ما السبب أن الله عز وجل أنزل كتب مختلفة
إن اختلاف الكتب هو نتيجة لاختلاف الأمة التي جعل الله عز وجل لها مهمة إخراج الحق للناس
في البداية كان بنو إسرائيل يتكلمون العبرية، فأرسل الله عز وجل إليهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ليعلمهم، فأعطاهم التوراة، وبعد أن تعلموها كان عليهم إخراج الحق للناس وتعليمهم ما في التوراة.
ولكن بعد فترة من الزمن نسي بنو إسرائيل التوراة نتيجة التحريف (ولذلك لن يتمكنوا من أداء المهمة الموكلة إليهم وهي إخراج الحقيقة للناس)، فأرسل الله عز وجل إليهم أنبياء حتى جاء زمن المسيح ابن مريم، وكان أغلب بني إسرائيل في فلسطين يتكلمون الآرامية ويعتنقون الأفكار الأبيقورية الملحدة، فكان لا بد من مخاطبتهم بخطاب آخر بلغتهم وتعاليمهم يفهمون فساد وخطأ الأبيقورية، فأعطاهم الله تعالى كتاب الإنجيل، ولكن في نفس الوقت أخبرهم أن مهمتهم كأمة لإخراج الحقيقة للناس قد انتهت، فهو كتاب خاص بهم.
لذلك ترى في العهد الجديد أن المسيح لعن شجرة التين (متى 21: 19) ، (مرقس 11: 14 - 21) ، وهي رمز بني إسرائيل (إرميا 24: 3 - 8) ، وأمر التلاميذ ألا يبشروا إلا بين بني إسرائيل
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 10 :5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع و اوصاهم قائلا إلى طريق امم لا تمضوا و إلى مدينة للسامريين لا تدخلوا
مت 10 :6 بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة
وهذا ما كان يحدث ، فالحقيقة أن أتباع المسيح لمدة 300 سنة كانوا من بني إسرائيل المتفرقين في كل الأرض وليسوا من أمم أخرى مثلما أوهم آباء الكنيسة الناس إلى هذا الاعتقاد مستغلين عدم معرفة الناس كيف يتكلم الإسرائيليون في العصر الهلنستي.
ولكن إذا لاحظت في سفر أعمال الرسل تجد أن برنابا وصف بأنه قبرصي (أعمال 4: 36) وبولس وصف أيضًا بأنه روماني (أعمال 16: 37) مع أنهما من بني إسرائيل.
والسبب في ذلك أن الإسرائيليين كانوا يعطون جنسية الأمة التي يعيش فيها الإسرائيلي
فرسالة إلى أهل روما ليست موجهة إلى الرومان الحقيقيين بل إلى الإسرائيليين الذين يعيشون في روما وهكذا مع باقي الجنسيات.
كذلك فإن عبارة (اليهود واليونانيين) لم تكن تعني اليهود وبقية الأمم، بل المقصود باليهودي هو الإسرائيلي الذي يتمسك بإيمان آبائه وتعاليمهم والختان، أما اليوناني فكان يعني الإسرائيلي الذي يقلد عادات اليونانيين.
راجع هذا الرابط :-
https://biblehub.com/greek/1675.htm
المقصود أن المسيح عليه الصلاة والسلام أرسله الله عز وجل إلى كل بني إسرائيل، سواء كانوا يهوداً أو يونانيين
ولكن المحرفين وآباء الكنيسة ضللوا الناس بالعكس، ليجعلوهم يعتقدون أن رسالة المسيح عالمية، وهذا غير صحيح، وأضافوا نصوصاً غير صحيحة في نهاية الأناجيل، وخاصة في (مرقس 16: 15)، أن المسيح أمر التلاميذ بالذهاب والتبشير للخليقة كلها
ولا أدري كيف لم ينتبه المسيحيون لما ورد في (أعمال الرسل 10: 11-28) حين نجد بطرس يحتاج إلى حلم يأمره بالتبشير للأمم، وكأنه لم يسمع هذه الوصية من المسيح من قبل.
نعم لم يسمع ولم يكن هناك حلم ، لأن كلها نصوص مزيفة أضيفت لتضليل الناس ليصدقوا عكس الحقيقة
لأنه إذا لم تكن رسالة المسيح عالمية فهو بالتأكيد ليس الله
والحقيقة أن الرسالة لم تصبح عالمية إلا على يد قسطنطين بعد أن حولها إلى رسالة وثنية
كما حدث للإنجيل حدث للتوراة ، فقد ضاعت وحُرفت المخطوطات
لأن مهمة بني إسرائيل كأمة لإيصال الحقيقة إلى الناس انتهت، و انتقلت هذه المهمة إلى أمة أخرى وهم العرب ، لذلك كان لابد أن يعطيهم الله تعالى كتاباً بلغتهم يعلمهم الحقيقة حتى يتمكنوا من إيصال هذا الحق إلى الناس
تعليقات
إرسال تعليق