرسطو واحد من  الوثنيين القلائل الذين تهتم الأسطورة اليهودية بهم. في حوالي عام 200 سنة قبل الميلاد ، قدم الفيلسوف اليهودي أريستوبولوس (Aristobulus) تأكيدًا إيجابيًا على أن الوحي اليهودي والفلسفة الأرسطية متطابقتان . بالكاد مرت 200 عام قبل أن يتم تعديل هذا الرأي لدرجة أنه تم الادعاء بأن أرسطو اشتق مذهبه مباشرة من اليهودية 

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


https://www.jewishencyclopedia.com/articles/1774-aristotle-in-jewish-legend







بعد أن أخذ اليهود المتأثرين باليونانيين أفكار أرسطو ثم أعادوا صياغة كتابهم المقدس متأثرين بتلك الأفكار زعموا أن أفكار أرسطو والوحى اليهودي متطابق !!!!! ، ثم بعد ذلك زعموا أن أرسطو كان يهودي !!!!!!

والحقيقة أنهم هم من تأثروا بأفكاره عندا أعادوا كتابة كتابهم المقدس فزيفوا معاني الكلمات لتتناسب مع أفكار أرسطو 



  • ب- في سفر الملوك الثاني فإن القلب موجود في المنطقة بين الذراعين وهو مركز التفكير :- 



فنقرأ من سفر الملوك الثاني :- 

9 :24 فقبض ياهو بيده على القوس 👈👈و ضرب يهورام بين ذراعيه فخرج السهم من قلبه👉👉 فسقط في مركبته 


هنا كلمة (قلب) المقصود بها تلك العضلة التي تضخ الدم والموجودة (بين الذراعين) ، فالكلمة العبرية هي (לֵב) توافق لغوى 3820 ، وهي نفس الكلمة التي تم استخدامها في ذلك الكتاب للدلالة على العقل والذكاء ، فظن البعض (ممن يتوهمون بقدسية هذا الكتاب) أن هذا يعني أن القلب الموجود بين الذراعين هو محل العقل والتفكر 


فنقرأ من سفر الخروج :- 

36 :2 فدعا موسى بصلئيل و اهولياب 👈👈و كل رجل حكيم القلب👉👉 قد جعل الرب 👈👈حكمة في قلبه👉👉 كل من انهضه قلبه ان يتقدم إلى العمل ليصنعه 


نقرأ من سفر التكوين :- 

6 :5 و راى الرب ان شر الانسان قد كثر في الأرض و ان كل تصور 👈👈افكار قلبه👉👉 إنما هو شرير كل يوم 




ولكن يا سادة القصة بسفر الملوك الثاني محرفة من زمان الفترة الهلينستية وبالتأكيد أن المحرف الذي وضعها لم يكن يعلم أن مصدر التفكير هو المخ الموجود بالدماغ ، فقلب معنى الكلمة تماما ، فلم يكن معناها تلك العضلة التي تضخ الدم الموجودة بين الذراعين 


والدليل على تحريف تلك القصة هو وجود أفكار في تلك الأسفار ترجع إلى عادات اليونانيين والتي أصلا لم تصل إلى بني إسرائيل إلا في الفترة الهلينستية التي أحتل فيها اليونانيين فلسطين 



  • مثل :- تدفئة الملك بعذراء مستمد من عادة يونانية فكيف يمكن أن تكون وصلت إلى بني إسرائيل في زمان سيدنا داود عليه الصلاة والسلام :- 


قصة غريبة نقرأها في بداية سفر الملوك الأول تتكلم عن أن سيدنا داود عليه الصلاة والسلام كبر فى السن فأشار عليه مستشاروه بأن يحضروا له فتاة عذراء لتدفئته 


فنقرأ من سفر الملوك الأول :-

1 :1 و شاخ الملك داود تقدم في الايام و كانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفا

1 :2 فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف امام الملك و لتكن له حاضنة و لتضطجع في حضنك فيدفا سيدنا الملك

1 :3 ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم اسرائيل فوجدوا ابيشج الشونمية فجاءوا بها الى الملك

1 :4 و كانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك و كانت تخدمه و لكن الملك لم يعرفها


الإشكالية في تلك القصة أن علماء المسيحية بأنفسهم أدانوا كتابهم و أثبتوا أن قصصه ألفها إسرائيليين متأثرين بالثقافة اليونانية 


فنقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-

(أما عن تفكيرهم في اختيار فتاة عذراء تقف أمام الملك وتكون حاضنة له، فيقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي[10] بأن هذا الأمر كان مستخدمًا كعلاج طبِّي للشيوخ، وهو أن تنام بجوار الشيخ ممرِّضة دون الارتباط به كزوجة، وأن هذا كان معروفًا كدواء يوناني مصرَّح به بواسطة جالين Galen.)

انتهى 


راجع هذا الرابط :- 


http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/11-Sefr-Molook-El-Awal/Tafseer-Sefr-Moluk-El-2awal__01-Chapter-01.html




ولكن السؤال هو :- 

كيف وصل لمستشاري الملك داود هذه الطريقة اليونانية للعلاج وكان سيدنا داود عليه الصلاة والسلام يسبق فترة اجتياح اليونانيين العالم ونشرهم ثقافتهم المنحلة 

أم أن الموضوع أن هذه قصة مزيفة ألفها شخص فى عصر متأخر تشبها باليونانيين 


فلم نرى أي أمر من الله عز وجل بأن يدفئ إنسان نفسه مع امرأة غريبة عنه 

تعليقات

التنقل السريع