الدين عند الله عز وجل هو دين واحد وهو الإسلام أما غير ذلك من معتقدات فهي معتقدات محرفة
كما رأينا فى المبحث الأول كيف كان الانسان يغير فى الأشياء حتى تتوافق مع رغباته والتي قد تكون فى الخير أو قد تكون فى الشر
للمزيد راجع :- كيف تأتى الفكرة الى عقل الانسان ثم يبدلها ويغيرها
الانسان لا يخترع فكرة أو شئ من العدم
وحدث نفس الشئ فى المعتقدات فالأصل أن الدين عند الله عز وجل هو دين واحد أنزله على جميع أنبيائه منذ سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام وحتى يوم القيامة وهو عبادة الله وحده لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واتباع شريعته وأحكامه ولكن كان البشر يحرفون فى التعاليم والأحكام لتتوافق مع هواهم فتنشأ معتقدات ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان فيبعث الأنبياء ليردوا الناس إلى العقيدة الحقيقية وهى الاسلام
فكان الإسلام هو دين جميع الأنبياء وجميع أتباعهم الحقيقيين ولكن عندما كان يمر الزمان ويحرف سلالة هؤلاء الأتباع فى تعاليم أنبيائهم كانوا ينسوا مسمى معتقد أجدادهم فيطلقوا على معتقداتهم المحرفة مسمى فئتهم العرقي أو الموطن مثل الذى حدث لليهود والنصارى
وإن الذي يزعم فى عصرنا الحالي أن اليهودية والنصرانية كمسميات أديان أنها أديان سماوية إنما هو شخص يقول الإفك ، فهذه المعتقدات هي معتقدات محرفة
قال الله تعالى :- (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14))
صدق الله العظيم (سورة الشورى)
المطلب الأول (1-2-1-3) :- الرغبة الشريرة للإنسان هي سبب التحريف
1 - تحريف العقيدة ووجود عدة أديان هو نتيجة لتدخل الرغبة الشريرة للانسان وتزين الشيطان له تلك الأفعال
الحقيقة أن الدين الحق هو دين واحد فقط ولكن المحرفين يبدلون ويغيرون :-
قال الله تعالى :- (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- ( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)) (سورة يونس)
من تفسير المنار لــ محمد رشيد رضا :-
(إن المراد الجنس البشري في جملته ، فإنهم كانوا أمة واحدة على الفطرة ، إذ كانوا يعيشون عيشة السذاجة والوحدة كأسرة واحدة ، حتى كثروا وتفرقوا فصاروا عشائر فقبائل فشعوبا تختلف حاجاتها وتتعارض منافعها ، فتتعادى وتتقاتل في التنازع فيها ، فبعث الله فيهم النبيين والمرسلين لهدايتهم ، وإزالة الاختلاف بكتاب الله ووحيه ، ثم اختلفوا في الكتاب نفسه أيضا بغيا بينهم واتباعا لأهوائهم )
انتهى
وأيضا من تفسير التحرير والتنوير بتصرف :-
(والمراد هنا أمة واحدة في الدين ….. ثم إن البشر أدخلوا على عقولهم الاختلاف البعيد عن الحق بسبب الاختلاف الباطل والتخيل والأوهام بالأقيسة الفاسدة . وهذا مما يدخل في معنى قوله - تعالى - :( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ، فتعين أن المراد في هذه الآية بكون الناس أمة واحدة الوحدة في الحق ، وأن المقصود مدح تلك الحالة لأن المقصود من هذه الآية بيان فساد الشرك وإثبات خطأ منتحليه بأن سلفهم الأول لم يكن مثلهم في فساد العقول ، وقد كان للمخاطبين تعظيم لما كان عليه أسلافهم ، ولأن صيغة القصر تؤذن بأن المراد إبطال زعم من يزعم غير ذلك .
ووقوعه عقب ذكر من يعبدون من دون الله أصناما لا تضرهم ولا تنفعهم يدل على أنهم المقصود بالإبطال ، فإنهم كانوا يحسبون أن ما هم عليه من الضلال هو دين الحق ، ولذلك صوروا إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام في الكعبة . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح كذبوا والله إن استقسما بها قط ، وقرأ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وبهذا الوجه يجعل التعريف في الناس للاستغراق . )
انتهى
2- الناس جميعا كانت بدايتهم دين واحد وملة واحدة وهو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له والاستسلام لأوامره وطاعته :-
ولكن تفرق البشر واختلفت أهواءهم ورغباتهم واتبعوا أقوال الشيطان فدخل الكفر والشرك والوثنية
ودخلت القصص الملفقة والتي تم دمجها بالقصص الحقيقية التي توارثوها عن أجدادهم
أ- فالتشابه فى القصص بين الأمم لا يعنى عدم وقوعها
ولكن يعنى أن تلك القصة حدثت بالفعل فى الأجداد المشتركون لكل تلك الأمم ثم تفرق الأحفاد وكون كل منهم أمة مستقلة عن الأخرى فظل تداول تلك القصة بينهم ثم بمرور الأيام شكلت كل أمة تلك القصة حسب أهوائها فغيرت وبدلت فيها واتبعت أقوال الشيطان و أشركت بالله عز وجل فعبدت أبطال تلك القصة بعد تبديلها وتغيرها وتحريفها أو يعبدون شخصيات أخرى ظهرت بينهم بعد انفصالهم عن باقي الأمم
فكذلك دخلت عقائد ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان وتم مزجها ببعض قليل ممن تبقى من العقيدة التي ارتضاها رب العالمين للبشر
ووجود القصة فى أكثر من شعب يثبت أن أصلها حقيقي و واقعي
ب- ثم يحاول هؤلاء الذين كفروا و اتبعوا الشيطان
(مثل اليونانيين والرومان كما سنرى إن شاء الله فى باقي مباحث هذا الباب ) أن ينشروا أفكارهم الوثنية فى الأمم الأخرى التي ظلت على نقائها (مثل بني إسرائيل ) ، ونجد أنه قد يساعدهم فى ذلك أشخاص من نفس تلك الأمم النقية (مثل كهنة اليهود وأتباعهم ممن تأثروا بالثقافة اليونانية ) فيذهبون ويقلدون الأمم الوثنية ويقلدون أفكارهم ومعتقداتهم ولكن مع تغير فى مسميات الشخصيات فهم يحولون شخصياتهم المحلية التي كانت موجودة بالفعل و مشهورة ومحبوبة بين الناس (والتي تكون قد ظهرت بعد استقلالية تلك الأمة النقية عن باقي الأمم ) إلى ما يشبه شخصيات الأمم الوثنية ، ويزينون لأقوامهم الكفر بالكلام المنمق الجميل الذى يخاطب عاطفتهم بينما هذا الكلام وتلك الأفكار هي فى حقيقتها الكفر والظلام والشر
قال الله تعالى :- (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30)) (سورة التوبة)
3- المسيح عليه الصلاة والسلام فى إنجيل متى يحذر أتباعه من هؤلاء الذين يدخلون عليهم مدخل الحملان ويدعون أنهم أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام :-
ويزعمون أنهم يأتمرون بأمره (مت 7 :22)
وهذا غير حقيقي فهو لا يعرفهم فهم ليسوا أتباعه (مت 7 :23) لأنهم يقولون ويفعلون ما يخالف أوامر رب العالمين وشريعته التي ارتضاها للبشر(مت 7 :21) بينما رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت لإعادة بنى اسرائيل الى تطبيق الناموس وعبادة رب العالمين عبادة صحيحة وليس ليكون ذبيحة فداء ، فلقد كان تأثر بنى اسرائيل باليونانيين وأفكارهم تأثر كبير (كما سنرى إن شاء الله من خلال المبحثين الثالث والرابع من هذا الفصل )
وسيكون من نتائج ارتدادهم عن الشريعة هو الفساد فى المجتمعات حتى وان كانوا فى ظاهر كلامهم الخير والدعوة إلى الأخلاق ولكن قولهم بترك الشريعة وأن كل شخص وضميره وأنه لا داعي للعقاب والتأديب فى الدنيا هو ما يؤدى إلى فساد المجتمعات (مت 7 :15 الى 7 :20)
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 7 :15 احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان و لكنهم من داخل ذئاب خاطفة
ثم يقول :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات
مت 7 :22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة
مت 7 :23 فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم
4- ومن أمثلة تحريف المعتقدات طبقا للأهواء والأغراض ما نراه فى تاريخ بنى إسرائيل
فى سفر الملوك الأول والثاني وكذلك سفر أخبار الأيام الأول والثاني و سفر المكابيين الأول والثاني
فعلى سبيل المثال :-
أ- نرى الملك يربعام الذي ملك على 10 أسباط من بني إسرائيل وكان يخشى أنه إن ذهب
الأسباط العشرة إلى أورشليم للصلاة والتعبد هناك أن يميلوا إلى ملك يهوذا و ينشقون عنه
فأتى لهم بـــ عجلين ذهب و أغوى بني إسرائيل بعبادتهم من دون الله عز وجل (ملوك أول 12 :26 إلى 12 :33 ) وبنى بيت المرتفعات
ب- وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة فنرى فى سفري المكابيين الأول والثاني كيف أراد
اليونانيين إجبار بنى إسرائيل على اعتناق أفكارهم وثقافتهم واجبارهم على ترك الناموس فنشأ عن ذلك فئة دمجت المعتقدات اليهودية بالمعتقدات الهلينستية فكانت اليهودية الهلينستية
راجع ما هي اليهودية الهلينستية :-
5 - من رحمة رب العالمين بالبشر أنه كان يرسل لهم الأنبياء مبشرين ومنذرين
فيواجهون الأمم الوثنية بحقيقتهم وحقيقية حياة الكفر التي يعيشونها ويعتنقوها و يوجهونهم إلى الحق والصلاح لخيرهم فى الدنيا والآخرة و يخبرونهم بالقصص الحقيقي لأنبياء الله عز وجل ويردوهم الى الحق
فلا نرى أي نبي من أنبياء بنى إسرائيل فى الأسفار التاريخية لكتاب المسيحيين المقدس يعظ قومه بعبادة مخالفة لما كان عليه الأنبياء السابقين
ولكن الذي نراه دائما من تلك الأسفار وأيضا من سفر إشعياء وإرميا أنهم كانوا يردونهم لما كان عليه الأنبياء السابقين لأن العقيدة الصحيحة واحدة لا تتغير أبدااااااااااا
فعندما يخبر النبي الحقيقي بالقصة الحقيقية لا يعني أنه أخذها من تلك الأمة ولكن يعنى أن القصة قد وقعت بالفعل وقامت تلك الأمة باحداث بعض التحريف بها فيأتي النبي الحقيقي ويصحح لهم ما حرفوه فى القصة وأيضا فى العقيدة ليردهم إلى طريق الحق وإلى العقيدة التي كان عليها أجدادهم الأولين
قال الله تعالى :- (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)) (سورة النمل)
ومن رحمة رب العالمين بالبشر أنه يجعل دائما فى قصص تلك الأمة المحرفة شئ من الحقيقة التي كانت موجودة قبل التحريف فيظهر التناقض مع ما حرفوه لتكون دليلا على صحة ما أخبرهم به النبي
المطلب الثاني (2-2-1-3) :- هناك فرق بين أشخاص كانوا يتسمون يهود أو نصارى كمسميات عرقية أو كانتساب لموطن وكانت عقيدتهم الإسلام فى الأزمان السابقة وبين أشخاص يتسمون يهود أو نصارى (مسيحيين) على أساس معتقدهم :-
هناك بعض المسميات تختلف دلالاتها ومقاصدها بمرور الزمان فعلى سبيل المثال اختلفت دلالة كلمة عبراني من زمان الى آخر وكذلك كانت دلالة كلمة يهودي ( للمزيد راجع الباب الخامس) وأيضا كلمة نصارى ولذلك نجد أن القرآن الكريم يصف لنا أشخاص من هذه الفئات عندما كانت فئات مؤمنة مسلمة
فيخبرنا القرآن الكريم بأن الأنبياء والمرسلين وأتباعهم الحقيقيين ( وليس من يزعمون الانتساب إليهم حاليا ثم حرفوا فى العقيدة ) كان عقيدتهم هي الإسلام أي أنهم كانوا مسلمين طبقا لعقيدتهم ، وكانوا يتسمون فى نفس الوقت بأسماء أخرى وذلك طبقا لعرقهم أو موطنهم أو أفعالهم
مثلهم فى ذلك مثل المهاجرين وأنصار المدينة المنورة فى زمان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فاكتسابهم لهذه المسميات كانت بناء على أفعالهم المشهورة بينما معتقدهم كان الإسلام فهم مسلمون طبقا للمعتقد
ثم يخبرنا القرآن الكريم بمجئ أشخاص أُورِثُوا الكتاب ولكنهم خانوا الأمانة و حرفوا الكتاب واخترعوا عقائد ومذاهب ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان ،و نسوا اسم معتقد أجدادهم وأطلقوا على اسم معتقداتهم المحرفة المسمى الذي كان يعرف به أجدادهم الصالحين حتى يوهمون الناس أنهم على الحق
فيصف لنا القرآن الكريم هؤلاء بعد كفرهم
ولكن نرى فى زماننا من يخرج علينا ويقول الكذب على رب العالمين ويزعم أن اليهود والنصارى الذين جعلوا معتقدهم اليهودية و النصرانية (المسيحية) و كفروا برسول الله عز وجل إلى العالمين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبما أنزله رب العالمين عليه ليكون نور وهدى للعالمين انهم مسلمين
وما يقوله هؤلاء هو افك ، ومثل هؤلاء كان الأنبياء الكذابين فى بنى إسرائيل والذين كانوا سببا فى فساد أمتهم وضلالها
فيجب أن نفرق بين هذه المسميات عندما كانت مسميات لفرق صالحة فى الأزمان السابقة و كان معتقدهم هو الإسلام وبين هذه المسميات كمسميات معتقدات لأشخاص كما أوضح لنا رب العالمين فى القرآن الكريم
الفرع الأول (1-2-2-1-3) :- الإيمان بالله عز وجل يعني التصديق والانقياد
الإيمان بالله عز وجل يستوجب التصديق والانقياد بما يخبرنا به عن طريق رسله وكتبه أما من رفض الانقياد فهو كافر حتى وإن كان مصدقا بوجود الله عز وجل
لأن الكفر اما يكون بالتكذيب أو بالاستكبار على فعل ما أمر به الله عز وجل
وكان من هؤلاء الكفار المستكبرين إبليس الذي كان مصدقا بوجود الله عز وجل ولكنه فى نفس الوقت رفض الانقياد والطاعة له فأصبح رجيم لعين
قال الله تعالى :- (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)) (سورة ص )
قال الله تعالى :- (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا (50))
(سورة الكهف)
فنقرأ من موقع إسلام ويب :-
(فمتى ترك الانقياد كان مستكبرا فصار من الكافرين وإن كان مصدقا، لأن الكفر أعم من التكذيب يكون تكذيبا وجهلا و يكون استكبارا وظلما، ولهذا لم يوصف إبليس إلا بالكفر والاستكبار دون التكذيب، ولهذا كان كفر من يعلم مثل اليهود ونحوهم من جنس كفر إبليس، وكان كفر من يجهل مثل النصارى ونحوهم ضلالا وهو الجهل ...الخ )
انتهى
راجع هذا الرابط :-
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=140885&fromCat=50
وفى الكتاب المقدس للمسيحيين سنجد نفس المعنى :-
فنقرأ من رسالة يعقوب :-
2 :19 انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل و الشياطين يؤمنون و يقشعرون
2 :20 و لكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت
و نجد المسيح عليه الصلاة والسلام فى إنجيل متى يقول لليهود :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات (( بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات)))
ثم نقرأ :-
مت 21 :31 (( فاي الاثنين عمل ارادة الاب )) قالوا له الاول قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين و الزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
مت 21 :32 (( لان يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به )) و اما العشارون و الزواني فامنوا به و انتم اذ رايتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به
ان من يدخل الجنة هم من فعلوا إرادة الله عز وجل أي انقادوا وطاعوا لكل ما يأمرهم به رب العالمين أي أصبحوا مستسلمين له
ولكن الفريسيين وهم فئة من اليهود رفضوا اتباع سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام (يوحنا المعمدان ) وكذبوه (لوقا 7 :30) بينما صدقه آخرون واتبعوا ما أخبرهم به من وصايا وأحكام رب العالمين لذلك فلن يدخل الفريسيين الجنة لأنهم كفروا بأحد أنبياء الله عز وجل فهم بذلك لم يعملوا إرادة الله عز وجل بينما الاخرين الذين اتبعوا سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام و تابوا وندموا على أفعالهم فهؤلاء هم من فعلوا إرادة الله عز وجل ولهم الجنة
وهذا يعني أن الذي يعمل إرادة الله أي يصدق وينقاد فيكون مسلم هو من يؤمن ويتبع أنبياءه ورسله ولا يفرق بينهم ، فلا يكفي الإيمان فقط بدون الاستسلام لرب العالمين
ونقرأ قول الله عز وجل فى القرآن الكريم :-
قال الله تعالى :- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (152) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99))
صدق الله العظيم (سورة البقرة)
ونقرأ قول الله عز وجل عن من آمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام ووصفه لهم :-
قال الله تعالى :- (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ
اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)) (سورة آل عمران)
لقد كفر بنى إسرائيل عندما رفضوا الانقياد باتباع عبد الله ورسوله إليهم المسيح عليه الصلاة والسلام ولكن هناك فئة منهم وهم النصارى آمنوا بالله عز وجل وأصبحوا مسلمين وكان ذلك بالانقياد والطاعة والإيمان بما أنزله الله عز وجل واتباع الرسول الذي بعثه فى زمانهم
فكان الإيمان بالله عز وجل يتضمن الانقياد والطاعة واتباع الأنبياء الذين يرسلهم
الفرع الثاني (2-2-2-1-3) :- مسمى اليهود والنصارى عندما كانت مسميات عرقية أو انتساب لموطن فى الأزمان السابقة و كان معتقدهم هو الإسلام
اختلفت دلالة اليهود والنصارى من زمان لآخر
وكانوا فى بعض الأزمان الماضية من الفرق الذين آمنوا وصدقوا و انقادوا لما أمرهم به الله عز وجل عن طريق رسله ولم يكن معتقدهم اليهودية ولا النصرانية الحاليين
ومثل هؤلاء مثل مسمى المهاجرين وأنصار المدينة الذين كان معتقدهم الاسلام
ولذلك نجد وصفهم فى القرآن الكريم يختلف عن وصف من جعلوا معتقدهم هو اليهودية والنصارى
قال الله تعالى :- (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62)) (سورة البقرة)
ومن تفسير المنار لمحمد رشيد رضا :-
وقوله : ( والذين هادوا والنصارى والصابئين ) يراد به هذه الفرق من الناس التي عرفت بهذه الأسماء أو الألقاب من الذين اتبعوا الأنبياء السابقين ، وأطلق على بعضهم لفظ يهود والذين هادوا ، وعلى بعضهم لفظ النصارى )
انتهى
وكما ذكرت فى المطلب الأول فإن الإيمان بالله عز وجل يعني التصديق والانقياد أي أنه يتضمن الإيمان بملائكته وكتبه ورسله
1- فاليهود كانوا أحد أسباط بني إسرائيل ثم أصبح مسمى لسكان مملكة يهوذا أي أنه كان مسمى فرقة حسب موطن وليس حسب معتقد :-
لم يكن فى الأزمان السابقة هناك معتقد اسمه اليهودية ولم يكن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يهودي لا من ناحية العرق ( فهو كان من سبط لاوى ) (خروج 6 :16 الى 6 : 20 ) وليس من نسل يهوذا الذى جاء منه كلمة يهود
وبالتأكيد ليس من ناحية المعتقد أيضا ، فلماذا سيسمى معتقدهم باسم أحد أسباط بني إسرائيل بدون باقي الأسباط ؟؟!!!!
فلقد كان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يأمر بني إسرائيل أن يكونوا مسلمين يسلكون في وصايا الله عز وجل و ينقادون له (خروج 15 :24 إلى 15 :26 ، 16 :4) ولم يأمرهم أبدا بأن يكونوا يهود
وهؤلاء اليهود حسب الموطن ( سكان مملكة يهوذا الجنوبية ) في أحد الأزمان عملوا على العودة إلى الدين الذي كان عليه أنبيائهم (أي دين الإسلام) وإعادة العمل بالشريعة وإعادة بناء الهيكل (عزرا 4: 12 ، 5: 1 إلى 5: 17 ، 6: 14) ، (نحميا 8 :1 الى 8 :18 ) وأخذوا على أنفسهم المواثيق أن يتبعوا الشريعة وما أمرهم به الله عز وجل على لسان أنبيائه (نحميا 9 :38 ، 10 :28 إلى 10 :39 )
فارتبط هؤلاء اليهود بحفظ التوراة و نصرة الدين الحق (وهو الإسلام)
ونتيجة لهذه الأعمال التي فعلها هذا الجيل من اليهود فأصبح اسم اليهودي دليل على الرجل الصالح المؤمن من نسل المختارين أي من بني إسرائيل حتى أصبح من يتبع الشريعة ويعمل بها يتم تسميته يهودي
ولم يعرف أهل هذا الزمان شئ عن معتقد اليهودية الحالي ولا عن تحريفات الكتاب والقصص المزيفة التي الصقها من جاءوا من نسلهم بأنبياء الله عز وجل بعد ذلك
وهذه الفئة المؤمنة انتهت بعد أن جاء بعدهم من ورثوا الكتاب فحرفوا فيه وصنعوا عقائد وملل غير الإسلام وكفروا برسل الله عز وجل إليهم
2- وكذلك كان النصارى فكان مسمى لفئة من بني إسرائيل حسب موطنهم أو فعلهم :-
هذه الفئة كانت من بني إسرائيل آمنت بالمسيح عليه الصلاة والسلام ونصرته عندما بعثه الله عز وجل لبني إسرائيل في زمانهم فكان معتقدهم هو الإسلام بينما كفر به باقي اليهود
فلم تعد فئة اليهود فئة صالحة ولا مؤمنة ولكنها أصبحت فئة فاسدة كافرة
وارتبطت فئة النصارى بحفظ الإنجيل
قال الله تعالى :- (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)) (سورة آل عمران)
فكان الإيمان بالله عز وجل من ضمنه الإيمان بما أنزله الله عز وجل واتباع الرسول الذي بعثه الله عز وجل في زمانهم
وهذه الفئة المؤمنة انتهت أيضا بعد أن جاء بعدهم من ورثوا الكتاب فحرفوا فيه وصنعوا عقائد وملل غير الإسلام وكفروا برسل الله عز وجل إليهم
الفرع الثالث (3-2-2-1-3):- أما اليهودية و النصرانية (المسيحية) كمسميات لمعتقدات
فهذه المعتقدات وهي اليهودية و النصرانية (المسيحية ) ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان ولم تكن أبدا أديان سماوية في أي يوم من الأيام فكانت هذه المعتقدات هي نتيجة للتحريف الذي أحدثه الذين أُورِثُوا الكتاب ، فبعد وفاة الأشخاص الصالحين وهم أتباع الأنبياء الحقيقيين أتى من بعدهم من حرف الكتاب وخان الأمانة
وهؤلاء المحرفين ومن تبعهم بعد ذلك كافرين حيث اتبعوا من حرفوا العقيدة وصنعوا أديان وأسموها بمسميات من سبقوهم من الفرق الصالحة أو الأشخاص الصالحين حتى يوهمون الناس بأنهم على الحق بينما هم على الباطل ، وهؤلاء كذبوا برسل الله عز وجل ومن كذب برسول من رسل الله عز وجل فهذا يعني أنه يرفض الانقياد والطاعة لمن بعثه الله عز وجل وهؤلاء لا يكونوا مؤمنين بالله عز وجل
مثلهم فى ذلك مثل إبليس الذي رفض الانقياد والطاعة لرب العالمين فأصبح رجيم
بل إن بعضهم تمادى وأشرك بالله عز وجل تقليدا لأمم سبقتهم في الكفر
فالدين عند الله عز وجل هو الإسلام فقط وهو ما أنزله على جميع أنبيائه ورسله
قال الله تعالى :- (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14)) (سورة الشورى)
قال الله تعالى :- (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (169))
(سورة الأعراف)
قال الله تعالى :- (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)) (سورة مريم)
1- معتقد اليهودية معتقد محرف وأتباعه كافرون :-
سبق أن أوضحت أن مسمى اليهودية فى بدايته لم يكن مسمى لمعتقد ولكنه كان مسمى عرقي ، وكان هؤلاء معتقدهم هو الإسلام فنصروا الدين الحق وارتبطوا بحفظ كتاب الله عز وجل الذى كان موجودا فى زمانهم وهو التوراة
ولكن بمرور الزمان جاء من نسلهم من فسدوا واخترعوا مذاهب وملل وتشبهوا بالأمم الوثنية و ألصقوا الأكاذيب بأنبياء الله عز وجل (للمزيد راجع اليهودية الهلينستية )
فبعث الله عز وجل لهم سيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهم صلوات الله وسلامه ولكنهم كذبوهم ورفضوا اتباعهم فأصبحوا كافرين
أ- فمنهم من حرفوا الكتاب وأفسدوا بنى اسرائيل واخترعوا عقيدة مزجوا فيها الباطل بالحق :-
فأحلوا الخمر بالرغم من تحريمه عليهم ، و كذبوا على أنبيائهم باختراع قصص وهمية نشرها بين الناس وأحلوا الربا مع من هم ليسوا من بنى إسرائيل بعد أن حرمها عليهم رب العالمين
أي أنهم رفضوا الانقياد والطاعة وخانوا الأمانة
فنقرأ من كتابهم المقدس كيف حرفوا فيه :-
فنقرأ من سفر التثنية :-
23 :19 (( لا تقرض اخاك بربا )) ربا فضة او ربا طعام او ربا شيء ما مما يقرض بربا
23 :20 (( للاجنبي تقرض بربا )) و لكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها
كما نقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس و ليس احد منكم يعمل الناموس لماذا تطلبون ان تقتلوني
و نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
7 :53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه
والآن نقرأ قول الله عز وجل فى القرآن الكريم والذى يثبت تحريفهم وعصيانهم :-
قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (110)) (سورة هود)
قال الله تعالى :- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102))
صدق الله العظيم (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)) (سورة البقرة)
و يخبرنا الله عز وجل في القرآن الكريم بأن الله عز وجل هو من علم المسيح عليه الصلاة والسلام التوراة فهو لم يأخذ علم التوراة منهم
قال الله تعالى :- (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48))
(سورة آل عمران)
ونجد فى كتاب المسيحيين المقدس ما يخبرنا بأن الله عز وجل هو من علم المسيح عليه الصلاة والسلام الكتاب
فنقرأ من إنجيل يوحنا :-
7 :14 و لما كان العيد قد انتصف صعد يسوع الى الهيكل و كان يعلم
7 :15 فتعجب اليهود قائلين (( كيف هذا يعرف الكتب و هو لم يتعلم ))
7 :16 اجابهم يسوع و قال (( تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني ))
المسيح عليه الصلاة والسلام لم يتعلم الكتاب من اليهود المحرفين ولم يعرفه من نفسه لأنه عبد من عبيد الله الله عز وجل ، وإنما الذي علمه هو من علم جميع المخلوقات ما ينفعهم أنه العليم الخبير رب العالمين انه الله عز وجل
ب- ومن هؤلاء اليهود من تشبه بالأمم الكافرة :-
وهؤلاء منهم من تركوا الشريعة (مكابيين الأول 1: 12 الى 1: 16 ) ومنهم الذين عبدوا الأوثان (مكابيين 1: 45 ، 1: 50 الى 1: 55 ) أو مزجوا بين معتقدات أجداده وبين المعتقدات الكافرة فكان منهم الغنوسية ومنهم من عبد عزير ( للمزيد راجع اليهودية الهلينستية المبحث الأول - الفصل الثاني - الباب الثاني )
قال الله تعالى :- (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) )
(سورة التوبة)
ج- ومنهم من كذب بآيات الله عز وجل وبرسله واتبع التحريف والتزيف :-
ومن هؤلاء نقرأ عنهم فى كتاب المسيحيين المقدس :-
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات (( بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات)))
ثم نقرأ :-
مت 21 :31 (( فاي الاثنين عمل ارادة الاب )) قالوا له الاول قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين و الزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
مت 21 :32 (( لان يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به )) و اما العشارون و الزواني فامنوا به و انتم اذ رايتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به
والآن نقرأ قول الحق القرآن الكريم :-
قال الله تعالى :- (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)) (سورة الصف)
قال الله تعالى :- (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) )
(سورة آل عمران)
قال الله تعالى :- (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39))
(سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101))
(سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91))
(سورة البقرة)
وكل هؤلاء كافرون نسوا مسمى معتقد أجدادهم فأطلقوا على معتقدهم المحرف مسمى اليهودية حتى يوهمون الناس أن هذا هو الحق مستغلين السمعة الحسنة السابقة لهذا المسمى
فكان هؤلاء هم اليهود حسب الدين اليهودي ، فأصبحوا كافرين نتيجة لأفعالهم وإنكارهم الحق
2- معتقد النصرانية (المسيحية) هو معتقد محرف وأتباعه كافرون :-
مسمى نصارى فى بدايته لم يكن مسمى لمعتقد ولكنه كان مسمى لفئة من بني إسرائيل ناصرت المسيح عليه الصلاة والسلام وأيدته وارتبطت بحفظ الانجيل ، و كان معتقدهم هو الإسلام
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 2 :23 و اتى (( و سكن في مدينة يقال لها ناصرة )) لكي يتم ما قيل بالانبياء انه (( سيدعى ناصريا ))
فكان يدعى ناصريا (مت 26 :71 ) ، (مرقس 1 :24 )
ثم تم إطلاق هذا المسمى على أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام على اعتبار أنه ينتمى لمدينة الناصرة أو بسبب نصرتهم لهم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
24 :5 فاننا اذ وجدنا هذا الرجل مفسدا و مهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة و مقدام شيعة (( الناصريين )) . (ترجمة الفانديك )
24: 5 وجدنا هذا الرجل مفسدا يثير الفتن بين اليهود في العالم كله، وزعيما على شيعة (( النصارى )). (ترجمة الأخبار السارة )
ونفس الأمر فى الترجمة الكاثوليكية والترجمة المشتركة وترجمة كتاب الحياة والترجمة اليسوعية
أي أن اسم النصارى الذي جاء من مدينة الناصرة أو بسبب نصرة فئة لرسولهم
ولكن بمرور الزمان جاء من نسلهم من فسدوا وحدث لهم مثل الذي حدث لفئة اليهود
فحرفوا الكتاب وضيعوه وكتبوا بأيديهم كتب ورسائل ونسبوها إلى من عاصروا المسيح عليه الصلاة والسلام ليعطوها القداسة واخترعوا عقيدة ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان فجعلوا عقيدتهم النصرانية (المسيحية) وهى عبادة الأقانيم و ذبيحة الفداء ثم كفروا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ورسالته وهؤلاء كافرين
أ- استعانوا بكتابات اليهود المحرفة وجعلوها عهد قديم وكتبوا كتب بأيديهم وأسموها عهد جديد ثم قالوا للناس هذا هو كتابكم المقدس :-
بمرور الزمن ونظرا لمحاولات الرومان تشويه المعتقد الحقيقي الذي جاء به أنبياء الله عز وجل ، ضاع من هذه الفئة الكتاب الحقيقي الذي أنزله الله عز وجل على عبده ورسوله المسيح عليه الصلاة والسلام
ونجد الإشارة إلى هذا فى إنجيل يوحنا :-
12 :34 فاجابه الجمع نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان من هو هذا ابن الانسان
12 :35 فقال لهم يسوع (( النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام )) و الذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب
12 :36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور تكلم يسوع بهذا (( ثم مضى و اختفى عنهم ))
وعندما أرادوا أن يجعلوا لهم كتاب استعانوا بالترجمة السبعينية التي فى الأصل كتبها اليهود المحرفين ثم أخذوا كتب تاريخية أو رسائل خاصة بين شخص وصديقه
فنقرأ بداية إنجيل لوقا :-
1 :1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1 :2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1 :3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
انه شخص يكتب رسالة إلى صديقه يخبره بما جمعه من قصص متداولة فى زمانه بعد محاولات بحثه بتدقيق أي أنه من المحتمل أن يكون به كلام خاطئ ولم يقل أبدا أن كلامه هو كلام مقدس ولكنهم أخذوه وجعلوه كتاب مقدس
ولم يكتفوا بذلك ولكن حتى هذه الكتابات العادية بعد ذلك أخذوها وحرفوا فيها تبعا لأهوائهم ، كما كتبوا رسائل بأيديهم ونسبوها إلى من عاصروا المسيح عليه الصلاة والسلام أو كانوا قريبين من معاصريه وجعلوها رسائل مقدسة (للمزيد عن هذه الرسائل راجع الباب الرابع ) وقدموها للناس وقالوا لهم هذا هو كتابكم المقدس ولم يكتفوا بذلك ولكن حرفوا و زيفوا المعاني فى تفاسيرهم وقاموا بلوى أزرع المفاهيم ليتفق الكتاب مع المعتقد الجديد الذى تدرج على مر الزمان بداية من فكرة ذبيحة الفداء والخطيئة الموروثة و حتى وصلت إلى تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام والذي اختلفوا فيه بعد ذلك و تقاتلوا من أجله
قال الله تعالى :- (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14))
(سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)) (سورة البقرة)
ب- عبدوا المسيح بن مريم بينما هو عبد من عبيد الله عز وجل :-
كانت مسيحية الأقانيم هي امتداد لليهودية الهلنستية التي دمجوا فيها المعتقدات اليهودية مع الأفكار الوثنية
وكان من نتيجة ذلك قيامهم بتأليه المسيح عليه الصلاة والسلام وهو عبد من عبيد الله عز وجل
وعبدوا معه أيضا الروح القدس وهو سيدنا جبريل عليه السلام وهو عبد من عبيد الله عز وجل
بينما نقرأ فى كتابهم المقدس العديد من الأدلة التي تثبت عبودية المسيح لله رب العالمين وأنه إنسان مثلنا
فعلى سبيل المثال نقرأ :-
(يوحنا 5 :30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين و دينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني )
(يوحنا 7 :16 اجابهم يسوع و قال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني )
(يوحنا 8 :40 و لكنكم الان تطلبون ان تقتلوني و انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله هذا لم يعمله ابراهيم )
(يوحنا 17 :3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته )
(يوحنا 20 :17 قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي و لكن اذهبي الى اخوتي و قولي لهم (( اني اصعد الى ابي و ابيكم و الهي و الهكم ))
(لوقا 18 :19 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله )
ولم يعرف أحد أبدا فى كتابهم أن المسيح عليه الصلاة والسلام إله بل انهم كانوا يعرفون أنه إنسان وأنه رسول الله
والآن نقرأ قول القرآن الكريم :-
قال الله تعالى :- (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)) (سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)) (سورة التوبة)
3- كفروا برسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبرسالته :-
إن من جعلوا عقيدتهم النصرانية (المسيحية) كفروا برسالة خاتم الأنبياء المبعوث إلى العالمين
فكفروا بما أنزله الله عز وجل عليه ليكون نور وهدى للعالمين
قال الله تعالى :- (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (70))
(سورة آل عمران)
قال الله تعالى :- (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101)) (سورة آل عمران)
الفرع الرابع (4-2-2-1-3) :- ومن يريد الإيمان من اليهود والنصارى (المسيحيين) والنجاة من عذاب أليم فإن عليه الإيمان بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبرسالته
قال الله تعالى :- (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161) لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)) (سورة النساء)
قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47))
(سورة النساء)
قال الله تعالى :- (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19))
(سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (112)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85))
(سورة آل عمران)
قال الله تعالى :- (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20))
(سورة آل عمران)
قال الله تعالى :- (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا (97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)) (سورة مريم)
تعليقات
إرسال تعليق